الخميس 12 ديسمبر 2024

قدر لسارة مجدي

انت في الصفحة 11 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز

 


للأسف لقد سكنت عقله و روحه من أول مره لمسها لا يعلم أذا كانت سكنت قلبه فهو خلق بلا قلب
نظر إلى الفتاة النائمة جواره و لم يتحمل أن ينتظرها حتى تستيقظ
فعتدل
قليلا و رفع قدمه و دفعها بها حتى سقطت أرضا تصرخ پخوف من المفاجئة و أيضا
من ألم السقطة
لم يمهلها الوقت لتستوعب ما حدث
غادر السرير دون أن يهتم أن يرتدى ملابسه

و جمع ملابسها من الأرض ألقها فى وجهها و قال أمرا
ألبسى
فى ثوان معدوده كانت قد أرتدت ملابسها و كان هو قد أحضر المال المتفق عليه ألقاه فى وجهها 
فى صباح اليوم التالى كانت البلد أجمعها على قدم و ساق لتجهيز و الإستعداد لأستقبال المحافظ و مندوب من وزارة التربية و التعليم و بعض المسؤلين لأفتتاح أول مدرسة للبنات فى البلده
و أيضا حضور معرض كبير للملابس و كل هذا تم بجهود ذاتيه من قدر و رمزى و بعض الرجال الأغنياء
و بيد أبناء البلده أجمع 
و كانت هى أيضا تستعد فى غرفتها و كأنها عروس و اليوم هو يوم عرسها اليوم تحقق حلمها اليوم الخطوة الأهم فى حياتها و النجاح الذى أوشك أن يكون حقيقه ملموسه
أخذت نفس عميق و هى تبتسم بسعادة و وضعت يدها فوق بروز معدتها و قالت
و سعادتى الكون مش هيساعها يوم ما أشوفك داخلة المدرسة و يوم ما تدخلى الجامعة و تحققى كل إللى بتحلمي بيه 
أغمضت عيونها لثوان و ذلك الألم يتكرر من جديد لا تعلم هل ستلد اليوم
رفعت عيونها إلى السماء و هى تتمنى من الله أن يمر هذا اليوم فقط بخير و إن تظل واقفه على قدميها حتى يتم الإفتتاح على خير
طرقات على الباب أخرجتها من أفكارها و أبتسمت حين طلت عمتها من الباب و هى تقول بابتسامتها الحنون
جاهزه يا قدر
أومئت قدر بنعم لتقول سناء بحنان
حلمك أتحقق يا قدر قدرتي يا بنتى النهارده يومك
أتسعت إبتسامة قدر و عيونها تشع بنظره فخر و ثقه و أمل فى حياة قادمة أفضل و من داخلها قوة كبيرة قادرة على مواجهة أى شىء و كل شىء
ربتت سناء على كتفها و هى تقول
أنا هسبقك و متتأخريش رمزي بعت لنا العربيه من بدرى
حاضر نازله وراكي على طول
أجابتها قدر لتغادر سناء بهدوء و توجهت قدر إلى السرير و مدت يدها تحت وسادتها و أخرجت مذكراتها و فتحتها و كتبت
اليوم باب جديد تفتحه والدتك على مصرعيه اليوم تحقق والدتك نجاح جديد اليوم تثبت من جديد لوالدك أنها قادره على مواجهة الجميع و تحقيق النجاح و إن الحياة بأكملها لم تتمكن من كسرها و لم يتمكن هو 
أغلقت المذكرات و أعادتها إلى مكانها و وقفت أمام المرآة من جديد تأكدت من هيئتها ثم غادرت الغرفة
و مباشرة إلى السيارة و معها عمتها 
وصلت السيارة أمام المدرسة و وجدت هناك عمها يقف بهيئته المهيبه و التى تجعل الأنظار تتوجه إليه مباشرة و تحترمه بشده
و فى نفس اللحظه علت أصوات السيارات تنبئهم لحضور المسؤولين
وقفت قدر جوار رمزى و بالجهة الأخرى وقفت سناء
بفخر بزوجها الذى كسر قيود كل النساء و الفتايات و بأبنة أخيها التى وقفت أمام عقول أكلها الجهل و التقليد الأعمى و التفاخر الكاذب بالذكوريه التى لم يكن لهم يد او دخل فى أنهم خلقوا ذكور 
وصل مندوب من وزارة التعليم و المحافظ و أستقبلهم رمزي بثقه وقوة و ثبات و توجهوا لمكان وقوف قدر
الذى نظر إليها المحافظ بفخر و قال
أحيكى يا مدام قدر حقيقى كلنا فخورين بيكى
أبتسمت قدر بسعادة كبيرة و قبل أن تجيب المحافظ قال مندوب الوزارة
حقيقى لو كل الناس فكرت زيك كان البلد دى أتغير حالها و أتبدل و بقت من أكتر الدول تقدم
أخفضت رأسها بخجل و هى تقول
يا جماعة أنا عملت كده علشان شوفت الظلم و القهر و جربته و كمان عارفة قيمة الست و مكانتها و قدراتها
أخذت نفس عميق ثم قالت
خلينا نفتتح المدرسة و تشوفوا كمان المعرض إللى مجهزينوا و إللى كله من شغل أهل البلد
تحرك الجميع معها
فى نفس اللحظه التى أقترب فيها رمزى من أذنها وقال
أستعدى للمفاجئة
نظرت إليه بحيره و أندهاش ليبتسم و هو يسير بجانب المحافظ بهيبته دون أن ينتبه أحد لما حدث منذ لحظات
أقتربت قدر منهم و بين يديها علبه من القطيفة و بداخلها المقص و مد يدها بها أمامهم
