خيوط العنكبوت لفاطمة الألفي
عابث الوجه
وعليكم السلام
سحب فاروق مقعد وجلس بالقرب من شقيقه دار الاخير وجهه للجهه الأخرى لم يتطلع إليه
تنهد فاروق وقال بصوت حاني
حقك تزعل طبعا يا حج بس والله الجواز ده قسمة ونصيب ده أنا بقول
لو جرالي حاجة مش هكون خاېف ولا قلقان على البنات عشان مش
هسيبهم في الدنيا لوحدهم بقول عندهم تلات رجالة ما شاء الله عليهم ربنا
قاطعه بحدة
بنتك بتبص بره خرجت عن طوعك خلاص وأنت ماقدرتش تقولها لا إبن
عمك هو إللي يستهالك بدل ما تقف في وشها وتعقلها ماشي ورا كلامها
بنتك خلاص خرجت عن طوعك وانسي يا فاروق أن ليك اخ إسمه شريف
زفر بضيق وقال
يعني هو ده رأيك يا اخويا مش عاوز حتى تسمعني للآخر وبتقطع صلة
الرحم إللي بينا هو لازم اغصب بنتي على الجواز من ابنك لا إلا تقطع
الإخوة اللي بينا هو ده كلامك
أيوه ده إللي عندي أنا بحاول اقرب منك ونلم شمل العيلة لكن أنت اللي بتقطع كل حبال الود إللي بينا
يبقى مافيش داعي اقولك أنا جاي ليه أشوف وشك بخير يا حج
غادر المعرض بحزن عميق يسكن قلبه بسبب حديث شقيقه الجاف معه
استقل سيارة أجرة تقله إلى منزله وأثناء شروده انسابت دمعة حاړقة من
عينيه حزنا على ما توصلت إليه الأمور بينه وبين شقيقه الأكبر الذي قطع
داخل منزل مهجورا بعيدا عن الاحياء السكنية بمكان خالي دلفت بثينة سيرا على
أقدامها إلى أن وقفت أمام الباب المتهالك استردت أنفاسها ثم وجدت
سيدة في العقد الخامس من عمرها تهلل مرحبة بها
أهلا وسهلا يا ست بثينة الشيخ مسعود في انتظارك
دلفت تتطلع حولها بريبة فهي تتوجس خيفة من ذلك المكان ابتلعت ريقها
يجلس بها الشيخ التي أتت بثينة من أجله كما يدعون ولكن هو ليس بشيخ
إنما هو دجال ينهب أموال السيدات ويوهمهما بأنه سيغير اقدارهم منهم
التي تريد الزواج واخرون يردون الإنجاب ويظنون أن ذلك الرجل سيهبهم
ما يتمنون وانما الرزاق والوهاب هو الله ولكن هم غافلون.
تعالي يا ام طارق اقعدي هنا
انصاعت بثينة لأوامره وجلست بجواره ثم اخرجت من حقيبتها بعض
النقود المتفق عليها من قبل السيدة التي استقبلتها
اتفضل يا شيخنا المبلغ اللي اتفقنا عليه
سحب منها النقود ونظر لها بتمعن ثم قال
جبتي اترها اللي عليها القصد والنية
دست يدها داخل حقيبتها ثانيا واخرجت المحرمة الورقية التي بها خصلة من شعر حياة وقالت بلهفة
ايوه أنا جبتلك خصلة من شعرها اهي
التقطها منها وهتف بصوته الغليظ
أطمني يا ام طارق كلها سبع ليالي بس وحياة بنت دلال هتلاقيها قدام
باب بيتك وراكعة قدام ابنك مذلولة وبتطلب منه أن يتجوزها
ابتسمت بتشفي وقالت
لو ده حصل ليك عندي ضعف
المبلغ ده وكل اللي تطلبه ده يوم المنى لم اكسر دلال وبنتها
أخرج ورقة بيضاء ثم التقط ريشة طاووس وغمسها داخل الكبريت الأحمر
الخاص بالسحر ونقش بعض الرموز والطلاسم ثم طواها على هيئة مثلث صغير واعطاها إياه
الحجاب ده تحطيه
في بلكونة إبنك تخلي الهواء يوصله وكل لم الهوا
يهفف عليه حياة حياتها هتكون ڼار من غيره ولم تنولي المراد تشيلي
الحجاب ده وتجبهولي وتبشريني أن الجوازة تمت
حاضر يا شيخ هعمل كل اللي قولت عليه
اشاح بيده لكي تغادر
يلا قومي روحي واوعي حد يشيل الحجاب ده مفهوم
أومت برأسها وهي تغادر الغرفة
مفهوم طبعا
استوقفتها السيدة قبل أن تغادر المنزل
حلاوتي فين يا ام طارق
ربتت علة كتفها واعطتها ورقة مالية فئه المائتين ثم اردفت قائلة
لو تم المراد يا ام نجوى ليكي عندي جوز أساور دهب
تهللت اساوره الأخيرة وقالت
هيحصل ده سره باتع الشيخ مسعود وابقي قولي أم نجوى قالت
غادرت بثينة المنزل وهي تتمتم بنفاذ صبر
كله لأجل سعادة ابني واللي هيجي عليه مش هيكسب
تهللت اساورها من السعادة عندما هاتفتها مها تخبرها بضرورة الحضور غدا لمقر الشركة فرب العمل يريدهم غدا وهو سوف يتولى أمر تدريبهم.
