غيوم ومطر بقلم داليا الكومي
جميع احلامها وتخيلاتها ..لم تكن تتوقع وهى ترتدى فستانها الوردى في ذلك الصباح ان يكون هو نفسه فستان زفافها علي حبيبها .. بماذا ستجيبه والكلمات لا تعبر عما يجيش به الصدر من مشاعر واليوم الذى انتظرته سنوات اتى اخيرا وبدون أي مقدمات.. الجمتها المفاجأه ومحمد اعتبر صمتها كموافقه فهو بالفعل كان مواقفه لكنها لم تجرؤ على الجهر بها صراحة ..تركته يقرر عنها فهى اضعف من ذلك هل ستخسر عمر بفعلتها تلك ام ستعيد الي عمر ذاته المفقوده من جديد وتعيده الي دائرة الحياه..
معضله ...تلك التى هو وضع نفسه فيها ...ان كان قد اجبر عمر واحمد علي الشهاده رغما عنهما ووافقا تحت تهديده خوفا من ان يتزوجها بدونهما فهما علي الاقل سيكونا الشهود ولن يتركا محمد ونور للاغراب الا انه يتبقي امر الولي ...من سيكون ولي نور ...هو بحاجه الي التفكير سريعا ..انه انتزع عمر من عروسه وهو بالتأكيد سوف يواجه طريحه محترمه من رشا علي انزالها هى ووالدتهووجدتهم عند منزلهم والعوده سريعا اليه في المسجد ... دعى الا يكتشف احد تلك التحركات الغريبه لساعه اخري هى الوقت الذى امهمله اياه المأذون ليدبر فيها ولي والا سينسحب فهو وافق فقط علي عقد القران عندما اخبره محمد بحكايتهما وتعنت عمر في الرفض لكنه نصحه بعدم اتمام الزواج الا بعد موافقة اخيها... المأذون وليس عقله فوافق ولكنه سيرحل بعد صلاة المغرب علي اي حال.. وايضا لا يستطيع تأخير نور اكثر من ذلك فهى اغلقت جوالها بعدما اخبرت والدتها انها سوف ترحل مع عمر ورشا...وبالتأكيد ستبدأ في البحث عنها قريبا ... وقت صلاة المغرب قد حان ...الصلاه ستريحه من همه وسيجعل الله له مخرجا قريبا ...دعوات صادقه في الصلاه اراحته كثيرا ...توكل علي الله وانتظر ان يفرجها عليهما وانفرجت عيناه پصدمه فلم يكن يتوقع ان تستجاب دعواته بتلك السرعه فعندما شاهد صديقه علي ووالده طبيب الكلي المشهور الذي اجري العمليه لاحمد ينهيان صلاتهما علم ان الڤرج قد اتاه من اوسع ابوابه.. الدكتور سرور سيكون ولي نور وهو يعلم انه لن يرفض طلبا لعلي ولصديق علي
كفها تملس علي شعره في حركه اشتاقت لفعلها منذ عودته ولدهشتها لم يتصلب تحت لمستها او ينتفض كما اعتاد ان يفعل مؤخرا بل استسلم لضرباتها الحانيه البطيئه المتتاليه التى كانت تمسح شعره ....استسلامه وعدم نفوره شجعاها علي الكلام ...همست بصوت بالكاد يكون مسموع ... تسمح لي اسألك سؤال ... ليه رافض جواز محمد ونور .... استمر يخفي وجهه للحظات وهى تصلبت يدها علي شعره وانتظرت ثورته لكن لدهشتها رفع رأسه فجأه فسحبت كفها علي الفور ..ركز نظراته علي وجهه ثم قال ... بسببك
البعثه قربت واوعدك مش هرجع مصر بعدها ابدا
....رحلتى لامريكا رحله في اتجاه واحد ....
النشوه التى شعر بها بمجرد توقيعه علي العقد لا يمكن وصفها بالكلمات ... انتفخت اوداجه