سراج الثريا لسعاد محمد
منذ رؤيته ل ثريا اليوم الى قبل دقائق وحديث والدتها المبهم يشعر بتشتت فى عقله
أغلق صنبور المياة وجذب منشفه لكن قبل ان يخرج من الحمام وقع بصره على ملابسه الملوثة بدماء ثريا
من تلك
ترك النظر للملابسوخرج من الحمام ذهب نحو فراشه وإرتمي بجسده عليه يشعر كآنه بإعصارأغمض عينيه سرعان ما غفي
ظهرت معها حورية مضوية تجذبه لها بإشارة منها إقترب منها يخفق قلبه أصبحت خطوة بينهم عاودت بعض الغيوم تكاد تقترب منه ترك شاها وأغمض عيناه منتيا ثم فتحهما يود رؤية بقية ملامحها لكن فجأة حجظت عيناه حين وقع بصره على ملامح وجهها وكآن عقد لسانه عن الحديث بصعوبه نطق
ثريا
مستحيل!
ما أسهل أن تتنقل كلمات تشتعل بأقاويل تنتشر سريعا بين الآلسنه تزداد لهيب فوق لهيبها
إخبار الممرضه لزوجها صاحب دكان الاعلاف زاد فى نشر ما حقيقة زائفة لما حدث بالأمس أظهر سراج أنه البطل الذي حمي عرض أرملة إبن عمته كذالك غيرته عليها من الطبيب كما فسرت الممرضة وتوقعت أن هذا السراج يحمل مشاعر ل ثريا وأنها من حقه والأولى بها
بالوحدة الصحيه
فتحت ثريا عينيها تشعر بآلم طفيف برأسها نظرت حولها تفاجئت بوالدتها كذالك خالتها اللتان إقتربا منها بلهفه سألتان
ثريا إنت فوجتي أخيرا
تحدثت بخفوت
أنا فين
اجابتها نجيه
إنت فى الوحدة الصحية
شعرت ثريا بصداع وهي تتذكر آخر ما فعلته هو ضړب ذاك المچرمماذا حدث لها بعد ذلك لا تتذكر
مين اللى ضړبك على راسك
ضيقت ثريا عينيها تحاول تذكر لكن صمتتإقترب منها ممدوحرغم تلك الثورة بقلبه لكن إدعي البرود قائلا بقصد
إتسعت عين ثريا غير مصدقة لذلك
بدار العوامري
طرقت إحد الخادمات على باب غرفة سراج وإنتظرت حتى فتح لها وقفت امامه بإحترام قائله
سراج بيه الملف ده بعته المحامي وجال إن ده المستندات اللى كنت طلبتها منيه
أغلق خلفها الباب وذهب يجلس على أحد المقاعد يضع ساق فوق أخري يقرأ تلك الوثائق الموجودة بالملف
ذهل من محتواها فى البداية لكن سرعان ما تهكم جذب هاتفه وقام بإتصال أجابه الآخر سريعا سأله
إنت متأكد من كشف
الحساب اللى إنت بعته ليا ده معقول ثريا معاها المبلغ ده كله فى البنك
أجابه المحامي
أيوه المرحوم غيث كان فتح الحساب ده ل مدام ثريا قبل ما يتجوز منها وحول لها مبلغ قبل الجواز ومبلغ تاني تم تحويله بعد الجواز عندك تواريخ الإيداع
تفهم سراج وسأله وإنت متأكد إن ثريا عندها علم بالحساب ده
أجابه بتوضيح
أيوه عندها علم لأن مذكور عندك إن اللى فتح الحساب ده فى البنك هي بنفسها واللى حول الاموال عالحساب كان غيث بيه الله يرحمه وأكيد كان بيعرفها بده
شعر سراج بضيق قائلا
تمام لو إحتاجت لمعلومات تانيه هكلمك
أغلق سراج الهاتف وتنهد بقوة غاضبا يقرأ قيمة ذاك المبلغ الضخم الموجود برصيدها
يبدوا أنه أمام محتالة كما وصفتها عمته ولاء
ثريا بهذا المبلغ المثبوت بالمستندات أخذت ميراث
أضعاف حقها الشرعي
﷽
السرج السابع أهمية قصوى
سراج الثريا
عشر أيام مروا مازالت
إشاعة شهامة سراج هي حديث البلدة الدائر وسط تكهنات بمن ذاك الوضيع المجهول الهوية لما لم يفصح عنه
البعض يخمن أن بالتأكيد إنشغل سراج بإنقاذها مما أعطي فرصة لذاك المچرم بالهرب
والبعض الآخر يظن أن بالتأكيد سراج متحفظ عليه وسيعاقبه هو بالنهاية