زفت الخبر إلى والدتها التي فرحة لسعادة ابنتها ولكن عندما عاد والدهم عابث الوجه أقتربت منه حياة بقلق وهتفت قائلة
بابا مالك حضرتك تعبان
هز رأسه نافيا وجلس يرتاح أعلى المقعد الموجود خلف باب المنزل فلم تعد قدامه تحمله بسبب الحزن الساكن باعماقه فقد كان لحديث شقيقه ألم لا يوصف سكن قلبه واعتصره حزنا.
شعرت دلال به فهبطت لمستواه وربتت على اقدامه برفق ثم قالت
قابلة الحج شريف وده اللي مزعلك
كادت أن تسقطت دمعته وهو يؤمي بالايجاب
كانت حياة واقفة تتابع الموقف بصمت ولكن عندما شعرت بحزن والدها اقتربت منه تضم راسه وطبعت ق بلة حانية أعلى خصلاته البيضاء وقالت
بابا أنا أسفه ممكن ماتزعلش نفسك أنا هروح لعمي واقوله
نهض واقفا كأنه أصابه ماس كهربائي ونظر لابنته قائلا
لا يا حياة مش هتروحي لحد يا بنتي زي ماهو عنده ابنه اهم من اخوه أنا كمان عندي انغتي وأخواتك بالدنيا كلها ولا يمكن اغصب واحدة فيكم على حاجة هي مش عايزاها أنا ربيتكم على الصراحة وعندي ثقة فيكم وفي قرارتكم واطمني يا قلب ابوكي أنا وماما هنوصلك القاهرة زي ما وعدتك
هتفت دلال قائلة
وعمتي كلمتني امبارح تطمن عليه وبلغتني أن إبن بنتها مسافر في شغل
بره القاهرة يعني محلولة حياة هتقعد معاها لحد لم ندبر أمورنا كلها
اسبوعين بس واخواتها يخلصوا امتحانات وننقل حياتنا كلها هناك خلاص
مابقاش لينا حد هنا
هتف فاروق بهدوء
لينا رب إسمه الكريم ومش هيضيع تعبنا ولا تعب بناتنا
ثم نظر إلى زوجته وابنته وقال
هنصلي العصر ونتحرك على القاهرة هنوصلك يا حبيبتي عند عمتك
ونطمن عليكي ونرجع عشان اخواتك وكلها كام يوم هرتب أموري وأخواتك
تخلص امتحاناتهم ونكون عندك بأمر الله.
أستقلو سيارة بيچو تقلهم إلى القاهرة وبعد مرور ساعتين كانت تصف السيارة بحي مصر الجديدة حيث تقطن عمة زوجته .
طلب من السائق انتظارهم فسوف يعودو معه ثانيا إلى المنصورة
كانت الساعة السادسة مساء عندما وقفوا امام باب المنزل يدقون جرسه.
فتحت لهم السيدة المرافقة لعمتها استقبلتهم بوجه بشوش فهي على علم مسبق بقدومهم رحبت بهم وطلبت منهم الدخول .
اقتربت سناء بخطوات بطيئة ترحب بابنه أخيها
يا الف مرحب نورتونا يا دلال
احتضنتها بلهفة واشتياق واستمر العناق لحظات كل منهما مشتاق لأحضان الآخر .
وبعد
أن ابتعدت عن أحضانها صافحت زوجها بود وأشارت إلى حياة أن تستقبلها داخل أحضانها قائلة
والقمراية بتاعتنا مافيش حضڼ لعمتو
اقتربت منها بحب فقد شعرت بحنانها منذ الوهلة الأولى قبلت وجنتيها وعانقتها بعاطفتها الحنونة ثم جلست وضمت حياة خلف ذراعها ونظرت إلى السيدة ثريا قائلة
حضرلينا الغدا يا ثريا
هتف فاروق باعتراض
لا مافيش داعي والله أحنا اتغدينا قبل ما نطلع من المنصورة
شهقت سناء بحزن
معقول يا ابو حياة مش عاوز ناكل مع بعض ولا إيه لا أنا كده هزعل
ابتسم لها بود وقال
مانقدرش على زعلك يا ست الكل بس والله عشان البنات مش عاوزين نتأخر عليهم ومعانا سواق منتظرنا