رواية مزيج العشق بقلم نورهان محسن
لم يستطع الانتظار أكثر من ذلك، فامسك السماعة بجانبه يخبرها أن تأتي إليه، ثم نظر إلى الأوراق أمامه ومثل الانشغال.
طرقت كارمن الباب قبل الدخول، ثم وقفت في منتصف المكتب تحدق به، وهو جالس مستقيم الظهر خلف مكتبه.
انتظرته ليبدأ الكلام، لكنه لم يظهر أي رد فعل ووجهه كالصفحة البيضاء لا يعبر عن أي شيء.
تنهدت كارمن بضجر لأنها سئمت من الوقوف هكذا حتى سمعته يقول في صيغة الأمر، بينما الإبتسامة تعلو وجهه في نفس الوقت: اعمليلي قهوة
لم تستطع كارمن الاعتراض عندما رأت تلك الابتسامة الرائعة على شفتيه، ثم قالت لنفسها وهي تحك رقبتها براحة يدها: هو صدق اني سكرتيرته بجد ولا ايه ماشي يا ادهم خليني وراك اما اشوف اخرتها
كارمن بتنهيدة: امرك يا ادهم بيه
ذهبت إلى الآلة الموجودة في الزاوية، لتشغيلها وبدأت في صنع القهوة، ولم تسأله كيف يشرب قهوته لأنها تعلم أنه يشربها مظبوطة.
بدأ أدهم ببطء احتساء القهوة، أغمض عينيه وغمغمًا بإستمتاع، ثم فتحهما، وهو ينظر إليها قائلا بدهشة: انتي ازاي عرفتي اني بشربها مظبوط؟
همست كارمن بحرج: من ماما ليلي كانت قالت قدامي قبل كدا
ابتسم أدهم إليها بجاذبية ساحرة، وهو ينظر نحوها بعينين يفيضان عشقا جارف، وثمة شعور بالسعادة والرضى تغلغل فى أعماقه من اهتمامها بمعرفة ما يحب، ليقرن أفكاره بقوله فى هدوء: يعني مهتمه بالحاجات اللي تخصني
وضع أدهم فنجان القهوة على المكتب، وجذبها بخفة إليه لتجد نفسها جالسة على قدميه أمام المكتب.
احس أدهم بقشعريرة جسدها حالما لمست جسده، وهي تقع بين ذراعيه ممَ جعله يشعر بالسرور والثقة، لتأثيره عليها بهذه القوة.
لم يستوعب عقلها ما كان حدث، ولم يمنحها فرصة للتفكير، فامسك بيدها بين يده ورفعها إلى فمه، وبدأ بتقبيل باطن كفها بحب وعيناه تنظر إليها مباشرة، لتتشبع وجنتيها بحمرة الخجل، واحست بفراشات تدغدغ اسفل معدتها.
أجاب ادهم بهمس وإبتسامة المهلكة من فرط جاذبيتها: كفاية ان القهوة من ايدك انتي عشان تعجبني
خفق قلبها پجنون وتوردت وجنتاها، حيث أن كلماته تذوبها أكثر به، وشعرت بفرح لا يوصف رغم إرادتها، ووجدت شفتيها تنطق اسمه بهمس ناعم: ادهم
ابتلع ريقه بصعوبة، حيث نطق حروف اسمه بصوتها الناعم الهادئ هذا، حقا يجعله يفقد عقله وينسى من هو.
قال بهمس رجولي دافئ ضد شفتيها، وهو يرفع ذقنها لتنظر إليه، وهي تبتلع لعابها ووجنتيها تشتعلان خجلًا: يا عيون ادهم
لن تقوي على الصمود أمامه أكثر من ذلك، فهو ماهر في سلب دفاعاتها منها بسهولة فائقة، لذا همست تحذره بقلق: ادهم احنا في المكتب ماينفعش نقعد كدا حد يدخل علينا
نظر أدهم لها متأملًا حمرة وجنتيها المغرية، مبتسمًا لهذا العذر الواهى قائلا بمكر: ومين يقدر يدخل هنا من غير اذن.. لو عايزة تهربي انسي مش هسيبك
حدقت فيه، لتقول بتوسل وهي تحاول النهوض، لكن ذراعه الذي طوق به خصرها قيدت حركتها: عشان خطړي يا ادهم بقي مايصحش احنا في الشركة
ادهم بخبث: عندك حق احنا نستني لما نرجع البيت وناخد راحتنا
احمر خديها من فرط الحرج، وعيناها الزرقاوان المذهولتان تنظران إليه بدهشة من جرأته التي لم تعتاد عليها، قائلة بتذمر طفولي: ادهم احترم نفسك.. مش قصدي كدا وبطل تحرجني من فضلك
وضع أدهم كفه على خدها المتورد وقرصها بلطف، هامسا ببراءة خادعة: اعمل ايه انتي اللي شكلك بيجنني وانتي مكسوفه كدا
تنهدت كارمن بقلة حيلة، وعيناها تدوران، تحاول إخفاء خجلها المسيطر عليها أمامه لتغمغم: طيب خلاص سيبني اقوم...
بترت حديثها حالما رأت مسودات تصاميمها على المكتب، فوجهت إصبعها إليها قائلة بإستغراب: هي تصاميمي بيعملو ايه علي المكتب هنا؟
ادهم بإبتسامة: انتي امبارح نسيتي تاخديهم وانا لما رجعت المكتب شوفتهم وعجبوني جدا
كارمن بعدم تصديق: بجد عجبوك
أومأ ادهم برأسه قائلا بصدق: شغلك فعلا تحفة يا كارمن وفي مفاجأة كمان هقولك عليها بس بعدين
نسيت كارمن نفسها، ورفعت يديها عفوية، وشبكتهما خلف رقبته، وتحدثت بحماسة طفولية لأنها أنجزت شيئًا اعجبه حقًا: لا ارجوك قول دلوقتي
لمعت عينا أدهم ببريق خطېر من حركتها العفوية، وقربها هذا المرهق لقلبه، ولم يعد يستطيع مقاومة رغبته بها، فوضع يده خلف رقبتها
بعد لحظات طويلة مليئة بالتناغم والحرارة،
أخذ أدهم نفسًا عميقًا، وهو يشعر براحة كبيرة تغمر كيانه، ثم اقترب منها يقبل جبهتها بحب، ففتحت عينيها ببطء لتنظر إليه بذوبان، سرعان ما اطرقت رأسها للأسفل دون ان تنطق بشيئا.
سمعت كارمن همسه الرخيم بجانب اذنيها، يسألها بنبرة حنونه دافئة اخترقت قلبها بسرعة رهيبة، ممَ جعله ينبض پجنون لذيذ: مالك انتي كويسة ؟