الخميس 12 ديسمبر 2024

قدر لسارة مجدي

انت في الصفحة 14 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز

 


و اخطائى فى حق ربنا و حقك و أوعدك أنى أحافظ على قدر الصغيرة بعمرى
ظلت سناء واقفه مكانها بين ذراعى زوجها تتابع خطوات أصلان الواهنه ثم نظرت إلى رمزي بحيرة و قلق ليربت على كتفها بحنان و قال بهدوء
جهزى ببرونة قدر أنت محتاجه ترتاحى 
أومئت بنعم و تحركت تنفذ ماقال و بعد عدة دقائق كانت تدلف إلى غرفتها أستقبلها هو باحتواء و حنان و أخذها مباشرة إلى الحمام ساعدها فى أخذ حمام دافىء

وها هى تسكن صدره الحانى 
أنا خاېفه أوى يا رمزي
من أيه يا سناء
نظرت إليه و قالت بتأكيد
أصلان
أومىء بنعم و قال ببعض الشرود
أنا النهارده أتفاجأت بكل إللى حصل كلام أصلان و إللى الحج رضوان كان بيزرعه فيه أنا حقيقى مش قادر أصدق كره الحج رضوان للبنات
صمت لثوان ثم قال
أنا مش قادر أفهم كل إللى حصل النهارده و لا قادر أستوعب صډمه أصلان و كل إللى حصل
معاه النهارده صډمه مۏت قدر محدش فينا قادر يستوعبها البلد كلها حزينة عليها 
لتبكى سناء و هى تقول
يا حبيبتي يا بنتى يا حبيبتي أنا مش قادره أصدق عاشت عمرها كله مقهورة و ماټت صغيرة من غير ما تلحق تتهنى و تفرح بنجاحها و لا تفرح ببنتها
ربت على ظهرها و هو يقول
متقوليش كده يا سناء حرام كل شىء مكتوب و ده قضاء الله 
أومئت بنعم و هى تقول
و نعمه بالله 
خيم الصمت عليهم لثوان كل منهم عقله سارح فى أفكاره و ما يشغله نظر إليها لعدة ثوان ثم نادها بصوته الحاني
سناء
نظرت إليه باستفهام ليقول باستفهام
هو الحج رضوان كان بيعمل معاكى أيه و أنت صغيرة 
تجمعت الدموع فى عيونها و هى تقول
مكنش بيعاملني أصلا كنت نكره بالنسبه له زى أى كرسى فى البيت لا بيحس و لا بيتكلم
نظرت إليه و قالت پألم
عارف يا رمزي عمره ما طبطب عليا عمره ما أهتم يجبلى هدوم كنت بشوفه ديما بيفضل أخواتى عليا كل إللى يطلبوه أو إللى حتى مطلبوهوش بيكون موجود عندهم و أنا أبسط الحاجات محرومه منها حتى قدر لما كانت لسه بيبى و كانت ټعيط كان ممكن يضربها علشان كده كنت على طول ببعدها عنه
شهقت بصوت عالى أثر بكائها و أكملت قائله
يوم أنت ما أتقدمت علشان تخطبني هو وافق و أتفق معاكم و خلص كل حاجه من غير أنا معرف و يوميها كنت فاكره أن الدنيا لسه عايزه تظلمنى و كنت فاكره إنك زيه
أبتسمت من بين دموعها و قالت
بس ربنا حب يهادينى بهدية كبيرة و نعمة عايشة فيها عمرى كله
ضمھا بحنان و ظل يربت على ظهرها غلب النوم عيونها بين ذراعيه
و فوق صدره الحاني
و ظل هو يربت على ظهرها و عقله يفكر فى كلماتها و يتصور كيف عاشت و ما كان أحساسها يوم زواجها منه أغمض عينيه پألم و لم يجد ما يقوله سوا
الله يرحمك يا حج رضوان و يغفرلك كل ذنوبك و أخطائك و ظلمك
دخل أصلان إلى الغرفة و أغلق الباب خلفه و ظل ينظر إلى أركانها لعدة دقائق يتخيل قدر بها كيف تتحرك فيها و مكان نومها وقعت عينيه على علاقة الملابس و ذلك الثوب الخاص بها المعلق هناك تحرك ليضع الصغيرة النائمة فى منتصف السرير و توجه إليها يمسك ذلك الثوب من فوقها و قربه من أنفه و أغمض عينيه وهو يملىء صدره برائحتها التى أشتاق إليها
عاد ليجلس على السرير و بين يديه فستانها يذكر نفسه بوجهها الملائكى يوم مولدها و كيف كانت تنظر إليه بعيونها الصغيرة و تبتسم لحركات وجهه المضحكة
أغمض عينيه لتسيل تلك الدمعه فوق خده و هو يتذكر كل ما كان يقوم به معها حتى يرضى جده و ما كان يحدث بعيد عن عينيه كان يعود إلى ما كان عليه مره أخرى أن يكون لأبنته الأب الحامى و الحاني الأمان و الحماية
حين أنتهى من صلاته جلس سريعا على 
و الله كان ڠصب عنى كان ڠصب عنى كان لازم أبقى مميز عند جدى كان لازم يكون شايفنى الراجل إللى هو عايزه أنا آسف يا قدر أنا آسف
أخذ نفس عميق عله يهدء من شهقات بكائه ثم عاد يكمل باقى مذكراتها
حين كانت تراه يشترى ملابس جديده و حين تطلب شىء يرفض جدها بشكل قاطع و يحضر لها ملابس قديمة من خزانة جدتها و يلقيها لها أرضا و هو يأمرها بأن ترتدى هذه الملابس و لا تطلب شىء آخر
