ولاكن تحت سقف واحد
ربنا يابنتى بيقول ان الست اللى بتطلق طلاق رجعى تفضل قاعدة فى بيت جوزها لحد فترة العدة ما تخلص
وقف يوسف قائلا
يابابا طب ماهي هي .. منا هنزل أعيش معاكوا تحت وبرضة الكل هيسأل ليه
ألتفت إليه والده قائلا
ومين قالك انك هتعيش معانا تحت.. انت هتعيش فى بيتك برضة معاها.. لحد فترة العدة ما تخلص
نظرت له مريم بذهول وهتفت
أومأ برأسه قائلا
أيوا ارضاه.. علشان ده شرع ربنا مش حاجة جايبها من عندى
تدخل يوسف مستفهما
ازاى يابابا
جلس حسين وبدأ فى شرح الأمر قائلا
الآية الكريمه فى سورة الطلاق بتقول
يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا
علشان كده بقولك الحل ده هو أفضل حل هيمنع الخلافات .. وفى نفس الوقت هيريحك لأنه هيفضل مطلقك زى ما انت عايزة .. ولما العدة تقرب تخلص نبقى نشوف ساعتها هنعمل أيه بس يكون عدى وقت .. مش الناس تعرف انكوا اطلقتوا بعد دخلتكوا بكام يوم
بس يا بابا أنا مدخلتش بيها يبقى مالهاش عدة أصلا
أشاحت بوجهها بعيدا بينما قال حسين بنفاذ صبر
فى حاجة اسمها عدة احترازية ودى بتطبق على الحالات اللى زى حالتكوا كدة .. لما بيحصل فرح ويتقفل عليهم باب واحد والناس كلها بتبقى عارفة انها دخلة .. لما بيحصل طلاق بعدها حتى لو مدخلش بيها بيطبق عليها العدة الاحترازية اللى بقولكم عليها دى
بس يا عمى انا طلبت الطلاق علشان مش عاوزه اعيش معاه فى مكان واحد.. يبقى انا كده عملت ايه
أومأ برأسه متفهما وقال
انا فاهمك يا مريم.. بس ده دلوقتى حكم ربنا مش حكمى انا.. وإذا كان فى أيدك تنفذيه .. وإذا كان فى أيدك توافقى عليه وتمنعى مشاكل ممكن تحصل .. يبقى ليه متجيش على نفسك شوية وبعدين دى فترة العدة يعنى بعدها هتبقى حرة خلاص .
متقلقيش يا مريم.. أنت فكل الأحوال مش هتشوفينى تانى.. أنا وعدتك انى اخدلك حقك من اللى ظلمك وأولهم انا.. وأنا هوفى بوعدى ليكى والنهاردة مش بكره
تركهم يوسف وفتح الباب وخرج مسرعا هبط الدرج بسرعة كبيرة وهو ينوى الوفاء بوعده .
وفى الصباح وأثناء متابعته لأعماله فى انهماك شديد جاء أتصال داخلى من مديرة مكتبه الذى أجابها دون أن يرفع عينيه عن الأوراق التى بين يديه فقالت
فى واحد على التليفون عاوز حضرتك وبيقول انه من النيابة
قطب حسين جبينه وقال بقلق
وصلينى بيه
وبعد دقائق خرج حسين ملهوفا من مكتبه وهو يقول للسكرتيرة
أجلى أى شغل دلوقتى لحد ما ارجع
جلس أمام يوسف بلوعة شديدة وقال
أيه يابنى اللى خلاك تعمل كده
تدخل وكيل النيابة فى الحديث قائلا
والله يا حاج حسين لولا سمعتك الطيبة وسمعت شركاتك اللى مفيش عليها غبار مكنتش اتدخلت فى الموضوع بشكل ودى .. وكنت مشيت فى المحضر بشكل رسمى .. لكن انا قلت أديك خبر الأول لعل وعسى
ألتفت إليه حسين بامتنان قائلا
جميلك فوق راسى
نهض يوسف فى انفعال قائلا
وانا مش عاوز الجميل ده.. أنا عاوز المحضر يمشى بشكل رسمى وانا معترف على نفسى والټفت إلى وكيل النيابة قائلا
