السبت 23 نوفمبر 2024

رواية لمنال سالم

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

في الهواء ليشتمها أنفه
هل الرائحة مثلها
رد بفتور.
قليلا ولكن القديمة لم تكن أصلية
زويت ما بين حاجبي متسائلة باندهاش
ماذا
أردف موضحا
كانت زجاجة عادية رخيصة الثمن حتى أني لم أكن أحبذها كثيرا
أحبطتني كلماته القاسېة وأفسدت فرحتي بالكامل وأنا التي ظننت سابقا أنه أعطاني إياها لكونه يحبها تحديدا رددت باستياء ملموس
فهمت
ربت على كتفي كنوع من التقدير قائلا
سلمت ناردين
سألته بحزن حاولت إخفائه
هل ستضع منها اليوم
أولاني ظهره معقبا.
لاحقا فقد أهداني رفاقي النوع المفضل لي
تفاجأت من اهتمامه غير المبرر بهدايا أصدقائه عن هديتي سألته مصډومة
حقا
أجاب مؤكدا بحماس لم يظهر مع تطلعه لهديتي
نعم نوع فاخر لا يليق إلا بي
هتفت بغيظ
وزجاجتي غالية أيضا
الټفت نحوي ليداعب طرف ذقني قائلا ببسمة صغيرة
أعلم سأضع منها لا تقلقي.
ساورتني الشكوك بأنه يجاملني فقط تطلعت إليه بنظرة حانقة غاضبة منه فأنا أسعى لرأب الصدع في علاقتنا التي تحولت لاهتمام وحب من جانبي وفتور وشيء روتيني من جانبه شهقت بفزع حينما رأيته يضع الزجاجة بإهمال عند حافة التسريحة شعرت في تلك اللحظة أنها ستتحطم وصدق حدسي فسقطت متهشمة على الفور اتسعت حدقتاي قهرا على ضياع ما أنفقته على الهدية سدى ليس هذا فقط بل على تلاشي السعادة من حياتي الزوجية استدار نحوي قائلا بحرج.
أعتذر ناردين لم انتبه.
ثم انحنى ليجمع الزجاج المتناثر بينما تجمدت في مكاني أبكي بضيق مبرر وكأن شريط ذكرياتي معه يمر ڼصب عيناي لينتهي عند حافة الهاوية اعتذر من جديد مبديا ندمه ولكني لم أتقبله فلو أظهر للحظة واحدة شغف صادق نحو هديتي لما عبأت مطلقا بما صار حتى لو تحطمت عشرات المرات فيكفي أن تهادي أحدهم وردة بمحبة صادقة لتصل مشاعره إلى قلبك وتغلغل في أعماقك عن مجرد كلمات منمقة مجاملة كنوع من تأدية الواجب هو من البداية عكس عدم مبالاته بها وأنا توهمت حسن نيته هرعت من الغرفة متجهة للحمام لأبكي بداخله ومع هذا لم يلحقني حبيب تركني أتجرع مرارة الحزن بمفردي مكثت لبعض الوقت حتى استجمعت نفسي وخرجت منه لأجده راقدا على الفراش يطالع هاتفه المحمول كما لو لم يفعل شيئا تمددت إلى جواره متوقعة أن يتجاذب أطراف الحديث معي ليهون علي الأمر وانتظرت ثم انتظرت وراقبته لمدة طويلة لا شيء صدر منه نحوي فقط تحديق مهتم بما يتابعه في هاتفه حينها أدركت أن ما أرسمه في مخيلتي من معايشة مشاعر الحب حتى نهاية العمر لم تكن إلا أوهاما خادعة أنا أحببته من جانبي فقط وهو لم يبادلني نفس الشغف ونفس المحبة ادعيت
النوم لأنخرط من جديد في نوبة صامتة حذرة من البكاء المقهور.
مضى شهر وراء الآخر واعتدت تقريبا على طباعه الجافة قل التواصل بيننا حتى بات أمرا عاديا إن لم نهاتف بعضنا أو نتحدث لأيام خلال سفره المستمر نعم أفقت من وهم الحب الحالم معه وبت مثله واقعية لا أفكر فيما يحتاجه القلب من مشاعر صادقة و الوجدان تسلحت بالجمود والفتور وسعيت فقط لإكمال صورة العائلة السعيدة بالإنجاب لكن تعذر حدوث ذلك لتباعد فترات الاتصال بيننا آنذاك أخبرني طبيبي النسائي بوجود وسائل طبية لحدوث ذلك في حال سفر الزوج تحمست للفكرة إلى حد ما فلما لا أشغل وقتي بطفل أوليه حبي وأمنحه كل ما عجزت عن الحصول عليه قرأت عن المسألة وتقصيت من المختصين ليكون أبعاد الموضوع مكتملا عندي حينما أفاتحه فيه وتبقى لي النقاش معه لنحسم سويا ما راود عقلي مؤخرا بعد أن زاد إهماله لي وعانيت أكثر من قسۏة

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات