ونس بقلم سارة مجدي
قصر الصواف لكنه أبدا لم يتخلى عن مسؤلياته تجاه المؤسسة وأيضا تجاه أختيه سالي ونرمين.
سالي متزوجه من حاتم إبن عمه وصديق عمره وهو دعم زواجهم بكل قوته وذلك لأنه يرى في حاتم الرجل الحقيقي الذي يطمئن على أخته معه لكنه معترض تماما على أمر زواج نرمين من طارق من الممكن أن تكون نرمين مغرمه به أو معجبه خاصه أن طارق شاب وسيم دنجوان كثير العلاقات ويستطيع أن يجعل البنات تتعلق به كثيرا بسبب حلو كلامه وشخصيته القويه لذلك هو لا يراه منسابا ولكن إذا أمرت شاهيناز هانم السلحدار الأمر قد أنتهى.
بداخل المطبخ الكبير لذلك القصر الضخم تجلس السيده خمسينيه يبدوا على وجهها أثر الزمن والشقاء تشرف على عمل الفتيات بأهتمام وتركيز فالخطئ ممنوع والأوامر لابد أن تنفذ دون نقاش أو تأخير وبين يديها سبحتها الكبيرة التى لا تفارقها أبدا.. أقتربت إحدى الفتايات وهي تقول ست مجيدة كنت عايزه أجازه يوم السبت الجاي علشان أودي أمي المستشفى.
أخفضت الفتاة رأسها بخجل وقالت بصوت مخټنق ما أنت عارفة يا ست مجيدة أنا وحيدة أمي وعارفه كمان أنها مريضه وأنت عارفه أن مفيش أجازات خالص وكأننا في السخره.
تنهدت مجيدة بتثاقل فهي تعلم جيدا ما تقوله نوال لكن ماذا تفعل في قواعد هذا البيت لتقول بعد أن أخذت نفس عميق هحاول يا بنتي هحاول وربنا يسهل والهانم توافق.
لتعود نوال إلى عملها وهي تدعوا الله أن يوفق السيدة مجيدة في أقناع شاهيناز هانم.
إبتسمت شاهيناز وهي تغلق الجريدة ونظرت إليها بحب قائلة أنا كويسة أنت عاملة أيه يا كاميليا
لوت الفتاة فمها ببعض الضيق وقالت حاسه بالملل ونفسي أعمل حاجة جديدة في حياتي أنا مش بحب قعدة البيت.
ظلت شاهيناز صامتة تنظر إلى وجه الفتاة التي تتمنى أن تكون زوجة إبنها وسوف تكون فلا أحد يستطيع أن يقف أمام رغباتها حتى أبنها الوحيد وكبير عائلة الصواف بعد والدة إبتسمت إبتسامة صغيرة وقالت عندنا بدل الشركة مؤسسة كاملة وأنت مش عارفة تلاقي حاجة تعمليها من بكرة تنزلي تشتغلي مع أخوكي وولاد عمك.
لترفع شاهيناز رأسها بغرور وقالت بكل تأكيد هيوافقوا مټخافيش.
أقتربت مجيدة بخطوات ثابته وقفت أمامهم وقالت بأدب شاهيناز هانم كنت عايزك أتكلم مع حضرتك في موضوع لو تسمحي طبعا.
ظلت شاهيناز صامته تنظر إليها بغرور طبيعي وكأنه جزء من شخصيتها ولدت به وتأصل في تفاصيل وخلايا جسدها لتقف كاميليا وهي تقول بأبتسامه رقيقة أنا هطلع لنرمين بعد إذنكم.
وغادرت لتقول شاهيناز بغرور عايزة أية يا مجيدة
لعدة ثوان كانت تفكر مجيدة في الرد التي تعلمه جيدا والذي لم يتغير يوما ولكنها لم تيأس يوما من طلبه ظفرت بهدوء وقالت بأدب كنت عايزه استأذن حضرتك في أجازة لنوال يوم السبت علشان والدتها عندها جلسه كيماوي.
عارفة أن مفيش عندي هنا أجازات البنت دي عايزة أجازة تصفي حسابها ومش عايزة أشوفها هنا تاني.
وقبل أن تجيبها مجيدة بشيء وصلهم صوته وهو يقول ليه هو حضرتك كنتي أشترتيهم من سوق العبيد ده حتى أيام العبودية كان في رحمه وشفقه وتقدير للظروف وأجازات من العبودية دي للراحه طول عمري شاكك إنك ملكيش قلب لكن دلوقتي أتأكدت.
تلونت وجنتي شاهيناز پغضب مكتوم في حين كانت تنظر إليه مجيدة بسعادة وأرتياح أقترب أديم من مكان جلوس والدته وقال الناس إللي شغالين في البيت هنا أصحاب فضل يا شاهيناز هانم من غيرهم أنتوا كنتوا هتتعبوا من غيرهم كنتوا هتقوموا بكل شغلهم ده بنفسكم قوانين العمل كلها بتحدد عدد ساعات معينه في اليوم وبتحدد يوم أو يومين في الأسبوع أجازة مفيش حد بيشتغل كل يوم ولمدة ٢٤ ساعه ومن غير أجازات كمان.
ظلت شاهيناز صامتة تنظر إليه ثم قالت أنا قولت لو البنت دي عايزة تاخد أجازة تصفي حسابها وتمشي وأنت مش من حقك تقول أعمل أيه في بيتي طالما خرجت من الباب ده وقررت تعيش بره أسواره إللي بيحصل جواه مش مسموح ليك إنك حتى تتكلم فيه.
أبتسم أديم إبتسامة جانبيه وقال بثقة عندك حق وفي الحقيقة أنا مش جاي لحضرتك أنا جاي لنرمين بس أهي فرصة علشان أساعد البنت الغلبانه إللي جار عليها الزمن وجبرها تشتغل هنا.
ثم نظر إلى مجيدة وقال بأحترام من فضلك يا دادا لو البنت دي مصرة على الأجازة