الأربعاء 18 ديسمبر 2024

فإذا هوى القلب منال سالم

انت في الصفحة 7 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز

عزاء الراحل.
لم يمنعها ذلك من الاستمرار في التساؤل لجمع معلومات أكثر.
مالت أسيف على رأس والدتها وهمست متسائلة بحذر
هي ساكنة قريب مننا
ردت عليها حنان بهدوء
لأ في حتة تانية!
اعتدلت هي في نومتها ونظرت أمامها بشرود تفكر في الأمر لديها عمة لا تعرف عنها إلا القليل ولا تقطن بجوارهم بالإضافة لوجود مشاكل قديمة.. 
لاحظت والدتها شرودها وصمتها المفاجيء فهمست بصوت متحشرج
أسيف 
انتبهت ابنتها لها ورسمت ابتسامة مصطنعة على وجهها مرددة بنعومة
نعم يا ماما!
وضعت حنان يدها على كف ابنتها وضغطت عليه بأصابعها قائلة بجدية
أنا مش عاوزاكي تغلطي غلطة ابوكي وتقاطعي قرايبك سمعاني مش عاوزاكي تكوني لوحدك لو جرالي حاجة 
هتفت أسيف بتوجس
بعد الشړ عنك يا ماما بس إنتي قصدك ايه بالكلام ده
ردت حنان بفتور وهي تنزلق بجسدها للأسفل لتغفو
بعدين سيبني أرتاح دلوقتي 
حركت أسيف رأسها بالإيجاب وهي ترد مبتسمة
حاضر يا ماما 
أعدت جليلة طاولة الطعام بالمأكولات الشهية ونظرت إلى ما وضعته بإعجاب فهي دوما تبرع فيما تطهوه.
أطلقت تنهيدة متفاخرة من صدرها وغمغمت مع نفسها قائلة
والله ما في زي نفسي في الأكل! بس اللي يقدر!
وجهت أنظارها للجانب وهتفت بصوت مرتفع
الغدا جاهز يالا يا حاج طه!
استندت بمرفقها على حافة المقعد الخشبي وتابعت ندائها العالي
يا منذر دياب تعالوا يا ولاد الغدا سخن!
أخذت نفسا عميقا ثم أكملت بنفس الصوت الحاد
بت يا أروى سيبي مذاكرتي وهاتي يحيى في ايدك وتعالي!
انتظرت هي للحظات قبل أن يأتي قاطني المنزل إليها.
شمر الحاج طه عن ساعديه وحدق في صحون الطعام بنظرات إعجاب مرددا
ماشاء الله يا جليلة 
ردت مبتسمة بتفاخر
سفرة دايمة إن شاء الله!
سحب منذر مقعده وجلس عليه دون أن ينبس بكلمة بينما أقبل دياب على الطاولة وهو ينفخ بضيق بادي عليه.
نظرت له والدته بإستغراب متسائلة
مالك يا دياب وشك مقلوب كده ليه
نظر لها من طرف عينه بإنزعاج ولم يجب على سؤالها وقبل أن تضيف المزيد استمعت هي إلى صوت ابنتها الصغري هاتفا
يحيى مش جه يا ماما
التفتت سريعا برأسها نحو دياب وهتفت متسائلة بتخوف قليل
الله! الواد راح فين يا دياب هو انت مجبتوش معاك
أجابها باقتضاب وقد اكتست ملامح وجهه بالتجهم
لأ!!!
زاد قلقها لعدم وجود حفيدها ضمن أفراد العائلة فتساءلت بتوتر
ليه انت سبته فين
رد عليها بامتعاض
المحروسة خدته معاها عاوزاه يقضي اليوم
زفرت جليلة بإستياء وردت عليه قائلة
معلش يا بني ماهي أمه بردك ومن حقها تقعد معاه 
تمتم دياب من بين أسنانه بسخط
هي دي أم أصلا دي شيطان!
صاح طه بصرامة وهو يدس ملعقته في صحن الأرز
فضونا من السيرة دي وخلونا ناكل على رواقة 
قامت جليلة بتوزيع الطعام على صحون أبنائها بعد أن قدمت لزوجها حصته أولا.
