الخميس 19 ديسمبر 2024

الفصل التاسع عشر والعشرون من عشق لاذع بقلم سيلا وليد

انت في الصفحة 14 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز

وصلت لخارج المرحاض الملحق بغرفة مكتبها تصنمت عندما وجدت ذاك الشخص يقف يضع كفيه بجيب بنطاله 
عاملة ايه السكرتيرة قالتلي انك تعبانة وعايزة تمشي
اتجهت إلى مكتبها تجمع أشيائها 
آسفة ياجاسم بيه أنا بعت لحضرتك استقالتي مش هقدر اكمل مع حضرتك 
مط شفتيه وخطى إليها بخطى سلحفية ونظراته تفترسها
ليه يامدام جنى كنتي مبسوطة من الشغل معانا 
تراجعت بجسدها بعدما اقترب منها وهتفت دون جدال
لأ .. خلاص مبقتش عايزة اكمل تعبانة ومش قادرة واظن يعقوب قال لحضرتك شغلي فترة بسيطة وكمان مفيش بينا عقود تخليني اكمل في الشغل وانا مش عايزاه فيه بند في العقد اسيب الشغل وقت مااحب
جلس أمامها وعيناه تطالعها بحب فلقد سلبت عقله وأقسم أن ينالها بأي ثمنا حمحم عندما زاد افتراسه لملامحها 
جنى ليه تسيبي الشغل !
زفرت مخټنقة فلقد قررت تركها العمل بعدما علمت أنه بالشخص المعروف بعلاقاته النسائية 
مستر جاسم انا حقيقي تعبانة ومش هقدر اكمل شغل غير إن جوزي ممكن يرجع الأسبوع دا من الشغل 
جوزك!! أومأت برأسها وهي تغلق حقيبتها تهرب من نظراته 
وضع كفيه على المكتب بجوار هاتفها والتقطه
بس إنت قولتي منفصلة..بسطت كفيها 
ممكن فوني..واه كان فيه اختلاف بسيط بس اتصالحنا الحمد لله فوني لو سمحت 
نهض من مكانه مقتربا منها 
يعني مفيش أمل..ضيقت عيناها مبتعدة 
مش فاهمة كلام حضرتك..لو سمحت فوني 
احتضن كفيها ثم وضع هاتفها ونظراته تتعمق بملامحها 
لو احتجتي حاجة أنا في الخدمة
نزعت الهاتف وتراجعت سريعا 
شكرا لحضرتك..اتجهت إلى باب مكتبها ولكن توقفت عندما هتف
فيه حفلة النهاردة علشان كسبنا الصفقة اتمنى تحضري وتودعينا فيها 
آسفة مش هقدر وأنا مش بتاعة حفلات 
تحرك إلى أن وصل وتوقف أمامها ولم يفصل بينهما سوى خطوة وانحنى بجسده يغرز مقلتيه بعسلها المصفى قائلا 
هبعتلك العربية اتمنى تنوريني انا محظوظ على الشهرين الحلوين اللي قضناها مع بعض 
فتحت الباب پعنف وهتفت بنبرة مستاءة 
ايه الشهرين اللي قضناها دا شغل. وخلاص مستقيلة بعد إذنك واسفة مش هحضر حفلات 
تحرك بجوارها بعدما ارتدى نظارته متجها لمكتبه ثم هتف لسكرتيرته
عرفي الشوفير يبقى يروح يجيب مدام جنى الحفلة 
توسعت عيناها تنظر إليه بذهول 
أنا قولت لحضرتك مش هحضر..قالتها وتحركت من أمامه تسبه بسرها
استاهل والله علشان اشتغل مع ناس مريضة زيه غبية ياجنى انتى هتتعلمي وتطلعي من غبائك دا إمتى
بعد يومين
تغفو على الأريكة بعد خروج العاملة لزيارة والدتها بإحدى المستشفيات استمعت لطرقات على باب منزلها اعتدلت جالسة تهذي بكلمات 
مين هيجي دلوقتي ممكن نورة نسيت المفتاح!
