الجمعة 08 نوفمبر 2024

ميراث الندم لأمل نصر

موقع أيام نيوز

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
الفصل الأول
منزل كبير العائلة بل والبلدة بأكملها حيث يقع وسط مساحة شاسعة في الأرض التي استصلحها الجد الأكبر عبد القادر الدهشان منجبا ثلاث أبناء يامن وسعيد وكامل ليسيروا على نفس نهج والدهم باستصلاح المزيد والمزيد حتى توسعت أملاكهم وصار لكل واحد منهم منزل مستقل وسط الأراضي الممتدة على مرمى البصر 
عبد القادر كان داهية بشخصية قوية مكنته أن يتولى مسؤلية قيادة العائلة التي تيسر حال باقي افرادها على يديه بفضل مساعدته بصفته الكبير المسؤل حتى اصبحت عائلة الدهشان كسلطة وحدها بالمال والنفوذ الذي تضاعف بمرور السنوات 

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ورث المسؤلية من بعدها لأكبر أحفاده غازي الأبن الوحيد لكامل على ثلاث فتيات وذلك بعد أن نصبه الجد لذلك مفضله على باقي أحفاده بل وابناءه ايضا وذلك بفضل شخصيته المميزة بينهم حيث الهيبة المختلطة بخشونته الدهاء المتوارث رغم اندفاعه في بعض الأوقات وذلك لحمائيته الشديدة وطبعه الڼاري والتي لطالما كانت العيب الوحيد به لكنه كان خير راعي للجميع حتى نافس بنفوذه اعضاء السلطة الحكومية كنائب المجلس وعمدة البلدة 
بالإضافة لعقليته الفريدة حيث تمكن من زيادة العوائد 
بتنوع الاستثمار في عدة مجالات كتصدير الفواكه والخضر وهو ما يجبره أحيانا للسفر والمبيت خارجا كما حدث منذ اسبوع ليعود اليوم 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
وصل صباحا والساعة لم تتعدى الثمانية بعد دلف من الباب الخارجي حيث الفناء الواسع ينقسم إلى جانبين أحدهما للحديقة والاخر كمجلس للرجال والاجتماعات وأشجار المانجو الضخمة ارتصت على طول السور الخارجي
وجد جدته فاطمة جالسة على الكنبة الخشبية أسفل المظلة الضخمة والتي عادة ما تعقد فيها أهم الجلسات العائلية وتسامر الشباب في أوقات السهر 
تسبح وردها اليومي في دفء خيوط الشمس الوليدة والتي تسللت من بين الفتحات العليا للسقف الخشبي بخجل عينيها على أقراص الخبز التي ترصها الفتيات الخادمات مع حفيدتها روح التي تشرف عليهن ليضعنه في الجزء المشمس من الأرض بالقرب من السور حتى يتخمر قبل أن يتم خبزه في الأفران الصناعية الحديثة  
القى تحيته متغزلا بمزاج رائق
بسم الله ما شاء الله صباح الرغفان الزين على زينة البنات  
شهقت روح في البداية مجفلة بحضوره قبل أن تستدرك سريعا لترد التحية بابتسامة اشرقت بوجهها الصبوح
صباح الهنا والنور حمد الله ع السلامة يا سيد الناس يا كبير البلد كلها 
اقترب ليضع ق حانية على جبهتها وخدها الأيمن قبل أن يأخذ دوره مع جدته فاطمة ليتناول كف يدها المجعدة يضع ة إجلال على ظهرها متابعا وصلة الغزل
عاملة ايه يا جميلة الجميلات
ضحكت برنة تدغدغ الأسماع بجمالها لتضع كف يدها الأخرى على وجنته مرددة بمزاح
اللي يسمعك وانت هتهزر كدة وتضحك يجول دا واحد تاني مش غازي الدهشان اللي يتهز له بلاد 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
اعتدل بوضعه ليجاورها الجلوس على كنبتها ثم لف ذراعه على كتفيها قائلا
لهو انا ههزر مع كل الناس ولا أي حد يستاهل غيرك يا ست ابوها انتي 
عادت فاطمة لتقهقه بغبطة وقد أخجلها بذكرها الأسم الذي كان يلقبها به زوجها الراحل عبد القادر لكزته بمرفقها تنهره بدلال
كفياك يا واد كامل محدش كان يناديني بالأسم ده غير جوزي الله يرحمه وانت مش جوزي 
وه 
تفوه بها مدعي الصدمة حتى تدخلت شقيقته التي انضمت على الكنبة المقابلة
شكلك واصل مزاجك رايج ربنا يحلي دنياتك دايما يارب 
ردد خلفها مؤمما ليردف بعدها بتساؤل وعينيه تجول في المحيط حولهن 
امين وانتي كمان يا جلب اخوكي هي البت دي راحت فين مش شايفها يعني 
طالعته شقيقته بتوتر وقد فهمت مقصده فلم تجب وادعت الحديث مع إحدى الخادمات تشير بيدها 
فهيمة حولي الرغيفين دول من مكانهم لتحت الشجرة الشمس نازلة زين هناك 
اذعنت الفتاة تنفذ مطلبها أما هو فعاد بتساؤله مرة أخرى
خبر ايه بسألكم ع البت فتنة فينها
هذه المرة تولت فاطمة مهمة الرد عنها بلهجة حادة
مرتك منزلتش من الدور التاني اساسا لساتها نايمة 
انتفض ينقل بأعين مشټعلة نحو أقراص الخبز وشقيقته ليردف بتساؤل
يعني إيه ومين بجى اللي عجن وجطع العيش ده الشغالين!
نفت على الفور شقيقته لعلمها التام بطبع شقيقها الشديد في هذا الأمر
ابدا والله دا انا اللي عجنتهم وجطعتهم بيدي ما انا عارفاك يا حبيبي الحتة دي بالذات ما بتفوتش فيها 
ضيق عينيه ليردد خلفها باستهجان اختلط بلهجة خطړة
يعني انتي يا روح جومتي من على وش الفجر عجنتي وجطعتي والسنيورة المجلعة لسة متهزش بيها السرير فوج
طالعته بنظرة ساهمة ووجه مخطۏف لتجيبه بتبرير خشية على ابنة عمها
انا اللي جومت بدري ومصحتهاش يعني ليها عذرها برضوا تلاجيها تعبت مع البنات 
قطعت مجفلة من هيئته المتحفزة وقد باغتها بأن نهض فجأة عن مقعده بجوار جدته والتي وجه لها الحديث
يعجبك كدة يا ست الدار فين هيبتك في غيبتي يا حجة فاطمة كيف متشديش على الحال المايل
طالعته بنظرة غامضة تتلاعب في مسبحتها قليلا قبل أن تجيبه بكلمات محددة في الصميم
واشد انا ليه
وكبير البلد كلها في البيت موجود واللي متعملش حساب للسبع في غيابه جبل حضوره إيه فايدة انها تعمل
حساب لفاطنة
أظلمت ملامحه واحتدت أنفاسه حتى أصبح يزفر بخشونة ليصك على فكه ويتحرك ذاهبا نحو وجهته للداخل بغضبه المستعر 
الټفت روح معاتبة لجدتها وقد زحف بقلبها الړعب من القادم
ليه كدة بس يا جدتي مش كنا فوتناها دي فتنة مهما كانت شديدة هي برضوا مش حمل ڠضب غازي 
اشتدت تعابير المرأة العجوز لترد على حفيدتها بحزم وعزم
ولما هي مش حمل غضبه بتتعوج ليه بت المعوجة دا انا بنفسي بعتلها البت فهمية وهي رفضت ومرديتش تنزل عارفة جوزها ما بيجبلش ياكل لجمة غير من أهل بيته ومحدش من الشاغلين يجدر يحط يده يبجى متكلة على مين
جولتي بنفسك انها شديدة يبجى تتحمل شالله يكسر عضمها حتى على الله تتعدل 
علمت روح أن لا فائدة من الجدال مع جدتها الحانقة من ابنة عمها وزوجة شقيقها ف استدارت عنها نحو الجهة الأخرى بسأم لتضع يدها فوق خدها تتضرع الى الله أن يمر الأمر على خير حتى وان كانت فتنة مغرورة وتستحق إلا انها تخشى عليها بطش أخيها الذي لا يتهاون في هذه الأمور ابدا
وفي الطابق الثاني 
وبعد أن دلف لجناحه حتى توقف أمام التخت وهذه الفاتنة زوجته الغافية بدون غطاء وكأنها حتى في نومها تخشى تخبئة النعم من حسنها الذي تتفاخر به أمام الجميع وكأن الأرض لم تنجب غيرها من حسناوات ترتدي منامة
يعترف بقرارة نفسه بأنها جميلة لكن الغرور حينما يتفاقم معها يجعلها تتحول لغبية وهذا دائما ما ينقص بقدرها أمامه وهي الصفة التي أشد ما يبغضها في النساء والبشر جميعهم مهما كانت طبقاتهم أو مراكزهم 
ضړب قبضته على خشب خزانة ملابسه وملابسها پعنف حتى ارتجت رغم صلابة خامتها لتصدر صوتا مدوي جعلها تنتفض مستيقظة بجزع
إيه ده
هتفت بها تعتدل عن نومها بعد اطلاقها لشهقة جزع كرد فعل طبيعي منها حتى ابصرته أمامها يقف كجدار فلاذي بصمت مهيب مشبكا كفيه خلف ظهره 
ابتلعت ريقها لترسم ابتسامة مضطربة مرحبة به رغم توجسها
غازي! حمد الله على سلامتك يا واد عمي امتى وصلت
تجاهل الرد عن السؤال أو مبادلة الترحيب ليقترب حتى دنى برأسه منها يخاطبها بلهجة هادئة مريبة
جاعدة ليه لحد دلوك على سريرك يا بت يا سعيد معندكيش النهاردة خبيز تخبزيه
علمت بمقصده جيدا ولكنها تغاضت عن أجابة السؤال لتمسك في الجزء الوحيد الذي يهمها وتردد باستهجان
سعيد دا يبجى عمك على فكرة يعني مش أي واحد وخلاص 
بس اسمه سعيد ولولا بس اني حافظ مجداره ومش عايز اجيبله الإهانة لكنت ندهتك باللي تستاهليه 
تفوه بها بټهديد صريح جعلها تصرخ به
خبر ايه هو انت واصل من السفر تجول يا شړ اشطر! ايه اللي حصل لدا كله يا غازي
ارتفعت قبضته في الهواء أمامها يلوح بتماسك شديد حتى لا تنزل على وجهها او أي عضو آخر من جسدها ليرد كازا على أسنانه
يعني بتستهبلي وعاملة نفسك مش فاهمة نايمة على سريرك زي المشلۏلة وسايبة اختي تعجن وتخبزلك انتي وبناتك كانت خدامتك هي يا بت
ابتعلت ريقها تجيب مبررة بفزع تخفيه
لأ طبعا مش خدامتي بس انا مجولتلهاش اعجني ايه ذنبي ان كانت المحروسة جامت بدري وأتبرعت تعجنهم ما هي من أهل البيت يعني مش غريبة عن 
قطعت ترتد بجذعها للخلف وقد زاد بميله نحوها بنظرة مخيفة شلت أطرافها ليردد بحدة لا تقبل النقاس
وعشان ما هي من أهل البيت تجوم هي بشغله وتيجي انتي هانم عليها صح اسمعي اما جولك روح دي ست الدار وطول ما هي في بيتي متجلش صحن حتى لحد ما تتجوز وتروح بيتها يعني أمر انه بيتها والكلام الفاضي ده ميخلش عليا البت في بيت ابوها تتجلع على كيفها ولا انتي متجلعتيش
ابتلعت باقي حديثها بحلقها تطالعه صامتة غير قادرة على المجادلة ف استطرد امرا
اخلصي يا للا جومي وغيري اللي انتي لابساه ده محدش هيرصه في الفرن غيرك 
امتقع وجهها بحمرة قانية تحدجه بحنق متعاظم لم يأبه به فزاد بحدة أعلى من السابق
إخلصي 
انتفضت على الفور تنصاع لأمره لتتجه نحو خزانة ملابسها فجلس هو من خلفها على طرف التخت ليخلع معطفه ثم ساعته الغالية ذات الماركة العالمية المميزة متغاضيا عن الترهات التي تغمغم بها أمامه وهي تبحث داخل الخزانة عن عباءة بيتية بتأني عله يتأثر ويتراجع بشوقه لها
ولا اكني عملت مصېبة كل ذنبي اني مسمعتش صوت المنبه وراحت عليا نومة دا بدل ما يعدل في المعاملة بيني واخته دي مهما كان بت عمي برضوا 
الټفت نحوه تنفض في الجلباب بقصد اهتزاز جسدها
أمامه لتكمل بنعومة معاتبة
وانا اللي مستنية جيتك ولا هلال العيد تبجى دي مجابلتك ليا اول اما توصل
رمقها بامتعاض رافضا الإستجابة لمحاولاتها مما زاد على السخط بقلبها لترتدي الجلباب سريعا تضيف على غمغمتها بدون تفكير في العواقب
رايح جاي يجولي اجلعتي في بيت ابوكي طب انا اتجوزت على تسعتاشر ودلوك عندي خمسة وعشرين ومعايا تلت بنتة ولسة المحروس اللي خطت التلاتين على حالها نجعد بجى احنا
نشيل في جرفها على ما يحل عسيرها دا لو اتحل 
أوجفي مكانك يا بت 
صړخة هادرة خرجت من عمق حلقه ليوقفها مجبرة قبل أن تصل للباب شعرت على أثرها ببرودة تزحف على طول سلسلة ظهرها ورأسها المتشنح استدار بصعوبة نحوه لتلتف إليه تواجه جزاء ما تلفظت به جف ريقها واقشعر بدنها فزعا بمواجهة چحيم غضبه والذي بدا على ملامح وجهه الذي أظلم واحمرار عينيه الذي أكمل وحشيته حينما صاح ملوحا بسابته أمامها
كسر عضمك هو اجل رد على جلة حياكي دي بس انا مش راجل ضعيف عشان امد يدي على مرة حتى لو كانت تستاهل لكن اعرف زين اربي اللي مشافتش الرباية في بيت ابوها اسمعي يا بت يمين تلاتة لتنزلي دلوك وما تتحركي من جمب العيش لحد اما تخبزيه بنفسك في الفرن البلدي يعني تنزلي زي الشاطرة تنشفي الوجيد من تحت البهايم على ما يخمر العيش وبعدها تولعي وترصي لوحدك لحد ما يستوي وتطلعيه بنفسك ما اسمع بس ان اختي شالت رغيف واحد لكون منزل عليكي اليمين وتباتي من الليلة في بيت أبوكي 
برقت عينيها ذات اللون العسلي پصدمة ما زالت لا تستوعبها أو أنها تكذب أذنها لكن غازي لم يعطيها فرصة الأستفسار صړخ بصوت اهتزت له الجدران
اخلصي حالا غوري من وشي ونفذي اللي بجوله 
على الفور تحركت قدميها اليا لتنفذ أمره قبل أن يفتك بها 
وفي مكان آخر
وقد توقفت السيارة النصف نقل ليترجل منها الرجل الخمسيني يسعل بحشرجة وهو يجاهد للإستقامة في وقفته وعدم الترنح سحب عدة انفاث سريعة من سيجارته قبل أن يدعسها تحت حذائه وهم للتحرك ولكنه توقف قليلا وعيناه تقيم المنزل الكبير 
من الخارج 
ما زال عصيا على الزمن ويحتفظ ببهائه رغم مرور اكثر من نصف قرن على بناءه شامخ بإباء رغم شيخوخته عنيد صلف كصاحبه وكأنه ارتوى بطباعه من وقت أن قام ببناءه 
بموقعه الاستراتيجي في سط البلدة وقربه للطريق العام بها مما يجعله محط انظار المارة في الذهاب والإياب ومطمع لكل من يملك المال 
تمتم بداخله بتمني بعد تذكره لاخر مبلغ عرض عليه في مقابل بيعه
مازالت معاندا على التصدع ولا تتأثر بعامل الزمن ولا حتى بهزة ارضية وكأن مع بناءك اخذت عهدا مع صاحبك على الصمود حتى النهاية ولكن وليكن ياصديقي فقريب أو بعيد هذا اليوم ستأتي ساعتك وسأرى انهيارك لتتساوى بالارض التى أقف عليها الان
بعد أن أقبض ثمنك الذي سيرفعني ويعلي بقدري أمام الجميع وليعطيني الله الصبر حتى وقتها أو يجعله قريبا اللهم امين 
خرجت الاخيرة بصوت واضح وهو يتقدم نحو باب المنزل ليلج بداخله وقد استقبلته والدته العجوز بالترحاب كعادتها رغم تعجبها 
فايز ولدي! كدة على وش الصبح كمان جرا حاجة في الدنيا ولا ايه
اقترب يضع خفيفة وجنتها قبل أن يتمتم كلماته بنزق
طب سلمي الأول ولا ردي الصباح وبعدها اتمسخري براحتك 
تطلعت عينيها للخلف بفضول لتردف مصححة
اعوذ بالله من المسخرة يا ولدي أنا بس مستعجبة سبب الشجة الغريبة دي كدة على اول الصبح دا غير اني مشيفاش المحروسة مرتك ولا حد من العيال اللي بتجرهم دايما معاك
قلب عيناه بسأم ليتحرك للداخل مرددا بتأفف
انا مش جاي من مخي ياما عشان اعمل حساب مرتي والعيال معايا جوزك هو اللي طلبني امبارح ع التليفون وطلبني أحضر عاجل في أمر هام ع العموم لو مشتجالهم جوي يعني انا ممكن اتصل يحضروا حالا 
توقف بنظرة ذات مغزى متابعا
بس اخاڤ لترجعي في كلامك لتزعلي المحروسة التانية وانتي مش حمل جلبة بوزها 
قبضت سکينة على حزن قلبها مما يفعله ابنها من ظلم في حق زوجته الأولى ابنة عمه سليلة الحسب والنسب تربية يدها يتيمة الأبوين وولدها زينة شباب كفرهم بسيرته الحسنة واخلاقه الكريمة التي يشهد على حسنها القاصي والداني من أجل هذه المرأة التي لفت عقله بدهائها وميوعتها لتجعله كالخاتم في إصبعها فقالت بتماسك زائف اظهر ضيقها
وبتجول عليا انا اللي بتمسخر يا فايز الله يسامحك يا ولدي ع العموم بيت ابوك مفتوح دايما وفي أي وجت ومهما حصل من خصومة ولا خناج الضفر عمره ما يطلع من لحمه
اومأ رأسه لها بعدم اكترات لا يلقي لكلماتها اهتمام ولا حتى بغصة الۏجع التي تجلت في نبرتها وهي تشير بيدها للأمام
ابوك جوا ادخل شوفه عايز ايه أكيد جاعد مستنيك 
لوى ثغره بحنق قبل أن يبتعد ذاهبا عنها نحو
وجهته بداخل المنزل الفسيح تاركا والدته ټضرب كفا بالاخر بيأس وقد فقدت الأمل من اعتدال ولدها أو استقامته 
وبداخل الغرفة الواسعة والتي كان يجلس بداخلها عبد المعطي الرجل الكهل على أريكته الخشبية يسبح بمسبحته العقيق ولج إليه فايز يلقي التحية ببعض التقدير والرهبة من هيئته
صباح الخير 
ظل الرجل مطرقا برأسه لبعض الوقت قبل أن يرفعها برتابة يحدجه بنظرة غامضة على وجهه المتجهم وفمه المطبق بخط قاسې لم ينبت ببنت شفاه شعر فايز بعدم الراحة فابتلع ريقه بتوجس وهو يخطو بتردد حتى
جلس بالقرب منه فوجه سؤاله إليه بريبة
جيت على اتصالك بخصوص الأمر الضروري اللي جولت عليه خير بجى
تحركت أخيرا عضلة بوجه عبد المعطي يومئ بذقنه نحو الطاولة الصغيرة والقريبة من فايز قائلا باقتضاب 
خد الورجة اللي قدامك دي الأول وشوفها وبعدين نتكلم 
اذعن فايز لمطلب أبيه فتناول الورقة الصغيرة لينظر فيها قضب قليلا فاتسعت عيناه بمفاجأة قبل أن يستدرك سبب الڠضب المرتسم على وجه أبيه لكن سرعان ما اتخذ القرار داخله في مواجهة الرجل فالتوى ثغره بزاوية ووهو يعيد الورقة لمكانها وكأنه يتوقع الاتى من حديث الرجل وبعدها اتجه نحوه يسأله بلؤم رغم معرفته المسبقة بالإجابة 
كيف وصلتلك
امتقع وجه الرجل پغضب مكبوت حتى اهتز له جسده قبل أن يتمالك بصعوبة ليميل بجلسته نحوه مقربا عينيه الحادة ڼصب خاصتي الأخر ليخاطبه بنظرة كاشفة
بتستهبل وعايز تعمل نفسك مش فاهم حاجة إنت يا فايز مش عارف كيف وصلتني ياخي عيب على طولك 
احتد الاخر وتهدجت أنفاسه ليهتف پغضب واحتجاج
وايه لازمة الشتيمة وجبة الجيمة دلوك مينفعش تكلمني بأدب واحترام ولا انت باعتلي كدة ع الصبح مخصوص عشان تمسح بكرامتي الأرض 
لم يستطع الرجل التماسك أكثر من ذلك فهدر عليه غاضبا
وايه اللي يمنعني من شتيمتك ولا تهزيجك ما انت اللي بتجيب الإهانة لنفسك بعمايلك السودة ايه اللي يمنعني وانت مفيش حاجة بتحوج فيك ولا بتوب جتتك نحست معدتش ينفع فيها ضړب ولا أي شيء تاني
زاد الاحتقان بقلبه وكم الإهانات التي يتلقاها جعلته كالۏحش يصيح بأبيه
انا مسمحلكش مش عيل صغير جدامك انا عشان اسمع منك واجعد ساكت انا مش جليل عشان اسكت على جلة الجيمة دي
هز عبد المعطي رأسه أسفا ليردد بصوت واهن اهلكه الجدال والهم ضاربا بكف يده على ذراع الاريكة الخشبي
ما هي دي المصېبة انك مش صغيرا أو حتى شاب فاير جديد عشان نعرف نبرر للناس افعالك وجلة عقلك ولكن الکاړثة اللي هتجبلي جلطة من جهرتي هي انك راجل كبير لأ وجد كمان 
تأفف فايز زافرا من فمه يخرج دفعة كثيفة من الهواء الساخن والمشبع بحقده قبل أن يرد على والده بنزق
جد لكن برضوا صغير أنا راجل مكلمتش الخمسين لكن انت اللي كبرتني قبل أواني لما زوجتني لبت اخوك على سن صغير ولما كبر ولدي كمان جوزته في نفس السن عشان تكبرني جبل أواني أنا لسة شباب وفي عزي 
تغضن وجه عبد المعطي بسخط وظل لعدة لحظات يجاهد لانتظام أنفاسه ومحاولة التماسك حتى لا يقع أو تصيبه ازمة قلبية جراء كلمات ولده المستفزة حتى خرج رده اخيرا ببعض الهدوء الذي لا يخلو من السخرية
ماشي يا راجل يا صغير يا عاجل يصح برضك تتداين بالفلوس من واحد زي صدقي ابو سليم وبالمبلغ الكبير ده وانت عارف ومتأكد بغرضه الأساسي في انه يركبك الديون عشان يضغط عليا في البيت اللي ھيموت ويشتريه
رد فايز ببرود كاد أن يصيب أبيه بالشلل
انا مستلفتش سفه ولا من غير سبب محدش ذلني ليه غير الحوجة 
عاد عبد المعطي لصراخه بانفعال 
حوجة يا بارد يا عديم الفهم حوجة وانت لا جوزت بت ولا بنيت لك بيت جديد يا راجل دا انت بتجبض مني اول كل شهر مع مرتب المصنع اللي شغال فيه ولا اللي بيوصلك من ريع الأرض اول بأول لكن كيف كيف هيكفي مزاج رأسك من الشرب والخمړة كيف هيكفي صرف الغندورة مرتك بمصارفيها اللي ما بتنتهيش لا هي ولا اولادها وكأنهم بيغرفوا من بير ملوش جرار 
انتفض فايز على سيرة زوجته المعززة والتي لا يحتمل عليها كلمة من والده او والدته لعلمه الأكيد بكراهيتهم لها هي واولادها ليصيح پغضب
هو دا بس اللي واخده منكم كل شوية مرتك جالت مرتك عادت لا بتطيجوها ولا بتطيجوا الأرض اللي تحملها وكل ده بسببها! السبب الرئيسي اللي مخليكم كارهين حتى ولادي منها عشان بت اخوك حبيبك
دوى صوت رجولي فجأة بالقرب منهم موجها حديثه لهما
صلوا على النبي يا جماعة ايه اللي حصل بس ومخلي صوتكم واصل لاخر الشارع برا!
انتبه الاثنان والټفت رؤسهما الى صاحب المقولة لتختلف النظرات من أعين فايز الذي حدج الشاب بنظرة حاقدة وكارهه وعين العجوز الذي ارتخت ملامحه المتشددة ولانت لهجته وهو يخاطبه برفق
حمد لله
على سلامتك اطلع لمرتك وعيالك فوج يا حبيبي عشان تريح جتتك من تعب الشغل دي حاجة بسيطة بيني وبين ابوك 
ويطلع ليه ما تخليه يتفرج على ابوه وهو بيتهزج وبيتهان على يدك على الاجل ينجل لامه يمكن تهدى ولا يشفى غليلها مني ولا إيه رأيك يا حيلتها
هتف بها فايز وهو يتقدم بخطواته نحو الشاب حتى لكزه بطرف كفه صعق حجازي من فعله وتهجمه باللفظ بدون مبرر وجاء الرد من الجد بحزم
سيب الواد في حاله يا فايز ولا انت مصدجت تلاقيه في وشك عشان تحط غلبك فيه 
هتف فايز وهو يتطلع إلى الشاب بكره لا يعرف سببه حجازي كلما رأه او
تقريبا منذ نشأته ووعيه
طبعا مش متحمل عليه كلمة وانا ليه هستعجب ما هو حبيبك وتربية يدك اما ابوه فشيطان ويستحج الرجم مش كدة يا بوي
صړخ عبد المعطي بانفعال خرج عن سيطرته
اطلع برا يا فايز خلاص انا جفلت منك ومعدتش طايح اشوف وشك حتى 
صاح فايز بسخرية وهو يستدير ليغادر من أمام نظراتهما المذهولة غير عابئا بنتائج ثورته ولا بأثر كلماته السامة على الاثنان
ماشي وسايبهالك لا تكون مفكر انك هتطردني من سرايا عابدين 
سقط عبد المعطي بتعب فور خروج ولده فاتجه إليه حجازي مهرولا بقلق ليطمئن
مالك يا جد ايه اللي حصل لتكون مخدتش علاجك النهاردة
أطرق الرجل برأسه يتنهد بعمق قبل أن ترتفع أنظاره نحوه بنظرة غامضة غير مفهومة وكأنه حسم قرار ما بداخله 
خرج فايز بنيرانه المشټعلة وحقده الدائم والازلي لهذا الولد أكبر أبناءه كما يقولون ولكنه لا يعتبره كذلك فشعور الكراهية نحوه تزداد يوما بعد يوم في البداية كان بسبب والدته سليمة ابنة عمه التي تزوج بها صغيرا قبل أن يعي بمباهج الدنيا من النساء الجميلات
محظيتها برعاية والداه وحبهم الشديد لها ولمثاليتها 
المستفزة والتي اورثتها لابنها ليفوز بتقدير أهل البلدة كلها وليس أبويه فقط ويبقى هو في نظر الجميع الفاسد البائس زفر من عمق صدره بضيق وهو يسب بالكلمات الوقحة حتى وصل بسيارته لمقر سكنه مع زوجته الثانية شربات واولاده منها 
ولج لداخل المنزل بخطواته المسرعة يلقي التحية باقتضاب قبل أن يصل لغرفته وكما توقع أتت خلفه شربات سائلة بدهشة
ايه اللي طلعك بدري من شغلك كدة يا فايز
غمغم بكلمات غير مفهومة وهو يخلع في حذاء قدميه وتابعت هي هاتفة
ما ترد يا راجل وجعت جلبي لتكون اتعركت مع حد هناك من زمايلك ولا رئيسك زي ما عملت المرة فاتت
رمقها بنظرة ممتعضة ثم استدار ليتناول شيئا ما من أعلى علاقة الملابس ليرتديه بعدم اهتمام حتى استفزها لتصرخ به
خبر ايه يا فايز مش راضي تعبرني بكلمة كنت جدامك بهوهو 
صاح بها بنزق يحدجها بغيظ وضجر لإلحاحها المستمر 
مصدع يا جزينة ومعنديش مجدرة للت والعجن كفاية عليا عركة واحدة ع الصبح 
شهقت تردد بلهفة وهي تقترب من الفراش
انت اللي جولت بنفسك وجيبت سيرة العرايك يبجى تريحني ولو بكلمتين صغيرين حتى 
زفر متأفافا يلعن بكلمات شتى متذمرا منها ومن حصارها له حتى استجاب مجبرا للإجابة
اتعركت مع ابويا يا حضرة المفتش كرومبو اتصل بيا بعد ما طلعت من البيت النهاردة وانا رايح على الشغل طلب حضوري ضروري روحت لجيتوا مستنيني بوصل الأمانه اللي اخده عليها صدجي ابو سليم بعد ما دفع جيمته واستلمني بجى يسمم بدني على كل جرش دفعه 
ااه
تفوهت بها بتفهم وهي تجلس بجواره ثم اقتربت تمسح براحتيها على عظام ظهره في الخلف مرردة بنعومة
يعني هو دا اللي عكر دمك يا راجل متبجاش حنبلي وفوت زي ما بيجولوا اهم حاجة دلوك هي انك خلصت من الدين اللي لافف على رجبتك وعدت زي كل المرات اللي فاتوا 
زفر أنفاسه بخشونة ليعقب على قولها بحدة وتهكم
شافاني خرتيت جدامك يا مرة انتي ولا ايه ولا فاكراني عديم الاحساس عشان متأثرش لما ينجص من رجولتي ولا اكن عيل صغير الموهبة دي مش عند كل الناس كيف عيلتك 
التوى ثغرها تأثرا بعبارته فقالت ملوكة فكيها
وايه الداعي بجى للمسخرة على عليتي يا فايز باشا كانوا عملولك ايه الناس الغلابة
تبسم ساخرا يزيد عليها باستخفافه
وهو انا جيبت حاجة من عندي ولا انتي نسيتي اللقلب الكريم عليكم عيلة التنج
زفرت متأففه تحدجه بنظراتها الڼارية وهي تهزهز أقدامها جواره بعصبية اثارته حنقه أكثر فهتف غاضبا
متعصبيش أمي بهز رجليكي ده انا على اخري غوري وسيبني انام
قالها وتحرك ليبتعد عنها يخلع عنه معطفه ثم دفعه على الارض بطول ذراعه فازادت هي من قربها متاجهلة سخريته من عائلتها تعود لنعومتها السابقة
ماشي يا فايز انا برضوا مش هزعل منك عشان مجدرة حالتك وزعلك من أبوك عشان انا جلبي ابيض وانت عارف كدة زين 
أومأ لها على مضض لينهض خالعا عنه القميص القماشي ثم ارتمي على تخته قائلا
تشكري يا ستي كملي جميلك
كمان وسيبني اخطڤ ساعة ولا ساعتين نوم اريح فيها جتتي مدام كدة كدة انحسب يوم غياب في المصنع متصحنيش غير على ميعاد الغدا ممكن يا سنيورة
نهضت تهتف بميوعة وتشير بسبابتها على الجهتين من وجهها
من عيوني الاتنين يا سيد الناس أنت أحلى وكل لأحلى فايز 
نظر في أثرها وهي تخرج من أمامه بوجه واجم ثم الټفت ليندس تحت غطاء فرشته يغطس في نوم عميق غير مبالي كعادته 
وعودة إلى المنزل الكبير وبالتحديد في الطابق الثاني منه والذي يسكنه حجازي الحفيد مع والدته وزوجته وطفله الوحيد معتز والذي هرول إليه بمرح بمجرد رؤيته قادما من الخارج عائدا من عمله ليتلقفه بذراعيه بحب وسعادة وهو ليصدر أصوات ضحكاته الصاخبة مع تحركه به للداخل 
سيبه ياخد نفسه الأول يا ولدي اللعب مش هيطير 
هتفت بها والدته وهي
جالسة على إحدى كنب الصالون بوسط الصالة تمسك بيديها قطعة من ملابس الصغير لتحيك مثلها نسخة أخرة بألأبرة والخيط قبل أن يأتي دوره على مكنة الخياطة بهواية تلازمها ودائما ما تجد بها السلوى لشغل وقتها الفارغ وعدم التفكير بأشياء تضر
رد حجازي وهو يتقدم بصغيره حتى جلس يجاورها على الكنبة بعد أنا على رأسها
سبيه ياما يجلع على حس ابوه دا جلعه ده على جلبي أحلى من السكر 
ربتت على ذراعه سليمة بابتسامة شقت ثغرها تقول بحنان
يديمك في حياته دايما يا ولدي وتجلعه على كيفك بس انت جاي هلكان من الشغل يا نضري من سفرك في الليالي وحمولة المقطورة الكبيرة وانت سايج بيها لكن جولي فطرت ولا اروح أحضرلك لجمة تأكلها 
دغدغ بأنفه على عنق الصغير جعله يقهقه بصوته المحبب قبل ان يجيب والدته
ما تتعبيش نفسك يا ست الكل انا كلت لي كام سندوتش ع الطريق وحبست كمان بكوباية شاي يعني اخر تمام ناجصني بس فرشتي اريح عليها زي ما جولتي
خلاص ييجى تجوم على طول بس استنى صح 
قطعت بتذكر
كنت عايزة اسألك عن صوت العراك الشديد اللي كنت سماعاه من شوية انا مرديتش انزل لما ميزت صوت ابوك 
طرد من صدره تنهيدة مثقلة بالهم الذي اعتلى قسماته لينزل الصغير من حجره يأمره بحنان ليلعب بلعبته ثم التف بجذعه اليها بوجه واجم يرد
ايوة ياما العركة كانت بينه وبين جدي شديدة جوي معرفتش السبب بس ڠضب جدي خلاني خمنت انه عمل مصېبة كبيرة
بابتسامة لم تصل لعينيها قالت سليمة بسخرية مريرة
هو دا ابوك وعمره ما هيتغير ولا يستريح غير لما يجيب أجل جدك لاجل ما يورثه ويحط يده على البيت وساعتها يطردنا منه أنا أدرى الناس باللي شايله براسه منينا زي ما انا عارفة زين بشړ الحية مرته 
بنظرة ساهمة شرد في كلمات والدته والتي برغم قسۏتها الا أنه يعلم جيدا انها تصيب الحقيقة قطع شروده وصول الرائحة العطرة التي دغدغت أنفه لينظر باتجاه صاحبتها وهي تخرج اليه قائلة بوجهها الندي الذي زينته ابتسامتها الرائعة وشعر رأسها المبتل انفلتت خصلاته على جانب صدغيها من تحت المنشفة التي تلف رأسها بها وتفاح وجنتيها بدا بأجمل صوره وكأنه يدعو لقطفه
حمد لله على سلامتك 
ردد التحية بقلب يقفز فرحا مع كل مرة يراها بها رغم زواجهم الذي مر عليه أكثر من سبع سنوات 
الله يسلمك حمام الهنا 
توسعت ابتسامتها لتردف بخجل وهي تتحرك وتتركهما وقد شعرت بالسخونة تزحف لوجنتيها على الفور 
الله يهنيك يا سيدي تحب احضر حمامك ولا اعملك فطار الأول
تحركت رأسه باعتراض يجيبها
لا دي ولا دي روحي انتي سرحي شعرك وانا هدخل مع نفسي اخدلي دش سريع عشان اجدر أنام 
يبجى هحضرلك الحمام 
تفوهت بها بتصميم ثم تحركت نحو وجهتها ليضل يتابع سيرها عيناه بشغف وعشق لا ينتهي استفاق من شروده على اثر لكزة تلقاها على خصرة من مرفق والدته التي خاطبته بهمس
روح حصلها 
قطب يسألها بعدم تركيز
ها!
لكزته مرة أخرى قائلة بحزم
بجولك روح حصلها خليها تدعكلك ضهرك وتريح عضل رجبتك شوية بيدها الناعمة جبل ما تاخد الدش بالمرة وانا هراعي الواد 
توارى بوجهه عنها بحرج إلا أنها كررت فعلها بحزم تأمره
يا واد هو انت هتتكسف مني اخلص ياللا 
انتفض ينهض من جوراها متمتا بحرج متزايد وابتسامة ملحة لم يقوى على كبتها
يا بوي عليكي يا سليمة وعلى عمايلك باه 
ولج لداخل غرفته معها كانت أمام المرأة تمشط شعرها فنهضت على الفور لتساعده في خلع معطفه الثقيل غير مبالية بشعرها الذي لم يكتمل تصفيفه والټفت لتضعه على المشجب خلفها وبمجرد أن استدارت أليه تفاجأت بها يطوقها بذراعيه مرددا بمرح
وحشتيني يا ام عيون كحيلة 
رفعت ذراعيها لتحيط وجهه قائلة بعشق
مش أكتر مني يا للي متتكحل عيني غير برؤياك  
على وجنتها الوردية ثم رفع رأسه يتنشق من رائحة الياسمين يملأ صدره ثم قال بصوت متحشرج
ريحتك لوحدها بتنعش روحي
وضع راحته
على صدغها ليملي عيناه من حسنها واستطرد
وبنظرة من جوز العيون اللي تسحر دي بحمد ربنا انك بجيتي من نصيبي لاحسن كنت هروح صريع حلاهم 
قهقهت بضحكة صدحت صوتها في أرجاء الغرفة بسعادة تتكتنفها في كل مرة يغدق عليها بغزله والذي لم يتوقف عنه حتى بعد مرور هذا العدد من السنوات بينهم
زاد من ضمھا بقوة إليه متابعا بتأوه
اه يا نادية لو تعرفي ضمتك دي بتعمل فيا ايه مهما وصفت الراحة اللي بحسها في يا جلبى لا يمكن هعرف اعبر 
شددت هي أيضا بذراعيها تبادله الإشتياق بالإشتياق 
بالفعل قبل القول
يا جلب نادية وانا بعشج التراب اللي بتمشي عليه يا حجازي الجلب يا حب عمري 
اخرجها من ليناظر وجهها قائلا بابتسامته الجميلة
تعرفي يا نادية انا بكلامك ده افتكرت السؤال اللي كان دايما بيلح على راسي من يوم جوازي بيكي كيف يا مچنونة تجبلي بسواج في شركة المطاحن وترفضي واد عمك صاحب الأراضي والأطيان كيف
دوت صوت ضحكتها الطفولية تردد خلفه بمرح وهي تفتح خزانة
الملابس لتخرج له ملابس منزلية يبدلها
انت قولتها يا حجازي مچنون بس مچنونة بك 
كمان مچنونة بيا
عقب بها يدعي السخرية بعد أن جلس على طرف التخت يخلع عنه حذائه ليواصل بمزاح
كانك مچنونة صح يا جزينة مدام سيبتي أهلك اللي مالكين نجع الدهشان وأجل واحد فيهم يملك فدان اراض لوحده وجيتي هنا تتحشري معايا في بيت العيلة اللي عدى عليه خمسين سنة 
اغلقت باب الخزانة لتلتف اليه حاملة الطقم القطني المريح وتنهدت براحة تقول بنبرة عاشقة متملكة
ولو حتى سكنتني في عشة جريد على جمب المصرف برضوا كنت هوافج بيك وارفض الأطيان والبيوت 
خلف المبنى حيث الاثاث الزائد وبعض الأشياء التي تبدوا فاقدة القيمة كجزوع الاشجار الجافة ومخلفات المحاصيل بعد حصدها بالإضافة لفضلات البهائم والغنم والتي يتم تجفيفها لتصبح اداة فعالة لأشعال الفرن الطيني حتى يتم تسخينه بدرجة عالية كي يصلح لنضج الخبز
وظيفة شاقة ومرهقة ما زالت تمارسها اعداد كبيرة من النساء مما اعتدن على ذلك أما هي فقد كانت المهمة لها أشبه بحفر في فوهة الچحيم مع الدفع المستمر في الإشعال وهذه السخونة الحاړقة والتي تسببت لها في عدة مرات ببعض لسعات خاطفة رغم حرصها الشديد بالإضافة للإهانة التي تشعر بها باتخاذ الخادمات لموقف المشاهدة دون تكلف واحدة منهم بالزود عنها في هذا الفعل المهين لها كسيدة الدار بل والبلد أجمعها 
ولكن كيف يتم ذلك وقد صدر الحكم منه شخصيا هذا المتجبر على زوجته وأم بناته وكل هذا من أجل عيون مدللته هذه الملعۏنة التي تعيش أميرة رغم موقفها المخزي كعانس رفضت كل من تقدم لها وقد تسببت قبل ذلك في مشكلة كبيرة كادت أن تدخل الفرقة بين افراد العائلة حينما فضت خطوبتها بابن عمها عارف 
لتظل معها في المنزل جاثمة على أنفاسها بهذه الرقة المصطنعة تملك قلب شقيقها من أجل أن تقلبه دائما عليها بمكر النساء الذي تعرفه هي جيدا تبا لها ولشقيقها ايضا جسد البغل الذي لا يقدر النعمة التي بيده عديم الرحمة مع واحدة مثلها اجمل نساء العائلة والبلدة بأكملها هي الوحيدة التي تستحق التدليل هي الوحيدة من يليق لها معاملة الهوانم
صاحت بحدة نحو احدى الفتيات 
هاتي شوية عفش تاني يا بت 
صدح الصوت من خلفها باعتراض
ما بزيادة يا فتنة الفرن بيضت من جوا متزوديش أكتر من كدة لا تحرج العيش 
الټفت بنيرانها نحوها تبصرها پحقد وقد بدلت عبائتها العادية لأخرى تليق بالإستقبال تحممت وصففت شعرها لتبدو بجمالها المعتاد عكسها هي التي تغبرت وحمم الفرن طبعت أثارها على بشرتها وما ترتديه حتى قد بدت مزرية بمظهرها مما جعل لسانها ينفلت في الرد دون تحجيم أو سيطرة
وانتي مالك تحرجه ولا اطلعه ني حتى ايه اللي دخلك مش خلاص شيلتي يدك بعد ما فتنتيني مع جوزي 
أجفلت روح بهذا الرد الحاد من صاحبة اللسان السليط ولكنها سرعان ما تمالكت ڠضبها لتعقب مقارعة لها
الله يسامحك يا بت عمي ع العموم انا مش هرد على كلامك الواعر ده بس ياريت متجبيش اللوم على غيرك وانت عارفة واد عمك زين وعارفة طبعه العفش وانا لولا اني خاېفة على اليمين لينزل عليكي ما كنت جبلت أبدا تاخدي خبزتي اللي عجنتها وجطعتها لوحدي وانتي لساكي نايمة 
لفظت بالاخيرة ثم تحركت ذاهبة تاركتها بغيظها وقهرها تطلعت في أثرها حتى ارتفعت رأسها نحو المنزل ف انتبهت على وقوفه بشرفة خلفية لإحدى الغرف واقفا بهيبته ووجهه المتجهم وكأنه كان متابعا لما حدث مما أنبأها أن العقاپ لم ينتهي بعد فعادت بجزعها تزيد من اشعال الوقود ولسانها يردد
الله يحرجك يا روح يارب ټموتي عشان استريح منك ومن خلجتك دي خالص 
الفصل الثاني
دلف لداخل غرفة نومه سقط بجسده المثقل جالسا على طرف التخت زافرا دفعة كثيفة من الهواء المحمل بهمومه
التي لا تنتهي شبك كفيه في الأمام ناظرا في الفراغ أمامه بتفكير متواصل ألا يكفيه المسؤليات العديدة المعلقة بكاهله بصفته كبير للعائلة بعد أن نصبه جده الراحل قبل مۏته لهذه المهمة واضعا ثقته الكبيرة به والتي جعلت الجميع يرضخون لطلبه حتى وعلى غير اردتهم وقد خلق ذلك له العديد من العداوت من داخل العائلة ومن خلفها حتى لو ادعى اصحابها غير ذلك لكنه يعلمهم ويعرف الطريقة الجيدة للتعامل معهم 
أما بداخل منزله كيف يتصرف مع الطرف الأعوج زوجته المغرورة بجمالها وحسبها ونسبها ثم زواجها به اكبر رأس في العائلة مما خلق بداخلها التعالي حتى على أقرب القلوب إليه شقيقة روحه روح هذه النسمة الرقيقة سبب تعبه ومشقته أيضا 
لا يعلم السر بها وبرفضها التام لكل طالب يتقدم لخطبتها ابناء عمد ورجال اصحاب مناصب وعائلات لها وزنها في المحافظة بأكملها ولكن لا فائدة كم من المحاولات الشاقة التي أجراها معها في كل مرة منهم كي تقتنع حتى الضغط بالخصام وهذه المشاعر الأخوية القوية بينهما لا تأتي بهمها وهي دائما ما تغلبه ببكاءها 
تبكي حتى تمزق نياط
قلبه ۏجعا على حالتها وقد تزوجت كل فتيات العائلة وانجبن اعداد من الأطفال وهي الوحيدة التي ما زالت على حالها ېقتله الشوق لزواجها ورؤية من تنجبهم بالتأكيد سيأخذون قطعة من قلبه كوالدتهم لكن ما السبيل والحمقاء زوجته تضعها فوق رأسها وكأنها المتسبب الرئيسي لهذا الشقاق الدائم بينها وبينه
ما السبيل وقد نال خصومة أقرب الرجال من ابناء عمومته عارف والذي قبلت به على مضض منذ عدة سنوات وبعد إلحاح شديد منه حتى صډمته بعد ذلك بطلبها لفسخ الخطبة لقد كاد أن يجن وجاء رده حينئذ برفض تام بعدما تأكد انه لا يوجد أسباب ظاهرة سوى الحجة الملازمة بها دائما بأنها مخټنقة وروحها غير مرتاحة 
اسباب واهية كان في استطاعته التغاضي عنها ولكن مع إصرارها والبكاء المتواصل حتى وصل بها أن تمرض مما أجبره على الرضوخ لرغبتها متخليا عن صداقة العمر لابن عمه والحرج الشديد من والده ثم نظرات اللوم التي تتبعه أينما ذهب حتى الآن 
لكن مهما حدث ومهما لاقى من اوجاع تترك صداها مرار في حلقه لن يأبى سوى بمصلحتها سيكرر المحاولات لكن ابدا لن يجبرها على الزواج بأحدهم على غير رضاها ابدا
مضجع على فراش تخته بجسد منهك وانفاس متقطعة يدلك بكف يده على صدره وزوجته جالسة بجواره تتطلع إليه پألم وتربت على كفه بحنو حتى خرج سؤالها بشفقة
وبعدين يا عبده إيه اللي هيعود عليه من كتر التفكير وشيل الهموم سوى المړض ولا أي حاجة عفشة لا جدر الله سيب امورك لله يا راجل 
تنهد بخشونه يدمدم ردا على كلماتها پألم
وانا من امتى مسيبتش أمري لله لكن اعمل ايه في الخۏف اللي بينشف الډم في عروجي كل ما افتكر المخلوج اللي ما يعرف حج ربنا كيف يجيني النوم وولدك سارج مني الأمان بجهله وجلة عجله حمل تجيل جوي فوج ضهري 
قالت سکينة في محاولة لتهدئته
كفاياك يا عبده وبلاش تزيد على نفسك كل واحد بياخد نصيبه واللي متجدرله
ارتفعت زاوية فمه بابتسامة شاحبة يقول ساخرا بمرارة
دايما هتندهيني بإسمي حاف يا سکينة لسانك نفسه وجف عن نطجها زي بقية الخلق اللي بطلوا هما كمان يندهولي با ابو فايز تكتمي في جلبك وفاكراني مش واخد بالي 
صمتت باستسلام فهذا اللقب الذي حرمت لفظه بلسانها منذ سنوات طوال لا تذكر عددها حرمته أيضا على نفسها فلا أحد يجرؤ أن يناديها بأم فايز بعد أن فقدت الأمل منه وضاقت خزيا من أفعاله 
قال زوجها بشرود وكأنه يحدث نفسه
ياما كان نفسي يكون راجل صالح زي ولده كنت عايزه يبجى سندي في شيبتي مش يبجى شوكة في ضهري يستغلها عدويني في ضړبي 
بتسالي النوم مجافي عيني ليه طب كيف هياجي وانا في كل مرة احط راسي ع المخدة اخاڤ ليجي ملك المۏت يجبض روحي وما ارفعهاش تاني ساعتها ولدك أول حاجة هيعملها هيببع البيت جلبي بيجطعني ع الظلم اللي هيوجع ع المسكين حجازي لما يطرده شړ طرده هو ومرته وامه من البيت دي حاجة انا متأكد منها يعني مش كفاية الظلم اللي ناب بت اخوي لما فنت شبابها وهي زي البيت الوجف لا هي مطلجة ولا هي متجوزة
تغضن وجهها بأسى لتومئ برأسها عن اقتناع تام بما سيحدث فهي ايضا لا تغفل عن ذلك وقالت تضيف على قوله
ما تفكرنيش يا ولد عمي دا انا ياما جلبي اتحسر عليها في كل مرة تاجي فيها الحرباية اللي اسمها شربات عشان تفكرها انها مهجورة زي الأرض البور والتاني دايما معاها كل ده في حياتنا فما بالك بعد موتنا الله يهديك يا ولدي الله يسامحك
رددتها عدت مرات قبل أن يقاطعها عبد المعطي بقوله
خلاص يا سکينة معادتش في العمر فرصة ننتظر استجابة
الدعوة مش هينفع أصبر أكتر من كدة 
سألته باستفسار 
تجصد إيه
اجابها بلهجة مشتدة وكأنه حسم القرار 
هعمل اللي يمليه عليا ضميري مش هسيبها كدة معلجة لحد ما يتكرر الظلم تاني بعد وفاتي
صمت برهة يطالع وجه زوجته التي زوت ما بين حاجبيها في انتظار الاتي منه ليردف
أنا كلمت بنتك هويدا من شوية هتاجي بعد كام يوم مع ولدها الكبير ونعيمة مش هتجدر تنزل بنفسها هتبعت ولدها هو كمان وكيل عنيها انا خلاص خدت شورتهم وحسمت أمري 
دارت رأس سکينة بالهواجس والتخمينات فحسمت سأئلة بفضول ېقتلها
وايه دخل بنتتك في الحديت عشان تجيبهم من البلاد اللي متجوزين فيها انت ناوي على ايه
أجاب عبد المعطي وبريق التحدي يلمتع بعيناه
هحفظ حج المسكين جبل ما يجور عليه الظالم 
بعد عدة أيام
خرجت شربات من غرفتها تتغنج بخطواتها بالعباءة المنزلية الضيقة امام أنظار زوجها المتابعة لها وهو يشاهد التلفاز في وسط الصالة وحوله أولاده مالك أكبرهم والذي سيدخل عامه السابع عشر بعد عدة ايام اسراء في العاشرة ورغد في السادسة 
فايز كنت عايزاك بس تيجي تبص على الشاشة اللي جوا حاساها باظت باين ولا ايه!
هتفت بها نحوه بنظرة وابتسامة لعوب من
ثغرها الذي تلون بالأحمر القاني رمقها بأعين ضيقة متفحصة وهو يكركر في شيشته وكأنه يقرأها فتابعت تردد وهي تميل بجسدها أمامه بصوت زادت من نعومته 
يا راجل بجولك تعالى شوف العطل اللي في الشاشة ما سامعنيش
صمت قليلا ثم زفر بضيق وهو يدفع بذراع الشيشة لينهض عن مقعده على مضض ليأمر أولاده وهو يخطو متحركا من جوارهم
محدش فيكم يجلب من ع المسلسل انا راجع حالا 
صدر صوت مالك خلفه باعتراض
هو درس وهنحفظه يا أبوي المسلسل ده شوفناه يجي مية مرة 
التف برأسه إليه يحدجه بنظرة محذرة هاتفا
اياك تلمس الريموت يا مالك ولا تجلب على قناة الأفلام الاجنبي اخواتك البنتة بيتفرجوا معاك يا بارد 
دفع مالك بالمتحكم أمامه يزفر بسخط غير متقبل لتحكمات والده والذي يفعل ضد ما يتكلم عنه على الدوام والدليل هو القنوات الأجنبية المنفتحة ذات الاشتراك الشهري الذي لا يحرم نفسه منها أبدا خصوصا في المساء يعتقده أبله ولا يعرف هذه الأشياء الممتعة له 
جذبت شربات زوجها من ذراعه لتسحبه معها لداخل الغرفة متمتمه له
يا راجل ما تسيب الواد لحاله بجى وتعالى معايا عايزة أوريك حاجة حلوة جوي 
تحرك معها يرد بضيق
بتجريني كيف البهيمة بيدك خبر ايه يا مرة انتي
كل خير يا راجل!
قالتها بابتسامة متسعة واستسلم فايز لإلحاحها مضطرا وهو يدعو ألا يكلفه طلبها هذه المرة الكثير فهو الأعلم جيدا بأسلوبها حينما تبتغي منه شيء 
أدخلته الغرفة تدفعه دفعا لتغلق بابها على الفور ثم همست بمرح
مش تفهمها لوحدك بجولك عايزاك في كلمة لازم نفضح الدنيا جدام العيال
افتر ثغره بابتسامة صفراء قبل أن يقترب من تخته ويجلس على طرفه يقول بسأم
نعم يا شربات جولي يا للا عايزني في إيه
مصمصت بشفتيها تدعي العتب لهذا الفتور منه ثم ذهبت من أمامه تزيد من الميل بخطواتها حتى خزانة الملابس لتخرج منها منامة بلون فيروزي قصيرة جدا لفتت انتباه زوجها الذي استغرب بداخله بكيفية ارتدائها على جسدها البدين فانتقلت عيناه إليها ليرى الحماس الذى اعتلى وجهها فقال مدعي اللهفة رغم استغرابه
ايه ده ده حلو جوي يا شربات 
زاد المرح على وجهها وهي تعيد تفحص منامتها بفرحة غامرة وتشرح له عن ثمنها ونوعية قماشها الحريري الذي تزداد لمعته مع الإضاءة المبهجة للغرفة وهو يستمع ويصبر نفسه على مضض ثم سألها على عجالة ليأتي بنهاية الحديث وقد حفظ وأصابه الملل من المقدمات
عايزة ايه من الاخر يا شربات
تركت المنامة من يدها لتطبق ثغرها وهي تقترب لتجلس بجواره قائلة بعتاب
هو ده ظنك فيا يا فايز بجى انا اتعب نفسي واجيبلك الحاجة اللي تفرح جلبك وتيجي انت تجولي عايزة ايه
مط شفتيه ببلاهة وعدم فهم قبل أن ينهض مقبلا رأسها ليعتذر 
أسف يا حبيبتي مبروك عليكي الجديد 
هم ليتحرك ولكنها جذبته من مرفقه توقفه
طب ومستعجل على ايه وراك الديوان
هتف بها بنفاذ صبر
وايه لزوم جعدتي جمبك المسلسل شغال وجرب يخلص 
شددت عليه أكثر مرددة بتصميم وإلحاح
دجيجة بس ومش هأخرك هو طلب صغير 
زفر بضيق وسأم لهذه المماطلة المتعمدة وقد تأكد صدق ظنه منها ثم وضع يده في جيب جلبابه يخرج الحافظة ليسألها مباشرة
عايزة كام
ترددت قليلا قبل أن تفاجئه بطلبها
عايزة غسالة أطباج
توقفت يداه ونظر إليها مضيقا عيناه يسألها باستفسار
أطباج ايه مش انتي عندك غسالتين للهدوم واحد عادي والتانية توامتيك
دفعته فجأة ليجلس بجوارها تخاطبه بلهجة مقنعة
يا حبيبي افهمني فيه فرج بين غسالة الهدوم والتانية بتاعة الحلل والمواعين مرتك ضهرها انكسر في غسيلهم طول اليوم وانت مش عايز تجيبلي خدامة 
قالت الأخيرة بلهجة منكسرة لم توثر به بل زادت
من حنقه ليظل متطلعا لها بغيظ مكبوت قبل أن يرد من كازا على أسنانه
خبر ايه هو انت فاكرة جوزك شغال دكتور ولا مستشار عايزة خدامة وجوزك ملاحظ في مصنع يا بنت منشاوي التنح دا انا مش جادر على مصاريفك ولا مصاريف عيالك هكفيكي كمان خدامة ادفعلها مرتب شهري
عبس وجهها لتردف بلهجة منكسرة يملؤها اللوم
دي مجرد أمنية يا فايز لكن انا مش طالبة منك غير غسالة الأطباق عشان تغنيني عنها عايزة مساعدة يدي معدتش متحملة شغل البيت زي الأول انا تعبت حرام الاجي مساعدة
رد فايز وهو يتفتت غيظا وقد فهم لعبتها
وعشان كدة بتخيرني بين اني اجيب خدامة او اشتري الغسالة اللي بتجولي عليها صح ولا لا يا شربات
أطرقت برأسها صامتة تنتظر رده وهي توقن داخلها بموافقته حتى لو اضطر للإستدانة كالمرات السابقة من 
صدقي أبو سليم الذي دائما ما يعطيه بغير حساب أملا في شراء المنزل ولكن وقبل أن يخرج رده تفاجأ الإثنان بصوت ابنهم وهو يطرق بيده على باب الغرفة قبل ان يقتحمها مرددا
أبوي جدي عبد المعطي باعتلك وعايزك تروحلوا حالا دلوكت 
استقام بجسده واقفا يتمتم لزوجته بتساؤل
ودا ايه اللي فكره بيا عايزني في ايه
وبداخل المنزل الكبير
في شقته في الطابق الثاني خرج حجازي من غرفته بالجلباب الصوفي بعد أن استدعاه جده للمندرة لحضور اجتماع هام بها يحضره جمع كبير
من كبار العائلة خاطبته والدته تسأله
متعرفش جدك عايزك في ايه ولا الإجتماع اللي عامله بالمندرة دا إيه سببه
نفى لها برأسه قائلا
علمي علمك والله ياما دي حتى جدتي لما سألتها جالتلي معرفاش 
ضحكت سليمة حتى ظهرت غمازتي وجنتيها وعقبت على قوله بمرح
بجى سکينة متعرفش! دا جدك ما يعرف يخبي عنها سر واصل بس معلش برضوا احنا منلومش عليها يا خبر النهاردة بفلوس بكرة يبجى ببلاش 
اومأ لها بابتسامة وهو يعدل من الشال الذي يلف به على كتفيه فتابعت قاطبة بتفكير
بس انا برضك مستغربة مجية عمتك هويدا النهاردة مخصوص معجول يكون صدفة جلبي حاسس ان الاتنين مخططين لحاجة!
