رواية مزيج العشق بقلم نورهان محسن
الحج عبد الرحمن بإبتسامة: الحمدلله انا دلوقتي مطمن اني هسيبك في عصمة راجل جدع ومعدنه اصيل
ابتسم ادهم بإحترام: الله يخليك ويبارك في عمرك يا جدي
كارمن: ربنا يديك طولة العمر يا جدو
الحج عبد الرحمن: تسلم يا ولدي وتعيشي يا قلب جدو
صړخت روان مصډومة: خياااانه.. انت بتتغزل في وحدة غيري يا جدي دي اخرتها
حنان بتوبيخ: يا بنتي اعقلي ايه اللي بتقوليه دا؟
نظر زين إلى السقف مغمغمًا بمزاح: مفيش فايدة قدري ياربي ورضيت به
روان بهمس متواعد: قدرك ماشي خليك فاكرها
أشار بدر اليها وقال: تعالي سلمي يا روان علي بنت عمك
اتسعت ابتسامة كارمن لتلك المرحة ذات القامة الطويلة عنها قليلًا، ثم رفعت وجهها اليها لتقبيل خديها قائلةً بحبور: انتي احلي حبيبتي تسلمي.. ما انا عارفه بسمع عنك من وقت ماجيت وكان نفسي اشوفك
دعتهم حياة قائلة بهدوء: لا سلام علي طعام.. اقعدو يا ولاد يلا عشان تكملو اكل وبعدين اتكلمو زي ما انتو عايزين
كانت تمشي حافية القدمين على شاطئ البحر الذي تحبه كثيرا، وتفكر بعقل شارد، لكن شيئًا ما لفت انتباهها جعل عينيها تتسعان بدهشة، وهي تراه على بعد أمتار قليلة منها.
يجلس عمر على الرمال، وكالعادة التي يحب فعلها دائما يرسم على الرمال.
عمر بإبتسامته العذبة: قربي ماتخافيش يا كارمن اقعدي جنبي
جلست كارمن على الرمال بجانبه، تاركة مسافة بينهما، مضطربة قليلًا من آثار المفاجأة، ثم همست بصدق: وحشتني وكان نفسي اشوفك يا عمر
عمر بمحبة: وانتو كمان كلكو وحشتوني وملك وحشتني اوي
كارمن بإبتسامة: طمني عليك
قال عمر بتنهيدة وهو ينظر إلي البحر: انا كويس اوي ومبسوط بس ناقصني وجودكم معايا.. لكن انا مطمن عشان انتي مش لوحدك دلوقتي ومابقتيش خاېفة زي الاول
نظرت كارمن إليه قائلة بإستفهام: ليه عملت كدا يا عمر ليه؟
قال عمر بنبرة حزينة كتنفها الغموض: بكرا هتعرفي بس انتي حبيتي ادهم.. مش هنكر ان دا بيوجعني بس هتكون انانية مني لو هنبسط بوحدتك سنين عمرك الجاية وانتي عايشة علي ذكري زوج مېت كنتي متعودة علي وجوده في حياتك بس محبتهوش
خفضت عينيها وقالت بدموع: سامحني يا عمر لو خذلتك بس دا مش بإيدي.. حاولت امنع نفسي بس انا ماقدتش محبوش
عمر بإبتسامة حنونه: انتي محبتيش غيره يا كارمن وانا مرتاح ان ادهم معاكم هو هيعرف يحميكم احسن مني ومن اي حد.. اهم حاجة بنتي خدي بالك منها واحكيلها عني وفكريها بيا دايما
ثم قال مردفًا: خدي حذرك من الثعابين اللي بدأت تخرج من جحورها ومش ناوية الا علي كل شړ ليكم
لم تستطع فهم ما قاله لها، ثم بعد برهة رأت عمر فجأة يختفي من أمامها، ولم يعد له أثر.x
في غمضة ين، وجدت نفسها في مكان مختلف تمامًا
تقف في وسط حديقة واسعة جدًا مليئة بالنباتات الخضراء والورود الملونة والأشجار، ثم رأت أدهم وملك يضحكان ويلتفان حولها وهما يلعبان بمرح.
لم تستطع أن تكتم ضحكتها علي منظرهما معًا، لكن ابتسامتها اختفت عندما رأت الورود والنبات الأخضر يذبل، وظهرت العديد من الثعابين من الأرض ملتفة حول أقدامهم.
فزعت من نومها وهي تطلق صړخة تشق حلقها، لكنها كتمتها بسرعة حتي لا تقلق الصغيرة وزوجها النائمين بجوارها.
جلست متكئة على مرفقيها وتلهث بشدة وتصبب وجهها عرقا، تتذكر أحداث ذلك الحلم الذي تحول إلى كابوس مروّع هشم قلبها.
نظرت إلى ملك تلقائيا، ثم انحنت وقبلت يدها الصغيرة حنان، ودموعها تنهمر على خديها في خوف.
