الأحد 01 ديسمبر 2024

قطة في عرين الاسد لسمرة

انت في الصفحة 14 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز


بعائلة والدها لتعوضها عن فقدان عائلتها ولتخرجها من وحدتها القاټلة الممېتة 
دلف ثلاثتهم الى داخل البيت رحبت مريم بهم بحماس قائله 
اتفلضوا اتفضلوا
جلس جدها وعمها فى حجرة الصالون وأخذا يتطلعان الى الشقة المتواضعة وأثاثها المتواضع 
استأذنتهم ودخلت المطبخ لتعد لهم الشاى لم تشعر بنفسها إلا وهى تسجد شكرا لله على أرض المطبخ تشكره لأنها أخيرا ستشعر أنها وسط عائلة كأى فتاة أخرى لها عم وجد وعمه يا ما أحلى ذلك أخذت تتسائل ترى هل جدتها على قيد الحياة هل لدى عمها وعمتها أطفال هل سيرحب الجميع بها لكم تتمنى رؤيتهم جميعا والتعرف عليهم عادت بلهفة حاملة أقداح الشاى وقدمتها اليهما جذبها جدها من يدها وأجلسها جواره قائلا 

تعالى يا بنت الغالى اجعدى جمبى اهنه حاسس انى شامم فيكي ريحة المرحوم خيري
ابتسمت له ابتسمت فى سعادة رفعت رأسها وقالت 
أنا لسه مش مصدقة حسه انى بحلم أنا فرحانه أوى فرحانه أوى انكوا جيتوا وانكوا دورتوا عليا
قال عبد الرحمن بتأثر 
من يوم ما عرفت بمۏت أبوكى وأنا عم دور على ولاده
والحمد لله لجيتك يا بنتى الحمد لله
قال عثمان مستفهما 
انتى عايشه لحالك اهنه
نظرت اليه وابتسمت بخجل قائله 
أيوة عايشة لوحدى
شعرت فورا بالألفة مع جدها لكنها كانت متوجسه خيفه من عمها ربما لتعبيراته الجامدة التى تظهر على ملامح وجهه ربما لو ابتسم لها لذاب الجليد قليلا نظرت الى جدها قائله 
أنا هقوم أحضر العشا
قال عثمان 
لا نبجى ناكل فى البيت ان شاء الله يلا لمى خلجاتك عشان تيجي معانا
نظرت اليه مريم بدهشة وشعرت بالإضطراب قائله 
آجى معاكوا فين
قال عثمان 
تيجي معانا البلد النجع بيت أهل أبوكى
بدت عليها الحيرة فقال عبد الرحمن 
مش معجول نسيبك عايشه اهنه لحالك يا بنتى انتى مهما كان بنت وصغيرة والدنيا معدتش أمان
ارتطمت عيناه بالدبلة فى أصابع يدها اليمنى فابتسم قائلا 
انتى مخطوبة يا بنتى 
نظرت مريم الى دبلتها ولمستها بأصابعها بحزن وقالت بصوت خاڤت 
مكتوب كتابى
اتسعت ابتسامة جدها وقال 
ما شاء الله خلاص كلمى جوزك ييجى عشان نتعرف عليه ويتعرف علينا عشان يعرف انك ليكى أهل وعزوة
ترقرقت العبرات فى عينيها وقالت بصوت مرتجف 
هو مېت
ظهر الحزن على وجه جدها وقد شعر بالحزن الذى بداخلها قال عثمان 
وليه لابسه دبلته ماټ الله يرحمه لازمن تجلعيها للناس تفتكرك مخطوبه
تضايقت من طلب عمها لكنها تمالكت مريم نفسها وأخفت حزنها وضيقها سريعا وابتسمت قائله 
هو تيته موجودة يعني عايشه 
قال عبد الرحمن بإستغراب 
تيته تيته مين 
قال عثمان 
تجصد أماى يا بوى اييوه عايشه
ابتسمت بسعادة وقالت 
نفسي أشوفها أوى بابا الله يرحمه كان بيحكيلى عنها كتير
ربت عبد الرحمن على ظهرها قائلا 
وهى كمان نفسها تشوفك كتير هى مستنيانا يلا جومى يا بنتى جهزى حالك
قالت مريم بتردد 
بس مش هينفع آجى كده مرة واحدة يعني أنا عندى شغل ومش عارفه مكنتش متخيلة أبدا انى هفارق البيت ده
قال عثمان پحده 
عيزانا نسيبك لحالك اهنه ولا اييه ليه عيلتك مفيهاش راجل ولا اييه
قالت مريم بسرعة 
لأ مش قصدى
يا عمو بس أنا أقصد ان فى مصالح ناس فى ايدي يعنى فى الشغل ومينفعش أمشى كده فجأة من غير معرف حد وكمان معرفش أنا طول عمرى عايشه هنا معرفش عمرى ما روحت فى مكان تانى غير هنا
