انا لها شمس لروز أمين جديدة
فتحتهما من جديد وهي تقول
هو حضرتك مش شايف كل المشاكل اللي بتحصل بسببي
واستطردت بنبرة مټألمة
أنا تقريبا مش بنام يا بابي من يوم اللي حصل مش قادرة انسى مشهد مۏت بسام منظره وهو غرقان في دمه مش بيغيب عن عنيا
علشان خاطري خلينا نسيب مصر ونروح نعيش في بلد تانية قالت جملتها بعينين متوسلتين
نسيب بلدنا ونروح فين بس يا بنتي مش كفاية سيبت بيتي اللي عيشت فيه عمري كله ونقلنا هنا لما قولتي إنك مش قادرة تقعدي فيه بعد اللي حصل
أطرقت برأسها قائلة بحزن بعدما شعرت بأنها قد ضغطت على والدها وزادتها عليه
واسترسلت بعينين متوسلتين
أرجوك سامحني
إوعي تحملي نفسك ذنب أي حاجة إنت بريئة من كل اللي حصل وبسام اللي إنت زعلانة عليه ده هو السبب في كل حاجة الله يسامحه
بعد قليل
كانت تجلس داخل مكتب الضابط المختص بالتحقيق بصحبة المحامي الذي بعثه أيمن تمم الضابط جميع الآجراءات ليتحدث المحامي مستفسرا
هي القضية هتتحول للنيابة إمتى يا باشا
النهاردة إن شاءالله هكذا أجابه لتتحدث هي بارتباك خشية من بطش نصر البنهاوي
أنا شايفة إننا نكتفى بالمحضر وعدم التعرض يا أستاذ عبدالسلام
مينفعش يا أستاذة طالما عملنا المحضر وأثبتنا صحته بشهادة شهود الإثبات يبقى لازم يتحول للنيابة وبعدين سيادة اللوا قدري الخواجة موصي عليه وقال لنا لازم يتربى
استرسل بإبانة بعدما رأى ترددها بعينيها
تحقيقات النيابة هي اللي هتجيب لك حقك وتعلمه الأدب لما يلبس في جنحة هيفكر ألف مرة قبل ما يتصرف بغباء مرة تانية
تمام أنا مضطرة استأذن لو حضرتك مش محتاجني في حاجة تانية لأن عندي ميعاد نيابة ولازم ألحقه
إحنا كدة خلصنا وتقدري تتفضلي جملة قالها الضابط لتنهض مستأذنه لتتحرك سريعا باتجاه مبنى النيابة التابعة له قادت بأقصى سرعة لتستطيع الوصول قبل حلول الوقت المحدد كي لا تدع للمدعو فؤاد فرصة مضايقتهاأخيرا وصلت قبل الميعاد بخمسة دقائق سألت على مكتبه فارشدها أحدهماقتربت من رجل الأمن الواقف أمام باب المكتب وطلبت منه إبلاغ وكيل النائب العام بحضورها وناولته بطاقة تعريفها طلب منها الرجل الإنتظار لحين اتخاذ الإذن لهاولج للداخل مغلقا الباب خلفه ليتحدث بتوقير وهو يقدم البطاقة لذاك المنكب على أوراقه بتمعن
رفع رأسه وبسط كفه ليأخد البطاقة مدققا النظر بها إبتسامة ساخرة خرجت من جانب ثغره ثم ضيق عينيه وهو يحك ذقنه بأصابع يده ليقول بعد تفكير
خليها واقفة برة لحد ما أضرب لك الجرس
خرج العامل ليبتسم بخبث بعدما عقد النية لمعاقبتها على المعاملة التي لم تلقى استحسانه بالأمس بالخارجتمللت بوقفتها بعدما مر أكثر من نصف ساعة وهي بالانتظار دون حدوث جديد شعرت ببعض الألام بساقيها لتنظر لذاك الواقف قائلة بامتعاض
هو أنا هفضل مسنية كتير!
الباشا قال لي مدخلكيش غير لما يضرب الجرس قالها باقتضاب كتمثال لتهتف هي بحنق
أنا مالي ومال جرس الباشا بتاعكمأنا ميعادي الساعة 11 والساعة الوقت 12إلا ربع
واسترسلت بعينين غاضبتين
تدخل تقول للباشا بتاعك إني لو مدخلتش حالا همشي وابقى أجي له وقت تاني يكون فاضي يشوف شغله فيه
ارجع ظهره للخلف وابتسم مستمتعا بعدما توغل داخله شعورا بالتشفيتحمحم لينظف حنجرته قبل ان يهتف بقسۏة مناديا على الحارس الذي هرول إليه ليقول الاخر بصرامة مخيفة أجاد رسمها
إيه اللي بيحصل برة يا أمينومين دي اللي إتجرأت وعلت صوتها في حضرت النيابة
دي الاستاذ قطع حديثه اقټحام تلك الغاضبة للمكتب حيث قالت بنبرة صوت لاذعة تنم عن استيائها الشديد
أنا اللي إتجرأت يا سيادة المستشار
تراجع فى مقعده وضيق عينيه ليرمقها بازدراء قائلا بلهجة متعجبة
إنت إزاي تدخلي عليا من غير ما أذن لك!
لم تهتم بحديثه اللاذع ولا بنظراته الڼارية بل تحدثت بثقة وحنق أظهرا كم إستيائها
أنا واقفة برة ليا ساعة إلا ربع منتظرة حضرتك تطلبني علشان أقول شهادتي وأمشيبس وقفتي طالت ومش عارفة هفضل مستنية لحد إمتى!
وإيه المشكلة لما تقفي ساعة وإتنيناللي يشوف حمقتك يقول إن مصالح البلاد والعباد متوقفة على جنابك نطقها متهكما لترمقه بنظرات ثاقبة وهي تقول بحزم بعدما تيقنت أنه قاصدا ليرد لها ما حدث معه بالأمس
المفروض إننا في نيابة يعني المواعيد ليها إحترامها وقدسيتهامش واقفة في فرنة بلدي علشان أستنى ساعة واتنين لما صاحب الفرنة يحن عليا ويديني دور في طابور العيش
أشار للعامل ليخرج ثم تراجع بمقعده الهزاز وأخذ يدور يمينا ويسارا وهو يرمقها