الخميس 12 ديسمبر 2024

خطايا بريئة لشهد محمد

انت في الصفحة 160 من 227 صفحات

موقع أيام نيوز


منها على الأخير
متوجعنيش...دقاتك بتقتلني وقف وريحني...ريحني...انا عايز اموت....والله تعبت...تعبت 
تفوهت بتلك الكلمات بأنهيار تام وهي تقبض على خصلاتها پجنون وكافة جسدها ينتفض وينتفض تزامنا مع عبراتها المټألمة التي لم تنضب وصوت شهقاتها المتعالية


________________________________________

وصړاخها
يصدح بأرجاء المكان وقد وصل صداه بكل وضوح لصاحب القلب المنشطر الثائر لكرامته الذي اتى منذ وقت قليل لذات المكان الذي جمعهم كعادته كل يوم وقت الغروب ولحسن حظها شهد على اڼهيارها بعيون حائرة مټألمة واستمع لكل كلمة تفوهت بها بقلب معذب وعقل حائر مشتت بعيد عن ضلالها...وكأن الله ارسلها بذات التوقيت عن عمد حتى يجعل قلبه يرق لها ويؤثر عليه لكي يلملم شتاته و يرأف بها.

غابت الشمس وحل الليل بقتامته التي أصبحت تضاهي تلك القتامة التي احتلت روحها فقد قررت بقرارة نفسها أن لا تذرف المزيد من اجله وسوف تجاهد وتصمد كي تتخطاه كما تخطاها و ها هي تعود للمنزل بهيئة متعبة للغاية و وجه شاحب وملامح متهدلة بإنكسار وعيون ساهمة يتحجر بهم الدمع تسير بتؤدة لمدخل المنزل حين أتاها صوت تعلم صاحبه تمام المعرفة
كنت وين ياجلب خالك انا بجالي كتير منتظرك
رفعت رأسها وابتلعت غصتها بعيون زائغة وهمست متفاجئة
خالي...ازيك...انا كنت...كنت بتمشى بالعربية شوية...
هز رأسه بتفهم وقال بمحبة يتوارى خلفها الكثير
وماله يا بتي ميضرش واصل طيب ايه مش هتسلمي عليا يا جلب خالك
اتوحشتك يا بتي طمنيني عنك...حجك عليا انشغلت في السخماطة الإنتخابات ومجدرتش ادلى من وجتها
هزت نادين رأسها وخرجت من بين يده متمتمة
ولا يهمك ياخالي
إن شاء الله العمر كلاته ليك يا بت غالية
قالها وهو يدس يده بجلبابه ويخرج علبة من المخمل يقدمها لها قائلا بتباهي
ده حلج دهب جيراط٢٤
مش خسارة فيك
شكرا يا خالي
ربت على كتفها وكان سيتسأل عن ما يشغله لولا أن صوت ثريا صدح مجلجلا
خير ايه اللي جابك ياعبد الرحيم
قالتها هي بعدما هرولت من الداخل كي تلاحق الموقف وهي تعاتب نادين بنظراتها كونها اقلقتها عليها و خرجت دون أن تعلمها نكست نادين نظراتها خوفا أن يظهر العتاب بها كونها أخفت عليها أنه يحاكيها ويصر على رفضه لها.
ليقول عبد الرحيم بنوايا غير بريئة بالمرة
اباي عليك يا وليه مش رايدة أچي ولاإيه...ده أنا بجالي سنين بستنى اليوم اللي تتم فيه بت غالية السن اللي الجانون جال عليه.
تناوبوا النظرات بينهم حين تساءل هو بخبث
أمال فين الغريب
ابتلعت هي غصة بحلقها وشحب وجهها ولم تجيب ولكن ثريا ارسلت لها نظرة مطمئنة وأردفت بحماية وبشراسة أم تحمي ابنائها
ابني مسافر في شغل...واخر مرة تقول عليه غريب ابني ليه أسم وانت عارفه كويس...
واه محموجة إكده ليه هو أني غلطت في البخاري إياك
استغفرت ثريا بصوت جهوري لتحين منه بسمة متهكمة ويتساءل
خلاص ميبجاش خلجك ضيج إكده كل الحكاية إني متعچب كيف يسافر ويهملكم لحالكم في الدار
شغل وكان لازم يسافر ضروري
ضيق عيناه بشك يحاول أن يسبر أغوارها فهو يشعر أنهم يخفون شيء ما لذلك تساءل بترقب
شغل ايه ده مش بالع الجصة
مفيش قصة ولا حاجة يا عبد الرحيم وتعالى اتفضل خد واجب ضيافتك علشان تلحق ترجع البلد
هز رأسه ببسمة مفتعلة يداري بها الغل الذي يتفاقم بداخله لتلك السيدة و ولدها...ليسيروا أمامه وإن كادوا يدلفون للداخل توقفت سيارة أمام بوابة المنزل وتدلى منها المحامي حاملا حقيبته واقترب منهم بخطوات منتظمة جعلت ثريا تنتبه له وتتساءل بريبة
خير ايه اللي جاب المحامي هنا
اجابتها نادين
هو كلمني الصبح وقالي انه جاي بليل.
لتتساءل ثريا من جديد تحت نظرات عبد الرحيم المترقبة
طب جاي ليه مقلكيش
نفت نادين برأسها بجهل في حين وصل المحامي لوقفتهم قائلا
مساء الخير يا جماعة...اسف لو اتأخرت يا مدام نادين
هزت نادين رأسها بمعنى لا داعي للأسف بينما رحبت ثريا قائلة
اتفضل يا متر يارب يكون خير
ليدخلوا جميعا للداخل ويوضح المحامي سبب الزيارة ان يامن اوكله للقيام بكل شيء وقد انهى كافة الأجراءات وحتى أن كل شيء يتوقف فقط على توقيعها قبل أن توثيق كافة العقود والمستندات اللازمة في الشهر العقاري وها هي بعد شرح عدة أمور معقدة تضع توقيعها دون حديث بملامح بائسة لابعد حد تحت نظرات عبد الرحيم التي تلتمع بالجشع ويقطر منها خبث مقيت...
كده خلصنا توقيع كل المستندات
قالها المحامي بعملية شديدة وهو يرتب الورق داخل الملف بيده ويضعه بحقيبته ويضيف وهو يناولها ورقة أخيرة قائلا بأسف
ودي... قسيمة طلاقك يا مدام نادين...استاذ يامن طلب مني اسلمهالك بنفسي
فرت الډماء من وجهها وتعالت وتيرة انفاسها واتسعت عيناها بذهول وهي تتناولها من يده وتجول بعيناها عليها لتتأكد من الأمر وهي تشعر بقلبها يعتصر بين ضلوعها لا تصدق أنه انهى كل شيء بتلك السهولة وخرج من حياتها بتلك الطريقة المهينة 
تناوبت النظرات بين القسيمة وبين ثريا التي ضړبت اعلى صدرها وقالت متحسرة بخزي
يالهوي...يا لهوي ليه كده يا ابني...ليه حرام عليك...
ليهب عبد الرحيم واقفا ويسحب القسيمة من يدها يطلع عليها متفاجئا
واه يعني ايه الحديت ده
يعني الغريب طلجها
 

159  160  161 

انت في الصفحة 160 من 227 صفحات