تساءل دياب بجدية بعد أن ابتلع ما في جوفه
عملتوا ايه في موضوع الدكان
أجابه منذر بهدوء
لسه في شوية قلق كده!
قطب دياب جبينه متعجبا وتساءل مهتما
قلق ايه ده هي عواطف ناوية تتنمرد علينا ولا ايه 
رد عليه أباه قائلا
لأ يا دياب الحكاية ومافيها إن أخوها شريك في الدكان وهي مش هاتعرف تتصرف فيه لوحدها
انتبهت جليلة لعبارة زوجها الأخيرة وهتفت مرددة بنزق
رياض! ياه بقالنا كتير ماسمعناش عنه حاجة! 
تساءل دياب بإستغراب
مين رياض ده
أجابته والدته قائلة بتنهيدة مطولة
ده أخو عواطف جدع طيب والله بس بخته قليل!
تقوس فم دياب بعدم اقتناع مرددا
هي ليها أخوات أصلا
أجاب طه عليه بنبرة هادئة
ده من أيام الڤضيحة اياها!
اهتم دياب بالحديث كثيرا خاصة أنه لا يعي عنه شيئا فتساءل بفضول أكبر
ڤضيحة ايه دي
ردت عليه جليلة بأريحية تامة
أم عواطف الست عزيزة الله يرحمها مكانتش تعرف إن جوزها الحاج خورشيد الكبير متجوز من قبلها ولما دريت بده وقت ما مراته الأولى دي ماټت على اللي عملته فيه وقلبت الدنيا ومقعدتش وكانت فضايح في الحتة شتمته وبهدلته وقلت أدبها عليه وعلى ابنه والكل اتفرج عليهم!!!
عقد منذر ما بين حاجبيه متعجبا من جرأة تلك السيدة وأسلوبها الغير أخلاقي مع زوجها مرددا بضيق
يا ساتر!
تابعت جليلة قائلة بتحمس
هو حاول يراضيها ويعوضها عن انه خبى عليها إكمن كان بينهم مصالح كتير وكتب لها جزء من أملاكه بس مرتاحتش كل همها ازاي كان متجوز ومخلف واد من وراها لأ وكان جدع وقتها يعني هيشاركها في كل حاجة!
ارتشف دياب صحن الشوربة الساخن بالكامل دفعة واحدة وأسنده أمامه ثم تساءل باهتمام
وبعدين!
أكملت جليلة بعد أن مصمصت أصابعها الملطخة بأجزاء من الطعام
مخلصهاش تسيبه كده قالت لقرايبها وكانوا شداد الصراحة حلفوا ما يسيبوا عمك خورشيد إلا لما يربوه على كدبه عليهم!
رفع طه حاجبه للأعلى مرددا بحزم
خلاص يا جليلة بلاها السيرة النكد دي على الأكل!
اعترض دياب على جملة أبيه قائلا بفضول
استنى يا حاج أما أعرف التفاصيل
لوى طه فمه هاتفا بتهكم وهو يسلط أنظاره عليه
يعني هتسمع الأملة!
ضحك منذر قائلا بإستهزاء
عادي يا حاج طه ابنك غاوي حكايات!
لم يعقب عليهما دياب واكتفى برمقهما بنظرات حادة ثم الټفت ناحية أمه وسألها مهتما
ها يا أمي ايه اللي حصل
ابتلعت ما في جوفها وأجابته بصوت جاد
اندهش دياب من تفكير زوجة ذلك الرجل الإجرامي واسترعى الأمر فضوله بشدة..
أخفضت جليلة نبرتها لتضيف برثاء مصطنع
بس يا عيني اللي راح في الموضوع ده بت غلبانة باين فدت الحاج خورشيد وابنه!
هتف دياب بشكل حماسي مفاجيء
شكل عزيزة دي كانت جبارة!
ردت عليه جليلة بامتعاض وقد عبست تعابير وجهها
أجارك الله دي كانت فظيعة!
أضاف منذر بجدية وهو يتفرس وجه والدته
بس عواطف مش طلعالها 
ردت عليه أمه بتنهيدة
عواطف زي أبوها طيبة وفي حالها!
