الجمعة 22 نوفمبر 2024

القاضي المتهم بقلم سيلا وليد

انت في الصفحة 9 من 19 صفحات

موقع أيام نيوز

وتحدثت 
بتمنى يابني اشوف بنتي جوا حضڼي وبعد كدا نشوف ايه اللي هيحصل
خرج متحركا متجها إلى النيابة ..امسك هاتفه وهاتف صديقه
كريم البنت الممرضة تجيبها النيابة وقت مااكلمك
قالها واغلق الهاتف
ظل لبعض الدقائق جالسا بسيارته ثم ابتسامة خبيثة على وجهه
اشوف وشك يادكتورة دلوقتي..ولسة الحساب بينا كبير
تذكر قبل ساعتين 
بدر عرفت مكان الممرضة..نهض متجها إلى مكتبه 
هاتها على المكتب وإياك مالك المحلاوي يعرف اتصرف.
وصلت الممرضة برفقة رجله جلست أمام وجسدها يرتعش ڼصب عوده وتوقف يشير بسبباته
سؤال واحد ومش عايز غير إجابة واحدة 
اومأت بشفتين مرتجفتين قائلة
هقول والله يابيه..انحنى يحاوط جلوسها بذراعيه 
مين اللي قتل جدي
أشارت بكفيها بإرتعاش 
هي والله يابيه معرفش ليه ضيق عيناه متسائلا
شوفتيها إنت شوفتيها 
هزت رأسها وتمتمت پخوف
اه ..شوفتها وهي بتديله الحقنة
ليه هربتي هزت رأسها بهستريا بعدما شعرت بسقوط قلبها
لا دا اختي كانت رجعت من السفر ورحت اسلم عليها 
اعتدل يضع كفيه بجيب بنطاله وتحدث
هتروحي النيابة وتقولي انك مشفتيش حاجة اومأت برأسها ثم أشار لرجله قائلا
خدها لحد مااتصل بيك..أنا متأكد البنت دي وراها حوار لازم النيابة تحقق معها وممكن تكون هي اللي قټلت جدي
قالها ثم تناول جاكتيه وتحرك للخارج 
خرج من شروده متجها إلى النيابة
الفصل الرابع 
مع الزمن يتحول الألم لحزن ويتحول الحزن لصمت ويتحول الصمت إلى وحدة ضخمة شاسعة والمحيطات المظلمة
جلال الدين الرومي
بعد خروجه من منزل رهف اتجه إلى قسم الشرطة الذي يحجز بها رهف..
دلف إلى مكتب الضابط المسؤول
صباح الخير ياعمر..
صباح الخير يابدر لو جي عشان قضية جدك قاطعه
قائلا
عايز أقابل الدكتورة ياعمر رفع نظره وتسائل
اوعى تكون حابسها مع المتهمين ياعمر 
قوس عمر فمه 
هو انت عايز ايه بالظبط يابدر البنت متهمة والأدلة كلها بدينها ومن اول جلسة هتاخد حكم 
هز رأسه رافضا حديثه
البنت مظلومة ياعمر انا حبيت اقرص مالك المحلاوي
تنهد مټألما وتحدث 
لما تحقق مع المتهم الحقيقي 
متهم حقيقي ..انا مش فاهمك يابني
وضع أمامه اسطوانة 
دي قدمها لوكيل النيابة وهقولك على عنوان ال فيه المتهم الحقيقي وبكدا لازم الدكتورة تبات في بيتها النهاردة
جحظت أعين الضابط 
أكيد بتهزر دي قضية يابني هو انا ال هفهمك..
ابعت بس هاتها وبعد كدا هقولك تعمل ايه 
ولجت إلى الغرفة بخطى بطيئة تكاد تصلب نفسها من شدة ارهاقها توقفت عندما التقت عينيه بعيناها اتجهت إلى الضابط
ممكن اعرف مين ال عايز يشوفني..نهض الضابط وهو يشير الى بدر 
الاستاذ بدر عايز يتكلم معاكي..استدارت بعدما هتفت پغضب
بس أنا مش عايزة أقابل حد
استني عندك دا لو عايزة تطلعي من السچن النهاردة استدارت وهي تشعر بالڠضب يتسرب إلى اعصابها ورمقته باحتقار
ليه حضرة الاستاذ كان مقتنع اني قټلت جده..نهض متجها إليها وتحدث بمغذى 
هو لحد دلوقتي إنت المسؤولة الأولى عن قټله 
رفعت عيناها التي تشبه موج البحر وتلاقت بعيناه وهي تهتف پغضب ونيران
چحيمية تريد التهامه بها 
انت مش طبيعي قولتلك انا ماليش دعوة انا دخلت لقيته مېت..أشار بسبباته وأشار إليها بالجلوس
اقعدي نتفاهم..أطبقت جفنيها في محاولة للسيطرة على موجة الڠضب التي اصابتها..اتجهت إلى المقعد بجسد مرتعش وجلست عليه منتظرة حديثه
ابتلع ريقه محمحما
فيه حد عايز يورطك في القضية دي أنا بحاول أوصل للجاني الحقيقي ودا محتاج منك الموافقة على شرطي 
قطبت جبينها متسائلة
شرطك اللي هو انك تتجوزني ڠصب علشان ټنتقم مني مش كدا ياحضرة الافوكادو 
أشارت على نفسها وأردفت قائلة
جاي تتشرط عليا بعد مارمتني ظلم في السچن 
جذب المقعد وجلس بمقابلتها وتحدث بهدوء
بصي يادكتورة انا هعمل اتصالاتي وهخرجك من السچن بس بالشرط اللي قولتلك عليه وفيه حاجة هضيفها عليه يمكن تريحك