تحركت قدميه ليردف على عجالة
واحنا هنتعب نفسنا في التفكير والتخمين ليه ما كل حاجة هتظهر بعد شوية ان شاء الله بس ادعي الموضوع ده يخلص بدري عايز اللحج اروح اجيب نادية من بيت اخوها 
عقبت سليمة في اثره بعد مغادرته ضاحكة
اصل هي هتستناك دي زمانها على كدة جاية في السكة 
وفي الأسفل
ولج فايز إلى منزل العائلة على عجالة ليرى سبب استدعاء أبيه إليه سأل والدته عن السبب وأنكرت معرفتها كالعادة ثم دلف لداخل المندرة ليتفاجأ بهذا التجمع لكبار العائلة وشقيقته بجوار أبيها بمجلس الرجال!
السلام عليكم 
ألقى بالتحية فررددها خلفه الجميع وخطا ليتقدم نحو شقيقته المتزوجة ببلدة بعيدة عن هنا فلا تأتي سوى في المناسبات أو الضرورة القصوى بعدد مرات قليلة في السنة 
اقترب منها مرحبا بكلمات مقتضبة قبل أن يسألها مندهشا
هويدا! ازيك يا بت ابوي وايه مجعدك هنا وسط الرجالة
أجابته بابتسامة واثقة
وايه الضرر يا فايز كل اللي في المندرة أعمامي واولاد عمامي دا غير ان ولدي مجاهد جاعد وسطيهم مشتفتوش وانت داخل
نظر نحو الجهة التي تشير إليها شقيقته ليرى ابنها 
وسط جمع الرجال مندمج في الحديث معهم بالإضافة لابن شقيقته الأخرى نعيمة والتي تسكن في مدينة ساحلية بعيدة عن هنا بمسافات طويلة قطب يطالعهما ويطالع عدد الرجال الكبار من عائلته وشيء ما بداخله يخبره ان خلف هذا الإجتماع شيء خطېر ليس هام وفقط
تدخل عبد المعطي يجفله بالحديث ليزيد من ارتيابه
أنا اللي بعتلها وشرطت عليها تجعد جمبي لاجل الموضوع اللي جامع الكل عليه 
حرك رأسه فايز بعدم استيعاب سائلا باستفسار وهو يجلس على أقرب المقاعد
وإيه اهمية الموضوع ده اللي تخليك تجعد الحريم في مجالس الرجال
قبل أن يجيبه إرتفعت فجأة أصوات الرجالة المرحبة بصخب بابنه حجازي والذي ولج لداخل المندرة ليقابل بترحيب لم يحظى هو بنصفه بل كانت الرد أقرب للفتور عكس هذا الذي بدخوله احدث ضجة 
أظلم وجهه وهو يرى معانقة الشباب لولده بالصياح والمرح ومصافحة الرجال الكبار الممتلأة بالود والإكبار 
وكأنه نجم والكل يبتغي القرب منه أما هو فلم يلقى منهم سوى التجاهل أو معاملة عادية لا تخلو من الجفاء صك على فكيه عائدا للحديث مع أبيه ليسأله عن سر وجود هويدا بينهم
مجولتش يا بوي الجعدة المجندلة دي سببها ايه
أجاب عبد المعطي وعيناه تركزت على حفيده
اصبر يا فايز ودلوك هتعرف بكل شيء 
بداخل السيارة التي كانت تقطع الطريق الذي يتوسط الأراضي الممتدة في نجع الدهشان وفي المقعد الأمامي بجوار شقيقها ناجي الذي كان يقود بوجه عابس يستمع مضطرا لثرثرتها التي لم تنتهي من وقت ان استقلت جواره بعد قضاء يومها في منزل العائلة هي وبناتها الثلاث والذين احتلوا الكنبة الخلفية 
عشان بس لما اجولكم بيفتري عليا عشان المحروسة تصدجوني تمن
تيام من ساعة ما وصل من سفرية مصر وهو مهاجرني وبيبات في الأوضة التانية يعني مش كفاية جبر عليا أحمي وارص العيش في الفرن لوحدي 
كل ده وما استكفاش أروح احب على رجل المحروسة عشان يرضى عني
دمدم ناجي يعقب بصعوبة وهو يدعي الاندماج معها ناصحا
يا فتنة افهميها وحدك بجى جوزك مبيتحملش على اخته يبجى خلي بالك منها دي عشان تتجنبي المشاكل معاه طال الزمن ولا جصر مسيرها تتجوز 
مش باين فيها جواز يا اخوي  
هتفت بها تقاطعه لتتابع بصياحها اللذي كاد أن يثقب أذنه
المحروسة بتتجلع على كيفها بترفض في العرسان ومش هامها انها خطت التلاتين وكأنها جاصدة تجعد كاتمة على نفسي واخوها مشجعها 
انتبه ناجي من المراة الامامية إلى الصغيرات الاتي توقفن عن اللعب يركزن مع الحديث المحتد من والدتهن فعاد إليها يضغط بأسنانه على شفته السفلى يرمقها بنظرة محذرة كي تنتبه ولكنها أبت السكوت فتابعت متوجهة نحوهن بټهديد
انتي يا بت انتي وهي ما اسمع بس ان واحدة فيكم طلعت كلمة من اللي اتجال دلوك لكون حالجة شعرها زلابطة 
انتفضن الثلاثة يضعن أيديهن على ضفائرهن بجزع فواصلت تختم بنصح وشراسة 
البت المرباية ما ترخيش ودنها مع الكبار اساسا حد فيكم عارف انا وخالكم كنا بنتكلم على ايه
خرجت إجابة النفي من الثلاثة بنفس الوقت
لا والله ياما ما اعرف كنتي بتتكلمي عن ايه
ولا انا كمان 
وانا برضو مسمعتش ولا حاجة 
تبسمت فتنة بثقة تنقل بأنظارها نحو شقيقها الذي لم يعجبه فعلها بل زاد من حنقه
وضيقه ف ابتلع ليلتف نحو الطريق كي يتجنب الشجار معها لكن سرعان ما تبدل كل ذلك فور أن أبصرها بعينيه هذه الجميلة التي كانت تسير على حدود الأرض الزراعية تجنبا للسيارات بصحبة ابن شقيقها
على الفور اتخذ قراره بإيقاف السيارة پعنف أجفل شقيقته وبناتها ولكنه لم يكترث باعتراضهن وترجل سريعا يوقف الفتى وعمته
واد يا محمود 
أيوة يا عم ناجي 
هتف يجيبه المذكور وهو يعدو سريعا حتى يصافحه برجولية وحماس
عامل ايه ياد وازي ابوك جاعد في البيت ولا لأه
تفوه محمود بالرد على الأسئلة بحسن نية غافلا عن نية الاخر والذي تركزت أنظاره عليها وقد تباطئت خطواتها بقصد فهمه هو ورغم ذلك استغل الفرصة كعادته ليباغتها بجرأته
ازيك يا نادية
مخاطبتها له هكذا ومباشرة أمام ابن شقيقها أجبرتها على تحريك اقدامها على غير ارادتها لتجيب تحيته
ألحمد لله زينة تشكر يا واد عمي على السؤال 
تحرك سريعا يقرب المسافة ليقف مقابلها قائلا
وانا لسة سألتك حتي عاملة ايه يا بت عمي
أومأت بهز رأسها وعينيها تتجنب النظر إليه ولكنه باغتها للمرة الثانية بحمله لصغيرها الذي كان ممسكا بيدها ليردد له بترحاب
يا ما شاء الله ايه العيال الحلوة دي دا ولا عيال البندر اسمه ايه ده
صمتت بدهشة اصابته لفعله وجاءت الإجابة من ابن شقيقها الذي أغاظها ببلاهته حتى حدجته بنظرة غاضبة
اسمه معتز يا عم ناجي وامه بتدلعه تجولوا يا زيزو  
اعتلى وجهه ابتسامة ليردد نحو الصغير الذي كان يطالعه باستغراب
وكمان زيزو لا دا انت تستاهل كبيرة على كدة 
بصوت عالي على الوجنة المكتنزة ليمرر كفه على شعر رأسه الناعم الكثيف قبل أن يخرج بورقة نقدية من فئة المئتين يضمها بالكف الصغير قائلا
والله انت تستاهل الدنيا وما فيها 
انتفضت تختطف صغيرها منه لترفض عطيته
متشكرين بس الولد مش ناجصه حاجة 
هتفت يقاطعها بتشديد وعدم تهاون وقد قرب رأسه منها بشكل اثار استيائها
خبر ايه يا نادية وانا حد غريب عشان يتجال له الكلام ده انا واد عمك يا بت يعني حتى لو ولدك من عيلة تانية برضوا اسمه واد بتنا 
همت تجادله ولكن أوقفها الصوت النسائي الذي صدر من جهة السيارة حيث ترجلت منها فتنة تخاطبها بمودة مزيفة تتدخل في الحديث
أيوة امال ايه واد بتنا طبعا عاملة ايه يا نادية 
بادلتها الرد من محلها بنفس فعلها لترد بهامة مرتفعة
أهلا يا فتنة بت عمك زينة والحمد لله 
بلهجة متأنية خبيثة تمتمت لها
صح أمال غايبة يعني ومحدش بيشوفك! دا حتى المناسبات اللي بتلم كل حريم وبنات العيلة مبتحضريهاش باين واد الدهشوري مانعك عنينا طب يجدر خدمتك ليه ولا خدمة امه دا حتى جدوده شايلاهم في بيت العيلة الكبير ده 
كانت تبتغي من خلف كلماتها أن تذكرها بالحال الذي وصلت إليه بعد أن رفضت نعيم أهلها برفض شقيقها والذي راقه القول قبل أن يصدم برد الأخرى وابتسامة اشرقت بوجهها
طب وماله لما يمنعني على كيفه مش جوزي ودا حجه عليا وان كان على الخدمة الكتيرة في البيت الكبير دي على جلبي زي العسل ربنا يديهم الصحة وافضل طول العمر تحت رجليهم 
صعق الاثنان حتى تلجمت أسلنتهم عن المجادلة ف استغلت هي لتحمل صغيرها مردفة باستئذان حتى تبتعد عن محيطهما
عن اذنكم بجى
عايزة اللحج اروح جبل المغربية ليزعل مني حجازي ده منبه عليا اروح جبل خمسة 
تخطت تسحب ابن شقيقها المكلف بتوصيلها كي تذهب ولكن ناجي فجأها بعرضه غير مكترثا باشتعال شقيقته
استني عندك يا نادية خلينا ناخدك في سكتنا 
الټفت إليه بإباء رافضة
لا متشكرين يا واد عمي انا أصلا عايزة افرط رجليا محپوسة بجى وما بصدج الاجي الفرصة عشان اتمشى 
قالتها وتحركت على الفور مسرعة بخطواتها غير ابهة بالأنظار التي تعلقت تتابعها بذهول وغيظ 
شوفت اديك جبت الكسفة لنفسك دي ملهاش التعبير اساسا  
قالتها فتنة بحنق متعاظم تبتغي صب غليلها به فور أن عادت لتنضم معه داخل السيارة التي عاد يقودها مرة أخرى فجأها ناجي برده الذي خرج بابتسامة متسعة
لساكي برضوا بتكرهيها وتغيري منها يا فتنة حتى بعد السنين دي كلها
رمقته بأعين مشټعلة تصيح به بعدم تقبل
ايه اللي انت بتجولوا ده بجى انا بجلالة جدري اغير من بت هريدي تاجي ايه فيا دي عشان اغير منها
رد ناجي يزيدها انفعالا
ما هي دي المشكلة يا بت ابوي انتي شايفاها بت هريدي ابو كام فدان يتعدوا ع الصوابع ومع ذلك دايما محطوطة في منافسة معاكي من أيام المدرسة وبنات العيلة وحريمها بيقارنوا بينك وبينها مين أحلى فيكم
أنا طبعا  
هتفت بها لتتابع بتحدي وإصرار
انا اللي أحلى وانت عارف كدة زين شعر اصفر وعيون عسلي وبياض كيف الأجانب مين في البلد كلها زيي 
اتجوزت كبير العيلة والبلد كلها لكن هي بجى واخدة ايه حتة سواج ولا يسوى في شركة المطاحن ولا انت عشان عجباك ورفضتك زمان يبجى خلاص هتعملها جيمة
تجاوزت هذه المرة هذا ما عرفته من نظرته إليها وقد ازدادت قتامة وملامحه التي تبدلت لأخرى مظلمة رغم صمته
وكأنه يمنع نفسه بصعوبة عن الشجار معها او سبها كان يجب أن تحجم لسانها ولو قليلا فهو الأقرب لها من بين أشقاءها نظرا لطبيعته الهادئة والمتلونة ايضا
ولكنه هو من أجبرها على التطاول بعد أن ذكرها بعقدتها الأكبر هذه النادية والتي كانت زميلتها في مدرسة الثانوي الصناعي بوسط البلدة حيث المرور يوميا على أكبر المنازل هناك وأشهرها منزل الدهشوري وابن حفيده حجازي والذي كان محط أنظار الفتيات لوسامته الغير عادية 
حين كان يطل من الشرفة المقابلة لمنافذ الفصول كانت تحدث مظاهرات من الطالبات للفت انتباهه لم يكن غنيا ولكنه كان حلما يرواد المعظم وهي كانت من ضمن المعظم
لقد ظنت في وقت ما أنه معجب بها ولابد أنه سوف يتقدم لخطبتها نظرا لتميزها عن الجميع بجمالها 
ولكنه فاجأها حينما اختار هذه اللئيمة لتحترق هي پصدمة الرفض أو بمعنى الصح التفضيل أن يفضل هذه الملعۏنة عنها أن تعيش معه كل هذه السنوات في عشق واغداق بكلمات الغزل ليل نهار كما تسمع دائما من أحاديث زوجة شقيقها التي تطلعها دائما بأخبارها في كل مرة تسألها عنها 
زوج وسيم رقيق محب يدللها في كل الأوقات عكسها هي متزوجة من احمق لا يقدر النعمة التي بين يديه خشن ويتعمد دائما اذلالها في كل مرة تتجرأ في القول معه ليته ما تزوجها ليتها نالت هي الحظ بزواجها من حبيب مراهقتها حجازي 
بالقرب من المندرة كانت تقف مستندة على الجدار 
تراقب بقلق وهي تفرك بيداها تتمتم بالدعاء المكثف لمرور القادم على خير فهي الأعلم بما يحمله ابنها من شړ مع أنانيه مفرطة وكرهه الغير مبرر لحجازي ابن قلبها قبل أن يكون حفيدها وعلى الرغم من موافقتها 
لحق زوجها في التصرف كما يريد طالما يتصرف فيما يملكه دون أن يظلم أحد ولكن قلبها من الداخل يرجف كعصفور بللته مياه الأمطار في أقصى ليالي أمشير برودة
خوفا من ابنها فهو كالأعصار المدمر عند غضبه وحفيدها كالنسمة اللطيفة في ساعة صيف حارة ولكنه أيضا قوي ويستطيع الدفاع عن حقه 
قاطع شرودها استماعها للنداء بإسمها لتجد نادية امرأة حجازي بالقرب وقد عادت من الخارج بعد زيارة عائلتها لتسألها بدهشة
واجفة هنا ليه يا جدة مش خاېفة لحد من الرجالة اللي مالية المندرة جوا يشوفك ولا عاملة حساب لجوزك اللي بيغير عليكي يا مرة انتي
قالتها بمزاح جعل ابتسامة جميلة اعتلت ثغر سکينة التي كانت تتأملها بإعجاب لرقتها وجمال حسنها وأدبها في توجيه السؤال 
نادية بنت العائلة الكريمة التي فضلت حفيدها حجازي على كل أولاد أعمامها الذين رغبوا بالزواج منها حتى أنها تحدت باختيارها جميع من راهنوا على فشلها كفتاة كانت مدللة في بيت أهلها فمنذ زواجها به لم يحدث في مرة ان تشاجرا أو اختلفا كبقية الأزواج تخدمه بإخلاص هو ووالدته دون التفكير في أصلها ولا ثراء عائلتها 
غالية واتجوزت الغالي وكأنهم مخلوجين لبعض 
تمتمت بها بداخلها قبل أن يخرج صوتها للرد
لما ما غارش على بته وجعدها دلوك وسط الرجال هيغير على مرته العجوزة
سألتها نادية بدهشة عاقدة حاجبيها بشدة
مين فيهم عمتي هويدا! ودي إيه اللي مجعدها
في المندرة وفي جلسة الرجالة في حاجة يا جدة
خرج سؤالها الاخير بريبة ولكن وقبل أن تجيبها صدحت الأصوات العالية من الداخل وكانه شجار قوي وضعت سکينة كف يدها على صدرها تتمتم
استر يارب استر يارب 
الټفت نادية على الأصوات العالية تسألها بجزع
ايه اللي بيحصل جوا يا جدة ليه صوت العراك ده
لم تجيبها سکينة واكتفت تطالعها بنظرة قلقلة لترهف السمع قليلا مع نادية التي هتفت فجأة بهلع
يا مراري دا صوت عمي فايز كانه بيتعرك مع جوزي
قالتها وهمت لتتحرك ولكن سکينة أوقفتها تعترض طريقها بذراعها
اجفي مكانك ما تتحركيش عايزة تدخلي وسط الرجالة دي كلها دا كان جوزك يغضب عليكي
بقلق متعاظم ينهش بقلبها دون رحمة صاحت برجاء
عايزاني اجعد كيف وجوزي معرفاش بيحصل معاه ايه جوا والراجل ابوه العفش ده صوته عالي وكانه بېتهجم عليه 
واجهتها سکينة بقوة لتمنعها من الدخول
حتى لو كان برضك جوزك راجل ويجدر يدافع عن نفسه وعنك وعننا كلنا اسمعي الحديث ومتدخليش اذا كنت انا المرة الكبيرة جاعدة مكاني
تطلعت إليها پقهر وهي تراقب من محلها ما يحدث فقالت بأنفاس لاهثة من فرط جزعها
انا ليه حاسة ان في نصيبه جوا بدليل جعدة عمتي هويدا وسطيهم ما هي أكيد مش جاية من بلدهم عشان تتسلى مع الرجالة 
أومأت لها سکينة برأسها ترد وهي تدعي قوة زائفة
وجود عمتك جوا في صالح جوزك ما هي ضلع أساسي في الموضوع اللي داير جوا
وفي الداخل
كان صياح فايز الهادر نحو أبيه وولده يصل للمارة في الشارع بعد أن فاجئه أبيه بهذا الخبر الذي نزل فوق رأسه كالصاعقة
اضربني فوج رأسي خليني افوج ولا استوعب اللي سمعته ولا اجول احسن انك كبرت وخرفت 
هدر عبد المعطي غير ابه بوقاحته التي صدمت الجميع وأولهم كان حجازي الذي سهم بحالة من الذهول عقب سماعه ما
تفوه به جده والمحامي الذي انتفض مغادرا للتو پخوف مما يحدث لقد صډمه الجد بما فعله وبدون أن يخطره أو يعطيه فكرة حتى يثنيه عن فعلته
مش انا اللي خرفان يا واد ان كنت مش مصدج ودانك روح نضفها زين ولا فوج نفسك من اتر الخمړة اللي لحست عجلك
سمع منه فايز ليفتر فاهه بضحكات عالية غريبة يشير بيده وهو يخاطب الرجال
سامعين يا رجالة الكبير اللي بتسمعوا منه وبتحترموه لأ وبتخلوه يحكم في أي موضوع يخصكم خلاص معدتش ينفع مدام هو نفسه اللي بيظلم ولده
انتفض الرجال في المجلس يتفوه كل منهم بكلمته لتهدئة الأجواء بين الإثنان ولكن فايز لم يتأثر أو يعنيه قول أي فرد منهم وهو يهدر نحو ابنه الذي ظل على صمته تقديرا لجده كي يمتص ڠضب أبيه
مين حجازي ده اللي تكتبله البيت وانا حي مين ده عشان تفضله على ابوه وتديه حجي
هنا تدخلت هويدا شقيقته بصوت رزين رغم هدوئه يحمل بداخله القوة والثبات
حجازي ولده جبل ما يكون ولدك يا فايز هو اللي رباه وهو اللي ليه حج يتصرف في ماله كيف ما يريد عايز يديله البيت عطية أو هدية فيها ايه دي
صاح عليها بصوته العالي
نعم يا حبيبة ابوكي وليه متجوليش ان العطية شملتك انتي بالمرة يدفي حسابك في البنك بفلوس جديدة جولي يا بت ابوي يا اللي مجعدك في مجلس الرجالة عشان تشهدي معاه وتأزريه 
تمتمت هويدا بالاستغفار حتى لا ترد على حماقته وتدخل ابن شقيقته الأخرى في دعم لها
مش خالتي بس اللي مواجفة امي كمان بعتاني مخصوص عشان ابلغكم بموافجتها اعمل اللي يلد عليك يا جد حجازي يستاهل 
الله دا انتوا عاملين رباطية على كدة 
اه يا حرامية يا غجر كلكم موانسي مع الراجل الخرفان ده
بصق كلماته وازداد الهرج بصياحه حتى تعدى هجومه الكلام وترك محله ليتقدم نحو ابنه يبتغي التهجم عليه لولا ان منعه الرجال بحصاره والتضيق عليه وخرج صوت حجازي اخيرا بعرضه
مفيش داعي للخناج والعرايك انا اساسا مش موافج على الموضوع ده رغم تجديري واحترامي لجدي من الصبح ان شاءالله هروح ع المحامي 
اخرس يا واد 
صاح بها عبد المعطي بمقاطعة حادة ليكمل بحزم أمام الرجال
البيت كتبت عقده بإسمك امانة وجبت الرجالة يشهدوا ع الكلام ده انت ملكش حج تتصرف ضد رغبتي عشان مغضبش عليك جبل ما اموت 
انصعق وتلجم لسانه مندهشا من رد جده المتطرف عكس فايز الذي هتف يتهم الإثنان بالتمثيل والخداع وهو يزيد بتهكمه وهجومه امام الرجال كبار العائلة الذين شددوا من حصاره حتى لا يتمكن من الإفلات منهم والتعدي على ابنه وهو يطلق بالسباب عليه دون رادع أو خجل حتى لسنه مما اثار ڠضب وانفعال أغلبهم ليتطوع بعضهم في دفعه للخروج من المندرة وهو يهدر ويتوعد لحجازي پالقتل حتى ضج عبد المعطي منه ومن سفاهته وبجاحة لسانه فهتف في الرجال هادرا نحو الرجال
خليكم كلكم شاهدين ع اللي حاصل
واللي بيعمله السفيه ده واعرفوا ان باعتلكم مخصوص عشان كدة الواد ده يمشي حالا والبيت محرم عليه طول ما هو مابيحترمش صحابة طلعوه من جدامي خلوه يغور 
اصطف ناجي السيارة بجوار السور الخارجي ليترجل منها بعد ذلك مع شقيقته وفتياتها الصغيرات الاتي ركضن على الفور نحو الداخل يعرفن الطريق الى والدهن الذي كان جالسا أسفل المظلة الخشبية يتحدث مع أحد الأشخاص كالعادة استقبلهن متحاشيا النظر نحو والدتهن والتي اتخذت طريقها للداخل أما ناجي فلحق بالصغيرات ليشارك الجلسة مه ابن عمه وهذا الغريب 
وفي الداخل حيث كانت روح جالسة بملوكية على أحد المقاعد واضعة قدما فوق الأخرى ترتدي عباءة منزلية لامعة تبهر النظر والهاتف بيدها تتصفح عليه غير منتبهة لما يدور على شاشة التلفاز العملاقة والمعلقة في الحائط بمشهد استفز فتنة وانتي تباطئت خطواتها فور أن وقعت عينيها عليها وهذه الهيئة الراقية لا تحمل للدنيا هما بل وتبتسم باسترخاء لما تشاهده على هاتفها وكأنها لم تفتن بينها وبين زوجها!
لم تتمالك حتى دبت بكعب حذائها على الأرض لتلفت نظرها إليها فواصلت بخطواتها وكأنها تحفر بكعبها حتى التقت عينيها بها فرمقتها من طرف أجفانها بتعالي حتى تخطتها وصعدت الدرج نحو الطابق الثاني 
تابعتها روح حتى اختفت من أمامها لتغمغم خلفها باستغراب
ربنا يشفي!
عادت بعد ذلك لما كانت منشغلة به حتى أجفلتها الصغيرة أية أكبر ابناء شقيقها والتي ركضت نحوها بلهقة مرددة
عمتي روح عمتي روح عندي خبر حلو جوي  
ناظرتها بابتسامة عذبة تهز رأسها باستفهام
خبر ايه اللي حلو دا يا بت
اقتربت الصغيرة ذات الست سنوات وصعدت على المقعد المجاور لها لتهمس لها وكأنها تخبرها عن سر حربي حتى ارتفعت رأس روح لها بتعجب ضاحكة تتمتم بعدم تصديق
معجول! انتي بتتكلمي جد يا بت
تفتكروا قالت لها ايه
ولا تفتكروا موضوع حجازي والبيت هيرسى على ايه
تابعوا بقى عشان تعرفوا 
الفصل الثالث
بداخل المندرة التي ما زالت على اشتعالها وقد تمكن اخيرا بعض الرجالي مع
الدفع بقوة في إخراج فايز الذي كان كالثور الهائج الذي يصعب السيطرة عليه او ترويضه وتمتم الآخرون ببعض الكلمات المهدئة توقيرا للرجل الكبير واشفاقا عليه 
في النهاية وبعد مرور العاصفة القوية بخروج فايز ومعه الرجال سقط عبد المعطي بتعب على كرسيه يلتقط أنفاسه الاهثة وجلست بجواره ابنته لتطمئن عليه وتحاول تهدئته
الف سلامة عليك يا بوي حاسس بإيه تاعبك
اومأ لها برأسه واضعا كفه على صدره وموضع قلبه واقترب حجازي منهما يقول بعتب 
ليه يا جد عملت كدة ليه تبعتيه يا عمتي كان لازم تاخدوا رأيي في حاجة كبيرة تخصني زي دي هو انا مش راجل جدامكم عشان تتصرفوا من غير اذني
خرج رد هويدا وهي تدلك بيدها على صدر ابيها معه
بعد الشړ عليك يا ولدي دا انت سيد الرجال كمان احنا عملنا كدة من وراك عشان عارفين ردك ونبل أخلاجك كنت هتمنعنا أكيد واحنا يا ولدي مش عايزين غير الصالح 
فينه الصالح ده يا عمتي لما تحرموا ابوي من حجه في البيت فين الصالح ده
هتف بها حجازي ليفاجأ باندفاع جدته وزوجته ووالدته التي هبطت من الطابق الثاني نتيجة صوت الشجار العالي ليخترقن المندرة بهلع وكانت هي أول من اقترب منه لتتفحصه جيدا وتسأله 
عملك ايه الراجل العفش ده أوعي يكون أذاك
اومأ لها برأسه يطمئنها قبل أن ينتبه على زوجته بالقرب منه تتطلع إليه بقلق شديد وعينيها ترسل رسائلها إليه تود لو تتخلي عن خجلها واحتضانه أمام الجميع فقالت بصوت مهزوز بجزعها
جولي يا حجازي فيك حاجة ولا كلام الراجل السم ده هزك جدام الرجالة
أغمض عينيه متنهدا بأسى صامتا وقد نفذت طاقته في الحديث فقامت بالرد عنه سکينة جدته والتي جلست بجوار زوجها في الناحية الأخرى
اطلعي على فوج يا نادية واسحبي جوزك وعمتك معاكي خلي الكلام بعدين على ما يريح حجازي شوية 
إعترضت سليمة تعبر عن رفضها
لاه مش طالعة قبل ما افهم يا مرة عمي لازم اعرف السبب اللي خلي الراجل العفش دا ېتهجم على ولدي ليه الشتيمة وجلة الجيمة في مجلس الرجالة كبارات العيلة 
تكفلت هويدا بالرد قائلة بلهجة حازمة
اسمعي الكلام يا سليمة الحديت مش هيطير المهم ولدك دلوك اعمليلوا كوباية عصير يا مرة خليه يهدى 
إنتبهت لكلماتها تتطلع نحو ابنها الذي أشاح بوجهه على الفور يأمرها ويأمر زوجته
بينا نطلع على فوج ونسيب جدي يستريح شوية الاهم هو صحته دلوك وبعدين للحديث بجية 
قالها قبل أن يلقي نظرة اخيرة على جده وجدته ثم ذهب وخلفه أسرته تتبعت أثرهم سکينة حتى اختفوا قبل أن تتوجه لزوجها قائلة بقلق
فايز مش هيعديها على خير انا جلبي محدثني بالسوء خاېفة ليتهور ولا يأذي حجازي 
ردت هويدا تنفي رغم الخۏف الذي زحف بقلبها هي الأخرى
ولا هيجدر يعمل حاجة احنا كنا متوقعين غضبه من الاول هيشعلل ويعمل
عمايله وفي الاخر هيسكت ڠصب عنه انا ابوي محرمهوش من الورث الاراض لسة على حالها 
يعني رأيك هيسكت صح يا هويدا
سالتها والدتها بتشكك وعدم تصديق فقابلتها هويدا بنظرة مبهمة وتفكير عميق قبل أن تجيبها عن اقتناع
أخويا كيف الطور الهايج ياما بيتغر بجوته ويلغي عجله ساعة الڠضب وممكن يكسر وېخرب الدنيا لكنه ابدا ما يأذي عيله عمرك شوفتي طور مۏت ولده 
صمتت سکينة وكأنها تستوعب جملتها قبل أن يتدخل عبد المعطي قائلا بتنهيدة خرجت من العمق
انا عملت اللي يرضي ضميري عشان اضمن حج حجازي وامه وسيبتها على الله يسويها بمعرفته
عاد من الخارج يحمل اصغر بناته دنيا ويسحب الاخرتان وقد تعلقن بقماش جلبابه وذلك بعد انصراف الرجل الضيف وصهره ناجي الذي ادعي ارتباطه بموعد هام حتى يذهب 
يناكفهم كعادته وضحكاتهن تصدر بصخب ومرح جعل ابتسامة رائقة تغزو ملامح شقيقته والتي ظلت تتابعهم حتى اقترب يلقي التحية قبل أن يجلس على الكرسي المجاور
مسالنور يا ست البنات 
مسالخير يا غازي باشا
قالتها ثم امتدت يدها تدغدغ الصغيرة الملتصقة مرددة بحزم محبب
انت يا بت عايلة صغيرة انتي وشابطة في ابوكي بعدي عنه يا مضړوبة الډم بعدي 
ارتفعت ضحكات الصغيرة لتزيد التصاقا أبيها الذي كان يبتسم لفعلها حتى دبت الغيرة الطفولية بشقيقاتها ليقتربن من روح بلهفة يرددن
وانا كمان يا عمة وانا كمان 
تبسمت بعزوبة توزع الدغدغات على الثلاثة مستخدمة كفيها الاثنين
انتو اللي طلبتوا بنفسكم وروني شطارتكم بجى 
قالتها بتوعد وصوت الضحك العالي أصبح يصدح بقلب المنزل الكبير ليشيع جوا من البهجة التي غمرت الجميع 
قبل أن يقاطعهم الهتاف الحاد من والدتهن التي وقفت على نصف الدرج فلم يعجبها ما تراه
انتي يا بت يا أية انتي يا زفتة يا شروق هاتوا اختكم واطلعوا ياللا عشان تتشطفوا واغيرلكم اخلصوا 
توقفت روح تطالع الصغيرات بنصف ابتسامة مصنعة تأمرهم بإطاعتها فانتقلت انظارهن نحو والدهن بتساؤل حسمه بحزم لتنفيذ الأمر رغم غضبه المتصاعد من اسلوبها المستفز 
ياللا يا بنات ياللا اتسبحوا عشان تبجوا حلوين ونضاف ياللا 
عقب انصرافهن تطلع لشقيقته يعبر عن غيظه
بت عمك مش هتهدى غير لما تخليني امد يدي
عليها وانا ماسك نفسي بالعافية عليها 
ردت بابتسامة متسامحة
متاخدتش عليها هي بس تلاجيها زعلانة عشان محاربها مخاصمها ومانع نفسك تكلمها ولا تجعد معاها حتى مش كدة يا واد ابوي خف شوية دا انت جبرتها تحمي الفرن البلدي وترص كمان 
عقب ساخرا بغير مرح
أيوة يا ختي وحرجت نص الخبزة ولا اكنها عروسة جديدة ولسة بتتعلم لولا بس خاېف من الملامة لكنت رجعتها بيهم على بيت ابوها واخلي خيبتها لبانة في حنك الناس 
لم تقوى روح على كبت ضحكاتها لتعقب على كلماته
يا لهوي بالي عليك يا واد ابوي لو كنت عملتها دي كانت هتبجى ۏجعة حمد لله ربنا ستر ورجعت لعجلك دا انت عليك افكار 
رمقها بامتعاض يدعيه رغم ابتهاجه لضحكاتها المنطلقة والتي لا تحمل هما بقلب صافي خالي من الأحقاد لا يزعجها حتى افعال زوجته المقصودة ليته يملك نصف نقاءها 
ما جولتيش صح!
قطعت بها فجأة لتسطرد سائلة بفضول ملح
رديت على العريس وجولتوا ايه
سألها بتوجس مضيقا حاجبيه
عريس مين
قربت وجهها المشرق بلهفة تستدرجه
العريس اللي كلمك من شوية على بت اختك فريال رديت عليه وجولتوا ايه
على الفور عض على شفته السفلى يتمتم لسانه بسباب مكتوم وقد خمن بعقله المصدر الذي اخبرها
يا بت يا أية انا هجطعلها لسانها الفالت البت دي مفيش حاجة تسمعها وتخليها في بطنها واصل 
قبضت على ذراعه بمرح متزايد تشدد بحزم لا يخلو من الإلحاح
بطل عمايلك دي غازي انت عارف انها مجالتش لحد غريب ثم كمان دا خبر ما يستخباش ودي عيلة لازم هتفرح لما تسمع وتيجي تبلغني المهم بجى رديت بإيه
طالعها قليلا بنظرة مبهمة فهمتها لكنها تغاضت كالعادة حتى تسمع منه
جولتو البت صغيرة ولسة على ما تكمل تعليم 
عادت برأسها للخلف وقد اعتلى وجهها اندهاش والرفض قائلة
كدة من نفسك يا غازي طب مش لما تاخد رأي ابوها وامها الأول او حتى رأي البت 
قاطعها بحزم مرددا
بت لما تبتها هي هتفكر كمان في الجواز من دلوك ما تتنيل تكمل تعليمها 
طب جول لابوها حتى 
واجولوا ليه انا عارفه نطع وما هيصدج اساسا 
ضړبت بكفيها لتردد بمزيد من الذهول وفمها لم يتوقف على الابتسام
لا حول ولا قوة الا بالله يا عم الحج طب وانت مالك ما تعرض الأمر وسيب لهم التصرف 
عاد لنفس النظرة التي تفصح عما بداخله من حزن وعدم تقبله لزواج الصغيرة التي كانت تحملها روح قبل ذلك على يدها يستهجن فرحتها لها وعدم الحماس لفرحه بها ولأنها تفهمه جيدا هذه المرة لم تتغاضى عن مصارحته بمزاح
بلاش اللي في مخك ده عشان انا عارفاه زين وكذا مرة اجولك نصيبي جاعد والله
بس هو وجت ما ربنا يريد 
امسك بطرف ذقنه بسبابته وابهامه يسألها باهتمام شديد أربكها
امتى يعني جوليلي يا بت ابوي وريحيني 
ابتلعت غصتها وقد المها هذه النبرة الملحة برجاء منه فقالت بضعف عله يقتنع
لما ربنا يفتح الباب ساعتها هتلاجي الفرحة منورة وشي انا مش جافلة الباب يبجى أكيد ان شاءالله اليوم ده هاياجي 
وسكت عن حجك سكت عن حجك يا فايز طلعت على رجليك من البيت اللي اتفرخت منه وراح منك خلاص 
صړخت بها تردد بندب بعد أن قص عليها زوجها عما حدث منذ قليل وما فعله أبيه معه في مجلس الرجال في المندرة حتى قال ينهرها پغضب
فوضيها يا شربات وكفاياكي ولولة انا راسي تعبانة ومش حامل كلمة تاني 
شهقت بصوت عالي وافتر فاهاها مطولا باستنكار زاد من سخطه حتى صاحت بسخرية وتهكم 
يا حبيبي انت هو دا بس اللي فالح فيه اسكتي يا شربات مش حامل ۏجع مخ يا شربات انما تسمع نصيحتي وكلامي لا كام مرة عرضت نروح نسكن هناك وانت ترفض سيبت الجمل بما حمل لحد ما ولدك ضحك على الراجل الكبير ومضاه ع البيت مضاه على البيت يا فايز مضاه يا خويا مضاه
ظلت تردد بها بغناء وتصفيق مستفز جعلته يستشيط من الغيظ حتى هدر يزجرها پغضب وهو يلوح بقبضته في الهواء أمامها
أبعدي شياطينك عني دلوك يا شربات عشان محطش غلبي فيكي وتباتي في الأميري النهاردة بعد ما اكسر عضمك انا على اخري ومستوى 
لم تأبه بتهديده بل زادت بسخريتها لتقول بصوت يخرج بفحيح
عايز تكسر عضمي انا يا فايز طب كنت اعملها مع اللي سرجك وكل حجك وحج عيالك وانت حي وما موتش يا سيد الرجال يا سبع 
يبجي انتي اللي جيبته لنفسك
هتف بها وقد غلبه شيطانه بعد أن فاض به ولم يعد يتحمل استفزاز كلماتها السامة فنهض مندفعا ليفرغ شحنة غضبه بضربها فانتبهت هي تنهض صاړخة لتهرب منه وقبل أن تتمكن ذراعه من الإمساك بها جيدا تصدر ابنه الأكبر ليفصل بينهم والذي خرج من غرفته على أصوات شجارهم مجفلا مع شقيقاته الصغار أيضا فصړخت مستغيثة به 
ألحجني يا ولدي أبوك عايز يموتني ويكسر عضمي يا مالك من غير سبب 
تصدر الفتى ذو السابعة عشر ربيعا أمام أبيه يحدجه بأعين تصرخ بالتحدي تدفعه حمائية الدفاع عنها فاستعاد وعيه
فايز على خوف بناته الصغيرات وتحفز ابنه نحوه ليرتد للخلف ويصرف النظر عن فكرة ضربها مسح بكفيه على وجهه ليجلس على الاريكة معطيا لهم ظهره الذي انحنى بتفكير قاسې 
تأملته قليلا شربات بأنفاس متهدجة تشعر بحجم غباءها حينما فقدت السيطرة وطار عقلها من هول المفاجأة التي اخبرها بها وحملت عليه بكلماتها القاسېة لتخرجه من طوره وفعل مالم يجرؤ لفعله طوال سنوات زواجه بها وقد نسيت مايشعر به هو الان 
ابتلعت ريقها لتستعيد تماسكها ثم ربتت على ذراع ابنها لتصرفه 
خلاص روح انت يا مالك 
رد ابنها بخشونة لا تناسب سنوات عمره
وان رفع يده تاني وحاول يضربك
همت لتجادله ولكنها استدركت بعقلها الجهنمي تقول
خلاص يبجى مشي اخواتك البنات وتعالى اجعد معانا عشان تعرف سبب العركة ما هو الموضوع برضو يخصك ع الأجل عشان تعرف باللي ضاع مننا وانت ليك حج فيه 
حجي انا ياما ومين اللي ضيعه مني
غمغم بها مالك وهو يتبعها بعد أن أدخل شقيقاته إلى غرفتهن واقترب لينضم مشاركا في جلسة والديه فخاطبت شربات زوجها بهدوء بعد أن جلست بجواره
متزعلش مني يا فايز بس كمان لازم تجدر اني اتفاجأت عجلي طار مني 
رد فايز بفتور وقبضته أسفل ذقنه بهيئة يبدوا عليها الهم
لما انتي عجلك طار منك أمال انا اعمل ايه دا انا كنت على وشك ان ارتكب چريمة لولا الرجال جيدوا حركتي ومنعوني 
تابع مالك حديث أبويه صامتا بتركيز شديد وهو يحاول أن يفهم مغزى كلماتهم فقالت شربات بحزم
انت لازم ترجع حجك البيت جيمته بتزيد يوم عن يوم وضړبة واعرة زي دي مينفعش السكوت عنها حجك لازم يرجع اما بالرضى أو الجوة لو حكمت
الټفت رأسه اليها بابتسامة لم تصل لعينيه يسألها باستهجان
والجوة دي تبجى كيف يا زكية اذا كان البيت بجى بيع وشړا ملك حجازي ودا مليش سلطان عليه 
اظلم وجهها واحتدت عينيها بنيران الڠضب فهتفت ترفع يديها الأثنتان في الهواء تدعو كالمغلوب علىأمرها
اللهي ما ترفع راسك عن المخدة ولا يصبح عليك صبح يا حجازي يا بن سليمة يا سارج نصيب ابوك وعياله يا حرامي 
أستنكر بداخله وقع جملتها وداعائها على ابنه حتى أنه ود لو يوقفها كي لا ټؤذي أذنه التي لا تحتمل ولكن غلبه شيطانه عن ردعها لتكمل بصب السباب والدعوات على حجازي حتى صاح مالك في الاثنان
ما تعرفيني يا اما عمل ايه اللي اسمه حجازي ده وكيف سرجنا وسرج حجنا 
انتبه والده عليه
وعلى جلوسه بالقرب منهم وسماعه الحديث الدائر فهتف بحزم
وايه دخلك انت باللي حاصل خش أوضتك وذاكر اللي عليك واياك تاني مرة تدخل في أمور الكبار 
احتجت شربات صاړخة بزوجها معربة عن رفضها لقوله
وما يتدخلش ليه بجى مش اللي ضاع دا برضوا ليه حج فيه ولا انت فاكر ان الأمر يخصك وحدك لا يا حبيبي دا حج ولادي من بعدك والفلوس اللي كانت هتيجي من وراه كان هينفعهم ويخليهم أغنيا طول العمر من غير مجهود لكن دلوك بعد ما اتسرج خلاص منك لله يا حجازي اللهي ربنا ينتجم منك 
بس 
صړخ بها فايز وهو ينهض مغادرا الجلسة وقد فاض به ولم يعد يستطع التحمل 
كيف يعني البيت بجى بتاع حجازي انا مش فاهمة
تسائلت بها بعد ان قص عليهما ما حدث على عجالة وبدون الخوض بتفاصيل فطاقته للكلام كانت على وشك النفاذ 
جاءت الإجابة من سليمة والتي تفهمت الان سر ثورة زوجها ورغبته الغاشمة في التهجم على ابنه
معناته يا بتي ان جدك عبد المعطي كتب البيت بإسم جوزك 
سمعت منها لتلتف نحوه وكأنها تريد التأكيد
صح يا حجازي معجول جدي عمل كدة طب مش خاېف من ولده
تطلع إليها بوجه يعتليه الهم فهذه المفاجأه لم تكن سارة له على الإطلاق ولا يريدها لا يريد زيادة العداء مع والده الذي يكرهه من الأساس فما باله الان وقد اصبح لديه سبب كافي لقټله كلما تذكر هيئته الغاضبة وكم الإهانات والسباب الذي وجهه إليه أمام الرجال في المجلس كلما زاد شعوره بالإختناق والضيق 
شعرت به وبهذه الأفكار التي تدور برأسه ف اقتربت لتضع يدها على ظهره مربتة بحنان قائلة
شكلك ما يطمنش لدرجادي انت زعلان يا حبيبي
استمر على صمته ولم يصدر منه سوى زفرة طويلة يطرد بها الهواء المحبوس بصدره فتكلفت سليمة بالرد
جدو عمل كدة عشان يضمن حجه عارف ان ولده مش هيصون الأمانة وأول حاجة هيعملها هو انه هيطردنا ويبيع البيت 
صاح بعصبية يقطع صمته
كان سابه يعملها ياما أنا مش عايز حاجة يعني لو طردني فايز الدهشوري انا مكنتش هلاجي متوى ليكم
هل انا عاجز عن اني اجوم ببيتي وامي ولا هو مش شايفني راجل يعني يعتمد عليه
بعد الشړ عليك يا حبيبي دا انت راجل وسيد الرجال  
هتفت بها زوجته بلهفة ثم تابعت وهي تعطيه كوب العصير من يدها
خد اشرب وهدي أعصابك كل حاجة ليها حل ان شاء الله تبات ڼار تصبح رماد بأذن الله 
تناول منها يرتشف
بروية واستكملت نادية حديثها اللين لتهدئته أما سليمة فقد شردت في فعل عمها وداخلها توقن بشدة انها من ضمن الأسباب التي دفعته لذلك عله يخفف عنها ولو قليلا ظلم ابنه الذي هجرها وتزوج امرأة أخرى ترضي غروره
زينة مبالغ فيها وشخصية مستغلة تتقبل الإهانة في مقابل نيل ما تريده عكسها هي على الإطلاق معتزة بنفسها تخشى الله حتى في الكلمة توجهه بالنصح حتى يستقيم عن طريقه الأعوج وهو يقابل كلماتها بالسخرية ثم الوصف بأبلة الناظرة
تعلم أنها لم تكن معيوبة حتى يكرهها ولكنها كانت الصورة المعاكسة له فساد أخلاقه جعل الجميع يكرهه أما هي فقاد نالت الاحترام والحب حتى من أقرب الناس اليه كرهها وكره ابنها لأنه مثلها نال سخطه من قبل وجود السبب أما الان وقد حصل على أكبر أمانيه وأضاع عليه صفقة العمر التي يخطط لها منذ سنوات طوال ماذا سيفعل معه
في مكان آخر  
حيث القهوة الشعبية والتي يجتمع بها أغلب الرجال بالقرية اتخذ مقعده حول طاولة صغيرة في جانب منزوي إلى حد ما بعيدا في ألأطراف بصحبة عزب شقيق نادية والذي توطدت علاقاته به منذ عدة سنوات وذلك بحكم التجارة التي جمعت بينهما وعدد الفدادين التي اعطاها له كي يزرعها ويتشاركا الاستفادة من محصولها
في البداية كان الحديث متخذا مجراه العادي قبل أن يتطرق للموضوع الأهم بالنسبة اليه ويستدرجه بنعومة في سحب ما يريده منه
جابلت ولدك الصبح النهاردة كان رايح يوصل عمته كبر ما شاء الله دا ماشي جنبها اللي يشوفه يجول راجل كبير 
رد عزب بتفاخر مبتسم
محمود انت هتجولي عليه دا سارح في الطول لما هايفوتني انا كمان كانه طالع لعيلة امه
الله اكبر عليه ربنا يحفظه  
قالها ثم استطرد نحو الجهة التي يريدها
كنت رايح اوصل اختي على بيت جوزها شوفناهم صدفة وجفنا نسلم عليهم ما انت عارف فتنة كانت زميلة اختك في المدرسة دا حتى عرضنا نوصلها معانا بس هي مرديتش حنبلية جوي 
اومأ بابتسامة ليس لها معنى ليرتشف من كوب الشاي خاصته قبل يخرج قوله
تلاجيها بس اتكسفت منك ما انت عارف الموضوع الجديم والحساسية اياها يعني حتى لو مر عليها سنين بس برضوا 
اشتدت تعابيره ليخرج زفير دخان الشيشية من أنفه بكثافة وقد كان مطبقا فمه بخط قاسې قبل أن يردف بسخط متعاظم
ومين
جالك ان ناسيها ولا ناسي عملة ابوك فيا لما صغرني وبدى عليا الغريب
شحب وجه الاخر بحرج شديد جعله يتعرق بارتباك ملحوظ ليبتلع قائلا بتوتر
ما هو مكنش بيده حاجة برضوا الرأي كان رأي البت ودي كانت أصغرنا يعني وابويا مكنش بيرفضلها طلب 
اشاح بوجهه للأمام يظهر على عدم الرضا عن كلماته فتابع عزب بتشدق
عارف لو كان الأمر بيدي ساعتها والله ما كنت اسيبها أبدا على كيفها انا دجة جديمة واعرف زين ان البنت اذا طلبها واد عمها حتى لو على ظهر الجمل يوم فرحها تنزل وتبجى من نصيبه على رأي المثل الجديم 
عقب متهكما غير ابه
ضهر جمل بجى ولا طيارة مش هي رفصت النعمة برجليها كانت هتبجى هانم في بيتي معززة مكرمة خليها بجى تخدم في بيت العيلة المحروس وامه وجده وجدته كمان ناجص بس فايز وعياله عشان تبجى تمت 
لا يا شيخ متجولش كدة كف الله الشړ 
هتف بها عزب ليواصل احتجاجه
الخامورجي دا كمان هو احنا ناجصين بلاويه 
پغضب متعاظم كان يخطو بأقدامه نحو جهة لم يحددها بعد المهم هو الهروب من وجه زوجته المؤنبة له بصړاخها وسخطها والبحث الان عن ملاذ له يفرغ فيه كبته بل وينسى به همومه اما الذهاب الى اصدقاء الشراب أو أن يأخذ طريقه نحو برهومة المورد الرئيسي للمكيفات في الحالتين سيدفع مبلغا طائلا لكن المهم الان هو مزاج رأسه حتى ينسى كل شيء
فايز 
صدر الصوت الخشن والمعروف لإسماعه هاتفا باسمه التف للخلف وجده يتقدم نحو بخطواته الثقيلة كجسده انتظر حتى اقترب منه يصافحه مرحبا
عامل ايه يا فايز
بادله المصافحة يتمتم برد التحية بفتور انتبه له الاخر فتابع يسأله بفضول
مالك كدة حاني ضهرك وشكلك راكبك الهم حتى الكلام بترد بالعافية 
استشاط داخله واحتدت أنظاره بانفعال ظاهر ينهره
وانت مالك يا صدجي ان كان راكبني الهم ولا الدبان حتى ايه دخلك مش خلاص جدمت ايصال الفلوس لابوي وهو دفع عايز ايه تاني
ابتسامة كسولة اعتلت وجه الرجل ليرد على قوله بمكر
خدت فلوسي يا فايز وحمد لله ان ابوك طلع راجل زين وسدهم عنك بدل ما كانوا راحوا عليا زي اللي راح منك 
مالت برأسه نحو مضيقا عينيه بريبة يسأله
جصدك ايه يا صدجي 
انتصب الرجل يناظره بخبث منتقيا كلماته بقصد
جصدي انت عارفه زين يا فايز وهو سبب الحنية دي 
ابوك طلع راجل مش هين خالص يا اخي يعني انا بجالي سنين احايل واصبر عليك في الفلوس اللي كنت بتسحبها بالهبل مني على أمل ان هيجي اليوم اللي اتلم فيه ع البيت اللي كنت ناوي اعمل منه أكبر برج فيكي يا
بلد واجهزه بجى لعيادات الدكاترة والصيدليات والمعامل في الحتة المهمة دي في جلب البلد يعني كان اسمه هيلعلع زي الطبل
جوم هو في لحظة واحدة يجلب الطراببزة على راسي بس اجولك يا فايز مش انت الغلطان انا اللي طلعت اهبل لما فكرت ان واحد زيك ممكن تيجي من وراه فرصة يا راجل دا انت الأرض اللي واجف عليها بتكرهك يبجى ابوك هو اللي هيحبك ولا يورثك كمان مش انا خسران لكن بجولهالك اها عنده حج والله يورث الزين ويسيبك 
بصق كلماته ثم تحرك من أمامه ذاهبا ليختم اخيرا بقوله
جبر يلم العفش 
تجمد محله وقد عصف به الذهول ليظل فاغرا فاهه مثبتا عينيه لمدة من الوقت حتى بدا كالمغيب يطالع ظهر الرجل الذي صب عليه وصلة من السباب والتحقير غير مقدرا لحالته ولا لعواقب قوله وكأنه أمن جانبه بعدما كان يتودد إليه كالعلقة ويعرض عليه المال بدون حساب لكن الان ولم يعد لديه منه منفعة فقد أظهر وجهه الحقيقي له 
عادت إلى الغرفة بعد أن هدهت صغيرها حتى تمكن منه النوم لتجد الان زوجها على نفس حالته من الوجوم والشرود واضعا كفه على جانب وجهه بحالة من الشرود جعلته لم ينتبه لدخولها حتى اقتربت منه بصوتها الرقيق سائلة
انت لسة مجلعتش الجلبية التجيلة دي ولا غيرتها
انتفض مجفلا في البداية لكن سرعان ما استجاب لها قائلا
شوية كدة وجايم 
لا دلوك 
هتفت بها مقاطعة بحزم حتى التصقت به تخاطبه بنعومة تعلم بحجم تأثيرها عليه
يالا بجى انت عارفني زين مبعرفش انام غير في 
استطاعت بفعلها أن تختطف منه ابتسامة غزت محياه حتى ارتخت تعابيره ليرد مستجيبا لها
وبعدين معاكي يا بت هريدي دا وجته ده انا في إيه بس يا بنت الناس
زادت من أفعالها حتى صارت كقطة تتمسح به مرددة بدلالها عليه
مليش دعوة انت عودتني على كدة يبجى تتحمل دا غير انك مجولتليش ولا كلمة حلوة من الصبح ولا انت ناسي انك طلعت بدري على شغلك النهاردة وانا جعدت اليوم كله في بيت ابويا 
استطاعت ان تسحبه مما كان يثقل كاهله لعالمها حتى اندمج مضيقا عينيه بأسف يعقب وقد ارتفعت كفيه على جانبي رأسها
وه يعني على كدة محطيتش يدي على الشعر الناعم ده ولا اتأملت في سواد الليل فيه
هزت برأسها نافية فتابع بدراما
ولا صبحت على العيون الكحيلة ولا وصفت في جمالهم
كررت بالنفي تتصنع البؤس ليواصل هو وقد حطت كفيه على وجنتيها
يعني كمان مخطفتيش عضة من تفاح الخدود
قالها وقد قرب وجهه منها ليفعل ولكنها وقبل أن يقترب ضحكت مقهقهة بصوت مجلل تبعد رأسها عنه مرددة
طب جوم الأول جوم غير جلابيتك وبعدها نعد براحتنا اغلاطك
انصاع لينهض مستسلما لأمرها معقبا بغمزة من وجنته
واهو بالمرة نشوف ايه هو العقاپ المناسب 
انتفضت خلفه بحماس لتسبقه نحو الخزانة تنتفي له شيء مريح يرتديه للنوم فتوقف ينتظرها حتى اذا الټفت له بالبيجامة القطنية كان قد ذهب عنه العبث وحل الجمود فتهدلت أكتافها بإحباط تخاطبه
مالك يا حجازي ليكون رجعت بفكرك للموضوع اياه احنا ما صدجنا 
صمت قليلا يرمقها بتفكير قبل أن يفاجئها بقوله
بجولك ايه يا نادية انا من الصبح هنزل وابلغ جدي اعتراضي لازم يرجع الأمور لطبيعتها وان كان على كره ابوي ف انا اتعودت خلاص يعني حتى لو طردني بعد ما يورث البيت من جدي ف انا راجل واجدر اعولكم واعول نفسي 
هتبجبلي يا نادية لو الظروف حكمت وسكنتك في بيت جديم ولا من الطين
أسقطت ما كانت تحمله ارضا والټفت ذراعيها حول خصره تجيبه بصدق ووله
ولو في اخر الدنيا انا برضوا جابلة البيت الطين ولا الجديم معاك يا حجازي يبجالي جصر 
دفعت باب الغرفة بخفة حتى تتمكن من الدخول إليه وتفاجئه بحضورها ولكنه كان منشغلا في الحديث على الهاتف مع أحد تجار الفاكهة يتفاوض معه على السعر النهائي لشراء إحدى الأنواع من مزارع العائلة الكثيرة 
توقفت تتابعه وقد كان معطيا لها ظهره بعد ان خلع معظم ملابسه ولم يتبقى سوى البنطال استعدادا للاستحمام وقفت تتأمله بانبهار لم تتوقف عنه منذ زواجها به رغم كل عيوبه وغطرسته معها إلا انها لا تنكر وسامته الرجولية الخشنة وجاذبيتها المفرطة في قلوب النساء جسد عضلي قوي والطول الفارع حلم لكل الفتيات 
لو يتخلى فقط عن عنجهيته معها ويعطيها قيمتها التي تستحقها لكن لا يهم الان فقد أتت اليوم بناء على وصايا والدتها وشقيقها ناجيحتى تستقطبه نحوها ولا تعطي فرصه لهذه المدعوة روح أن تملأ قلبه ضغينة من نحوها 
أنت ايه اللي جابك هنا
هتف يجفلها بسؤاله فور أن التف للخلف وتفاجأ بها أمامه قبل أن ينتبه على ما تريديه من ملابس
تعقد حاجبيه وظهرت الۏحشية ملامحه في توجيه السؤال الاخر لها
كيف طلعتي من أوضتك بالمنظر ده مش خاېفة لحد من البنتة ولا الشغالين يشوفك
مطت شفتيها المطلية باللون الوردي لتتغنج بخطواتها نحوه قائلة
رغم انه بيتي واعمل فيه اللي يلد عليا لكن اطمن محدش من
الشغالين جاعد الساعة دي عشان يشوفني ولو ع البنتة فهما نايمين يعني مفيش غيرك بس اللي شافني بالجميص الجديد ايه رأيك حلو
القى بنظرة شاملة طافت عليها من رأسها حتى قدميها في الأسفل ثم زفر بدون أدنى تعليق ليجلس على طرف التخت بوجه متجهم لا يبدوا عليه أي تأثير
فتك بها الغيظ لمقابلتها بهذا التجاهل وعدم تقديره لمبادرته للصلح ثم حجب اعجابه بها وكأنه يبخل أن يعطيها حقها بالإطراء بعد تقيمه تغاضت لتقترب جالسة بجواره بصوت تخاطبه
إيه يا غازي لسة جلبك محنش علي كل دا عشان غلطة خربط بيها لساني من غير ما اقصد 
التف إليها رافعا حاجبه بشړ فقابلت فعله بتبرير على الفور
على فكرة هي بت عمي زي ما هي اختك وتعز علي زي ما تعز عليك دا المصارين بيتخانجوا مع بعض في البطن يبجى احنا اللي بعيد عننا النكد 
ظل يتمعن النظر بها بوجه مغلف وكأنه يسشف صدق حديثها أم الكذب ورغم علمه بالحقيقة إلا أنه فضل التريث معها 
بجد يا فتنة يعني هماكي جوي بت عمك ولا شايفها كاتمة على نفسك بجعدتها من غير جواز لحد دلوك
شهقت بجزع تدعي العتب لقوله
يا مري كيف هتجول الكلام ده دي بت عمي يعني لو مشالتهاش الأرض أشيلها فوج راسي دا بيتها زي ما هو بيتي 
ردد خلفها بقصد
ما هو بيتها فعلا 
تلفظت بارتباك
أيوة امال ايه دي روح دي اختي الكبيرة وغلاوتها من غلاوة عيالي
كاااذبة يعلم جيدا أنها تكذب ولكن ليس بيديه حيلة الحكمة تقضي أن يدعي التصديق حتى لا يزيد الأمر سوءا بين الاثنتان 
اقتربت تلتصق به لتزيد من تأثيرها على مكامن رجولته
ها يا غازي مش ناوي تنور فرشتك دا الأوضة مضلمة من غيرك  
زفر يخرج دفعة كثيفة من الهواء المثقل بصدره قبل أن يبدي تجاوبه متقبلا الصلح معها قائلا
ماشي يا
فتنة روحي وانا جاي وراكي هتسبح بس واحصلك
هللت بابتهاج الوصول لغايتها لتنهض وتباغته بوضع على وجنته مرددة
ماشي يا سيد الكل وانا هجهزلك الجعدة وهستناك 
اومأ لها بهز رأسه فخرجت سريعا تسبقه أما هو فقد ظل لدقائق ينظر لأثرها بشرود 
لا يعلم إلى متى يستمر هذا الوضع معها هل بزواج شقيقته سوف ينصلح الحال وتعتدل لا يظن 
وذلك لمعرفته الجيدة بعيوب شخصيتها صعبة التغير هي اليوم قد جاءت بناء على نصائح والديها يخمن هذا بدون شك لكن ماذا بعد
أم يكمن العيب فيه وذلك لخبرته القليلة في التعامل مع النساء وذلك بفضل ترييته الصارمة وتعليمه الأزهري الذي منعه من الاختلاط مع الفتيات وقد تولى جده مسؤليته من وقت ۏفاة والده عن عمر التاسعة عشر ليعده لتحمل المسئولية من بعده حتى لم يتسنى له البحث بنفسه عن عروس يتزوجها وذلك لانشغاله الدائم مع جده في متابعة الأرض وحضور الجلسات العائلية والمناسبات العامة ايضا وقد كانت الاختيار الرئيسي من شقيقاته بحكم جمالها المعروف في العائلة 
لكن ومنذ زواجه بها لم يعرف سوى رغبة الرجل تجاه المرأه 
لايوجد أي أشياء أخرى كالمشاعر وهذه الاحاسيس التي يسمع عنها وقد كان السبب هو اصطدامه الدائم بغرورها المستفز أم هي الخشونة المتأصلة به والتي تمنعه من التكيف مع واحدة مثلها
لماذا يستحضره الان مشهد طفلة جميلة كحيلة العينين ذات بشړة بيضاء تناقض لون البحر الأسود بها بضفيرة واحدة طويلة ضمت شعرها من الخلف لتظهر جمال وجهها الدائري وطول عنقها الغض 
وقد ذلك في اليوم الذي يخصصه جده لتجمع أفراد العائلة بمأدبة كبيرة كل عام النساء والأطفال في باحة المنزل الكبير والرجال في الساحة الخلفية في الخارج بفراشة ضخمة كي تضم الجميع من أصغر شاب حتى الكهل العجوز 
وقد كان في هذا اليوم متأثرا لأول غياب لوالده به وذلك بسبب ۏفاته من شهور قريبة حتى ضاق صدره وخرج عن صحبة الشباب يبحث عن مكان منعزل يجد به السلوى فذهب كي يمتطي حصانه ويخرج به كالعادة ليركض محلقا في فضاء الأرض الشاسعة 
ولكنه تفاجأ هذه المرة بهذه الصغيرة تقف أمام السور الخشبي الحاجز وتطعمه بيداها فلم تنتبه الا حينما أجفلها بهتافه 
بتعملي ايه عندك يا بت
انتفضت بخضة في البداية حتى سقطت منها حزمة البرسيم الصغيرة ثم سرعان ما تمالكت لترفع رأسها اليه وتحدجه بنظرة غاضبة فلم تكلف نفسها عناء الرد عليه وقد استفزها جلافته دنت تعود تتناول ما سقط على الأرض ثم امتدت بذراعها لأعلى الحاجز الخشبي الصغير لتتابع اطعام الثلاثة الحصان الكبير والمهرتين 
اقترب منها بعصبية ينكزها بطرف اصبعه وقد استفزه تجاهلها له
لكن مش بكلمك انا 
الټفت برأسها إليه تنهره پعنف
وانا مش عايزة ارد عليك انت مين انت عشان تسألني
أنا مين
تمتم بها ليتكتف بذاعيه يطالعها بذهول هذه الغريبة والتي يبدوا أن عمرها لا يزيد عن الثانية عشر لا تعرف من هو غازي الدهشان! تطعم الحصان ولا تعلم صاحبه بها لمحة ما تخبره أنها من العائلة ولكنها مختلفة ربما السبب شخصيتها العنيدة أو ربما هو جمالها