أغمضت عيناها بوهن فقوتها اليوم ضعيف متلاشية بل أصبحت منعدمة بعد سوء حالتها
ثقلت رأسها فوضعتها مرة أخرى على الوسادة ولكن عاد الطرق مرة أخرى 
نهضت متحاملة على نفسها تتحرك بخطوات واهنة إلى أن وصلت لدى الباب وضعت رأسها على الجدار تأخذ أنفاسها التي أصبحت منعدمة 
فتحت الباب بوهن ..رفعت نظراتها لذاك الذي يقف لدى الباب بنظراته الشمسية لم ترى ملامحه واضحة لكن رائحته ملئت المكان حتى وصلت لرئتيها فهمست بضعف 
جاسر!! خلع نظارته 
اذيك يامدام جنى..تقابلت نظراتهما للحظات حتى أصبحت الأرض تدور بها وغمامة سوداء تحيطها
دنى منها ورغم اشياقه الكامن بجنبات قلبه إلا أنه همس لها 
مرحب مدام جنى المحترمة
هنا تلاشت الرؤية تماما وهوت بين ذراعيه فاقدة للوعي 
تلاقها بقوة وفرت دمعة غادرة رغما عنه من حالتها وضعفها البين عليها
حملها كطفل رضيع ووضعها بهدوء على الأريكة يجثو على ركبتيه أمامها ثم انحنى يشبع روحه الضائعة منذ خروجها من حياته شهرين بين الحياة والمۏت شهرين فاقد لروحه ونبضه الان فقط أعاد روحه الغائبة آلان فقط نبض قلبه وعادت من غيبات الجب 
ليه تموتينا كدا قوليلي أعمل ايه عقلي بيقولي ارميكي واعاقبك بأصفاد وقلبي بيقولي خدها في حضنك وداوي جرحها ..مسد على خصلاتها مرر أنامله على ملامحها الشاحبة 
مش قادر والله ماقادر اعمل فيكي حاجة رغم اللي عملتيه تمدد بجوارها دون تفكير 
يضع رأسه بالقرب منها وتلك القلادة التي بها صورتهما ابتسم ساخرا على جنان طفلته
فهب من مكانه كالملسوع اخيرا فاق العقل على القلب يصفعه ..بحث بعينيه بارجاء المنزل ذهبت عيناه للدرج صعد للأعلى حتى وصل لغرفتها قابلته رائحته التي تعبأ الغرفة وتلك الكنزة له توضع على الفراش..كور قبضته پعنف لا يعلم ماذا عليه فعله
اتجه للمرآة وجلب قنينة عطرها ثم تحرك للأسفل دقائق يحاول إيقاظها حتى رفرفت بأهدابها همست باسمه وهي تراه كالحلم يرفعها ب ذراعه
ولكنها لم تفق كاملا استمع لفتح باب المنزل ولجت الخادمة مع الطبيبة 
اتفضلي يادكتورة قالتها الخادمة..تسمرت الخادمة من وجوده فاقتربت متسائلة 
حضرتك حضرة الظابط جاسر
ضيق عيناه متسائلا
إنت مين..أشارت لجنى الغافية على الأريكة 
أنا جليسة مدام جنى اتجه بنظره متسائلا عن الطبيبة 
أشارت للطبيبة بالتقدم 
دي دكتورة حياة متابعة مع مدام جنى..أشار إليها بالتوقف 
عرفتها ازاي!
أجابته سريعا بعدما وجدت بملامحه الشك 
دي من مشفى المنشاوي بتركيا لا تقلق سيدي 
اومأ لها فحمل جنى متجها للأعلى ثم تحدث 
خمس دقايق وهاتيها وصل لغرفتها يضعها على فراشها بهدوء كأنها قطعة أثرية نادرة 
فوقي بس وشوفي هعمل فيكي ايه مهلكتي..اتجه لأسدالها وألبسها إياه بعدما وجد تلك المنامة التي
13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 28 صفحات