الخميس 12 ديسمبر 2024

عشق لاذع بقلم سيلا وليد من الفصل الأول للسادس والعشرون

انت في الصفحة 34 من 191 صفحات

موقع أيام نيوز

الأرض كالنيران التي تلتهم القمح 
بالداخل عند صهيب 
دلف جاسر وهو منكس الرأس وجسده يرتجف ألما وحزنا على عمه 
خطى بخطى سلحفية يقدم قدما ويتراجع بالأخرى وعيناه على عمه الذي رفع نظره يطالعه بصمت 
وصل إليه وظل واقفا وكأنه صم بكم لا يعلم كيف الحديث 
لوى صهيب شفتيه ساخرا ثم تحدث 
دا ايه الادب اللي نزل عليك فجأة يابن جواد رفع نظره لعمه وتعلقت عيناه المټألمة بعين صهيب المتسامحة 
تعالى ياأهبل يابن العبيطة 
ألقى نفسه عمه وظل يبكي بشهقات مرتفعة وهو يهمس بصوت متحشرج بالبكاء 
مكنش قصدي نوصل لكدا مكنتش اعرف والله ياعمو صدقيني لو اعرف نصيبي هيكون كدا مكنتش صهيب يربت على ظهره قائلا 
متحملش نفسك فوق طاقتها ياحبيبي دا كله قدر ومكتوب 
آه حاړقة خرجت من جوف جاسر وهو يبكي بحړقة ونبض قلبه ينتفض بأنين 
قولي آدوي الچرح ازاي ياعمو والچرح عميق مالوش دوا ياعمو 
تواصل بصريا بينهما مع بكاء جاسر وضعفه أمام صهيب أطبق صهيب جفنيه بقوة يعتصره ثم فتح عيناه قائلا 
جاسر انسى كل اللي حصل نهى حكتلي على اللي حصل معاك عايزك متزعلش من عز وأبوك 
أشار للمقعد بعينيه 
اقعد عشان كلامنا هيطول 
جذب المقعد وجلس بجوار عمه ران صمتا بالمكان لبعض الوقت حتى قطع الصمت صهيب 
بتحب جنى ياجاسر! 
انحبس النفس بصدره حتى شعر بإنسحاب الأكسجين من المكان ونبضاته تتسارع طال النظر لعمه بالصمت وعقله يأبى البوح بما يشعر به وقلبه يشير بالبوح بكل مايشعر به فالقلب يعشق بكل جوارحه حتى أصبحت حياته مرتبطة بعشقه لها وهذا ما علمه بعد حادثتها الذي تمنى مۏته حينها لا محالة 
حمحم صهيب حتى يقطع صمته ثم تسائل 
لدرجة دي السؤال صعب يابن اخويا 
اشاح بوجهه بعيدا عن عمه عندما انسابت دموعه فهتف بهدوء رغم نيران عشقه 
حياتي بجنى زي القلب للجسم ياعمو عايز ټموتني أبعدها عني مش هقولك غير كدا قالها بنبرة شجية حزينة خرجت متمزقة بلهيب العشق 
تنهيدة مؤلمة اخرجها صهيب على ماوصل الحال إليه 
اسمعني ياجاسر كويس وافهم معنى كلامي ياحبيبي انا بقالي
يومين بفكر لحد ما وصلت للحل اللي هقولك عليه بس اوعدني الأول الكلام دا يفضل بينا سر وحاجة كمان لازم تفهمها 
وعدك هتتحاسب عليه لو منفذوتش 
أومأ برأسه منتظر حديثه 
سحب نفسا ببطء عندما شعر بإختناق تنفسه ثم تحدث بصوت ضعيف 
انا هدخل عمليات بعد يومين ومش عارف هطلع منها ولا لا 
الف سلامة عليك ياعمو وسامحني انا السبب في ۏجع قلبك 
ابتسم صهيب
بخفوت واستأنف حديثه 