وتكهنات أخرى للقلائل أن خلف ذلك عائلة العوامري نفسهالكن لا يستطعون البوح بذلكأو ليس من شأنهم الإهتمام بما لا يخصهم
ب دار عمران العوامري
غرفة آدم
كعادته يصحوا مبكرا فتح شرفة غرفته يسمح لتلك النسمات الرطبة أن تدلف الى غرفته
يملأ صدرة بهواء البدرية ينتعش من تلك النسمات الصيفية الحنونة يشعر كآن تلك النسمات مثل لمسات الأم فوق خصلات طفلها أو هكذا يعتقد شعر بنسمات الهواء تتخلل بين خصلات شعره تنهد وهو يرا تلك الجوناء تبدد بضيائها بقايا الظلام كآن آشعتها مثل السهام ورؤسها تلك الثريات منظر مهيب لا وصف له نور بسيط يجعل الظلام يختفي رويدا رويدا تفسيره التلقائي هذا هو الأمل
تنفس بأمل يعيش به دائما أن اليوم أفضل من الأمس وحتى الغد بعد ذاك الحاډث الذي مر به وهو صغير علمه أن
يحيا يوما بيوم ويتطلع أن الغد بعلم الغيب سيكون مثل اليوم وأفضل رأي ذاك الطير الليلي المشؤوم كما يطلق عليه يقف على أحد
فروع الأشجار ويبدوا أن ضوء الشمس بدأ يزعجه فرد جناحيه وطار عائدا لمسكنه بين الشقوق حتى يعود الظلام وينطلق إستنشق الهواء العليل بقوةثم ذهب نحو مكتبه الموجود بأحد زوايا غرفته جلسيجذب دفترا وقلما يسرد ما يجيش بعقله يكتبه بيدهيكتب عن تلك الجوناء كآنها إلها يهب الحياة
لاحت أمامه عيني معشوقتة القريبة البعيدةطال الوقت منذ ان تقابلا لاول مره صدفة لا لم تكن صدفة بل قدرا مرسوم أن يعشق المعاق تلك الرقيقة المذبذبة الشخصية
تضاد بينهم جذبهم
هو رغم إعاقته لكن مقدام غير متخاذل هي رغم تنور عقلها لكن مازالت مقيدة تخشي سطوة والدها المتجبر والمتحكم يشعر انها مقيدة بأسوار زجاجية سهل كسرهالكن ليس لديها رغبةأو بمعني أصح إرادة لكسر ذاك الزجاج المعتم وتنطلق معه تحلق نحو نور الحرية سطر بعض الأسطر بكلمات عن حكاية بطلتها متمردة تسعي نحو النور رغم جناحيها الضعيفان لكن تقاوم شدة التيار
من تلك المتمردة لا يعلم ربما يود أن تكون حبيبته الحبيسة وتتحرر من إستكانتها وتعلن العصيان
خط بيديه حكاية عشق الفارس المغوار الذي غامر سعيا
للوصول الى قصر الجميلة العنيدة صعبة المنال وإنتزعها من بين الآسوار العالية لتسكن بين ضلوعةيكتب آخر جملة قبل أن يغلق الدفتر
لا يليق بالعاشق الا أن يكون صبورا
بغرفة سراج
كعادته العسكرية تعود على الإستيقاظ مبكرا
فتح عيناه يتمطئ ثم نهض من فوق الفراش ذهب نحو شباك الغرفة الزجاجي أزاح الستائر رأي الإشراق ينبعث لحظات وقف ثم إستلقى أرضا يقوم ببعض التمرينات الرياضية ينشط جسده ثم نهض نحو مرحاض الغرفه أنعش جسده بحمام باردا ثم خرج بنفس الوقت دق هاتفه بصوت رسالة ذهب نحوه كي يعلم هوية ومحتوي الرسالة نظر الى الشاشة زفر نفسه بمجرد معرفة هوية من المتصل لوهله تغاضي عن معرفة محتوى الرسالة الذي ربما يعلمه لكن دفعه الفضول فقط
قرأ نص الرسالة بنبرة سخرية وتهكم
حبيبي وحشتني
إلتوت شفاه ببسمة سخرية وجمود وكاد يحذف الرسالة لكن بنفس اللحظة صدح رنين الهاتف زفر نفسه بجمود وإتخذ قرار بعدم الرد لكن بسبب إلحاح
الرنين وعدم إهتمامه أغلق الرنين وبعث رسالة مختصرة
مش فاضي
جاؤه الرد برجاء وتوسل
نتكلم دقيقتن بس مش هعطلك
ببرود تنهد وحين عاود الهاتف الرنين قام بالرد يسمع دون حديث ثم تنهد بإقتضاب قائلا
الدقيقتين خلصوا وسبق قولتلك مش فاضي
لم ينتظر وأغلق الهاتف وألقاه فوق الفراش بضجر ثم جلس على حرف الفراش يمد نصف جسده للامام يضع وجهه بين راحتي يديه يفكر بما يشغل عقلهبعد أن كان ذم نفسه على ما فعله ب ثريا وذاك الموقف السخيف الذى إضطر إليه رغم عنه ضد مبادؤه كذالك تلك الإشاعة الكاذبة فكر بذاك الحلم السخيف فكر زفر نفسه بجمود منذ متى تحكمت رغبته كرجل به بحكم عمله بالجيش تعلم كبت مشاعره تلكبل وجعلها متبلدة وتلك المحتالة آخر إمرأة قد يفكر فيها ك إمرأة أقنعه عقله
ليست رغبة بل ڠضب منه عليها تستحق ما ينوي عليه من ڠضب سرج كان كامنا لكن بلحظة عاصفة هي أيقظته ولن يهدأ قبل أن يغرقها بثورانه
نهض واقفا وحسم قراره المتحكم
ذهب نحو دولاب الملابس
تآنق بزي عصري وستره صيفية شمر عن ساعديةثم وقف ينثر عطره المفضل الذي كان نسي رائحته منذ سنوات لوهله وقف ينظر لإنعاكسه بالمرآه
وسخط من نفسهتعود على الزي العسكرية الذي أصبح مثل جلد آخر له تنهد بآسف ثم لم يهتم وغادر الغرفة يبتسم بترقب بالتأكيد يتوقع رد فعل والده حين يخبره بما عزم عليه
بمنزل ثريا
إنتهت من إرتداء ثياب ملائمة بسيطة ومرتبة بآناقة دون تكلف وخرجت من الغرفة تقابلت مع والدتها التي تقوم بتنظيف المنزل التى وقفت تنظر لها سائلة
رايحة فين دلوك يا ثريا
وضعت ثريا حقيبة يدها الصغيرة على كتفها الآيسر وأجابتها
رايحه المحكمة فى زبونه هتعملي توكيل فى قضية
شهقت نجيه قائلة
وجضية إيه دي اللي هتروحي عشانها المحكمةإنت لسه الچرح فى راسك ملتأمش وناسية الدكتور جال إن بلاش تتعرضي للإجهاد الخبطة اللى في دماغك مكنتش شويه سبحان من نجاكي لو مكنش سراج العوامري
قاطعتها ثريا بنهي
بلاش سيرة شهامة سراج العوامري لآن الصفة دى عمرها ما كانت فى أي بني آدم من عيلة العوامري ومتقلقيش أنا بجيت زينه وكمان مش هتأخر يادوب مسافة السكه وعمل التوكيل هتوكل على الله الست زمانها وصلت المحكمة
غادرت ثريا دون الإهتمام بشيئ لديها يقين أن ما حدث لم ينتهي وبالتأكيد مازال وسيظل هنالك محاولات أخرى لإخضاعها وجبرها على بيع قطعة الأرض تلك
بينما تنهدت نجيه بقلق اصبح يحاوط قلبها على ثريا ثريا التى كانت فتاة وديعة تحولت الى إمرأة لا تهاب شئ قسي قلبها وتبدل للنقيض لم تعد تهاب من شئ
ذهبت ثريا نحو موقف سيارات البلدة توقفت حين سمعت صوت رنين هاتفها الخاص أخرجته من الحقيبة ونظرت له كان رقم شبهت عليه
قامت بفتح الإتصال كما توفعت هوية ذاك المتصل سمعت لحديثه بعد أن عرف نفسه انه مدير ذاك البنك التى ذهبت إليه قبل سنوات
أستاذة ثريا حضرتك فى مشكلة خاصة بحساب حضرتك عندنا هنا فى البنك ممكن تشرفينا عشر دقايق نحل المشكله
زفرت بحنق سائله
إيه هي المشكلة دي ممكن تقولى عليها
أجابها بدبلوماسيه
حضرتك مش هينفع نتكلم عالموبايل مشكلة بسيطة ومش هتاخد
من وقتك كتير
تنهدت بإمتثال
تمام الساعه إتناشر هكون عندك فى البنك
أغلقت الهاتف وقفت للحظات تزفر نفسها بضجر نظرت الى إحد سيارات الآجرة ثم سارت نحوها صعدت تجلس على أحد المقاعد المجاورة لأحد شبابيك السيارة
شعرت ببعض الحرارة تغزوا جسدها فتحت ذاك الشباك دلف هواء ساخن لكن رطب تلك الحرارة التى تتأجج بقلبها وجسدها أغمضت عينيها لوهله سرعان ما فتحتها خشيت من هطول تلك الدمعة التى تكونت بعينيها وذكري بداية طريقها البائس بين أنياب ثعلب قذر ومخادع ظنت فى البداية أن الحياة قد صفحت عن بؤسها السابقلم تكن ترغب بأموال ولا