تساءل دياب بنبرة جادة وهو يعاود النظر إلى أبيه
المهم دلوقتي الدكان ده هنعرف ناخده ولا البيعة واقفة
أجابه طه قائلا بنبرة متريثة
عواطف قالت هتتصرف وأدينا مستنيين!
هز دياب رأسه بإيماءة خفيفة مضيفا
اللي فيه الخير يقدمه ربنا!
حدق منذر في وجه أبيه وهتف بخشونة وقد بدت الصرامة ظاهرة على محياه
يومين كده ونسألها عملت ايه!
حرك والده رأسه بإهتزازة جادة موافقا إياه
وماله يا منذر!
لاحقا وبعد مرور عدة أيام أجرت أسيف بحثا مكثفا على المواقع الطبية المختلفة باحثة عن طبيب مناسب يمكنه متابعة حالة والدتها وعلاجها إن اقتضى الأمر.
فهي تخشى تدهور صحتها وربما خسارتها إن أهملت في نفسها.
لذلك أجبرت نفسها على التحري في سرية لتصل إلى شيء مفيد. لذلك جلست في مكتب والدها لتفعل هذا.
ونوعا ما جمعت عدة معلومات عن عدة أماكن باهظة الثمن يمكنها أن تقدم لوالدتها فرصة جيدة في الفحص والتشخيص.
دونت الأسماء في إحدى صفحات مفكرتها الزهرية الصغيرة.
زفرت بتعب بعد
ذلك المجهود الذي أخذ من وقتها ساعات كثيرة.
أرجعت ظهرها للوراء وحركت عنقها للجانبين وهي تفركه بكفي يدها.
استرخت على المقعد قليلا وأغمضت عيناها لتريحهما.
رددت لنفسها بتفاؤل وهي تتثاءب
إن شاء الله يجي تعبي ده بفايدة المستشفيات دي الأغلب بيشكر فيها!
تمطعت بذراعيها وهي تكمل حديث نفسها المتحمس
أقنع بس ماما نروح لواحدة فيهم وأهوو فلوس بيع الأرض موجودة عشان مايبقلهاش حجة!
قطع تفكيرها صوت رنين الهاتف الأرضي ففتحت عيناها سريعا ونهضت عن المقعد لتجيب عليه.
وضعت أسيف السماعة على أذنها قائلة بصوت خاڤت
ألوو!
استمعت هي إلى صوت أنثوي يردد بحزن
حنان!
تجمدت تعابير وجهها نوعا ما متعجبة من وجود من يهاتف والدتها التي كانت نادرا ما تحدث أحد في الهاتف وصححت لها قائلة برقة
لأ أنا أسيف بنتها!
بنت رياض!
ردت عواطف مصډومة بتلك العبارة وقد بدا في نبرتها الذهول التام من وجود ابنة أخ لا تعلم عنها شيئا..!!!!
الفصل الخامس
استغربت أسيف من ترديد تلك السيدة الغامضة لتلك العبارة بإندهاش كبير وسريعا استطاعت أن تخمن هويتها وتأكدت ظنونها حينما تابعت عواطف قائلة بصوت شبه مرتبك
أعذريني يا بنتي أنا.. أنا أبقى عمتك عواطف!
همست أسيف بنبرة خفيضة وقد تشكلت علامات الذهول على محياها
عمتي!
تابعت عواطف موضحة بنبرة متريثة
ايوه شقيقة أبوكي الله يرحمه!
ابتسمت أسيف قائلة بهدوء
أهلا يا عمتي!
تنفست عواطف الصعداء لإسترسال ابنة أخيها في الحديث الودي معها ولم تكن كوالدتها حذرة في ردودها..
أكملت تعارفها متسائلة بفضول
أهلا بيكي يا بنتي قوليلي انتي عندك اخوات تانيين
أجابتها أسيف بنبرة

رقيقة
لأ مافيش إلا أنا 
هتفت عواطف مرددة
ربنا يحفظك ويباركلك في عمرك
شكرا 
سألتها مجددا باهتمام
وإزي أمك حنان
ردت أسيف قائلة بصوت هاديء
الحمدلله بخير 
تساءلت عواطف بفضول بائن في نبرتها
هي لسه حالتها زي ما هي
استغربت أسيف من سؤالها هذا فقد بدا مريبا نوعا ما بالنسبة لها وردت عليها بتوجس قليل
حضرتك تقصدي ايه
ارتبكت عواطف من زلة لسانها وردت بتلعثم ظاهر
هه..... ولا حاجة! أنا بس بأطمن عليها!