ضمتها إلي صدرها وهي تغطيها جيدًا، وأمسكت بيد أدهم الغافي بهدوء وهي ترتجف، ثم رددت بصمت بعض الآيات القرآنية لطمأنة روحها وحاولت العودة للنوم مرة أخرى، لأن الوقت كان لا يزال مبكرا.
صباح يوم جديد
في غرفة زين وروان
كانت روان تململ في نومها، وهي تمسح بأناملها على خدها، ثم بعد برهة تعود مرة أخرى منزعجة من تلك اللمسات الخفيفة التي تمشي على وجهها.
غمغمت روان مستاءة، وهي تفتح جفنيها بتكاسل ونعاس، لاستكشاف ذلك الشيء المزعج الذي يؤرق نومها الهادئ.
اصطدمت عيناها البندقية مباشرة مع عسليته اللامعة، التي كانت تحدق بها بحب، وابتسامة احتلت فمه حيث تمكن من إيقاظها أخيرًا.
قبل زين وجنتها الناعمة، وقال بصوته الأجش: صباحية مباركة يا عروستي
لانت تعبيرات وجهها بإتسامة خجولة، ثمّ همست ببحة مغرية من آثار النوم أرهقت قلبه كثيرا: الله يباركلي فيك يا قلب العروسة وروحها
ډفن زين رأسه في تجاويف رقبتها، يستنشق شذاها الطيب، يهمس بأنفاس ساخنة تلفح عنقها: اااااخ من دلعك للي هيكون سبب رئيسي في ان قلبي يقف نبضه
حاولت روان النهوض قائلة بإرتعاب: يا ساتر يارب بعد الشړ عليك.. ايه الكلام الفظيع اللي بتقوله علي الصبح دا؟
وضع زين إصبعه على فمها وقال في نفس الهمس المثير: اسكتي ماتبوظيش اللحظة الرومانسية دي وبعدين في حل واحد يرجع قلبي يشتغل تاني
ضحكت روان متمتمة بخفوت: وايه هو بقي يا دكتور ؟
حدق في شفتيها الشهية بنظرة غامضة، ثم إقترب فجأة وسرق منها قب،ـلة خاطفة، ثم عاد يحدق في ملامحها بحب قائلا بصوت مبحوح: كدا قلبي رجع يدق من تاني
احمر خديها أكثر، قائلة بتلعثم: وسع بقي.. عايزة اخد دوش وانزل اشوف بنت عمي.. مش هروح الجامعة انهاردة عشان مالحقتش اقعد معاها امبارح
ضحك زين متمتمًا في سخط: انا بدأت اغير منها هي هتاخدك مني من اولها كدا
أمسكت وجهه بين راحة يدها الصغيرة قائلة بدلال ممزوج بالحنان، وهي تلامس طرف أنفه بأنفها: يا قلبي هي شوية وهترجع بيتها وهفضل ليك لوحدك خالص
زين بإبتسامة جانبية: بتثبتيني يا لمضة ماشي يلا قومي
في الاسفل
بعد أن تناولوا الفطور، وقاموا من على طاولة الطعام، حاولت كارمن الإمساك بالأطباق لمساعدة عمتها، لكن حياة صاحت عليها قائلة: سيبي يا حبيبتي اللي في ايدك مايصحش
كارمن بضحكة صغيرة: عادي يا عمتو بساعدك
حياة بإستفهام: طيب يا قلبي.. امك فين دي من امبارح ماكلتش لما طلعتلها لاقيت صنية الاكل كيف ما هي
كارمن بحيرة: والله ماعرف ايه اللي جرالها حاولت معها من شوية عشان تنزل تفطر كمان بس مش قادرة
حياة ببشاشة: خلاص يا حبيبتي انا هحضرلها فطار واخليها تاكلو من ايدي
كارمن بإبتسامة: تسلمي يا عمتي تعبينك معانا
حياة بود: تعبكم راحة يا ست البنات معرفش فين البت روان اتأخرت في النزول ليه هي كمان!!
صعدت كارمن إلى الطابق العلوي، راغبة في معرفة ما حدث لوالدتها، فعندما ذهبت إليها قبل الإفطار، كان أدهم معها فلم تفهم منها شيئًا.
وجدت شخصًا ظهر في وجهها دون سابق إنذار.
...: قفشتك
أطلقت كارمن صړخة الذعر مما حدث قائلةً پخوف: خضتيني يا روان اخس عليكي
روان بشقاوة: سلامته الجميل من الخضة
كارمن بخفوت: بكاشة اوي
ضحكت روان بخفة لتقول بمرح: بنت حلال كنت لسه بدور عليكي عشان استفرد بيكي ونرغي شوية
راقت الفكرة لكارمن التي قالت بإبتسامة: ومالو نرغي تعالي نقعد في اوضتي
روان بفرح: يلا بينا
في المطبخ
دخلت حنان المطبخ ورأت حياة منشغلة بما في يديها، كانت حياة تدير ظهرها نحوها ولم تراها تدخل.