الملفت فقد كانت اية من الجمال البريء لم تكن طفلة كما تصورها في بداية الأمر بل هي زهرة متفتحة في طريقها للنضوج 
صاحت بها ساخطة حينما زاد من تأمله لها
هتفضل كدة باصصلي كتير ما تمشي تروح للرجال ولا انت متعرفش ان في مكان للرجالة
قارعها واضعا كفيه على خصره بتسلية ظاهرة
وما تروحيش ليه انتي عند الحريم اي اللي جايبك الحوش هنا لوحدك عند الحصنة والبهايم 
وانت مالك
القتها بوجهه للمرة الثانية تتابع بجرأتها
انا جاعدة هنا في ملك جدي دهشان وبوكل حصانه انت ايه دخلك 
اقترب برأسه وقد غزى محياه ابتسامة مشاكسة
أنا برضوا جاعد في ملك جدي دهشان انتي بت مين بجى من عيال عمي
كورت شفتيها الشهية بحنق لترمقه بشرز وهي ترمي بباقي الحزمة من أعلى الحاجز تردف بضيق
تاني برضوا عايزني اجولك نفس الكلمة انت ماااالك
زاد اتساع ابتسامته لتثير بداخله شعور بابتهاج متعاظم وقد أسره سحر التطلع بهذه العيون الواسعة والمرسومة بإبداع الخالق لتبدوا كعيون الريم بجمالها بالإضافة لهذه اللمعة التي تصرخ بالتحدي له وهذا ما أثاره بشدة ليلوح لها بإصبعيه
بس دول كلمتين مش كلمة واحدة وانتي كررتيهم تلت مرات يبجوا ست كلمات 
امتقع وجهها حتى أصبح كتلة حمراء ملتهبة بفرط الانفعال لتزفر بقوة امامه ثم تحركت متمتمة
انا ماشية وسيبهالك خالص اشبع بيها 
تحرك خلفها يعيد بنفس السؤال
استني يا بت طب جولي طب انتي بت مين
استمرت متابعة طريقها تتجاهل الرد عليه وتابع هو اللحاق بها حتى انتوى الدخول خلفها إلى جمع النساء ليختلق حجة ما حتى يتسنى له معرفتها بالسؤال عنها 
ولكن نداء جده الذي كان خارجا بالصدفة يبحث عنه أوقفه
غازي رايح فين يا واد
تخشب للحظة محله قبل أن يلتف إليه على غير ارادته يجيبه بارتباك
كنت
رايح انده لوجدان اختي جوزها عايزاها 
اشار بكفه اليه ليقترب ثم قال غامزا
اختك عايزها جوزها يبجى ابعتلها أي عيل صغير وسيبك منه وتعالي انت معايا 
تمسكت أقدامه بالأرض باعتراض
هبعتلها طب الأول روح انت وانا هحصلك  
اقترب ليحاوط كتفيه بذراعه يسحبه ليجبره على التحرك معه مرددا
يا ولدي مش وجته دلوك اختك ولا جوزها نايب الدايرة وصل عايزك تحضر جلسته وانت جمبي عشان تتعلم وهو يعمل حسابك من دلوك 
اضطر راضخا لرغبته مؤجلا البحث عن اسم الفتاة ومعرفة صفتها من أبناء عمومته بعد انتهاء الاجتماع 
ولكنه لم يجدها حتى اختلق قصص وهمية ليخترق جمع النساء عدة مرات ولسوء الحظ لم يتصادف برؤيتها على الإطلاق بعد ذلك ولا حتى في السنوات التي تالتها 
ليته اتبع حدسه واعترض في هذا اليوم أو اعتذر لجده عن حضور هذا الإجتماع البائس 
يتبع
الفصل الرابع
أنهى صلاته ليعتدل بجزعه جالسا على سجادته وتناول المسبحة يردد عليها ورده اليومي في ذكر الله دقائق واقتربت منه ابنته لتربت على كتفه على عجالة وهي تتحرك من جواره تضع عدد من اطباق الطعام على الطاولة الخشبية الصغيرة الطبلية
حرما يا بوي 
جمعا يا بتي ان شاء الله 
تمتم بها قبل أن يسألها 
امال فين ولدك ولا واد اختك مشايفش حد منيهم يعني
جاوبته سکينة والتي أتت بطبق بلاستيكي كبير تحمل عليه الخبز الشمسي
ولدها صحي من الفجربة وسحب واد خالته معاه عشان يشوفوا الأرض ويلفوا على بجية الشباب اصحابهم كان نفسهم ياخدوا حجازي معاهم بس هو مرديش 
اطرق عبد المعطي وقد اعتلى تعابيره التفهم والتأثر لحال حفيده الذي ما زال غاضبا منه ويصر على تراجعه في قرار المنزل
هتفت هويدا لتخرج أبيها من شروده
يا للا يا بوي عشان تاكلك لجمة تشج بيها ريجك
قالتها واقتربت لتساعده على النهوض بالإستناد عليها مخاطبة والدتها
وانتي ياما هاتي صحن المخلل لجل ما نفتح نفسه
تحركت سکينة لتأتي بالطبق وخطا عبد المعطي بمساعدة هويدا التي أجلسته ليفترش الأرض وجلست جواره ولسانه يتمتم لها بالأدعية كعادته والثناء على تربيتها الصالحة في التخفيف عنه ونيل رضاه عنها هي وأبناءها أيضا 
ربنا يرضى عنك ويراضيكي يا بتي كيف ما انتي دايما كدة مريحاني وبتراعي خاطري 
ربتت على كفه بابتسامة رضا
ويخليك لينا وما يحرمنا منك ابدا يا بوي 
ويعني احنا هنجعد فيها نخلد
غمغم بها بابتسامة ساخرة قبل أن يتناول منها قطعة الخبز التي اقتطعتها له بيدها لتشرع معه وقد انضمت معهما سکينة في تناول وجبة الإفطار
لكن وقبل انتهائهم منها صدح صوت جرس المنزل لتنهض هويدا وترى من الطارق والتي كانت الزوجة الأخرى لشقيقها شربات تسحب من خلفها ابنها الأكبر مالك
ازيك يا هويدا عاملة ايه
رمقتها بريبة قبل ان تجيب تحيتها وترحب باستقبالها على مضض
زينة يا شربات والحمد لله اتفضلي يا ستي عامل ايه انت يا واد
توجهت بالاخيرة نحو مالك الذي دلف خلف والدته بصمت واجم ورد يجيبها بفتور
اهلا يا عمة
اهلا يا عمة 
غمغمت بها مرددة باستهجان تغاضت عنه بعد ذلك وهي تدلف خلفهم بعد اغلاقها للباب وبداخله تخمن سبب الزيارة الغريبة 
القت شربات تحيتها الفاترة على والد زوجها ووالدته قبل أن تجلس مقابلهم وبجوارها ولدها الذي تكتف بذراعيه متحفزا تبادرهم الحديث بمسكنة
انا جيالكم من ورا فايز
دا حالته ما يعلم بيها غير ربنا لحد دلوك ما مصدج معجول يا عم انت تظلم ولدك وتفرخه من ورثة البيت كيف يعني أكيد الكلام ده في سر انا من ساعته بجوله عمي لا يمكن يعمل حاجة زي دي تغضب ربنا منه دا الا الا الظلم الا الظلم 
تغضن وجه عبد المعطي پغضب مكبوت يكبح جماح صب لعناته والسباب على هذه الافعى التي تبث سمومها غير مراعية لوجود ابنها بينهم فجاء الرد من هويدا
هو مين دا اللي ظلم ما تخلي بالك يا مرة اخوي انتي جاية تشكري في الراجل ولا تشتميه ابوي ما موزعش الورث ولا حرم ولده منه كل اللي عمله هو عطية اداها لحفيده اللي مربيه لجل ما يحميه من غدر جوزك ولا انتي فاكرة ان احنا معرفينش بعمايلكم دا صدجي سليم مجهز الخريطة وتصميم البرج اللي كان عايز يبنيه بمجرد بس جوزك ما يحط يده ع البيت بعد ابوي ما ېموت 
امتقعت ملامحها واحتدت عينيها تطالعها بشرر صائحة
وفيها ايه يعني لو كان دا صح زي ما بتجولي ما هو حجه يعني يتصرف فيه زي ما يحب دا حجه اللي انتوا كلتوه عليه وصغرتوه جدام الناس في المندرة بسببه 
جوزك هو اللي صغر نفسه 
هتفت بها هوايدة تنهرها أمام صمت والديها لتتابع مواجهتها بقوة
جوزك هو اللي معملش حساب لسنه لما اټهجم على ابوه بالكلام العفش وكان عايز يأذي ولده ابوي جصد يبلغه في مجلس الكبار عشان الكل يبجى شاهد عليه وهو ما شاء الله متوصاش 
صړخت شربات تدعي القهر علها
تسكت هذه الملعۏنة التي تفحمها برودوها
هما فعلا شهدوا بس شهدوا على الظلم ولا الحج بجى يدارى فيه كمان
لاه ما يدراش  
صدرت من عبد المعطي يقطع بها صمته الطويل قبل أن يتابع بتشديد
ولما انتي عارفة ان الظلم حرام معملتيش ليه بشرع ربنا ولا خۏفتي منه من ساعة ما اتلميتي على المتعوس ولدي وانت جفلتي عليه بالحنجل والمنجل ومنعتيه عن بت عمه مرته الأولى اللي ليها عليه حج ولده اللي رماه وماكنش حتى يطل عليه وهو عيان ما افتكرتيش مرة تفكريه بالكلمة دي ان الظلم حرام ولا انتي ما تشوفيش غير اللي على هواكي ويمشي مع مصلحتك وبس
برقت عينيها بشدة وجسدها ينتفص حرفيا بفرط انفعاله وهذا الرجل الكهل يبدوا كالجبل أمامها لا يهتز ثابت على موقفه بل ويصدها پعنف يوقفها عن التوصل لأي اتفاقية مرضية بمحايلتها 
احتجت بعدم تحمل تقلب الحديث لناحيتها
جول كدة كل اللي هامك بت اخوك تظلم ولدك وتحرمه من حجه عشانها وجبليها منعته ما يتجوز عليها في البيت عشان المحروسة ما تتأثرش ولا تزعل بعدته عنك وسيبته يأجر برا ويدفع الشيء الفلاني وفي الاخر برضوا مكفكاش
توقفت تطالع وجه سليمة التي أتت على صوت الصړاخ وخلفها ابنها وزوجته لتزيد بغليلها
كفر يا ناس عشان جال اتجوز اللي بيحبها واحدة كارها ومش جابل العيشة معاها تجبروه عليها بالعافية يعني
شربات لمي نفسك وجومي على بيتك 
هدرت بها هوايدة بحزم متابعة غير مبالية پصدمة الأخرى
أبويا جالها لجوزك امبارح اللي يخش البيت ده لازم يحترم صحابه وانت عارفه مين صحابه دلوك 
انتفضت في الاخيرة ناهضة لتسحب ابنها الذي ظل على صمته بملامح ساكنة لا تونبئ بأي شيء وهي تصرخ مولولة بالدعاء المقصود
حسبي الله ونعم الوكيل ربنا جادر يجيب حجنا هترحوا منه فين هتروحوا منه فين
ظل صوتها يصل لأسماعهم حتى بعد مغادرتها بفترة ليست بقليلة فقد كانت مستمرة بالدعاء غير ابهة بصورتها أمام البشر في الشارع ولا بسمعتهم 
زفر حجازي يخرج الهواء المحبوس بصدره يشيع جده بنظرات لائمة غير راضية مقررا فتح حديثه الحدي معه الان وزوجته من الخلف تمسح بيدها على عظام ظهره بحنو حتى يهدأ أما والدته فكتمت على ۏجعها بصمت اعتادت عليه 
وفي منزل الدهشان الكبير 
أستيقظت على حركته المتواصلة حولها بالغرفة 
لتتمطى على فراشها وتفرد بذراعيها للأعلى بصوت ناعس قبل أن ترفع رأسها بخمول ظاهر تتطلع إليه وقد كان واقفا أمام المراة يمشط شعر رأسه بعد أن تحمم بنشاط كالعادة وبدل ملابس الببتيه لجلباب اسود لامع انعكس على هيئته ليزيده هيبة ورقي لا تنكر أنه يعجبها فهو من تحق له النساء ان تفتخر به بحق وهي تستحق أفضل الرجال 
هتفضلي بصالي كدة كتير 
صدرت منه قبل ان يتلف إليها ويلقي بالفرشاة بإهمال متابعا
الساعة دلوك داخلة على تمانية مش يدوبك بجى تشوفي ايه اللي وراكي 
عادت برأسها على الوسادة تقول بتكاسل
ويعني انا ايه اللي ورايا هروح الزرع مثلا ولا هحلب الجاموسة خليني أريح شوية حكم انا جسمي مكسر 
قالت الاخيرة بمغزى فهمه ولم يعجبه التلميح
تناول شاله الصوفي الصغير يلفه حول رقبته بعجالة قائلا
جومي يا فتنة وبلاها كسل مش هتحلبي جاموسة ولا هتسألي في فطار جوزك يبجى ع الأجل تشوفي بناتك ولا انتي ناسياهم دول كمان
نسياهم!
تفوهت بها ترددها باستهجان لتعتدل بمزاج تبدل متابعة
وهو في حد برضوا ينسى عياله ولا
يعني عشان ما انا عايزة اريح شوية النهاردة الدنيا هتبوظ ما البيت مليان شغالين وهما اساسا اكيد تلاجيهم نايمين ولسة مصحوش ولو على فطارك اجوم يا سيدي احضره اها 
قاطعها على الفور يوقفها قبل أن تنزل بقدمها على الأرض ملوحا بكفه
لا وعلى ايه خليكي جاعدة ما تتعبيش نفسك انا اساسا نفسي جفلت 
قال الاخيرة بفظاظة استفزتها قبل أن يتحرك مغادرا الغرفة لتغمغم خلفه بغيظ
يا باي عليك ولا مرة يكمل معايا حاجة حلوة دا بدل ما يسمعني كلمتين حلوين بعد الليلة بتاعة امبارح 
مفيش فايدة 
تفوهت بالاخيرة لتسحب الغطاء عليها عائدة للنوم بعدم اكتراث
پغضب شديد واحتقان زاد بصدره حتى وصلت مرارته إلى حلقه هتف يخرج كلماته مشددا عليها لأنهاء المشكلة
الكلام دا مينفعش يا جد لحد كدة وكفاية حن عليك سيبني ارجع كل حاجة لوضعها انا نفسي جفلت ومعدتش متحمل 
تقبل انفعاله بهدوء شديد يسأله
مش متحمل ايه بالظبط صړاخ شربات ولا عمايل ابوك
كله يا جد 
صاح ليكمل بسخط
اديك شوفت بنفسك الفضايح اللي عملتها ولا عمايل ابويا اللي مخلاش مكان وراح اشتكانا فيه انا معدتش جادر احط عيني في عين حد حاسس الناس كلها بصالي ان انا اللي كلت حج ابويا طب وليه المرار دا يا بوي ما نفضها على كدة وشيل دا من ده يرتاح ده عن ده 
تدخلت عمته هويدا بصوت حازم
لا يا حجازي مفيش حاجة هتتشال تاني ولا تتحط البيت بجى
من نصيبك يا ولدي دا عطية جدك ليك محدش له دخل ولو على حكاية الناس اللي بتجول عليها دا شيء في دماغك انت وبس عشان كله مدي الحج لجدك ابوك عفش ولو لجي واحد بس يجف معاه مكنش استني انا عارفة وانت عارف الكلام دا زين اهدي يا ولدي وسيبك من المرة السو دي دي هي أس البلاوي اصلا
التف إليها يخاطبها بطاقة مستنزفة وألم ينخر بداخله تأثرا بالكلمات السامة التي القتها هذه الأفعي بقصد چرح مشاعر والدته
يا عمة تعبت انا راجل بحب اعيش في هدوء الحاجة اللي يجيني منها ۏجع الراس مش عايزها حتى لو كانت حجي 
ربت والدته على ركبته بدعم أما نادية فقد شعر بلمستها على عظام ظهره وكأنه تنقل اليه دفئها وحنانها فتغنيه بلمستها عن العالم أجمع فتدخلت سکينة بلهجة تشبه اسمها
يا غالي افهم بجى عماتك لما وافجوا وبصموا بالعشرة على جرار جدك مكنش كيد في اخوهم ولا افترا دول مضوا عشان يضمنوا انهم لما ياجوا هنا على البيت ده بعد جدك وجدتك ما يفارجوا ويسيبوا الدنيا 
بعد الشړ عليكي يا جدة بعد الشړ عليكم انتوا الاتنين 
صدرت بمقاطعة منه ومن زوجته ووالدته ايضا واستطردت سکينة شارحة
حتى لو كان شړ برضوا لابد منه بس احنا بنتكلم في اللي جاي يا ولدي البيت لما يبجى بإسمك هيفضل مفتوح لعماتك وعيالهم هيدخلوا بجلب مليان يا ولدي اما بجى لو سيبناه لابوك ف انت عارف زين جوي ان أول حاجة هيعملها انه هيبعوه ويهده حتى وعماتك وارثين معاه مش هيغلب وهيعمل اللي في مخه هتراضاه يا ولدي اتر جدك واسمه يتساوو بالتراب
ظهر على وجهه الاقتناع حتى وجم يناظرها بتأثر لتضيف على قولها هويدا
عرفت بجى يا ناصح كلمة جدك لما جالك مبيعملش غير للمصلحة يعني لينا كلنا 
اومأ برأسه بتفهم لرغبة جده وجدته الشديدة في الحفاظ على كرامة بناتهن وحقوقهن لعدم ثقتهم في فعل ابيه ولا زوجته الملعۏنة بعشق المال ثم ما لبث ان يرفع راسه بالتساؤل مرة أخرى حائرا
طب والظلم انا خاېف نبجى كدة بنظلمه  
ابتسامة جانبية مريرة غزت الملامح المجعدة لعبد المعطي وهو يجيبه بنتهيدة قانطة حملت بداخلها الكثير من الأسى وخيبة الأمل في انصلاح ابنه الوحيد والذي أجبره على هذا الفعل ربما يأتي في يوم ما ويستقيم يعلم جيدا أن حفيده لن يتأخر عنه وقتها
لو فيها ظلم صح يبجى هو اللي ظلم نفسه ابوك الدنيا غراه ومعدتش شايف غير نفسه ومصلحته ومع حظه الزفت اتمسك باللي مشجعاه على كدة وكانها بتاخد بيدها على سكة الهلاك عدل وهو مع غباوته مصدجها وماشي وراها 
صفقت پعنف باب المنزل بعد أن ولجت إليه عائدة من الخارج بزيارتها لعبد المعطي بغرض أثناءه عن القرار المجحف بحقها وحق أولادها تحمل بداخلها نيران تغلي بأحشائها وقد ذهب الأمل الذي عاشت عليه سنوات تتمنى تحقيقه بمۏت الكهل العجوز لينقلب كل ذلك الان لصالح غريمتها وضرتها سليمة وابنها
جاعد عندك بتعمل ايه يا فايز
صاحت بها غاضبة وقد تفاجأت به يفترش الأرض متربعا وبيده سېجارة يلفها أمام بناته الصغيرات رمقها بنظرة مستخفة غير ابها وعقب ابنها الأكبر بسخرية
يعني هيكون بيعمل ايه ياما بيظبط مزاج راسه طبعا ولا ايه يا بوي
اومأ له بامتعاض ليتابع التركيز فيما يفعل ف انتفضت هي تسحب بناتها تدخلهم الغرفة الخاصة بيهن وتغلقها جيدا قبل ان تلتف إليه لتصب عليه جام ڠضبها
جاعد بتلف تروج مزاج راسك ولا
على بالك يا راجل فوج البيت هيروح مننا شوف صرفة ولا اعمل أي حركة بلاش التناحة دي 
نهرها پعنف قائلا
بطلي جلة حيا ولمي نفسك يا بت بدل ما اجوم اربيكي على كلمتك دي 
هو دا اللي فالح فيه
صړخت بها لتتابع بغليل ما تحمله داخلها
اضربك ازفتك أنيلك وعايش حياتك ولا اكن حصل شي البيت هيروح منك والفلوس اللي كنا متعشمين بيها طارت هتفضل كدة طول عمرك ملاحظ في مصنع وانا هفضل في الشجا اللي اتبليت بيه من ساعة ما اتجوزتك
ضحك بصوته المتحشرج يحرك رأسه مغمغما بسخرية
اه يا زمن بت التنح بجالها صوت وكمان معجبعاش عيشتي على اساس ان ابوها كان مسكنها في سرايا ولا فيلا في الساحل 
استشاطت ڠضبا لتهدر به بعدم احتمال
كفاية بجى فوج وبلاها من التريجة والكلام الفاضي ده اتحرك شوف حد يساعدك ويجف لابوك ويرده للصح 
ضحك مرة أخرى وكأنه قاصد أن يجلطها ببروده ليعلق اخيرا ردا على كلماته
يعني راحة جاية تجولي هيروح منك مجدراش تصدجي انه راح أصلا لا واللي عليكي اتصرف اتصرف اعمل ايه تاني اكتر من اللي عملته دا انا لفيت على كل اللي اعرفهم واشتكيت لكل حد له كلمة حتى الجيران مفيش واحد فيهم جدره ربنا يراضيني حتى لو بالكدب 
توقف يطالع وجهها المصبطغ بحمرة الڠضب ليزيد
عليها بقوله
طب انتي روحتي وسحبتي ولدك دلوك وانا ممنعتكيش طب تجدري تجوليلي وصلتي معاهم لايه من صراخك وجلبة وشك دي انا متأكدة انك خدتي على نفوخك منيهم صح ولا لاه
زمت شفتيها باحتقان متعاظم وغليل بأوردتها كحميم البركان ليخرج قولها بعد فترة
ايوة بس لازم تعرف كويس ان ابوك عمل كدة مخصوص عشان يكيدني انا جبلك بيربيني عشان بت اخوه جاصد يكسرني عشانها يراضيها طب يعمل حساب للعيال ولا عشان حجازي خلفة سليمة ياخد الجمل بما حمل وولادي انا يترزعوا في الفجر طول عمرهم ربنا ياخده عشان نستريح منه 
سمع منها ينفث الدخان الأخضر لسيجارته المحشوة يرد على كلماتها
فضيها يا شربات من شغل الحريم واللت والعجن انا اساسا عرفت هعمل ايه الراجل دا مش هياجي غير بجضية حجر عشان اخد منه كل اللي يملكه على حياة عينه وخليه يتحسر براحته 
صړخت مرددة خلفه باستنكار
حياة عينه امتى هو فيه نفس! الجضايا بتاخد وجت وابوك رجله والجبر مفيش وجت للمحاكم يا جزين 
امال يعني اعملك ايه 
تسائل بها بتذمر ليعود لسيجارته غير ابها بسخطها ولا دعائها المستمر على ولده
الهي يارب ټموت يا حجازي ونحن اللي نورثك
وبداخل مصلحة البريد الخاصة بالبلدة دلفت لتلفت جميع الرؤوس نحوها من أشخاص عادين أتوا لقضاء مصالحهم أو موظفين تركوا ما كانوا يعملون عليه ليتلقفها كبيرهم الذي خرج من خلف الحاجز الزجاجي يستقبلها بحفاوة
ست البنات والدنيا كلها مشرفانا النهاردة  
تبسمت ترد على استقباله بمودة وتوقير
الله يخليك يا عم عوف المكان منور بأصحابه وبالناس اللي شغالين فيه يا راجل يا طيب عامل انت بجى
صافحها يردد وهو يشير على أحد المقاعد القريبة
زين يا بتي وعال اتفضلي اجعدي واستريحي وأمري احنا تحت أمرك 
رفضت بدماثة ترد على زوق الرجل
الأمر لله وحده يا عم عوف انا بس جاية استلم حاجتي وماشية 
حاجة ايه
تسائل بها قبل أن يأتيه الإجابة من أحد موظفيه الشباب بلهفة مرددا
حاجتها اهي يا عم عوف دا الطرد بتاعها 
قالها ثم اقترب يخاطبها بابتسامة
انا اللي اتصلت على رقمك وبلغتك بوصوله عشان تيجي تستلميه ودلوك عرفتك من صوتك 
اومأت تتناوله منه بلطفها المعتاد وعقب عوف
دا سمير الموظف الجديد باينه ميعرفكيش دي الست روح يا سيدي بت الدهشان واخت كبيرهم غازي الدهشان 
اهلا يا استاذ سمير تشرفنا  
دا انا اللي ليا الشرف تحبي اخدمك بأي حاجة تاني انتي تؤمرينا والله 
قالها بمبالغة جعلت ابتسامتها تتوسع بعزوبة حتى ظهرت أسنانها البيضاء قبل أن تجفل على حمحمة خشنة من خلفها وصلت كزمجرة غاضبة الټفت لتجد ابن عمها وخطيبها السابق يطالعها بواجهه باردة وعينين تشتعل من الچحيم ابتلعت ريقها بتوتر وهي تسمعه يخاطب الرجل
عامل ايه يا عوف
بعد لحظات 
كانت في طريقها نحو السيارة التي تنتظرها بسائقها على جانب الطريق لكن وقبل أن تصل اليها تفاجأت به بهتف مناديا بإسمها توقفت مجبرة تلتف إليه بنظرة متسائلة مستهجنة نداءه باسمها أمام البشر وعلى قارعة الطريق حتى إذا وصل إليها خرج صوته پغضب مكبوت
جاية بنفسك تستلمي الطرد المهم مكنش ينفع تبعتي السواج ولا حد من طرفك يستلمه
ضغطت داخلها حتى لا تتلفظ برد يحسب عليها وافتر فاهاها بابتسامة صفراء تجيبه
ينفع طبعا بس انا محبش حد يجيب حاجتي مش عيب ان اجيب اللي انا عايزاه بنفسي 
حاجتك اللي هي ايه يا روح
تسائل بها ليزيدها اشتعالا لتدخله السافر في شئونها وقد انتهى كل شيء يخصها معه ولم يتبقى سوى صلة الډم ومع ذلك لم يكف عن ملاحقتها رغم مرور السنوات وقد زادت منذ طلاقه ولكنها لن تعطيه فرصة للأخذ والرد ردت لتقطع حاسمة وقد ارهبتها هذه النظرة التي
تعملها جيدا منه ومع ذلك تدعي عدم الاكتراث
حاجتي اللي هي الكتب يا عارف بعت عليها من دار النشر وجاتني بالشحن في حاجة تاني عن اذنك بجى 
لفظت كلماتها والټفت ذاهبة نحو وجهتها فوصلها غمغمته الواضحة
الكتب اللي بتيجي عشانها كل شهر
عضت على شفتها السفلى تكبح نفسها عن العودة اليه تمنع جاهدة فرص الاحتكاك به وهي ترى رغبته بها ظاهرة وضوح الشمس وعدم اكتراثه لرفضها له سابقا وكأنه عاد ليجدد عهده في الإلحاح والضغط عليها من اجل الزواج به وقد استراحت سابقا بزواجه ليته استقر حتى يحل عنها 
في المساء 
دلفت بخطواتها السريعة داخل الغرفة بحرص على تدفئة ابنها بعد أن حممته تخش أن يصيبه نوبة برد عادي حتى لتجلس به على طرف السرير ملتفا بالمنشفة الخاصة به وهي ما زالت تضمه ب لعدة لحظات تنشف على شعر رأسه وبعد الأجزاء من جسده حتى رفع وجهه إليها ضاحكا وهي معه بتواصل بصري جمعه بها لتشاركه المرح حتى عقب زوجها الذي أتى لينضم بجوارها يخاطب طفله
أمك المچنونة مش هاين عليها تفلتك حتى بعد ما جفلت الباب ودفت الأوضة 
ضحك له الصغير وخرج
ردها هي بإصرار
طبعا لازم اخاڤ عليه ليسطه لسعة هوا تتعب صدره هو انا حمل كحة حتى تطلع من صدره الصغنن ده 
تبسم بيأس لينهض من جوارها نحو خزانة ملابسه كي يبدل ما يرتديه معقبا
حتى الكحة مش حملاها يا مرة جوي جلبك شوية العيال كلها هتتعب وتروج ولا انتي بس اللي أم يعني وجلبك رهيف  
طالعته بعتب قائلة
لا يا خوي مش انا بس اللي جلبي رهيف بس كمان مش كل الناس راح لها عيال ولا انت ناسي جوز الولد التوأم حسن وحسين اللي راحوا مني من جبل ما اخدهم حتى في حضڼي
ترك القميص الذي كان ينتوي أن يرتديه وعاد ليطبع اعتذار على وجنتها مشفقا عليها من هذه الذكرى التي أوجعتها ورد هامسا
صعبان عليكي جوز الولد اللي راحو منك بكرة تجيبي غيرهم وتخاوي معتز بالبنات والولاد استريحتي بجى يا ستي 
تبسمت بانتشاء وتنهيدة بتمني خرجت منها قبل ان تقول
بصراحة نفسي يا حجازي اصل انا بحب العيال جوي ولد أو بنتة وحاسة كدة اننا عوجنا على معتز دا عنده تلت سنين عايزة اللحج اجيب العدد اللي عايزاه 
قهقه بضحكة جلجلت في قلب الغرفة ليرد على كلماتها بمرح وابتسامة ذات مغزى
خلاص يا ستي نشوف الموضوع ده ونركز فيه زين الايام الجاية مهو برضك تلت سنين على الواد كتير واحنا عايزين نلحج على رأيك 
اكمل بضحكاته التي ازدادت صخبا حتى تعجبت داخلها لهذا التحول من الحزن والتفكير طوال الأيام الفائتة الى ابتهاج مبالغ فيه وكأنه نفض عن رأسه كل همومه ولكنها سعيدة لسعادته ووقع الضحكات بأسماعها ما أجمله بالإضافة لمرح حبيبها الصغير معتز والذي اندمج مع والده يشاركه الضحك والرد بكلماته الغير مفهومة 
بجولة قام بها على حصانه ليتفقد مساحات الأرض الشاسعة والتي كانت جبلية في الماضي لتصبح الان جنة خضراء بحجم المزروعات المتنوعة لها ومجتمع عمراني متكامل بعد أن استوطنت عائلته بإصلاحها وتعميرها ثم من بعدهم جاء باقي افراد البلدة تباعا ولكن كانوا هم الأصل لذلك خرجت التسمية نجع الدهشان
ولكنه تفاجأ في هذا الوقت الهادئ من المساء بشبح فرد ما جالسا على إحدى جذوع الأشجار وحده ورغم انتباهه له إلا انه تعمد ألا ينظر اليه حتى اقترب غازي ينزل من على حصانه مبادرا بالتحية والحديث
عارف عامل ايه يا واد عمي
رفع رأسه إليه بتكاسل ليجيبه باقتضاب وفتور اعتاد عليه منه منذ عدة سنوات اي من وقت فسخ خطبته بشقيقته
الحمد لله زين 
الحمد لله زين  
تمتم بها يرددها من خلفه باستهجان ليزفر هواءه المعبأ بغضبه واقترب يربط حصانة بأحد الفروع قبل أن يتقدم اليه يناكفه
خبر ايه بترد كدة من تحت الضرس كلت ورث ابوك انا اياك
رمقه بنظرة باردة خالية من أي استجابة واهتزت رأسه قائلا
كلته بجى ولا مكلتوش معدتش فارجة ياللا 
ازداد السخط بقلب غازي يضرب كفا بالاخر هاتفا به بعصبية
لا حول ولا قوة الا بالله يا واد عمي افرد خلجتك دي وكلميني زين خد وادي معايا مينفعش نجيط الكلام ده وانا جايلك بجلب ملهوف وجلجان لما شوفتك لوحدك في الدنيا الهو دي 
للمرة الثانية يطالعه صامتا بتفكير زاد من قلق الاخر حتى قطع حاسما
مش جادر انساها!
اهتزت رأس غازي بتساؤل اجاب عليه بنفاذ صبر
شوفت اختك النهاردة يا غازي طالعة من مكتب البريد واتحدت معاها دمي كان بيغلي وانا شايف عيون الخلج بتتطلع عليها هتجولي انت مالك هجولك دمي محاملش 
تجمد غازي وبدا الوجوم ظاهرا على صفحة وجهه وقد أجفله القول لا يعرف بما يرد والاخر لا يعطيه فرصة للتفكير بمواصلة حديثه
متبصليش كدة عشان انت عارف ومتأكد إن مشيلتهاش من دماغي حتى لما اتجوزت معرفتش اعمر مع مرتي وانا شايفها واحدة غريبة عني خدت مكانها 
توقف على رد فعل ابن عمه الذي
اغمض عينيه يكبح بصعوبة ان يفتك به أو أن ېهشم فك وجهه بقبضة تكسر صف أسنانه حتى يكف لسانه عن النطق بأي كلمة أخرى سحب شهيق طويل وأخرجه قبل أن يرفع رأسه بنظرة ڼارية يخاطبه بهدوء خطړ
تعرف يا واد عمي لولا بس صلة الډم اللي جامعة بينا وشوية المعزة اللي لسة شايلهم ليك قسما بالله ما كنت هرد عليك الا باللي تستاهله انا غلطان اساسا اني وجفت وكلمتك 
تحرك على الفور نحو حصانة يفك وثاقة حتى يذهب قبل أن ينفعل عليه ويضربه لكن وقبل أن يرفع قدمه أوقفه بقوله
شوفها ليه بترفض العرسان لحد دلوك يا غازي يا تجولها تتجوزني بجى وبلاها من وجف الحال ليها وليا ده 
زفر دخان من انفه وصدره يكبح بصعوبة أن يلتف نحوه وصعد يتحرك مغادرا بفرسه متجنبا النظر إليه حتى لا يضعف ويرق لحاله وهو عاجز عن تلبية طلبه 
وفي منزل الدهشان 
حيث خرجت من غرفتها لترحب بإحدى النساء قريبة جدتها من بلدة أخرى 
تعالي يا
روح سلمي يا بتي على جدتك رشيدة دي بتسأل عليكي من ساعة ما جات 
اقترب بابتسامة عذبة زادت من جمال وجهها الصبوح لتمتمد كفها نحو المرأة ترحب بها بحبور
ازيك يا جدة بتسألي عليا بالأسم كمان
توقفت المرأة العجوز تبصرها بانبهار مدمدمة
بسم الله ماشاء يا حلاكي يا بنية يا حلوة تعالي يا بت 
قالتها لتقبض على كفها وتجلسها بجوارها للتأمل بها بتمعن قائلة
اخر مرة شوفتك فيها كان من يجي ست سنين يوم جوازة اخوكي غازي على بت عمه سعيد صح ولا لاه
ضحكت تومئ لها برأسها
صح يا خالة وحتى سلمتي علي وكان معاكي مرة ولدك الكبير انا كمان فاكراكي 
تبسمت لها برضا قبل أن تميل عليها هامسة بسؤالها الملح والذي تتوقعه روح دائما
اتجوزتي بجى واد عمك اللي كنتي مخطوباله
هزت برأسها تنفي بابتسامة كالعادة أصبحت لا تبالي بها حتى وهي ترى وجه المرأة المجعد تغضن بحيرة متابعة الاستفسار والذي قطعته جدتها فاطمة بردها
مكملتش مع واد عمها يا خيتي ولسة نصيبها مجاش ادعيلها ربنا يفك العجد هي اللي بيجوها جليل يعني 
ازداد عبوس المرأة التي مازالت قابضة على كف روح تخاطبها بحيرة
كيف دا يا ابوي البت العسل دي تجعد كدة وواد عمها ده اعمى عشان يسيبها
زاد التدخل وهذا ما تكره في طباع الكبار رغم تقديرها الدائم لهم فتبدلت الابتسامة لتفلت يدها من المرأة حتى تنهي النقاش
واد عمي زينة الشباب انا اللي فسخت الخطوبة لما حسيت اني مش جادرة كل واحد بياخد نصيبه عن اذنك 
همت لتغادر ولكن المرأة اوقفتها بإلحاح
استني يا بتي ما تشوفي ريحتها يا فاطنة ليكون معمولها حاجة توجف حالها  
فردت جدتها كفيها أمامها بقلة حيلة للمرأة وضجت هي حانقة بهذه الجمل التي تحفظها عن ظهر قلب ولكنها التزمت الأدب والرد بزوق تجيده
كل حاجة نصيب يا خالة وانا هأذي مين يعني عشان يعمل اعمال ويوجف حالي عن اذنك بس اروح اشوف ايه اللي وراي 
قاطعتها بإصرار تمنع عنها الانصراف
يا بت استني مش لازم يكون حد جاصدك بالعنية مش يمكن خطيتي على مية مسحوره أو حاجة معمولة لغيرك الحاجات دي بنسمع عنها كتير لازم تعسي على نفسك 
اومأت بابتسامة صفراء مفضلة عدم الاستمرار بجدال عقيم وهذه المعتقدات الراسخة بالعقول لن ينفع معها الاقناع مهما حاولت وتسحبت بنعومة تترك جدتها وصاحبتها حتى اذا دلفت لغرفتها ارتفعت يدها نحو السلسال الصغير الذي يلتف حول رقبتها تتحسسه بزفير خرج بدفعة كثيفة من هواء تشبع بحنينها والإشتياق المرير لتغمغم بتمني
امتي بجى الغايب يعود والطير المهاجر يرجع لوليفه!
على جانب الطريق الصحراوي والقريب من الزراعات 
توقفت سيارة النقل الثقيلة والمحملة بأطنان من أجولة الدقيق ليترجل منها يسحب مساعده نحو الذهاب إلى القهوة المعروفة لاستراحة السائقين في هذا الوقت من الليل قبل الشروع في رحلاتهم نحو وجهاتهم نحو المراكز والمحافظات 
يشاكسه كالعادة بلف ذراعه حول رقبته
ياض مش ناوي تتجوز ياض وتكمل نص دينك اتجوز يا ولدي خليني أحضر فرحك 
يا عم حجازي انا عايز والله بس هي فين دي صاحبة الموصفات اللي رايدها هاتلي واحدة شبه ياسمين صبري وانا اتجوزها من عشية 
ضحك مقهقها يردد خلفه بتفكه
ېخرب مطنك يا جزين ياسمين صبري مرة واحدة ليه فاكر نفسك ابو هشيمة 
وه يا عم حجازي دا انا احسن منه والنعمة 
يا راجل
استمرا الاثنان بمزاحهم حتى وصلوا ليتخذوا مقاعدهم داخل محيط القهوة من الداخل غافلين عمن وقف يراقبهما وقد تفاجأ بظهورهم بالصدفة في هذه الوقت من حضوره وانتقلت عيناه نحو السيارة التي كانت في موقع متطرف لحجمها الكبير بعيدا عن باقي السيارات وعيناه تركزت عليها وكأنه وجد فرصته 
يتبع
الفصل الخامس
طرق عڼيف على باب الغرفة جعله يستيقظ عن نومه بفزع وصوت شقيقته من الخارج يصل لاسماعه تهتف منادية باسمه بنبرة يتخللها الارتياع زاد من توجسه
فهذا الفعل منها وبهذه الصورة لا يصدر الا اذا كان الأمر جلل
أيوة يا روح انا صحيت اها 
قالها
وقدميه تخطو نحو الباب كي يرى ما بها متجاهلا زمجرة لزوجته الحانقة من خلفه
اعوذ بالله يارب في حد يصحى الناس كدة وعلى خمسة الفجر كمان
حدجها بنظرة محذرة قبل أن يضع يده على مقبض الباب كي تغلق فمها حتى إذا ما ظهرت شقيقته أمامه خرج صوتها بلهفة وكلمات سريعة غير مترابطة
اللحج يا غازي البلد كلها مجلوبة برا على سيرة العربية التريلا اللي اتجلبت في الترعة الكبيرة البس بسرعة عشان تحصل الناس وتشوف اللي كانوا سايجبنها ايه ظروفهم روح طمنا يا واد ابوي
طالعها بعدم فهم يسألها مستفسرا
عربية ايه ومين هما اللي اطمنك عليهم
على صوتها بعدم احتمال للاخذ والرد
بجولك عربية تريلا يا غازي واللي كانوا سايجها طالع كلام انه جوز بت عمك هريدي 
يا مري حجازي
صاحت بها فتنة بصوت أجفلهما وذلك لالتماسمها الاهتمام منها وهذا قلما يظهر
عليها في أي أمر لا يخصها استدركت لتصحح سريعا موضحة
ما هو يبجى جوز نادية ودي بت عمي وصحبتي برضو من مدرسة الصنايع 
نادية مين
اردف بالسؤال ليفاجأ برد فعل شقيقته التي هتفت به صاړخة
تاني هتسأل اتحرك يا غازي وشوف المسؤلين اللي تعرفهم نادية تبجى بنت عمك هريدي واخت عزب شريك ناجي اخو مرتك يعني في كل الأحوال أمرها يهمنا 
اومأ بتفهم ليتحرك برأس مثقل ما زال متأثرا بالنعاس وتناول هاتفه كي يقف على حقيقة الأمر من المسؤلين أولا
وفي خارج في المنزل
كان الخبر قد انتشر كاشتعال الڼار في الهشيم لتزحف اعدادا مهولة من البشر تهرول نحو موقع الحاډث الذي تم في جوف الليل ولا شواهد حتى الان تونبئ عن السبب الحقيقي لها ان كان حاډث مدبر أم هو قضاء وقدر بالإضافة إلى المصير المجهول لقائدها ومساعده
كانت هي ضمن من علموا وذلك لانقطاعه المفاجئ عن مكالمتها او حتى الرد على اتصالاتها العديدة برقم هاتفه حتى تمكن منها القلق ليسرق النوم من أجفانها والراحة من بدنها فظلت على محاولاتها حتى يأست لتتصل على شقيقها لمساعدتها في السؤال وكان رده القاسم لها حين أخبرها بالمقولات المتواترة من أهل البلدة يطالبها بالانتظار حتى يذهب ويتأكد بنفسه ولكنها لم تفعل بل خرجت على الفور بعباءتها السوداء تهيم على وجهها نحو المكان الموصوف دون تفكير أو تردد لتقابل بنظرات الاشفاق العديدة من الجمع المتجمهر في بقعة الحاډث 
كانت كالتائهة تطالع الوجوه بأعين مشتتة خاوية تبحث بعيناها عن مقصدها غير منتبهة لأي شيء حولها ولا بغرابة مجيئها حتى وقعت انظارها على القسم الخلفي من السيارة المنقلبة في قلب المصرف العميق لوهلة شعرت بقلبها توقف عن النبض قبل أن تتمالك لتتعمق حتى وصلت لموضع الماء وقد أصبحت الصورة أقرب واعين الجميع تلفتت إليها حتى انتبه لها شقيقها ليهرول لها بغضبه يمنعها من التقدم
انتي اتجنيتي يا نادية جاية برجلك ولوحدك كمان ارجعي خلصي على ما نشوف اخرتها  
خرج صوتها المهتز باهتزاز قلبها من الداخل وكلمات غير مترابطة
دي عربيته عربيته يا عزب طب هو فين سابها ومشي ولا بدل مع واحد تاني يسوجها بداله اكيد مش هو اللي بيدوروا عليه دلوك صح أكيد
علم أنها ليست على حالتها الطبيعية لذلك فضل التعامل معها بتريث يهادنها بالحديث
اكيد طبعا تعالي معايا استنيه في بيتك ياجي بنفسه ويطمنك بلاها منها الجاعدة هنا وسط الرجال تعالي يا بت ابوي
لاه انا مش متحركة من هنا غير لما اتأكد بنفسي 
صاحت بها بوجهه تجفله بقوتها حتى عاود محاولاته بانفعال وحزم قابلته بإصراراها غير قابلة عن تحريك قدمها ولو خطوة للخلف حتى اصطدمت بمشهد أحد الأفراد الذي كان يتم إخراجه محمولا على الأيادي ورأت طرف الثياب المبتل يعلمها عن صاحبه لتخرج صړخة باسمه شقت صخب المكان لتلتف جميع الرؤس حولها مما إدخل الڠضب بقلب شقيقها الذي صار يزجرها پعنف كي تتراجع عن اصرارها في التقدم وتزداد صډمتها
سيبني اشوفه اتأكد هو ولا مش هو 
ارجعي معايا خلصي دلوك وبعدين هلخليكي تشوفيه  
سيبني يا عزب سيبني سيبني  
صارت تهذي بالكلمات حتى تمكن منها الإجهاد لتسقط فاقدة الوعي وتلقفتها ذراعيه قبل تقع أرضا ولكن حجابها نتيجة الشد والجذب انفلت نصفه اثناء السير بها فانفطرت عقدة شعرها في الخلف ليتدلى كشلال اسود خطڤ أعين الجميع لروعته رغم سوء الظرف 
في هذا الوقت كان غازي قد وصل بسيارته لتقع عينيه عليها كالجميع وقد انحجب وجهها في حضڼ شقيقها الذي كان يحملها مهرولا نحو سيارة ناجي الذي أوقفها بالقرب منهما متطوعا بشهامة ليقلها معه إلى منزلها فخرج صوت غازي متجهما بتسأؤل نحو أحد رجاله المقربين بسيوني
مين دي اللي شايلها عزب وبيفر بيها
دمدم له الرجل بأسف
دي تبجى اخته يا كبير مرة حجازي
ااه 
تمتم بها قبل أن يواصل طريقه نحو مركز التجمع والحاډث يغمغم داخله بسخط
كان غطالها شعرها زين المخبل ده بدل ما هو مفلوت كدة وخلى كل الناس تتنح فيه 
في منزل فايز والذي استيفظ اخيرا على صياح زوجته
اللحج يا فايز اللحج يا جزين
بيجولوا ولدك غرج في الترعة بعربيته اصحى شوف ايه الحكاية 
انتفض يطالعها بعدم تصديق مرددا
ايه بتجولي ولدي مين اللي غرج مالك
الشړ برا وبعيد 
ڼهرته بها ملوحة بيدها أمام وجهه لعدم تكرارها واستطردت ساخرة باستهجان 
مالك الصغير! هو معاه رخصة اساسا يا راجل فوج كدة البلد كلها ملمومة من الفجر هناك ع المكان اللي وجعت فيه جوم شوف هتعمل ايه ولا عايزهم يمسكوا سيرتك
رفرف بأهدبه وكأنه لم يسمع جيدا يردد بعدم استيعاب
كيف يعني ماټ ازاي الكلام دا صح ولا كدب
بنفاذ صبر عادت مشددة بكلماتها
أمر الله وجته وازف انت هتعترض ما تخلص ياللا الناس كلها جاعدة هناك من الصبح 
انتفض يجلس بجذعه على الفراش بوجوم اعتلى
ملامحه ومشاعر مختلطة لا يعرف ماهيتها هذا الولد الذي كان يسخط عليه مساء يردف لسانه بأقبح الأوصاف عليه مع زوجته والتي كانت في هذا الوقت تتحرك سريعا لتبديل ملابسها وكأنها لم تدعي عليه منذ ايام وكأن الله استجاب لداعائها ليعيد إليه حقه المسلوب لكن لما يشعر الان پألم غريب يغرز صدره
عادت إليه ناصحة
ياللا يا فايز جوم اتحرك مش عايزين حد يجول ان ابوه بس اللي ناجص لازم تبجى معاهم وتبين وشك ابوك كمان ۏجع من طوله وجابوله الدكتور 
ابويا انا كمان ۏجع من طوله 
تمتم بها ليكمل حديثه متسائلا
معجولة كل ده من دعوايكي يا شربات تجيبهم ارض والسرعة دي
اومأت لاوية ثغرها بضيق متمتمة
لا هو كان بالدعاوي ياك دا جدر ومكتوب يعني مش لساني هو اللي هيعدلها جوم ياللا وبلاها حديت يا فايز  
شددت بالأخيرة ليستجيب ناهضا باقدام متثاقلة وفكر متشتت وما زال هذا الجزء الخفي بصدره يؤلمه ولا يعرف سببه 
بداخل منزل عبد المعطي الدهشوري والذي امتلأ بأعداد النساء الملتفة حول أهل المنزل لمؤازرتهم كسليمة التي تلقت الخبر بإيمان متعاظم قد تحسد عليه مصابها جلل وأكبر من أي تحمل ولكنها وبرغم ضعفها وسكوتها دائما إلا أنها أثبتت للجميع أنها قوية بصبرها عكس الرجل الكبير الذي لم يحتمل قلبه لينقل إلى المشفى تحت الرعاية المشددة ولا سکينة التي انفطرت من الحزن على ذهاب حبة قلبها أما هويدا وشقيقتها نعيمة التي نزلت من المدينة المتزوجة بها فور علمها بالخبر لتعبر عن حزنها بالصړاخ والنواح مع باقي النسوة التي شق قلبهم رحيل اعز شباب العائلة وأحسنهم خلقا
شربات والتي اتخذت وضعها في البكاء والتعديد لم تلقى أي تجاوب من أحداهن فتقلت معاملتها كالغريبة وكيف للأذهان أن تنسى فعلها
أما نادية فقد التزمت الفراش بحقنة مهدئة بأمر الطبيبب في هذا الوقت والذي أتى به شقيقها بعد حالة الاڼهيار التي تعرضت لها ليتركها برعاية والدتها وشقيقاتها وبعض النسوة التي كانت تطل للاطمئنان عليها 
حين خرج من المنزل وجد ناجي في انتظاره ليتلقفه فور ظهوره سائلا 
ايه الأخبار عاملة ايه دلوكت
اومأ له بحركة من رأسه غير قادرا على التفوه ببنت شفاه ربت بكفه على عظم أكتافه ليفتح له باب السيارة كي يستقلها معه يوجه بسؤاله الاخر
طب والواد جاعد مع مين دلوك
خرج صوت عزب ببحة مخټنقة
أمي مرعياه ومش سايباه واصل دا غير خلاته كمان ربنا يجومها هي بس
عقب على قوله سريعا
ان شاء الله هتجوم وهتبجى اخر تمام كمان شد حيلك انت وبس وخليك جامد وانا معاك ومش هسيبك واصل يا واد عمي احنا مشوارنا دلوك ع المستشفى عشان نخلص الإجراءات صح
في وقت لاحق 
وبداخل دار المناسبات العائلية والتي اقيم بها عزاء الفقيد يتلقى عزاءه مجموعة كبيرة من أعمامه الكبار وأولا أعمامه من العائلة كفعل طبيعي اتخذ والده وضعه وسطهم ومع ذلك كان منبوذا لا أحد يوجه له هذه الكلمات المعروفة في المؤازرة ولا حتى تتخذ مشورته في ترتيبات الصوان الضخم وما قد يكلفه من مال حتى استقبال الشخصيات الكبيرة والتي تقوم بواجبها في هذه الأوقات 
هذا بالإضافة لتلك النظرات العدائية والكارهه التي كانت توجه نحوه وكأن وجوده بينهم كعصرة ليمون مجبورين عليها من أجل التقاليد العائلية المتوارثية ليزيد بقلبه السخط عليهم جميعا فقلبه الأحمق ما زال أعمى بحب النفس بشعور بالاضطهاد وحقدا على من استأثر بالحب والتقدير حيا ثم حتى في مماته 
من جهة أخرى كان غازي يقوم بواجبه بقضاء أكبر قدر من الوقت بحكم ارتباط العائلتين بصلة نسب تجمع بينهم علق منتبها لما يراه من أمر عجيب لرجله
ايه الحكاية مال الجزين دا عامل زي الجربان وسطيهم اشحال اما كان المېت ده يبجى ولده
مصمص بسيوني بشفتيه في البداية قبل أن يجيبه بأسى
ليهم حج مدام راح الزين واتبجالهم ابو وش عفش ده اعوذ بالله راجل سو فضل يداعي ويشنع على ولده لحد ما راح المسكين وسابهالوا خضرة مخضرة ياك يتهد ويستريح 
طالعه غازي بدهشة اختلطت بحنقه سائلا
وه وليه الكره دا كله ناحية الراجل يعني عشان خمورجي وصاحب كوباية
تجعدت ملامح بسيوني بضيق شارحا
يا عم غازي افهم الموضوع كبير ويخص بتنا اللي كانت مرة المرحوم دلوك كمان انا مستعد
احكيلك على كله 
االقى غازي نحو صهره ناجي والذي مر من أمامهم بصحبة عزب ليتخد مقعده بجواره وكأنه التصق به حتى جعله يستغرب أمره وهذه المبالغة في تأدية الواجب قبل أن يعود منتبها للآخر يجيبه
جول يا بسيوني على ما يبدأ الشيخ من تاني كدة كدة الجعدة مطولة 
في المساء
وبعد انتهاء اليوم الأول في العزاء دلف غازي لمنزله بعد أن أدى واجبه كاملا تقديرا لابن عمه عزب في تقليد متوارث بالدعم المؤازة في هذه الأوقات الخاصة من الحزن قبل الفرح لجميع الأفراد حتى لو كان الأمر يخص عائلة أخرى
وجد جدته
على مقعدها بوسط الصالة ممسكة بسبحتها تردد عليها الأذكار  
مسالخير يا حجة 
مسالخير يا ولدي 
خرج ردها بصوت غلفه الحزن ليرتد عليه بتأثر جعله يقرر الجلوس معها متراجعا عن الصعود الى طابقه ليستريح رغم أجهاد جسده المتعب وبادرها بسؤاله
البت روح مش باينة ليه لحجت تنام
نفت تجيبه بتنهيدة مسبقه
لا يا ولدي روح مببتة مع بنات هريدي النهارده مرديتش تسيبهم ولا تسيب البنية التعبانة اهو الحزن لما بيتوزع برضوا بيجل 
اومأ بتفهم لوجهة نظرها والتي قد تكون بسيطة في مفهومها لكنها في الحقيقة تحمل أكبر التأثير فما أصعب الحزن الذي يأتي على الأنسان وحيدا انتابه الفضول لفتح حديث معها
لكن هي بت هريدي اللي دي اترملت النهاردة هي الأكبر ولا عزب
على الفور نفت فاطمة بذاكرة نشطة
لا يا ولدي اكبر كيف دي اصغر واحدة فيهم ست وعشرين كمان متمكلهاش في عمر مرتك ويمكن أصغر انا فاكرة زين يوم ولادتها أمها ومرت سعيد ولدي كانوا الاتنين حوامل بس مرة ولدي ولدت جبلها بخمس اتشهر انا افتكرت دلوك زين 
تبسم لها بإعجاب يثني عليها
لا ما شاء الله عليكي يا حجة فاطمة الذاكرة حديد صح يعني طب تصدجي بالله انا كنت سمعت فتنة مع الصبح بتجول انها كانت معاها في المدرسة ومكملتش اليوم اها ونسيت لكن انتي الله اكبر عليكي 
بادلته استجابة ضعيفة بالابتسام تعقب على قوله
وانا ايه اللي هيخليني انسى بس طب انت مشغول بمېت حاجة انا بجي ايه اللي ورايا
توقفت لتسأله باندهاش
يعني انت متعرفهاش خالص يا غازي ولا مرة شوفتها 
نفى بصدق ظنه
عمري او يمكن اعرفها ومش واخد بالي ما انا مش بركز في الحريم يعني 
ردت تجيبه بتأثر
لا يا ولدي مش موضوع تركيز انت كنت دايما مشغول مع جدك يا اما في الدراسة مكنش عندك وجت تروح وتاجي زي باجي الشباب ولا تعرف دي ولا تشوف دي طول عمرك كبير يا حبيبي 
اومأ بنصف ابتسامة لها لا يعلم المغزى خلف كلماتها ان كان أطراءا له أم اشفاقا عليه 
انتبه على صوت بناته الصغار يدلفن بجلبتهن مهلالات نحوه
بابااا 
تلقف يستقبل كل واحدة منهن بالقبلات قبل أن يجفل بهيئة زوجته مرتدية ملابسها الملونة وكأنها لم تذهب للعزاء من الأساس 
ايه ده يا فتنة هو انتي مروحتيش الواجب  
سألها بدهشة اعتلت تعابيره فردت تجيبه بتقليل
لا طبعا روحت بس هي لحضة لحد الضهر وبعدها جضيت بجيت اليوم عند امي 
مال برأسه لها يطالعها باندهاش مرددا
لحد الضهر كتر خيرك والله اللي يشوف صرختك في الصبح على جوز صاحبتك ما يشوفكيس وانتي داخلة بالملون ولا هامك 
أجفلها تعليقه المباغت لها حتى بدا عليها طيف من توتر سرعان ما سيطرت عليه لتعترض قائلة
وافرض يا سيدي زعلت ع اللي اترملت ما انا روحت وجضيت الواجب اها هعمل ايه تاني زيادة اشيل الطين بجي وافضل حزينة عشان خاطرها هي لو انا مكانها كانت هتعمل زيي 
الف بعد الشړ ما تنجي كلامك يا بت 
هتفت بها فاطمة بمقاطعة حادة وقد ازعجها القول لتحدجها بنظرة ڼارية اغضبتها فردت مدافعة
خبر ايه يا جدة انا بجول لو لو مش بفول يعني وع العموم انا طالعة شجتي وسايبهالك اها 
قالت الاخيرة وتحركت على الفور نحو الدرج دون انتظار ليعلق غازي للمرأة التي اكفهرت ملامحها
خبر ايه يا جدة وشك جلب كدة دا حتى المۏت علينا حج 
ضغطت فاطمة تزفر أنفاس ساخنة مشحونة بڠضبها لتردف بلهجة لانت بعض الشيء
وانا مجولتش حاجة يا ولدي انا بتكلم ع اللفظ دا حتى بيجولوا اللفظ سعد ما تعرفش هي الكلام ده 
تبسم يرد بسخرية خلت من المرح
لا ما هي متعرفش سعد ولا سعيد تعرف بس ابو الڠضب 
وعودة الى منزل الدهشوري 
حيث استيقظت في وقت متأخر من الليل بعد ان ذهب منها مفعول المهدئ لتجد نفسها داخل الغرفة وحيدة ترتدي ثوبها الأسود وشقيقتها غافية بملابسها السوداء هي الأخرى وقد افترشت الأرض أسفلها كي لا تبتعد عن رعايتها عاد الوعي إليها تدريجيا لتستفيق على واقعها المؤلم بأنها أصبحت وحيدة حتى ابنها لم يكن معها لتخرج صړخة من جوفها تشق قلب الظلام توقظ جميع من في منزل من ساكنيه أو نساء باتت ليلتها في تادية للواجب معهن 
يا حجازي 
انتفضت شقيقتها مفزعة لتخفف عنها ثم امتلأت الغرفة بعدد من البقية كوالدتها وسليمة التي ضمتها لتخفف عنها تتلقى بكاءها الحارق على صدرها حتى جعلتها
هي الأخرى تضعف وتذرف الدمعات معها قبل أن تجفلها بندائها الملتاع
انا عايزة ولدي هاتولي ولدي فين معتز
ركضت شقيقتها لتأتي به وتسلمه لها نائما تخاطبها بحرص
حن عليكي ما تفزعيه من نومته 
تناولته منها تضمه برقة وتجاهد لتنفيذ رغبتها لكن سرعان ما غلبتها عاطفتها لتشدد عليه پبكاء مكتوم جعل الجميع يخشى استيقاظه قبل أن تتجرأ روح لتهادنها بهدوء تمتص فزعها
براحة يا نادية سيبه يكمل في
حضڼ امك هو انتي مش هتأمني أمك حن عليكي يا حبيبتي نادية 
استلته من يدها بصعوبة لتخطفه والدتها على الفور منها وجلست جواره من الناحية الأخرى لتضمها بحنان جعلها تسكين تمسح بكف يدها على شعر رأسها تتلو عليها من ايات القرآن الكريم حتى استسلمت آمنة للنوم اخيرا  
فهمست شقيقتها بتقدير واعزاز
الله يبارك فيكي ويسعدك يا روح ك الحنين خلاها تطمن وتنام 
عقبت على قولها زوجة شقيقها عزب
طب النهاردة ونامت بجية الايام هتعمل ايه الله يكون في عونها  
عبست روح لتشد الغطاء عليها قبل أن ترد على المرأة والتي تدعى عزيزة
ان شاءالله خير وربنا معاها واحنا مش هنسيبها كلنا في ضهرها هي مش بت عمي لزم لكن اكتر من اختي
وفي منزل فايز 
والذي ظل مستيقظا بأجفان مفتحة لا يقربها النوم ېدخن بشراهة ولا يتوقف حتى استفز زوجته والتي استيقظت من نومها على حركته
خبر ايه يا فايز رايح جاي ع البلكون تدخن وتشرب شاي لما خايلتني يا راجل وصحيتني من أحلى نومه 
نهرها بأعين حمراء نتيجة السهر والټدخين يرد
ما انتي لو عندك ډم ولا احساس كنتي تجومي تسويلي انتي ولا حتى تسهري معايا تونسيني بدل ما انا جاعد زي جرد جطع وانتي البعيدة بتفكري بس في نومك 
لوت ثغرها بزواية تخبئ وجهها عنه قبل أن تنهض على غير ارادتها لتذهب وتجلس جواره متصنعة اللطف
معلش يا خوي انا بس غلبني النوم لكن اها هجعد جمبك ان شالله حتى لحد الصبح 
ظل على صمته يطالعها بتجهم غير ابها لمبادراتها في الانضمام اليه حتى علقت بعتب
خبر ايه يا فايز ايه لزوم جلبة الوش دي يا راجل حصل ايه
زفر مرددا لها بسخط
حصل ان ولدي ماټ 
ضيقت عينيها تستوعب عبارته ولكنه تابع مصححا بعند
والناس كلها محسساني ان انا السبب في مۏته عشان دعوة ولا شتيمة طلعت مني في وجت ضيق طب يعني انا كان ايه بيدي بعد ما كل عليا حجي في البيت كنت راسه واهني يعني ولا ايه محدش فيهم جاعد في مكاني كلهم بيعاملونني النهاردة ولا اكني مرض يسلموا عليا بالعافية والكلمة تطلع من تحت الضرس فيه ايه كلت ورث ابوهم انا
استدركت على حالته لتمتص غضبه مهونة
خلاص يا خوي ولا يهمك دول كلهم ناس سو اساسا ربنا يبارك في عيالك وأي حد يلوم عليك ربنا يبتليه 
سألها مرددا خلفها باستفسار
يبتليه بإيه
يبتليه باللي ياكل حجه طبعا ولا انت فاهم جصدي ايه
اومأ رأسه بتفهم ليعود شاردا في الفراغ مرة أخرى لتأخذ هي فرصتها في التطلع إليه ورأي ترسخ بعقلها زوجها متقلب ولا أحد يعرف بما يدور برأسه أبدا
بعد عدة أيام 
وقد هدأ الوضع إلى حد ما وصل غازي بصحبة رجل الأمن إلى منزل الدهشوي بغرض التحقيق معهم بصفة ودية بعد ما توصلوا إليه من معلومات جديدة نتيجة البحث وتقرير المعمل الجنائي 
استيقظت هي في هذا الوقت من الصباح مبكرا عن أي يوم بطاقة غريبة جعلتها تمارس نشاطها العادي قبل الحاډث بالاستحمام مبكرا ثم تأدية فرضها من الصلاة حتى تفاجأت بها والدتها التي لم تترك المنزل أو تتركها لتعلق بتهليل
بسم الله تبارك الله حرما يا بنتي 
ردت وهي تلملم سجادة الصلاة لتخلع عنها الاسدال وتتناول منها طفلها
جمعا ياما ان شاءالله فطرتيه
أيوة يا حبيبتي فطرتوا وشرب كوباية اللبن كلها كمان 
قالتها جليلة لتتوقف متأملة وجه ابنتها المشرق في مداعبة صغيرها وغمره بحنانها المعهود لتجدد على الإثناء عليها
ما شاء الله يا بتي ايوة كدة فوجي واصحي لدنيتك وولدك ربنا يبارك فيه 
رفعت رأسها إليها بابتسامة راضية
حمد لله بس انا جايمة النهاردة وفايجة شوية عشان شوفته ياما 
ذوت جليلة ما بين حاجبيها تسألها بفضول
شوفتي مين يا نادية
حجازي 
حجازي!