أجابتها أسيف بحرص
الحمدلله في نعمة!
أضافت عواطف قائلة بأسف
أنا.. أنا يا بنتي معرفتش باللي حصل ومۏت المرحوم إلا لما....
هتفت أسيف قائلة بتفهم
اها.. ماما قالتلي!
تابعت عواطف مضيفة بنبرة مواسية
ربنا يرحمه ويغفرله ويصبركم على فراقه 
ابتلعت أسيف غصة مريرة في جوفها فقد كانت تشتاق لأبيها كثيرا وتنهدت بعمق و بصوت مسموع وهي تردد بحزن
يا رب أمين!
أكملت عواطف قائلة
حقيقي كان زي أبونا راجل طيب وفي حاله 
أها 
حاولت هي على قدر الإمكان الإطالة في الحديث معها حتى لا تنهي المكالمة في أي لحظة وبررت موقفها في عدم القيام بواجباتها نحو أخيها الراحل معللة
والله لو كنت عرفت من بدري يعني كنت جيت عزيت وأخدت بخاطركم!
ردت عليها أسيف مجاملة
شكرا سعيكم مشكور!
هتفت عمتها قائلة بحماس قليل
أنا نفسي أشوف شكلك وأتعرف على بنت رياض الغالي وأوصل صلة الرحم مع لحمه!
ابتسمت أسيف بخجل وهي تجيبها
أكيد إن شاء الله 
أضافت عمتها بإصرار أكبر
مش كلام والله يا بنتي القطيعة اللي حصلت زمان مكانتش بخطړي ولا بخطره بس في ايدنا دلوقتي نصلح اللي فات ونرجع حبال الود بينا!
ربنا ييسر 
صمتت عواطف للحظات تفكر في أمر ما فهي بحاجة للتمهيد لمسألة بيع الدكان القديم ولكنها لا تعرف كيف تبدأ بالحديث عنه.. لذلك جاب ببالها أن تسألها
مابتفكروش... تنزلوا من البلد و.... وتيجوا مرة عندنا
ردت أسيف بنبرة دبلوماسية
يمكن نيجي قريب!
استشفت عواطف من نبرتها نيتها للقدوم فهتفت بإلحاح لتؤكد على ترحيبها بهما
لو عرفتوا تعالوا عندي العنوان سهل مايتوهش!
شعرت أسيف أنها ربما تورطت في أمر ما دون الرجوع إلى والدتها فحاولت إصلاح ما قالته سريعا مرددة
ربنا يسهل بس أشوف ماما رأيها إيه الأول لأن حركتها قليلة وصحتها على أدها!
وافقتها عمتها الرأي قائلة
اه يا حبيبتي وماله وصدقيني يمكن كمان تلاقي دكاترة كويسين هنا!
عضت ابنة أخيها على شفتها السفلى متمتمة
هانشوف إن شاء الله!
تساءلت عواطف باهتمام
طيب أمك صاحية أكلمها
ردت أسيف نافية
مش عارفة لحظة اشوفهالك
خدي راحتك!
وبالفعل تركت أسيف سماعة الهاتف وتحركت في اتجاه غرفة والدتها.
تسللت بخفوت إليها وإشرأبت بعنقها للأعلى لتتفقدها.
كانت أمها غافية فرفضت إيقاظها قبل أن تحصل على قسطا من الراحة لذا عاودت أدراجها مجددا لغرفة المكتب وأمسكت بالسماعة لترد قائلة بجدية قليلة
للأسف ماما نايمة وأنا مش هاينفع أصحيها!
ردت عليها عواطف بتفهم واضح
خليها ابقي بس سلميلي عليها أما تصحى 
الله يسلمك!
أرادت عواطف ألا تنهي المكالمة دون التلميح إلى مسألة بيع الدكان أو على القليل الإشارة إلى وجوده فمهدت إليه قائلة

انت في الصفحة 7 من 52 صفحات