ولاكن تحت سقف واحد
وهو يقول أنت أيه اللى جابك الشركة النهاردة
نظر له يوسف بدهشة قائلا جاى اشوف شغلى
نهض والده وقال بلهجة صارمة ملكش شغل عندى
ثم تابع بنفس نبرته الحادة تروح دلوقتى تلم حاجتك من مكتبك وتروح بيتكوا ولا تشوفلك مصېبة تانية تروحها
شعر بغصة في حلقة وهو يقول بخفوت يعنى أيه
قال حسين بنفس النبرة الجامدة زى ما سمعت. مشوفش وشك في الشركة تانى وكفاية انى مطردتكش من البيت. واسمع مش عايز اشوف خيالك في البيت طول مانا هناك. تغور في أى حتة من قدامى. فاهم ولا مش فاهم.
أستقل سيارته وقاداها بلا هدف حتى وجد نفسه يمر بكورنيش النيل ركن سيارته جانبا وترجل منها وقف أمام سور الكورنيش ينظر إلى الماء في وجوم يتذكر الليلة المشؤمة.
تذكر عندما قاد سيارته مراقبا لسيارة سلمى ظل خلفها متابعا لها بتركيز والغيرة تفتك بقلبه وبدون سابق أنذار توقفت سلمى تحت أحدى البنايات خرجت سلمى من سيارتها ثم الرجلين وقفا يتحدثان قليلا ثم صعد الرجلين لفترة من الزمن قصيرة وهبطا إليها مرة أخرى ثم خرجت مريم من السيارة وصعدت معهما هي وسلمى توجه إلى حارس العقار وتحجج بأنه يسأل عن شقة مفروشة خالية في البناية فقال له الحارس بتأفف.
ثم أشار إلى سيارة سلمى قائلا آدى اللى بناخده من المفروش بلا هم. بنات عايزة قطم رقبتها ملهمش أهل يلموهم
توقفت ذكرياته عند هذه النقطة عندما شعر پألم شديد في عضلات قلبه عاد إلى السيارة وقادها مرة أخرى عائدا إلى المنزل بمجرد أن دخل من بوابة المنزل الداخلية تفاجأ بخروج فرحة ومريم من المصعد وما أن رأته فرحة حتى تعلقت في ذراعه قائلة
ثم طبعت قبلة على كتفه تداعبه وقالت ممكن توصلنا الكلية وهنيالك يا فاعل الخير والثواب
لم تعد مريم تحتمل رؤيته أكثر من هذا أشاحت بوجهها بعيدا وهو يقول لأخته معلش يا فرحة خلى إيهاب يوصلكوا
فرحة ايهاب مش هنا وهيتأخر النهاردة واحنا كنا هناخد تاكسي بس ربنا بعتك لينا يرضيك نروح ندور على تاكسى انا ومراتك وانت موجود.
أنت ياعم الرومانسى. سيبك من مراتك دلوقتى وركز معايا
أنتبهت مريم أنه ينظر إليها بتمعن فقالت لفرحة انا هستناكى عند باب الجنينة بره.
أضطرت مريم أن تركب بجواره وفرحة في الخلف وطوال الطريق تتحدث في الهاتف مع صديقتها المقربة كعادتها دائما أخرجت مريم مصحف صغير من حقيبتها وظلت تقرأ فيه طوال الطريق كان ېختلس النظر إليها من حين لآخر وهو لا يصدق ما يرى تردد قليلا ثم قال.
لم تسمعه فرحة وهي تتحدث إلى صديقتها في الهاتف فأعاد السؤال مرة
أخرى وهو ينظر لمريم فقالت ببرود
عندى تدريب صيفى
وجد نفسه يقول هتخلصى أمتى
قالت بصوت أشبه للهمس من بين أسنانها ملكش دعوة
بعد أن انتهت فرحة وأغلقت الهاتف قال يوسف على الفور هتخلصوا أمتى يا فرحة علشان آجى اخدكم
قالت فرحة بسعادة أيه ده بجد! أنا هخلص على 3 كده.