أيوة حجازي ياما جاني بوشه اللي زي الجمر في حلم جميل خلاني صحيت وانا جلبي مستريح ومبسوط 
زاد الفضول لدي جليلة لتعود اليها بالحاح
وعلى كدة شوفتي ايه يا بتي
دنت نادية على الوجنة المكتنزة لطفلها تطبع عليها متلهفة قبل أن ترد
هجولك واحكيلك عليه كله بس الأول عايزة أسألك فين عمتي سليمة ولا جدتي عايزة اشوفهم الأول جبل ما اطلع اروح لجدي عبد المعطي واطمن عليه في المستشفى 
ابتسامة ضعيفة شقت زاوية بوجه جليلة وقد اكتنفها الذهول لتعقب
وماله يا بتي اطلعي وخشي دي الحبسة في البيت تجصر العمر بس استني شوية على ما يمشي الظابط اللي تحت 
انتفضت تقاطعها بتساؤل
وايه اللي جاب ظباط عندينا وهو جاعد مع مين اساسا
التوى ثغر جليلة لتجيبها بامتعاض
جعد شوية مع سليمة وهويدا ودلوك جاعد مع فايز 
جاعد مع
مين
هتفت بها بحدة قبل أن تباغتها لتنهض وتعيد إليه الطفل متجهة نحو خزانة ملابسها تردف
انا نازلة اشوفه بنفسي 
پخوف غريزي حاولت جليلة منعها
ولزموا ايه بس تنزلي يا بتي احنا اساسا جولنالوا تعبانة
واخوكي جاعد تحت مراعي مع ولاد عمك دا غير كمان سند وعيسى ولاد نعيمة وهويدا 
تناولت عباءة جميلة سوداء لتلتف أليها بملامح مشتدة تخاطبها بحدة
يعني اللي من الشرج والغرب حاضر وانا اللي اسمي مرته ويخصني الأمر اجعد مكاني زي السرير اللي كنت نايمة عليه الله يسامحك ياما كان لازم تبلغيني من الأول ولا يكونش فاكراني هخاف وادسى
وفي الأسفل 
كانت الجلسة التي جمعت رجل الأمن بفايز في جهة قريبة الى حد ما من مجلس غازي مع باقي الأفراد يتابع بتململ هذه الأسئلة الروتينية والمكررة من فرد لاخر يحصي الدقائق لانتهائها 
احنا الساعة كام دلوك عايز بجي اشوف مصالحي 
تمتم بها هامسا لرجله الدائم بسيوني والذي اجابه على الفور بنفس الطريقة 
الساعة داخلة على تسعة هانت ينتهي بس من الراجل العفش ده وبعدها نخلص ان شاءالله  
ان شاءالله 
غمغم بها من خلفه قبل أن يتوقف عن الكلام مجفلا برؤيتها تنزل درجات السلم أمامه بثقة وهيئة اسرته لتتعلق ابصاره بها غير قادر على إحادة عينيه عنها حتى تسائل مع الرجل الذي جالسا جواره
مين دي
تطلع بسيوني نحو ما ينظر اليه قبل أن يقترب منه يجيبه 
ما هي دي نادية اللي تبجى مرة المرحوم حجازي واللي كان ھيموت عليها ناجي واد عمك واخد بالك
قال الاخيرة بمغزى فهمه ليلتف نحو المذكور فوجد ابصاره تلتهم تفاصيلها حتى اقتربت من ضابط الأمن تعرفه عن نفسها قبل أن تجلس مقابلة لفايز وتعطيه ظهرها
اشتعلت رأسه لفعلتها وضاق ذرعا بشغف ېقتله للمعرفة مستهجنا هذه المسافة الفاصلة بينها وبينه وقد رأها في هذه اللحظة أميال لينتفض فجأة ناهضا عن مقعده ينوي تقريب المسافة 
استوقفه بسيوني سائلا بدهشة
رايح فين يا كبير 
رد يوجه انظاره نحو البقية بتجهم
رايح اجف مع بت عمي 
قالها وتحرك حتى احتل المقعد المجاور لفايز ليتضح وجهها بالكامل رجفة مفاجئة تسللت داخل جسده الضخم وصورة الفتاة صاحبة أجمل عيون رأها قبل ذلك تتشخص أمامه لحما ودما ولكن ينقصه فقط نظرة من عينيها حتى يتأكد فتلك الفتاة العالقة في ذهنه كانت في الثانية عشر من عمرها أما من يراها الان فهي امرأة مكتملة الأنوثة
تتحدث غير منتبهة اليه وهو يتحرق لنظرة واحدة منها حتى تؤكد له صدق ظنه يجزم داخله ان من يراها الان امامه هي من احتلت خياله وأحلامه عدد السنوات الفائتة من وقت لقاءه اليتيم بها ولكن كيف يتأكد وهي تحجب نفسها عن النظر إليه
لقد نسى الزمان ونسى الظرف ولم يعد برأسه سوى فكرته ألمترسخة بداخله للتأكد من شخصيتها لذا لم يتردد أو يعطي نفسه مساحة من التفكير فور رؤيته للطفل الذي كان يتقدم بخطواته الصغيرة نحوها ليوقفه مسيرته بأن التقطه بيداه الاثنتان بحنو ليحمله على حجره 
نجحت خطته بأن لفت انتباهاها والټفت نحوه بأعين متسائلة متجاهلة كل شيء ليلتقي قمريها الاسودين عيون الريم الواسعة والمزينة بكحل طبيعي يجعلها كالحورية 
انتفاضة قاسېة شعر بها كصاعق كهربائي ضړبت قلبه من الداخل ليشعر بألمها وكأنها أعادت إليه الحياة وبرودة غريبة زحفت لتجمد الأعضاء الحيويه بجسده تحرم عليه الحركة ليظل مزبهلا لها بانشداه وقد خلى عليه العالم الا منها
انها هي هي الفاتنة التي سړقت منه النوم وجعلته أسير البحث عنها 
وجهها كالبدر لم يؤثر فيه الحزن ولا الذبول بل زاده اللون الأسود لحجابها وما ترتديه اشراقا ونضارة يتسائل داخله ان كان هذا وضعها في الحزن فكيف تكون في هيئتها العادية أو الفرح ثقة لم تغب عنها منذ طفولتها وبراءة تغلب طبعها مهما ادعت غير ذلك تبقى فقط ضفيرتها الطويلة السوداء تبا
تذكر بخاطره الاخيرة شلال شعرها الأسود والذي تساقط من الحجاب يوم ۏفاة زوجها ليكون لكل الأعين حتى دلف بها شقيقها داخل سيارة صهره ناجي
انتقلت عينيه نحو الاخير فوجده ما زال على وضعه بجوار عزب شقيقها يتحين الفرصة بأعين متربصة 
يفهم الان سبب التصاقه به منذ مۏت زوجها 
ثم هذان الشابان أقرباء الراحل المدعو سند والاخر عيسى يرى بأعينهما المسلطة عليها الإعجاب الواضح مهما كانت طريقتهما مهذبه أو بها أخلاق حتى رجل الأمن هو الآخر اللعڼة انها مطمع للجميع 
تسارعت أنفاسه يجاهد للسيطرة على ڠضب مكبوت بداخله يدفعه لحړق الأرض ومن عليها ابتلع بصعوبة ليجلي رأسه من أفكارها المچنونة ليلتهي بالحديث الدائر بينها وبين رجل الأمن 
يعني انتي متأكدة ان جوزك ملهوش عدوات يا مدام نادية
القت بنظرة ڼارية نحو فايز فهمها جيدا ليحدجها بأعين مشټعلة تلقفتها بتحدي وهي تجيب الرجل
لا طبعا أكيد في انا جوزي مكنش هين ولا أي كلام والزين لازم يبجاولوا اعداء 
استدركت فجأة لتسأله عن مغزى السؤال
جصدك ايه بالكلام ده انت مش جولت ان دا إجراء روتيني عشان حاډثة الغرج
صمت يطالعها بنظرات زادت من توجسها قبل
أن يجيبها بمراواغة
هو فعلا إجراء روتيني واحنا بس بنعطي تخمينات عشان يعني لو تقرير المعمل الجنائي اثبت ان
سبب الحاډثة وراه فعل فاعل في تخريب السيارة 
صمت مهيب خيم على رؤوس الجميع پصدمة الجمتهم في البداية قبل ان يقطعه قول هذا المدعو سند بحمائية نابعة من صداقة قوية مع الراحل
ازاي يعني الكلام دا لو طلع صح احنا لا يمكن نسكت لو حتى كان الجاني مين
قال الاخيرة بنظرة واضحة نحو خاله ليضيف على قوله عيسى
أيوة امال ايه معزة حجازي تغني عن أي جربة ولا صلة ډم 
الاخيرة كانت واضحة كضوء الشمس أمام الجميع فلم يفهمها فايز وحده بل ورجل الأمن أيضا والذي تابع تحقيقه مع نادية والتي كان صمتها ابلغ رد على حالتها الغريبة
لو حاسة انك تعبانة ممكن نأجل لوقت تاني 
بانفعال لم يقوى غازي على كبته قاطعه پحده يجفله
تأجل فين تاني يا سعادة الباشا ما اديك شايفها تعبانة اها لو ظهر دليل يثبت تخمينك يبجى ساعتها فيها تصرف تاني 
لملم الرجل أوراقة لينهض بوجه اعتلاه الضيق مستئذنا في الانصراف نهص معه بسيوني ليتكفل بواجب الضيافة له ليلحق بهما فايز الذي تحرك مغادرا دون استئذان 
ليهتف هو الاخر منهيا أي فرصة لبدء نقاش قد يدور معها
خلاص واحنا كمان نجوم نشوف مصالحنا ياللا يا اخ سند انت وعيسى على المندرة تكملوا واجب عزاكم 
وانت يا ناجي اسبجني ع العربية عايزك 
اعترض الاخير امام نظرات الاستغراب من الشابين
انا جاعد شوية مع عزب 
رد بجرأة احرجته
طب عزب واجب عليه يجعد مع اخته عشان يراعيها انت بجى هتجعد معاه في بيوت الناس
تبدلت ملامح الاسترخاء على وجه الأخر لينهض مجبرا للذهاب يتمتم بحرج
لا يا سيدي مش هجعد في بيوت الناسعن اذنك 
خرج خلفه عيسى وسند رغم اندهاشمها لهذا التدخل السافر من هذا الرجل والذي يوشك على طردهما من منزل العائلة 
خلت الجلسة عليه وعليها بعد خروج عزب خلف صديقه لتنحل عقدة لسانه اخيرا ويخاطبها مناديا باسمها حتى ينزعها من جمودها
نادية  
أجبرها بندائه أن ترفع عينيها الجميلة إليه يلتقط نظرتها وكأنه سهم رشق في منتصف قلبه فقال موضحا وكأنه يصلح خطأ مرته الأولى في عدم التعريف عنه نفسه
أنا غازي واد عمك يا نادية عارفاني
يتبع
الفصل السادس
أسفل المظلة الخشبية في القسم الأمامي من حديقة المنزل الكبير كان جالسا وحده مستغلا سكون الليل وهدوء المكان بعيدا عن الضجة والازدحام الذي يحاوطه يوميا في كافة الأنشطة التي يقوم بها كمسؤل عن عائلة كبيرة بمصالح لابد من تأديتها أو مشاكل لابد من البت فيها وغيرها من المهام التي لا تنتهي 
اما الان فهذا وقته للإختلاء بنفسه وقته للتفكير في غازي وحظه البائس في العثور اخيرا على فتاة احلامه والتي سړقت منه النوم أياما لا حصر لها على مدار الأعوام التي مرت عليه في البحث عنها ليجدها اليوم وقد ضاعت فرصته بالارتباط بها سابقا وتزوج وأنشأ حياة تعيسة مع امرأة ذات واجهة جميلة وقلب فارغ وكأن القدر يسخر منه 
الان فقط علم بصلة قرابتها به! الان فقط بعدما توفى زوجها وأصبحت لقمة سائغة تدعو الجميع للطمع بها يالحظه التعيس يعيد برأسه لقاءه القصير بها منذ ساعات حينما خلى المنزل عليه وعليها ليحدثها بقلب يرتجف بصدره وكأنه مراهق صغير وليس رجلا ناضجا بل وقائد لعائلة كبيرة تحجب عين الشمس بأعداد أفرادها ومصالح تهتز لها بلادا لثقلها 
لقاءه بها قبل ساعات 
انا واد عمك غازي يا نادية عرفاني
طبعا عارفاك هو انت في حد ميعرفكش
خرجت منها عادية جوفاء لم يبدوا عليها ولو لمحة واحدة حتى من مشاعر هوجاء كتلك التي تعبث بداخله وكأنها وحش يتغذى على عزيمته فيجعله يجاهد بصعوبة للثبات على شخصيته الجادة أمامها ولكن ماذا كان ينتظر منها وهي امرأة في عز حزنها الان على زوجها الراحل انه بالفعل أحمق بالغوص في أوهامه 
أجلى حلقه ليظهر خشونة يدعيها بقوله كمسؤل العائلة
تمام طب عايزك تعرفي زين بجى ان عيلتك في ضهرك وانا كبيرها أولهم يعني أي طلب تعوزيه تجولي عليه على طول ولو عندك أي مشكلة عمرنا ما حنسيبك تواجهي لوحدك 
أومأت رأسها بتفهم رغم شرودها في حضرته مما اثار الحنق بداخله ليعود بقوله مشددا
سامعاني بجولك ايه
رمقته بنظرة خاطفة من التعجب قبل ان تحجبها مرة أخرى مع قولها بخجل
انا زينة والحمد لله مفيش حاجة تستدعي الكلام ده لما اعوذ حاجة هبجى اجول 
تتحدث بعزة رغم ضعفها رقيقة حتى في ادعائها القوة أمامه حديثه معها في هذه المسافة القصيرة زاد على تأكيد نظرته الأولى لها جميلة حد الفتنة للدرجة التي تزيد من عڈابه في الخۏف عليها 
لم يشعر بطول تأمله لها إلا من بعد ما رفعت اليه نظرة متسائلة جعلته يعود لصوابه مستدركا ضعف موقفه في الانفراد بها بعدما صرف الجميع فقال موضحا
احنا عارفين ان انت زينة بس احنا بنسأل ع اللي جاي لازم تعرفي ان عيلتك كبيرة ولا يمكن هتفرط
فيكي ولا
تسيبك لوحدك انتي بتنا 
عادت تومئ برأسها بتململ وكأنها تدعوه للإنصراف لن يلومها فهو بالفعل قد اطال رغم قصر الوقت ولكن ماذا بيده ود لو ظل العمر كله يتأملها وقد زادها الان حمرة جميلة اللهبت وجنتيها لتبدوا كطقعة للتفاح ناضجة تبا
زمجرة خشنة خرجت من حلقه قبل ان يرفع كفه أمامها بجملة اخيرة قبل الإنصراف
ع العموم دلوك هي فرصة عشان اعزيكي جبل ما أمشي البجية في حياتك ومتنسيش اللي جولتلك عليه 
استجابت تبادله المصافحة برد روتيني
في حياتك الباجية مش هنسى ان شاء الله
كان سلاما عاديا كفها فقط لامست كفه سريعا ولكنها مرت كشرارة كهرباء سرى مفعولها على جميع جسده لتجعله يقبض على اثرها حتى الان لا يصدق ليونتها ورقتها لا يصدق كم هذا اللطف والجمال المتمثل بها وحدها ليته لم يتركها أبدا ليتها كانت من نصيبه 
استفاق من شروده على دلوف شقيقته بملابسها السوداء لداخل البوابة الحديدية الكبيرة للمنزل انتفض واقفا ينتظرها حتى اذا اقتربت من الدرجات الرخامية للباب الداخلي هتف مناديا باسمها
روح  
الټفت على النداء تجفل على جلسته في الظلام وقد أطفا انوار الأعمدة الصغيرة من حوله ارتدت بخطواتها لتغير الاتجاه نحوه تبادره بسؤالها
جاعد عندك في الضلمة بتعمل ايه اقسم بالله ما خدت بالي منك وانا جاية 
ابتسامة خفيفة شقت زاوية جانبية لفمه قبل أن يتود لجلسته ويدعوها هي الأخرى
يا ستي انا عايز الضلمة والهدوء تعالي اجعدي معايا بس ونسيني شوية تعالي 
فكت طرف حجابها في الأمام لتجلس به مغطيا شعرها فقط وقالت توافقه
بصراحة عندك حج الهدوء هنا مع صوت الليل وريحة الخضرة اللي جاية من الشجر والزرع كمان مع نسمة الهوا اللطيفة حاجة تسحر يا عم غازي تصفي النفس وتهدي الروح 
ردد خلفها بتفكه وقد راقه حديثها
يا حلاوتك انتي يا روح بتجولي شعر يا بت
تبسمت لتعقيبه ترد بخجل
يا عم مش شعر انا بس كدة اتأثرت بالجو اللي عامله لكن مجولتليش يعني ايه اللي مخليك منزوي مع نفسك كدة مش برضك دا وجت جعدتك مع شباب العيلة في المندرة ولا انت جفلت منهم 
ايوة يا اختي جفلت منهم 
قالها متبسما لتخمينها قبل أن يردف بتردد
ما انتي كمان جاية متأخر من واجب صاحبتك كل ده حتى بعد ما جطعوا التلات تيام برضك مش سايباها 
اعتلى وجهها طيف من الحزن تجيبه بتأثر
واسيبها ليه بس هي مصيبتها جليلة يعني امشي واعمل اني عملت اللي عليا وخلاص دي اترملت في عز شبابها حبيبتي خمسة وعشرين سنة الله يكون في عونها 
اومأ برأسه بشيء من الأسى يردد خلفها
ياللا بجى محدش بياخد أكتر من نصيبه لكن معني كلامك كدة انها اصغر منك ومع ذلك اها مش سيباه دي المحروسة اللي كانت معاها في نفس الفصل مش سائلة 
فهمت بمقصده عن زوجته التي ذهبت تعزيها كالأغراب وبعدها انقطعت حتى عن الاطمئنان عليها عبر الهاتف لذلك فضلت الاكتفاء صامته بابتسامة ضعيفة فواصل هو سائلا بفضول ېقتله
بس اللي انا عايز اعرفه ومجنني هي كيف بت هريدي واد عمي وانا معرفهاش كانت مختفية يعني ولا ايه
تبسمت هذه المرة بمرح ترد على كلماته
لا يا سيدي مكنتش مختفية بس هي اساسا كانت جلوعة عشان اصغر خواتها من يومها متحبش الطلوع كتير من بيتهم حتى لما كانت تاجي في تجمعات العيلة في الأفراح والليالي مكنتش بتتحمل غميز الحريم وغلاستهم عليها في الكلام اللي انت عارفه هتتجوزي مين يا بت وامك بتشغلك في البيت ولا لا هتاخدي ولدي يا بت وهي هادية اساسا متحبش الرط والرغي كانت تلم نفسها وتمشي على طول دا غير انها اتجوزت صغيرة جوي في سنتها الأخيرة في الصنايع جبل حتى ما تظهر نتيجتها مكنتش مكملة حتى سبعتاشر سنة 
يعني رباها على يده كمان ومدهاش فرصة حتى تشوف من الرجالة غيره وانا اللي كنت زي المخبل بدور عليها وهي جمبي 
غمغم بها ساخطا بصوت خفيض جعل شقيقته تسأله
أنت بتجول حاجة يا غازي 
نفى كاذبا ليتابع سحب الكلمات منها
لا متشغليش نفسك انتي كملي بجى على بت عمك الغريبة دي بعد ما اتجوزت مكنتش كمان بتاجي هنا ولا حتى حضرت أي ليلة من اللي بنعملها كل سنة
رغم استغرابها لتحقيقه إلا انها تغاضت لتردف له
لا طبعا مجاتش غير مرتين تلاتة ع الأكتر بس بنتت عمك بجى الله يباركلهم اللي تجول ابويا جابلي كذا واللي تجول جوزي جابلي وعملي عشان بس يغيظوها انها طلعت من العيلة وهي اساسا كانت راضية ومبسوطة مع جوزها المهم انهم خلوها منعت خالص 
ضړبة ډم تاخدهم 
علق بها بانفعال حقيقي ظنته هي مزاح ولم تخبره ان زوجته هي أكثر من كان يقوم بهذه الأفعال معها قبل أن تنتبه على انعقاد ملامحه وهو يتابع بسؤاله
على كدة مخلفة كام عيل منه
عيل واحد 
كيف
ضحكت تشاكسه
هو ايه اللي
كيف رزجها كدة من العيال 
زفرت بتنهيدة من العمق قبل أن تستطرد بجدية
حبلت جبل كدة بتوأم بس للأسف نزلوا جبل ميعادهم ودا
نتيجة الحسد وليعوذ بالله اول بس ما اتنشر انها حامل في ولدين حريم البلد الفجرية اشتغلوا بجى بيت هريدي حامل في ولدين مرت حجازي هتجيب ولدين لما جابولها الكافية والعيال نزلوا جبل اوانهم متحملوش يومين في الحضانة وربنا افتكرهم بعدها جعدت كام سنة على ما جابت معتز واهو تلت سنين دلوك ما شاء الله عليه بدر منور 
زي أمه 
تمتم بها داخله وعقله جاء بصورة الطفل الذي يشبها بدرجة كبيرة البياض النقي وزوج العيون الواسعة لقد رق قلبه له حتى على وجنته وداعبه بيده وهذا الأمر قلما يفعله مع أحد غير بناته أو أبناء شقيقاته فقال مستوعبا كلماتها
يعني على كدة هي خلفتها كلها ولاد عكس اخوكي اللي خلفته كلها بنتة  
تطلعت به باندهاش فهذه أول مرة تسمع له تعقيبا عن هذا الشيء فقالت
جرا ايه يا حجازي انت عمرك ما جيبت سيرة البنتة ولا الولد ولا فرج معاك اساسا الكلام ده مالك الليلادي ليكونش هو دا الموضوع اللي مزعلك
مين جالك اني زعلان
سألها عاقد الحاجبين بتفسير اجابت عنه
شكلك يا واد ابوي ونبرة الشجن اللي طالعة في صوتك دي 
ظل على صمته ولم يرد لأنه بالفعل لا يفرق معه هذا الأمر لكن اليوم ېقتله شعور بالغيرة الغيرة من هذا الرجل الذي نال عشقها وحصل على ما كان حق له نعم فهي ابنة عمه وهو الأقرب لها لو كان علم بصفتها منذ ذاك اليوم الذي التقاها فيه صغيرا يقسم انها لكانت من نصيبه مهما كان الوضع 
على تختها وقد غفى صغيرها بين ذراعيها التي كانت تضمه اليها بحنان مالت به بجذعها حتى وضعته بحذر ليتسطح بجوارها ثم طبعت ق طويلة على جبهته قبل أن تنزل على وجنتيه تتلمس نعومتها تسحب رائحته برئرئتيها وكأنها تتنفس الحياة بها صغيرها المتبقي لها قطعة غالية من حبيبها الراحل 
نام يا بتي
سألتها جليلة وهي تدلف الغرفة اليها بصنية ارتصت عليها العديد من الأصناف المحببة لابنتها والتي نهضت على الفور تشير لها بتوخى الحذر حتى لا يصدر منها صوت عالي خوفا من استياقظه
براحة ليصحى  
أذعنت لرغبتها تضع الصنية على الطاولة القريبة بهدوء شديد قبل أن تقترب وتسحبها هامسة
خلاص كدة يبجى تاجي تاكلي 
ياما ما ليش نفس 
تفوهت بها معترضة قبل أن تغلبها وتجذبها بقوة جعلتها تنهض مجبرة لتجلسها حول الطعام مشددة
اترزعي بجى وحطي لجمة في جوفك من الصبح ما في غير كوباية اللبن اللي شربتيها ڠصب انتي عايزة توجعي من طولك ولا إيه
استسلمت مجبرة لها وجليلة لم تقصر في وضع اللقيمات بفمها حتى لا تعطيها فرصة للتهرب حتى أنت بين يديها منزعجة
خلاص ياما الله يخليكي ما انا فيا يدين اها مش مشلۏلة يعني خلاص الله يرضى عنك 
تركتها اخيرا تلوك بفمها الذي امتلأ بفضلها فقد كانت هذه هى الطريقة الوحيدة لإطعامها بعد أن ارهقتها بالمحايلة دون فائدة وخرج صوتها وهي تجلس على الكرسي المقابل لها
لازم تغلبيني معاكي حتى ع اللجمة 
مضغت قليلا حتى أوجدت مساحة بفمها للرد عليها
انا برضوا دا انتي دفستي الوكل ولا اكنك بتظغطي بحة ولا طيرة عندك انا طاوعتك وجعدت لزوموا ايه الوكل بالعافية
لزموا انك تجفي زين على رجليكي النهاردة جيتي من مشوار المستشفى دوختي وكان هيغمى عليكي لولا بس كوباية العصير اللي لحجتك بيها اختك وبعدها زي الهبلة اترزعتي وسط الحريم اللي جاية تعزي ولا فكرتي في نفسك 
حينما لم ترد تابعت جليلة بتأنيبها
بلاش اهمال وخلى بالك من صحتك ولدك محتاجلك 
ما خلاص عرفت ياما 
هتفت بها متذمر لتتابع بدفاعية
انا فوجت لنفسي دلوك وعرفت اني لازم اقاوم عشانه هو الهوا اللي باجيلي اتنفسه دلوك واعيش بيه 
طالعتها جليلة بأسى سرعان ما تغاضت عنه لتضع امامها لقيمات الطعام سريعا حتى تلهيها عن الغوص في احزانها وقالت سائلة
عامل ايه جدك عبد المعطي دلوك لسة برضو في العناية المشددة
أومأت بهز رأسها بحزن تتوقف عن تناول الطعام تجيبها
تعبان جوي ياما دا حتى معرفنيش لما كلمته متوقعش انه هيجوم منها المرة دي أو زي ما جاولوا الدكاترة كلها مسألة وجت 
تنهيدة مثقلة زفرت بها جليلة متأثرة لحال الرجل الصالح والذي عاشت في كنفه ابنتها مدللة وكأنها في منزل ابيها بعد زواجها من الراحل اجلت رأسها سريعا من ذكرى ما زال جرحها طازجا لتستفيق على الواقع وتخبرها بغيظ
اخوكي اشتكالي منك يا نادية هو مرديش يشد عليكي النهاردة عشان ظروفك لكن اعملي حسابك بعد كدة لا يمكن هيسمح واصل يسيبك تروحي أي مشوار من غيره 
أكفهرت ملامحها لتردف پغضب متعاظم
عنه ما سمح عايز يوصلني المستشفى بعربية ناجي الدهشان ولا اكنها عربيته حد جالوا اني مخبلة وهرضى
بالمسخرة دي ياك الراجل ده انا لا بطيجه ولا بطيج أي حاجة من وشه يعني خلي ولدك يفهمها كدة من أولها 
قارعتها جليلة غير متأثرة بكل ما تفوهت به
يعني مش طايجة ناجي اللي هو واد عمك ومن بدنتك لكن سند واد هويدا ياخدك ويوصلك بعربية
أجرة عادي وعلى جلبك زي العسل
طالعتها پصدمة لا تستوعب ما التقطته أسماعها منها لترد بحمائية وانفعال
ايه اللي انتي بتجوليه دا يامه سند واد عمتي هويدا في مجام اخويا ولا انتي ناسية محبته للغالي راجل محترم هو عيسى متخيروش عن بعض 
التوى ثغر جليلة ترمقها بامتعاض تقول ساخرة
طيب يا محروسة متزعليش نفسك جوي كدة ربنا يخليلك خواتك اما نشوف بس الايام اللي جاية هتودينا على فين 
غمغمت بالاخيرة بصوت خفيض ولكنها وصلت لابنتها لتنتفض ناهضة عن مقعدها بجوارها تاركة الطعام پغضب مدمدة بالحمد لتعود لصغيرها على الفراش وتندس بجواره
رددت خلفها جليلة سائلة
مش هتكملي وكلك 
ردت بحدة دون أن تلتف لها
أنا جولت الحمد لله يعني شبعت 
راجعت نفسها جليلة بندم وقد اكتنفها شعور بالإشفاق على أصغر أبنائها لتنهض من خلفها وتخطو حتى جلست بجوارها على طرف الفراش تمسد بكفها على كتفها وذراعها تخاطبها بحنو
انا مش جصدي حاجة عفشة يا بتي متزعليش مني لو زودت معاكي في الكلام بس انتي عارفة انك أغلى خواتك وانا خاېفة عليكي يا نور عيني 
ظلت معطية لها ظهرها ولم تستجيب لها فواصلت جليلة من أجل ترضيتها لتميل عليها هامسة بجوار أذنها
طب جوليلي ع الحلم اللي خلاكي جومتي رايجة ومفرفشة 
اعتدلت على الفور بحماس تجيبها
جصدك على حلمي بحجازي
اومأت لها بابتسامة تخفي داخلها الألم لتتابع لها الأخرى بلهفة تخللت صوتها
شوفته وهو بيضحك ياما كان جاعد معايا في جنينية كلها ورد من كل الأشكال بوشه اللي زي الجمر انا كنت حاسة انه عايش معايا ومامتش حجازي هيفضل طول عمري في جلبي ياما عمري ما شوفت من رجال ولا هشوف غيره أبدا 
رق قلب جليلة لتميل عليها وټحتضنها بصمت غير قادرة حتى على اخبارها انه لم يعد موجودا كي تربط نفسها به ولتترك جرحها للأيام هي خير مداوي
بعد مرور أكثر من شهر
كان اللقاء حول القپر حيث التف معظم افراد العائلة في ذكرى مرور أربعين يوم على الۏفاة والذي تحييه العائلات بزيارة المدافن وعمل مأدبة طعام في سهرة لتلاوة القرأن الكريم على روح الفقيد بعد السهرة الأولى والتي تتم بعد أسبوعين حتى تقام الثالثة بمرور السنة في تقليد تتعاقب على تنفيذه الأجيال 
كالعادة كانت مڼهارة رغم إمساكها بالكتاب الكريم بجوارها روح الدهشان تهون عليها بالاضافة لشقيقتها وبعض من أفراد عائلة زوجها ووالدته المتماسكة دائما وصغيرها يتنقل من ذراع الى أخرى برعاية وحرص 
وقد كان هو من جهة بعيدة إلى حد ما يراقب من داخل سيارته بأعين كالصقر لها ولكل شاردة أو واردة حولها لقد استغل اليوم رغبة شقيقته في مرافقتها في هذا الوقت العصيب ليتخذها فرصة لرؤيتها واستطلاع الاحوال 
فمن وقت لقاءه القصير بها داخل منزلها وهو لم يترك فرصة خرجت فيها الا وقد كانت تحت أنظاره يفرض عليها حمائية لا تشعر بها ينتظر ويتابع ليرى ما يستجد معها لو كان يملك الحق بزيارتها يوميا ليطمئن لفعلها فهو الكبير ويعلم قدر نفسه لا يستطيع ان يفعل كصهره ناجي والذي لا يترك شقيقها منذ الحاډث وهو الان يقف بالقرب منهم بسيارته هو الاخر من أجل التكفل بأن يقلها إلى منزلها ليته يمتلك نصف بجاحته 
او زوج الثيران الاخران أقرباء الفقيد واحد منهم يحمل طفلها الان كذريعة للتقرب والاخر اتخذ موضعه بجواره من أجل التهوين عليها وعيناه تلتهمها رغم كل الأدب الذي يدعيه 
أوغاد 
غمغم بها يضرب بقبضته على عجلة القيادة پغضب حارق يكوي جلده قبل قلبه فهو الوحيد العاجز من الوصول إليها منهم ينتظروا الفرصة يتحينون الوقت المناسب من أجل الفوز بها وهي الحمقاء لم تستفق بعد لما ينتظرها 
زفر هواء ساخن بدفعه كثيفة يطردها من صدره ليردد بصوت واضح لنفسه ويده ټضرب على مقود السيارة پغضب
اصبر يا غازي اصبرر لما نشوف ايه آخرتها 
خلاص يا نادية كفاياكي بكا القران احسن حاجة تجدميها للمرحوم  
تفوه بالكلمات عيسى لتضيف على قوله والدته
اسمعي الكلام يا بتي متعذبهوش في جبره كلام ربنا شفا ورحمة للحي وللمېت 
عندها حج والله ياخالة نعيمة ربنا يبرد جلبها ويدخل في جلبها الصبر 
قالتها روح في تدخل منها لتعقب على قولها هويدا
ان شاء الله يا بتي هي كل حاجة بس بتاخد وجتها والزمن كفيل انه يطفي الڼار ويعوض 
ضاقت عيني روح بشيء من شك لعبارتها الأخيرة تغاضت عنه سريعا لتجيب بصفاء نية
ان شاء الله يا خالة ان شاء الله
وجاء رد سليمة بأن ضمتها لصدرها تهون عليها ببأس اختلط بحنانها
دي بتي ام جلب رهيف هي كدة لازم تدليهم من عنيها عشان
تستريح 
استسملت نادية تستكين داخل أحضان المرأة وبجوارها روح تناظر حالتهما بإعجاب رغم هالة الحزن التي تحاوطهما لا تستعجب وصف المرأة بأنها ابنتها فهي بالفعل استلمتها ابنة السادسة عشر منذ زواجها بحجازي وحيدها لتكبر أمام عيناها في علاقة ودية لم تشهد لروعتها على أرض الواقع إلا معهما لا عجب إذن أن ينتهي هذا الحلم سريعا كأي شيء جميل لا يصمد أمام قسۏة
الزمن 
وفي منزل فايز 
حيث كانت زوجته تزفر وتنفخ كل دقيقة تلتف حوله بعصبية وحركات انفعالية بغرض لفت نظره لها حتى ضج منها ومن أفعالها المكشوفة أمامها دائما حتى هدر بها
خبر ايه يا مرة انتي ما تهمدي على حيلك خيالتيني بتحركي وتفركي زي اللي عليها بيضة ومش عارفة تبيضها فين مااالك
وكأنها كانت تنتظر الإذن انطلقت تخرج ما في جعبتها
انا هتجن وڼار جايدة فيا يا فايز عيال خواتك ماسكين البيت والأرض ولا اكنهم ورثوا الراجل بالحيا دا غير السهرة اللي عملينها الليلة لاربعين المرحوم ودابحين دبيحة في عز الغلا اللي احنا عايشينه الفلوس دي كلها جابوها منين ها تجدر تجولي أكيد من الحجة سکينة الوحيدة اللي عارفة بسر الراجل التعبان وحاطة يدها على الفلوس اللي مكنزها وانا وانت وعيالك بنكح تراب والديون ركبانا 
حرك رأسه بعدم اكتراث يسألها ببرود
وافرضي انه صح كلامك انا بجى عايزاني اعملك ايه ايه في يدي امي ومش طايجة حتى تشوف خلجتي يبجى فكرك يا ناصحة هتجبل تديني مليم احمر حتى ثم متنيش الكمان انهم متكفلين بفلوس المستشفى اللي جاعد فيها الحج عبد المعطي يعني انا بأي وش هروح اطلب منيها فلوس
كادت تصرخ بأعلى صوتها لهذه السلبية المفرطة منه فخرج صوتها بضغط شديد
انا مجولتكاش روح اطلب منيها لأني عارفاها مش هتديك انا كل اللي شاغلني دلوك اننا نبجى على نور نعرف كل جرش وكل مليم بيتصرف ودا كله مش هيتم ابدا واحنا مطوحين اخر الدنيا وجاعدين زي الأغراب لازم نبجى في البيت معاهم يا فايز 
بدا على ملامحه الإجفال لطلبها المباشر رغم علمه برغبتها بذلك منذ زواجها منه ليشيح بعينيه عنها يفاجأها بقوله
شيلي الكلام ده من مخك يا شربات انا على كدة ومش خلصان من نظراتهم اللي كلها اتهام اشحال بجى اما اروح اسكن وسطيهم هي ناجصة ۏجع مخ 
صړخت به وكأنها صدق عليها ما تخشاه
هو دا بس اللي انت شاغل نفسك بيه مش عايز ۏجع مخ يا شربات وبلاها ليجولوا علينا يا شربات لكن تفكر في حجك لا انت عايز تجنني يا راجل انت
جن لما يلهفك  
صاح بها لينهض متابعا پغضب
اجفلي خشمك الزفر يا مرة انتي بدل اطلعهم عليكي الليلادي انا دماغي على اخرها 
وتجفل خشمها ليها يا ابوي مش بتجول اللي انت خاېف منه
هتف بها مالك بمقاطعة والذي خرج من غرفته على صوتهم الجم الذهول والده عن الرد ليستطرد هو غير ابها بحالته
أنا سألت وعرفت ان البيت بجى لينا فيه بعد ولدك الكبير ما ماټ دا غير انك تعتبر وصي دلوك على ولده الصغير وضيف على كدة انك الوريث لجدي بعد ما ېموت عن جريب ان شاءالله 
طالعه فايز پصدمة ليظل مزبهلا له لحظات قبل ان يستجمع القول له
انت جايب منين الكلام دا يا واد
ابتسامة قاسېة على طرف ثغره سبقت رده
ما انا بجولك سألت يا ابوي يعني هكون جايبه من مخي مثلا!
وعودة الى المدافن حيث غادرت جلستها بجوار قبر المرحوم بعد أن سكنت صديقتها عن البكاء وتركت امرها في تلاوة القرآن على روح الفقيد
كانت تعدوا بخطوات متسارعة حتى تقاربت المسافة لتهتف باسم من كانت تسبقها وهي غير منتبهة لها
جميلة جميلة 
سمعت الاخيرة لتلتف اليها بابتسامة متسعة لتعود إليها في سلام حار معها
حبيتي يا غالية عاملة ايه يا ست البنات
بحرارة لا تقل عنها في الترحيب ردت تبادلها
حمد لله يا حبيبة جلبي من جوا انا اول ما شوفت طيفك جريت اسلم عليكي بسرعة وحشتيني يا بت
ردت بابتسامة لا تفارقها
وانتي اكتر يا صحبة الهنا والعمر كله عاملة ايه بجى سامحيني لو مجصرة في السؤال عنك انتي عارفة البيت والعيال بجى 
رددت تقابل عذرها بابتسامة عذبة مثلها
عارفة يا حبيبتي عارفة المهم بجى سيبك من السؤال عني دلوك وخلينا في الأهم عامل ايه!
هتفت الأخيرة بهمس فهمته الأخرى لتقارعها ضاحكة
يعني انتي مش عارفة حاله ايه بالذمة!
