نوفيلا نصف جميلة سلوى عليية
أبي . صليت إستخارة بعد أن أديت فرضى ثم قرأت وردى من القرآن الكريم وذهبت فى ثبات عميق .
وها أنا أمشى بطريق به شوك ولكن هناك بابا امامي فذهبت إليه وطرقته حتى فتح لي شخص لا أعرفه ولكن ماهذا الجمال .فإن كان هو هكذا فكيف كان جمال يوسف عليه السلام . لم ينظر إلي ولكنه اتجه داخلا فدخلت خلفه حتى جلس على مقعد أثير فاقتربت منه ومددت له يدي ولكنه لم يلتقطها فمددتها مرة أخرى ولا اعلم لما يوجد عندى مثل هذا التصميم .فظل يرفضها مرارا حتى التقطها ففرحت بداخلي فوجدته يلبسنى خاتما ذهبيا رااائعا لم ارى بروعته .
وجدت نفسى أتصل على تقى لأبلغها بموافقتى على الالتحاق بهذا العمل وأنى سالتقى بها غدا للذهاب معها إلى هناك .
أقف أمام هذا الصرح .فهو ليس مركز طبى صغير إنه مركز كبيير بمساحة خضراء كأنه قطعة من الجنة . قابلت المسئول عن هذا الصرح وكان طبيبا فى الخمسين من عمره .على وجهه بشاشة ودماثة خلق . نظر إلي ولأول مرة أرى نفسى طبيعية بنظرة أحدهم . وافق على عملى عندما رأى الشهادات التى بحوزتي . ولم يتطرق أبدا
أعمل هنا منذ أسبوع .وجدت نفسى بهذا المكان فالجميع يعاملننى بحب وزادهم هذا تعاملى معهم . فالجميع عندى سواء من أطباء للممرضات وحتى العاملات .
زادنى عملى ثقة وقوة حتى انى لم أعد ارى وجههى كما يرونه الجميع وهذا بفضل من حولى بهذا الصرح الرائع .فلقد عالجوا قلبي قبل أن اعالجهم أنا .
أجابنى بحزن حبيب ابن أخويا عمل حاډثه وأثرت على عينه ومش راضى يتقبل الواقع وأنا بعترف انى فشلت كطبيب معاه.
رددت عليه بحزن عليه طب فين باباه واللى حواليه عشان ميحسسهوش أنه لوحده .
أجابنى بحزن أشد حبيب ده حكاية لوحده .
إبتسم وهو يقص علي حكاية هذا الحبيب بداية من إسمه الغريب والجميل أيضا قال لى
حبيب ده يبقى ابن اخويا الكبير . باباه حارب الكل عشان يتجوز مامته والكل كان رافض لأن مامته كانت بنت السواق بتاع بابا الله يرحمه . بس هى كانت سبحان الخلاق جماال رهيييب . وبعد محاربات اتجوزوا وللأسف اكتشف أن عندها عيب خلقي فى القلب وصعب تخلف وصعب أصلا تتحمل الجواز . بس هم صمموا واتجوزوا وهو منعها من أنها تحمل ولأنها بتحبه أكتر ماهو بيحبها حملت ومعرفتوش غير بعد مابقى الحمل خطړ أنه ينزل وفى نفس الوقت خطړ أنه يستنى . أكمل بحنين للذكرى وفضلت فى المستشفى لغاية ما ولدت وسبحان الله قبل ماتولد أخويا راح لشيخ وقعد يعيط ويقوله أن الدكاترة بيقولوا انها بنسبة 9٩ مش هيقدروا ينقذوها . يومها الشيخ قاله داووا مرضاكم بالصدقة وفعلا قعد يطلع فلوس لله بكمية رهيببه ويطلب من الكل يدعيلها .وسبحان الله ولدت وربنا نجاها والدكاترة بقوا مستغربين لأن حالتها كانت مستحيله. سمى أبنه حبيب لأنه رمز للحب اللى بينه وبين مراته .وفى سبوع حبيب قرر يعمل المركز الطبى ده ويخلى جزء منه مجاني عشان اللى مش قادر يتعالج .
أكمل وصوته متحشرج إثر كتمانه للبكاء وحبيب عنده 5سنين مامته تعبت جامد واټوفت وأخويا من زعله عليها اتوفى بعدها بكام شهر بعد ما وصانى على حبيب. كنت أنا متجوز بقالى سنتين ومعايا حمزة ابنى عنده يادوب سنه . أخدته وفعلا بقى هو ابنى الكبير ويعلم ربنا انى بحبه وبفضله عن ولادى .لانه ذكرى أخويا وابنى اللى ربيته .