ثم نظرت إلى مريم متسائلة وانت يا مريم هتخلصى أمتى
تصنعت مريم أبتسامة وهي تقول لا متشغلوش بالكوا. أنا لما هخلص هروح
قال يوسف خلصى براحتك. بس قوليلى على أمتى علشان آجى اخدك
صمتت بضيق من محاصرته فكررت فرحة سؤاله قائلة ها يا مريم هتخلصى أمتى
قالت بضجر يعنى على الساعة 2 أو 3 مش عارفة بالظبط
قال يوسف بحسم الساعة أتنين هتلاقينى واقف مستنيكى.
خرج وليد من مكتبه واقترب من مكتب علا التي لا تعيره اهتماما رسم ابتسامة على شفاه قائلا
أنا هروح اتغدى تحبى تيجى معايا
هزت رأسها نفيا قائلة بجدية متشكرة يا أستاذ وليد. وبعدين لسه معاد الراحة فاضل عليه نص ساعة
أتكأ على المكتب قائلا ياستى انا صاحب الشغل ولا يهمك. وبعدين انا عاوزك في موضوع مهم ومش هينفع هنا.
نهضت ونظرة له بجدية وقالت انا مفيش مواضيع بينى وبين حضرتك غير الشغل وبس لو في حاجة في الشغل افتكر هنا مكانها مش في حتة تانية
أعتدل وهو يتفحصها ببرود وعقد ذراعيه أمام صدره قائلا أنت بتعاملينى ناشف كده ليه.
جلست وهي تتابع عملها أصل حضرتك متصور انى علشان بشتغل عندك يبقى سهل تاخدنى أى مكان بره الشغل. لا يافندم انا مش كده. وأظن حضرتك تعرف أن ابن عمك كان خاطب اختى يعنى لو كانت أخلاقنا عليها غبار مكنش فكر يرتبط بيها من الأول.
ثم القت عبارتها الأخيرة قاصدة أياها قائلة أحنا مالناش غير في الجد وبس يا فندم. ولو سمحت يا أستاذ وليد سبنى اكمل شغلى.
أخرج وليد علبة من القطيفة من جيبه ورسم على وجهه علامات الحزن قائلا أنت فهمتينى غلط على فكرة. أنا بس كنت عاوزك علشان اقدملك دى
وفتحها وأدارها إليها ألقت عليها نظرة سريعة. كانت تحوى خاتما ذهبيا مرصعا بفصوص للامعة براقة أعادت نظرها إليه ببرود وقالت
ايه دى
وليد دى هدية بسيطة
بمناسبة ايه
قال مغازلا بمناسبة جمالك.
تصنعت الإنفعال وهي تقول حضرتك ليه مصمم تضايقنى. قلت لحضرتك انى ماليش في الحاجات دى انت ليه مبتقدرش تفرق بين البنات وبعضها
وأخذت حقيبتها وهي تتصنع البكاء وهرولت سريعا من أمامه وهي تخفى ابتسامة خبيثة بداخلها لم تتجاوز عقلها!
شعر بحيرة شديدة من تصرفاتها معه فهو لم يعتاد على ذلك من أى فتاة أخرى هاتف صديقا له وواعده على الغذاء والتقى به في أحدى المطاعم القريبة من الشركة.
ايه يا عم مختفى فين بقالى مدة مش شايفك على الشاشة يعنى
زفر وليد قائلا بحنق أسكت يا معتز في بت مطلعة عينى
قال معتز باندهاش أيه ده. بقى وليد باشا مش قادر على حتة بت. لا قول كلام غير ده. مين البت دى.
زفر وليد ثانية بضيق قائلا بتشتغل معايا في مكتبى في السكرتارية. بس رخمة رخامة يا أخى. حتى الابتسامة في وشى بطلوع الروح. أقولها نرفع الألقاب تقولى مينفعش أعزمها على غدا مترضاش وتقولى أنا مش بتاعة الكلام ده. أجيبلها هدية تديهوملى في جنابى وتسيبنى وتمشى. لما خنقتنى
ضحك معتز ضحكات عابثة قائلا لا ده انت حالتك صعبة أوى. قولى هي حلوة تستاهل يعنى.
قال وليد بضجر وانا هعمل أيه بحلاوتها وهي منشفة ريقى كده. لا وقال أيه تقولى أنا ماليش غير في الجد
ضړب معتز جبينه قائلا بفهم اوباااا بس يا باشا انا كده فهمت. البت دى رسمة على جواز
قال وليد بسخرية جواز مين يابا هو انا بتاع جواز. ما انت عارفنى كويس. انا بس