تبسمت بخجل وقد تخضبت وجنتيها بحمرة ساخنة تردف بحرج 
وه وانا هعرف منين يعني دي كلها اخبار عامة زيي زي أي حد يعني أنا بسألك ع الخاص هو زين دلوك
ضيقت جميلة عينيها بخبث ظاهر تجيبها
زين واخر تمام كمان وجربت رجعته يعني الفرح جرب ان شاء الله فاهماني يا ست العرايس 
الجملة وحدها الهبت مشاعرها لتجعل بريق من سعادة منتظرة يغزو خيالها بأحلام طال تحققها لتتبسم بغبطة تغمرها
تردد لها
ان شاء الله يا جميلة ان شاء الله 
حين انتهت من لقاءها القصير السعيد وهي ما زالت على حالة الابتهاج كانت في طريقها نحو الذهاب الى شقيقها الذي ينتظرها في السيارة ليقلها الى المنزل تفاجأت بمن يقف لها متصدرا وكأنه كان في انتظارها بل ومتابع لها من موقعه 
كتمت بداخلها زفرة حانقة لتتابع سيرها وتتخطاه متجاهلة حتى القاء التحية نحوه لتستقل بجوار شقيقها في الأمام صامتة بغيظ جعلها تصفق باب السيارة بقوة مما ارتد على غازي لبعقب ساخرا
داخلة زي البومة كدة من
غير سلام ولا كلام مش كفاية الاسود اللي لابساه
لوت ثغرها بامتعاض ونظرة غريبة لم يفهمها سوى بعد استماعه للصوت الخشن
ابو غازي  
التف نحو النافذة مجفلا ليبادله ابتسامة باردة يجيب التحية قبل ان يعود لشقيقته بنظرة فهمتها جيدا
اهلا يا واد عمي عامل ايه يا عم عارف
تقدم الاخير حتى مال بجذعه يدنو منه نحو النافذة ويحدثه 
انا رايج يا سيدي وعال العال الحمد لله الصحة تمام والعجل لسة بيعافر مع الدنيا جبل ما يطير مني 
تلقى غازي مغزى حديثه بابتسامة متسعة وقد فهم ما يرنو اليه بنظراته الموجهة نحو شقيقته الجالسة كالجماد عينيها في الأمام قاصدة عدم النظر اليه فقال ردا له
وماله يا سيدي اهم حاجة بس تفضل ماسك فيه ليطير منك حكم العجل دا لو راح ياللا السلامة 
ربنا كريم 
قالها عارف قبل أن يكمل سائلا ببعض الجدية
مجولتليش بجى جاي النهادرة تتوانس معانا انا والشباب ولا هتجصر زي امبارح والأيام اللي فاتت 
خرج رد غازي مرددا خلفه بجدية
لا هجصر زي الأيام اللي فاتت النهاردة سهرة المرحوم حجازي مجدرش ما اروحش حتى عشان خاطر عزب واد عمنا دول نسايبه بردك 
اممم 
زام بها عارف يطرق بكف بأصابع يده على سطح السيارة وكأنه مترددا في الذهاب وترك هذه الجنية المتمردة بڠضبها وتجاهلها له فقد فاض به منها ومن معاملتها الجافة تلك في الاخير استسلم ليستقيم بظهره مودعا غازي بقوله
تمام يا واد عمي انا منتظرك بكرة متتأخرش بجى ولا اجولك اتأخر براحتك انا برضوا مستنيك 
قالها وذهب تاركا روح في مرمى شقيقها وسخريته
خدتي بالك من الكلام الاخراني واد عمك جاب آخره خلاص دا متكسفش حتى يبينها جدامي الملعۏن 
لوت ثغرها بامتعاض قبل أن ترفع طرف شفتها باستنكار قاطع اذهب العبث من وجه شقيقها ليعقب قبل أن يدير محرك السيارة
براحتك يا بت ابوي لما نشوف اخرة الفيلم الهندي دا ايه صبرني يارب
في اليوم التالي
بداخل غرفتها وبعد أن حممت طفلها وقد كانت تمشط له شعر رأسه بعد ان ارتدى ملابسه النظيفة المعطرة والتي تجعله كقعطة الحلوى لها كل دقيقة بابتهاج
حبيب ماما يا ناس الجمر ده هات تاني يا واد 
اوقفها صوت هويدا تنادي باسمها بعد ان طرقت على باب الغرفة
ممكن ادخل
يا سلام طبعا أكيد اتفضلي يا عمتي هو انتي غريبة عشان تستأذني
تلقت هويدا ترحيبها لتدلف بخطواتها الرزينة تبادرها بالسؤال
امك مش باينة يعني من الصبح لحجت تمشي ولا ايه
اجابتها بدون تركيز وقد انشغلت برفع باقي ملابس صغيرها المتناثرة على التخت
امي راحت تشوف حالها بجى كفاية عليها اربعين يوم مربوطة جمبي 
على عكس ما تتوقع من رد وجدتها تقول
كويس برضوا خلي الدنيا تمشي ما هي عمرها ما هتفضل واجفة كدة على طول 
توقفت عما تفعل لتلتف إليها سائلة بعدم فهم 
جصدك ايه يا عمة انا مش فاهمة
سحبت هويدا نفس طويل واخرجته قبل أن تجلس على طرف السرير تدعوها بلهجة جادة
اجعدي يا نادية انا عايزاكي في كلمتين 
سمعت منها لتجلس جوارها بعد أن وضعت الصغير بجوار العابه على الأرض قائلة بتوجس
نعم يا عمة خير
كل خير ان شاء الله يا بتي 
تمتمت بها هويدا ثم صمتت وقد بدا التردد يعلو قسماتها وكأن الكلام ثقيل على شفتيها قبل أن تحسم سريعا بقولها
شوفي يا بتي انا عايزاكي تسمعي كلامي زين وتركزي فيه اللي هجوله دلوكت دا عشان مصلحتك ومصلحة ولدك جبلك فهمتي الأخيرة مصلحة ولدك جبلك ركزي عليها جوي دي 
زادت على وجهها علامات الاستفهام المختلطة پخوف يلوح في الأفق من شيء لا تعلمه فخرج صوتها بقلق متعاظم ما تجولي يا عمة وجعتي جلبي ماله ولدي
في الأسفل
كانت سکينة تتمتم بالذكار على سبحة زوجها التي هجرها منذ رقدته الأخيرة بالمشفى يصارع مصيره متعمدة عدم الالتفات نحو هذا الذي يقطع الصالة بجوارها دون هوادة بقلق من ينتظر نتيجة فحص امتحان تحديد مصيره
ضج من تجاهلها له حتى اقترب يجلس بجوارها يسألها مباشرة
تفتكري هتجبل يا جدة ولا امي هتعرف تقنعها
توقفت عن تسبيحها لتلتف اليه تجيبه بحدة
وايه لزوم التخمين والسؤال ما تتصبر اللحضة دي ولا مش جادر تصبر
عبس ينتفض من جوارها متمتما بحرج
وه ايه لزوم الكلام الواعر ده ما احنا اتفجنا من الاول
ان الأمر دا ضروري عشان مصلحتها هي ومصلحة ولدها ولا انتي نسيتي
أطبقت شفتيها الرفعتين بخط رفيع وطيف الأسى ارتسم على ملامحها المجعدة بوضوح لتردف بضعف وأعين التمعت بدموع حبيسة
انسى كيف وهو انا لو ناسية كنت وافجتكم على الجنان ده جال ايه اللي راماك ع المر غير اللي الأمر منه 
مر ايه يا شيخة فال الله ولا فالك 
هتف بها بسخط يبتعد عنها ثم ارتفعت عينيه لأعلى مغمغما بصوت خفيض
دي جشطة باللبن
في الأعلى 
وبعد ان استمعت لشرحها الوافي انتفضت بعد صدمة الجمتها للحظات قبل أن تستجمع شتات نفسها وتصيح بها بعدم استيعاب
يا مري عايزاني اتجوز سند ايه اللي بتجوليه دا يا عمه
انتفضت هويدا هي الأخرى تقابلها بقوة مكررة
خلي بالك يا نادية وافتكري انا
شددت عليكي بإيه قي بداية كلامنا اللي بجوله دا عشان مصلحة ولدك جبل مصلحتك ومصلحتنا وانا برضك حاطة جدامك الاختيارين ان مكانش سند ولدي يبجى عيسى ولد نعيمة 
يتبع 
الفصل السابع
كانت تطالعها بذهول وعقلها لا يستوعب احق ما سمعته أم هو سوء فهم تسرب ألى عقلها المشوش من الأساس فهذه الأشياء خارج حدود المنطق الذي نشأت عليه وما تعرفه عن طيبة وحكمة من تحدثها لترى الان تبدل ملامحها لأخرى حازمة في قولها
اسمعي يا نادية انا عارفة ان الموضوع كبير وعجلك مش مستوعب دا غير كمان حبك للمرحوم اللي كلنا نشهد عليه بس يا بتي في ضرروات تجبرني اتكلم معاكي دلوك عشان انبهك للي جاي 
ايه هو اللي جاي
تمتمت بها لتلوح بكفيها أمامها تردف بصوت مټألم
انتي جاية تكلميني على موضوع جواز وحبيبي يدوب مكمل اربعين يوم امبارح بس من وجت رحيله! كيف نطج بيها لسانك
زفرت هويدا هواءا ساخنا لتشيح بوجهها عنها قليلا مهمتها صعبة وتحتاج الصبر فعادت لها بعد وقت قصير قائلة
لساني نطج مجبور يا نادية عمك فايز واجف ع الباب في أي وجت ممكن يضرب رجليه ويدخل بمرته الحرباية وعياله بعد ما خلاص بجى ليه ورث دلوك من المرحوم بحكم انه ابوه دا غير انه بجى وصي على ولدك ولا دي محدش جالك لسة عليها
ظلت تطالعها بعدم فهم بملامح تجمدت على ذهولها لتزيد عليها هويدا بقولها
لازم حد يوجف لفايز وانا لما بكلمك مش غرضي طبعا انك تغضبي ربنا ولا تتجوزي جبل ما تخلص عدتك انا بديكي فكرة من دلوك عشان تختاري وتميزي كلامي زين مش عايزين نستنى حاطين يدنا على خدودنا لازم نحضروا نفسينا 
صړخت بها باستجداء بعد أن وجدت صوتها
بس دول خواته سند وعيسى يبجوا خواتي من ساعة ما دخلت برجلي البيت ده وانتوا فهمتوني كدة في حد يتجوز مرة اخوه
لاحت ابتسامة ساخرة على وجه هوايدا خالية من أي مرح في الرد عليها
وهو انتي اول واحدة تعمليها يا حبيتي ولا تحبي اجولك على عدد الشباب اللي اتجوز حريم خواتهم لجل ما يربوا عيال اخوهم بعد ما ماتوا ولا اجيبلك اسامي البنتة الصغيرين اللي جبلوا يحلو محل اختهم المېتة مع جوزها لأجل ما يحموا عيال اختهم من مرات اب غريبة تحط عليهم وانتي محتاجة اللي يحميكي انتي وولدك ويحمي حجك 
رفض قاطع تحول لاشمئزاز أعتلى تعابيرها متمتمة بعدم تقبل
سمعت وعارفة منهم اسامي كمان مش هلوم عليهم عشان أكيد الظروف اجبرتهم يجدموا الټضحية دي بس مش كل الناس تجدر تعملها لا يمكن هجبل حد يشارك سريري غير جوزي لا يمكن هتتغير نظرتي لسند ولا عيسي واشوفهم حاجة غير خواتي يعني مفيش واحدة تتجوز اخوها مهما كان اللي بتجولي عليه يستدعي ثم تعالي هنا انتوا ازاي ناسين امي سليمة تفتكروا هي هترضى بالكلام ده
ملكيش دعوة بيها ثم احنا كمان بنعمل لمصلحة واد ولدها وحفظ حج المرحوم هتعوز ايه أكتر من كدة
صعقټ نادية بهذه القسۏة التي تخللت نبرتها والتحدث عن المرأة المكلومة في فقيدها بهذه التهاون لتهدر پعنف ردا عليها
انتي ازاي تتكلمي عنها كدة هو انتي فاكراها جماد دي واحدة ملحجتش تفوج من ضړبة ولدها تستحمل ازاي ضړبة تاني انا لا يمكن هجبل بأي حاجة تجرحها 
وكأنها لم تسمع شيء تحركت شفتي هويدا لترمي بوجهها القنبلة القادرة على كسر ارادتها مهما كانت قوتها
حتى لو كان حياة ولدك
ماله ولدي 
صړخت بها نادية لترفع صغيرها عن الأرض وتحتضنه بحمائية وفزع زادت عليها هوايد بقولها
ولدك هو الوريث الوحيد يا نادية لابوه يعني من مصلحة فايز وشربات انهم يخلصوا منه عشان يورثوه هما كمان 
شهقة بفزع خرجت منها لتشدد من أحتضانه ودموع غزيرة بدأت تسيل دون توقف تردف بعدم تصديق رغم انشطار قلبها من الخۏف وبحة صوتها أكبر دليل عما تشعر به
لاه أكيد الكلام ده كدب يعني انا لحجت اخف من مصېبتي في مۏت جوزي عشان ياجي الدور على ولدي كمان 
أشفقت هويدا تبصرها بحزن
لتنهض من جوارها عن التخت قائلة
ربنا ما يجيب اذى يا بتي ولا يحرج جلبك على ضناكي ابدا أنا بس حبيت احط الحجيحة العفشة جدام عينكي عشان تفكري وتوزني بعجلك عدتك لسة باجي عليها أكتر من شهرين ونص خدي وجتك في التفكير بس نصيحة مني حاولي تعجلي عشان نعمل حسابنا ونوضب للي جاي محدش عارف الأيام مخبيالنا ايه
لفظت كلماتها وخرجت تتركها في موجة حاړقة من البكاء لا تستوعب هذا الکابوس الذي وجدت نفسها به أن تهدد بطفلها هذا أكبر من قدرة تحملها تتمنى المۏت على أن يحدث كما ترفض وبكل قوة اختيار أحد هذه الحلول المجحفة 
في يوم وليلة يتحول من كانت تظنه شقيقا لها لزوج كيف
وهي التي اغلفت على قلبها ولن تقبل بمشاركة حبيبها الراحل به حتى لو كان زواجا عاديا
ليلة عصيبة تلك التي كانت تمر بها تحتضن صغيرها بقوة
وعقلها يسبح في هواجس ومخاۏف تكاد ان تودي بعقلها كلمات هويدا تنعاد برأسها موضوع الزواج ثم التلويح عن أمان طفلها متى هذا الکابوس ان ينتهي وكيف تجد الحل في النجاة بنفسها وبطفلها لماذا رحل ليتركها هي وصغيرها وسط هذه النيران المشټعلة حولهما ليته ما جاء هذا الميراث اللعېن ليتها تجد طريقا للهروب من كل شيء
وفي الجهة الأخرى
كان هو على اريكته بشرفة الغرفة يساوره قلق متعاظم لا يعرف سببه مع أن قلبه يحدثه باسمها أو ربما التفكير الكثيف بها هو من أدخل بعقله هذا الظن 
لا ينكر انها احتلت كيانه منذ أن رأى عودتها لقد كانت في الأمس نجمة أحلامه اما الان فقد الان فقد اكتسحت كل تفكيره وأي شيء من مهمام او مشاكل أو حتى امور أسرية يأتي خلفها 
اخرج تنهيدة مثقلة ومعضلتها تؤرق نومه وتمنع عنه راحة البال كيف السبيل لتصبح تحت جناحه ورعايته كيف له أن يحميها من كل العيون المتربصة والنفوس الجائعة للفوز بها لن يهدأ حتى يجد الحل لكن الى ان يأتي ذلك كيف له أن يأمن عليها وقد قرأ العيون التي تحاوطها هو رجل ويعلم فيما يفكر الرجل حينما ينظر لامرأة 
صاحي عندك من امتى يا غازي
هتفت بالسؤال زوجته وهي تنهض عن تختها وترتدي خف قدميها في الاسفل بنصف التفافة برأسه رد يجيبها باقتضاب
مش جايني نوم نامي انتي 
تثابئت بصوت عالي لتردف بعدها وقدميها تتحرك للجهة الأخرى
انا جايمة اخش الحمام أصلا ع العموم لو عوزت حاجة تبجى تناديني 
ختمت بتثاؤب اخر لتختفي ذاهبة نحو وجهتها ليمدم هو في أثرها بانشداه
يا ريتني اخد ربع تناحتك ع الأجل كنت هجدر انام دلوك
في اليوم التالي
وقد تأخرت عن عادتها في النزول مبكرا كعادتها قاصدة عدم الاحتكاك بأحدهم حتى حينما قابلت سليمة لم يقوى لسانها على التفوه ببنت شفاه امامها وحتى لا تشعرها بشيء قامت بالأعمال الروتينية في تنظيف المنزل واعداد وجبة الإفطار التي اسرت على تناولها معها دون التوجه للأسفل وتناولها مع الجميع ظلت مع طفلها وأفكارها المشتتة الا استدركت نقص الحليب من وجبته وهو شيء اساسي لا تستطيع حرامانه منه ف اضطرت مجبرة كي تأتي به من الأسفل
زحف بقلبها شيء من الراحة حينما وجدت جدتها سکينة وحدها والكنبة الأخرى خالية من بناتها هويدا ونعيمة ولا حتى أحفادها ليخرج صوتها اخيرا بالتحية
صباح الخير يا جدة 
الټفت لها سکينة بابتسامة عزبة تزيح المسبحة التي كانت تردد عليها وردها للخلف حتى مرفقها كي تفتح ذراعيها لمعتز بغبطة تغمرها
صباح النور ع البنور ليه أخرتي بنزولك بيه هاتي يا بت خليني اشيل حبة جلبي من جوا هاتي  
اقتربت منها بإشراق تعطيه لها
جولها معلش يا جدة المهم ان جينا اها 
اندمجت سکينة في تقبيل الصغير ومداعبته وقلبها ينتعش داخلها وكأن برؤياه ترى الغالي 
هل هي على علم بما يجري وان كانت تعلم هل توافق على عرض ابنتها وكأن به الخلاص
تلك الأسئلة كانت تدور بعقلها وهي تتمعن النظر بالمراة العجوز حتى ارتفعت رأسها إليها بلمحة من أسى غلف نظرتها تختلط بشيء غامض مع تحرك اهدابها المتكرر وكأنها تضعف بمواجهتها 
هنا أيقنت نادية ان المرأة على علم ولكنها تجاري ما يحدث او لا تستطيع الرفض زاد الحزن لتسألها بلهجة تقارب اللوم
امي سليمة والبجية راحوا فين 
اومأت لها بنبرة المغلوب على أمره تزيد من تهرب عينيها
كلهم برا جاعدين تحت شجرة المانجة بيحكوا ويتسايروا  
ابتعلت نادية غصتها فقد تأكد الان تخمينها لتجبر قدميها على التحرك مدمدمة لها
طب انا رايحة اخدلي كوبايتبن لبن لمعتز من التلاجة اصل اللبن ناجص فوج 
وماله يا بتي خدي اللي انتي عايزاه 
غمعمت بها سکينة من خلفها وهي اكملت طريقها دون أن تهتم برد اخر لتدلف ألى المطبخ الكبير وټضرب بيدها على الرخام المثقل لتظل مستندة عليه بذراعيها لمدة من الوقت لا تعلمها وعقلها يغوص في شرود اصبح يرهققها منذ متى كانت المشاعر
تافهه لهذه الدرجة كيف ټقتل المصالح روابط المحبة وتنزع عن القلوب المودة اين تجد الصواب في فكرتهم التي تمقتها ام بعاطفة قلبها المجروح والذي لا يقبل تنازل مهما كان الوضع لكن ابنها 
قطعت وصلة التفكير يائسة لتلتف نحو البراد تخرج القدر الكبير الممتلئ بحليب الصباح والذي يأتي لهم يوميا باتفاق مسبق مع صاحبة الماشية مقابل مبلغ من المال تأخذه شهريا وذلك منذ سنوات عديدة باختلاف جذري عن باقي الأسر حولهم 
فعله الرجل كبير جد حجازي من بعد زواجها به مع تدهور صحة زوجته وتقدمها في العمر ليببيع كل الماشية في الحظيرة حتى لا يرهق العروس الصغيرة بهذا العمل الشاق 
لقد عاشت طفولة منعمة في كنف والديها مميزة عن بقية اخوتها ثم زوج رائع وحياة رغدة رغم توسط الحالة المادية لكن يبدوا ان كل ذلك سينقلب على رأسها قريبا 
وضعت القدر كي تغلي اللبن بداخله اولا قبل أن تأخذ كميه مناسبة منه ثم تصعد به لشقتها بعد ان
أشعلت ڼار الموقد الغازي توقفت تراقب كالعادة حتى اجفلت على الصوت اللذي أتى من خلفها 
صباح الخير يا نادية  
الټفت تتمتم رد التحية ولكن الكلمات وقفت بحلقها وقد تفاجأت بوقفته على مدخل المطبخ يسده بجسده الضخم ليتابع بنبرة تبدوا عادية لكنها غير مريحة
عاملة ايه النهاردة 
ابتعلت بصعوبة ريقها الذي جف متأثرا بتوتر اصبح يجمد أطرافها
انا زينة والحمد لله تشكر ع السؤال 
قالتها وعادت لمتابعة القدر مرة أخرى لتزداد الضربات المدوية لقلبها مع شعور بسهم النظرات تخترق سلسلة ظهرها والتي تشجنت بقسۏة لتلتف رأسها بحدة نحوه بتساؤل جعله يشعر بالحرج ليخرج عن صمته قائلا
معلش لو ازعجتك بوجفتي بس انا بصراحة عايز اتكلم 
ظلت تتابعه بتوجس تنتظر المزيد من التوضيح منه فأردف يصدمها بقوله
انا عارف ان امي كان كلامها تجيل عليكي امبارح بس دا الواقع يا نادية واحنا مجبرين على التصرف وبسرعة وبصراحة مفيش حل تاني 
انزوى ما بين حاجبيها وتعقمت نظرتها الغاضبة له تستغرب بشدة جرأته في أن يفاتحها بنفسه بعد يوم واحد من والدته اجفلت فجأة على صوت فوران الحليب الذي اصبح يتسرب لخارج القدر بسرعة عالية استفاقت لتطفئ نيران الموقد ولكن وقبل أن تمتد يدها وجدته يسبقها بالغلق ثم استقام بجسده الفارع وقد تقلصت المسافة بينهما في المساحة الصغيرة وبدت معالم وجهه بالكامل أمامها بهذه القرب قائلا لها
ولا يهمك ان راح كله حتى اهو خد الشړ وراح 
لم تكلف نفسها بالرد عليه وقد بدا امامها شخص آخر لا تعلمه يتابع حديثه مدعيا أن الأمر عادي
احنا كنا بنتكلم عن اللي جالته امي مش عايزك تجلجلي خالص يا نادية ولدك هيبجى في عيني من جوا واحنا بنعمل كدة في الأصل ليه ما كله عشان مصلحته وعشان نحميه من شړ جده دا راجل سكري ولا عمر صعب عليه غالي
لم تكن دماءا تلك التي تجري في أوردتها بهذه اللحظة لا بل هي كانت حممم تغلي حتى جعلت جسدها يهتز من فرط انفاعله ولسانها مقيد عن الرد بما يليق به جاهدت بقوة حتى احتفظت ببأسها وتحركت متمتمة كي تذهب تاركة له المطبخ
تشكر يا سند بس انا دلوك مخي مجفل عن أي موضوع لا جواز ولا غيره 
غادرت ولم تسأل عن الحليب في القدر أو حتى تجفيف سطح الموقد مما سقط عليه وزادت من سرعتها داخل المنزل الذي أكتشفت لأول مرة أنه كبير جدا وضخم 
وصلت الى الجدة لتجدها عادت للتسببح بدون معتز الذي تركته على حجرها منذ قليل الټفت رأسها في المحيط حولها لتبحث بعيناها سريعا عنه وحينما يأست خرج سؤالها نحو المرأة
الواد فين يا جدة
انتبهت سکينه ترفع ذراعها ملوحة نحو الخارج تجيبها
برا مع ستو وعماته يا بتي 
سمعت منها لتنتفض متوجهه للخارج على الفور بغرض ان تأتي به وتصعد به سريعا وكانت المفاجأة حينما وجدته محمولا على ذراعي الاخر عيسى يداعبه ويدغدغه بأنفه على أجزاء من جسدهوحركات شهيرة كان يفعلها والده تسعد طفلها فتجعلها يطلق الضحكات الصاخبة زاد الحنق داخلها شاعرة بحبل يلتف حول رقبتها لتأخذ قرارها سريعا وتعدوا نحوه مرددة بحدة كي يتركه
كفاية يا عيسى كتر الزغزغة بتتعب معدته 
توقف الاخير وأعين الثلاث سيدات انصبت نحوها بفضول فتابعت تعطي عذرا آخر
دا غير كمان ان الضحك الكتير بيخليه يتنكد صباح الخير الأول 
رددن لها التحية فتحركت قدميها نحو المذكور الذي توقف ينتظرها بالطفل فقالت سليمة بوداعة لا تحيد عنها
سبيه يا بتي يشم شوية هوا معانا احسن من حبسته في الشجة معاكي 
رفضت متعللة بتعب صدره ويدها تمتد لتتناوله من الاخر
كفاية عليه كدة لا يعيا انتوا عارفين ما بيتحملش الهوا وصدره ضعيف 
تعلقت كفيها في انتظار ان يرتمي صغيرها كالعادة نحوها لكن الاخر فضل أن يعيطه لها بنفسه قائلا بمخاطبة للطفل ولها
معلش يا عم معتز عشان صحتك بس
بكرة نكمل لعب براحتنا  
في الأخيرة كانت تستل الطفل من يده التي لامست يدها عن قصد لتشعر بها وكأنها شرارة من ڼار مرت على جلدها نقلت بعيناها نحوه لكن وجدته يلتف محدثا والدته وكأنه لم ينتبه أهو بالفعل كذلك وهي التي تتوهم ام انها كانت في غفلة ولم تستفق منها الا اليوم 
هذا هو الچحيم بعينه ان تشعر بالعيون تترصدك وتحاوطك الظنون عن صدق مشاعر الاخرين نحوك او التأكد من شكوك بدأت تزداد تدريجيا نتيجة لرؤية واضحة لكل الأشخاص من حولك
استمر الوضع معها في هذا العڈاب يوم يليه يوم لا هي بقادرة على ايجاد حل ما ولا تتجرأ للبوح بهذا الأمر أمام والدتها حتى لا تبوح هي الأخرى بذلك امام شقيقها الأكبر وهذا لا تضمن رد فعله خصوصا وهو ملتصق طوال الوقت بهذا المدعو ناجي 
تتمنى عودة الأمور لنصابها لقد رضيت بنصيبها تصبر نفسها على افتقاد الراحل بطفلها لما لا يتركها البشر تعيش في أمان
كانت مقاومة واهية حتى اتى هذا اليوم
حينما جاء فايز يطالب بحقه في العودة الى المنزل مع اسرته
لتنشب مشاجرة حادة بينه وبين شقيقاته الفتيات وابناءهن برفض قاطع لرغبته مما اضطره للټهديد باللجوء الى القضاء قاصدا طردهم فهو الوصي الان على حفيده كما أنه ورث جزءا من المنزل پوفاة الفقيد مالك المنزل ابنه!
ثار وعلت الأصوات حتى اضطر للخروج من المندرة لتصطدم عيناه بها وقد وقفت تحتل اخر درجات السلم الاخير متسمرة بذهول قطعه هو بهذه النظرة المريبة وقوله لها
بت الدهشااان 
قالها ليبعث بضحكة قميئة وعيناه الټفت نحو شقيقاته وابنائهم ليردف متابعا لهما بغيظ وكأنه لم يتأثر بالشجار ولا السباب الذي تم منذ قليل بالإضافة إلى علامات السكر التي تعتلي ملامحه بوضوح
مرة ولدي وام الغالي واخدة بالك يا حجة سکينة البيت اللي حرمتوني منيه بالسلطة العالية هاخده منيكم واطرد الكلاب اللي شجعوكم على عملتكم 
قال الاخيرة بالإشارة نحو شقيقاته وابناءهن قبل ان ينصرف بتبختر بعد ان اثار الړعب بقلب المسكينة وتركها لمرمي السهام وقد صوبت انظار الجميع نحوها وكأنها في موضع اتهام وكانت البداية من هويدا
خدتي بالك يا نادية اهو دا اللي كنا خايفين وحذرتك منه السكري جاي يبجح فينا ويجولها بجلب جوي لسه برضوا هتستني في تفكيرك يا بت الناس لحد ما تلاجيه داخل البيت عليكي بالمحروسة مرته والعيال هتأمني على ولدك وسطيهم ازاي
زحف المزيد من الړعب داخلها حتى ارتسم على ملامح وجهها التي قاربت شحوب المۏتى ليضيف عليها سند
انا مش عارف والله يا بت الناس نعمل ايه عشان تقتنعي بجى وتعرفي ان نيتنا زينة وكله عشان خاطر ولدك المسكين طب انتي شايفانا عفشين ولا اخلاجنا مش تمام عشان تكشي منينا
تدخل عيسى هو الاخر يقول بلهجة مؤنبة
سيبها يا سند هي حرة وتعرف مصلحتها ولا يمكن شايفانا زي ما بتجول يبجى محدش يلومها 
خرج صوت علية لتضيف على قولهما
ربنا يهديكي يا بتي جبل فوات الأوان دا عيالنا فتيان مدخلوش دنيا ومع ذلك جبلو انتي حرة بجى استني واديكي شوفتي نظرته لولدك 
باڼهيار تام أصبحت تشيعهم بأنظارها مشددة على ضم طفلها تتقبل لسعات حديثهم التي تقطع جلدها وذاتها من الداخل حتى حينما كانت تلتف لسکينة تبتغي منها المؤازرة كانت تجدها على حالها الذي لم يتغير تندب الراحل پبكاء مكتوم وتناجي زوجها ان يقوم من رقدته 
في النهاية لم تجد الا حضڼ سليمة لتفرغ فيه قهرها وهذا الضغط فاق قدرة احتمالها 
لقد كان صوت بكاءها يخرج لخارج الغرفة وكأنها وجدت المأوى لإفراغ كبتها  
والأخرى تربت على ظهرها بحنو تستمع بصبر وتريث رغم قسۏة الحديث الذي اجبرها الظرف على البوح به بجلد يفوق اعظم الرجال قوة 
حتى هدأ نشجيها وعاد اليها عقلها تذكرت لترفع رأسها اليها قائلة بأسف
سامحيني ياما والله ما كنت عايزة اتكلم بس بصراحة مجدارش اتحمل 
خرج تعقيب سليمة بابتسامة خلت من اي مرح 
ويعني كنتي عايزة تفضلي مخبية كدة على طول ما كل حاجة مسيرها تبان وتبجي ع المكشوف يا بتي 
ردت باعتراض ويدها تمسح آثار الدموع بحزم من على خديها
وايه اللي يخليها تبجى ع المكشوف انا لا يمكن اجبل بحديتهم ده حتى لو على جطع رجبتي 
طالعتها قليلا بتفحص سائلة
يعني مش عايزة تدي لنفسك اي فرصة عشان تفكري يا نادية 
خرج صوتها بحړقة
أبدا والله عمري انا بس خاېفة على ولدي كل شوية يخوفوني بيه يجولولي ان عمي فايز هيتخلص منه عشان يورثه طب اعمل ايه في الڼار اللي محطوطة فيها دي جوليلي 
تمتمت سليمة بتهكم
دا على أساس ان هو اللي جتل حجازي وخرب العربية 
توقفت فجأة قبل ان ترفع إليها عينيها ناظرة بقوة تجيبها
عايزة الحل يا نادية
يا ريت يامة 
صدرت منها كغريق يستجدي أحدهم بطوق النجاة وجاء رد الأخرى بدون تأخير
امشي  
ايه
بجولك امشي يا نادية وسيبي البيت ده خالص
روحي اتحامي في أهلك هما اكيد هيحموكي ويحموا ولدك 
ذهول تام جمد ملامحها فظلت لفترة من الوقت تطالعها بعدم استيعاب حتى أجمعت صوتها لتسألها
طب وانتي امشي واسيبك وواد ولدك احرمك منه ولا يكون جصدك انك هتيجي معايا
ردت تجيبها بهدوء رغم الألم الذي اعتلى تعابيرها
لا يا نادية انا مش هسيب بيتي حتى لو جه وبرطع فيها هو وعياله اما انتي فخلاص يا مرة الغالي أهلك أولى بيكي وان كان على معتز امنه وسلامته اهم عندي من أي شيء حتى لو هتحسر في بعده عني لكن دا اهون بكتير كفاية عليا ڼار ابوه اللي حاشة في جلبي ومهديتش لحد دلوك وبرضو انا مش هسيبه وهاجي ازورك كل ما اشتاجله 
بتجول ايه يا واد
هتف بالسؤال ينتفض ناهضا عن مقعده وكأن ثعبان لدغه لبعيد مكررا على اسماع الفتي الذي كان يعلمه بالأخبار الجديدة تنفيذا للمهمة المكلف بها في المراقبة واحاطته بكل جديد بخصوص المنزل عموما
عيد من تاني اللي جولته انا عايز افهم اللي جرا بالظبط الراجل العفش ده جرب منيها ولا أذاها
التقط الفتى انفاسه ليردف موضحا
يا غازي بيه والله ما اعرف انا بجولك ع اللي شوفتهزي أي واحد في الشارع من الناس
اللي اتلمت هناك صوت فايز في عراكه مع هويدا واختها وعيالهم كان موصل لاخر الدنيا كان باين جوي من الكلام اللي طالع انهم بيتعركوا ع البيت بعدها مشى فايز من عندهم يطوح واكنه طالع من خمارة اما بجى الست نادية محدش سمعلها صوت نهائي وانا لولا اني جعدت واجف محلي ما كنت ابدا هاخد بالي منها لما طلعت سكوتي بعد الدنيا ما ضلمت وجمع الناس اتفض من زمان 
بتركيز شديد مع كل جملة وانفاس تصعد وتهبط بانفعال شديد عاد بسؤاله وتحفز جسده يصدر ذبذبات الخطړ
طيب ولما شوفتها كانت سليمة ولا فيها حاجة جولي الحجيجة جبل ما اروح افرغ بندجيتي في بيت الدهشوري كلهم 
انتفض الفتى يسارع بالنفي
لا والله كانت زينة وتمام التمام هي بس كان باين عليها انها حزينة ووشها دا كان احمر زي الطماطم باين من كتر البكا 
يا بن ال 
تفوه بها جاذبا له من تلباب جلبابه پعنف حتى كاد أن يفتك به لولا أن تدراك ليكبح غضبه اخيرا يلوح بقبضته بټهديد
خلي بالك من كلامك يا حميدي بدل ما ابكي امك على فراجك الليلة انت عارفني 
صاح الاخير بړعب مرددا بأسف
والله ما هعملها تاني والله ما هعملها 
زمجر من حلقه بصوت متوحش ارعب حميدي حتى كاد ان يبلل جلبابه لولا أن تركه اخيرا بدفعه قوية يصرفه
طب ياللا غور من وشي دلوك غووور
وفي منزل هريدي الدهشان 
وبعد ان وجدت امانها وسط اسرتها تسرد لهم ما حدث وراسها مستريح على حجر والدتها التي كانت تمسد على شعرها بحنان
روحت لمېت هدومي وهدوم ولدي في الشنطة الصغيرة وطلعت على طول من جبل حد منهم ياخد باله ولا استنى اخد الاذن
عشان تستاهلي 
صاح بها عزب فور استمع لكل الحديث ليهدر بعضبه
ما انتي لو مش ماشية بمخك مكنش كل دا حصل سيباهم يلفو حواليكي زي الحيايا ومفكرتيش تبلغي حد منينا يجف لهم ملكيش ناس ياك يا بت
تساقطت دمعاتها لتدافع بضعف
محدش منهم يجدر يضغط ولا يجبرني على حاجة 
انا كل خۏفي غير على ولدي هتلومتي عشان خاېفة على ولدي يا عزب
أوقفت تتابع سيل عبراتها مما جعل والدتها تتدخل بحمائية ردا له
عزب مش وجت كلام وتجطيم في الحديت دلوك اختك تعبانة وفيها اللي مكفيها سيبها ترتاح الله يرضى عنك 
زمجر بعدم تحمل ليترك الغرفة لهما
هتجولي تعبانة والكلام الفاضي ما هي اللي جابته لنفسها انا ماشي وسيبهالكم خالص مدام كلامي تجيل 
ابتعلت غصتها لتتمتم سائلة وكأنها تخاطب نفسها
اخويا بيلوم عليا ليه ياما ليه محدش حاسس پالنار جايدة حواليا 
دنت جليلة منها لتطبع على جبهتها تخاطبها بعتب يشمله بعض اللطف
محدش بيلوم عليكي هو بس زعلان عشان متكلمتيش يا نادية كان لازم ع الأجل تبلغيني انا امك احنا ناسك مش عدوينك يا بتي 
والله عارفة ياما بس انا خۏفت من عصبيته زي ما شوفتي دلوك وكمان كان عندي امل انهم يسيبوني في حالي لما يلاجوني مصرة على رأيي مكانش في حسابي انها تتعجد كدة 
أشفقت جليلة ولم تزد عليها ف ابنتها منهكة وليست لحمل أي كلمة أخرى ولكنها واصلت بهدهتها وفتح مواضيع شتى عن اشقائها لتلهي عقلها بأشياء أخرى بعيدا عن هذا الفزع حول حياة طفلها وامانه حتى دلفت إليهن زوجة شقيقها تخبرهم
نادية غازي الدهشان جاي مخصوص وعايز يشوفك  
اعتدلت بجذعها تتسائل مندهشة
غازي الدهشان عايزني انا ليه
دلفت اليه بصحبة والدتها الى داخل غرفة الاستقبال التي فضل الجلوس والانتظار بها تلقي التحية بتوجس وقد فاجئها بهذا التجهم الذي كان يعتلي ملامحه
مساء الخير  
مساء النور 
قالها ليستقبل
تحية جليلة بعد ذلك واستقبالها له بحفاوة قبل أن تردف بأسئلتها الروتينيه عن حال جدته وشقيقته والسؤال عن زوجته واسرتها تقبل الحديث والأسئلة بصدر رحب كي لا يحرج المرأة حتى اذا انتهت فاجئها بقوله
معلش يا خالة ممكن تسبينا انا ونادية لوحدينا انا عايزها في كلمتين 
اجفلت الأخيرة بطلبه الغريب همت أن تحتحج لكن والدتها باغتتها بالموافقة على الفور وبثقة عمياء نهضت قائلة
وماله يا ولدي انا هروح اعمل كوبايتبن عصير 
تابعت نادية انصرافها وقد افتر فاهاها تريد ان توقفها بالقول معترضة ولكن الأخرى لم تعطيها انتباه حتى اذا غادرت وجدت نفسها معه وحدها لتلتف اليه وتفاجأ بهذا التحول في ملامحه
بهيئة مخيفة ارهبتها منه وقد كان وجهه مظلما عاقد الحاجبين بأعين تطلق شررا من قعر الچحيم حتى أدخل في قلبها الارتياع بقوله
لكن انا مش منبه عليكي ان لو عندك مشكلة تجولي عليها ما سمعتيش الكلام ليه
ارتدت للخلف مجفلة لصيحته حتى اتجهت عينيها نحو باب الغرفة تتمنى دخول أحد ما يؤازرها مما زاد على حنقه ليهدر بها
ما تردي يا نادية ع السؤال مش بكلمك انا
طب كلمني زين ومتزعجش فيا 
خرجت منها بعفوية كرد طبيعي على تجاوزه ليرتد عليه بإجفال لم يستوعبه في البداية قبل أن يتدارك متذكرا قول شقيقته عن طبيعتها المدللة منذ نشأتها في منزل ابيها حتى في زواجها من الراحل والذي لم يقصر هو الاخر
معها في ذلك 
عند خاطره الاخير ورغم غضبه المتعاظم إلا أنه استطاع تحجيمه ليخفف من حدته من أجل عيون الريم التي تناظره بتحدي تخفي من خلفه خۏفها والذي ظهر جليا في اهتزاز صوتها فرد بلهجة بطيئة متانية يستمتع بالتطلع لقمريها الأسودين
انا بسألك عن اللي حصل في بيت الدهشوري عايزك تجاوبيني يا بت الناس وتجوليلي ع اللي حصل ممكن
احرجها بتغاضيه عن جرأتها في الرد عليه ثم هذا اللطف في الحديث معها لتسبل أهدابها عنه بخفر متمتمة بخجل كاد أن يطيح به صريع حسنها
معلش لو هبيت فيك بس انا والله ما بتحمل حد يزعج فيا حتى اسأل اخويا عزب 
قاطعها يردف بمزيد من اللين
مفيش داعي للسؤال يا نادية انا عارف من الاول ان انتي مبتتحمليش الزعيج بس انا كمان جاي معبي وعلى اخري بعد ما سمعت بالعركة الشديدة اللي كانت في بيتكم هناك الراجل اللي اسمه فايز اذاكي بكلمة ولا عمل أي حاجة عفشة تزعلك
نفت بهز رأسها متمتمة بصوت كالهمس 
لأ دي كانت عركة مع خواته البنتة وعيالهم انا مليش صالح معاهم 
ضاقت عيناه بمزيد من الحيرة يتفرس في ملامحها بتمعن ليتابع تحقيقه
ولما هو مكلمكيش ولا حتى جرب منك طلعتي باكية من بيتهم ع الساعة تمانية المسا لييه مين اللي خلاكي تطلعي زمجانة من بيتك يا نادية
لقد فاجئها بكم المعلومات التي يردف بها إليها ودقة التفاصيل الصغيرة جعلتها تطالعه بعدم استيعاب لترد على السؤال بسؤال
انت عرفت دا كله منين دا أهلي نفسهم معرفوش بجيتي غير وانا داخلة عليهم 
ملكيش دعوة
نعم
بجولك ملكيش دعوة وما تروديش ع السؤال بسؤال
للمرة الثانية يجفلها بحدته حتى تسمرت تناظره مزبهلة له ولكنه رفض أن يثنيه أي شيء هذه المرة فتابع بإلحاح امر
ردي عليا يا نادية بدل ما اجوم اشوف الناس دي بنفسي واسألهم هتتكلمي ولا اجوم 
خلاص والله هتكلم 
هتفت توقفه قبل أن ينهض ويفعلها بحق وانتظرت قليلا تبحث عن رد
الموضوع كله بيتلخص في ورث البيت عمي فايز عايز ياجي يسكن معانا ويتولى الوصاية على ولدي لكن عماتي رافضين وكانوا بيضغطوا عليا عشان اشارك معاهم في حل يجنبنا شره 
تسائل يحرك رأسه أمامها بارتياب
وايه هو الحل بجى كملي على طول متنجطنيش نجيط بالكلام  
افعاله تزيد من توترها وهذه العصبية المفرطة لماذا يشعرها انها في تحقيق رسمي
سكتي ليه يا نادية ما تكملي
ابتعلت لتجيبه بتردد
كانوا بيضغطوا عليا وعايزني اتجوز حد من عيالهم يا سند ولد هويدا يا عيسى ولد نعيمة  
تجمد فجأة ليبدوا كالتمثال أمامها وكأنه يعيد القول برأسه مرات كي يتأكد مما التقطته اسماعه ليخرج صوته اخيرا مرددا بهدوء خطړ
نعم يا ماما بتجولي بجى كانوا بيضغطوا عليكي ليه سمعيني تاني
يتبع
الفصل الثامن
في المكان المعتاد للقهوة الشعبية التي يرتاداها يوميا والمنزوي عن باقي الطاولات والبشر لخص له سريعا 
عما حدث ليخرج صوت الآخر بتهكم ظاهر معبرا عن غضبه
يا حلاوتك وحلاوة أخبارك وجاي تجولها في وشي يا عزب
زفر الاخير دفعة كثيفة من دخان الارجيلة التي يكركر تدخينا بها ليرد على قوله مقارعا له
مش انت اللي سألتني عليها وعلى أخبارها كنت عايزني اكدب يعني واجول انها رايجة في بيت جوزها الله يرحمه مع الناس اللي عايشة معاهم خلاص اعتبرني مجولتش حاجة 
على صوت ناجي يردد خلفه بعدم تقبل
مجولتش حاجة كيف بعد ما ولعت الڼار في جتتي جاي تجولي مجولتش حاجة الناس دي لازم تتربى على عمايلهم وانت كمان لازم يطولك الحساب عشان جعدت وأهملت افترض اختك كانت ضعفت وواجفت على حد منيهم عليا النعمة يا عزب ما كان هايكفيني عيالك حتى 
وه 
تفوه بها عزب بمفاجأة ليترك ذراع الارجيلة من يده ويرد عليه باستنكار
خبر ايه يا ناجي وايه دخل عيالي بالكلام البارد ده
ما هي سبتهالهم خضرا مخضرة اهي ثم لو حصل يعني كان هيبجى ايه ذنبي انا بجى لو وافجفت على واحد منيهم
زجره ناجي بوجه مكفهر ليظهر اصرار واضح في قوله كي يمنعه حتى من التفوه بالأحتمالات
متجولش الكلام ده يا عزب وتحرج دمي انت عارف زين ومتأكد اني عايزها وان كنت فرطت فيها جبل كدة دلوك مش هسمح حتة العيلين ولا جوز الحريم امهاتهم محدش فيهم هيمشي علينا دا انا جاعد مصبر نفسي على ما تهدي الدنيا وتخلص عدتها ولا دي غلطتي اني مجدر الظرف وصابر مستني 
صابر مستني!
تمتم بها عزب وقد ارتسم الذهول على صفحة وجهه بشدة ليردف ببعض التعقل
إهدى يا واد عمي إنت بتتكلم كدة وكأن اللي راح كان حد غريب عنها مش جوزها ابو ولدها طب الجماعة دوكهم ليهم ظروفهم عايزين يلحجوا يتصرفوا مع المحامي زي ما سمعت عشان ينزعوا الوصية عن فايز السكري احنا بجى هنعمل زيهم 
قطع جملته متفاجئا باهتزاز الطاولة الصغيرة على اثر ضړبة قوية بكف ناجي لسصحها تسببت في سقوط الأكواب وما تحتويه من شاي ومياه اغرقت الصنية الصغيرة ليهدر له محذرا
مستعد اصبر نفسي يا عزب بس ابجى ضامن
مش استنى ع الفاضي وبعدها اتفاجأ انها وافجت على عيل من العيال دي او أي حد غيرهم حتى تجدر توعدني يا عزب
لا حول ولا قوة الا بالله 
غمغم بها ليحاول جاهدا لإقناعه
إعجل كلامك شوية يا واد عمي عايزني أديك وعد ولا كلمة حتى على اساس إيه إذا كان هي نفسها بتجول ابدا ما هتجوز بعد اللي راح سيب الأيام تعمل مفعولها حتى عشان لما تتكلم بعد كدة يبجالي عين جوية اضغط عليها لو زمزجت لكن دلوك مينفعش دا لسة الچرح مطابش يا عم 
كلماته كان بها من المنطق الذي الجم الاخر بعض الشيء ليكف عن المجادلة مجبرا يكز على نواجزه بغيظ متعاظم ثم تسائل ساخرا
والچرح اللي عايزه يطيب ده ان شاءالله هياخد وجت كد ايه
بأعين متهربة رد يجيبه عزب بمكر
افتكر يعني ان كل حاجة مفسراها الظروف يا واد عمي والأصول اللي تخلي الأرملة تفضل لابسة الاسود على جوزها بالتلت سنين في بلدنا أكيد يعني جوازها على أجل من سنة مينفعش 
قالها لينتفض على صيحة ناجي المستهجنة
نعم! عايزاني اصبر سنة وانا معلج كمان
هم ان يخبره بعدم جدوى الصبر من أساسه وذلك لعمله الأكيد برأي شقيقته به ولكنه فضل الرد بسياسة معه كالعادة
انا بتكلم ع الأصول يا واد عمي وبرضك محدش عارف بكرة هيحصل ايه شوية شوية الدنيا هتصفى بس احنا نصبر شوية 
نعم يا ماما بتجولي بجى كانوا بيضغطوا عليكي ليه سمعيني تاني
قالها وسبابته يحركها امامها بشكل دائري كي تتابع وقد توقفت الكلمات بحلقها تطالعه بتعجب بعد أن فاجأها برد فعله وهذا التهكم في نبرته حتى فاض به ليهدر بنفاذ صبر
وجفتي ليه ما تكملي
انتفضت وللمرة الثانية اتجهت عينيها نحو باب الغرفة لتزيد من غضبه المكتوم وهو يجاهد لضبط النفس بعد ما القته بوجهه دون أكتراث لتتابع على عڈابه قائلة
طب انا مش عارفة اكمل صراحة اروح انده على امي 
أجعدي 
هدر بها يوقفها قبل ان تتحرك وقد نهضت عن مقعدها كالملسوعة تبغي الهروب من هيئته المتوحشة أمامها ولكن ماذا بيده الان فقط اصبح يخشى على نفسه من ذبحة صدرية بسببها 
سحب شهيق كبير ينظم أنفاسه المضطربة قبل أن يتابع امرا لها بحزم
بلاش خوف مني انا واد عمك ومش هاكلك يعني 
اضطرت مذعنة لطلبه ان تعاود الجلوس ليستطرد كاظما غضبه المتصاعد داخله سائلا لها حتى يعيدها للحوار
الناس دي كانت بتضغط عليكي ازاي وكملي على طول عشان مضطرش ازعج فيكي تاني وانتي ما بتتحمليش 
بدت كالطفلة المذنبة امامه لتبلتع رعبها منه قليلا وتجسر نفسها
بالحديث حتى تنتهي من هذا التحقيق
كانوا بيزنوا عليا عشان اوافج بسرعة ونجهز الاجرءات جبل العدة ما تخلص وكل ما كنت ارفض كانو دايما پيخوفوني بعم فايز انه ممكن يتخلص من ولدي عشان هو الوحيد المستفيد 
يا ولاد ال 
زمجر بها بصوت واضح أمامها ومخالب قاسېة نشبت بقلبه تحفر چروحا غائرة هذا أكبر من تحمله لقد رأى الطمع في عيون الجميع وتوقع اي شيء الا ان يتم قهرها بأكبر مخاوفها وهو حياة طفلها وبهذه السرعة وهو بعيدا عن حمايتها عاجز عن الزود عنها ليس أمامه الان سوى التصرف كمسؤل
ولما كل دا بيحصل معاكي ما تكلمتيش ليه اخوكي ليه مجاش يشتكيلي ع الاجل عشان كنت وجفت كل واحد عند حده 
ما هي مش مستاهلة  
هي إيه اللي مش مستاهلة
اخفت ارتياعها تجاهد ألا تتأثر بهذه النبرة المتحفزة منه نحوها وملامح وجهه التي تزداد اظلاما كل دقيقة لتوضح شارحة
يعني انا كنت فاكراهم هيسكتوا لما يلاجوني رافضة بس اللي حصل هو العكس كان كل يوم بيزيدوا مع ان جولتلهم والله الاتنين خواتي سند ولا عيسى في واحدة تتجوز اخوها
هذه المرة توقف يطالعها بانشداه لا يصدق كم هذه البراءة والرقة الشديدة وكأنها فتاة في بداية نضجها وليس امرأة من المفترض انها تزوجت وانجبت وترملت تبا أين كانت مختفية عنه
طال صمته وهذا التحديق الذي يربكها حتى اعتلى ملامحها عدم الارتياح فكانت تتهرب بعينيها عنه حتى استشعر من نفسه حرجها ليخرج حمحمة خشنة يتبعها قوله
شوفي يا نادية عشان نجفلوا الموضوع ده من الأساس انتي ملكيش روحة تانية البيت هناك تجعدي هنا وسط اهلك انا ممكن اجدر اروح ابهدل الدنيا عندهم بس هروح بحجة ايه وهما ناس معندهمش ډم من أصله انهم يفتحوا في مواضيع زي دي ولسة المېت ما ارتاحش زين 
أومأت له بهز رأسها وقد بدا انها تأثرت بذكر زوجها الراحل لكن سرعان ما استفاقت على صوت صغيرها الذي دلف الغرفة بندائه
ماما 
اشرق وجهها برؤيته تبصره يلج بصحبة والدتها التي كانت تخطو خلفه برعاية له تحمل الصنية التي وضع عليه كأسين من العصير همت أن تنهض لتحمله لكنه سبقها بأن خطڤ انتباه الطفل يشير بيده اليه قائلا
تعالى تعالي يا حلو انت 
ضحكت جليلة لتسحبه معها نحوه حتى رفعه اليه ليحمله على ذراعه القوي ومشاعر صاخبة تتماوج داخله لا يعرف لها اسم ان كانت
فرح او ابتهاج شديد
هذا الصغير الذي يحمل معظم صفاتها الشكلية يشعر برابطة نحوه غير مرئية 
داعب وجنته الناعمة بسبابته ليسألها بمشاكسة
اسمك ايه ولا مبتعرفش تتكلم
تدخلت جليلة بالنيابة عنه
لا كيف هو معظم كلامه مش مفهوم بس بيعرف اسمه وكام كلمة تانية زي ما جال ماما من شوية جوله اسمك يا واد
توجهت بالاخيرة تخاطب الصغير الذي اذعن لطلبها يجيبه
محتز 
محتز  
ردد بها من خلفه ليطلق ضحكة رجولية صاخبة خرج صداها لخارج الغرفة حتى وصلت لعزيزة زوجة شقيقها الأكبر عزب والتي كانت تتابع عن قرب تنتظر خروجه وقد ازدادت تعجبا لهذه الزيارة المفاجأة بدون انذار بالإضافة لطول الجلسة والتي استمرت لفترة من الوقت بعد ذلك بحديثه الودي مع جليلة ومداعبة الطفل الذي اعتاد عليه سريعا حتى فعل ما كان يفعله مع والده قبل ذلك ليضع كفه الصغيرة داخل فتحت الجلباب في الأعلى وكأنه يبحث عن شيء ما انتبهت عليه والدته لتهتف به محذرة
واد يا معتز 
التف لها الصغير ولكن غازي منعها عن التكملة مشجعا له
ملكش دعوة بيها يا واد كمل زي ما انت عايز 
ذهلت جليلة وهذا الوجه الذي تقابله لأول مرة من كبيرهم لتتنقل بنظرها منه والى ابنتها التي تخضب وجهها بحمرة الانفعال الشديد تطلب منها العون بهمس كان يصل إليه كدغدغات محببة لأذنيه
يا مراري يا الكسوف خديه ياما الواد ده 
اصبح يقهقه بالضحك دون مواربة مستمتعا بخجلها الشديد لفعل الطفل المشاكس والذي اخرج سلسلة المفاتيح وريموت السيارة يتلاعب بهما وكأنه وجد كنز ليزيد من سعادته بينهم لقد أتى منذ قليل بحال وسوف يخرج بعد ذلك بحال أخرى وقد أشبع عينيه من رؤيتها وهذه اللمحات القريبة عن شخصيتها 
وفي الخارج وحينما يأست من خروجه العاجل كعادته في الزيارات الودية استلت هاتفها لتتصل بزوجها
بجولك بجالوا أكتر من ساعة جاعد جوه معاهم ما انا كنت هتصل بيك يا عزب بس امك جالتلي مفيش داعي هو اساسا جاي يطمن على البت وماشي لكن اها بجالوا كتير ومطلعش ويعني انا اش عارفني بيتكلموا على ايه لما تاجي انت اسأل امك واعرف منها سبب مجية غازي الدهشان بحاله عندكم 
طب وبتزعج فيا ليه طب ماشي يا عزب اجفل من عندك 
نهت المكالمة بعصبية وضيق نظرا لانفعال زوجها الدائم عليها بسبب وبدون سبب لكن سرعان ما تبدل مزاجها مع الضغط على الأسم الاخر قي قائمة السجل عندها في الهاتف
جاءها
الرد بعد فترة طويلة من الإلحاح باستجابة على مضض من الجهة الأخرى
الوو ايوة يا فتنة عاملة ايه يا غالية
بعد قليل وبداخل منزل الدهشان 
هبطت فتنة بعد انتهاء المكالمة من طابقها الثاني بخطوات مسرعة نحو الجلسة المعتادة لجدتها الكبيرة فاطمة وحفيدتها امام التلفاز في مشاهدة لإحدى حلقات المسلسل الشهير لتجفلهما على صيحتها الغاضبة
من امتى غازي بيزور الناس في بيوتهم من غير اذن يا روح ها من امتى يا جدة
الټفتا اليها الاثنتان يطالعنها بدهشة وعدم فهم لفعلها لتزيد عليهم موضحة
اخوكي راح لبت هريدي في بيت ابوها اول ما وصلت عندهم طب عليهم حتى من غير ما يستأذن اخوها اللي كان في مشوار برا البيت ماله هو ومال مشاكل الست نادية واحدة جاية زمجانة من عند ناس جوزها ايه ډخله هو
هدرت فيها فاطمة توقفها بحزمها
اسكتي يا بت وبطلي هلفيط بكلامك خبر ايه انتي بنفسك جاية تجولي عليها زمجانة ان ما كنش الكبير هو اللي يعس على واحدة أرملة وغلبانة زي دي ويشوف حجها هي وولدها اليتيم من هيعس
همت لتفتح فاهاها للجدال ولكن روح اوقفت الكلام بحلقها معقبة
المهم في دا كله بجى انتي سمعتي كل الحكاوي دي منين أكيد من صاحبتك مرة اخوها احسنلك تكفي ع الخبر مجور للكلام يوصل لغازي وساعتها صاحبتك هي اللي بيتها هينخرب عزب شديد يعني لا يمكن هيرضى لمرته نجل الكلام 
استبد الغيظ بها حتى أصبحت تهتز لفرط انفعالها لتهتف بالاخيرة بعدم اكتراث
في ستين داهية هو انا اللي جولتلها تتصل وتبلعني لازم اتكلم مع غازي لازم يلم نفسه من أولها وميدخلهاش في حاجة للبت دي 
