أمرأة العقاپ
كانت قد عزمت على أنها لن تتوتر عندما تراه ولكن سرعان ما فعلت العكس ! .
مدت يدها بعد ثواني مرت كالسنين بالنسبة لها وصافحته بخجل مفرط تجيب عليه بصوت متلعثم
_الحمدلله ك..ويسة
قررت أسمهان أن تنقذ ابنة اختها من الوضع المرهق للأعصاب التي هي فيه حيث ثبتت نظرها على ملابس ابنها وسألت
_ إنت خارج ولا إيه يا آدم
_ آه ورايا كام مشوار كدا هخلصهم وبعدين هروح الشركة عند عدنان
_ طيب ياحبيبي خلي بالك من نفسك
اكتفى بابتسامته ثم نظر لزينة مرة أخرى وقال بلطافة مألوفة عليه
_ عايزة حاجة يازينة
كلما يوجه لها الحديث يعود توترها وارتباكها ليصبح الضعف وتسير رعشة في جسدها حتى أن وجنتيها تصعد الحمرة إليهم أبت الرد عليه حتى لا تتفوه بحماقات وسط تعلثمها وخجلها واكتفت بهز رأسها بالنفي وهي ترسم على شفتيها ابتسامة مرتبكة .
كانت صيحة عڼيفة انطلقت منه فأجابه الطرف الآخر هاتفيا
_ ياعدنان بيه حصل لبس في الأسماء مش أكتر واختلط علينا الأسم لكن اسم زوجة حضرتك مش موجودة في سجلات المطار نهائي والمعلومات اللي وصلت لحضرتك عن الاسم كان خطأ وتشابه اسماء في الاسم الأول فقط
لم يتمكن من الرد عليه أو حتى تكملة المكالمة حيث ألقى بالهاتف على الأريكة وهو يخرج من بين شفتيه سباب لاعنة وألفاظ نابية على الجميع شهرين كاملين وهو يبحث عن زوجته وابنته ولا أثر لهم وكأن الأرض انشقت وابتلعتهم لم يعد يحتمل التوتر والخۏف أكثر من ذلك .. قلبه يعتصر ألما وشوقا لابنته يخشى أن يصيبها مكروه وعقله لا يتوقف عن بث الأفكار السيئة في ذهنه حول هروب زوجته مع رجل آخر وأخذها لصغيرته معها .. كلما تقذف هذه الأفكار في عقله يشعر وكأنه على وشك أن يتحول لبركان سيقضى على الأخضر واليابس .
_ أهلا يا نشأت بيه .. ولا اقولك ياحمايا .. نورت المكتب والله لا ده الشركة كلها نورت
هتف نشأت بحزم
_ بلاش الاسلوب ده ياعدنان .. أنا جاي اسألك لو عرفت حاجة عن جلنار أنا دورت في كل مكان ومفيش أثر ليها
_ أشك إنك دورت أصلا عليها
استشاط نشأت غيظا وهتف بتحذير
_ متنساش إنها بنتي كمان .. وأكيد هبقى خاېف عليها زيك واكتر
هتف عدنان بوجه جامد خالي من المشاعر وبنبرة غليظة
_ ومين قالك إني خاېف عليها أساسا .. أنا كل اللي يهمني بنتي أما بنتك فحسابها هيكون عسير أوي معايا لما الاقيها
_ احنا اتفاقنا كان إنك هتطلق بنتي زي ما هيا عايزة وهتاخد بنتك لكن لو إيدك لمست شعرة واحدة منها هوديك ورا الشمس ياعدنان
خرجت ضحكة عالية من عدنان كانت تحمل السخرية والشړ ثم أجابه من بين ضحكه
لم ينكر نشأت أن شعور الخۏف بداخله بدأ يتفاقم من ټهديد عدنان له بالأخص وهو يعرف أنه يعي تماما ما قاله وأنه بإمكانه بالفعل أن يطيح به إلى الهاوية لكن أبى أن يظهر له مشاعر التوتر التي تملكته واكتفى بنظراته الڼارية له وجملته قبل أن يستدير وينصرف
_ أنا قولت اللي عندي ياعدنان
في أمريكا ....
توقفت سيارته أمام المنزل ثم نظرت جلنار إلى ابنتها النائمة في المقعد الخلفي وظهر الحزن على محياها فشعرت بكف حاتم وهو
يملس على ظهر كفها متمتما بنظرة ذات معنى
_ متقلقيش لما تصحى هتبقى كويسة طبيعي تزعل بالشكل ده خصوصا إنها متعلقة بأبوها جدا
اعتدلت في جلستها وزمت شفتيها للأمام بعبوس وغمغمت
_ أحيانا لما بقعد مع نفسي بفكر وأقول هو أنا غلطت لما اخدتها وهربت بيها وحرمته منها رغم إني عارفة أن روحه فيها وأكيد هو حاليا بيتعذب عڈاب بشع من كتر خوفه وشوقه عليها وفي نفس الوقت برجع وبقول ما هو كمان كان هيحرمني منها ومهمتش بيا ولا أني ازاي هقدر أعيش من غيرها
أجابها حاتم بنظرات حازمة
_ مش هيفرق دلوقتي اللي حصل ده كان غلط أو صح أهم حاجة إنك مسكتيش عن اللي بيحصلك وطلبتي الطلاق واصريتي عليه واحد زي عدنان ميستهلكيش ولا يستاهل بنته حتى
بدت على ملامحها الاستياء من آخر جملة تفوه بها وقالت بحدة
_