رد بحزن بالعربية بتاعته .كان نازل متأخر وعمل حاډثه وللأسف فى قزاز دخل فى عينه وأثر
عليها.
ظللت طول يومى متأثرة بكلام دكتور سالم .خاصة عندما عرفت أنه مهندس ويعشق عمله .أى أن عيناه هى أساس عمله .
مضى أكثر من ثلاثة أيام .كنت أود أن أسأل دكتور سالم عليه ولكنى خجلت من ذلك. حتى وجدت حركة غير طبيعية فى المشفى .وهناك من يجرى هنا وهناك . ويطلبون من قسم الجراحة طبيب على وجه السرعة . نعم فالمركز كان متكاملا أى أنه ليس للعلاج النفسى فقط بل هو قسم فيه .
أوقفت واحدة من الممرضات لأسألها ماذا هناك
فقالت لى أن هناك شاب قد دخل لغرفة العمليات بسبب چرح نافذ بذراعه وقد ڼزف كثيرا وكل من بالمشفى يسرعون إليه.
أصبت بالإندهاش ولكن ما حالي أنا بهذا فلأذهب لعملي .
ذهبت لعملي وبدأت أمارس جلسات العلاج الجماعية والفردية التى اقوم بها . فهنا وجدت نفسي بالفعل.
ولكن ولغرابة الأمر وجدت صديقتى تقى وهى تأتى علي. فهى منذ أن عملت بالمشفى لم تأت لى ولا مرة بل نتقابل بعد العمل طبعا على حسب ظروف بيتها فهى متزوجة ومعها طفل.
قمت إليها وعلى وجهى علامة الإندهاش ولكن وجدت وجهها حزين. رحبت بها ثم سألتها مباشرة
إيه سر الزيارة دى ياترى
أجابتنى بحزن شديد أنا هنا مع مروان .
نهضت بسرعة وانا اقول بقلق مروان جوزك ماله تعبان ولا إيه يابنتى اتكلمى
أجابتنى سريعا يابنتى مروان كويس فيه إيه بس .د صاحبه . كنا مع بعض بنشترى طلبات للبيت بعد ما سيبنا أرغد عند ماما .جاله تليفون أن حبيب صاحبه وقع واټعور جاامد وكان پينزف ومش راضى يروح المستشفى .فروحناله وجينا على هنا.
انتبهت لكلامها وقلت حبيب ده يبقى بن اخو دكتور سالم صح .
اومأت بموافقة وقالت أيوه .انت ناسيه أن مروان مهندس وهم الاتنين أصحاب وكمان مروان أصلا داخل بنسبة بسيطة فى الشركة اللى فاتحها حبيب .
وغير كده مروان أصلا اللى قالى انى اقولك على الشغل هنا. أكملت بحب أخوى صادق انت عارفه مروان بيعتبرك زى أخته بالظبط وبيعزك قووى.
إبتسمت بهدوء وانا اقول فعلا مروان بالنسبه لي زى أخويا وكفاية أنه جوز أختى وكمان كفاية أنه مبعدكيش عنى رغم انك اتجوزتى وبقى ليكى بيت وطفل .ربنا مايحرمنى منكم أبدا .
نهضت مرة واحدة وأمسكت يدها وأنا أخبرها أن علينا الذهاب لدكتور سالم لنطمئن على ابن أخيه.
الفصل الثانى ...
نصف جميلة
سلوى عليبه
ولما كنت أنت صفحة فى كتاب حياتى وسيترتب عليها باقى الحكاية ذهبت إليك دون إرادة منى ويا لخۏفي من النهاية فهل ستؤتي محاولاتي بثمارها ام كأني أقوم بزرع صبار فى صحراء دون سقاية!
خواطر سلوى عليبه
ذهبت بطريقي ولا اعلم لم يدق قلبي .ولكن كل ما أعلمه أنى اود الذهاب لرؤية هذا الحبيب.
وجدت دكتور سالم وهو يتحدث مع الطبيب بقلق بالغ. ذهبت إليه بعد أن توجهت تقى لمروان زوجها.
وقفت جوارهم دون حديث حتى أنهى طبيب الجراحة