الأربعاء 18 ديسمبر 2024

ضبط وإحضار لمنال سالم

انت في الصفحة 40 من 89 صفحات

موقع أيام نيوز


الاقټحام لتشتبك مع المعتدين باستخدام طلقات معينة ذات نبضات كهربية تشل حركة الجسد البشري مؤقتا فور أن تصيبه للإيحاء بأن الشخص قد فقد حياته مجازا أثناء عملية التحرير ليتم بعدها حسم النتائج النهائية بشكل يميل للدقة والواقعية.
استطاع عمر أن يحدد موقع بهاء فور أن تجاوز مدخل الكافيتريا .. في الحال تأهب واتخذ وضعية الھجوم مشهرا سلاحھ للأعلى في مواجهة أنس عندما وجده يطوقها من عنقها بذراع وباليد الأخرى وضع سلاحھ الڼاري على جبهتها لتصير مھددة أكثر وكأنه ينتظر قدومه ليتحداه. تريث في حركته حينما أثبت له نواياه بتهديده 

لو حد قرب هفجر المكان باللي فيه هي لابسة حزام ناسف!
دون أن يخفض فوهة سلاحھ خاطبه عمر بثبات
سلم نفسك اللي بتعمله مش هيجيب نتيجة.
رد عليه بتحد رغم رنة الغيظ الظاهرة في نبرته
مش أنا اللي أخسر بسهولة...
انخفضت نبرته إلى حد ما عندما أتم جملته
حتى لو كان تدريب.
قبل أن يضغط على زر المفجر الذي بحوزته قررت بهاء التصرف حسبما كانت ترى في أفلام الإثارة والحركة حيث تقوم البطلة الأسيرة باستخدام رأسها كوسيلة لتشتيت تركيز العدو لهذا ودون أن تفكر مرتين خاضت التجربة وطبقتها عمليا حيث أرجعت رأسها للخلف لتصطدم بفك أنس في قوة مباغتة قاصدة لكمه. تفاجأ بما فعلت وترنح للوراء ناعتا إياها پحقد
يا بنت ال ...!
اللحظة التي غفل فيها عنها كانت كفيلة بمنح عمر فرصة لا تعوض لاصطياده فنال منه في الحال ومن المرة الأولى حيث أصابه في منتصف جبهته ليطرح أرضا وكامل جسده ينتفض من أثر الطلقة الجانبي ليندفع بعدها تجاه بهاء مادحا صنيعها وهو مبتسم في سعادة
برافو عليكي! متوقعتهاش منك.
صړخت في وجهه وهي شبه ترتجف
فك البتاع ده عني.
أومأ برأسه مرددا
حاضر.
خفض سلاحھ وراح يفك ذلك الحزام عنها لتتحرر تماما من الخطړ وإن كان وهميا استدارت برأسها نحو رفيقتها التي نادتها وهي شبه تهرول
بهاء إنتي كويسة
جذبتها إلى أحضانها لتضمها بشدة ثم قالت ممازحة لتهون من وطأة الضغوطات التي مرت كلتاهما بها 
أيوه لسه ما تحولتش لأشلاء.
أبعدتها عنها لتنظر إليها في فخر قبل أن تضيف
الحمد لله مش مكتوبالي المرادي.
وكأن قدرتها على الصمود قد تلاشت فجأة حيث تراخى جسد بسنت تماما وراحت تهلوس في صوت واهن
أنا خلاص جبت أخري.
حاولت بهاء الإمساك بها قبل أن تسقط أرضا وهي تصرخ باسمها في قلق كبير
بسنت!
يتبع الفصل الثامن

الفصل الثامن

الفصل الثامن
انتمت إلى هذه الفئة الناعمة الهشة من النساء الرقيقات تلك التي تتأثر بأقل دفقة من الضغوط المتواترة فتصبح كغصن طري عاجز عن مواجهة الرياح العاتية لهذا فشلت بسنت في تحمل ما لا تقدر عليه ببساطة واڼهارت في أحضان رفيقتها تخامر نوعا من الإغماء. لم تتركها بهاء واحتوتها پخوف غريزي لتصرخ في جزع وهي تضمها بشدة

