الإثنين 25 نوفمبر 2024

خيوط العنكبوت لفاطمة الألفي

انت في الصفحة 15 من 110 صفحات

موقع أيام نيوز

عابث الوجه 
وعليكم السلام
سحب فاروق مقعد وجلس بالقرب من شقيقه دار الاخير وجهه للجهه الأخرى لم يتطلع إليه
تنهد فاروق وقال بصوت حاني
حقك تزعل طبعا يا حج بس والله الجواز ده قسمة ونصيب ده أنا بقول
لو جرالي حاجة مش هكون خاېف ولا قلقان على البنات عشان مش 
هسيبهم في الدنيا لوحدهم بقول عندهم تلات رجالة ما شاء الله عليهم ربنا 
يحفظهم هيكونو هم دول سندهم وعزوتهمحياة مش رفضت طارق عشان حاجة هي بتقولي أنها شايفاه أخوها الكبير 
قاطعه بحدة 
بنتك بتبص بره خرجت عن طوعك خلاص وأنت ماقدرتش تقولها لا إبن 
عمك هو إللي يستهالك بدل ما تقف في وشها وتعقلها ماشي ورا كلامها 
بنتك خلاص خرجت عن طوعك وانسي يا فاروق أن ليك اخ إسمه شريف 
واعمل اللي تعمله أمشي ورا بنتك اللي هضيعك
زفر بضيق وقال 
يعني هو ده رأيك يا اخويا مش عاوز حتى تسمعني للآخر وبتقطع صلة
الرحم إللي بينا هو لازم اغصب بنتي على الجواز من ابنك لا إلا تقطع 
الإخوة اللي بينا هو ده كلامك
أيوه ده إللي عندي أنا بحاول اقرب منك ونلم شمل العيلة لكن أنت اللي بتقطع كل حبال الود إللي بينا 
نهض فاروق عن مقعده وقال وهو يتطلع لشقيقه بحزن
يبقى مافيش داعي اقولك أنا جاي ليه أشوف وشك بخير يا حج 
غادر المعرض بحزن عميق يسكن قلبه بسبب حديث شقيقه الجاف معه
استقل سيارة أجرة تقله إلى منزله وأثناء شروده انسابت دمعة حاړقة من 
عينيه حزنا على ما توصلت إليه الأمور بينه وبين شقيقه الأكبر الذي قطع 
صلته به من أجل رفض ابنته إتمام زواجها من إبنه
داخل منزل مهجورا بعيدا عن الاحياء السكنية بمكان خالي دلفت بثينة سيرا على 
أقدامها إلى أن وقفت أمام الباب المتهالك استردت أنفاسها ثم وجدت 
سيدة في العقد الخامس من عمرها تهلل مرحبة بها
أهلا وسهلا يا ست بثينة الشيخ مسعود في انتظارك
دلفت تتطلع حولها بريبة فهي تتوجس خيفة من ذلك المكان ابتلعت ريقها 
بتوتر وسارت خلف تلك السيدة التي اصطحبتها بغرفة في أخر الممر حيث 
يجلس بها الشيخ التي أتت بثينة من أجله كما يدعون ولكن هو ليس بشيخ 
إنما هو دجال ينهب أموال السيدات ويوهمهما بأنه سيغير اقدارهم منهم 
التي تريد الزواج واخرون يردون الإنجاب ويظنون أن ذلك الرجل سيهبهم 
ما يتمنون وانما الرزاق والوهاب هو الله ولكن هم غافلون.
هتف مسعود بصوت غليظ يشير إليها بالجلوس بالمقعد المجاور له 
تعالي يا ام طارق اقعدي هنا 
انصاعت بثينة لأوامره وجلست بجواره ثم اخرجت من حقيبتها بعض 
النقود المتفق عليها من قبل السيدة التي استقبلتها 
اتفضل يا شيخنا المبلغ اللي اتفقنا عليه 
سحب منها النقود ونظر لها بتمعن ثم قال
جبتي اترها اللي عليها القصد والنية
دست يدها داخل حقيبتها ثانيا واخرجت المحرمة الورقية التي بها خصلة من شعر حياة وقالت بلهفة
ايوه أنا جبتلك خصلة من شعرها اهي 
التقطها منها وهتف بصوته الغليظ 
أطمني يا ام طارق كلها سبع ليالي بس وحياة بنت دلال هتلاقيها قدام 
باب بيتك وراكعة قدام ابنك مذلولة وبتطلب منه أن يتجوزها
ابتسمت بتشفي وقالت
لو ده حصل ليك عندي ضعف
المبلغ ده وكل اللي تطلبه ده يوم المنى لم اكسر دلال وبنتها 
أخرج ورقة بيضاء ثم التقط ريشة طاووس وغمسها داخل الكبريت الأحمر 
الخاص بالسحر ونقش بعض الرموز والطلاسم ثم طواها على هيئة مثلث صغير واعطاها إياه
الحجاب ده تحطيه
في بلكونة إبنك تخلي الهواء يوصله وكل لم الهوا 
يهفف عليه حياة حياتها هتكون ڼار من غيره ولم تنولي المراد تشيلي 
الحجاب ده وتجبهولي وتبشريني أن الجوازة تمت 
حاضر يا شيخ هعمل كل اللي قولت عليه 
اشاح بيده لكي تغادر 