سبني اكمل عارف إنك السبب في دا كله عشان لو سمعت كلامي من الأول مكناش وصلنا لكدا بس برجع وأقول كله قدر ومكتوب ياحبيبي انا اتكلمت مع باباك امبارح وهو رافض اللي هقولك عليه ومسبليش خيار تاني لازم اطمن على جنى 
لأحظ جاسر ارتجافة طفيفة بجسد عمه فجذب كفيه يربت عليه 
هعملك كل اللي تؤمر بيه ووعد لو عايزاني ابعد عن جنى اوعدك مش هقرب منها المهم متزعلش مني ومتفكرش كلامي لعز ټهديد انا كنت مضايق وبسكته وخلاص 
رفع صهيب كفيه المرتجف وصفعه بخفة على وجنتيه 
اسكت ياحمار بطل هبل انت بتفكرني بأبوك زمان اللي عايز افهموهولك ياحبيبي متدفنش اي مشاعر جواك سواء حب او ڠضب 
صمت لأخذ أنفاسه شعر بتقطع نفسه فأمسك الماسك التنفسي ووضعه على وجهه لبعض الدقائق وجاسر يتابعه بأنظاره الحزينة 
بالإسكندرية وخاصة بمنزل بيجاد وغنى 
ولج إلى منزله بعد يوما شاقا من العمل هرولت إليه على الدرج 
بيجاد اتأخرت ليه 
معلش حبيبي كان عندي كام اجتماع كدا 
سحبته من كفيه بعدما نادت العاملة 
خدي شنطة البيه دخليها اوضة المكتب وجهزي الغدا 
تحت أمرك يامدام قالتها العاملة وغادرت 
جلس على الأريكة يتمدد مسدت على خصلاته 
قوم خد شاور عشان تتغدى وبعد كدا ارتاح 
اغمض عيناه ثم تحدث 
غنى اعمليلي مساج حاسس دماغي هتتفجر 
يعيني على الحلو لما تبهدله الأيام اعتدل يقهقه عليه 
لا حبيبي شمتان فيا 
رفعت حاجبها بسخرية 
أيوة شمتانة وفرحان كمان ثم انكمشت ملامحها پألم وتبدل حالها 
مش قولت هنسافر القاهرة النهاردة قلبي وجعني على جاسر اوي 
اديني يومين بس حبيبي اخلص الاجتماعات المركونة عندي وهننزل أنا أقدر
ارفض لغنايا
بيجو حبيب قلبي بعشقه اوي أوي 
أيوة يابنت جواد طول ماانا بنفذ أوامرك بيجو وحبيب قلبك ووقت لما أقولك لا 
يامفتري يامنحرف يادكتاتور
ارتفعت ضحكاتها الناعمة وهي تهز ساقيها 
ابدا ابدا انت ظالمني انزلها بهدوء يغمز بعينيه 
هشوف دلوقتي ياغنون الدكتاتوري هتعملي معاه ايه 
نظرت حولها ثم جحظت عيناها متراجعة للخلف 
جايبني هنا ليه يابن المنشاوي ارتفعت صوت ضحكاته وهو يضرب كفيه بالأخرى 
مش بقول بتقلب بسرعة تسمرت بوقفتها 
بيجاد وسع كدا 
والله مايحصل ابدا 
عند ربى
وعز 
بعد عدة ساعات ولج الى غرفته كانت تجلس بالشرفة تنظر للخارج بشرود ويظهر على ملامح وجهها الحزن 
شعرت بوجوده استدارت تنظر إليه بصمت سحب نفسا وزفره بهدوء ثم اتجه إليها 
قاعدة كدا ليه نهضت متوقفة أمامه 
هجهزلك الغدا قالتها وتحركت ولكنه عرقل مشيها بالوقوف أمامها سحب
كفيها واتجه بها إلى الفراش 
اقعدي لازم نتكلم شعرت بقبضة تعتصر قلبها ولا تعلم لماذا ناهيك عن شعورها السيئ الذي يقتنص روحها 
رفعت عيناها الرمادية التي يغطيها طبقة كرستالية من الدموع 
لو
33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 191 صفحات