الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية مع وقف التنفيذ

انت في الصفحة 37 من 141 صفحات

موقع أيام نيوز

والاعتذار منه وعادت لغرفتها مکسورة مهزومة ورغم أحساسها بالدونية والضياع والمهانة إلا أنها شعرت أنها لم تفقد المظلة التى كانت وظلت وستظل تحميها من عوادى الدنيا وزخات السحب .
ألتفت بلال إلى فارس ورفع حاجبيه بتعجب شديد وقال متعجبا 
ضړبته !!!
أشاح فارس بوجهه وضړب بيده على قدمه وقال وهو غاضب 
تصدق بالله انا لو مكنتش مسكت أعصابى مكنش هيبقى ضړب بس أنا كان ممكن اقتله
أستند بلال بمرفقيه إلى مكتبه فى المركز ونظر إليه متفحصا وقال بهدوء 
أنت لو بتتخانق مع مراتك تحب حد يتدخل بينكوا بالطريقة دى
هتف فارس حانقا 
يعنى كنت اسيبه يعمل فيها كده قدامى واقول سلام عليكم وانزل عادى كده
هز بلال رأسه نفيا وقال 
لا يا سيدى محدش قالك كده.. بس برضة فى حاجة اسمها بالمعروف بالنصيحة تسمع عنهم ولا لاء
دمى غلى فى عروقى يا بلال مفكرتش ومقدرتش استحمل سفالته
شبك بلال بين أصباعه وقال بثقة 
طبعا مش هقولك أنك غلطان علشان أنت عارف انك غلطان
أومأ فارس برأسه وهو ينظر أمامه بشرود قائلا 
معاك حق انا غلطان...غلطان انى ضړبته بس كان المفروض أكسرله عضمه علشان بعد كده ايده متلمسهاش تانى
صمت بلال لبعض الوقت وهو يفكر هل من الحكمة أن يتكلم معه ويكشف له عن ما يراه ويشعربه أم يصمت مادام فارس يفسر أفعاله على أنها شهامة منه تجاهها ولو صارحه فما جدوى ذلك وهو متزوج وهى متزوجة الأمر يحتاج لتفكير أكثر من هذا قبل المصارحة
أخرجه فارس من تفكيره العميق على صوته الهادر وهو ينهض واقفا ويقول 
شوف يا بلال أنا جيتلك علشان عرفت أنه عرفها عن طريقك يعنى انت تعرفه كويس ..عاوزك تبلغه أنى لو عرفت أنه مد أيده عليها بحلو ولا بوحش هتبقى آخر مره يستعمل فيها أيده دى .. سلام
نهض بلال وحاول إيقافه ولكنه لم يفلح فى ذلك فلقد كان غاضبا جدا عاد إلى مكتبه وجلس خلفه فى وجوم وهو يشعر أن المصارحة بعد ما راه وسمعه الآن منه ستكون تبعتها أكبر من الكتمان بكثير فلابد من التمهل ...فهذه النبرة وهذا الزئير وهذه التصرفات ليست لرجل يغار فقط أو يحب فقط وإنما هو يراها كنزه الثمين ومهرته الأصيلة الذى لابد أن يحافظ عليه دائما وأبدا من أن تمتد إليه يدا غريبة ويرى نفسه حاميها وحارسها وفارسها النبيل الذى يبذل الغالى والرخيص فداءا لها فهى مازالت وستظل طفلته التى تحتاجه ومن الجائز أن نعشق أطفالنا أحيانا .. !
بمجرد أن دخل فارس مكتبه وقد هدأت ملامحه قليلا حتى لحقت به نورا على الفور قائلة بسعادة
دكتور فارس اتأخرت ليه
جلسه خلف مكتبه واسند ظهره للخلف وهو يشعر بإرهاق ذهنى رهيب وأغمض عينيه
قائلا 
فى حاجة 
قالت بسرعة وهى مبتسمة ببهجة 
فى زبون معايا فى المكتب وجاى لحضرتك ومصمم أنك انت اللى تمسكله القضية بتاعته بنفسك مش حد تانى
فتح عينيه ببطء وقال مستفهما 
أشمعنى يعنى
قالت بحماس 
القضية اللى حضرتك اشتغلتها من شهر وجبت فيها براءة للقاټل سمعت أوى .. والرجل جاى ملهوف وعنده استعداد يدفع أى مبلغ تطلبه .. ده ملياردير يا دكتور فارس مليادريييييير ..
ابتسم فارس لحماسها المفرط وقد تسلل حماسها إليه وقال 
خليه يدخل
فرقعت نورا أصابعها بحماس وفرحة وخرجت مسرعة وسمحت للرجل بالدخول إليه نهض فارس وصافحه بأدب وتواضع قائلا وهو يشير إليه بالجلوس 
أتفضل يا فندم
جلس الرجل وهو ينظر إلى فارس مندهشا وقال بدون مقدمات 
الحقيقة انا كنت فاكر حضرتك اكبر من كده يا دكتور فارس
ابتسم فارس وقال بلباقة 
ده مدح ولا ذم
أستدرك الرجل بسرعة وقال بإحترام 
مدح طبعا يا دكتور يعنى حضرتك سمعتك مسمعة كده وانت فى السن ده ..يعنى اكيد حضرتك نبغة فى مهنتك ..دى خبرتى كراجل فى السوق من زمان وعلشان كده انا جيتلك مصمم انك أنت اللى تترافع عن ابنى
قال عبارته الأخيرة ووضع الملف الذى بيده أمامه على المكتب فتحه فارس وبدأ يقلب أوراقه بينما قال الرجل بحزن 
ابنى يا دكتور شاب فى عز شبابه ومتربى وأخلاقه عالية .. يتهموه ظلم فى قضية زى دى ..أنا ابنى مش ممكن ېقتل يا دكتور مش ممكن أبدا .. انا متأكد أن تقرير التحريات اللى اتقدم ده افترى وظلم علشان أعدائى فى السوق عايزين ينتقموا مني بأى شكل ويشوهوا سمعتى بأى طريقة
هز فارس رأسه وقال متفهما 
طيب حضرتك سيبلى القضية ادرسها واقلبها فى دماغى من كل النواحى وهرد عليك بكره إن شاء الله بس حضرتك أعملى توكيل علشان أزوره وأتكلم معاه شويه قبل ما اقول رأيى فى القضية
قال الرجل على الفور 
انا يا دكتور مستعد أدفع اللى حضرتك تطلبه ملايين الدنيا كلها فدى ابنى
قال فارس بإشفاق 
متقلقش إن شاء الله لو بريء فعلا ربنا مش هيتخلى عنه وانا هبذل كل جهدى علشان اطلعه منها
حياه الرجل وغادر المكتب وقبل أن يبدأ فى فتح الملف لقراءته بتمعن قفزت مهرة إلى ذهنه مرة أخرى وصورتها التى رآها عليها اليوم وهى تنظر له تستنجده أن لا
36  37  38 

انت في الصفحة 37 من 141 صفحات