السبت 23 نوفمبر 2024

رواية لدعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 7 من 142 صفحات

موقع أيام نيوز


فى بطء وهو يحاول أخفاء مشاعره حتى لا تقرأها والدته فى عينيه فهى تجيد ذلكولكنه لم يلاحظ الفتاة التى كانت تقف فى نافذة حجرتها الصغيرة ترمقه وتتفحصه وكأنها كانت تنتظره وقد جفاها النوم وأستعصى عليها ورفض التسلسل إلى عينيها حتى تطمئن بعودته
تنهدت فى قوة وهى تراه يلج باب منزله وألتفتت للداخل لتطمئن أن أختها مازالت غارقه فى نومها كما كانت تظن فأغلقت نافذتها وأسدلت أستارها وأتجهت لفراشها وما أن سكنت راسها إلى وسادتها وأغمضت عيينيها حتى سمعت أختها تقول بخفوت خلاص أطمنتى أنه رجع
فزعت عزة وحدقت فى أختها فى سريرها المجاور تحاول أكتشاف عينيها فى الظلام وقالت أنتى لسه صاحيه يا عبير

نهضت عبير وفتحت المصباح الصغير والذى ينبعث منه أضاءة ضعيفه وضعت الوساده على رجليها واستندت إليها وقالت أنتى بتعذبى نفسك على الفاضى وهو ولا هو هنا
زفرت عزة بضيق وهى تقول بطلى الاوهام اللى فى دماغك دى يا عبير أنا مكنتش مستنيه حدانتى عارفه أنى مش بستحمل الحر وكنت واقفه بتهوى شويه فى الشباك
شبكت عبير أصابع كفيها وقالت
على فكرة أنا أختك ها يعنى مش عدوتك ولا حاجه يعنى هترتاحى لما تتكلمى معايا
نهضت عزة وأغلقت المصباح الصغير وعادت لفراشها وهى تقول نامى يا عبير نامى وياريت تشيلى الاوهام دى من دماغك
وضعت عبير وسادتها مكانها وأسترخت على فراشها وهى تقول بهمس ياريت يا عزة تكون أوهام فعلا
فى الصباح وهو فى عمله أكتفى بأن يتحدث معها فى العمل فقط رغم محاولتها للتقرب منه ولكنه مازال صادا لهاوقفت فى الطريق فجأة وقالت بإجهاد خلاص مش قادره تعبانه أوى
ألتفت إليها بقلق قائلا أ ستنى أوقفلك تاكسى واروحك وابقى ارجع انا اكمل الشغل
وقبل ان يشير لسيارة أجره أستوقفته بيدها وهى تقول استنى بس انت ايه معندكش تفاهم هتشاور للتاكسى على طول كده
نظر إليها يتفحصها فى صمت ثم مط شفتيه قائلا بتمثلى يا دنيا عامله فيها تعبانه
أبتسمت وهى تتلمس أصابعه وهى تقول أعمل ايه بقى ما أنت مخاصمنى ومش عاوز تدينى ريق حلو خالص
حاول أن يخفى ابتسامه ظهرت على شفتيه بصعوبه ثم تنحنح ليخفيها وقال بجديه خلاص يبقى يلا نكمل الشغل اللى ورانا
أمسكت ذراعه لتوقفه عن التقدم وقالت بدلال طب انا عطشانه ممكن تشربنى الاول
أشاح بوجهه عنها وأخذ يتلفت حوله الا ان قال تعالى نعدى الشارع
عبرا الطريق وإذا به يدخلها أحد المحال ثم ابتاع كوبين من العصير وقدم لها واحدا قائلا أتفضلى
نظرت الى الكوب بيده ثم نظرت اليه قائلا ايه ده
نظر اليها بدهشه قائلا ايه مش عارفاهعصير قصب
قالت بأستنكار منا عارفه أنه عصير قصببس انا بقولك تعبانه وعطشانه تقوم تجيبلى عصير قصب ثم تابعت بحنق كنت فاكراك هتقعدنى فى مكان هادى استريح فيه شويه مش تدخلنى محل عصير قصب
ظهر الحزن فى عينيه ونطقت به ملامح وجهه وقال بيأس هو ده اللى عندى يا دنيا
مطت شفتيها بإمتعاض وتناولت منه الكوب وشربت منه قليلا لتروى ظمأها فقط
نظر اليها نظره طويله وكأنها يحاول الغوص فى أعماقها ولكنه لم يفلح فهى اصبحت متمرده أكثر من ذى قبل وافعالها متناقضه من وجهة نظره بعض الشىء مع مشاعرها تجاهه
أنهى اليوم بصعوبه وهو يحاول تجنبها قدر المستطاع حتى رحل كل منهم الى مسكنه محمل بالكثير من التساؤلات
وصل فارس الشارع الذى يقطن به وقت أذان الظهر فغير وجهته الى المسجد الذى يبعد قليلا عن منزله توضأ ووقف يصلى السنن وبعد أن أنتهى وجد شخصا يربت على كتفه بحنان قائلا ايه يا عم انت مخاصمنا ولا ايه
الټفت فارس الى صاحب الصوت والابتسامه تعلو شفتيه ليصطدم بأحب الوجوه إلى قلبه منذ سنوات كثيرة فهو صديق قديم له وهو من أيده الله تعالى لفارس ليجعله مداوما على صلاته منذ ان كان فى الثانويه العامه
صافحه بحراره مرددا مش معقول شيخ بلال واحشنى جدا
نهض الرجلين وتعانقا طويلا ثم قال فارس بشغف انت كنت فين كل ده يا شيخ ده انا روحت سألت عليك فى بيتك الوالده قالتلى انك مسافر
أنحنى بلال على أذنه قائلا بمرح كنت فى ألمانيا
أتسعت عينيى فارس لبرهه فضحك بلال بصوت خفيض قائلا ايه مالك اټخضيت كده ليه
أقترب منه فارس هامسا ليه يا شيخ بلال ده انت يا أما فى المسجد يا أما فى شغلك يا أما فى البيت ياخدوك ليه
رفع بلال كتفيه قائلا ما انت عارف بقى أخوانا البعدا يا فارس طالما ملتحى وبتخطب فى مسجد لازم يتحط تحتيك مليون خط أحمر ويبقى ليك ملف عندهم
قطب فارس جبينه وهو يقول حسبى الله ونعم الوكيل بياخدوا عاطل على باطل كده
ابتسم الشيخ بلال وهو يقول سيبك مني انا خلاص جسمى نحس ها قولى بقى انا سمعت أنك أتخرجت اولا ألف مبروك ثانيا ناوى تعمل ايه بعد التخرج هتكمل فى المكتب ولا هتستنى حلمك الكبير
كاد فارس أن يتحدث ولكن الامام
 

انت في الصفحة 7 من 142 صفحات