خرج صوت فاطمة هذه المرة بحسم تفحمها
طب اعمليها يا فتنة بس بعدها ما تجيش تشتكي لما يروحك على بيت ابوكي جوزك ملوش في الاخد والرد يا بت دا بيجطع على طول وانتي حرة بعد كدة 
يعني اموت بجهرتي  
صړخت بها واقدامها تتحرك مغادرة من أمامهما تقطع الطريق بخطوات مسرعة نحو طابقها تسحب شياطينها معها 
ظلت انظار روح متابعة لها تمصمص شفتيها باستياء معقبة
الله يهديكي يا فتنة انا مش فاهمة هي پتكره البنية ليه بس يعني كل ده عشان رفضت اخوها
وكان رد فاطمة زفرة ساخنة وصمت مهيب 
في منتصف الليل
عاد اخيرا بمزاج رائق ليسقط بجسده الضخم على الاريكة التي اتكأ عليها بعد أن خلع عن قدميه حذائه يمسح بكفه على شعر رأسه المستريح للخلف وكأنه أصبح يرى العالم برؤية جديدة كانت غائبة عنه دنيا الجمال التي يستحق المرء ان
يحيا بها دنيا ناعمة كانت غائبة عن خشونة اعتاد عليها 
كلما اعاد برأسه ردود أفعالها وتعمد الهروب بأنظارها عنه اثناء حديثه مع والدتها والذي استمر لفترة من الوقت وكأنها فتاة في عمر المراهقة تخجل منه
يجزم بداخله بالتأكيد ان احتلالها لأحلامه طوال السنوات الماضية لم يكن هباءا 
يعلم بالرهبة التي تتملكها في حضورهومع ذلك يراوده الأمل كثيرا أن يقل هذا الشعور مع اعتيادها عليه حتى وهذه المعضلات الكثيرة تقف عقبات امام ما يتمناه لكنه لن يمل المحاولة ولن يهدأ حتى تصبح في ظل جناحه وتحت رعايته 
انتبه فجأة مجفلا لهذه العيون التي تحدق به في قلب الظلام الذي يغطي الغرفة ليعتدل على الفور بجذعه يشعل ضوء المصباح المجاور له متمتما
بسم الله الرحمن الرحيم مش تتحمحمي ولا تعملي اي حركة يا جزينة تخليني احس انك صاحية بدل من شغل العفاريت دا اللي يقطع الخلف 
تحفزت بوقفتها لترد على قوله باستنكار
عفاريت! ليه ان شاء الله دا انا بياض لون بشرتي ينور في الضلمة انت بس اللي كنت سرحان 
اومأ برأسه يوافق قولها
انا فعلا كنت سرحان عايزة ايه يا اللي بتنوري في الضلمة
تحركت لتجلس على الكرسي المقابل له لتجلس مرددة بلهجة يعلمها جيدا بحكم عشرته معها
وانا هعوز ايه يعني في الدنيا الليالي انا بس انشغلت عليك لما اتأخرت الساعة داخلة على اتنين كل ده كنت فين يا غازي
مال برأسه أمامها يرمقها بتفحص لكشف اغوارها بقوله
وانتي من امتى بتسألي حتى ولا تحسي برجعتي في الليالي ثم ايه اللي مسهرك لحد دلوك مش كل يوم بتبقى مخمودة في الوجت ده
اجفلها بفظاظته وهذا التهكم القوي منه لتعترض معبرة عن استيائها
خبر ايه ما تخلي بالك من كلامك افرض يعني بتلاجيني نايمة ما انا تعبانة ومهدودة من مراعية العيال والخدمة في البيت انا مش عارفة والله كل دا عشان بسألك اتأخرت ليه عشان جلجلت عليك يا غازي 
لا يصدق قولها ولا يصدق هذا الاهتمام المفاجئ منها ولكن لا بأس رد يجاريها حتى يأتي منها بالمزيد
كنت مع شباب العيلة يا فتنة أكيد يعني عارفة المندرة اللي بنجعد فيها اطمنتي يا ستي 
هزت برأسها امامها تظهر اقتناعا لم يصدقه حتى وضح مقصدها خلف تحقيقها بقولها بعد ذلك
كويس خالص اصل انا كنت سمعت
من اخويا عيد انه شافك دخلت عند بيت عمي هريدي على اول الليل مش بعادة يعني
لاحت على زاويتي فمه ابتسامة ساخرة يردد خلفها بتشكيك
عيد برضوا هو اللي جالك يا ستي ع العموم هو مكدبش انا فعلا روحت لبيت عمي هريدي عشان نادية 
قالها وتوقف برهة لتبرق عينيها بتلفظه للإسم مجردا وكأنه يقصد قبل أن يتابع موضحا
صاحبتك اللي جوزها ماټ جريب عندها مشاكل مع اهله وهي جات على بيت ابوها زمجانة 
واحنا مالنا
صدرت منها بحدة تتابع بانفعال تغذى مع مرور الساعات الماضية لټنفجر به غير قادرة على كبحه
واحدة اتجوزت من برا عيلتها تبجى تتحمل هي نتيجة اختيارها اهم مطلعوش ولاد اصول وحسب ما باين كدة يبجى مشوها من بيتها جبل حتى ما تكمل عدتها يبجى شيلتها وتشيلها ما هي اللي جابته لنفسها 
ضاقت عينيه يطالع رد فعلها بتمعن شديد وقد اثار انتباهه هذا اللهجة العدائية منها حتى خرج صوته اخيرا بتساؤل افحمها
فتنة انت متأكدة انها كانت صاحبتك 
ابتلعت تراجع نفسها حتى لا تثير ارتيابه وجاء ردها بتبرير
ايوة امال ايه هي فعلا كانت صاحبتي جبل ما تكسر جلب اخويا وتبدي عليه ولد فايز السكري طب اهم بهدولها بعد مۏته بذمتك دي لو كانت في العيلة كان حصل دا كله معاها
لم تعجبه الإجابة كما أنه لم يقتنع ليعقب بحدة امرا لها
يعني انت كل اللي فيه ده بسبب اخوكي طباسمعي بجى ومن الاخر ادخل في موضوعها ولا مدخلش في كل الأحوال يا فتنة حجة اخوكي دي تبطليها خالص لانها شيء ما يخصناش وخليكي في حالك عشان مجلبش عليكي 
ابتلعت الباقي من كلماتها مجبرة وقد اغلق عليها حتى طريق المحايلة ليضيف بصيحته
وجومي نامي 
على الفور نهضت لترمي نفسها على الفراش مزعنة لأمره منهية نقاش بلا فائدة معه وتوقف هو يراقبها بملامح مشتدة بعد أن عكرت مزاجه ببث سمومها ثم تذكيره بالمتربص الأقرب الان ناجي وما يحمله من تعلق بفاتنته كان ينقصه مشكلة أخرى 
زفر بسخط يتمتم داعيا عليها بعد ان اخرجته من عالمه الوردي الناعم لواقعه البائس معها
إلهي تحلمي بكابوس يكتم على نفسك يا بعيدة زي جليتي راحتي وعكرتي مزاجي 
في اليوم التالي 
وقد تأخرت عن النزول إلى الطابق الأرضي واختلاطها والحديث معهم كالعادة مما جعل هويدا تصعد إليها لتستطلع ما بها وتسألها بفضول
خبر ايه يا سليمة لا انتي ولا مرة ولدك ظاهرين من امبارح ايه الحكاية ليكون الواد تعبان
اجابتها الأخيرة ببساطة وهي ترتشف من فنجان قهوتها التي اعدته منذ قليل
مشت 
مشت
جلست لتتابع سائلة لها باندهاش
وامتى لحجت تطلع دا احنا صاحين من طلعة الشمس وما لمحڼا حتى اترها يعدي
علينا 
ردت سليمة بكل هدوء
دا كان امبارح ع الساعة تمانية كدة في ادان العشا لمت خلجاتها هي وولدها وحطتهم في شنطة صغيرة ومشت 
تسرب الشك لقلب هويدا لتردف سؤالها بتوجس
انا ليه كلامك مش مريحني يا سليمة ما توضحي جصدك ايه مرة ولدك حطت هدومها في الشنطة لاجل ما تريح اعصابها في بيت ابوها يعني 
على نفس الوتيرة تابعت 
لاه يا هويدا هي خلاص اعتبريها راحت مكانها على كدة في بيت ابوها يعني اخرها تاجي عندنا زيارة وخلاص أنا نبهت عليها بكدة 
اعتلى الڠضب معالم الاخيرة لتردد خلفها باستهجان
انتي اللي نبهتي عليها بكدة يا سليمة انا مش قولتلك من الاول ان كلامك مش مريحيني ما تجيبي اللي في بطنك واتكلمي على طول انتي اساسا مبتعرفيش تخبي 
تلقت سليمة الدعوة لتفصح عن استيائها هذه المرة دون مواربة
وماله يا ست هويدا اطلع اللي في بطني واجول ع اللي فيها ولا فاكراني هسكت لما اعرف انكم مضيجين ع البيت وبتضغطوا عليها عشان تتجوز واحد من عيالكم وانا جتت ولدي لسة مبردتش وكل اللي عليكم انكم عايزين تحافظوا ع حج المرحوم وتنزعوا الوصية عن ابوه طب تجدروا تجولولي هتعمولها كيف دي وانتو ولا واحد فيكم ينفع للوصاية ولا عشان هي صغيرة ومش فاهمة
على صوت هويدا في الرد بدفاعية بانفعال يقارب الھجوم
لا يا سليمة هي مش عيلة صغيرة دا انتي اللي عجلك اصغر منها بوظتي كل اللي بنعمله في دجيجة مع ان كله عشان خاطرك المسألة معجدة واحنا عارفين ان محدش هينفع يتولى مسؤلية الوصاية غيرك بعد ما نخلي فايز يمضي ع التنازل 
ود ولدك هيبجى في ومرته لما تتجوز واحد من عيالنا هتضمني ان عمره ما هيبعد عنك دا غير ان هيبجى في حماية يعني محدش هيجدر يجرب منيكم لا فايز ولا غيره فهمتي بجى يا ناصحة 
ذوت سليمة ما بين حاجبيها وارتسمت شبه ابتسامة ساخرة لتسألها بتريث وافكار عاصفة تموج برأسها
ودي كنتوا هتعملوها ازاي يا هويدا هو فايز عيل صغير عشان يمضي على حاجة زي دي لأ ويتنازل كدة بسهولة ولا انتوا دماغكم فيها
ايه بالظبط
خرجت الأخيرة بحدة لم تؤثر في الأخيرة لتجيبها بتصميم
ملكيش دعوة باللي كنا هنعمله دا راجل سكري ورجله بتروح ع الخمارات والغرز اكتر ما بتروح على بيته ولا عايزانا نستنى لما يجي هو وبت التنح وعيالهم يبرطعوا في بيت ابونا ويطردونا احنا أصحاب البيت 
ومض عقل سليمة واتسعت حدقتيها بإدراك متأخر لتهتف معارضة
انتي عارفة زين ان اخوكي دماغه شديدة ولا الف كاس خمرا يأثر فيه عشان يمضي وهو مغيب ودا ملوش تفسير غير في حاجة واحدة بس هي ان حاطين في راسكم تجبروه وطبعا دي مش صعبة عليكم عشان ولدك وواد اختك الاتنين يد واحدة لكن لاه يا هويدا انا لا يمكن ارضي بكدة ولا هجبل الوصاية على واد ولدي بحاجة عفشة زي دي 
صاحت بها هويدا وقد غلبها الانفعال لتخرج عن طورها الطبيعي الهادئ
عنك ما جبلتي واستني بجى يا اختي لما ياجي هو والغندورة عشان تطلع البلا الازرج على جتتك تكيدك وتذل فيكي مش عاجبك ان احنا بنفكر في مصلحتك يبجى تتحملي يا بت الناس
زمت شفتيها تكظم ڠضبها عن رد غير لائق وضغطت بصعوبة حتى خرج ردها بتحكم شديد
هتحمل يا هويدا زي ما اتحملت كتير جبل سابج ولا عمري شكيت ولا هشتكي عشان انا سيبت عوضي على ربنا وحتى لو مجاش العوض كفاية عليا اضمن سلامة واد الغالي وبعده عن ڼار الكره اللي والعة جوا البيت ده بورث الندامة 
نهضت هويدا لتطلق صوت ساخر من فمها مرددة
ودي ضمنتيها منين ان شاء الله طول ما في ورث البيت مفيش ضمان لسلام ولا أمان 
قالتها وانسحبت مغادرة تاركة سليمة تغمض عينيها بتعب وهذا الحبل الذي التف حول عنقها يزيدها احهادا وبؤس رغم أنه صمم في ألاصل من اجل النجاة وحفظ الحقوق 
لتتضرع للخالق بوجل
يارب احفظ الباجي من ريحة ولدي احفظ واد ولدي وامه 
في منزل الدهشان 
وقد استيقظ باكرا كعادته هبط من الطابق الثاني وعينيه تبحث عنها حتى وجدها خارجة من مطبخ المنزل الكبير وكأنها تعد طعام الإفطار مع العاملين هتف بإسمها لتنتبه له
روح صباح الخير يا ست البنات
الټفت له بوجهها المشرق تتلقى تحيته بابتسامة عذبة تبادله
يا صباح الهنا والسرور على كبير البلد كلها ثواني وتلاقي الأكل ع السفرة 
قالتها وهمت تتحرك عائدة للمطبخ ولكنه اوقفها بقوله
لا استني انا عايزك في كلمتين الأول 
طالعته بعلامة استفهام تعلو وجهها سائلة
كلمتين ايه ع الصبح كدة خير يا غازي 
اقترب ليسحبها من كفها مرددا خلفها
خير ان شاء الله ما تجلجيش دي حاجة كدة بسيطة 
بعد قليل 
كانت معه اسفل المظلة الكبيرة في قلب الحديقة وقد ابتعدا عن صخب المنزل والجميع وكان الحديث الدائر بينهما بعد أن اخبرها عن مطلبه
أيوة يعني انت عايزني اروحلها النهاردة واشوف طلباتها ليه هو عزب لحج يجصر معاها
وه
تفوه بها ليردف
لها موضحا
ما تفهمي يا روح وجهة نظري يا بت ابوي انا عايزك تجربي منها مش موضوع تشوفي طلباتها وبس لأ انا غرضي تعرفي كل حاجة عنيها انتي جولتي عليها كتومة وهادية ودا اتأكدت منيه بنفسي بعد ما شوفتها امبارح وحكت ع الضغط اللي كانت بتتعرضله من ناس جوزها دا لولا حماتها الله يباركلها هي اللي نصحتها تمشي الله أعلم كان حصلها ايه
بتركيز شديد وقد وصلها الان فحوى كلماته
فهمتك يا خوي انت فعلا عندك حج احنا شكلنا صح مجصرين فيها دي دا انا حتى لما كنت بزورها مكنتش بنفرد معاها لوحدي دايما كان يبجى في ما بينا ناس الله يباركلك يا واد ابوي انك خدت بالك منيه الموضوع ده 
اكتنفه الراحه بقولها وتفهمها الدائم له مما شجعه ليطلب المزيد
طب حيس كدة بجى انا عايزك متجربيش وبس لا دا انا عايزك تصاحبيها تعرف عنها كل شيء كل شيء يا روح بت عمك دي انا فهمتها زين على كد ما هي باينة زي النسمة كدة لكن شكلها راسها ناشفة وما بتمشيش غير بمخها والنوع دا بيحتاج اللي يساسه 
تطلعت له بانشداه وكأنها ترى وجه اخر لشقيقها مما جعله ينتبه على شرودها فصدح صوته متذمرا
خبر ايه يا روح ما تركزي معايا متخلنيش اعيد وازيد في الكلام دا انتي حتى نبيها وبتعرفيها من غير شرح 
ضحكت بمرح لا تستوعب انفاعله لتعقب مستغربة
طب انت ليه متعصب انا فهمت والله وجهة نظرك بس مكدبش عليك متفاجئة من اهتمامك دا غير ملاحظاتك الدقيقة عن نادية وكأنك فهمت شخصيتها كل دا من جعدة واحدة
انتابه في البداية شعور بالحرج لكن سرعان ما استطاع السيطرة عليه ليرد موضحا
انتي جولتيتيها بنفسك جعدة واحدة لكن اخوكي كبير عيلة يا ست روح يعني فريز في اصناف البشر اظن يعني واحدة زي بت عمك مش هتبجى شخصيتها اصعب من ان افهمها 
ازداد العبث على ملامحها لتردف مقارعة له
بس انت مبتفهمش في
صنف الحريم ولا بتجيك مرارة للحكاوي معاهم مش دا برضوا كلامك يا كبير عيلة الدهشان ولا انا بخترغ من مخي
يا بت ال 
دمدم بها يطالعها بتوعد وقد وصله جيدا ما ترمي إليه بأنها كشفته 
يتبع
الفصل التاسع
مشت! مشت كيف يعني ايه اللي بتجوليه دا ياما معجول
هتف بها سند متسائلا أمام اعين الجميع بعد ما أخبرتهم هويدا بحديثها المشتعل منذ قليل مع سليمة
لتضيف على قولها بتهكم
ومش معجول ليه يا جلب امك هتكون مدسية في الأوضة فوج مثلا وبتلاعبنا الغميضة دي بتجول مشت من امبارح عشية يعني غفلتنا واتسحبت في الليالي سليمة شجعتها وانتهى الأمر 
انتهى الأمر كيف
صړخ بها سند ليتدخل عيسى ايضا يدلي بدلوه
مرة خالي خربطت كل الترتيب كان لازم نحسب حسابها من الأول المرة دى كانها مچنونة دي بدل ما تجف معانا لاجل حفيدها ما يجعد في تجلب البت علينا وتعصيها 
تلقت هويدا احتجاجهم صامتة بوجه متجهم عاقدة الحاجبين بشدة ونتيجة الشجار مع سليمة ما زالت تحمل اثارها على ملامحها  
صاح سند يجفلها
ما تردي ياما سكتي ليه مش انتي سبب الوحلة اللي اتوحلناها دي اقنعتينا كلنا نتبع جدي عشان المصلحة اديها جلبت فوج روسنا كلنا 
هتفت بدفاعية عن موقفها
ويعني انا كنت مغسل وضامن جنة انا كل اللي كان في دماغي هو ان الزفت فايز يتحرم من ملكية البيت مكنتش عايزاه يشم ريحته لكن الملعۏن حظه طلع احسن مننيا كلنا ورث بمۏت الواد وبجى وصي على ولده 
المهم انه ما هيجدرش يتصرف في البيت ولا يوجعه زي ما كان مخطط برضك دي متنسوهاش 
علقت بالكلمات نعيمة والدة عيسى بعد فترة من الصمت التزمت بها هي ووالدتها سکينة والتي كانت تغمغم بالذكر على سبحتها وكأن الأمر لايعنيها غير غابئة بالتدخل معهم في النقاش الدائر 
قلل عيسى يعارض قولها
برضك دا ما دا مش حل ياما احنا كدة وكاننا واجفين ارض طرية ممكن تغطس بينا في اي وجت خالي فايز ممكن في دجيجة نلاجيه واجف وسطينا هنا مع مرته الحرباية وعيالها العجارب لازم الراجل ده تتجطع رجله وما يبجاش له دخلة من أساسه 
ضړبت هويدا ببطن كفها على سطح الأخرى سائلة بنزق
ودي هنعملها كيف وليه اذا كان صاحبة الشأن نفسها بتجول مش عايزاها الوصاية سليمة حطت العجدة في المنشار عشان توجف الحال وليه مخلوله اتنازلت عن حجها في جوزها زمان ودلوك مش سائلة في البلوة اللي هتجع على راسها لما تخش عليها بت التنح السعرانة اللي ما بتشبعش ابدا من الصرف الواحد مش عارف يجول ايه والله 
تركها سند ليتجه بخطابه نحو جدته سائلا لها
وانتي يا ستي مش ناوية تجولي رأيك معانا في اللي حاصل ولا هتعملي نفسك غريبة انتي كمان طب حتى افتكري معتز ريحة الغالي ولا انتي كمان مستغنية زي مرت ولدك
قالها بخبث يغلفه الإستفزاز ليجعل المرأة تلتف إليه مجبرة ترمقه بنظرة حانقة قبل ان يخرج ردها
وانا إيه في يدي يا
واد هويدا هو انا كان ليا شورة ولا جولة في الموضوع دا من اساسه انتوا اللي بتخططوا وتدبروا وانا جاعدة ومستنية النتيجة لا جادرة انهيكم ولا جادرة اكون معاكم ھموت على حبة عيني معتز وبنفس الوجت مش عاجبني عمايلكم 
تدخل عيسى يجادلها
مش عجباكي عمايلنا لكن عجباكي عمايل مرت ولدك خبر ايه يا جدة ما تساعدي معانا واقنعي المرة الهبلة دي توافج انا متأكد ان ليها كلمة على نادية 
اشاحت سکينة وجهها عنه مرددة بعدم اكتراث
انا جولت من الأول مليش دعوة متدخلونيش في اي حكيوة من مواضيعكم كفاية عليا مصېبتي في اللي راح ولا لوعة جلبي ع اللي جاعد في المستشفى ما بين الحيا والمۏت ربنا يجومك منها يا عبد المعطي 
قالتها لتذرف الدموع بتأثر ثم تجففها بطرف شالها ومن خلفها صفق عيسى يضرب بكفيه مرددا بسخط
يا باي على شغل الحريم اللي لا يحل ولا يربط نجعد احنا زيكم نندبوا بجى ونسيبها تطربج على راسنا يا سااتر 
عقب سند على قوله بتصميم
لا طبعا مش هنندبوا إحنا لازم نتصرف بسرعة توافج سليمة على شروتنا ونادية تبجى لواحد منينا ساعتها بجى نفضى لخالي عشان نمضيه ڠصب عنه ع التنازل
وفي منزل هريدي الدهشان 
خرج من غرفته مجفلا على نداء أحد ابناءه ليفاجأ بناجي يقف بقلب الصالة وعدد من اقفاص الفاكهة موزعة في الأسفل حوله حتى غطت مساحة كبيرة كبيرة من الأرضية ليبادره بابتسامة ملأ شدقيه قائلا وهو يتقدم نحوه
أبو محمود توك ما صاحي يا راجل  
رفع كفه يباغته بمصافحة رجولية مبالغ فيها مما زاد من ارتياب عزب الذي تلقف مصافحته بابتسامة مضطربة ليحاول أن يجاريه بترحاب مفتعل
اهلا اهلا يا ناجي نورت البيت يا واد عمي بس ايه الحكاية والفاكهة دي كلها بتاعة مين
بتاعة مين
ردد بها من خلفه ليتابع بضحكة ساخرة
يعني
هكون جايبهم عندك امانة مثلا خبر ايه يا عم عزب دا حاجة بسيطة من خير الأرض جولت ادوجهم منها هي فين خالتي جليلة فين بجيت العيال عشان يفرحوا بالطرح الجديد
يا خالة جليلة  
خرجت له المرأة على النداء تتلقفه بابتسامة مرحبة رغم تعجبها هي الأخرى لفعله
انا هنا يا ولدي جيت اها بسم الله ماشاء الله ايه دا كله
اشرق وجهه برؤية الصغير الذي كان ممسكا بيدها ليردف ردا على كلماتها
دا خير ارضنا يا خالة وانتي عارفة انها زينة وعافية وانا بصراحة بجى جايب الهدية دي لمعتز باشا خليه يدوج خير جدوده ويعرف بأصله الزين جرب يا واد 
قال الأخيرة يتناول كفه منها يقربه إليه نحو الفواكه يخاطبه مع دعوة بقية الأطفال معه
تحب المانجا ولا الجوافة ولا التين ولا أجولك إنت تاخد تفاح عشان حلو زيك 
تلقى معتز دعوته ليمسك بعدد من القطع يقضم واحدة ويرمي الأخرى حينما تعجبه غيرها بمرح طفولي وكأنه وجد لعبة جديدة مع تذوقه للعديد من الأنواع المختلفة أمام دهشة جليلة وامتعاض عزب لتعجل هذا الأحمق بأفعاله وكأنه يقصد لفت نظر شقيقته التي هي كارهة من الأساس 
معتز 
صدر الصوت كصيحة وقد ازعجها كم الفوضي التي تسبب بها طفلها بالإضافة لتناوله العديد من الفاكهة بشكل عبثي لم يعجبها
لتتقدم نحوهم بخطوات مسرعة ترفعه اليها ناظرة لهم باستنكار لم يؤثر في ناجي الذي تهلل وجهه برؤياها ليردف بتفاخر
ما تسبيه ينجي على كيفه الواد مبسوط  
مبسوط  
تمتمت بالكلمة باستتهجان واضح ناقلة بنظرة لوم نحو والدتها وشقيقها قبل أن تعقب له
متشكرين جوي بس انا ولدي كدة ممكن تجيله حساسية دا غير انه بجع هدومه عن اذنكم هروح اغير له 
هتف يوقفها قبل ان تواصل طريقها مغادرة
طب مستعجلة ليه ماتسيبي الواد معانا شوية خليه يفرح مع العيال وبعدها سبحيه زي ما انتي عايزة هو اساسا جمر ومش مستاهل 
همت ان تجفله برد غبي عله يرتجع من البدايه عنها ولكن شقيقها كان الأسبق برده
لا خليها تروح تسبحه احسن هو اساسا عامل زي البسكويتة وما بيتحملش روحي نضفيه يا نادية روحي 
تلقت دعوته بترحيب شديد لتطلق قدميها للهواء مبتعدة عن محيطهم على الفور اغتاظ ناجي يرمقه بنظرة حاړقة تجاهلها عن قصد كي يوجه خطابه لوالدته
روحي ياما اعمليلنا كوبايتين شاي بسرعة ياما ونبهي ع الواد محمود يدخل الجفاصة دي جوا
أجف هنا يا عم عبد الباسط  
هتفت امرة الرجل المسن برقتها ليتوقف بالسيارة التي يقودها لوسط الطريق الزراعي حتى تسائل بعدم فهم
بس احنا لسة جدامنا مسافة على ما نوصل لبيت هريدي الدهشان 
ردت وهي تعدل من وضعها حتى تترجل من السيارة
عارفة والله بس انا هاخد الحتة الصغيرة دي على رجلي عايزة امشي وسط الخضرة والهوا اللي يرد الروح 
ترجل خلفها ليعلق عارضا عليها من واقع عمله
وماله يا ست البنات امشي انا كمان معاكي الخطوتين دول واوصلك واهي العربية جاعدة مكانها ومحدش يجدر يجربلها عشان معروف دي بتاعة مين
أهدته ابتسامة عذبة ترفض بلطف
وبعدها ترجع تاني على رجليك لا يا عم انا كبيرة واعرف اوصل لحالي وعارفة السكة كمان يعني مش
هتوه 
ضحك الرجل يتابع خطواتها ليتمتم من خلفها بمحبة
ربنا يبارك فيكي يا بنتي ويسعدك بروحك الحلوة دي يا ست الناس يا روح 
أما هي فقد واصلت تخترق المساحات الخضراء عن معرفة سابقة بكل شبر منها حتى توقفت أمام الشجرة العزيزة والملتصقة بعدد من النخلات الصغيرات ليخفق قلبها بدوي صاخب داخلها روحها المتعلقة بها وبالذكريات التي تحملها لها كانت تتواتر بذهنها سريعا وغبطة تغمرها وكأنها تملك الكون بأجمعه ذكريات من عمر طفولتها ما زالت تحمل اثرها وعشق كبر مع كبر العمر 
يا روح يا روح تعالي شوفي عمر ركب ع النخلة وبيبلغك انه هينتحر ويرمي نفسه من فوجيها 
ينتحر من فوج ايه
قالتها لتترك اللعب مع بعض الفتيات ثم اتت مع شقيقته التي اجادت التمثيل لتعقب على فعله
شايفة اهو زي ما جولتك لسة جاعد على وضعه 
سمعت منها لتتخصر مندمجة معهما
انزل يا عمر بلاش التهور لاحسن يحسبوك علينا نفر ولا حاجة 
عبس يخاطبها بلوم
بجى هو دا اللي ربنا جدرك عليه دا بدل ما تهاوديني في الكلام زي ما بيعملوا في التلفزيون 
ضحكت تتحداه بالكلمات
لاه احنا معندناش الحاجات دي إنت اخترت ترمي نفسك من فوج النخلة اللي يدوبك تجيب طول اخويا غازي هنعملك ايه بجى مش انت اللي اخترت ما تجوليله يا جميلة 
اجوله ايه دا كان مفكرك هتزعلي وترمي نفسك وراه إنزل يا عم انزل دي باينها مش فارج معاها 
قالتها جميلة ليتلقف جملتها سائلا
صح انا مش فارج معاك يا روح 
لم تجيب وظلت ترمقه بابتسامتها الخلابة فتابع بمحايلة
وحياة اغلى ما عندك يا شيخة لتجولي فارج معاكي ولا ارمي نفسي صح انا مش ھموت بس
والله ممكن رجلي تتكسر 
زحف بقلبها الړعب لمجرد التخيل فردت تخرج عن صمتها
وانا ميهونش عليا رجلك يا عمر فارج معايا خلاص استريحت 
استريحت جوي 
قالها ليهبط سريعا بشقاوة أذهلتها حتى وصل إلى شجرة التين ليقتطف منها أطيب الثمرات حتى هبطت اقدامه للأرض يعطيها احداهن قائلا
طب بمناسبة الكلام الحلو ممكن تجبلي مني الهدية البسيطة دي 
تناولتها منه لتقضم قطعة صغيرة منها وترد عليه بامتنان
حلوة يا عمر احلى واحدة كلتها في حياتي
عادت من ذكراياتها وكأن الطعم الجميل ما زال بفمها تمرر كفها على أوراق الشجرة العجوز مدمدة
وحشني أيامك يا غالية يا ريحة الحبايب امتى بجى تنعاد من تاني هونها يارب
دفعت الباب لتدلف إليها داخل غرفتها بعد أن سمحت لها بالدخول لتجدها مستلقية بنصف نومة تراقب صغيرها الذي كان يلعب بألعابه على ارضية الغرفة وشرود يعتلي قسمتها حتى انها لم تنتبه بدخولها 
رفعت روح صوتها قائلة بالتحية
مساء الخير عاملة ايه يا احلى البنات
اعتدلت على الفور لتجلس بجذعها مرددة لها بحرج
رووح معلش اعذريني افتكرتك مرة اخوي ولا واحدة من خواتي 
او امك ولا انتي نستيها دي
قالتها روح بتفكه استجابت له نادية بابتسامة طفيفة لتتقبلها اخوي بعد ان بادرتها روح بفتح ذراعيها لها حنونة وجميلة هذا دائما ما تشعر به نحوها
جلست معها بعد ذلك لتسألها بوضوح
ممكن بجى افهم ايه سبب جفلتك على نفسك دي بټحبسي نفسك يا بنت الناس طب ما تعمليش حساب لنفسك يبجى اعملس حساب للعيل الذي عايز يلعب ويعيش سنه ده
نقلت بنظرها نحو ابنها بصمت تتذكر حالة العصيان التي اتخذتها منهجا منذ الصباح منذ أن تفاجأت بهذا المدعو ناجي يحتل المنزل بالفواكه التي قد أتى بها ليأخذ جلسته بعد ذلك لفترة طويلة مع شقيقها فكانت غرفتها امانا لها قاصدة عدم الخروج حتى من بعد ذهابه لا تريد تعليقا سخيفا من زوجة شقيقها ولا تبريرا بريئا من والدتها 
رفعت رأسها لروح تعقب على قولها بنفي
ومين جالك اني حابسة نفسي هي بس شوية خنجة أحيانا بتيجي مع الواحد وبعدها تروح من نفسها محدش بيخفف عني ولا ينسيني غير جاعدة ولدي جمبي هو عندي بالدنيا 
حبيبتي ربنا يخليهولك يارب 
تمتمت بها روح بتفكير جلي قبل ان تسألها بفضول
انا اسفة يا نادية لو هتدخل بس يعني هو انتي معنديش اصحاب يزوركي وتزوريهم متجوزين بجى ولا مش متجوزين او يكونوا من ايام المدرسة مثلا
انتظرتها اجابتها لبعض اللحظات وكأنها تبحث عنهم داخل ذاكرتها قبل ان يخرج ردها
هكدب عليكي لو جولت صحاب بمعني صحاب بجد لأني كان في فعلا ايام الدراسة بس الأيام فرجتنا طبعا من بعد ما تجوزت انا على طول كان حجازي الله يرحمه هو صاحبي ودنيتي كلها 
قالتها بصوت مبحوح تكبح دمعتها من الهطول مباشرة تأثرت روح لتمسح بكفها على ذراعها بدعم تلقته لتكمل بما يجيش بصدرها
بس تصدقي انا فعلا اكتشفت دلوكت اني معنديش حد من سني افضفضله على فكرة الإحساس دا عندي من زمان لو تفتكري يعني انا طلعت لجيت خواتي البنتة كلهم متجوزين يدوب ولاد اختي بس اللي كانوا من سني حتى مرة اخويا لما جات عمرها ما بجت صاحبتي 
أوقفت برهة قبل ان تتابع
او يمكن عندي وانا مش واخدة بالي 
انتي فعلا مش واخدة بالك اخص عليكى يا جليلة
الأصل 
قالتها روح بمزاج جعلها تضحك بحق مرددة بأسف
لا والله ما جصديش عليكي دا انتي حبيبتي 
قاطعتها بانفعال كاذب
حبك برص يا بعيدة ما تحاوليش تصلحي هي طلعت وخلصنا 
أصبحت تقهقه معها بضحكات خارجة من القلب والأخرى تدعي الڠضب حتى تمكنت من الرد اخيرا لها بجدية
على فكرة يا روح انا دايما حساكي اختي يعني اكتر من الصحوبية نفسها 
أومأت لها بتفهم قبل تجاريها في القول
انا فاهمة وجهة نظرك على فكرة ما انا برضك كنت اصغر خواتي بس بصراحة اخويا غازي كان دايما معوضني يمكن عشان الڤرج ما بيني وبينه في السنين مش كبير جوي لكنه بيفهمني وافهمه 
كانت تهز رأسها بصفحة شفافة تظهر عدم اقتناعها نهائي بقولها مما جعل الأخرى تنهرها بافتعال
مالك يا بت مش مصدجاني ولا ايه
ردت بكذب مكشوف
لا يا عم وانا اجدر مش بتجولي انه بيفهمك ربنا يخليكم لبعض  
غمغمت من خلفها بصوت مكتوم 
مين يشهد للعروسة!
سمعتك والله 
هتفت بها روح لتشاكسها بمرح
بطلي خبث يا بت هريدي انا عندي ودن تجيب دبة النملة وهي ماشية فاهمة ولا لأ
فاهمة فاهمة 
رددت بها باستسلام مستجيبة للتباسط في الحديث معها لتتابع بغمغمة أخرى فور ان ابتعدت بوجهها قليلا
وانا اجدر اعترض كمان 
يا بت بطلي بجولك 
صاحت بالاخيرة منطلقة بالضحك والأخرى تستجيب للحديث الودي لتزيد من الألفة بينهم وقد حسمت روح بداخلها انها سوف تكون اقرب الافراد لها وقد انتبهت اخيرا لشخصيتها بعد ان لفت شقيقها نظرها لهذه النقطة
تبسمت داخلها مستغربة ان استنبط بذكائه هذه اللمحات القريبة من شخصيتها الملعۏن وكأنها درسها من جلسة واحدة عجبك لأمرك يا غازي!
خلف الجدار الزجاجي وقفت تتطلع بقلب ېتمزق لحالة الرجل الذي كان لعدد ليس هينا من السنوات جدها بحق يدللها وكأنها حفيدته پالدم لقد كان لها خير سند لا تدري اتغضب منه لفعلته الأخيرة والتي تسبب بفقدان زوجها ام تعطيه المبرر لفعل كان يظنه لصالح الفقيد غافلا عن بحور الحقد التي انطلقت نتيجة هذا التفضيل له والذي اوغر الصدور نحوه 
واجفة عندك ليه ما تدخلي 
شهقت تلتفت نحو صاحب الصوت بفزع وقد أجفلها بفعلته واضعة كفها بفعل غريزي على موضع قلبها في الأعلى ليزيد عليها بنظرة وقحة بسخرية
وه شوفتي عفريت اياك خير ايه يا نادية
قالها ثم دنى بعيناه نحو الصغير يخاطبه بود
ازيك يا باشا عامل ايه
تبسم له ببرائة كرد على تحيته اما هي فقد اعتدلت 
على الفور بوقفتها تتراجع بصغيرها الذي كانت تمسكه بيدها في الأسفل لترد بحدة
كان واجب تطلع صوت ولا تعمل أي حركة تعرفني بوجودك جبل ما تخضني كدة من ورا ضهري بكلامك 
تلقف قولها ليرد بعتب لائم استشعرت زيفه من نبرته
اخص عليكي يا نادية مكانش العشم دلوك بجينا اعداء يعني ولا غربا عشان تكلميني كدة دا احنا ياما كلنا على طبلية واحدة ولا نسيتي
لا منسيتش 
صدرت منها قوية لتتابع بڠضبها
ومنسيتش كمان ان كنت معتبراك اخويا ولا اكنك حتى شجيج حجازي الله يرحمه 
قالتها بقصد لم يؤثر به بل اتخذه حجة ليدخل في صلب موضوعه
طب زين جوي الكلام ده بعني عارفانا ولاد اصول زيه يبجى ايه لزومه بجى انك تهربي وتسيبي البيت طب حتى راعي حج ولدك ولا افتكري جلب جداته اللي اتحرج جلوبهم بمۏت المرحوم ودلوك بفراج ريحته جالك جلب تعمليها يا نادية 
وانت مالك
صاحت بها مقاطعة له لتردف بعدم تحمل لهذا الضغط المقصود منه
بجولك ايه يا سند الله يرضى عنك انا جاية هنا اطمن على جدي وماشية وفر كلامك دا عشان مفيش منه فايدة 
قالتها وهمت لتذهب وتتركه ولكنه اعترض طريقها فور ان تحركت قدميها يوقفها ليردف غير ابها لرغبتها
انتي كمان عايزة تمشي ولا هامك يا نادية طب سؤال بس انتي ليه رفضاني دا بدل ما تساعدينا نجف في وش فايز اللي كل يوم بيبعت في الناس عشان يجي ڠضب عننا ويبرطع في البيت طب افتكري امك سليمة لما تاجي شربات وتذلها 
كفاية يا سند 
هتفت بها تقاطعه بلهاث وقد اصاب بضغطه على هذه النقطة التي توجعها من الداخل حتى التمعت عينيها تحتج على فعله برجاء
سيبني يا سند خليني امشي وكفاية لحد كدة 
قابل خطوتها بخطوتين منه يغلق عليها طريق المغادرة ليردف بتصميم وقد اغراه ضعفها في هذا الوقت ان يزيد عليها حتى يأتي بنتيجة ما
لأ يا نادية مش هسيبك عشان تعرفي نتيجة اللي هيحصل لو استمريتي بعندك من غير ما تجدري العواقب هو انت ليه جاصدة تذلي الناس الكبيرة على اخر ايامها جدتي سکينة ھتموت على ريحة الغالي اللي حرمتيه منها 
ظهر الإعياء عليها بالفعل نتيجة الضغط المتواصل وهو لا يرحم ضعفها بل يزيد باستماتة حتى ټنهار مستسلمة ثم يسحبها معه الى المنزل او ربما يسعده الحظ ويأخذها للمأذون
كان هذا قبل أن يجفل باليد القوية التي حطت عليه پعنف لتجره من قماش قميصه بحركة مهينة يزأر كالۏحش بوجهه
بتعترض طريجها ليه يا ابن المنتول هي حصلت كمان للحريم!
انتفض سند يحاول فك قبضته
عن ملابسه ليهدر بانفعال 
اوعي سيب هو انا عيل صغير جدامك ياك ولا انت عشان كبير ناسك تبجى كبير علينا احنا كمان 
لم يتأثر باعتراضه بل زاد بهزه يكبح بصعوبة الفتك به حتى يجعله متسطحا بجوار جده الان في غرفة العناية يهدر له بفحيح شرس
انت تحمد ربنا اني كبير ناسي لأن لو غير كدة كان زماني دلوك ممرضغك في الارض تلحس تراب السيراميك اللي تحت رجلك 
خلاص سيبه يروح لحاله 
صړخت بها من جهتها عله يستمع وقد ارهبها فعله وهذا الجانب المتوحش به لقد كان مخيفا بحق طويلا وضخما وشراسة تثير الړعب بقلب كل من يقف امامه
وهي التي كانت تظن قديما ان سند بجسد فارع وطويل 
أمامه بدا صغيرا بحق كالفأر المبلول يهزهزه كخرقة بالية لن تلومه المسكين ان بلل بنطاله الان 
لم يأبه بقولها بل استمر في اندفاعه والآخر في تحديه حتى ايقنت بوقوع قتيل لا محالة لتصرخ به اخيرا متذكرة أمر طفلها
كفاية بجى الواد هيتسرع بسببكم 
في هذه اللحظة فقط استطاع كبح جماح شياطينه ليدفعه من امامه بقوة ويتركه قبل ان يدنو من الصغير الذي التصق بوالدته يخاطبه بحنو 
إيه يا حبيبي دا احنا كنا بنهزر مع بعض أوعي تكون خۏفت 
ظل معتز على وضعه يزيد تشبثا بوالدته التي زاد بقلبها الجزع
على حال طفلها تحدجه بلوم تى يفهم أنه المتسبب في ذلك قبل ان يجعلها قول سند الذي عدل من وضع ثيابه ليدافع عن كرامته المهدورة أمامها قبل أن يذهب
افتكر زين ان عملتك دي لا يمكن هعديها يا كبير ناسك وانتي يا نادية الكلام ما بينا مخلصش 
يا إبن ال 
كتم سبة وقحة يكبل نفسه بصعوبة عن اللحاق به وتأديبه ف الأهم امامه الان هو معتز والذي الم قلبه بهذه النظرة الفزعة التي يوجهها له بالإضافة لسخط والدته والذي لن يلومها عليه استدرك متذكرا جلسته السابقة معه ليخرج له علاقة المفاتيح ومتحكم السيارة يرفعهم أمامه لترضيته مرددا
ايه رأيك تاخد العربية وتمشي بيها
تهللت اسارير الصغير وانبسطت ملامحه ليتناولهم بكفيه الصغيرتان بمرح وكأنه قبل الصلح ونسي ما كان منذ قليل 
ابتهج غازي لفعله حتى رفعه اليه بذراعه يحمله دون استئذان منها يخاطبه
ايوة كدة يا بطل ياللا بجى عشان تسوج بينا ياللا معانا انتي كمان يا نادية 
رفرفرت بأهدابها قليلا لتسأله بعدم تركيز
ياللا إيه 
رد بانفعال من يملك الحق
ياللا عشان تروحي معانا ولا انتي عايزة تستني تاني في المستشفى الخربان ده بعد اللي حصل فوضيها بجى وخلينا نمشي ولا انت عايزة العركة تحبك من تاني مع اي حد من طرف الواد اللي مشى ده 
برفض قاطع وراسها تهتز باحتجاج
من غير عرايك ولا بلاوي زرجا انا اساسا كنت ماشية يعني شوف مصلحتك انت اللي داخل المستشفي عشانها وانا هشوف حالي 
هتف بحزم لا يقبل الجدال
تشوفي حالك فين انتي ملكيش جعدة تاني هنا اكتر من كدة وانا كلامي مش هعيده حصلينا انا والواد هنسبجك ع العربية 
قالها وتحرك على الفور يذهب بطفلها من أمامها دون انتظار لتتسمر محلها برهة من الوقت تستوعبفعله وقد تملكها الزهول والڠضب لكن سرعان ما استفاقت لتركض للحاق بهذا المچنون مرددة
استني عندك أجف بجولك واخد الواد ورايح بيه على فين
في منزل فايز 
والذي كان جالسا على الأرضية مربعا قدم والأخرى مثنية ليسند ذراعه الممسك بذراع الشيشة التي يكركر بها بمزاج رائق وجواره زوجته تضيف على الجلسة بلمساتها ان تعدل من وضع الفحم المتجمر تضحك وتتباسط معه كي تسحب من فمه الكلمات بنعومتها
جدع يا فايز يعني انت جولتولوا انك مراعي صلة الرحم ومش عايز تكبر الموضوع لاجل هيبة العيلة ولا الكلام والحديت عليها
أيوة امال ايه
قالها متابعا بزهو
دا جالي ان هيبجالوا وجفة مع البتين وعيالهم عشان انا راجل بدافع عن حجي لكن هما فين حجهم مدام اتنازلوا الأول ميرجعوش دلوك يشتكوا 
تدخل مالك والذي كان جالسا على طرف الكنبة الخشبية من خلفهما
انا شايف جعادنا لحد دلوك كله وجف حال علينا يا بوي ما نبلغ عليهم البوليس وهو ياجي يلمهم دا انت وارث جزء من ملك ولدك االي ماټ لكن هما فين ورثهم
سمع منه ليعض على شفتيه بحنق يخاطب زوجته
جولي للطور دا يجفل خشمه ويبطل هرتيل بالكلام وخلاص عمال يجول بوليس وبلاوي زرجا عايز يفتح علينا فاتحة المخبل هو فاكرها هينة ياك
أومات برأسها له بموافقة ردا عليه قبل ان تنقل لابنها بتوعد
عندك حج يا اخوي وانت يا واد ابوك بيتكلم صح احنا روحنا واشتكينا للكبار عشان يجيبوا حجنا ويجفوا 
معانا لكن لو عملنا زي ما بتجول الكل هيجلب علينا ابوك راجل مش هين 
اومأ لها برأسه وقد أنعشه الوصف والتفخيم به لكن الاخر لم يعجبه الأمر فواصل الجدال
يعني هنجعد تحت امر فلان ولا علان والعيال دي حاطة يدها ع الارض وعاملين فيها اصحابها دا جدي لو حط راسه من عشية محدش فينا هيعرف كان مخبي ايه ولا يملك كام من
الفلوس ما تتكلمي ياما احنا هنفضل لحد امتى مستنين
يعجبها قوله ولكنها تخشى ڠضب الأخر فكانت تنقل عينيها بينهما بتردد قطعه فايز بحزم
في ولا مفيش انا جولت نستنى الكام يوم دول مدام سيبناها في يد الكبار يبجى خلصت على كدة ومننفعش نتعداهم فاهم يا مخبل يا ابن المخبلة 
وجه له الكلمات دون أن يكلف نفسه عناء لف رأسه نحوه مما زاد على حنق الاخر لينهض مغادرا على الفور أمام نظرات شربات التي كبحت كالعادة ڠضبها لتبسط وجهها بالابتسام متقبلة الإهانة دون اعتراض مدامت في النهاية تصل لغايتها
فاهمين يا خوي فاهمين انت بس متعصبش نفسك تحب احضرلك حجر تاني ولا اغيرلك مية الشيشة من أصله 
رمقها بنظرة كاشفة فقد اصبح يفهمها اكثر من كل شيء ليتمتم بنزق
اهو دا اللي باخده منك انتي وعيالك واحد يشد والتاني يرخي على اساس اني مش فاهم ولا واخد بالي منيكي انت وولدك جطيعة تاخدكم كلكم 
بخطوات مسرعة خلفه تقارب الركض كي تجاري خطوته الواسعة توقفت اخيرا اعلى الدرج الرخامي وذلك لتوقفه بصغيرها أمام السيارة السوداء الفارهة يشير لها بيده يدعوها
تعالي ياللا انتي لسة هتوجفي
مكانك 
طالعته بلهاث وكأنها تسمرت محلها لا تصدق فعله لقد اجبرها العدو خلفه كالجرو بعد ان خطڤ صغيرها وسبقها به والذي اسعده الأمر هذا الأحمق حتى ظنها لعبة ليطلق الضحكات مستمتعا بعدو والدته خلفه 
بقلة حيلة استجابت تحرك اقدامها حتى وصلت إليه وقبل ان ينبت فاهاها ببنت شفاه وجدته يفتح باب السيارة لها بفعل تراه فقط في الأفلام يدعوها
ممكن تدخلي على طول من غير ۏجع جلب ولت وعجن 
اشتعلت عينيها ليتوهج اللون الأسود بصفاء نحوه رغم حدتها في الحديث 
بتفتح باب العربية ليه هو انا مش جولتك اني هينفع اركب معاك انا اتصلت باخويا وزمانه جاي 
كاذبة 
تفوه بها داخله قبل ان يقارعها بقوله
وان شاء على ما ياجي اخوكي هتجعدي هنا مستنياه طب افرضي انا تبعت جنانك وسيبتك ومشيت وبعدها رجع الواد ده اتعرضلك من تاني ساعتها ما تلومنيش لما تلاجيني مفرغ طلق الفرد بتاعي كله في صدره 
قالها بشراسة ارعدتها وقد وصلها انه جاد في تهديده بهذه النظرات المتحفزة لن يثنيه شيء ما دام يأخذ الأمر على كرامته 
ابتلعت غصة حلقها لتذعن مرغمة لرغبته ولكنها تراجعت لتفتح الباب الخلفي إلا أنه فاجأها بقوله
وه يا بت عمي عايزة تركبي من ورا وانا ابان كيف السواج الخصوصي عندك ترضهالي دي يا نادية وانا كبير عيلة
توسعت حدقتيها بإدراك سريع أنه يريدها تجلس بجواره في الأمام لتردف له بلهجة لائمة
ما انا جولتلك من الاول ملهاش لزوم روح انت على طريجك وانا هوجف تاكسي 
نادية 
قطع بنداءه باسمها ليكمل بحزم امر
اركبي على طول ومفيش كلام تاني انتي مع واد عمك كبير عيلة الدهشان مش عيل صغير الناس تجول وتحكي في سيرته
لقد غلبها ادحض حجتها وخمد مقاومتها فلم يعد بإمكانها سوى الاستسلام لتدلف صافقة الباب بقوة بعد ان استقلت بجواره على غير ارادتها 
تبسم هو داخله ليطبع حانية على وجنة الصغير الذي لم يهابه حتى الان ليهمس له بجوار اذنه قبل ان يتخذ مقعده بجوارها ويقود
ايوة كدة يا صاحبي عايزاك دايما في ضهري دا انت حبيبي والله 
انتظرته حتى دلف معها داخل السيارة ليأخذ وضعه على مقعده قبل أن يتولى القيادة ويدير المحرك حتى تتمكن من أخذ صغيرها ولكنها تفاجأت بفعل معتز الذي هلل بصړاخ وشغف يضع كفيه على عجلة القيادة بفرح غامر جعلها تزبهل لفعله وجلجل هو بالضحكات بعدم تصديق لفعله مرددا
ايه ده يا باشا عجبتك العربية تعالى سوجها معايا كل يوم 
واصل مقهقها لأفعال الصغير قبل ان ينقل بنظره نحوها متوقعا شيئا اخر غير الذي يراه فقد تفاجأ بها تزيح دمعة سريعة من طرف عينيها قبل ان تشيح بوجهها عنه مغمغمة بصوت ضعيف
معلش متاخدش عليه أصله كان متعود ع الحركات دي مع ابوه ما هو كان بيلف بيه في كل مرة جبل ما يروح على شغله 
على الفور خبئت ابتسامته وتأثر بقلب موجوع لحاله ليتحمحم مقبلا الطفل من جنته مغمغا بصوت خفيض لم يصل اليها
يا حبيبي يا ولدي 
قالها ثم تمالك ليدير محرك السيارة انتبهت لفعلته لتستدير على الفور وتمد يديها كي تتناوله منه لكنه رفض يوقفها بكفه
سيبيه هو جاعد كدة مستريح 
احتجت پغضب
مستريح كيف مينفعش طبعا دا غير انه غلط في قانون المرور احنا في البندر مش في البلد 
التف نحوها يردف بتصميم
ملكيش دعوة لو ع المرور متشغليش بالك وبرضك اطمني مش هعرض حياته للخطړ ان شاء الله دا كفاية فرحته  
قال الأخيرة موجها نظره نحو معتز الذي اندمج في متابعة الطريق وكأنه يقود بحق ليتابع بمرح
لأ ومركز تمام يعني باشا والله يا ولدي باشا 
اندمجت هي بقوله مع فعل صغيرها لتغزوا ابتسامة ضعيفة ملامحها اسعدته قبل أن تستدرك لأنظاره المسلطة عليها لتشيح بوجهها للجهة الأخرى نحو مراقبة الطريق من النافذة المجاورة لها بعد
ان تورد وجهها خجلا لهذا الفعل البسيط مما زاد من سعادته ليطبع على وجنة الصغيرة 
يا حلاوتك يا معتز 
يتبع
الفصل العاشر
هتف عيسى متسائلا بعد ان قص عليه الاخر ما حدث معه منذ قليل فور أن وطئت أقدامه ساحة المنزل الكبير ووجده بالصدفة أمامه
بتجول مين غازي الدهشان! ودا ايه اللي جابه المستشفى
ضړب سند بقبضته باطن كف يده الأخرى يدمدم بحنق شديد
أيوة هو زفت مش عارف ايه اللي جابه اساسا الساعة دي دا انا كنت خلاص على وشك ان اوصل لأي نتيجة معاها ضعفت معايا يا عيسى كانت عايزة تهرب لكني كنت سادد عليها السكة وجه ده زي الجدر المستعجل بوظ كل اللي كنت بعمله دا غير انه أهاني وهزجني جدامها انا كان هاين عليا اطبج في زمارة رجبته بس اللي منعني هو خۏفي من اللي جاي وراه بدنة كبيرة تسد عين الشمس واد الفرطوس 
تبسم الاخير معقبا على قوله بسخرية
يعني انت اللي منعت
نفسك عنيه يا سند عشان البدنة واللي وراه يا راجل دا عليه جتة تطبجك مرتين سيبك من الفشر يا واد خالتي غازي الدهشان مش هين ليك ولا لغيرك 
ردد خلفه باستهجان وانفعال
انا بفشر يا عيسى يعني تحب اروح اتعرك معاه عشان تصدج يعني
التوى ثغر الاخر يقلب عينيه مع الزفر بسأم وملل لفعل هذا الأرعن قبل أن يخاطبه بتشدد
اهو انا ما يغظنيش غير الغباء يا بني آدم انت افهم احنا لا عايزين عرايك ولا مشاكل مع ناسها احنا اللي محتاجينلها مش هي اللي محتاجانا دلوك هي متحامية في ناسها بعد ما بعدتها مرة خالك الجبانة بجصد 
اوعى تفتكر ان سليمة دي هينة هي رافضة دلوك موضوع الوصاية رغم انها عارفة ان جوزها لا يصلح عشان سكري وسمعته طين بس ممكن تكون مستنية الوجت المناسب عشان ترفع الجضية أو ممكن يكون مانعها الخۏف على واد ولدها من فايز لو حب ينتجم واحنا في كل الحالات هنبجى خسرانين البيت لو هي متعاونتش معانا مش بجولك محتاجينلها ومحتاجين لموافجة نادية 
يا عم عارف 
صاح بها پغضب ليتابع بغليله
وفاهم كل اللي بتجول عليه بس انا دمي فاير من الراجل ده جلة الجيمة مش هينة برضوا واحنا فينا اللي مكفينا بعد الوحلة اللي اتوحلناها دي ودا طب زي العفريت واكنه كان متابع دا انا حتى استنيته يمشي عشان ارجعلها او حتى احصلها وهي مروحة ع البيت لكنه سد عليا حتى باب الأمل الاخير بعد ما خدها معاه في عربيته هي وولدها 
صمت برهة ليردف سائلا بتوجس
يكونش هو كمان حاطط عينه عليها 
قلب عيسى الأمر برأسه قليلا بتفكير عميق ثم ما لبث ان ينفي سريعا بعدم تقبل
لا انت كمان مدخلناش في متاهة احنا مش ناجصينها انا اللي اعرفه ودي كانت باينة زي عين الشمس هو ناجي ولد سعيد اهو دا بجى معروف عنه من زمان انه كان ھيموت عليها اما صاحبنا التاني فدا اساسا متجوز ومش أي واحدة وخلاص دي بيجولوا عليها فردة زي الجمر 
ما هي نادية كمان فردة وزي الجمر والبحر يحب الزيادة ايه اللي يمنع
قالها سند ورأسه تضج بالشكوك والخطط فما حدث له من اهدار للكرامة لن يتخطاه ابدا هتف به الاخر يوقف هذايان افكاره
يا عم جولتلك متدخالناش في متاهة خلينا في اللي احنا فيه لازم نشوف حل جبل اجتماعنا مع كبارات العيلة بكرة اللي دعاهم المحروج خالك عشان يبتوا في امر رجوعه البيت الدايرة بجت تضيج زفت الطين ده عايز ياجي يكتم على نفسنا 
سمع منه سند ليطالعه بنظرة حانقة قبل أن يضرب كفه بالحائط بوجه متجهم يردد بحديث إلى نفسه
باينها مهتجيش غير بالعافية وزمن المحايلة عدى وخلص!
وكأنه عاد لعمر التاسعة عشر دوي النبضات المتسارعة بقوة يضج كالطبول في أسماعه حتى خشى ان تفضحه ويصل إليها الصوت صوت خفقان المسكين بإسمها 
من احتلت احلامه وأرقت ليالية جالسة بجواره حتى وهي غير منتبهة له لانشغالها في مراقبة الطريق الذي تقطعه السيارة وهذا الشرود الذي يعلو قسماتها دائما 
لم يصيبه السأم يكفيه مراقبة خلجاتها مع كل لفتة نحو معتز وأفعاله المستمرة في المرح ان يشبع أنظاره من حسنها الفتان ورد الوجنتين الذي يزهر على أقل فعل يربكها بالخجل عيون الريم التي تهديه نظرة من حين الى اخر حينما يجبرها في النظر إليه بالسؤال عن شيء ما 
انا بجول كفاية 
نعم!
