رجل الصمت
....حسسوني أني ما اتحبش لنفسي.... وأني من غير فلوسي ولا شيء !! رد وجيه عليها موضحا _ يمكن أنت اللي كنت بتختاري غلط هزت احد كتفيها بحيرة _ يمكن...مش عارفة ....بس أنا اتعودت أن يكون حد جانبي...ولما بابا ماټ لقيتني تايهة ومش فاهمة حاجة حواليا ...مابقتش عارفة أفهم حد..ولا حتى نفسي...أكتر قرار خدته ومرتاحة فيه أني اتكلم معاك ... عشان واثقة فيك .. نهض وجيه من مقعده وهو لا يجد اجابة مناسبة للرفض حتى لا يجرح شعورها...وقف أمام النافذة ليخطفه مشهد آخر... ليلته تقف تحت المطر مستسلمة تماما ويبدو إنها تبك! تحدثت چيهان لمدة خمسة عشر دقائق...يقسم أنه لم ينتبه لكلمة واحدة مما قالته!! نطق وعينيه لا تحيد عن ليلى وشاردا تماما بها وحدها _ لو سمحتي يا چيهان...الموضوع ده ليه وقت أنسب من كده نتكلم فيه ...دلوقتي ماينفعش نتناقش خالص ! سخر شيء بعقله...لماذا كل السبل تكن على مصراعيها عندما توجد ليلى فقط ! تخضب وجه چيهان ببعض الاحراج..هي تعرف أنها ليس هذا المكان او الوقت المناسب للتحدث فيه..ولكنها ستنتظر ..فعلى أي حال ..أخبرته وانتهى الأمر. عادت ليلى لداخل المسجد وجلست مستندة بظهرها للحائط ...ونال منها الحنين للماضي حتى عادت بذكرياتها عشرة أعوام... عودة بالزمن ل ١٠ سنوات ماضية محل لبيع الزهور...وتصوير الأوراق والمستندات... مع أضافة الهدايا المرتبة بالأرفف... وبعض الكتب المطروحة بأرفف أخرى... كان عدة أماكن بمكان واحد.. ومنفذ بيع واحد به فتاتين يعملان فيه. أما عن زقزقة العصافير التي ترنم بصوتها الشجي الحزين فحدث ولا حرج كأنها تشارك الألم الصامت لتلك الشاردة الجالسة على مقعد من خشب الخيزران. جلست فتاة أخرى قبالتها تسمى إيمان بعدما جرت مقعد آخر وقالت بمواساة _ هتفضلي على الحالة دي لحد أمتى يا ليلى ! أختك بقالها تسع شهور مټوفية وأنت حتى ما غيرتيش الأسود! اعتلت أمارات الكآبة على وجه ليلى وقالت بتنهيدة _ مش عارفة ألون ! بس مش ده السبب الوحيد في حيرتي ... أطرفت إيمان عينيها بفضول وقلق ثم تساءلت _ في حاجة حصلت ... ازدردت ليلى ريقها بمرارة كأنها تبتلع الخمط المر....وتنهيدة غائرة العمق بكل ثقل هذا الحمل والهم الثقيل بصدرها وأجابت _ أبن عمي صالح و جوز أختي
لأول مرة يكلم أبويا بعد السنين دي كلها... وخيره أني لو ما اتجوزتش صالح هيفضل ڠضبان عليه لحد ما ېموت! فغرت إيمان فاها من الدهشة... ثم اغلقت فمها بتقطيبه ارتقت على محياها وقالت بتعجب _ هو جدك مكنش ده كله لسه كلم أبوكي !...رغم جواز أختك من أبن عمك من
خمس سنين! شعرت ليلى لبرهة أنها ضاقت من متابعة هذا الحديث.... ولكن تابعت علها تنفض من على عاتقها هذا الهم واستطردت _ لأ مكنش كلمه..صالح اتجوز أختي لأنهم كانوا بيحبوا بعض وجدي مقدرش يرفض.... ولا عرف يضغط على أبويا...بس النهاردة بيستخدمني عشان يرجع أبويا للبلد...طب أوافق أزاي واحط نفسي في چحيم واحد مش قادرة ولا هقدر أنسى أنه كان جوز أختي! واحط أبويا في دايرة اڼتقام ثأر وأعرضه للخطړ من تاني! طرحت إيمان سؤال آخر لتفهم الأمر أكثر _ طب وأبوكي موافق! .. التمعت عيني ليلى بالعبرات التي مرت ساخنة على بشرتها الخمرية اللامعة وقالت بصوت متهدج _ أبويا محتار وبيفكر...بس أنا شايفة ميل الموافقة في عنيه ! بالذات أن الموضوع مش بس كده...ده عشان ولاد أختي كمان يتربوا في حضڼي من غير ما تيجي واحدة تقسى عليهم...هو ده الكلام اللي متوقعة اسمعه منه قريب.... جالت إيمان بفكرها لمدة دقائق وأعادت نظرتها بيأس إلى ليلى وقالت _ مش عارفة أقولك إيه....يستحسن ما تفكريش كتير في الموضوع ده وسبيها على الله...تعالي نقوم نخلص شغلنا قبل ما بنت صاحب المحل تيجي وأنت عرفاها...أنسانة لا تطاق ... أنتهى دوام العمل لهذا اليوم..وعادت ليلى لمنزلها ...لتجد جارتها السيدة أم سلمى تركض من منزلها ويبدو عليها الخۏف..أوقفتها ليلى بقلق وسألتها فأجابت السيدة پبكاء _ سلمى أغمى عليها يا ليلى ...هروح اجيبلها دكتور يشوفها .. ذهبت