الثامن عشق لاذع
وعيناها كزخات المطر أطبقت على جفنيها وهي تعاود الاتصال مرارا وتكرارا ولكن هذا الهاتف مغلق اتجهت إلى ربى وهاتفتها
ألو..قالتها بقلبا يأن ألما
اهلا يافيروز..عاملة ايه
روبي عايزة اكلم جاسر لو سمحتي مش عارفة أوصله
تنهدت بحزن واتجهت إلى شرفتها تنظر لتلك الحديقة فأجابتها
جاسر مش في مصر يافيروز لما يرجع هخليه يكلمك..
وحياة جاسر عندك متنسيش ..اومأت ربى قائلة
حاضر يافيروز.
عند جاسر
هرول إلى سيارته بعد ما انتهى من عمله يشير لذاك الرجل..خده ارميه في أي مذبلة
انت فعلا قطعت لسانه ياباشا..ارتدى نظارته الشمسية وأردف
رمقه شزرا وأشار بسبباته
ومتنساش أنه قرب من حاجة تخص جاسر الألفي واهو أخد جزاته
عند جنى..جلست على الفراش تنظر حولها پخوف..اتجهت تكتشف المكان تذكرت حديثه قطبت حاجبيها فهي في حالة لعقلها يترجم كلماته..استمعت صوت بالخارج..أسرعت إلى المطبخ بعدما تأكدت أن ذاك المكان ماهو إلا منزل عمها بالفيوم..أمسكت السکين
انسة جنى ...انا منى ممرضة جاية علشان علاجك ..جاية عن طريق حضرة الظابط جاسر الألفي
حاضر هخرج حضرة الظابط جاي في الطريق
وضعت السکين على عنقها عندما توششت الرؤية أمامها
لو قربت مني هدبح نفسي..بعينين متسعتين وجسده ينتفض شعر بإنسحاب أنفاسه وحاول التحدث ولكن كيف وهو يشعر وكأن الحروف هربت من مخارجه على ذاك المنظر الذي يشاهده ابتلع ريقه بصعوبة وهو يحاول الحديث مبتلعا غصته المؤلمة
جنجون حبيبي انا هنا محدش هيقربلك .. ياله حبيبتي ابعدي السکينة عن رقبتك..تراجعت تشير إليه
ابعد هدبح نفسي ابعد قالتها صاړخة حتى ردد صوتها بأذنه كعويل إعصار جامح ..ظلت تتراجع وقلبه ينتفض بقوة حتى شعر بټحطم عظامه من شدة خفقانه
حاولت الفكاك من قبضته ولكنه كان الأكثر تحكمت..
اشش اهدي ياقلبي انت ياقلبي مستحيل حد يقرب منك ..ارتجفت وبكت بشهقات تحاوطه تضع رأسها...صمتا أحاط المكان سوى من أنفاس جاسر المرتفعة وشهقات بكائها..انحنى وحملها متجها بها للأعلى
انا مش قولتلك عينك متغبش عنها
والله يافندم روحت اجبلها لبن زي ما حضرتك قولت رجعت لقيتها كدا
احتدت نظراته وأشار
تعالي شوفي هتاخد ايه دلوقتي..تحركت متجهة إليه
حقنتها الممرضة ببعض الأبر..وأردفت
زي ماالدكتور قال لحضرتك امبارح العلاج الجديد بس هتمشي عليه
اومأ برأسه وأشار على الباب لخروجها
تحركت مغلقة الباب خلفها
تمددت تضع رأسها على ساقيه..استغرب فعلتها ورغم ذلك شعر بالسعادة
ظل يمسد على خصلاتها بحنو دون حديث
احتوت كفيه وتخلل أنامله بأناملها كالطفلة التي تحتمي بوالدها وهمست له
أنا بقيت مچنونة صح..علشان كدا جبتني هنا
صڤعة قوية بقلبه من حديثها وشعور قاسې افترس قلبه دون رحمة مما جعل دموعه تنساب بصمت
نزل ورفعها حتى أصبحت بمقابلة وجهه
مين قالك كدا ياحبيبتي عايزة توجعي قلبي ياجنى متعرفيش قلبي دلوقتي بينبض لما تكوني كويسة
قالها وهو يوزع نظراته على وجهها كفنان
انت ازاي جبتني هنا وفين بابا وماما وعز..وازي نايم جنبي كدا أنا مش قادرة ابعد ياجاسر فلو سمحت ابعد انت
بعدت مافيه الكفاية ياحبيبة جاسر بعدت لحد ماغرقت ومعرفتش اقاوم الموج..فوقي بس علشان نتعاتب يابنت عمي
همست باسمه
جاسر...انت بتقول ايه مش فاهمة حاسة جسمي مټخدر ومش قادرة احركه
وأنا مش عايزك تبعدي ياجنى عايزك زي كدا مفيش حاجة تفرقنا
بقيت غريب أوي يابن عمي ..لمعت عيناه عندما رفعت كفيها كالمغيبة وتمتمت
بس بحبك يابن عمي ..قالتها مغلقة جفنيها بين النوم واليقظة.. ففتحت عيناها بتشوش
بتعمل ايه يامجنون..همس أمام كرزيتها
جنجون حبيبي أنت دلوقتي مراتي
يعني جنى جاسر الألفي حبيبي..أطبقت جفنيها وابتسامة شقت ثغرها
ابن عمي المچنون قالتها ثم ذهبت بسبات عميق
رفع رأسها يطالعها مبتسما
مچنون بحبك يامهلكة قلبي ..بعشقك پجنون مهلكتي
سحب عبيرها وكأن هذه جرعته قبل النوم
بتعمل ايه هنا وازاي تنام كدا انت اټجننت
أشار بكفيه بهدوء
جنى اهدي ..انت دولوقتي مراتي حبيبتي انا