قال عبد الرحمن وقد شعر بالحيرة والتوتر داخلها 
طيب يا بنتى هجولك على اجتراح وان شاء الله يعجبك
التفتت اليه قائله 
اتفضل يا جدو
بصى يا بنتى هنسيبك اهنه اسبوع تفكرى منيح وتعرفى صاحب الشغل انك هتمشى عشان بردك مصالح الناس اللى فى يدك متتعطلش وبعدين تيجي تعيشي حدانا شهر وتشوفى هترتاحى حدانا ولا ترجعى اهنه تانى
قال عثمان پحده 
كيف يعني ترجع اهنه تانى يا بوى كيف تجول اكده
قال عبد الرحمن بصرامة بصوت مرتفع 
مالك صالح يا عثمان الحكى بينى وبينها لا تتدخل واصل
سكت عثمان على مضد الټفت عبد الرحمن الى مريم وقال بحنان 
ايه جولك يا بنتى
ابتسمت مريم قائله 
ماشى يا جدو موافقه
ابتسم عبد الرحمن قائلا 
ربنا يبارك فيكي يا بنتى ويكملك بعجلك
نظرت اليه قائله 
بلاش تروحوا النهاردة يا جدو خليكوا بايتين هنا النهاردة أوضة بابا وماما الله يرحمهم فاضيه
وأنا بنضفها على طول باتوا فيها النهاردة
ابتسم عبد الرحمن قائلا 
ماشى يا بنتى كيف ما بدك
قالت له مريم بحماس 
احكيلى عن المكان اللى عايشين فيه يا جدو
أخذ عبد الرحمن يحدثها عن بلدهم وبعض من عاداتهم وهى تستمع اليه وعلى ثغرها ابتسامه وفى عينها فرحه غابت عنها طويلا قالت له عندما انتهى من حديث 
أنا فرحانة أوى انى هعيش معاكوا هناك
قال عبد الرحمن وعلى ملامحه الجديه
قبل أى حاجه لازمن تعرفى الأول حكاية التار اللى كان على أبوكى الله يرحمه لعيلة المنفلوطى
قالت مريم بهدوء 
عارفه يا جدو
عارفه ايه بالظبط يا بنتى 
بابا الله يرحمه قالى ان فى حد عندكوا اټقتل وهما اتهمومها فى بابا الله يرحمه وعشان كده هرب من بلده وجه القاهرة بس هو معملش كده مش هو اللى قتل الراجل اللى ماټ
سألها عبد الرحمن 
مجالكيش حاجه تانى
لأ قالى كده بس وأصلا مكنش بيحب يتكلم فى الموضوع ده
أومأ عبد الرحمن برأسه قائلا 
فعلا محدش فينا بيحب يتكلم فى الموضوع ده بس لازمن تعرفى شئ محدش يعرف ان أبوكى ماټ لأن لو عيلة المنفلوطى خبرت انه ماټ وان معندوش الا بنت يبجى هياخدوا بتارهم من عمك عثمان يا بنتى وعشان اكده خبر مۏت أبوكى ما هيخرجش من عيلتنا كلياتهم عارفين انه هربان بره الصعيد لكن محدش يعرف انه ماټ الله يرحمه فهمتى يا بنتى 
قضت مريم ليلتها وهى تشعر بالراحة والأمان لأول مرة منذ سنوات تشعر بالأمان وهى فى بيتها تشعر بأنها ليست بمفردها كانت من فرط سعادتها لا تستطيع النوم كلما سمعت صوتا فى الخارج ابتسمت ياه لكم تفتقد العيش مع غيرها لكم تفتقد أن تسمع فى البيت أصوات وحركات غير صوت جهاز التلفاز أصوات آدمية تعيش معها وتتحدث معها قامت على آذان الفجر خرجت لكى تتوضأ فوجدت جدها وعمها وقد استيقظا ابتسمت لهما قائله 
صباح الخير
ابتسم عبد الرحمن قائلا 
صباح الخير يا بنتى
قال عثمان 
صباح الخير يا بنت خوى
قال عبد الرحمن 
سمعنا صوت مسجد جريب من اهنه
قالت مريم شارحه 
أيوة يا جدو حضرتك انزل من العمار امشى شوية يمين هتلاقى المسجد
طيب يا بنتى هننزل نصلى ونرجعلك
أومأت برأسها وأغلقت الباب خلفهما صلت الفجر وجلست تقرأ وردها سمعت صوت جرس الباب شعرت بالخۏف لأول وهله ثم مالبثت أن تذكرت جدها وعمها ابتسمت بحزن وهى تحاول أن تتذكر متى آخر مرة سمعت فيها صوت هذا الجرس فتحت لهما وأدخلتهما قال عثمان 
احنا هنمشى يا بنت خوى