يلا قومي روحي واوعي حد يشيل الحجاب ده مفهوم 
أومت برأسها وهي تغادر الغرفة
مفهوم طبعا 
استوقفتها السيدة قبل أن تغادر المنزل 
حلاوتي فين يا ام طارق 
ربتت علة كتفها واعطتها ورقة مالية فئه المائتين ثم اردفت قائلة
لو تم المراد يا ام نجوى ليكي عندي جوز أساور دهب 
تهللت اساوره الأخيرة وقالت
هيحصل ده سره باتع الشيخ مسعود وابقي قولي أم نجوى قالت 
غادرت بثينة المنزل وهي تتمتم بنفاذ صبر 
كله لأجل سعادة ابني واللي هيجي عليه مش هيكسب
تهللت اساورها من السعادة عندما هاتفتها مها تخبرها بضرورة الحضور غدا لمقر الشركة فرب العمل يريدهم غدا وهو سوف يتولى أمر تدريبهم.
زفت الخبر إلى والدتها التي فرحة لسعادة ابنتها ولكن عندما عاد والدهم عابث الوجه أقتربت منه حياة بقلق وهتفت قائلة
بابا مالك حضرتك تعبان
هز رأسه نافيا وجلس يرتاح أعلى المقعد الموجود خلف باب المنزل فلم تعد قدامه تحمله بسبب الحزن الساكن باعماقه فقد كان لحديث شقيقه ألم لا يوصف سكن قلبه واعتصره حزنا.
شعرت دلال به فهبطت لمستواه وربتت على اقدامه برفق ثم قالت
قابلة الحج شريف وده اللي مزعلك
كادت أن تسقطت دمعته وهو يؤمي بالايجاب
كانت حياة واقفة تتابع الموقف بصمت ولكن عندما شعرت بحزن والدها اقتربت منه تضم راسه وطبعت ق بلة حانية أعلى خصلاته البيضاء وقالت 
بابا أنا أسفه ممكن ماتزعلش نفسك أنا هروح لعمي واقوله
نهض واقفا كأنه أصابه ماس كهربائي ونظر لابنته قائلا
لا يا حياة مش هتروحي لحد يا بنتي زي ماهو عنده ابنه اهم من اخوه أنا كمان عندي انغتي وأخواتك بالدنيا كلها ولا يمكن اغصب واحدة فيكم على حاجة هي مش عايزاها أنا ربيتكم على الصراحة وعندي ثقة فيكم وفي قرارتكم واطمني يا قلب ابوكي أنا وماما هنوصلك القاهرة زي ما وعدتك
هتفت دلال قائلة 
وعمتي كلمتني امبارح تطمن عليه وبلغتني أن إبن بنتها مسافر في شغل 
بره القاهرة يعني محلولة حياة هتقعد معاها لحد لم ندبر أمورنا كلها 
اسبوعين بس واخواتها يخلصوا امتحانات وننقل حياتنا كلها هناك خلاص 
مابقاش لينا حد هنا 
هتف فاروق بهدوء
لينا رب إسمه الكريم ومش هيضيع تعبنا ولا تعب بناتنا 
ثم نظر إلى زوجته وابنته وقال
هنصلي العصر ونتحرك على القاهرة هنوصلك يا حبيبتي عند عمتك 
ونطمن عليكي ونرجع عشان اخواتك وكلها كام يوم هرتب أموري وأخواتك 
تخلص امتحاناتهم ونكون عندك بأمر الله.
أستقلو سيارة بيچو تقلهم إلى القاهرة وبعد مرور ساعتين كانت تصف السيارة بحي مصر الجديدة حيث تقطن عمة زوجته .
طلب من السائق انتظارهم فسوف يعودو معه ثانيا إلى المنصورة 
كانت الساعة السادسة مساء عندما وقفوا امام باب المنزل يدقون جرسه.
فتحت لهم السيدة المرافقة لعمتها استقبلتهم بوجه بشوش فهي على علم مسبق بقدومهم رحبت بهم وطلبت منهم الدخول .
اقتربت سناء بخطوات بطيئة ترحب بابنه أخيها 
يا الف مرحب نورتونا يا دلال 
احتضنتها بلهفة واشتياق واستمر العناق لحظات كل منهما مشتاق لأحضان الآخر .
وبعد
أن ابتعدت عن أحضانها صافحت زوجها بود وأشارت إلى حياة أن تستقبلها داخل أحضانها قائلة
والقمراية بتاعتنا مافيش حضڼ لعمتو
اقتربت منها بحب فقد شعرت بحنانها منذ الوهلة الأولى قبلت وجنتيها وعانقتها بعاطفتها الحنونة ثم جلست وضمت حياة خلف ذراعها ونظرت إلى السيدة ثريا قائلة
حضرلينا الغدا يا ثريا
هتف فاروق باعتراض 
لا مافيش داعي والله أحنا اتغدينا قبل ما نطلع من المنصورة 
شهقت سناء بحزن
معقول يا ابو حياة مش عاوز ناكل مع بعض ولا إيه لا أنا كده هزعل 
ابتسم لها بود وقال
مانقدرش على زعلك يا ست الكل بس والله عشان البنات مش عاوزين نتأخر عليهم ومعانا سواق منتظرنا
14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 110 صفحات