أمرأة العقاپ
وبقت للحظات تحدق بالرجل في عدم فهم ثم سألت بترقب لإجابته
_ طيب متعرفش طلعت عنده ليه
رمقها بنظرة جانبية تشبه السابقة وقال
_ معرفش
تأففت جلنار بغيظ ووضعت يدها في حقيبتها مرة أخرى وأخرجت مبلغ أكثر من السابق وقالت بحدة وهي تضعه بيده
_امسك .. اتكلم يلا !
ابتسم الرجل بسعادة من النقود وقال بنظرة ماكرة
اتسعت عيني جلنار پصدمة مما سمعته للتو هل يعقل إن يكون ما يدور بذهنها الآن حقيقي وأنها تخون عدنان ! .
طرحت السؤال الثالث في ملامح وجه واضح عليها عدم الاستيعاب
_ مفيش وقت محدد يعني ممكن في أي وقت تيجي ..
أما بتيجي من إمتي فده من ساعة ما انتقل الاستاذ نادر لهنا يعني من حوالي سنة واكتر وهي بتيجي عنده الله اعلم بقى لما كان في شقته القديمة كانت بتروحله ولا لا
ردت جلنار پصدمة أكثر
_ من سنة !!!
هتف الرجل في فضول ونظرة ضيقة
شردت جلنار لثواني وهي تحاول استيعاب ما عرفته لكنها استفاقت من شرودها على أثر
________________________________________
صوته وردت عليه بنظرة تائهة
_ هااا .. لا كانوا معرفة قديمة
همت بالاستدارة والمغادرة لكنها توقفت وأخرجت من حقيبتها نقودا أخرى واعطتها له هاتفة بنظرة قوية
ثم استدارت مجددا وعادت إلى سيارتها ثم استقلت بمقعدها ونزعت الشال عنها فهتفت هنا بتساءل بعدما وجدت أمها بدأت بالقيادة مرة أخرى
_ هنرجع لبابي وعمو آدم ياماما
جلنار بتنهيدة حارة
_ هنرجع ياحبيبتي .. هنرجع لبابي
ارتفع صوت رنين هاتفه في جيب بنطاله .. فأخرجه وابتعد عن الحشد قليلا ليجيب بصوت أجش
رد عليه الآخر ببعض الاضطراب البسيط
_ فريدة هانم طلعت من المعرض من حوالي نص ساعة وأنا كنت وراها زي ما حضرتك أمرت .. بس جلنار هانم كمان طلعت وراها فورا وكانت بتراقبها تقريبا
الټفت عدنان برأسه في أرجاء المكان ينقل عيناه بين الجميع فلاحظ عدم وجود جلنار وابنته بالفعل أجاب على الهاتف بصوت غليظ
هنا ظهر الخۏف في نبرة صابر الذي هتف معتذرا
_ للأسف ياباشا .. الطريق كانت زحمة أوي وفجأة ملقيتش لا عربية فريدة هانم ولا جلنار هانم ومعرفتش ارقبهم لآخر الطريق
أغلق عدنان عيناه في محاولة منه لتمالك أعصابه حتى لا يفقدها على ذلك الأحمق وقال بصوت محتقن وبه لمسة مخيفة
_ إنت غبي أمال أنا حاطك تراقبها ليه .. عشاني تيجي وتقولي الكلمتين دول !!
التزم الآخر الصمت خشية من الرد فيجد ما لن يعجبه منه هتف عدنان بآخر الأمر في غيظ وڠضب عارم
_ اقفل دلوقتي وحسابك معايا بعدين
انزل الهاتف من على أذنه وقام بإجراء اتصال آخر لكن هذه المرة كان بفريدة واستمر الهاتف في الرنين دون إجابة ! .
داخل منزل نادر .....
فتحت حقيبتها وبحثت بها لثواني بسيطة حتى مدت يدها وأخرجت فلاش صغيرة واعطتها لنادر هاتفة بإيجاز
_ دي الفلاشة اللي عليها بيانات الشركات المنافسة في الصفقة وعليها بيانات كتير تاني هتفيدك
التقطها نادر من يدها وقلب الفلاش بين قبضته في نظرات لئيمة ثم رفع نظره عليها وحدجها بأعين جريئة وانحنى عليها يخطف قبلة سريعة منها هامسا
_ ربنا يخليكي ليا ياحبيبتي .. قريب أوي هنخلص من عدنان ده على الآخر ووقتها مش هتكون في حاجة تمنعنا إننا نكون مع بعض
ابتسمت له بحب ثم قالت بعجلة
_ انا همشي لأن مش هينفع اخليه يحس بغيابي .. خصوصا إني بدأت أحس أنه شك فيا أو هو بالفعل شك وصحيح الفترة الجاية مش هينفع نتقابل أبدا وياريت كمان مترنش عليا خالص يانادر فاهم لغاية ما اشوف هتصرف إزاي مع عدنان واشيل الشك ده من ناحيته تجاههي
ظهرت الدهشة على محياه التي سرعان ما تحولت إلى الزعر وهو يجيب عليها باضطراب حاول إخفائه أمامها
_ شك إزاي !! .. عرف حاجة عني طيب !
حدقته بأعين مستنكرة .. تستعجب خوفه على نفسه وعدم اهتمامه بوضعها حتى لتقول بنظرة قوية ونبرة جادة
_ عرف إيه يا نادر ! .. بقولك شك فيا وإنت تقولي عرف عني حاجة !!
نادر محاولا تصحيح ما قاله
_ مقصدش ياروحي على العموم متقلقيش اللي خلاه ميشكش فيكي طول السنين دي هيشك دلوقتي
_ عشان أنا مكنتش بديله الفرصة ولا المساحة إنه يشك فيا أساسا لكن دلوقتي أنا شكلي بوظت كل حاجة وكنت بتصرف بتهور ومخدتش بالي من تحركاتي وتصرفاتي فشك فيا وأنا عارفة عدنان شكاك وطالما شك فيا يبقى مش هيهدى ولا يرتاح