تكملة قطة في عرين الاسد
تجديه .. حبيبتى طلبى هذا الإسبوع هو زيارة صغيرة منك الى والدتى .. التى أشفق عليها وعلى حالها .. أعلم أنها زيارة لا تفيد .. لكنى أريدك أن تقومى بها .. من أجلى يا مريم .. حبيبك ماجد
ضمت الجواب الى صدرها واستنشقته لعلها تجد رائحة ماجد وقد علقت به .. ثم أضافته الى باقى الخطابات فى درج الكمودينو .. أنهت قراءة وردها ووضعت المصحف بجوارها وأغلقت النور .. ظلت شاردة قليلا .. وعزمت فى الصباح على تنفيذ ما طلبه منها ماجد .. زيارة والدته التى تعيش فى أحد دور المسنين .
شوفتك من شباك أوضتى عرفت انك صاحى
مش جايلى نوم
جلست أمه على أريكة فى الغرفة وجلس بجوارها قائلا
عمتو عامله ايه دلوقتى
نظرت اليه بتمعن قائله
قال بقلق
سارة و نرمين كويسين
قالت بنبرة ذات معنى
أيوة كويسين بس انت اللى مش كويس يا مراد
قال مراد بهدوء
ليه مش كويس ليه ما أنا زى الفل أهو
نظرت اليه أمه بعتاب قائله
مش ناوى تفرحنى يا مراد و تتجوز وأشوف ولادك وأطمن عليك قبل ما أموت
ربنا يبارك فى صحتك وفى عمرك يا أمى
قالت بإصرار
رد على سؤالى .. ناوى تتجوز امتى .. ناوى تفرحنى بيك امتى
قال مراد بضيق
أمى لو سمحتى مش حابب أتكلم فى الموضوع ده
قالت أمه پحده
يعني ايه مش حابب .. انت هتفضل ډافن نفسك بالحيا كده لحد امتى .. مفيش فى حياتك غير شغل وبس
قام مراد بعصبيه وقال
نهضت ووقفت فى مواجهته قائله
لأ .. أنا مش ممكن أسمحلك تضيع شبابك كده
قال مراد بنفاذ صبر
أنا مبسوط كده
هتفت أمه
بس أنا مش مبسوطة يا مراد .. ولا انت مبسوط .. ده أنا حتى مبشوفكش بتبتسم .. انت مفيش حاجه بتعملها ولا بتفكر فيها غير شغلك .. حياتك فاضية يا مراد
لأ مش فاضية انتى وسارة و نرمين وعمتو ملينها عليا
قالت أمه پحده
مراد .. دور على عروسه .. ولو مش لاقى قولى وأنا أدورلك .. عايزه أشوفك متجوز يا مراد وعندك بيت واسرة
قال مراد بمرارة
ما أنا اتجوزت يا أمى .. اتجوزت
رقت ملامح أمه وقالت بحزن
مش كل البنات يا ابنى زى ......
لأ كلهم زى بعض .. ميفرقوش حاجة عن بعض .. كلهم عينه واحده .. وأنا مش ممكن أذل نفسي لواحده فيهم .. ولا يبقى لأى ست تأثير عليا
قتربت أمه منه تحاول تهدئته فقال پحده
لو سمحتى يا أمى .. متفتحيش الموضوع ده تانى معايا .. أنا مش هتجوز أبدا .. مهما قولتى ومهما عملتى .. وده قراري ومش ممكن أغيره أبدا
نظرت اليه أمه بأسى وأستسلام .. ثم غادرت الغرفة فى صمت .. جلس مراد على فراشه وهو يغطى وجهه بكفيه ثم قام ودخل الشرفة مرة أخرى وجلس على أحد المقاعد شاردا .. فى ظلمة الليل البهيم .
الفصل الخامس. من رواية قطة فى عرين الأسد
استيقظت مريم فى الصباح التالى وقد عزمت على زيارة والدة ماجد كما طلب منها فى خطابه الذى قرأته بالأمس .. خرجت وركبت المترو كالعادة وتوجهت الى أحد دور المسنين .. دخلت غرفة والدة ماجد لتجدها