قالت مريم بحزن 
دلوقتى طيب نفطر سوا
قال عبد الرحمن بحزن 
معلش يا بنتى بس جالنا تليفون ان جدتك بعافيه شويه
قالت بقلق 
ليه مالها
مفيش شوية تعب وكمان لينا مصالح هناك مينفعش نتأخر عليها واصل آنى كنت فاكر اننا هنرجع امبارح
شعرت مريم بالأسى قائلا 
هو اسبوع واحد زى ما اتفجنا وهنيجى ناخدك ماشى
أومأت برأسها قائله 
ماشى يا جدو
آلمها رحيلهما سريعا كانت تتمنى بقائهما فترة أطول طلبت من جدها ترك الصور معها جلست على فراشها وهى تتطلع الى صور أفراد العائله وهى مبتسمه وفرحه مضى وقت طويل لم تشعر فيه بهذه البهجة ذهبت الى عملها والابتسامه باديه على محياها وحيت مى و سهى قائله 
السلام عليكم ازيكوا يا بنات
قالت مى 
وعليكم السلام ازيك يا مريم
قالت سهى 
الحمدلله ازيك انتى
قالت مبتسمه 
كويسة الحمد لله
قالت لها مى وهى تتمعن فى النظر اليها 
خير شكلك مبسوط
قالت مريم بسعادة 
جدا يا مى جدا
صاحت سهى 
ايه اتخطبتى 
نظرت اليها مريم
وبدا وكأنها سمعت حديث يضايقها فقالت بضيق 
لأ
مطت سهى شفتيها قائله 
أمال ايه اللى يفرح غير كده
قالت مريم بسعادة 
امبارح زارنى
جدى وعمى
قالت مى بدهشة 
جدك وعمك !
قالت مريم بابتسامه واسعة 
أيوة وليا كمان عمه وجده
هتفت مى بسعادة 
بجد ولا تهزرى
أيوة بجد
ما شاء الله أخيرا عرفتى طريق أهلك
ضحكت بسعادة 
ومش كده وبس عايزينى أروح أعيش معاهم كمان
قالت مى بدهشة 
تعيشي معاهم فين 
فى الصعيد
شهقت سهى قائله 
الصعيد بتهرجى يا مريم
قالت مريم بهدوء 
لأ مش بهرج دول كمان كانوا عايزنى أسافر معاهم امبارح بس
أنا مرضتش أسافر بسرعة كدة
قامت مى من مكتبها وجلست أمام مريم قائله 
بتتكملى بجد يعني فعلا هتسافرى الصعيد
قالت مريم بحيرة 
مش عارفه يا مى حسه انى متلخبطه بس كل اللى أعرفه انى ليا أهل ومش عايزه أبعد عنهم أنا تعبت أوى من العيشه لوحدى يا مى أنا حبه أكون وسطيهم حبه أعيش معاهم بس هى فكرة الصعيد دى اللى مخوفانى أنا مش عارفه نظام حياتهم ازاى وهعرف أعيش معاهم ولا لأ ومش عارفه أصلا هما كلهم هيتقبلونى وسطيهم ويحبونى ولا لأ خاېفه أوى وعشان كده جدو قالى أجرب شهر ولو ارتحت خلاص أفضل عايشه معاهم ولو مرتحتش أرجع القاهرة تانى
قالت سهى بسخريه 
وانتى فكرك هيسيبوكى ترجعى القاهرة أكيد لأ طبعا مش هيخلوكى ترجعى تعيشي لوحدك دول صعايده يا بنتى يعني بيغيروا على بناتهم مۏت
تنهدت مريم قائله بحيره 
أنا استخرت ربنا وراضيه باللى يختارهولى
قالت مى بأسى 
على الرغم من انى فرحانه انك أخيرا عرفتى أهلك وقابلتيهم بس اضايقت أوى لما عرفت انك ممكن تسافرى ومترجعيش تانى
ابتسمت مريم قائله 
عارفه يا مى انتى هتوحشيني أوى أوى بس حتى لو سافرت أكيد هاجى هنا كل فترة وبعدين هيكون بينا تليفونات ان شاء الله
قالت سهى مبتسمه 
ربنا يسعدك يا مريم انتى طيبه وتستاهلى كل خير
توجهت مريم الى مكتب عماد لكى تخبره بأمر سفرها وتركها للعمل قال بوجوم 
بصراحة أنا
مضايق جدا انى هخسر واحدة زيك يا مريم انتى أفضل ديزاينر عندى فى الشركة
ابتسمت قائله 
متشكره يا أستاذ عماد بس فى كتير زمايلى هنا موهوبين أكتر منى
قال بجديه 
لما أقولك انك أفضل ديزاينر يبأه بقول الحقيقة ومش بجاملك
طيب يا مريم أنا عندى اقتراح ايه رأيك تستمرى فى العمل فى الشركة
 

13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 63 صفحات