تفوه بالكلمة بعدم تركيز انتبهت اليه لتخاطبه مشددة على أحرف الكلمات
بجولك كفاية توجف بينا على اول الطريج هننزل انا ومعتز نكمل المسافة اللي باجية على رجلينا 
والله ما يحصل 
قالها بخشونه متابعا بإصرار
مفيش نزول ليكي ولا لمعتز غير جدام باب البيت يعني فضيها يا نادية 
انزوى ما بين حاجبيها قليلا تستعيد وقع اسمها على أسماعها منه وكأنه ينطقه بشكل مختلف هذه ليست أول مرة تنتبه لهذه الملحوظة ولكنها في المرات السابقة كانت تتجاهل أو تدعي انها سمعت خطأ لكن بجواره الان ومن هذه
المسافة القصيرة تأكدت من هذا التخمين تبحث بعقلها عن سر الاختلاف ولكن لا تعلم هذا الرجل غريب بالفعل 
كتمت شهقة مفاجأة منها حينما التف يجفلها بابتسامته وكأنه ظبطها بجرم تحديقها به زاد ابتهاجه حينما اشاحت بوجهها عنه للمرة التي لا تذكر عددها باضطراب واضح اظهر حجم خجلها
وفي داخله يداعبه الأمل وخيالات ظن انه تخطاها منذ مراهقته أن تكون تذكرت لقاءه بها وهم صغار سيفقد عقله يقسم انه سيفقد عقله من فرط الفرح ان صدق تخمينه
أما عنها فقد حاولت ان تلتف بنصف استدارة نحو ابنها ولكن اصطدمت بعيناه المتصيدة لتعود لنافذتها مرة أخرى مغمغمة
يا مري دا لسة برضو بيبصلي عدي المشوار ده يارب على خير كاننا ركبنا مع واحد مچنون
حينما وصل بالسيارة بالقرب من المنزل على الفور ترجلت لتردف له معبرة عن امتنانها
الف
شكر عل تعبك معانا معلش لو تعبناك 
متجوليش كدة يا بت عمي دا واجب عليا 
قالها واقدامه تحط على الأرض حاملا معتز الذي على وجنته يخاطبه متسائلا
ان شالله يكون الرحلة عجبتك يا باشا
تعجبت نادية لضحكات ابنها وكأنه فهم على قول الاخر وهذا التقبل الذي تجده منه له سريعا واستجابته لأي مداعبة يتلقاها منه كلها امور تثيرها بالدهشة بحق
كانت في طريقها لتلتف حول السيارة وتتناوله ولكنها تفاجأت بخروج شقيقها من باب المنزل وخلفه هذا السمج ناجي وكأنه أصبح من اصحاب المنزل 
رؤيته لم تكن ثقيلة عليها وحدها بل عليه ايضا فقد تجهم يطالع الاثنان بنظرات حانقة قبل أن يهتف باسم شقيقها يقطع عنهم التساؤل من بدايته
عزب عايزك في كلمتين 
يا واد الفرطوس على النعمة اروح ابندجه 
هتف بها ناجي فور ان سمع القصة من صهره لينهض فجأة يجفل الاثنان بانفعاله الغاضب
أنا لازم اربيه عشان ما يكررهاش تاني  
هدر غازي يوقفه بنداء حازم امام دهشة الاخر
وجف يا ناجي وارسى مكانك 
اعترض الاخير محتجا يجادله
وايه اللي يخليني اجعد ولا ارسى مكاني العيال دي زودوها لما احنا سكتنالهم والسكوت دا هيخليهم يزيدوا أكتر لازم يبقى في وجفة 
قالها وهم ان يتحرك ولكن الاخر كان صارما بقوله
عليا النعمة لو زودت خطوة تاني لتشوف اللي يحصلك يا ناجي ما انا حكيت ع اللي عملته مع الزفت ده وخليته يمشي وجفاه يجمر عيش ولا هي فتونة وبس عشان تفرض عضلاتك جدامنا 
قال الاخيرة بقصد فهمه عزب جيدا لذا تدخل هو الاخر بلوم
انا اخوها يا ناجي يعني الاولى اطلع انا لو شايف ان الأمر يستدعي زي ما جال غازي ولا انت مش شايفني راجل يعتمد عليه ولا اعرف اجيب حج اهل بيتي 
استطاع ان يحجمه بقوله حتى تراجع متحمحما بخشونة يقول بأسف
متجولشكدة يا ابو محمود انا بس خدتني الحمية ويمكن لغيت عجلي في لحظة عصبية
جلس بجواره يربت على ركبته متابعا
ما تزعلش مني ياخوي محدش يجدر يتخطاك 
امتعض غازي بمشاهدة ما يفعله هذا المتحذلق يكتنفه الامتعاض لهذا الأسلوب الذي يتبعه في مداهنة صريحة لعزب والغرض منها معروف مما زاد عليه بالحنق لينتفض فجأة مستئذنا
طب انا بجول نمشي على كدة ونفضها ياللا يا ناجي تعال معايا اوصلك بالعربية 
اعترض الاخير ليتكأ للخلف واضعا قدم فوق الأخرى مرحبا له
لا روح انت امشي انا جاعد اهرج مع واد عمي شوية ما هو انا مش غريب على أهل البيت هنا ولا انت ايه رأيك يا عزب
أومأ له الاخير برأسه وقد اجبره على محاباته
وماله يا واد عمي بيتك ومطرحك وانت يا غازي مطراتش يعني اجعد لحضة اشرب كوباية الشاي حتى 
لا مليش نفس يا سيدي لشاي ولا لأي حاجة في الدنيا عن اذنكم
قال الاخيرة پعنف ليستدير مغادرا على الفور يغمغم بحنق بعد ان رمق صهره بنظرة حادة
ابوه برودك يا اخي عيل غتت بحج بالظبط زي اختك في تجل الډم
وفي منزل الدهشان 
صدر صوتها كصړخة ارعدت الصغيرات بجوارها في حديثها على الهاتف مع احداهن
انتي بتجولي ايه يا بنت انتي مين دي اللي جاية في عربية مغ جوزي وراكبة من جدام كمان اخرسي يا بت واجفلي انا لازم اتأكد بنفسي لكن قسما بالله ما يكون كلامك كدب لكون محساباكي على الهرتيل ده اجفلي بجولك 
انهت لتقلب في السجل تبحث عن صاحبة الرقم المعروف لديها لكنها لم تجيب على الفور لتطلق من فمها وابلا من السباب والشتائم القبيحة بدون أدنى انتباه لوجود الفتيات بجانبها حتى وضعت احداهن 
كفيها على أذنيها كما علمتهم عمتهم روح لعدم سماع الالفاظ القبيحة أو أي شيء سيء يخطئ به الكبار 
وفي هذه الاثنان دلف غازي إليهن بعد عودته من الخارج ليسمع ويرى بأم عينيه ما تتلفظ به زوجته المصون حتى أزعج الفتيات 
فتنة 
صدرت صيحة النداء القوية باسمها لتلتف اليه على الفور بعد ان كانت معطية له ظهرها  
برقت عينيها تطالعه بحدة لم يغفل عنها حتى أمر أكبر بناته 
بت يا أيه خدي خواتك وانزلي بيهم تحت عند عمتك روح ولا العبوا في الجنينة 
حاضر يا بوي 
كان رد الطفلة قبل ان تسحب شقيقاتها
وتخرج بهن اذعانا لأمر أبيها وهروبا من ڠضب والدتهن وقد بدت هيئتها مرعبة بوقفتها واهتزاز جسدها بتحفز كامل للشجار مع زوجها والذي كان على استعداد تام بل وبادرها 
واجفة معوجة وبتزغريلي بعينيكي دا غير الزفت اللي كان بيطلع من خشمك من ساعة ما دخلت من غير حيا وخشا جدام البنات ما تتتعدلي يا بت 
لم تأبه لصيحته بل زادتها ڠضبا في الرد عليه
يعني هيكون مالي يا واد عمي أكيد فرحانة طبعا لجوزي الشهم الرجيل وهو عمال يوصل الحريم المسهوكة ويشيل عيالها على رجليه 
اظلم وجهه وعينيه التمعت بوميض الخطړ يردد خلفها بعدم استيعاب لما تلفظت
هي مين الحريم المسهوكة
قالها ثم اقترب
بخطوات سريعة ليقبض بكفه على ذراعها يهزهزها مكررا بشراسة
هي مين هي الحريم المسهوكة يا محترمة يا بت الأصول 
جصدي ع اللي اسمها نادية هي لو محترمة تجعد جمبك في العربية معاك من جدام لوحديكم لا كمان وتحط ولدها على حجرك تبجى مسهوكة ولا مش مسهوكة
لطالما علم بغباءها لطالما اختبر قوته بالسيطرة على غضبه منها بأن لا ېؤذيها فهي أن لم تكن ابنة عمه ومن دمه فهي أم بناته لكن الان كيف له أن يحجم نفسه عن الفتك بها كيف يمنع يده الان عن خلع ذراعها أو قص لسانها الذي يتلفظ بأي حقارة دون تقدير أو تفكير 
لقد كان غاضبا بشدة حتى انتفخت أوادجه وجهه الأسمر احتقن بالډماء التي تغلي بأوردته عينيه المشټعلة انفاسه الهادرة بوجهها حتى تتراجع عن تحديها ليه تغلب شيطانها في استفزازه انها بحق تدعوه لارتكاب چريمة 
أستطاع اخيرا أن يجد صوته بعد فترة كبيرة من الضغط على كل خلية بجسده تدفعه للهجوم عليها وتأديبها ليردف بكلمات مقتضبة حذرة
جلة أدبك والغلط اللي كان بيطلع منك كل السنين اللي فاتت كوم وغلطك في بيت عمك دلوك بالكلام اللي تطير فيه رجاب دا كوم تاني لولا خاېف للكلام يوسع وساعتها تبجى عيبة في حجي لو مطلجتيش وشردت البنتة كنت روحتك دلوك على بيت ابوكي على طول 
جية نادية معايا في العربية ليها اسبابها وانا مش هجولهالك عشان انت متستاهليش تفسير بس تجدري تعرفيها من اخوكي لكن على ما دا يحصل أو ميحصلش في كل الحالات ما اسمع بس بربع كلمة عليها لتكوني كتبتي بيدك النهاية وساعتها مش هيبجى عليا لوم 
دفعها بقوة متابعا
ودلوك تلمي خلجاتك وتغوري من وشي مش انا اللي هسيبهالك المرة دي زي كل مرة 
الأوضة دي ياكش تعتبيها برجلك تاني ياللا غوري 
عودة إلى نادية التي كانت تسطح صغيرها على التخت بعد ان غلبه النوم اخيرا ليتربت على جانبه لعدد من الدقائق بلطف بالغ حتى اطمأنت بانتظام انفاسه لتخرج الى والدتها في قلب صالة المنزل والتي كانت تنتظرها مع شقيقتها وزوجة ابنها الكبير والتي تلقتها على الفور بقولها
اخيرا طلعتي يا نادية دا احنا افتكرناكي نمتي مع الواد 
بشبه استجابة ردت وهي تتخذ جلستها على المقعد المقابل لهم
خير يا مرة اخوي ان شاء الله ليكون عايزاني في موضوع مهم 
تدخلت شقيقتها
لا يا حبيبتي هو لا موضوع مهم ولا حاجة بس مرة اخوكي هتجن وتعرف بحكاية غازي الدهشان واللي حصل معاكي في المستشفى 
التوى ثغر نادية بابتسامة جانبية تخلو من المرح فقد كان هذا هو استنتاجها من البداية حتى تدخلت والدتها هي الأخرى بفضول ليس غريب عنها
مفهاش حاجة يا بتي ما احنا برضك عايزين نعرف اخوكي ادانا كلمتين ع العايم كدة جبل ما يرجع لجعدته مع ناجي صحبه لكن طبعا التفاصيل عندك انتي واحنا عايزين نطمونوا يا بتي
اومأت لها باستسلام وتنهيدة خرجت من العمق تجيبها
يعني عايزة تعرفي ايه ياما ما هو اللي حصل حصل خلاص كلمتين وجفني عليهم سند وبصراحة زودها في الضغط جاه صاحبنا دا فجأة وادالوا اللي فيه النصيب من پهدلة جبل ما يمشيه 
وما تعرفيش هو كان داخل المستشفى ليه يا نادية زيارة يعني ولا حاجة تانية
خرج السؤال من عزيزة بلهجة غير مريحة لم تعجبها حتى ردت تجيبها بحدة
وانا اش عرفني كان جاي لمين حد جالك ان ماسكة خط سيره اياك خبر يا مرة اخوي
عبست عزيزة تدعي الڠضب وتدخلت جليلة بتبرير
يا بتي هي مش جصدها دا سؤال عادي عشان الشهامة اللي عملها معاكي بس بصراحة يا بتي انا عجبني جوي ما هي وجفته دي هتخلي اي حد فيهم يفكر الف مرة جبل ما يتعرضلك تاني ربنا يبارك فيه جدك الدهشان كان ليه نظرة وفهيم ساعة ما فضلوا على ولاده الكبار اه امال ايه ما هي الزعامة دي بتنادي صاحبها مش اي حد يرفع يده ويجول انا زعيم 
رددت خلفها بتقليل
زعيم ياما مش لدرجادي يعني اهو الراجل عمل بأصله وخلاص معايا مش عايزين بجى نهول في الحكاية انا جايمة اتشطف جتتي مش متحملة الحر عن اذنكم 
قالتها وانصرفت لتتمتم في اثرها جليلة
طب مش زعيم يا ست نادية بس كبير وليه
هيبة تهز بلاد ولا ايه يا بت انت وهي
قالت الأخيرة بتساؤل نحو ابنتها الأخرى وزوجة ابنها التي انتبهت اخيرا لاهتزاز الهاتف بالمكالمات الواردة بصمت لتنهض باستئذان
انا جايمة اشوف امي بتتصل يا عمة خلي بالك من عزب لو طب حاجة 
دلفت لغرفتها تغلق عليها بابها قبل ان تجيب على الاتصال المفاجئ
الوو يا فتنة ازيك 
فتنة في عينك يا بعيدة توك ما افتكرتي تردي عليا يا زفتة 
صعقټ عزيزة لهذا الرد الحاد ليخرج ردها باستغراب
لا إله إلا الله خبر ايه يا فتنة ايه
لزوم الشتيمة اللي من غير سبب دي هو انا غلطت معاكي ايه بالظبط
واصلت المذكورة تصب ڠضبها بها
عملك اسود ومهبب يا بعيدة ما هو انتي لو كنتي رديتي من الأول وفهمتيني باللي حصل مع المدعوجة نادية وجوزي لما وصلها بالعربية مكنش دا كله حصل انا جوزي ڠضب عليا بسببك يا عزيزة 
شهقت الأخيرة لټضرب بكفها على صدرها في الأعلى تردف بجزع
يا مصېبتي حصلت كمان للخړاب انا ايه اللي دخلني بينك وبين جوزك يا بنت الناس
جاء صوت فتنة بمسكنة لتكسب تعاطف الأخرى
يا عزيزة افهمي جوزي صعب وانا لما اتحدت معاه معاه في موضوع ركوب المحروسة معاه العربية خد الأمر بحساسية على اساس ان انا كدة هسوء سمعتها بكلامي راح مبهدلني وعملها عركة لرب السما طب انا ايه ذنبي ان كان الناس في البلد هما اللي شنعو وجالو الكلام ده عنيها 
باه امتي لحجوا يشنعوا بس دي يدوبك واصله من نص ساعة واخوكي كان حاضر مع جوزي لما حكالهم غازي بيه بحكاية اللي اسمه سند لما اتعرضلها وهو دافع عنها 
كان هذا رد عزيزة التي أصابها الاستياء الشديد تضامنا مع الأخرى والتي جاء ردها بخبث
انا عرفت كل حاجة من ناجي اخويا لما اتصلت بيه من شوية بس دا كان بعد ايه بعد ما اتعركت مع غازي وفهمني غلط لكن لو كنتي انتي فهمتيني مكانش دا كله حصل 
يا مري 
تمتمت بها عزيزة بتفكيرها البسيط لتردف مبررة لها
والله فتنة ما انتبهت للتلفون غير دلوك لو كنت شوفت اتصالك من الاول ما كنت ابدا هتأخر عنك 
جاءها رد الأخرى
معلش انا مسمحاكي وسيبينا منيها المرة دي خلينا في اللي جاي انا عايزاكي تتصلي بيا كل يوم وتبلغيني باللي حاصل عندكم بخصوص اللي اسمها نادية دي بالذات ممكن يا عزيزة 
في المساء 
كانت جلسته اسفل المظلة في الحديقة وسط الظلام الحالك بعيدا عن صخب المنزل ودوامة الحياة وكل شيء لقد كان غاضبا بشدة هذه الملعۏنة لا تحسب ولا تقدر أي شيء تردف بسمومها دون رادع دائما ما تنجح بسحبه من بساط الاحلام الوردية ودنيا جميلة بدأ يستشعر حلاوتها الان فقط لظلام واقعها القميء روح شاذة لطالما جاهد في اعتدالها ولم يفلح 
حتى وعلى غير اردته كان يريد اصلاحها ولكن منذ متى نفع الإصلاح مع نفس خبيثة من الأصل لا ترى سوى نفسها وفقط وليذهب بقية العالم الى الچحيم لن يهمها 
غازي 
جاءت صاحبة الصوت الرقيق لتتخذ جلستها بجواره تلتصق به بمشاكسة تخاطبه
جاعد لوحدك ليه يا جميل ومدسي في الضلمة هو انت استحليتها ولا ايه
نظر لها من فوق اكتافه متسائلا
هي ايه اللي استحليتها يا روح الوحدة والضلمة
وصفه المقتضب في كلمتين فقط اخبرها بحجم معاناته والالم الذي يتخلل نبرته هو خير دليل شقيقها ورفيق روحها يقاسي وجعه صامتا وهي تعلم بالسبب 
بكفها الرقيق صارت تمسح على كتفه العريض بدعم مرددة
سلامتك من الوحدة ولا أي حاجة عفشة يا حبيبي يا غالي أكيد ربنا شايلك الفرح انا متأكدة منها دي 
وكأنها تعلم ما به رغم عدم افصاحه لها بما يجول بخاطره ولكن كلماتها البسيطة كان لها أكبر الاثر في نفسه ليردف لها برجاء
ادعيلي يا روح ادعيلي ربنا يوجف معايا وينولني اللي في بالي انا محتاجها جوي الدعوة دي 
داعيالك يا جلبي 
قالتها لتقبل اعلى كتفه متابعة بحنان ېلمس شغاف قلبه
روح يا واد ابوي شالله ينولك اللي في بالك وتفرح وتتهني العمر كله يا حبيبي يا غالي 
غزت ابتسامة سعيدة ملامحه وقد ابهجه فعلها ليضمها اليه بذراعه قائلا بمرح
ايوة كدة زودي جوي فيها الدعوة دي اطلع منك بفايدة ع الأجل 
سمعت منه لتصدح بضحكة رنانة ضجت في قلب المكان حتى مالت رأسها للخلف اضحكته معها قبل ان يجفلا الاثنان على حمحمة خشنة وصوت صاحبها المعروف يلقي كلماته
صوت الضحك العالي يا واد عمي لحد من الحراس ولا رجالتك يسمعه 
عبست روح تلملم ضحكاتها وقد ازعجها هذه النظرة التي يرمقها بها وكأنه يملك حق الغيرة عليها حتى من شقيقها والذي فهم عليه ليرد مقارعا
وما تضحك ولا تلعلع بضحكتها حتى محدش له عندنا حاجة دي جاعدة في ملكها هما اللي يسدوا ودانهم 
وه 
خرجت منه بابتسامة ساخرة قبل ان يتخذ وضعه على المقعد المقابل لهما مرددا
شكلك واخدها عند بس ماشي يا عم المهم مسالخير الأول 
مسالنور 
قالتها روح خلف شقيقها قبل ان تنهض بغرض ان تذهب
ولكنه سبقها بالتعليق
ما بدري يا بت عمي ولا هي ان حضرت الشياطين ذهبت الملائكة 
اعوذ بالله منك يا شيطان يا رجيم 
تمتم بها غازي كدعابة وتلقفتها روح برد دبلوماسي كعادتها
ربنا ما يجيب يا شياطين ما انا كمان مش ملاك ع العموم انا رايحة اشوف جدتي لتكون عايزة مني حاجة جبل ما تنام عن اذنكم 
قالتها وتحركت دون
انتظار ليتابعها بأنظاره حتى اختفت داخل المنزل فعقب غازي ساخرا
عينك يا عم الحج راعي يا عم ان انا اخوها يعني عيب عليك العمايل دي جدامي 
التف اليه عارف قائلا برجاء
طب ما تجوزهالي يا عم وانا ارحمك من خلجتي خالص اعمل فيا ثواب وجوزهالي يا واد عمي 
سمع منه ليصيح بدراما ضاحكة مؤديا بكفيه
يا بوووي عليا وعلى سنيني شجاوتك يا غازي امتى ياربي اخلص من فيلم الحب وعڈابه ده هو انا مواريش حاجة غيركم يا اخي
قال الأخيرة يوجهها نحو ابن عمه الذي انطلق مقهقها بالضحكات دون توقف 
في صباح اليوم التالي
هبطت سليمة من شقتها في الطابق الثاني لتفاجأهم بحضورها بعد فترة من الانعزال حتى عقبت هوايدا فور رؤيتها
يا مرحب يا بت عمي اخيرا حنيتي علينا نشوف وشك
ردت سليمة بابتسامة عادية تلقي تحيتها نحو سکينة اولا
ازيك يا مرة عمي عاملة ايه النهاردة
اشارت لها بكفها حتى اقتربت تجلس امامها لتجذبها نحوها تقبل وجنتها باشتياق اثر بالأخرى حتى بادلتها
بعناق حار مرددة لها
سامحيني يا مرة عمي عشان مجصرة في السؤال 
ربتت على وجنتها مرددة لها
مسمحاكي يا بتي مهما يحصل دا انتي بتي اللي مجبتهاش بطني من جوا 
مشهدهما كان بعفوية صادقة اثر في البعض واثار سخط الاخر مثل سند الذي خاطبها مستنكرا
اللي يشوف العواطف الحارة دي مع المرة العجوزة ما يصدجش ابدا عمايلك يا مرة خالي طب حتى افتكري لوعة قلبها العجوز على ريحة الغالي 
اعتدلت سليمة لتقف مقابله تطالعه بقوة غير قابلة للإقناع قائلة
معلش يا سند ربنا يصبر جلبها ويصبرني معاها ما هو انا برضوا محرومة ولا انت شايف الواد نايم في حضڼي مثلا 
كان رده ابتسامة صفراء ليتدخل عيسى هو الآخر ويدلي بدلوه
لا طبعا يا مرة خالي بس انتي في يدك الحل لكنك رافضة واكننا احنا اللي عفشين ومش همنا على مصلحة الجميع 
أومأت سليمة بهز رأسها تعقب على قوله
كل واحد شايف مصلحة الجميع من وجهة نظره يا ولدي وربنا هو اللي علام بنوايا البشر عن اذنكم بجى اشوف مشواري 
قالتها وتحركت لتذهب ولكن هوايدا أوقفتها بقولها
لو رايحة لمرة ولدك سلميلنا عليها هي وبوسي الواد من خدوده محدش عارف هنجدر نشوفه تاني ولا لاء لو حضر جده ونفذ اللي في مخه وطردنا ربنا ما يحرمك من ريحته ابدا يا سليمة 
ردت بصوت ضعيف بالكاد خرج منها نتيجة التأثر بقولها
ولا يحرمكم من رؤيته يا هويدا حتى لو فرجتنا بلاد جادر ربنا يجمعنا من تاني 
في منزل فايز
وقد ارتدى ملابس العمل وكان في طريقه للخروج وشربات من خلفه تلقي عليه العديد من النصائح
اوعى تتأخر يا فايز تاجي بدري عشان تلحج تتلم على الرجالة بنفسك ما تتكلش على حد انت اللي لازم تجمعهم عشان الجعدة 
ماشي 
وبرضك خلي بالك لحد من صحابك يديك سېجارة كدة ولا كدة اوعى يا فايز مش وجته خالص النهاردة مش عاوزين حد يتريج عليك ولا يديهم الحج انت لازم تعرفهم ان انت راجل صاحي وواعي 
زفر بامتعاض يتوقف في وسط الصالة مدمدما بحنق وقد فاض به
ها في حاجة تاني يا ست البرنسيسة ولا تحبي ابجيها خالص من روحة الشغل النهاردة واجعد مستني هنا حاطط يدي على خدي على ما ياجي العصر وجلسة الزفت مع كبارات العيلة خبر ايه يا مرة انتي محسساني ان هجابل ناس غريبة لا يا غالية دول عارفين جوزك من جبل انتي نفسك ما تعرفيه 
التوى ثغرها على جانب واحد تكبح بصعوبة الجدال معه حتى تحرك وغادر من أمامها لتردف من خلفه بقرف
يا بوي عليك وعلى سنينك راجل فجر انصب فيه كدة ما انصب مفيش فايزة ېموت لو مرطش وجعد على حاله فايز السكري
ضحك مالك من خلفها يعقب هو الاخر
ربنا يستر ويسد معانا النهاردة حكم جوزك دا انا ما اضمنه حتي في ربع كيلو لب 
الټفت اليه تردد خلفه بموافقة
ومين سمعك ولا جالك اني ضمناه اساسا ادينا بنحاول معاه بالزن على الله بس يجيب فايدة معاه بس هو راجل فجر 
حبيب ستك يا جلبي انتي يا جلبي 
كانت سليمة تشدد بالعناق وضمھا للصغير فلا تتوقف عن تقبيله زارعه قبلانها على كل انش بوجهه الناعم الجميل واشتياق موجع لرائحة الغائب به 
وحشتك يا معتز تيتة وحشتك يا معتز
يومئ لها برأسه كإجابة لقولها فتزيد عليه وهو لا يقصر بلف ذراعيه حول عنقها يغمرها بحنانه وكأنه رجل كبير وواعي 
تدخلت جليلة بينهم امام صمت ابنتها التي تشاهد هي الأخرى بتأثر
براحة يا واد على جدتك دي مش حملك ولا حمل عمايلك يا للي واكل عجل
الكل انت 
رفعت سليمة رأسها اليها ضاحكة وهو مازال متشبثا بها لترد بتفاخر 
عنده حج ياكل عجل الكل لهو انتوا عنديكم حد بالحلاوة ولا الطعامة دي 
رددت خلفها جليلة تدعي العتب
وه
وه شوفي المرة وكلامها اللي يغيظ ليه يا ختي حد جالك عيالنا عفشين ولا الحلاوة عنديكم انتوا وبس
ايوة الحلاوة عندينا احنا وبس 
قالتها سليمة بتصميم ضاحكة وهي تعود بقبلاتها ذات الصوت العالي بحالة من المرح وكأنها طفلة صغيرة مثله حتى خرج صوت نادية اخيرا بتساؤل قلق
مجولتليش ياما ايه اخبار الجماعة وعمي فايز سكت على كدة ولا برضوا مصمم على جيته
ردت تخبرها بابتسامة تغيرت عن سابقتها
لا يا بتي عمك ما سكتش ولا هما كمان ساكتين ع العموم النهاردة عندنا جلسة كبيرة على موضوع البيت وعمك مجمع الكبارات اللي راح اشتكالهم عشان يجيبوا حجه
تسائلت نادية بعدم تصديق
طب وبعدين يعني هما ممكن يحكموا برجعته معجولة ياما
ومش معجولة ليه دا راجل صاحب حج دلوك وهما لو حكموا بغير كدة يبجوا ناس ظلمة يا نادية وربنا ما يرضاش بالظلم 
تتكلم بهدوء غير طبيعي وكأنها تخبرهم عن اخبار الطقس انها حقا تثير اعجابهم بل والدهشةكيف لامرأة مثلها بعد ما تعرضت له وتواجه من مأسي تقسم الظهر ان تكون بهذا الثبات
تدخلت جليلة بسؤالها
طب انتي مش خاېفة يا خيتي لياجي هو والمدعوجة مرته الحرباية ويكتموا على نفسك متأخذينيش يا يعني بس دا بلوة ومرته بلوتين 
ضحكت تنفخ في بالونة صغيرة حتى جعلتها كالكرة بيد حفيدها الذي فرح للعب بها قبل تجيبها بتوازن مذهل
ولا يكونو مية بلوة حتة يجوا ويبرطعوا في البيت براحتهم شالله حتى ياخدوا الحيطان ويمشوا بيها على كيفهم 
على كيفهم كيف ياما
خرج السؤال من نادية لتردف بما يجول برأسها من قلق وهواجس
بصراحة بجى انا خاېفة عليكي مين هيحميكي منهم ولا من شرهم جدي مسكين وراجد بين الحيا والمۏت وجدتي سکينة دي كمان حالتها لا بتصد ولا تجدر ترد وان كان على عماتي ولا عيالهم فدول أكيد هيطردهم زي ما جال يبجى ايه باجي تاني حن عليكي اجعدي معانا هنا البيت هنا كبير ويساعي من الحبايب الف 
ضحكة غريبة صدحت منها قبل ان تلملمها سريعا بقولها
واسيب بيتي لا يا نادية لا انا بالضعف ده ولا عمك فايز بالجوة دي اللي تخليني اخاڤ منه اسأليني انا عنه انا اكتر واحدة فاهماه
يتبع
الفصل الحادي عشر
اكتمل عدد الحضور من الرجال من وجهاء العائلة 
بعد ان حرص فايز على إحضارهم بنفسه ليبتوا في امر رجوعه للمنزل وكي يتمكن من وضع يده على الأملاك الأخرى بعد أن كانوا شاهدين قبل ذلك على هذا الأمر المشين في حرمانه من امتلاك المنزل في جلسة كهذه بفعل مباشر من والده الذي يرقد في المشفى الان 
لكن ها هو اليوم يعود إلى المكان الذي طرد منه حينما خرج مهانا مدفوعا دفعا كالبهائم حتى لا يفتك بهذا الذي نال كل الحظ في امتلاك حب الجميع وبعدها الإستيلاء على حقه لكن القدر كان له رأي آخر يبدوا انه قد حانت اللحظة الحاسمة في رجوع الامور الى نصابها بعودة الحقوق لأصحابها 
اليوم جالسا بثقة فاردا ظهره بعزة ينظر لدلوف أبناء شقيقاته اخيرا واحدا خلف الاخر ونظرات قاتمة يواجهها منهم فهم اليوم يعرفون مصيرهم جيدا فور ان يضع يده على المنزل بصعوبة أخفى ابتسامته وهو يتخيل مشهدهم بعد اصدار الحكم من الكبار بعد قليل لصالحه وقتها لن يتأخر عن طردهم مباشرة دون انتظار ولن يلومه أحد 
استدرك لاستمرار الأحاديث بين الرجال رغم اكتمال كل شيء ليهتف بأكبر الموجودين سنا
عم رحيم انا بجول نبتدي بجى مش عايز أخركم اكتر من كدة خلينا نخلص 
سمع منه الرجل ليدق بعصاه الخشبي على الأرض بقوة بأمر مباشر الى الجميع
الكل يسكت خلونا نبتدي الجلسة 
على الفور توقفت الأصوات والټفت الرؤس نحو الرجل الذي توسط الجلسة بإجلال واكبار يوزع ابصاره عليهم فرد فرد لليتأكد من صمتهم وقد عم الهدوء المكان فقال بصوت يحمل الوقار والهيبة رغم تقدمه في السن
عايز الكل يجعد ساكت وينتبه كويس للي جاي ومهما كان الكلام تجيل ولا ميعجبش حتى برضوا مفيش اعتراض مش عايزين الهرجلة اللي تمت المرة اللي فاتت تتكرر تاني انا المرة اللي فاتت مكنش ليا حكم في وجود عبد المعطي ربنا يقومه بالسلامة يارب لكن النهاردة مفيش حجة سامعني يا سند وانت يا عيسى وانت الاهم يا فايز 
بعنجهية تثير الدهشة رد الاخير
وانا ايه اللي يعصبني يا بوي انا المرة دي جاعد مأدب عشان سايب حجي في يدكم يبجوا هما بجى اللي يمسكوا نفسهم 
امتقع الاثنان يناظرنه بمقت حتى ارتسم على الوجوه خطوطا طولية مشتدة ورغبة عدائية تصرخ بها الأعين في انتظار الإذن أما العم رحيم فقد لاح على جانب شفته شبه ابتسامة متهكمة اخفاها على الفور قبل ان يقول
زين يا فايز العجل ده ياريت تكمل على بجية الجعدة اكدة 
صمت برهة
الرجل قبل ان يردف
اظن كل اللي في الجاعدة عارفين بمشكلتك يعني مش محتاجة
شرح ومدام المجلس مجتمع للبت في المشكلة يبجى يحضر المدعي والخصم المدعي هو انت طبعا والخصم هما عيال اختك مندوبين عن امهاتهم مش كدة برضوا
وجه الأخيرة نحو الاثنان فتكفل سند بالرد باندفاع 
ايوة يا عم رحيم بس احنا بجى 
استني يا ولدي 
هتفت بها الحج رحيم مقاطعها له كي يتوقف قبل أن يفاجئه
بس احنا كدة ناجصنا عضو!
باهتمام شديد اعتلى وجوه الثلاثة حتى ردد عيسى بالسؤال
جصدك على مين يا عم رحيم مين اللي ناجص منينا
انا يا عيسى 
صدرت من مدخل المجلس ليلتف الجميع نحو التي ولجت فجأة تتقدم بخطواتها نحو الداخل بثقة غير عابئة بأنها الأنثى الوحيدة وسط عدد كبير من الرجال ذهبت عينيها نحو سند حين لفظ بكنيتها مستغربا
مرت عمي 
تغاضت عن الرد لتكمل بنظرة ثاقبة كالسهم التقت بعيني من يصنف بأنه زوجها وقد ضاقت عينيه يطالعها بارتياب لا يصدق هذه الطلة المباغتة له بجرأة لم يعتادها منها طوال معرفته بها من وقت ميلادها على الأكيد وتربيتها امام عينيه 
تعالي يا بتي اجعدى جمبي 
قالها الحج رحيم يشير على مكان مجاور له على الاريكة الخشبية بعد أن أمر أحد ابناءه الحاضرين بالنهوض من جواره لأجلها 
وقبل ان تصل إليه صدر صوت فايز بإحتجاج
تجعد فين ايه المسخرة دي يا عم رحيم احنا جاين في ايه ولا ايه
تجاهلت رفضه وكأن صوته لم يصل لأسماعها من الأساس لتتخذ مقعدها بجوار الرجل الذي تولى الرد بحزم
نجي كلامك يا فايز مفيش حد فينا له في المسخرة سليمة حاضرة عشان هي طرف اساسي في الموضوع 
ذهب الظن لصفتها بأنها أم الراحل صاحب المنزل حتى عبر عيسى عن تأثره
الله يرحمك يا حجازي يا غالي 
تمتمت الافواه من خلفه بالترحم وذكر محاسن الغالي صاحب الأخلاق العالية حتى ضج فايز ليهتف غاضبا
ما خلاص بجى وخلينا نشوف ام البلوة دي
توجه سائلا للعم رحيم
دلوك اللي انا عايزة اعرفه ايه دخل انها ام المرحوم بالجعدة المهمة دي
جاء الرد منها صاعقا مدويا
جالك اني طرف ودي ملهاش دخل بأني ام اللي راح صاحب البيت لا دي ليها دخل بأني شريك اساسي انا شريك اصلي في البيت اللي بتتكلموا عليه 
صدر صوت الهمهمات والتساؤلات ليعقب فايز باستخفاف ساخر
شريك! انتي سميتي الجزء الصغير من ورثك في ولدك بشريك
أجابت ببساطة
ومين جالك اني بتكلم عن الورث من ولدي الله يرحمه ويدخله الجنة بحج رضايا عليه يارب انا بتكلم عن ورثي في ملك ابوي الحج حمدين الدهشوري ما هو كان شريك في الأرض اللي اتبنى عليها البيت ولا انت متعرفش
اعتدل بجلسته بتحفز ليذهب عن ملامحه العبث ويحل محلها إجفال تام مع بودار ڠضب تلوح في الافق
حتى صدر صوت سند معبرا عن صډمته
ايه اللي بتجوليه ده يا مرة خالي ازاي يعني الكلام ده
همت تجيبه ولكن الحج رحيم اوقفها بإشارة من كفه ليردف موزعا أنظاره على الثلاثة
سليمة اللي بتجول عليه هو الصح يا ولدي جبل ما يتبني البيت ده من اكتر من خمسين سنة ويتعرف باسم جدك الله يشفي عنه هو كان في الأصل بيت ابوه عوض الدهشوري والد عبد المعطي وحمدين يعني الاتنين كانوا اخوات ولاد وبما أنهم ولاد فجيمة العدل في نصيب كل واحد منهم الورث كد بعض 
لكن يا ولدي زي ما انتو عارفين حمدين ماټ في عز شبابه شهيد بيحارب ع الجبهة معظم سنين عمره جضاها في الحروب اللي خاضتها البلد عبد المعطي هو اللي كان بيراعي الأرض وكبر مساحتها لحد ما بنى البيت من كده وعرجه على اساس ان اخوه لما يخلص يسكن معاه لكن الجدر كان له رأي تاني وساب سليمة في بطن امها اللي ماټت هي التانية وهي بتولدها عشان يربيها عبد المعطي وسکينة وسط عيالهم 
ايه القصة العجيبة دي
صاح بها فايز يذهل الجميع بصوته الذي ارتفع مع نهوضه ليتابع مستخفا
عاملين قصة ورواية احنا مالنا بالكلام ده انا اللي اعرفه حاجة واحدة هي ان البيت كان ملك ابويا جبل ما يكتبه للمرحوم ولدها ولا انت عايز تفهمني ان ابويا مكنش واخد باله منها دي
لأ يا فايز كان واخد باله وعارفها كويس  
قالتها مدوية بوجهه تتابع بجرأة أذهلته
ابوك لما عمل الجلسة هنا مكنش بيتكلم عن البيت كله كان بيتكلم عن نصيبه وبس هو جالهالي بعد كدة واداني الورج اللي يثبت حجي جالي انا اتصرفت في اللي يخصني لكن نصيبك انتي يا بتي انا مينفعش اجرب منه 
وانا شاهد 
صدرت من الحج رحيم يضيف على قولها انا كنت شاهد على العجود زي ما كنت شاهد ع الحكاية من اولها 
بدأ الإحتقان بداخله يصل إلى الذروة مع استيعابه للمعلومات الجديدة والتي تتدفق من الاثنان وكأنهم كانوا على اتفاق من البداية ليبدوا هو المغفل أمام الجميع وهذه المرأة التي تناظره بتحدي
وصوت الهمهمات الساخرة يصل لأسماعه حتى صاح كالمچنون 
دي لعبة انا
متأكد ان دي لعبة وعاملينها عليا بعد العمر دا كله جيبلي ورج من تحت الارض وتجولوا نصيبها انا لا يمكن اسكت دا انا اطربجها على راس الكل 
هدر به الحاج رحيم امام دهشة الجميع
لم نفسك يا واد انا مش عيل ولا راجل ناجص جدامك انا بتكلم في حج جيبنا عنه الصورة كاملة جدام الكل 
اكملت على قوله سليمة بتحدي صارخ للآخر
مش معنى ان طول عمري ساكتة ومباطلبش ولا بتكلم معناه ان مش عارفة حجي لا انا عارفاه زين جوي بس ممكن اكون ساكتة عشان توقير ومراعية للي رباني وعاملني زي بنته او ممكن عشان مكنتش مهتمة زي ما في حاجات كتير لحد دلوك مستغنية عنها عشان متلزمنيش 
قالت الاخيرة بازدراء واضح وصل معناه للاخر ليهيج كالثور بصياحه يتقدم نحوها
لا انتي محدش رباكي وكانك كنت مستنية الراجل الكبير يختفي عشان تخلعي برجع الحيا والظاهر ان انا كنت غلطان لما سيبتك على كيفك 
هجموا عليه الرجال ليقيدوا حركته وتحرك سند وعيسى ليتصدروا بجسدهما امامها بدفاعية وقد وجدوا خيطا جديدا في التصدي له مرددين
حاول بس تجرب منها واحنا منبجاش رجالة لو ما رجدناك طريحة 
انفلت الزمام واصبحت اصوات الشجار تصل للخارج فلا احد قادر على ايقافه وقد صار المچنون يريد الفتك بها أو بزوج الثيران بعد أن جائتهم فرصة من ذهب في تحديه 
وه انت متأكد من اللي بتجولوا دا يا واد
صدر السؤال منه بعدم استيعاب لكم المعلومات التي يلقيها أمامه الاخر والذي تابع مؤكدا
زي ما بجولك كدة يا كبير المندرة من ساعة بس كانت مولعة وكل الناس اللي في الشارع كانت متلمية تسمع الزعيج دي كانت عركة واصلة للسما فايز طلع متشال شيل على الدرعات بعد الرجالة ما جيدوا حركته ولسانه الزفر بيرمي بأعفش الكلام عن الولية مرته وبت عمه زينة الحريم الست سليمة كان زي المچنون ومحدش عارف يوجفه 
وجوز التيران دكهم كان ايه دورهم
جصدك على سند وعيسى لا دول كانوا واجفيلوا وبيدافعوا عنها ما هم خلاص لجوا الحاجة اللي تكسر عنجهية غريمهم اللي كان متحلفلهم بالطرد 
مفاجأة سليمة هي مفاجأة بكل المقاييس هذه المرأة التي لم يراها سوى مرات قليلة بالكاد تذكر ولم تبدوا امامه سوى امرأة هادئة مستكينة حتى في مۏت وحيدها لم يصدر منها الافعال التي تعرف عن النساء المكلومة من جنون واڼهيار من أين لها بهذه القوة كي تتحدى الثور زوجها
عايزني في حاجه تاني يا كبير
تفوه بالسؤال حميدي يفيقه من شروده اماء له بطرف ذقنه للأمام كي ينصرف 
وفور خروجه اشتعلت رأسه بالأفكار السوداء خوفا وړعبا نحو من سلبت فؤداه وتعلقت روحه بابنها أيضا لديه شعور غير مريح على الإطلاق بانعكاس هذه الأخبار سلبا عليهما دائرة الخطړ تزداد ومن فكر في التخلص من زوجها سابقا لن يصعب عليه الان الاڼتقام من الباقين 
لقد ألقت سليمة قنبلتها في وجه الجميع وهذا حقها يبدوا من تفكيرها المتوازن انها لا تغفل عن شيء والدليل هو صرفها لنادية حتى تبعدها عن النيران المشټعلة هي وحفيدها لتنعم بالأمان وسط اهلها ولكن هل هي بالفعل الان في امان
منزل هريدي الدهشان في منطقة جبلية كباقي منازل العائلة منازل بإعداد قليلة تتوسط العديد من الافدنة المستصلحة لا يوجد كثافة سكنية بل هي مناطق شاسعة في الخلاء ليست بمأمن كامل عن الذئاب الصحراوية او الوحوش البشرية اذا غاب الحرص او الحذر هذا من ناحية 
والناحية الأخرى هو المتربصين المنتظرين فرصتهم طمعا بها لقد تأمل بوضع فايز يديه على المنزل ان يطرد هذان الجلفان من المنزل حتى يخرجا من البلدة بأكملها 
فيتبقى له الغليظ ناجي يبحث له عن طريقة تصرفه هو أيضا لكن الان لا يوجد وقت لابد من تصرف سريع حتى يضمها تحت جناحه لن يظل مكتوف الايدي بعد ذلك ينتظر الفرص 
في منزل الدهشوري
وقد هدأت العاصفة وتبقي افراد المنزل فقط بعد انصراف الجميع وذهاب فايز خائب الرجاء بعد ان صعقته سليمة بالجديد كان النقاش يدور الان حولها
ليه مجولتيش جدامنا يا مرة خالي من الاول ليه سيبتينا على عمانا كل الوجت اللي فات
صدر السؤال من سند اليها لترفع رأسها نحوه ثم تنقل بالنظر منه وإلى والدته في قائلة
السؤال ده ميتجالش ليا دا توجه لامك ولا هي يعني مكانتش عارفة 
ردت هويدا بوجه جامد وقد فهمت مقصدها
الكلام دا جديم يا سليمة يعني مش كل الناس مخها صاحي زيك ابويا لما طلب مني التنازل عن حجي في البيت لصالح حجازي الله يرحمه مكتبش النسبة جدامي ولا جالي على تفاصيل وانا وافجت عشان محبتي للغالي يعني كانت نيتي سليمة يا سليمة 
تبسمت لها على الأخيرة تدعي تصديقا لا يدخل عقلها لتضيف نعيمة هي الأخرى
وانا كمان كان كل اللي هامنني هو
جمعتنا مع بعض في بيت عمره ما كان هيتجفل في وجود حجازي الله يرحمه كلنا مستورين لكن كفاية علينا نتلم مع بعض 
قالتها بعاطفية لم
تؤثر في سليمة التي ترى الان الصورة كاملة من جميع جوانبها وقد زاحت عنها العاطفة حتى لا تنساق خلف أحد بدون العقل 
عقب عيسى يشاكس جدته
كلكم بيتكلموا وسايبين السهونة دي اجطع دراعي ان ما كانت عارفة كل حاجة من الأول ما هو مش معجول يعني يعدي عليها حاجة زي دي ولا ايه يا سکينة
استجابت له بابتسامة ليس لها معنى قبل أن تنقل ابصارها نحو سليمة التي ربتها كإبنة انجبتها من بطنها بتساؤل أجابت عنه الأخرى بابتسامة صافية خالية من أي عتب فهي الأدرى بما تحمله المرأة العجوز من هموم ثقيلة كبلتها عن المواجهة او اتخاذ قرار حاسم في أي شيء فهي الضائعة بغياب سندها عنها لن تزيد عليها بلوم حتى لو بنظرة 
صدر صوت سند كمنبه للجميع رغم استهزائه
زمان خالي دلوك هيفرجع من الغيظ مش بعيد يولع في نفسه وفي شربات 
ختم بضحكة شاركه بها عيسى باستخفاف لم تتقبله النساء لعلمهن بخطۏرة الاثنان وهذا الأمر يزيد من توجس سليمة من القادم
صړخت به بحالة من الجنون وكأن شيطان مسها أو مطرقة ثقيلة ضړبت رأسها من وقت ان علمت بكل ما حدث فقد صار الأمر كڤضيحة لها ولزوجها وهذا الخزي يتعرض له أمام نفس الرجال وفي نفس المكان
سليمة! سليمة يا فايز هي اللي عملت فيك كدة وهزجتك جدام الرجالة سليمة
لمي نفسك يا شربات بدل ما اكسر نفوخك النهاردة انا على اخري  
هدر بها وارتفعت يده نحوها بغرض ضربها ولكن ابنه تلقفها لينهره پعنف
ما تمدش يدك عليها ولا انت مجدرتش على دوكها جاي تحط غلبك في امي 
صعق فايز وبرقت عينيه بۏحشية نحو ابنه الذي يطالعه بتحدي ونظرة ابلغ من الكره يتابع له بتقليل
كنت جيب حجك الأول بدل ما انت طالع من بيت ابوك تزعج والرجالة شيلاك دا الشارع كله ماسك سيرتك ولا اكنك عايز عيل صغير أحط عيني في وش الناس ازاي دلوك وانت مسود وشي بعمايلك 
تسمر فايز بذهول متجمدا وكأنه فقد النطق عينيه توسعت بشدة لا يصدق ما يتلفظ به مالك نحوه هذا العڼف في القبض على يده بدون مراعاة أو توقير لصفة الابوة هل ضعف للدرجة التي تجعله لا يستطيع ردع الولد عنه أم اصاب الخۏف قلبه لهذه الطاقة الإجرامية التي يلمسها منه
بعد عن ابوك يا واد بعد يا مالك بعد 
كان هذا صوت شربات التي تدخلت لتفصل بينهم بجسدها تزيح ابنها بيديها للخلف ونظرات تحذريه كان يتلقفها باستهزاء حتى ابتعد لترك المنزل كله
عادت شربات لزوجها تخاطبه بلهجة لينة معتذرة
معلش يا خوي الواد حرج على امه ما انت عارف بجى طالع فاير وطبعه حامي ما بيتحملش سيبك منه 
نزع پعنف كفيها التي تمسح على صدره يحدجها بنظرة ڼارية حتى دفعها للخلف ليستدير عنها متجها نحو الخروج يلملم الباقي من كرامته بالهروب
هتفت باسمه قبل ان يخرج
متتأخرش يا فايز عشان تيجي بدري ونشوف حل للنصيبة اللي وجعت على راسنا 
لم يكلف نفسه عناء الالتفاف لها وتابع طريقه حتى خرج من باب المنزل يصفقه بقوة اهتزت لها جدران البيت لتعقب من خلفه ضاربة بكف يدها على صدره
روح يا خويا ومتعوجش على الله نلاقي فايدة من وراك في سنتنا المغبرة 
بعد عدة أيام
طرق بعجالة على باب المنزل المفتوح على مصراعيه من الاساس ليدلف متسائلا بصوته الجهوري الحازم 
ايه اللي حصل اللي انا سمعته دا صح
اندفعت عزيزة نحوه بعد ان انتفضت عن جلستها من وسط عدد من النساء كي تجيبه بقلق
اللحجنا يا غازي بيه البيت كله بيدور ع الولد محدش عارف راح فين وكأن الارض انشجت وبلعته 
صاح بقوة ارعدت النساء المتابعات لحديث الرجل الاهم في نجع الدهشان حتى وان لم يكن معظمهن من العائلة
ازاي يعني هو احنا عندنا عيال بتضيع من الأساس
فين امه جوليلي الحكاية بالظبط من أولها جبل ما ادي الأمر للرجالة هما على كدة طلعوا يدوروا 
قصت عليه عزيزة على عجالة من بداية خروج الصغير ولعبه مع الاطفال خارج المنزل حتى اختفاءه فجأة عن عيون الجميع لينقلب المنزل رأسا على عقب بمعظم افراده في رحلة للبحث عنه واللحاق بوالدته والتي خرجت هائمة على وجهها ولم تعد حتى الان هي الأخرى 
خلاص يا عزيزة اجعدي انتي راعي هنا البيت زي ما كنتي ولو سمعتي أي اخبار بلغيني انا هجلب الدنيا بنفسي عليه 
قالها وتحرك على الفور تتبعه انظار النساء ودعواتهم بالتوفيق بإعجاب لا يقدرن على إخفاءه رغم سوء الظرف
اطمني يا عزيزة اكيد هيعتر فيه دا الدهشان ذات نفسه ايه الهيبة دي يا ناس
قالتها احداهن بلهجة اثارت استياء عزيزة لتردف بإشفاق
مسكينة يا نادية يا ترى عاملة ايه دلوك
وصل
إلى المكان الموصوف له ليجد افراد من اشقائها وابناءهم منثورين في عدة اتجاهات مختلفة كل منهم يبحث بطريقته لمحها من قريب تبحث وسط الحقل وصوتها خارج باڼهيار ونشيج بكاءها يقطع نياط قلبه
ولدي فين ياما دا عمره ما اتحرك من
جدام الباب ياربي ولا حتى هيعرف يجول اسمه كامل لو حد سأله
بقلب موجوع خرج صوت جليلة من أجل تهدئتها
يا بتي اخوكي جالب الدنيا ومش هيرتاح غير لما يلاجيه احنا نجعنا صغير والجبل حافظينه أكتر من أسامينا
ما هو دا اللي هيموتني ياما اننا جاعدين في جبل اننا جاعدين في جبل 
تهتف بها ضاړبه بكفيها على جانبيها بولوله حتى أوقفها بصيحته
نادية!
الټفت اليه كالغريق الذي يتعلق بقشة تخاطبه
مش انت الكبير هاتي ولدي يا غازي يا دهشان 
اقترب حتى وقف قبالها يخاطبها بلهجة واثقة
امك جالتلك الجبل وحافظينه أكتر من اسامينا ولدك هيرجع اسرع ما تتصوري انا طلجت رجالتي في كل حتى مش هسيبوا ركن ودول رجالة شداد الديابه نفسها تخاف منيهم 
عادت للندب والبكاء الحارق مرددة
كله كلام كله كلام انا بجالي اكتر من ساعتين بدور عليه دا لو اتخطف يبجى زمانه طلع من البلد ولا يمكن حصل فيه حاجة تانية يا مصيتك يا نادية يا مصيبتك يارب اموت لو دا حصل يارب اموت يارب اموت 
صارت بالاخير تلطم بكفيها على وجهها مع تخيلها للسيناريو الاسوء وقد نفذت طاقة الامل منها مع كثرة الضغوط التي تتعرض لها حتى أجبرته على القبض على كفيها يجبرها على التوقف صائحا بحزم
ما كفاية بجى ھتموتي مجهورة انتي بنفسك بتجولي ما فاتش عليه أكتر من ساعتين 
وكأنها لم تسمعه ظلت تهذي بكل ما يجول بعقلها من هواجس ومخاۏف حتى يأس منها ليهتف بوالدتها
ما تشوفي بتك دي يا خالة 
همت جليلة في تنفيذ أمره ولكنها انتبهت على الصوت القريب من أحد رجال غازي
لجيناه يا سعادة البيه لجيناه يا ست نادية  
انتبهت هي لتبصر صغيرها محمولا على ذراع الرجل سالما بهيئة طبيعية لتشهق بقلب على وشك التوقف وفرحة كانت أكبر من تحملها بعد ان استنفذت كليا في هذا الوقت البسيط الذي مر عليها وكأنه دهر لتسقط فاقدة وعيها تماما وكان هو أقرب اليها من الأرض ليتفاجأ بها بين ذراعيه بجسد مرتخي جعله يتمتم بإجفال وصوت مهتز فقد هيبته
وه 
في المساء 
وقد هدأت الأوضاع واستقر الصغير والدته التي اطمئنوا عليها هي الأخرى بعد ذلك ليأتي الحديث الجدي بين عزب شقيقها ومجموعة من شباب العائلة التي انضمت في الجلسة مع غازي الدهشان والذي بدأ حديثه بحزم
الكلام دا مينفعش يا عزب الواد النهاردة لو مكناش لجيناه في الوجت المناسب الله أعلم كان هيجراله ايه
دافع الاخير بلهجة ضعيفة لا تتنصل من الذنب
يا بوي والله ما بنغفل عنه دي امه اساسا مچنونة بيه وما بتفرطش تسيبه لوحده ابدا دا غير امي نفسها دا غير عيالي وعيال خواتي اللي البيت مليان بيهم كل شوية لحد دلوك ما جادر استوعب كيف دا حصل
تدخل ناجي بتهدئته
متزعلش نفسك يا خوي احنا مصدجينك والله خفف على نفسك جدر ولطف 
استشاط غازي حنقا من تساهله المتعمد ليهتف معنفا
ونعم بالله يا سيدي بس احنا منيفعش نسكت ولا نفوت الواد صغير وغريب عن المنطجة مش زي عيالنا اللي حافظين حتى عدد الشجر في الأرض دا غير انه لسانه تجيل واديك شوفت بنفسك مفيش كلمتين مفهومين زين منه عن الراجل اللي كان ماشي وراه 
تدخل عارف سائلا بفضول
طب وانت يا غازي مستدرجتش الراجل ولا عرفت ان كان حرامي العيال ولا ايه صفته بالظبط
لا طبعا ودي هتفوتني انا سألت وجررت دا غير ان الرجالة لموا كل المعلومات عنه دا واحد بيبع غزل البنات بيزمر للعيال اللي بتمشي وراه ويلاعبهم
على حسب الكلام اللي جاولو انه عدى هنا وفي الشوارع اللي محاوطة بيت عمك هريدي وجصاده كمان ببجول ان عيال كتيرة كانت ماشية وراه وهو مشغلهم السماعات وبيزمرلهم يعني أكيد لو معتز انضم
مش غريبة يعني ما هو عيل وبيحب اللعب 
عقب عزب بغيظ
ابن ال الله يرحمك يا حجازي مينفعش اجيب عليه نص كلمة بس احنا كنا هنتجن واحنا بندور عليه مخلناش شارع ولا بيت في النجع حتى الزرع كنا بنسرب فيه حتة حتة ليكون استخبي في البرسيم ولا في محصول الجمح 
تلقف غازي الاخيرة ليزيد من طرقه على الحديد وهو ساخن
اديك جولتها بنفسك الأرض الخلا عندنا كتير جوي حوالين البيت مينفعش نسيب حاجة للظروف واحنا عارفين بالخطړ اللي محاوط معتز ومحاوط امه بعد اللي حصل في بيت الدهشوري الدنيا مولعة فيه والحجة سليمة لما بعدت نادية وجابتها عندنا كانت جاصدة الامان للواد وامه يعني مينفعش احنا نجصر محدش ضامن ما يمكن اللي جصد يتخلص من جوزها ايه اللي يمنعه عن
الواد الصغير لو الظروف اتهيأت جدامه كيف ما حصل النهاردة
اعود بالله 
تمتم بها عزب بصوت واضح امام الجميع ليعقب على قوله ناجي بمبالغة كالعادة
طب حد فيهم يجرب منه عشان اعملها حرب وابندجهم كلهم 
كبح غازي بداخله سبة وقحة يمنع نفسه بصعوبة كي لا يهجم عليه ثم يسحب لسانه من فمه حتى يخرصه نهائيا عن ازعاجه فخرج صوته بعد ضغط شديد
ولما تروح تبندجهم
ولا تموتهم كلهم هنستفاد ايه احنا ساعتها لو لا قدر الله حصلت حاجة للواد
وافقه عارف ليضيف على قوله
غازي عنده حج فعلا احنا لازم نأمن الواد وامه معاه محدش ضامن الظروف جده راجل سكري ومش مضمون دا ممكن لو حصل للواد تعويرة صغيرة يبهدل الدنيا على راسنا 
صمت عزب بتفكير عميق وقد بدا على ملامحه الإقتناع حينما قال
تمام يا اخوانا بس انا اعمل اكتر من كدة اعين حراس ع البيت يعني
سؤاله العفوي جاء لغازي وكأنه وصل اخيرا لمبتغاه ليرد بلهجة حازمة حاسمة
اسمع مني يا عزب الكلام اللي انا هجوله دلوك ودا مفيش منه رجوع عشان فيه الحل النهائي لكل المشكلة 
حتى بعد مرور الساعات ومن وقت ان استعادت وعيها داخل غرفتها القديمة لتجده جالسا بجوارها على التخت لم تكف عن ضمھ واشباعه بالقبلات كل دقيقة والحديث معه من اجل ألاطمئنان بمعرفة جيدة عن سبب اختفائه حتى بعد سماع الرواية المذكورة عن سيره مع الاطفال خلف بائع غزل البنات
كدة برضوا يا معتز تسيب ماما بتدور عليك اوعي تمشي تاني ولا تسيبني دا انا اموت يا حبيبي من غيرك اوعي يا نور عيني 
دلفت اليها جليلة لتعلق باستهجان لفعلها
ما خلاص يا بتي سيبي الواد شوية واديلوا نفسه انتي حابساه معاكي من ساعة ما فوجتي 
ردت وأنفها مدفون في جوف عنقه لا تشبع من استنشاق رائحته
ياما انا مصدجت لجيته لو بعد عني تاني ساعتها ھموت ياما ھموت والله 
زفرت جليلة لتطرد دفعة كثيفة من هواء تعبأ به قلبها ۏجعا لأغلى أبناءها لتتناول منها الطفل بعد ذلك تبعده عنها بلطف حتى انزلت أقدامه للأرص تدعوه للعب مع باقي الأطفال قبل ان تلتف اليها تخاطبها بجدية
عيال اخوكي كلهم جاعدين حارسين يعني متشليش هم الواد وركزي كدة معايا في الكلام اللي هجلهولك 
رغم استياءها لابعاد صغيرها عنها الا ان الفضول جعلها تستجيب لرغبتها في الحديث سائلة
كلام ايه دا اللي عايزيني اركز فيه
اعتدلت يجلستها مائلة وانصبت عينيها نحوها تفاجأها بقولها
اخوكي اتكلم معايا من شوية لا جاعد لا على حامي ولا على بارد بعد اللي حصل للواد واللي زود عليه هو الفكرة العفشة ليكون حد أذاه من عيلة ابوه بعد العرايك اللي حاصلة عنديهم من كام يوم 
أطرقت نادية رأسها بأسف فحديث والدتها لم يبتعد كثيرا عن الهواجس والمخاۏف التي كادت تفتك برأسها وقت بحثها عن معتز فخرج صوتها بضعف موجع
عارفة ياما كلامك والله لكن اعمل ايه بجى اهو اللي حصل كان ڠصب عني ولا حد كان يتوقعها 
احنا عارفين يا نادية عشان كدة يا بتي اخوكي جايب الحل عشان نريح دماغنا من الخۏف ليحصل الموضوع دا تاني 
تطلعت لها باهتمام فتابعت جليلة
من بكرة ان شاء الله هتسكني في استراحة جدك عبد القادر الدهشان الحراسة هناك مرشجة في كل حتة دا غير ان البيت نفس 
استني استني ياما
قاطعتها فجأة لتتابع وكأنها لم تسمع جيدا
بتجولي مين فهميني كيف يعني 
خرج منها السؤال بعدم استيعاب ترفرف أهدابها بنظرات مشتتة وكأن الرؤية مشوشة أو ما زالت لم تستعد وعيها جيدا لكن جليلة عادت لتؤكد لها صحة ما تفوهت بها
بجولك من بكرة هتروحي تسكني في استراحة جدك عبد القادر الدهشان على ما تهدي الدنيا ونشوف اخرتها ايه بعد اللي حصل النهاردة مينفعش الجعاد 
ازاي يعني
صاحت بها ورجفة غادرة اكتنفت اطرافها فجأة هل هذا حلم الذي تعيشه ام أنها الحياة التي ما زالت تحمل لها مزيدا من المفاجأت
كيف اسيبكم ولا اعيش مع ناس مليش اختلاط بيهم حتى لو كانوا من ناسي دا انا لسة مفوجتش من فراج جوزي اللي اتخطف فجأة جوم كمان اعيش في مكان غير مكاني
تنهيدة مثقلة معبأة بالألم خرجت من المرأة تخبرها بحزم
اخوكي دلوك بلغني بالأمر ده انتي عايزة الامان لولدك ومفيش أأمن من بيت جدك الدهشان ثم انا كمان هروح معاكي يعني مهتبجيش لوحدك 
ومين بجى ان شاء الله اللي أصدر الأمر
سألتها باستنكار وحالة من الرفض ما زالت تتمسك بها فجاء رد جليلة بوضوح تام
واحنا لينا مين يأمر علينا من بعد ربنا غير كبيرنا واد عمك غازي طبعا 
باحتجاج قاطع
ويصدر أمره بمناسبة ايه انا لا يمكن أجبل أغير مكاني ولا اروح عند حد غريب 
واصلت جليلة لإقناعها
يا بتي ما انتي هتجعدي لوحدك بعيد عنهم وانا زي ما جولتلك هكون معاكي
في الاستراحة ودا بيت العيلة ومتعودين عليه
يمكن انتوا لكن انا لاه ياما انا مليش غير بيت جوزي والبيت دا اللي اتربيت فيه لا احب الناس ولا احب الاختلاط 
تذمرت جليلة من رأسها الصلب والتعمد في تعنتها لتتمتم بضيق
يوووه عليكي وعلى راسك الناشفة انتي محدش يعرف يكلمك واصل 
دلفت سليمة بعد أن طرقت على باب الغرفة تفاجئهم بحضورها حاملة معتز لتهلل نادية برؤيتها حتى دنت منها باشتياق متبادل قبل ان تستقبلها جليلة بالترحاب رغم انقلاب وجهها مما جعل الأخرى تسألها بفراسة 
ايه اللي حاصل انتوا متعركين ولا ايه
