رواية بقلم شيماء يوسف
فوجده يومأ له برأسه ان يدعها ترافقه هز الطبيب رأسه بأستسلام وهو يغمغم لها وقد رأى قطرات الډم التى لازالت تخرج من كفها
تمام يا هانم .. بس اتفضلى حضرتك الاول حطى بلاستر عشان الوريد ده يكتم والبسى اللبس المعقم الاول قبل ما تدخليله .. ومش هاكد على حضرتك بلاش كلام التعامل يكون بحذر شديد ..
هزت رأسها له موافقه وهى تتحرك بلهفه مع احدى الممرضات التى ظهرت جوارها من العدم لتوقف ڼزيف كفها وتساعدها على الدخول إليه .
بداخل غرفه العنايه المركزه خطت حياة بخطوات بطيئه مثقله ناظره إليه بړعب وهى تراه ممد على الفراش بضعف تحيط بكتفه وقفصه الصدرى حتى معدته ضماده بيضاء كبيره تخفى ذلك الچرح الذى أوشك على اختراق قلبه وأبعاده عنها للأبد بدءت تشعر بوخز الدموع يعود لمقلتيها مره اخرى وبقوه اغمضتها قليلا محاوله السيطره عليها ولكن يبدو انه لا سبيل لذلك الان لا تدرى لماذا ولكن منذ اصابته وهى تتظاهر بالصلابه امامهم رغم شعورها المتزايد بأن كل خليه من خلايا جسدها ترتجف داخليا فزعا عليه شعور مرير بالذعر تختبره لاول مره بسبب فكره فقدانه فهى تشعر كما لو ان احدهم قام بوضعها وسط موجات البحر المتلاطمة فى ليله شتويه عاصفه ثم تركها تبحر بمفردها ورحل ولا يعلم ان اكثر ما تخشاه هو البحر الهائج فى الظلام لم تستطيع حبس دموعها اكثر لذلك تركت لها العنان لتنساب فوق وجنتها بحريه ارتمت بجسدها على المقعد الموضوع بجانب الفراش والذى يبدو انها وضع خصيصا من اجلها ناظره إليه بحزن وهو غافيا ومحاطا بذلك الكم من الاجهزه والمحاليل ولا يدرى بما يدور حوله والاهم بما يدور فى قلبها من احاسيس تجاهه لقد بدء عقلها يجبرها وبقوه على الاعتراف بما تهربت منه منذ سنوات الحقيقه التى لطمتها بقوه ودون سابق انذار فريد هو ملجأها الوحيد أمانها منذ اعوامها الاولى بل منذ ان قررت ان تأتى إلى ذلك العالم وتخوض فيه معركتها الخاصه والتى ابدا لم تكن خاصه كان معها دائما حصنها ورفيق دربها الوحيد حتى عندما كانت تقف امامه وتتحداه كانت تفعل ذلك لعلمها انه معها وخلفها يمدها بالقوه يحبها ويحميها ويشد عضدها عندما تقع فى ازمه كانت تعلم جيدا ان فريد بجوارها فى مكان ما يراعها وينتظر فقط الوقت المناسب ليتدخل وينقذها ولكنه ها هو الان يرقد فى الفراش غير واعيا برعبها فى الساعات الماضيه والتى قضتهم فى الخارج وحيده للغايه بدونه ترى كل الوجوه غريبه لانه ليش من ضمنهم تماما كورقه شجر فى فصل الخريف تخشى هبوب ريحا عاصف يميد بها لوت فمها بسخريه مفكره هل يعلم ان مجرد دخولها الغرفه وجلوسها بجواره أعاد اليها شيئا من الطمأنينة والدفء لقلبها مدت يدها تتلمس بحذر شديد كفه الأيمن قبل ان ترفعه لتطبع عده قبلات مشتاقة فوق أصابعه وباطنه بعض الأشخاص محظوظون كفايه ليقعوا فى الحب مثله اما هى فكانت الاوفر حظا لانها لم تقع فى الحب بل ولدت فيه فتحت عينيها عليه وكبرت وترعرت فى ظله لن تكابر بعد الان ولن تحارب مشاعرها اكثر من ذلك انها تحبه كما كانت دائما بطهره وعصيانه بلينه وقسوته بطاعته وعناده غارقه فى حبه تماما وكليا تحبه الان كما أحبته فى الماضى وستظل تحبه فى المستقبل لم تشعر بالحب الا معه ولم يدق قلبها الا له لم تكرهه ابدا بل على العكس كل ما كانت تشعر به هو الڠضب كل عبارات الكره التى رمته بها منذ سنوات لم تكن الا تنفيس عن خيبه املها منه مع الحزن لفقدانها لحبيبها الاول وصديقها المفضل فى اصعب أوقاتها ولكن كل ذلك اصبح الان من الماضى من اليوم ستحارب من اجل اعاده فريد خاصتها فريد الحنون المتسامح هزت راسه بأصرار فهى عاقده على تنفيذ خطتها وستعمل بكل طاقتها ان تنسيه ذلك الماضى بكل تعقيداته والالامه وتعويضه عن كل ما عاناه بمفرده دون ان تكون بجواره ثم بعد ذلك ليبدءا معا حياتهم الجديده دون وجود احد ودون تدخل من احد دون اطماع وخطط وأحقاد والاهم دون خطړ او اڼتقام .
قامت بطبع قبله دافئه ومطوله فوق جبهته وهى تهمس له بهياام
بحبك .. بعدد كل كلمه بكرهك قلتهالك بحبك .. قوم بقى عشان خاطرى متسبنيش لوحدى .. قوم عشان انت عارف ان حياة متنفعش غير لفريد ..
فى اليومين التاليين ظلت حياة بجواره لم تبارح مطرحها ولو قيد أنمله رفضت جميع التوسلات من قبل والدتها وجدته وحتى الطبيب بالارتياح قليلا او تناول الطعام ولكنها رفضت ذلك رفضا باتا فيبدو ان جهازها العصبى اصبح متنبها بالكامل بسبب حاله الذعر الذى يمر بها لذلك لم يغمض لها جفن خلال ذلك اليومين المنصرمين كما انها لن تشعر بطعم الحياة حتى يفتح عينيه مره اخرى
اغمضت عينها تدعو الله بقلب مضطر ان يستيقظ فهى لا تشعر ان قلبها سيحتمل يوم اخر بدونه اخفضت رأسها تطبع قبله حذره للغايه فوق موقع قلبه ثم تحركت تطبع قبلات مشتاقة فوق كل إنش من وجهه اما هو فمن بين صحوته وغفوته حلمه وواقعه كان يشعر بقبلاتها كالنسمه الناعمه تقع فوق وجهه ممنيا نفسه باليوم الذى يقوم به بكل ما يفكر به الان كاملا مكملا .
بعد ما يقارب الساعتين وعندما كانت حياة تجلس فوق المقعد بجوار فراشه محتضنه كفه كعادتها شعرت به يتململ ويده تضغط بضعف شديد فوق يدها وهو يتمتم اسمها بهمس خاڤت رفعت رأسها بترقب شديد تنظر نحوه فوجدته يرمش عده مرات قبل ان يفتح عينيه بوهن