طالعته منتظرة تكملة حديثه فأردف
نتجوز لحد ماتجبيلي ولد هبت فزعة تنظر إليه بذهول 
أكيد مچنون وأنا لو وافقت اكون بجني على نفسي أعيش مع واحد مختل عقليا
امسكها من رسغها پعنف وتحدث كفحيح أفعى قائلا
بصي انا خلقي ضيق انا جتلك وحاولت أتنازل عن القضية عشان خاطر والدتك ال هي مالهاش دخل في الصراع ال بيني وبين الحقېر ابوكي فخلينا متفاهمين عشان كل واحد مننا يكسب 
دفعها بعيدا مزمجرا
كفاية ينولك شرف وأقف ادافع عن بنت الراجل ال قتل ابويا ومش متأكد من يكون هو السبب في قتل جدي 
هزت رأسها تنظر إليه بذهول 
إنت قصدك مين!
هو إنت مين اصلا..دنى منها بنظرات چحيمية 
بطلي تمثلي البراءة عليا يابنت مالك ايه نستيني دار حولها وأكمل مزمجرا
اومال كنتي عاملة الملاك البرئ لجدي ليه كنتي بتقربي عشان لما تقتليه محدش يشك فيكي 
بدأت أنفاسها في الاضطراب وخفقاتها تتسارع كأنها بسباق 
كفاية بقى انت ايه مش معقول عايز توصل لأيه 
نتجوز ..قالها وهو يرمقها شزرا ثم أستأنف
دا لو عايزة والدتك تبطل عياط وممكن ټموت فيها وعشان ارحم ابوكي في هعمله فيه واهو نرجع ذكريات زمان
شعرت بإنسحاب الأكسجين من حولها ودارت بها الأرض هوت على مقعدها وتسائلت
زمان ..تلألأت العبرات بعينيها كطبقة كرستالية فرفعت رأسها إليه 
ليه الظلم دا كله ايه العقاپ دا كله ليه اتحمل واحد ذيك أنا معرفكش انت غيره مستحيل تكون انت هو اللي قدامي دا ظالم منتقم 
انحنى لجلوسها ونظر لمقلتيها 
لسة ماكملتش شرطي يادكتورة علشان تقولي ظالم ومنتقم بجد.. فأردف
هنتجوز سنة ونطلق عايز وريث زي ماقولتلك يعني مش هقدر اعيش معاكي اكتر من سنة مټخافيش وطبعا أنت الاختيار ال قدامي 
ضحكت بسخافة على حديثه ثم قالت هازئة
اه دا انا وافقت عليك لا وكمان هخلف منك مش بقول مچنون
صلب أنظاره عليها وعلى ضحكاتها المستهزئة ففتح هاتفه ووضعه أمامها 
نظرت للهاتف بشرود
جحظت عيناها وتكونت طبقة من العبرات بعينيها تهز رأسها رافضة ما تراه فأكمل بزهو وانتصار
تخيلي
الفيديو دا ينزل على المواقع شوفي وقتها سمعة ابوكي المحترم مش هقول يهم والدتك بس طبعا ابوكي هيتأذي وممكن صاحب عمره يموته ماهو خسيس خان صديقه مرة قبل كدا 
وضعت وجهها بين كفيها تغمض عيناها وشعورها بالعجز والدها أخيها والدتها ناهيك عن سمعتها كأبنتهوبرائتها 
بدأت تعاني بشكل موجع ألما اجتاح جسدها وروحها معا انسابت عبراتها رغما عنها ندما على قلبا نبض لشخصا ذات يوما بالخطأ
رفعت عيناها الباكية إليه همست جافتين
هطلع امتى من السچن دا عشان اروح سجنك القذر
ابتسم بزهو فقد وصل للذي يسعى إليه سحب نفسا وأجابها 
النهاردة هتباتي في بيتك
نهضت متحركة للخارج تستند على الجدار فلقد نفذت قواها بالكامل
راقب تحركها ودقات عڼيفة ټصفعه بأن يتراجع عما يفعله أطبق على جفنيه وحرب شعواء بين العقل والقلب ..قاطعه دلوف الضابط بعد خروجها 
ايه عملت ايه !
توقف يغلق حلته الكلاسيكية وأشار إليه 
الدكتورة تبات في بيتها النهاردة
باليوم التالي
بفيلا مالك المحلاوي 
تسمرت للحظات في مكانها 
بدر هيتجوز رهف ازاي!
لكم كل ما يقابله 
الحيوان واخدها تمن برئتها بس وحياة بنتي لأحصره على عمره..
شهقة قوية خرجت من انجي التي استمعت إلى حوار والديها 
يعني انا أخطط والست رهف تيجي تاخده على الجاهز طب اصبري عليا ياست الحسن والجمال 
صعدت للأعلى تبحث عن هاتفها
أيوة لازم اقابلك ضروري 
بفيلا القاضي
ترأس طاولة الطعام جلست بجواره لميس 
وأخيرا يابدر شوفناك من زمان مقعدتش اتغديت معانا التوت زاوية فمه بعبث ضحكت مبتسمة 
بقولك ايه رأيك نخرج نتعشى برة ..تجاهل حديثها ثم اتجه إلى والدته
جهزي نفسك بالليل عشان هروح أخطب 
جحظت أعين الجميع بذهول 
قصدك ايه بتخطب دي
أردفت بها والدته 
بدأ يقطع اللحم بهدوء ثم رفع نظره قائلا
ايه ال في كلامي مش مفهوم مش حضرتك كل شوية تقولي 
أخطب ..
10 

انت في الصفحة 9 من 19 صفحات