ليقول مندوب الوزارة
أنت إللى هتقصى الشريط و ده قرارى أنا و سيادة المحافظ
نظرت إليهم پصدمه ليشجعها رمزى بعينه و صفقت سناء بسعادة لتمسك قدر المقص و قصت الشريط فى نفس اللحظة التى سقطت فيها تلك الأوراق من فوق لافتة المدرسة مصاحبه لتصفيق جميع أهل البلده
و أيضا شهقات متتالية بسعادة حين نظرت إلى اللافتة غير مصدقه لما تراه 
أقترب رمزى منها و قال بصوته الرخيم
مدرسة قدر الأبتدائية للبنات مفاجئة
كانت الدموع ټغرق وجه سناء التى تتابع ما يحدث بسعادة كبيرة
ظلت قدر تنظر إلى اللافته غير مصدقه لكل ما يحدث سعادة و فرحة ثقه و قوة إحساس يشبه من كان يتسلق جبل شاهق و وصل إلى قمته أخيرا يلتقط أنفاسه و أيضا يستمتع بانتصاره
نظرت على رمزى و الدموع تسيل من عينيها و قالت
أنا مش عارفه أقول أيه 
متقوليش حاجه يا قدر أنت تستحقى ده أنت رمز دلوقتى لكل البنات
كلمات رمزي جعلت أبتسامتها تتسع بسعادة و ثقه و نظرت إلى المحافظ و مندوب الوزارة و كل الوفد المرافق و قالت بثقه
أتفضلوا علشان تشوفوا كل تجهيزات المدرسة
لم يكن أى أحد من الموجودين يلاحظ ذلك الواقف على مسافه لا بأس بها يتابع ما يحدث بعيون جاحظه و صډمه و عدم تصديق
كان الجميع سعيد من المستوى الذى تم تجهيز المدرسة بها و أيضا الشغل الخاص بالمشاغل و الإتقان و كأنه شغل مصانع كبيره و سنوات طويله من الخبره
أنتهت الزيارة و أستلمت الوزارة المدرسة حتى يتم تجهيزها و الإستعداد للعام الدراسى الجديد و أيضا حتى تخضع لإشراف وزارة التربية و التعليم بالكامل
صعدت قدر و سناء إلى السيارة و جلس رمزي فى الكرسى الإمامى
كانت قدر من وقت لآخر تشعر پألم قوى أسفل بطنها و أيضا فى ظهرها و لكنها كانت تتحامل على نفسها حتى تصل إلى البيت
أوقف السائق السيارة فى مكانها المعتاد و ترجلوا جميعا من السيارة 
و حين وصلت قدر إلى باب البيت الداخلى و قفت تخلع حزائها و هى تقول ببعض المرح
رجلى خلاص أتفرمت أنا مالى أنا و مال الجزم دى مالها الكوتشيات مش فاهمه
لتضحك سناء و هى تقول
هتقابلى المحافظ و مندوب الوزارة بالكوتشي ياقدر
و تقابلهم بالبكيني كمان طالما الهانم نسيت أن ليها زوج و المفروض أنها تستأذن منه قبل حتى ما تتنفس
توقفوا جميعا پصدمه ينظرون إلى أصلان الذى يجلس على إحدى الكراسى الكبيرة يضع قدم 
و دفعه إلى الخلف بقوة لدرجة أنه كاد أن يسقط أرضا و قبل أن يتوازن كانت قدر تصرخ بصوت عالى و هى تمسك معدتها و ټغرق الأرض أسفل قدميها بمياه كثيرة و دماء لتصرخ سناء و هى تركض إليها تدعمها و ألتفت رمزي حتى يحملها ليوقفه أصلان لينظر إليه رمزي پغضب
و قال
إيدك عنها قبل ما تفكر ټلمسها يا أصلان لازم تواجهنى أنا الأول
و حملها سريعا و غادر تلحقه سناء التى تحمل حقيبة ملابس الصغير و التى أحضرتها لها إحدى الخادمات و صعدوا جميعا إلى السيارة الذى قادها رمزي بأقصى سرعة
و لحقه أصلان بسيارته فهو يشعر حقا بالصدمه و عدم التصديق و لكن أيضا يشعر من داخله أنه عليه اللحاق بهم
الفصل الاخير من سقر عشقي 
وصل الجميع إلى المستشفى و مباشرة دخلت قدر إلى غرفة العمليات و وقف الجميع بالخارج فى حاله قلق و كان أصلان يشعر بالحيرة و عدم الفهم كيف هذا هل قدر حامل فى طفل منه هو
أم أنها أخطئت و لكن مع من و عمتها و زوجها يحاوطانها طوال الوقت كما رأى
و أيضا إذا كانت أخطأت كيف تجاهل أهل البلده هذا الخطىء
كيف وضعوا يدهم فى يديها و حدث كل هذا التغير خلال تلك الشهور البسيطة
كيف يكون هناك مدرسة بأسمها و رجال على درجة من المسؤلية فى الدولة يأتون إليها و يحتفون بها بتلك الطريقه يقدرونها و يتعاملون معها بإحترام شديد
كان يشعر أن عقله يكاد ينفجر
أقترب من عمته فى نفس اللحظة التى أبتعد فيها رمزي قليلا يجيب على إتصال هاتفى
وقف أمامها و حين رفعت عيونها إليه قال
أيه إللى بيحصل ده قدر حامل من أمتى و أيه إللى أنا شوفته فى البلد ده 
وقفت سناء تنظر إليه بقوة تعلم جيدا أنه ضعيف هى الأن تفهم أنه يشبه بالون الهواء من أبسط شىء يمكن أن يختفى و كأنه لم يكن موجود يوما
عرفت أنها حامل بعد سفرك بأسبوعين و من قبلها كانت أتفقت
 

 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 15 صفحات