ولو سمحت يا فندم والدى شاهد أثبات فى القضية دى
حاول والده أقصاءه عما يريد ولكنه هتفت بتصميم
لو سمحت يا بابا أنا عاوز آخد جزائى علشان ابقى عبرة .. وعلشان ربنا يتقبل توبتى
أعتدل وكيل النيابة فى جلسته وقال
انا قدام التصميم ده مفيش
قدامى غير انى استدعى البنت اللى بتقول انك اعتديت عليها
صاح حسين بوجل
دى تبقى ڤضيحة يا فندم.. دى بنت عمه .. وكلنا ساكنين فى بيت واحد.. ازاى عسكرى يدخل البيت ويجيبها ويجى هنا ازاى
طرق وكيل النيابة بأصابعه على حافة المكتب فى تفكير ثم قال
خلاص مفيش مشكلة.. حضرتك ممكن تروح تجيبها بشكل ودى ولما تيجى وتدلى بشهادتها نبقى نشوف هنعمل ايه ساعتها
هاتف حسين مريم وهو فى طريقه إليها وأمرها أن تبدل ملابسها بسرعة وتهبط للأسفل وتنتظره فى الجراج حاولت أن تعرف مريم ماذا حدث ولماذا يريدها ولكنه قال باقتضاب
لما اشوفك هقولك
أبدلت مريم ملابسها فى عجلة وذهبت لتنتظر عمها بالجراج ولم يتأخر كثيرا استقلت سيارته وبمجرد أن اتخذت مكانها بجواره حتى قالت
خير يا عمى فى ايه
أنطلق بسيارته وهو يقول
يوسف راح النيابة قدم بلاغ فى نفسه واعترف فيه انه اعتدى عليكى
شهقت مريم وهى تضع يدها على فمها وتنظر له بذهول وقالت
وحبسوه
هز رأسه نفيا وهو يقول
لا .. وكيل النيابة مرضيش يقفل المحضر إلا لما اتصل بيا.. ولما روحت لقيته هناك مصمم ان المحضر يكمل بشكل رسمى .. ووكيل النيابة كتر خيره مرضيش يبعتلك عسكرى ولا أمين شرطة يستدعيكى علشان تقولى أقوالك وسابنى آجى اخدك بشكل ودى
مازال الذهول يسيطر عليها وهى تنظر إلى الطريق أمامها حتى وصلوا إلى مقر النيابة وبعد السماح لهم بالدخول دخل حسين بصحبة مريم التى كانت تخطوا ببطء وهى تنظر حولها حتى وقعت عيناها على يوسف الذى يجلس على مقعد جانبيا واضعا رأسه بين يديه وكأنه فى عالم آخر.
وقفت مريم أمام وكيل النيابة فرفع يوسف رأسه ولم يجروء على رفع ناظره إليها وهو يسمعها تجيب سؤال وكيل النيابة وتقول
أنا مريم يا فندم
مد يده إليها قائلا
بطاقتك لو سمحتى يا مريم
نظر إليها ثم وضعها على المكتب أمامه وهو يشير لهما بالجلوس قائلا
اتفضلى يا مريم.. اتفضل يا حاج حسين
ثم أشار ليوسف أن يأتى ويقف فى مواجهتها وقال
الأستاذ يوسف قدم بلاغ بيعترف فيه انه قام بالأعتداء عليكى .. ايه أقوالك
نهضت مريم واقفة فى سرعة وقالت
محصلش يا فندم
هتف يوسف صائحا
لاء حصل وانا معترف ومش هتنازل عن البلاغ وأقوالها مالهاش أى لازمة
نظر له وكيل النيابة بحدة قائلا
أنت هتعرفنى شغلى ولا أيه
ثم الټفت إلى مريم قائلا
يعنى انت بتنفى الواقعة
أومأت برأسها بجدية وثبات وهى تقول بثقة
أيوا يا فندم بنفيها.. الكلام ده محصلش
هتف بها يوسف
حرام عليك .. أنت كده بتضيعى حقك.. أنا عاوز اتعاقب واخد جزائى حتى لو أعدام هبقى مرتاح انى رجعتلك جزء من حقك
أشاحت بوجهها عنه ونظرت إلى وكيل النيابة قائلة
اقدر امشى يا فندم
شبك وكيل النيابة اصابعه قائلا
طبعا تقدرى تمشى
ثم نظر إلى يوسف قائلا
وانت