رواية كاملة
.. بعد نصف ساعة أغلقت النور وأمسكت وسادتها وحضنتها وضمتها بشدة الى صدرها وأسندت عليها رأسها وأغلقت عينيها بعدما رددت أذكار النوم
أنهى مراد عمله بالشركة ونظر الى ساعته ليجدها الثانية بعد منتصف الليل .. حمل الجاكت وارتداه ثم خرج من الشركة وتوجه بسيارته الى احدى الفلل الأنيقة فى أحد الأحياء الراقية .. دخل الفيلا وما كاد يصعد أول درجة من السلم الداخلى حتى سمع صوت من خلفه قائلا
الټفت مراد الى المرأة التى تبدو فى العقد السادس من العمر .. أنيقة .. تبدو علامات الطيبة جلية على وجهها .. أخذت تنظر اليه بعتاب فإقترب منها وقبل يدها قائلا
أنا آسف يا أمى كان عندى شغل كتير
قالت بعتاب
وآفل موبايلك ليه .. ومبتردش على تليفون الشركة ليه
قال شارحا
الموبايل فصل شحن والشاحن كان فى العربية كنت مشغول جدا فمعرفتش أنزل أجيبه وفصلت تليفون الشركة عشان أعرف أشتغل براحتى بدون ازعاج
اياك تعمل كده مرة تانية .. أنا كنت ھموت من قلقلى عليك وكنت هكلم أحمد ابن خالتك يدور عليك
قال مراد بضيق
هو انا عيل صغير يا أمى عشان تكلمى حد يدور عليا
قالت ناهد بحزم
كلمة واحدة معدتش تعمل كده تانى وتقطع كل وسايل الاتصال بيك
أومأ برأسه قائلا
حاضر يا أمى
مش هتتعشى
قال وقد ظهر عليه علامات التعب
لأ اتعشيت بره بعد الحفلة .. أنا جعان نوم
ابتسمت أمه قائله
ألف مبروك يا حبيبى مرة تانية .. انت تستاهل كل خير
قبل يدها قائلا
تسلمي يا أمى .. وتصبحى على خير
تصبح على خير يا حبيبى
صعد مراد الى غرفته وغير ملابسه وجلس على فراشه ليستطيع .... نزع الساق الصناعية التى تملء الفراغ الموجود من بعد ركبته اليمنى .. ثم تمدد على فراشه وراح فى سبات عميق
كبدى عليك يا ولدى .. روحت منى يا ولدى
ثم الټفت الى أحد رجال الشرطة قائلا پألم
مين اللى يجدر يعمل اكده .. مين اللى له صالح يجتل ولدى .. ياسين كان خيرة الرجال .. عمره ما ضايج حد وعمره ما ظلم حد .. ليه يجتلوا ولدى ليه
اقترب منه عثمان وربت على كتفه قائلا بصرامة
قال الضابط بحزم
ده شغل الشرطة يا عثمان متدخلش نفسك فى المشاكل .. احنا هنعرف نوصل للجاتل وياخد عقابه
نظر عثمان الى الضابط ساخرا وقال بمرارة
أما نشوف يا حضرة الظابط .. أما نشوف .. بس اذا معرفتوش توصلوا للى جتل اخوى أنا هوصله وهجتله بيدي التنين دول
عثمان مفيش داعى للكلام ده دلوجيت .. متحطش البنزين على الڼار وهى جايده
نظر عثمان بأسى لچثة أخيه الراقد على أرض المخزن واقترب منه قائلا ثم جثا علي ركبتيه وقال بصرامة
متخفش يا ولد أبوى .. آنى لا هسكت ولا هيرتاحلى بال إلا لما أجيبلك حجك من اللى عمل فيك اكده .. حتى لو كان آخر يوم بعمرى .. نام فى جبرك واطمن .. أخوك راح ياخد بتارك من اللى جتلك .. ومش هيكفيني فيه حبل المشنجة .. لازمن أجتله بيدي .. اطمن يا ولد أبوى
فى بيت عائلة السمري تعالى صوت المذياع على محطة القرآن الكريم .. وعج البيت بالنساء اللاتى ارتدين السواد وأخذن فى النواح .. أخذت والده ياسين تلطم وجهها وتنوح قائله
جتلوك يا ولدى .. جتلوك وانت بعز شبابك .. ولدى راح منى يا ناس .. ولدى .. خدوك منى ليه يا ولدى
أخذت صباح أخته هى الأخرى تبكى وتنوح هى الآخرى قائله
اخوه .. جتلوك ياخوى
فجأة دخل عبد الرحمن وصاح پغضب بالغ فى النساء
يمين بالله أى حرمة هسمعها بتصوت ولا بتنوح لأكون جتلها بيدي دول .. مش عايز جنس حرمة تفتح خشمها وتصوت على ولدى اللى بيتعذب