أغمض عينيه پألم ثم فتحهم و عاد ليقرأ كلماتها و أحساسها حين سافر ليكمل تعليمه و حين عاد و يوم تزوجها و أنتهك حرمة جسدها بۏحشيه و عڼف و ڠضب و حين توفى جده و يوم غادر
كل الألم النفسى التى شعرت به طوال حياتها و كل الخۏف و القلق كل الكره الذى كان يسكن قلبها تجاهه
و تجاه جدها و حزنها من أبوها الذى تركها و هرب أحساسها بالأمان جوار زوج عمتها و حنانه و تشبيهها له أنه مثال للرجل الحقيقى التى تحلم به كل فتاة أن يكون حبيبها أو أخيها أو والدها هو المثال و القدوه الذى يجب أن يتبعها و يقتدى به كل الرجال
رفع عينيه عن المذكرات و نظر إلى أبنته و هو يعدها بصمت أن يكون الأب التى تفتخر به طوال حياتها و يكون لها الصديق و الصدر الحاني و الداعم لها بكل خطوات حياتها
أخذ نفس عميق و عاد من جديد يقرأ كلماتها
طريق كفاحها و كيف أستطاعت تغير العقول المتحجره الصدئه و كيف
حاربت طواحين الهواء حتى أستطاعت إثبات قدراتها و نيتها الطبيه فى جعل كل النساء يستطيعون أخذ حقهم من تلك الحياة الظالمه 
أغلق المذكرات و هو ينتبه لصوت الصغيرة التى أستيقظت من نومها و تريد طعامها
كان رمزي ينظر إلى أصلان و بداخله يفكر سبحان الله يهدى من يشاء و يضل من يشاء يعز من يشاء و يذل من يشاء
هذا أصلان الذى لم يهتم لأحد يوما الذى أنهى أيام العزاء حين ۏفاة جده و غادر دون أن ينظر خلفه
الأن هو حزين عينيه تمتلىء بالدموع يحتضن أبنته دون أن يهتم لكلمات الناس و نظراته المندهشة
يداعبها بيديه و يرسل أحد العمال ليحضر لها وجبتها من الحليب فى موعدها
حين أنتهى العزاء و عادوا الرجال إلى المنزل 
تصبحوا على خير
مش هتتعشى يا أصلان
قالها رمزي مستفهما لينظر إليه أصلان و قال بابتسامة صغيرة
مش جعان يا عمى تصبحوا على خير
و صعد إلى غرفته و مثل الليلة الماضية وضع الصغيرة فى منتصف السرير و دلف إلى الحمام ثم وقف بين يدى الله يصلى و يستغفر و يعلن توبته و ندمه ثم يقرأ مذكرات قدر و بضع آيات من الذكر الحكيم ثم يأخذ الصغيرة بين ذراعيه و ينام
مرت عدة أيام لم يختلف حاله عن الأيام الأولى حتى ذلك اليوم الذى وقف فيه أمام رمزي و قال
عمي أنا عايز أكمل معاك كل إللى قدر بدأته
كان رمزي ينظر إليه بشك و تفحص ليقول أصلان موضحا
عارف إنك مش مصدق كل التغيير إللى حصل لكن إنك لا تهدى من أحببت و الله يهدى من يشاء
أبتسم رمزي إبتسامة صغيرة ليكمل أصلان كلماته
أنا مش هكون مكان قدر ربنا يرحمها أعتبرني مساعد ليك متطوع خدامك و تحت أمرك
ليقطب رمزي حاجبيه بضيق ليكمل أصلان قائلا بتوسل
أنا عايز أكمل إللى هى كانت بتحلم بيه يمكن ده
يكفر ولو جزء بسيط من إللى عملته فيها عايز حلمها يكتمل و إسمها كل الناس تعرفه عايز بنتى لما تكبر الدنيا كلها تشاور عليها و تقول بنت قدر أهى دى بنت قدر
أقترب خطوة
من رمزى و أمسك بيده بتوسل
أرجوك يا عمي أنا هبقي من إيدك دى لأيدك دى هكون موجود بس علشان أنفذ إللى تأمرنى بيه
ربت رمزى على كتف أصلان و قال بهدوئه المعهود
يا ابنى أنا فخور بيك و إنك رجعت لربنا و لعقلك يمكن أتأخرت لكن إنك تتوب و ترجع للصح حتى لو متأخر أحسن من أنك تفضل فى ضلالك
أخذ نفس عميق و أخرجه بهدوء أكمل قائلا
ده مالك و مال بنتك و أنت أولى الناس إنك تديره هفهمك كل حاجة ماشية إزاى و أنت أكيد قد المسؤلية
و بالفعل من اليوم التالى ترك أصلان قدر عند سناء رغم أن قلبه يرتعش خوفا عليها و يشعر أن قلبه و عقله لا يفكرون سوا بها إلا أنه كان يسير خلف رمزي كتلميذ نجيب
يريد أن يتعلم كل شىء و إن يحصل على رضا المعلم فى النهاية
كان جميع أهل البلده يشاهدون حالته جسده الهزيل و ذقنه النامية إلتزامه بأداء الفروض فى المسجد الإبتعاد عن أى مظهر من مظاهر التفاخر و الرياء معاملته مع جميع الناس بتواضع و بساطه و أيضا أهتمامه بأبنته و أحترامه الواضح لزوج عمته و عمته أيضا
متابعته لبناء المدارس و تقديم المساعدة لكل فقير محتاج و تكفل بأكثر من فتاة حتى تستطيع
 

 

13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 15 صفحات