بسنت حبيبتي فوقي ردي عليا أنا جمبك.
دون أن ينتظر السماح له بالتدخل أخبرها عمر في جدية رغم هدوء نبرته
عنك أنا هوديها عند مركز الخدمات الطبية اللي هنا في فريق دكاترة متخصصين شغالين معانا هيشوفوها ويطمنونا.
لامته بحدة وهي ترمقه بنظرة ڼارية مغتاظة
إنتو السبب في اللي حصلها ده.
مرر عمر ذراعيه أسفل جسد بسنت تمهيدا لحملها واستطرد على نفس الوتيرة الهادئة
خلينا نتكلم بعد أما تفوق هي دلوقتي أهم من الخناق.
لم تستمر في جدالها المحتدم معه كثيرا وأفسحت له المجال ليمرق أولا ثم سارت من خلفه وهي تفرك معصمها الذي بدأ الألم يتفشى فيه لتمر بجوار أنس حيث كان لا يزال ممددا على الأرضية نتيجة تأثر جسده بهذا النوع الجديد من الطلقات الكهربية. سددت له نظرة حانقة للغاية ورأت كيف يبادلها نظرة ناقمة حاقدة لتبتعد عنه وهي تلعنه في سرها
ربنا ينتقم منك يا مفتري.
بداخل المركز الطبي وقفت على مسافة قريبة من الفراش الذي تتمدد عليه رفيقتها لتتابع بكثب ما يقوم به الطبيب من فحص روتيني لها للاطمئنان على حالتها العامة. تجاهلت بهاء عن قصد ذاك الواقف بجوارها وكأنه والعدم سواء رغم إحساسها بأن نظراته المهتمة لم تفارقها ظلت تدلك معصمها برفق لتخفف من حدة الألم المتفشي فيه بالكاد نظرت إلى عمر من طرف عينها عندما سألها في هدوء
إنتي كويسة
توقفت عن دعك رسغها لتقول بوجوم واقتضاب
أيوه
انتبهت بعدئذ إلى ساعة يدها الذكية لاحظت ذلك الشرخ الكبير في زجاجها فغامت تعبيراتها أكثر حاولت تشغيلها لكنها لم تستجب فتضاعف العبوس في تقاسيمها لتهمهم في ضيق رغم خفوت نبرتها
يا خسارة مرات عمي هتزعل دي لسه جيبهالي!
تابعها عمر في صمت وتفرس بإمعان هذا التبدل الظاهر في تعابير وجهها في أقل من ثوان ليوجه بصره نحو أحد الأطباء عندما لمحه وهو يلج إلى الداخل حيث ناداه بعدما انتصب في وقفته
دكتور معلش شوفلي إيدها.
تفاجأت بما فاه به وهتفت محتجة
أنا كويسة مش بشتكي من حاجة.
أعطاها هذه النظرة الغامضة ليخاطب الطبيب تحديدا بصرامة
نفذ الأمر يا دكتور.
بالطبع لم يجرؤ الطبيب على الاعتراض عليه وتحرك صوب بهاء طالبا منها
إيدك يا آنسة.
ضمت معصمها إلى صدرها رافضة التجاوب مع أمره وأصرت على عدم طاعته
أنا مافياش حاجة.
رمقها بنظرة حازمة مماثلة لنبرته
هو اللي يقول مش إنتي!
بامتعاض منزعج اضطرت أن تتخلى عن عنادها ومدت ذراعها تجاه الطبيب على مهل لتنفلت منها صړخة صغيرة مصحوبة بتحذير جاد
 

39  40  41 

انت في الصفحة 40 من 89 صفحات