خطايا بريئة لشهد محمد
لا تقاوم ورغم انها لاحظتها بالأمس إلا انها لم تنتبه لمدى جاذبيتها من شدة أنفعالها وكأن شيطانها لم يظهر لها سوى ڠضبها منه وذلك العتاب الذي كان يثقل قلبها.
اعجبه صمتها واخذ ينظر لها نظرات دافئة مثل دفء الشمس التي تعكس نورها داخل بنيتاه وتجعلها تبدو كسيل من الشوكولاته الذائبة التي تمنت أن ټغرق بها وبلذتها في وقتها.
________________________________________
اللي بتدوري عليها دي غالية أوي عندك وهتزعلي لو ضاعت
قالها بنبرة مبطنة وهو يمط فمه كي يغيظها حين رأها ساهمة تجول بعيناها على تقاسيمه بنظرات يعلمها جيدا ويعلم ما المغزى منها رغم عنادها التي استمرت عليه حين اجابته
مش بدور على حاجة انا كنت جاية اشوف خالي بس يظهر انه مش هنا...تلعثمت وتلجلجت لأكثر من مرة وحتى انها تهربت بنظراتها منه كي لا يفتضح أمرها لحين اتاها صوت قمر متسائلة بفرحة
زفرت بارتياح وغيرت مجرى الحديث كي تتستر على لهفتها
لأ ملقتهوش شكله في الأرض
جعدت قمر حاجبيها بعدم فهم فمن تقصده هي يقف أمامهم ولكن الأخرى استأنفت كي توضح لها
هسلم على طنط هانم وهبقى اجيله مرة تانية
حانت منه بسمة عابرة وهو يتفهم ما تحاول فعله وقال ساخرا وهو يشعلق حاجبيه ويضرب كف على آخر
اكتفت بالنفي برأسها وادعت أن أمره لا يعنيها بينما بداخلها كانت تشعر بالارتياح كونه مازال هنا وإن كادت ان تلتفت وتعود للمنزل كي ترى زوجة خالها كما أخبرته منعها بقوله
طب ابقي كلمي امي طمنيها علشان تلفوني فاصل ومعيش شاحن وبالمرة قوليلها انك مش راضية ترجعي معايا
ايوة مش هرجع معاك يا يامن وعايز تمشي اتفضل محدش هيمنعك
مرر يده على وجهه يستدعي اخر ذرة صبر بداخله ثم أجابها بنبرة واثقة
مش همشي غير وانت معايا يا نادين ولو كنت أنت عنيدة أنا اعند منك واقدر اخدك بالعافية ومفيش حد هيقدر يمنعني فمتضطرنيش لكده
رفعت سبابتها بوجهه هادرة
تمسك بسبابتها وانزلها ثم دثر يدها بين يده قائلا بنظرات دافئة افتقدتها منه
اقدر يا نادين وانت عارفة كده كويس وطولة بالي عليك دي علشان بحبك ومقدرش اعيش من غيرك
بعثرها كعادته وزعزع ثباتها فقد وهنت نظراتها ووخارت قواها وتمنت أن ترتمي بين يديه وتعبر عن اشتياقها لذلك الحصن الأمين الذي يشيده حولها ولكن لا سبيل من الجهاد ضد تمرد عقلها فقد لملمت شتاتها و نزعت يدها من بين يده ثم لوحت بها بلامبالاة قائلة قبل أن تفر هاربة من أمامه
خنجر مسمۏم انغرس بقلبه من إصرارها ورفضها له
ورغم معرفته أنها تعاند لا أكثر إلا ان کسى الحزن معالم وجهه وشعر أن قوة احتماله على وشك النفاذ ليزفر انفاسه دفعة واحدة وتظل نظراته معلقة على أثرها بملامح يائسة متهدلة إلى أن اتاه صوت قمر التي شهدت على عنادها وعقبت مواسية
هتكابر...وحياة ربنا بتعشجك بس لساتها واخدة على خاطرها منك متجلجش بكره تروج
حانت منه بسمة باهتة لم تمسس الحزن الذي يحتل عينه ثم قال كي يغير سير الحديث
عايزة تقولي ل حامد حاجة انا هروحله
هزت رأسها واخفت فمها بطرف شالها قائلة بحرج
ايوة بالله عليك جوله مينساش الجلاب إلا لادد علي جوي ونفسي ريحاله
تنهد هو وهز رأسه ثم غادر ليلحق بحامد وخالها لتقول قمر بتعاطف قبل ان تلحق بها
ربنا يحنن جلبها عليك يا حزين
تمت التحقيقات الأولية وقد اعترف سنقر عليها كونها هي من حرضته على قتل فاضل وقد أخبرهم بمكيدتها فكانت تأمره أن يقوم بسړقة القصر كي يظن رجال الشرطة أنه حاډث سړقة ولكن محمد الذي ادلى بشهادته ضدهم افسد الأمر على الأخير ومع ضغط رجال الشرطة على دعاء خرت بكل شيء وقصت عليهم كيف يسرت الأمر ومن ساعدها وبالفعل تم القبض على خادمتها ورجال سنقر الذين كانوا معه يومها.
وهاهو فاضل يجلس بمكتب أحد الضباط بعدما سمح له برؤيتها لتدخل هي بملامح شاحبة تخالف تلك الهيئة الزاهية المتباهية التي كانت عليها و يجر بها إحد الأمناء كالخرقة البالية التي لانفع منها وحين رأته تهللت اساريرها وارتمت عليه قائلة
فاضل انا كنت متأكده انك مش هتصدق أنا عارفة أنك بتحبني مش كده يا فاضل
ابعدها عنه قائلا
اخرسي خالص انت ليك عين تنكري عملتك السودة
نفت برأسها وچثت تحت قدمه تود تقبيلها قائلة
سامحني يا فاضل وانا هعيش خدامة تحت رجلك انا غلطت والطمع كان عاميني حقك عليا
رفسها بقدمه بعيدا عنه وقال بصحوة بعدما انقشعت غشاوة عينه
للأسف مبقاش ينفع الندم يا دعاء انا بحمد ربنا أنه كشفك على حقيقتك قبل ما كنت خسړت بنتي