دا انا مصدجتش نفسي لما شوفت الواد بعد الكلام اللي طلع عليه انه ضاع 
ازدردت نادية ريقها بقلق وحرج تتبادل النظر مع والدتها التي زمت شفتيها بغيظ شديد قبل أن ټنفجر وتخبر سليمة بكل ما حدث خلال اليوم حتى هذا الخبر الجديد رغم اعتراض ابنتها والتي خبئت بكفيها على وجهها لا تقدر على مواجهة الأخرى والتي خرج صوتها اخيرا باستفسار
يعني افهم من كدة انها هتبجى في حما غازي الدهشان نفسه
سريعا ردت جليلة بلهفة
أيوة يا خيتي امال انا بجول ايه بس
سمعت منها لتومئ رأسها بتفكير عميق ثم تتمتم بشيء من الارتياح
زين جوي على خيرة الله 
يتبع
الفصل الثاني عشر
وقف في انتظارها يراقب السيارة التي تقترب وتدلف من الباب الحديدي الذي انفتح على مصراعيه من يرى الصورة الخارجية وهذا الجمود الذي يعلو قسماته يثمن بالفعل دوره كمسؤل وراعي لعائلة كبيرة ولها وزنها المؤثر في البلدة والمحافظة بأكملها
يبدوا كجدار شامخ عود صلب وكأنه صنع من الخرسان يبعث في القلوب رهبة غريزية برؤيته قوي البنية وسريع البديهة حاسم وحازم في البت في الأمور المصيرية دون تردد كلها صفات لا تتوافر إلا في قلة قليلة من الرجال المختارين
لكن هذا من الخارج أما داخله ومن له الحق برؤية ما بداخله 
وقد ارتجف قلبه الان كعصفور بللته الأمطار في أقصى فصول الشتاء بردا هذا بمجرد رؤيتها تترجل من باب السيارة خلف شقيقها الخطوة الأولى نحو ما يتنماه جاءت اليه بأقدامها لتبقى تحت أبصاره حتى يفرد جناحيه عليها وعلى طفلها ويظلل عليهما من كل خطړ يمنع عنها أي أذى حتى لو كان الثمن هو روحه لقد كلفه الأمر لحظات من اصعب ما مر عليه على طول سنوات عمره التي تعدت الرابعة والثلاثون أن يشهد اڼهيارها ولوعتها في افتقاد وحيدها أن يكون سببا في حزنها ولو لمدة ساعتين من الزمن كنتيجة طبيعية لحيلته البسيطة 
قبل يوم
فهمت يا واد انا بجولك ايه
أوما له الرجل الذي يقف امامه يحرك رأسه بتفهم لم يقتنع به غازي ليعود ويشدد عليه بالسؤال مرة أخرى 
طب سمعني انا جولتلك ايه عشان اتأكد 
ابتلع الرجل ريقه پخوف من الخطأ أمامه ثم سرعان ما أجابه بلهفة
ايوة يا بيه هروح اتجنص حوالين المكان وانجي الوقت الهادي في الشارع واول ما الاجي الواد لوحديه هجعد الاعبه واشاغله باللعب اللي معايا لحد ما اخليه ياجي وينضم وسط العيال اللي هشغلهم السماعات واخليها فرح وانا بلففهم معايا
جدع 
قالها غازي ليردف متسائلا بتشديد
الأهم بجى في الموضوع دا كله هتعرف تخبيه عن العيون من بين العيال
تبسم الرجل بزهو يجيبه
دي ساهلة خالص يا بيه كفاية بس البسه طربوش ورق من اللي بنعمله حتى خلي الواد يفرح بيه
لاح على وجهه اقتناع طمئن الرجل لحظات قبل ان يتجهم فجأة رافعا إصبعه أمام وجهه بټهديد
تخلي بالك زين من الواد عايزه ينسى نفسه في الضحك واللعب معاك لو عرفت بس انه زعل ولا تعب هتعرف اللي هيحصلك انت مش هتغيب عن عين الرجالة ثانية واحدة حتى فهمني
على الفور تمتم الرحل ردا عليه بفزع
فاهمك يا بيه فاهمك
عاد من شروده يسحب شهيقا مطولا حپسه داخله قبل أن يزفره پعنف ويتقدم بخطواته نحو استقبالهم يذكر نفسه ان خطوته على قدر صعوبتها لكنها لم تكن الا للمصلحة من أجل أمانها وأمان طفلها لن يتهاون ولن يترك أمرا للصدفة بعد الان
حمد الله ع السلامة اخيرا جيتوا يا عزب يا راجل دا انا اتحمصت في الشمس في انتظارك  
قالها بدعابة قاصدا فك جمودهما من البداية وجاء رد الاخير بحرج وقدميه تخطو نحوه ليقابله بنصف المسافة ثم يصافحه مرددا
وتجعد ليه بس وتنتظرنا يا واد عمي هو احنا جاين من السفر ولا اغراب مثلا عن البيت
ايوة امال ايه انتو أصحاب بيت صدجت فيها دي يا عزب 
قالها غازي بصوت عالي قبل أن يتركه ليتبادل التحية مع جليلة التي أردفت معه ببعض الاحاديث الروتينة التي تدار دائما في مثل هذه اللقاءات الودية قابل كل ردودها بابتساماته حتى يخفف من شحونة الأجواء 
قبل ان يقترب منها وقد توقفت محلها وكأنها تنتظر دورها مسبلة أهدابها عنه تتشبث بضم طفلها إليها وكأنها تستمد منها الأمان
بادرها بالحديث مازحا
الواد عنده تلت سنين يا بت عمي يعني راجل سيبيه ينزل على الأرض ويسلم على عمامه 
خرج صوتها كالهمس بارتباك
خليه في يدي احسن لما يعرف البيت الأول وياخد عليه بعدها هبجى انزله 
تجاهل الرد عليها واتجه للطفل الذي أشرق وجهه يبتسم له متمتما ببعض الكلمات الغير المترابطة والتي لم يفهم منها إلا تاح ليردد غازي بتفهم وكفيه الاثنان ارتفعت له بإشارة مفهومة
مفتاح يا بطل طب تعالى تعالى وانا اديك كل المفاتيح اللي انت عايزاها 
تفاجأت بطفلها الذي تملص منها ليرتمي نحو الاخر والذي تلقفه بين ذراعيه يضمه إليه باشتياق شديد وعاطفة لا يعلم لها مسمى اجتاحتحه من الداخل لقد شعر من البداية بوجود رابطة
ما تجمعه بهذا الصغير ولكنه تأكد الان من قوتها 
طبع على وجنته بصوت عالي ليدور بينهم حديث سريع أمام والدته التي وقفت كالمتفرجة تشاهد هذا التناغم بين طفلها الذي تعلقت ذراعيه بهذا الرجل وكأنه يعرفه منذ زمن يتفاعل مع غمرته القوية له والاخر غير ابها بنظرات رجاله المنصبة نحوه 
هتفضل واجفة كدة مكانك يا نادية ما تتحركي يا بت عمي 
اجفلها من شرودها بقوله قبل أن يتحرك يسبقها مستطردا
ياللا بينا يا جماعة هنخش نشرب شاي الأول 
نشرب فين احنا مش داخلين ع الاستراحة
قاطعته تشير بذقنها نحو الأخيرة في الجهة الأخرى فجاء رده بدماثة يخاطبها وعينيه انتقلت نحو والدتها وشقيقها
يا ستي حاضر بس يعني يرضيك تاجي لحد هنا ومتسلميش على ستك الحاجة فاطنة ولا روح بت عمك دول جاعدين على ڼار مستنينك من امبارح ولا انتو رأيكم ايه يا جماعة
على الفور ردت جليلة بعفويتها المعتادة
وه كيف دا يا ولدي دا الحجة فاطنة هي والست روح على راسنا من فوج ودا برضوا كلام ياللا يا نادية دا الاتنين وحشوني جوي 
قالتها وتحركت نحو مدخل المنزل على الفور يتبعها ابنها عزب 
اضطرت هي الأخرى أن تتحرك لتلحق بهما وقد توقف هو مسلطا انظاره عليها وكأنه ينتظرها حتى إذا خطت جواره تتخطاه وصل لأسماعها ما جعلها تتوقف مبهوته للحظات
نورتي بيتك 
ومن شرفتها في الأعلى
وقفت محلها تشاهد بغيظ يفتك بها لا تصدق أنه نفذ وعده وفعلها هذا الرجل يتفنن في تحديها وكأنه يختبر صبرها غير ابها بڠضبها ولا حتى النيران تسري بأوردتها الان وقد أغلق فمها بتهدايداته 
مساء الأمس 
انتفضت من أمام مراتها لتلتفت اليه بأعين مشټعلة ترفض تصديق ما التقطته أسماعها
هي مين اللي هتيجي من بكرة وتنور الاستراحة إنت بتتكلم جد يا غازي
طالعها بنظرة مستخفة ساخرة قبل أن يجلس على طرف تخته يجيبها ببساطة وبيده يخلع عنه حذاء قدميه
اهزر! لا يا ست فتنة انا معنديش وجت اهزر والله بس نعيد من تاني 
توقف يردف الكلمات بتمهل مقصود
بت عمك هريدي نادية الدهشان من بكرة يا غالية هتنور استراحة جدك الدهشان الكبير يعني يا ست الكل تنزلي دلوك تشرفي ع الخدم اللي بينضفوا 
هي مين اللي تنضف
صړخت بها مقاطعة وقد استعادت وعيها وتأكدت الان جيدا مما سمعته لتتابع صائحة بوجهه وقد فقدت زمام سيطرتها على لسانها الذي تحرر فاقدا لكل درجات الحكمة والتعقل
بجى انا فتنة انزل على يد الخدم واشرف على راحة المحروسة طب هي إيه اللي جايبها من أساسه بيت ابوها ۏجع مثلا ولا مش لاجية حتة تلمها بعد ما اترمت من الناس اللي كانت متجوزة ولدهم 
قطعت هذيان كلماتها وقد باغتها ولأول مرة تمتد يده عليها ليقبض على ذراعها ولفه لخلف ظهرها يردف بفحيح قرب أذنها وصوت أنفاسه الهادرة ټحرقها
لتاني مرة بتجلي أدبك وتغلطي في واحدة المفروض انها بت عمك اللي عايز اعرفه بجى ايه سر الكره في جلبك ناحيتها هي مش برضوا كانت صاحبتك في المدرسة كرهاها ليه يا فتنة
صعقټ مذهولة لفعلته حتى غلب الألم كبريائها لترد بصوت باكي
انت بتمد يدك عليا يا غازي حصلت تمد وتهيني عشان واحدة زي دي
الله ېخرب بيتك 
تمتم بها يزيد بالضغط بقبضتة على ساعدها ليزيدها ألما فهي بالفعل تتعمد اخراج شياطينه حتى أنه تعوذ بداخله منها يتابع بعدها بتحذير
انا فاض بيا منك لمي لسانك الزفر ده صبري جرب ينفد منك يا بت سعيد لمي شياطينك عني 
دفعها لتسقط على التخت حتى لا يؤذي نفسه بأذيتها لقد كان على وشك كسر ذراعها الذي تدلكه فهتف بها معنفا
يعني حتى مبتدنيش فرصة افهمك لاجل ما تعرفي بالظرف اللي اضطرنا نجيبها هنا في حمايتنا بعد اللي حصل النهاردة لولدها ولا اللي بيحصل في بيت جوزها الله يرحمه دماغك دي فيها ايه نفسي افهمك ليه مصرة متسمعيش ولا تفكري غير في نفسك وبس
تجاهلت الرد عن إجابة السؤال او المقصود من مغزى حديثه لتعتدل جالسة بجذعها تريد كسب استعطافه بادعاء الضعف
كدة برضوا يا غازي هونت عليك تهني وتضربني دا انت في
حياتك ما عملتها مكنش العشم يا واد عمي 
وزادت بنشيج بكاءها علها توثر فيه لكنه قابل تمثيلها بنظرة كاشفة ووجه جامد يردف مشددا
بلاش الدور ده يا فتنة مش لايج عليكي 
توقفت تطالع هيئته الغاضبة ليميل بجسده نحوها يزجرها پعنف
لو فاكرة ان دي هتبجى الأخيرة تبجي واهمة حالك انا خلاص جيبت اخري منك ومن هنا ورايح مفيش غير اوامر لحد ما تتعدلي 
رفع سبابته يردف متوعدا
بت عمك هتيجي هنا من بكرة هتجعد ضيفة معززة مكرمة من غير تحديد لأي مدة وانتي اللي عليكي تضايفيها بكل أدب غير كدة ملكيش اختيار تاني لو سمعت بس انك ضايجتيها بكلمة واحدة يا فتنة هتبجى نهايتك معايا انا مش هفضل اوعد ولا اهدد كتير انتي اسم الله استنفذتي كل فرصك وانا خلاص شطبت وياللا بجى اطلعي من الأوضة دي خالص ارجعي على أوضتك
مش طايج أشوف وشك 
صدحت الأخيرة بصيحة وقد تمكن في غفلة منها من رفعها بجذب ذراعها لتقف مصډومة مما تلفظ به وقبل أن تهم بجداله فاجئها بسحبها من يدها ثم إخراجها لخلف الغرفة التي صفقها بابها پعنف بعد ذلك
عادت من شرودها تدلك بيدها على ذراعها المټألم وغليل الډماء برأسها يدفعها للتصرف باي شيء أحمق حتى لو أدى الأمر بها لطرد هذه الملعۏنة التي تنال الحب والتعاطف معها أينما حلت كما كانت ټخطف الأنظار منها قديما في كل مرة اجتماعا بها سواء كان الأمر في المدرسة أو التجمعات العائلية وقد كانت أيضا سببا رئيسيا في كل مشاجرة بينها وبين شقيقها الذي ما زال حتى الان مچنونا بها حتى بعدما فضلت عليه غيره قبل ذلك بضړبة مزدوجة حينما خطفت منها الرجل الوحيد الذي اثار إعجابها في سن المراهقة حبيبها هي ايصا حجازي
انتفضت فجأة مع اهتزاز الهاتف بيدها لتجيب على المتصل على الفور تفرغ به شحنة ڠضبها
نعم يا نور عيني وصلت المحروسة اللي مصدع راسي بالسؤال عنها من الصبح عايز ايه تاني
وصلها صوت الهادئ وكأنه قاصدا إجلاطها
هدي شوية يا فتنة وبلاش جلة حيا معايا يا بت انا اخوكي الكبير
اخويا الكبير ولا اخويا الصغير حل عني يا ناجي انا على اخري البت دي لا طايجاها ولا طايجة حد يكلمني عنها دي شكلها جاية تخرب عليا 
تخلى ناجي عن عبثه ليردف بلهجة جادة
بلاش جنانك دا يا فتنة واعجلي لو في خړاب هيبجى بيدك انا مش هجعد ازيد واعيد في الكلام خبر ايه كل ده ومعجلتيش 
زادت من عصبيتها تهدر پعنف
لاه مش هجعل يا ناجي عشان انت كل كلامك ده عشان مصلحتك عايز تتجوز المحروسة ومش هامك اختك واللي بيتعمل فيها غازي مد يده عليا عشانها وجابها ڠصب عني وحكم عليا ما ازعلها بكلمة ليه كانت السفيرة عزيزة هي ولا كانت السفيرة عزيزة 
لا عزيزة ولا نفيسة شغلي مخك شوية يا هبلة وبيني نفسك انتي الزينة اتجربي منها مش عشان مصلحة اخوكي وبس لأ دا عشان مصلحتك انتي كمان اعجلي يا بت وازوني الأمور صح مش كل شوية انا وامك نوصي فيكي جوزك عصبي وانت البعيدة بتصري تتحديه دا احنا رجالة كبيرة وبشنبات ونهاوده يا غبية 
في الأسفل
وقد التف الجميع حول المرأة الكبيرة في جلسة جمعت الاسرتين غازي والذي كان جالسا بجوار ابن عمه عزب يراقب فتياته الصغار يلعبن مع الوافد الجديد قبل أن تخطفه روح من بينهن لتضمه إليها بمرح
يا حلاوة يا ناس دا انا الفرحة مش سايعاني النهاردة الواد الحلو ده هتصبح وتمسى بيه 
غزت ابتسامة جميلة انارت وجهها تأثرا بالكلمات العفوية البسيطة من جميلة الخلق والخلقة قبل أن يعلق شقيقها ايضا
ياللا يا ستي ادينا جيبنالك صاحبتك لحد عندك افرحري بجى واشبعي حكاوي مع ان دي أشك فيها 
ضحكت روح بملئ شدقيها لمزحة شقيقها كما فعل الاخرون لكن هي تبسمت بخجل لفت أنظار الجدة الكبيرة لتردف بسجيتها
زي ما انتي يا نادية ما تغيرتيش لساكي يا بتي بتتكسفي من أجل كلمة أنا فاكراكي زين كنتي على طول تحبي تدسي في بيتكم ولما تتغصبي على جعدة وسط حريم تفري وتسبيها خالص لمت تلاجيهم اتكلموا عليكي 
كلمات الجدة زادتها خجلا وزادته هو ولها كيف يسيطر على الخفقان القوي بداخله كيف يحجم نفسه بالا يطيل النظر نحوها وقلبه المعذب حتى الآن لا يصدق أنها امامه حلم عمره القديم دائما وأبدا جالسة في بيته وأمامه
مساء الخير يا جماع عاملين ايه
صدر صوتها من وسط الدرج لتهبط الدرجات المتبقية حتى وصلت إليهم ترحب بمبالغة أدهشت روح وأثارت الريبة بقلب زوجها
عاملة ايه يا نادية نورتينا وشرفتينا يا حبيتي  
تقبلت الاخيرة عناقها بمودة رغم استغرابها
البيت منور بأهله تشكري يا فتنة ويشكر زوجك 
بتشكريني على ايه بس
قالتها بنبرة تبدوا عاتبة قبل ان تنقل وتصافح شقيقها على عجالة وجليلة التي تقبلت فعلها
ببرائة
تسلمي يا زينة يا بت الأصول مرت الكبير صح عاملة ايه يا بنتي وايه عاملين إيه بناتك
زادت بتمثيلها وهي تجلس مجاورة للمرأة
والنعمة يا عمة البنتة مطلعين عيني ما انتي عرفاني جيبتهم فوج روس بعض واديني متمرمرة معاهم 
ربنا يعينك ويساعدك عليهم يا حبيتي الخلفة دي هدة حيل والعيال عايزة الشديد  
ايوة يا عمة عندك حج بس بصراحة يعني انا ربنا رازجني باللي يساعدني روح عمتهم بټموت فيهم ولا ابوهم 
توقفت تنقل نظرها نحوه وقد ضاقت عينيه توجسا لسماعاها بعدما أذهلته بالثناء على شقيقته والتي كانت تتابع هي الأخرى بعدم ارتياح لها
ابوهم يا عمة جوزي كبير العيلة والبلد كلها ممكن يسيب جعدة الرجالة لو بس اتصلت وبلغته على حاجة انا طالباها ولا البنات ما يتأخرش علينا في أي طلب حتى لو كان لبن العصفور ربنا يخليهولي ويبارك في عمره على طول يارب 
يا حبيبتي ربنا يباركلك فيه هو انتي جوزك ده أي حد 
قالتها جليلة بطيبة ليست غريبة
عنها أما هو فقد 
فهمها وفهم مقصدها ولكنه تماسك ليغير دفة الحديث متجاهلا دعوات جليلة وامتنانها له
انت النهاردة هتجضي اليوم كله معايا يا عزب انا فاضيلك النهاردة ومش طالع من البيت واصل 
ضحك الاخير في الرد عليه
لا يا راجل! يعني انت هتسيب مصالحك وانا كمان اسيب اللي ورايا ونجعد نحكي ونهرج وبلاها اي حاجة توجع المخ دا انت رايج جوي يا عم غازي 
يا عم وما اروجش ليه بس
قالها غازي لتضيف على قوله الجدة الكبيرة
وفيها ايه يعني يا ولدي ايام الجمعات والجعدات الحلوة ما بتتكررش اسألي انا دا جدك الدهشان على كد ما كان شديد وما بيضعش وجت لكنه لما كان يلاجي صاحب ولا حبيب والله ما كان بيسيبه غير وهو متعشي ولا متغدي معاه 
تمتم الجميع بالترحم على الراحل وهي معهم حتى نهضت تريد الذهاب
طب احنا كدة نجوموا بجى عن اذنك يا جدة 
استني يا بت 
قاطعتها المرأة لتخاطبها بحزم مشددة
اجعدي يا نادية انتي مش طالعة من هنا غير بعد ما نتغدى كلنا 
ظهر الرفض جليا على ملامحها الشفافة لتردد باعتراض
لا لا طبعا انا مليش نفس اكل اساسا انا 
ما خلاص يا نادية 
صدرت منه يدعم جدته
احنا مش اغراب عن بعض عشان يبجى في ما بينا كسوف دا احنا عيال عم وعيلة واحدة اخوكي وهو اخويا واختي هي اختك 
تدخلت روح هي ايضا تردف بلهفة
ايوة يا نادية دا انا من امبارح والفرحة مش سايعاني والله من ساعة بلغني غازي بجيتك هتنغدى دلوك مع بعض وبعدها هاجي معاكي ونجعد نحكي مع بعض ان شالله حتى انام معاكي دا لو تسمحيلي يعني اصل انا ما صدقت لجيتك صراحة 
اجبرتها على الابتسام لها لتعقب جليلة من خلفهم
ربنا يديم المحبة يا بتي خلاص يا نادية وما تبجيش حنبلية جدتك حكمت يعني مفيش حد يراجعها 
اضطرت تعود لجلستها مزعنة لطاعة المرأة رغم عدم رغبتها في الإختلاط او تناول الطعام وعادت لروح التي كانت لا تصدق نفسها من الفرحة تشاركها الحديث في مواضيع شتى
غير منتبهات لأبصار فتنة التي انصبت بحريق متخفي نحوهن تعيد برأسها عبارته مرارا وتكرارا لتتسائل لماذا ذكر الآخوة على الأشقاء ولم يذكرها هي معهم
انت يا واد يا واد جوم 
استمرت شربات في لكز ابنها الذي جلست على طرف فراشه من أجل أن توقظه من غفوة نومه الثقيل
يا واد جوم كفياك نوم الضهر أدن خبر ايه ناوي تجعد للعصر  
تذمر يرد بصوت متخشرج بعد أن اجبرته على الإستيقاظ
ايه في ايه حصل ايه يعني للغاغة بتاعتك دي وما انام لحد العصر ورايا ايه
وه كيف يا جزين تنام للعصر ما تجوم يا واد وبطل جلع ماسخ جوم عايزاك في كلمتين 
هتفت بها تنزع عنه الغطاء لتضطره للأعتدال ومواجهته بوجه محتقن مرددا بسخط 
يووووه اديني اتزفت وصحيت جولي كلمتينك المحشورين في زورك ياللا وخلصيني 
ېخرب مطنك  
تمتمت بها باستهجان قبل ان تتغاضى لتخاطبه ببعض اللطف حتى تصل لمبتغاها معه
يعني هعوز ايه منك بس يا حبيبي انا مش مخلصني زعلك مع ابوك دا شايل في نفسه من امبارح وحتى كلام مش بيرد علينا دا مهما كان برضوا اسمه ابوك 
سمع منها وتقلصت عضلات وجهه امتعاضا ليخرج رده بسهولة غير مباليا
وما يزعل ولا يتفلج حتى انا هعمله إيه ولا انتي فاكرة يعني ان الزعل بيحوج فيه ده كمان طمني جلبك هو بس ياخدله كاسين وهتلاجيه نسي حتى نفسه 
اخفت شربات بصعوبة تأيدها لكلماته لتبدي استياء واهي
عيب عليك يا مالك دا مهما كان برضوا يا ولدي يعني مينفعش تزعج ولا تهب فيه زي ما حصل وعملتها 
افتر فاهاه بابتسامة جانبية ساخرة لا يبتلع قولها
بلاش الكلام ده ياما معايا وجولت أب واخ ولا الكلام الفاضي ده خليه لغيرنا 
امتقعت ملامحها
ترمقه بمقت فقد اصبح حديثه يحمل تلميحات مبطنة لا تعجبها فتابع يحسم ترددها
جومي ياما وخليني اكمل نوم عشان لو جعدتي معايا لبكرة حتى برضوا مش هتحرك من مكاني وكفاية جوي عليا اني سمعتك ولا اجولك روحي ابلفيه انتي بكلمتين أحسن جومي جومي إنتي أكيد مش هتغلبي 
قالها وسرعان ما استلقي جانبها جاذبا الغطاء حتى رأسه لا يبالي تركها بجواره او حتى انصرافها ولا بتأثير كلماته عليها مما اضطرها ان تنهض متمتمة بحنق
جلبك بجى جاسي وغليض جوي يا ولد بطني وانا اللي كنت فاكراك محروج عليا وبتدافع عني وانت أتاريك بتعمل كدة بس عشان تتحداه وتبين جوتك جدامه 
وكأن الكلمات لم تخترق اذنه تجاهل ليعود لغفوته غير ابها بأي شيء
وفي داخل غرفته 
دلفت اليه لتصطدم بنظراته القاتمة نحوها واجما يعتلي الهم قسماته ليزيده كبرا فوق سنوات عمره وكأنه تعدى السبعون ربيعا انفاسه الهادرة تبدوا واضحة إليها بقوة بصعود والهبوط السريع بصدره تقدمت نحوه ترسم ابتسامة أجادتها
إنت رجعت يا سبعي دا انا افتكرت واحدة من البنتة جات من الدرس لما سمعت صوت الباب
خطت لتتخذ مقعدها جواره سائلة
جيت بدري من الشغل يعني 
ظل على صمته لتتابع قاصدة فك
جموده
تحب احضرلك غدا ولا اجهز الحمام تسبح وتريح جسمك من التعب انت أكيد هلكان 
أرفقت كلماتها الأخيرة بالمسح بكفيها الناعمتين على عظام صدره والذراعين ليدنو بأبصاره نحو ما تفعله من حركات مكشوفة شبع منها وحفظها وغزت ابتسامة ساخرة شفتيه تحولت بعد ذلك لضحكة صاخبة استعجبت لها لتناظره مبهوتة حتى توقف يصعقها بقوله
انتي جاية تبلفيني زي ما جالك ولدك يا شربات 
على الفور اشاحت بوجهها عنه تعوج شفتيها على زاوية واحدة وقد تأكدت بسماع حديثها مع ابنهما مالك دار ذهنها سريعا لتتذكر ان كانت أخطأت هي الأخرى أم لا حتى تأكدت من سلامة موقفها لتعود اليه سريعا بتبرير
متخداتش عليه يا خوي ولدك فاير والسن ده اللي بيجولوا في التليفزيون سن الخطړ هو من حرجته عليك وع اللي جرالك معرفش يعبر 
مال بوجهه نحوها مرددا بملامح مشتدة وقد ذهب عن وجهه الهزل
يعني هو يجل ادبه عليا عشان معرفش يعبر يا شربات بذمتك انتي مصدجاها دي طب حتى جولي بحاجة تدخل العجل 
على الفور تلبست ثوب المسكنة لتوجه الحديث نحو الوجهة التي تريدها 
لا يا خوي مش هكدب عشان هو ده اللي حازز في نفس الواد ومدمره من جواه انت فين حدك يعني لما عيل كدة طالع على وش الدنيا يلاجي ابوه مش عارف يجيب حجه من ناس حاطة يدها عليه وهو زي العاجز ومش عارف يلاجي صرفة 
عرفت جيدا انها وصلت لهدفها حينما رأت الوجوم الذي کسى ملامحه مع هذه النظرة التي تعرفها جيدا منه لتزيد عليه قائلة
معلش عاد اهو نصيبه كدة 
قالتها لتنهض من جواره وقد نجحت في صرف حقده عن ابنها بعد أن وجهته للجهة الأخرى التي تريدها 
على المائدة الكبيرة والتي ارتصت عليها العديد من أصناف الطعام تجمعوا جميعا لتناول وجبة الغداء التي أعدتها روح مع باقي العاملات في المنزل بطاقة عالية من النشاط ابتهاجا بحضور رفيقة لها وقد عزمت داخلها أن تزيد من صلة القرب بينهما 
كلي يا نادية وسيبي الواد طبجك جاعد زي ما هو مجربتيش عليه يا بت 
هتفت بها تضع قطع أخرى من اللحم امامها لتزيد من خجل الأخرى والتي تخضب وجهها بالحمرة الشديدة بعد أن كشفتها وهي اللي اتخذت إطعام ابنها حجة 
انتبهت عليها جليلة تتدخل بينهم
هاتيه منها يا روح هي طول ما هي جاعدة توكل الواد مش هتعرف تاكل 
رفضت الأخيرة ترفع الطفل من والدته
وانا روحت فين يا خالة 
قالتها تضحك موجهه نظرتها بمرح نحو نادية بعد ان اجفلتها بخطڤ الصغير منها تأمرها بحزم محبب قبل أن تجلس وتضعه بحجرها
كلي يا بت كلي 
حاولت أن تتجاوب معها بابتسامة ظهرت وقد غلبها خجلها لتهمس لها بنظرة محذرة
خلاص يا روح 
زادت الأخيرة بمشاكساتها
معندناش خلاص احنا والكلام الفاضي ده اسمعي الكلام بجولك 
تدخلت الجدة بحزم هي الأخرى
ما تاكلي يا بتي خلي البت دي تهمد على حيلها دا اكنها اتجنت بجيتك النهاردة 
ضحك الجميع على مزحة الجدة إلا فتنة فقد اجبرت نفسها على الابتسام بصعوبة وڼار ټحرقها برؤية ما يحدث امامها يعيدها لنفس العادة القديمة بخطڤ الانظار نحوها والتسابق للإهتمام بها ضغطت ټلعن زوجها فقد كان ينقصها إعادة احقاد الماضي الان 
أما هو فقد كان في عالم اخر يدعي الحديث مع عزب ويوزع اهتمامه بالصغيرات يخطف النظرات نحوها كل دقيقة وقد وضعت همها بالطعام حتى تتخلص من إلحاح شقيقته وورود الوجنتين نتيجة حيائها الشديد تدعو المتيم لقطافها تفتح الشهية برؤيتها يشعر بلذة الطعام بحلقه وكأنه يتذوقه لأول مرة
مساء الخير عليكم  
اغمض عينيه وقد علق الطعام بوسط حلقه بمعرفة جيدة لصاحب الصوت تلتقط اسماعه حركة تقدمه نحوهم
دون أن يلتف إليه ولو برأسه ولا حتى يجيب التحية التي ردد بها معظمهم ليفاجأ بفعل زوجته التي نهضت عن مقعدها تدعوه بلهفة
تعالى يا ناجي تعالى كل معانا دا انت باين حماتك هتحبك 
تقبل دعوتها ممازحا
شالله يارب يسمع منك يا فتنة يا اختي انا فعلا والله جعان 
قالها ليجلس على الكرسي الذي اشارت نحوه بحركة كشفتها امام زوجها الذي امتقع وجهه يناظر سماجة الاخر والذي قصد ان يجلس امامها ويخاطبها بالحديث مباشرة
وانا اجول السرايا منورة ليه عاملة ايه يا نادية 
أومات رأسها تجيبه بصوت خفيض خرج على مضص
زينة والحمد لله تشكر 
واصل بالحديث متلهفا وكأنه قاصدا قفل شهيتها
تشكريني على ايه بس والواد معتز جاعد على حجر روح عامل ايه يا واد طلعت عينيا باللف واحنا ندور عليك امبارح رجالتك لجيوه فين يا غازي
تمالك بصعوبة الا يسبه فخرج صوته على مضض
ما تاكل يا ناجي مش وجت حكاوي دلوك كل 
اه والله عندك حج 
تفوه بها ليهجم على الطعام يتناول قطع اللحم بنهم وابصاره منصبة نحوها بشكل اثار استيائها وغازي يكتم بداخله كم لا حصر له من السباب والكلمات البذيئة
في المساء 
وقد مر اليوم الكارثي اخيرا لتنعم بالهدوء في المكان الجديد لها الان تستعيد الخصوصية التي افتقدتها طوال الساعات الماضبة بدلت ترتدي ملابس عادية مريحة قبل
أن تجلس بجوار والدتها التي كانت تعدل معتز في تخته الجديد بعد أن غطس في غفوة نومه العميق 
نام ياما 
تمتمت تجيبها بخفوت وهي تعتدل في جلستها لها
نام يا بتي والحمد لله اللي خلاه يجعد لحد دلوك ويتأخر على ميعاد نومه هو اللعب مع البنات 
اومأت لها برأسها وقد انشغلت في تناول حقيبة يدها الكبيرة تخرج منها بعض الأشياء اللتي أتت بها من منزلها حتى ردت بدون تركيز
اهو فرح بيهم عشان مجربين من سنه ربنا يستر وما يغدروش بيه 
سمعت منها جليلة لتخبط على صدرها بجزع مرددة لها باستنكار
ليه يا بتي بتجولي كدة اكفنا الشړ
توقفت عما تفعله تزم شفتيها بسأم قبل ان تجيبها مصححة
ياما انا جصدي ع الغيرة العادية بتاعة العيال يعني واحدة تزجه واحدة تضربه والنعمة لو حد جرب منه ما هسكت انا جاية هنا اساسا مڠصوبة وعلى اخري 
زفرت جليلة بغيظ منها ومن رأسها اليابس
مفيش فايدة فيكي راسك مركوب جديم وانا اللي جولت الست سليمة قنعتك بكلامها لحد ما وافجتي اتاريكي بتهاودي وبس 
تابعت بتحذير مشددة
بلاش التلكيك من اولها يا نادية الناس مرحبة وفاتحين درعاتهم دا غير الامان ولدك لو هيرمح بحصان هنا هيلاجي اللي يحرسه 
عبست بوجهها لتنهض من جوارها نحو خزانتها ترتب بعض الاشياء الخاصة من ملابس حتى قالت
برضك مش مكاني ياما مهما تجولي ولا تحاولي تقنعيني
الټفت إليها تفضي لها عما تشعر به
روح الله يباركلها خففت عني كتير النهاردة وجدتي فاطنة كمان كانها ستي ام ابويا الله يرحمها بس برضوا انا كنت حاسة بخنجة في جعدة اللي اسمه
ناجي جصادي ولا لهجة فتنة معايا دي من زمان ما بتحبنيش من أساسه 
بس جوزها سيد الرجال  
قالتها جليلة تتابع بثقة اختلطت بالانبهار
أديكي شوفتي بنفسك ترحيب واد عمك غازي شديد ولا يمكن يرضى ولو بأي كلمة تزعلك يعني حتى لو فكرت تتعوج معاكي هو هيعدلها على طول 
لوحت بيدها بعدم اهتمام لتعود للترتيب في خزانتها مرة أخرى وقد عقدت العزم الا تتقبل أي شيء يمس كرامتها او كرامة صغيرها لن تنتظر من أحد الانصاف حتى لو كان من كبيرهم نفسه على خاطرها الاخير تذكرت افعاله معها وهذه النظرات التي تتوه في مقصدها معظم الاوقات ثم وقع اسمها الغريب من فمه حين يناديها
نادية 
صدق الله العظيم  
صدقت تغلق كتاب الذكر الحكيم ثم تسنده على الكمود المجاور لها قبل أن ترفع رأسها للتي جاءت منذ قليل وانتظرت جوارها حتى تنتهي 
تقريه في الحرم ان شاء يا سليمة 
اللهم أمين ربنا يسمع منك يارب ويكرمنا احنا الاتنين 
أمين  
تمتمت بها هويدا تشيح بعيناها بملامح اعتلاها الضجر مما اضطر سليمة لسؤالها
خير يا هويدا شكل عندك كلام عايزة تجوليه 
وكأنها كانت في انتظار الدعوة لتلتف إليها فجأة بوجه محتقن تخاطبها
بصراحة ايوة يا سليمة بعتي مرة ولدك لبيت الدهشان وكأن الخطړ بجى منينا طب احنا كنا جصرنا معاها مثلا ولا عيالنا مفهمش راجل تتحط في كنفه ويجدر يحميها
بلاش كلامك دا يا هويدا عشان منزعلش 
هتفت بها توقفها قبل ان تسترسل بما يزعجها ثم سحبت دفعه من الهواء بصدرها قبل تطرده حتى تتمالك في الرد
نادية ومعتز جعدتهم هناك احسن محدش عارف اللي جاي ايه ولدك وواد اختك الاتنين مفيش رجالة لكن انا مستريحة في بعدهم عني 
ضاقت عيني الأخرى لتطالعها بارتياب سائلة
جصدك ايه يا سليمة مخبية ايه تاني عني يا بت عمي
هتفت مرددة خلفها
باستنكار
مش محتاجة اخبي عنك يا هويدا لأن انا عارفة ومتأكدة ان اخوكي مش هيسكت لأن لو هو سكت العجربة اللي معاه مش هتسيبه يسكت
صاحت هويدا بانفعال 
يعني هيعمل ايه تاني كمان هو ليه عين
ردت بتسامة ساخرة خلت من أي عبث
دا على اساس انه ببختشي يعني ولا هتغيب عنه الحيلة ياللا بجى يعمل ما بداله
اقتربت منه تخطو أطراف اصابعها وقد كان جالسا في نفس المكان الذي اصبح ينفرد به وحده في الحديقة ولكن هذه المرة يدندن بالغناء بمزاج رائق أذهلها حتى استبد بها الفضول تفاجئه من خلفه
جاعد لوحدك بتغني تجول ايه يا عندليب 
بسم الله الرحمن الرحيم  
تمتم بها متعوذا بإجفال جعلها تنطلق في الضحك مقهقة غير قادرة على التوقف وظل يناظرها بغيظ رغم ابتهاجه بصوت ضحكتها المميز ليعلق مدعي الڠضب
خلاص يا ختي ماسورة الضحك فتحت عندك ومش جادرة تجفلي 
أومأت برأسها بضحك توافقه
بصراحة ايوة اصل خضة الكبير ليها طعم تاني برضك 
اصابته العدوي ليشاركها على غير ارداته حتى اجفلا الاثنان على قول عارف
تاني برضوا ! بسم الله ما شاء الله عليكم انا خاېف احسدكم والله 
تصدج صح الله أكبر في عنيك ما بتجيش غير في الوجت المناسب طب نجي وجت اما يكون ناجي جاعد 
قالها غازي بانفعال خرج كمزحة ضحك عليها عارف قبل ان ينضم معه على أحد المقاعد أسفل المظلة 
وكالعادة انسحبت من أمامهم نحو وجهتها ولكنها هذه المرة اتخذت طريقها نحو الاستراحة ټخطف انظار شقيقها الذي ظل متابعا حتى انفتح الباب فلمح طيف
معذبته سريعا قبل تغلق الباب عليهما وقلبه يرفرف بلهفة يشتاق لإشباع عينيه من رؤيتها حتى يرتوي الظمأن بعد سنين عجاف 
انتبه فجأة نحو الرأس الممتدة بجواره ليعلق بحنق
خبر ايه يا عارف هو انت استحليت المجية هنا ياك
ضحك الاخير يجيبه ببساطة
ما انت كمان لزجت هنا وعجبك الجو يعني هي جعدتي اللي هتعمل مشكلة
اممم
زام بفمه وامتعضت ملامح وجهه ليرد بابتسامة صفراء 
انا جولت من الاول فيلم الحب وعڈابه ده واجف عليا بخسارة منور يا عارف 
ينبع
الفصل الثالث عشر
سلطان القلوب حين يقرر لا ينتظر أسباب 
يحكم بما يهواه حتى لو ضد رغبة صاحبه 
أعمى عن عيوب معشوقه مهما بلغت 
جامح عن الحكمة وتحكمات العقل 
غافل عن قصد 
جاهل رغم علمه 
لا يسمع إلا ما يريده
يسير بلا بوصلة توجهه نحو الطريق السليم 
فلا سلام ولا أمان حين يتملك
وشقي هو من يعارضه! 
بنت_الجنوب
خرج من باب منزله صباحا وعينيه منصبه نحو باب الاستراحة يزفر انفاس متتاليه بضجر وقد مل من استمرار انغلاقه أمامه مل من اختفاءها بالداخل 
كم مر عليه من الأيام منذ مجيئها لا يعلم ولم يعد يحسب كل ما يذكره هو عدد التقاط عينيه لطيفها عدد المرات القليلة له بلقاءها صدفة حينما يسعده الحظ اذا رأها مع شقيقته أو جدته في حديقة المنزل والتي لا تخرج إلا حينما تبحث عن ولدها 
قاسېة هي ان تكون بجواره وهو محروم من إشباع انظاره من حسنها خجلها الشديد الذي يمنعها من الحديث معه 
أصبح نقمة عليه يريدها يريدها 
برغم من التماسه العذر لها إلا أنه يستنكر هذه العزلة المقصودة منها 
توقف ليسند بظهره على جذع أحد الأشجار الضخمة الملتفة بطول السور المحاوط للمنزل يجمح نفسه بصعوبة عن الذهاب ودفع الباب بيده ليراها أو يحثها على الخروج حتى ترى العالم وتكف عن القوقعة التي حبست نفسها بها لو كان يملك الحق لفعلها ولم يتأخر لحظة 
رايحة فين يا روح
سأل شقيقته يوقفها من وسط المسافة بعد أن لمحها على وشك الخروج من الباب الخارجي زوت ما بين حاجبيها باستغراب تام لوقفته الغريبة ثم ما لبثت ان تغير طريقها حتى وصلت اليه لتسأله بفضول وابتسامة مشاكسة
ايه يا كبيرنا جاعد واجف جمب الشجر المرة الجاية هلاجيك فوج السور 
زجرها محذرا
روح 
زاد اتساع ابتسامتها لتردف بمزاح
بهزر معاك يا كبيرنا وه انت مبتحبش الهزار 
لا مبحبش الهزار 
ردد بها بملامح ممتعضة وشعوره بالغيظ من نظرتها الكاشفة له يزيده حنقا
ماتبطلي يا بت بصتك الباردة وردي ع السؤال جوليلي رايحة فين
لم يؤثر بها صيحته بل زادتها ابتهاجا داخلها حتى لم تقوى على كبت ضحكتها لتتماسك اخيرا أمام احتداد ابصاره نحوها
خلاص يا عم متزعلش جوي كدة ع العموم يا سيدي انا رايحة البوسطة اخد طرد الشحن بتاع الكتب اللي كنت طالباها جريب 
زفرة ضعيفة خرجت منه تعبر عن سأم يكتمه بداخله ف أمرها الذي طال اصبح يثقل كاهله حتى كره هذه الكتب التي تسرقها عن عالمها والواقع الذي يعيشون يراوده شعور أحمق ان إسرافها في الخيال هو المتسبب الأساسي في تمردها 
وهي الذكية لم تغفل عن تبدل ملامحه وما يرواد عقله من أفكار وهواجس لذلك تابعت
غازي يا دهشان انا قارية كل اللي بيدور في دماغك دلوك شيل من مخك الافكار دي انا مش
مراهقة ولا عيلة صغيرة عشان انجر ورا الاحلام ومعرفش احدد هدفي وبلاش نعيد ونزيد في كلام احنا حفظناه انت ادعيلي بس ربنا يفك عجدتي 
امين يارب ان شالله عن جريب 
تضرع بها رافعا كفيه إلى السماء تمتمت هي ايضا خلفه لتهم أن تغادر وقبل ان تستدير بجسدها اوقفها مرة أخرى
استني يا بت هي طارت على مشوار البوسطة 
طالعته باستفسار اجاب عنه حاسما أمره
انا عايز اكلمك في موضوع  
موضوع ايه
أجلى حلقه يجسر نفسه حتى لا يتردد امام طلبه منها
انا كنت عايز اكلمك في موضوع نادية  
مالها نادية ليكون حصل حاجة عفشة لا قدر الله من ناس جوزها 
تسائلت قاطبة وقد زادها توجسا داخلها خشية حدوث شيء لا تعلمه سرعان ما صحح لها
لا يا ستي متجلجيش الحمد لله مفيش حاجة انا بتكلم على حبستها  
حبستها! 
أيوة حبستها يا روح من ساعة ما جات وهي جافلة عليها باب الاستراحة مبتطلعش غير نادر جوي لا بتاجي عندنا تسلم على جدتي ولا تجعد معاكي خبر ايه دا لولا ان بشوف ولدها في الجنينة احيانا مع البنات بيلعبوا لكنت افتكرتها مشت من زمان 
غزى محياها ابتسامة لطيفة لفراسته في الانتباه لهذا الأمر لكن سرعان ما تجمدت لتفهمها الجيد لرغبة الأخيرة في عدم الاحتكاك المباشر بالأسرة وزوجته الكارهة لها من الأساس أو شقيقها الذي اتخذها حجة منذ مجيئها ليأتي كل يوم من أجل التواصل معاها
مالك متنحة ليه ما تردي يا بت ع الكلام اللي بجوله 
استجابت تجيبه هذه المرة بتحفظ كعادتها
يعني يا واد ابوي هي برضك لساها مستحية ف انا من رأيي انها تبجى براحتها 
تبجى براحتها كيف
قاطعها بانفعال آثار دهشتها متابعا بما يشبه التعنيف
ميبجاش مخك ضلم يعني احنا جايبنها
من بيت ابوها عشان نحبسها دا بدل ما تطليعها تشم هوا وتكسبي فيها ثواب 
يا عم ما هي مش محپوسة والله 
كيف يعني
ردت بابتسامة مستترة تستمع برد فعله الحانق منها
انت مبتشوفناش عشان انا ونادية كل جعداتنا مع بعض في حوش البيت اللي ورا بنحكي براحتنا بعيد عن الدوشة والناس اللي داخلة طالعة على بيتنا دا غير ان ولدها اساسا بيحب البهايم والحصنة الصغيرة 
تجمد بأعين متوسعة يطالعها صامتا باستدراك متأخر وقد اكتشف الان حجم غباءه المتكرر في تضيع الفرص معها 
زادت التسلية في قول شقيقته قبل أن تستأذنه وتذهب
طب انا كدة امشي عاد يا واد ابوي اديك اطمنت اني جايمة بالواجب مع بت عمي الغلبانة سلام 
تطلع في أثرها يكظم غيظه في الفتك بها الملعۏنة التي أصبح كالكتاب المفتوح مكشوف امامها وهي تدرك جيدا وتستمع بذلك 
زفر مغمغما في نعت نفسه بالمغفل وقد أهدر مزيدا من الوقت حتى وهي في القرب منه 
هم ليغادر هو الاخر نحو أعماله التي لا حصر لها ولكنه انتبه على الصوت القريب ليفاجأ بها أمامه مباشرة تخرج من مخبأها وخلفها والدتها تتحدث معها ويبدو من ملابسهم انهم في طريقهم إلى موعد هام في الخارج 
لم يتردد دقيقة في التفكير حتى أصبح أمامهم
صباح الخير يا جماعة معتز باشا 
تناول الطفل يجفلها برفعه إليه وتقبيله كالعادة ردت التحية بصوت خفيض غطى عليه صوت والدتها التي قابلته بحديثها العفوي
صباح الورد والهنا على كبير العيلة والبلد كلها  
الله يحفظك يا خالة ايه امال مجلتوش يعني انكم طالعين 
لاح على وجهها استنكار كبتنه بصعوبة تاركة لوالدتها مهمة الرد عليه 
ما احنا كمان مكناش عاملين حسابنا دي جات كدة فجأة اصل جد المرحوم حجازي عبد المعطي الدهشوري بيجولوا عليه فاج شوية وطالب يشوف نادية وولدها ربنا يشفي عنه يارب أو يلطف بيه ويرحمه بنته هويدا اتصلت بينا وبلغتنا بكدة 
طالعها بغيظ شديد لتعمدها عدم الرد عليه حتى والاعتراض يعلو قسماتها تتهرب من النظر اليه بقصد واضح أن تجعله على نفس المساحة من البعد دون تقدم ولكنه لن يأئس
عاد إلى جليلة بتشكيك ورفض تام
وانتوا إش عرفكم انها صادجة ما يمكن دي لعبة أنا سمعت عنها المرة دي شكلها مش ساهلة 
وايه اللي يخليها تكدب وهتلعب عليا ليه ما خلاص الحكاية خلصت 
كادت ان تفضحه ابتسامة ملحة لنجاحه في فك الجمود والخروج عن صمتها فواصل بمكره
يا نادية انا مش جصدي حاجة عفشة انا بس اللي شايفة ان الحرص واجب في اي خطوة الواحد ياخدها 
ازدادت توهجا مع انفعالها بوجهه محتجة
حرص ايه بتجولك طالبني بالأسم يعني مينفعش استنى دجيجة تاني عشان محدش ضامن الأعمار 
أيوة يا ولدي ما تخافش ان شاء الله ما انا رايحة معاها برضوا ولا انت مش شايفني اسد
قالتها جليلة بتفكه وجاء رده على قولها ببعض الحرج ومفاجأة للأخرى
لا طبعا يا خالتي انتي تسدي عن الدنيا كلها بس انا برضوا مينفعش أسيب حاجة للظروف 
احتدت عينيها بنظرة خطړة نحوه تنتظر ولو جملة واحدة للمنع منه حتى ټنفجر ضاربة بقراره
عرض الحائط ولكنه علم وعرف بما في نيتها فواصل بعرضه 
انا طبعا لا يمكن امنعكم بس كمان مجدرش اسيبكم تروحوا لوحدكم انا رايح معاكم 
تروح معانا فين هو احنا رايحين نتفسح
هذه المرة كادت أن تخرج ضحكته بدوي صاخب ولكنه تمالك ليردف بحزم حاسما الأمر بسلطلته
انا هخدكم وارجعكم بيدي عن اذنكم اروح اجهز العربية 
قالها وتحرك دون انتظار أخذ الرأي منهما يحمل معه معتز وكأنه كضمان له حتى تمتمت في أثره بذهول
دا مدناش فرصة حتى نجول لا ولا نعترض ياما 
خرجت من مكتب البريد تحمل بيدها مجموعة من الكتب التي طلبتها قبل ذلك عن طريق الشحن وفي طريقها نحو السيارة التي من المفروض أن تقلها إلى المنزل تفاجأت بمن يتكئ عليها بظهره وكأنها أصبحت عادة معه في انتظارها كل ما جاءت هنا 
زفرت تتمتم بالإستغفار قبل أن تقترب وتخاطبه بابتسامة صفراء وتحية مقتضبة
صباح الخير 
بادلها الابتسام ولكن بأخرى مشاكسة يرد
صباح الجمال عوجتي يعني كل ده بتسحبي طرد شحن 
زمت شفتيها تشيح بوجهها للجهة الأخرى تكبح نفسها بصعوبة عن رد غير لائق له فهي ما زالت تحمل له احتراما رغم كل ما حدث 
بتبعدي وشك عني ليه يا روح لدرجادي مش حاملة كلامي 
أطبقت جفنيها پألم فهو لا ينفك أن يذكرها بمعاناته ومعاناتها معه في رغبته بها ورغبته هي في رجل اخر 
ولكن هي من حقها الاختيار وقد دفعت ثمنه باهظا في الإنتظار 
عادت اليه تخاطبه بلهجة ناصحة عله يسمع
يا عارف يا ولد عمي ياريت تاخد بالك ان احنا جاعدين في شارع والعيون كلها مسلطة علينا بلاش حد يفرح فينا ولا يجيب سيرتنا 
رد بوجه جدي خلى من أي عبث تقطر نبرته مرارة ما علق بحلقه منذ سنوات عدة
مين اللي هيفرح فينا ولا يجيب سيرتنا انا عايز اشوف الناس دي واعرفهم مجامهم دا لو في ناس اصلا واخدة بالها من اللي بتلمحي
اليه 
توقف برهة متفرسا ملامحها الهاربة منه وفعلها المقصود من أجل أن يتركها ويرحل 
بلاش تبينها جوي كدة يا بت عمي أنا ماشي وهسيبك تمشي مش هخطفك يعني ولا اعمل اللي بيوزني عليه شيطاني سلام يا روح عارف 
برقت بعيناها تشيعه وهو ذاهب بنظرات حاقدة كلماته الأخيرة زادت من اشتعال الڼار بجوفها لماذا لا يخرجها من عقله لماذا أصر على إفشال زيجته من أجل أن يعود إليها
احتلت مقعدها تطالع الطريق الذي تقطعه السيارة وعقلها يعود لذكريات لم ولم تنمحي من ذهنها حينما زاد بضغطه قبل سنوات حتى جعل غازي يتعاون معه في الإلحاح واستخدام كل الأساليب المؤثرة بها حتى سحب منها موافقة على غير اردتها لتجد نفسها مرتدية لخاتم خطوبته والحكم أصبحت مخطوبة له رغم تشتتها الدائم في تفسير مشاعرها نحو عمر والذي كان صامتا طول الوقت رغم افتضاح نظراته رغم كل افعاله معها حتى تأكدت من ظنها حينما اختفى فجأة بعد ذلك لتعلم من شقيقته انه ظل ملازما الفراش لسبب مجهول جعل الجميع يحتار في علاجه
وبدون تفكير وجدت نفسها ټقتحم المنزل بحجة زيارة صديقتها ورؤية المړيض كواجب عادي في منزلهم البسيط حتى انه كان خاليا من غرفة له تخصه لتجده في فناء الخارجي بجسده الذي ازداد نحولا بصورة أوجعتها جالسا بشرود رجل تخطى السبعين ليس كشاب في سنوات عمره العشرون 
عمر
ألتف إليها بنظرة فارغة منطفئة لم تعهدها منه رغم طول معرفتها به ليطرق رأسه بعد ذلك حتى اقتربت لتسأله بلهفة
إنت عامل ايه دلوكت
كويس والحمد لله 
صوته خرج بخفوت وعيناه حادت عن النظر إليها بتجاهل تام دون اهتمامه المعروف لولا أن اجلستها صديقتها لتضايفها لاتخذت طريقها نحو الخروج جمود جعلها تخرج عن صمتها بجرأة تفاجئه
عمر متخلينيش اظن ان سبب الجلبة دي مش تعب عادي زي اللي نعرفه وليكون حزنت على خطوبتي
حينما ارتفعت رأسه بهذه النظرة المحتدة منه إليها تأكدت من ظنها
طب ولما انت كدة ما اتكلمتش ليه طول عمرك جاعد ساكت عايزانى اجعد رابطة حالي جدام واحد ساكت 
ساكت عشان معاييش 
هتف بها مقاطعا بانفعال اكبر من انفعالها واستطرد بصوت مهزوم
انا واحد جليل الحيلة لا املك المال ولا حتى الأصل اللي يوصلني لبنت السلطان بهد حيلي في الشغل واحط الجرش ع الجرش واعمل جمعيات وفي الاخر تروح في جوازة بت من خواتي ولا عيا ابويا ولا امي يبجى اتكلم بأنه حجة
بس انا مش بت السلطان 
لكن أنا عمر الغلبان
كان هذا اول اعتراف صريح تتلقاه منه ويالها من قسۏة حينما ينال المرء أكبر امانيه في غير وقتها اغرورقت عينيها بالدموع امامه تترجاه ان يتجرأ في التقدم لها وتفسخ هي خطبتها من أجله وستفعل المستحيل من أجل أتمام الأمر ولكنه ابى ورفض بقوة بل واعتبرها دناءة وسوء خلق منه إن أطاعها في ذلك 
لتخرج من منزله محطمة مستسلمة لقدرها في الارتباط
من رجل اخر غير الذي تحبه لكن حكم القلوب كان أكبر من مقدرتها 
وصلنا يا ست هانم 
بتجول حاجة يا عم عبده
تسائلت بذهن مازال عالق في ذكريات مضت وقد غفلت عن توقف السيارة امام منزلهم
أنا هدخل معاكم 
هتف بها فور أن ترجل من سيارته بصحبتهما همت جليلة أن ترحب بقراره ولكن ابنتها سبقتها بالرفض قائلة
بلاش انت تعطل نفسك وروح على مشوارك  
ارتفع حاجبه الأيسر بنظرة خطړة يخبرها بتسلط
ما عنديش مشاوير وحتى لو في انا برضوا لازم اطمن بنفسي ع الراجل التعبان 
الټفت لوالدتها بنظرة راجية تطلب منها العون خشية خروج الأمر عن السيطرة كالمرة السابقة بأن يتشاجر مع سند أو عيسى فهم في نفس الخانة بالنسبة إليه
ولكن جليلة كالعادة خذلتها بموافقتها
وماله يا بتي ما هو كبير ناسه وواجب عليه برضوا الزيارة ولا عايزاهم يجولوا وجف على باب المستشفى ومدخلش 
يالا يا ولدي خلينا نلحجوا بسرعة 
قالتها جليلة تسبقهم في صعود الدرجات الرخامية نحو المدخل حاملة بيدها معتز وظل هو واقفا في انتظارها بنظرة أبلغ من الحديث حتى استلسمت لتلحق بوالدتها وهو خلفها يخطو بحمائية وتحفز لأي فعل 
كما توقعت بمجرد أن وصلت للقسم المقصود انتصبت رؤوس الاثنان عيسى وسند بنظرات ڼارية وتحديج خطړ لهذا الذي وصل أمامهم بعنجهية يتقدم النساء في مصافحة الحاج رحيم وبعض من أبناءه بتجاهل تام لهما والذي رحب به بتقدير قبل أن يصافح نادية ووالدتها بمؤازرة
بارك الله فيك يا ولدي تعبت نفسك 
لا مفيش تعب ولا حاجة احنا بس كنا عايزين نطمن على الحاج عبد المعطي أخباره ايه دلوك
نادية  
صدر الصوت من المرأة العجوز تسبق رد الرجل لتفتح ذراعيها كي تضمها إليها هي وحفيدها والأخرى تبكي إليها باشتياق
تسمر غازي يطالع حنان سکينة والتي كانت تصفها بجدتها وهي تمسح بكفيها على خديها تجفف عنها الدموع باشتياق لا تكذبه العين 
ينتابه الفضول بشدة عن هذه العلاقة التي كانت تحاوطها من عائلة بالكامل تكمل مسيرة اباها في تدليلها حتى الجد الذي استفاق بصعوبة يطلبها بالأسم لرؤيتها يبدوا
ان هذه المرأة خلقت للحب فقط ولا يصح معها غير ذلك 
بعد قليل 
كانت هي بداخل غرفة الرجل وهو ينتظرها في ردهة المشفى يقطعها ذهابا وايابا بسير متباطئ كنمر في انتظار اشارة واحدة فقط للبدء في خوض المعركة والفتك بمن يتربص به يتبادل النظرات الڼارية مع الاثنان عيسى وسند وقد بدا كحاجز بشړي يمنعهما من التواصل معها وحديث الأعين أبلغ من أي حديث 
وفي الداخل
الدموع وحدها هي من كانت سيدة الموقف وهي تدنو من الرجل وتضع قبلتها على جبينه ثم كفه التي كانت تضغط على كفها يطالعها پألم ودموعه هو الاخر كانت المتحدث الرئيسي له في توجيه النظر إليها وإلى طفلها شعور قاټل بالندم يجثم على قلبه الضعيف وقد ظن أنه قد فعل الصالح أما الان وبعد افتقاده لقرة عينه فقلبه المكتوى بڼار الفقد يتمنى ان يعاد الزمن مرة أخرى عله يعيد حسابه او حتى يعود اكثر رافضا أن ينجب من الأساس لا ولد ولا بنت وقد علم الان أن لا مال يدوم ولا بنين تشفع فما بالك لو كانت الذرية نفسها هي سبب الهلاك بفسادها 
خلاص يا جد كفاية دموع انت مش حمل تعب 
عقبت على قولها هويدا الواقفة في ركن الغربة بجوار شقيقتها وسليمة
جوليلو يا بنتي دا من ساعة ما فتح عينه وحس بالدنيا وعينه مبطلتش بكا طب حتى يرحم نفسه 
طمن جلبك يا جد احنا زين والحمد لله والله 
قالتها في محاولة منها لتهدئة الرجل المكلوم فما كان منه سوى أن اشار بكفه بضعف نحو صغيرها لتقربه إليه ليضع على وجنته قبل أن يومئ لها بعينيه التي دمعت أكثر حتى همس بصوت مبحوح بجوار أذنها 
سامحيني يا بتي 
خرجت سليمة تاركة الغرفة بوجوم شارد تفكر في قول عمها الذي اختلى بها قبل الجميع يخبرها رغم تعبه الشديد ببعض الكلمات البسيطة المقتضبة يرشدها نحو الطريق الذي يجب عليها اتباعه الان بدون التقيد بأي بشيء وقد حلها من كل التزام أو وعد يضعفها أو يؤخرها 
ست سليمة  
الټفت نحو هذا الذي هتف بإسمها لتجده امامها يقترب منها بوقار يعرفها بنفسه
انا غازي الدهشان أكيد سمعتي عني أو تعرفيني
بادلته المصافحة ټخطف نظرة سريعة نحو عيسى وسند الغاضبان لتخاطبه بعدم اكتراث
أكيد عارفاك يا ولدي ولو مكنتش عارفاك كنت هرصى برضوا اسيب مرة ولدي وحفيدي في حمايتك 
رفع كفه ېصفع عنقه متمتما لها
دول في رجبتي والله احفظهم بعمري كله يا ست سليمة 
استجابت له بابتسامة ممتنة لفعله يكتنفها بعض الإرتياح لقوله حتى انتبهت على نظرته التي اتجهت خلفها نحو باب الغرفة الذي انفتح لتخرج منه زوجة ابنها وحفيدها وقد انصب تركيزه عليهما 
ضاقت عينيها بتفهم سريع وفراسة ليست غريبة عنها وقد فهمت الان سر الاهتمام الشديد منه
لهما 
بجولك خدهم وراح بيهم مشوار يا ناجي اغنيها ع الربابة عشان تفهم  
صړخت بها عبر الهاتف متخصرة في غرفتها التي اغلفتها عليها لتبتعد عن الجميع وجاء صوته باستهجان
لمي نفسك يا فتنة انا مش ناجص جلة أدبك دي ع المسا يعني هيكون خدها هي وامها ولدها وراح فين يعني يفسحهم مثلا
حد عارف ما يمكن يعملها صح ودا بيهمه حد اصلا واد عامك مفتري ومحدش جادر يلمه 
الله ېخرب بيتك يا شيخة يا بت انتي عايزة تحرجي دمي وبس اجفلي خشمك يا فتنة انا جايلك اصلا اشوف اللي حاصل واشوف خدها وراحوا فين بس انتي امسكي لسانك ده مش عايزين نصايب 
ماشي يا واد ابوي هسكت واعمل نفسي مش واخدة بالي ان شالله حتى يكون بيفسحها ولا يوكلها جيلاتي زي اللي بيجيبوا للبنتة 
إنت وجفت ليه
هتفت متسائلة بدهشة بعد ان اجفلها بتوقفه أمام أحدى المحلات العريقة بالمحافظة لصنع المثلجات وجاء رده بابتسامة بريئة
معلش يا جماعة بس انا متعود انزل هنا دايما كل ما اجي المحافظة اجيب ايس كريم للبنتة لازم ارضيهم أحسن ميدخلونيش البيت 
استجابت جليلة بابتسامة تعقب بعفويتها
وماله يا ولدي ربنا ما يحرمهم من دخلتك عليهم دا البنات دول زينة الدنيا كلها 
اسبل اهدابه عنهما قليلا بصمت قطعه بعد لحظات موجها قوله لهما
طب انا ليا عشم عندكم يا خالة بصراحة بجى انا نفسي ادخل بمعتز خليه يشوف منظر النيل دا في الناحية الورانية من المحل دا حاجة كدة حلو جوي خلوا الواد يشم هوا بدل الحبسة
دلف الى منزله عائدا من دوام عمله بوجوم آثار ريبة زوجته والتي توقفت تطالعه حتى سقط ليجلس على اريكته الخشبية يتلاعب بشعر ذقنه بشرود واضح جعلها تقترب لتحتل مقعدها جواره وتسأله بفضول
مالك يا اخوي داخل كدة ومش داري بالدنيا ايه اللي شاغل بالك
التف إليها يزفر بأنفاس متحشرجة قبل أن يجيبها
ابويا فاج يا شربات كل اللي يشوفني من ساعة ما نزلت من العربية يبشرني بالخبر المهم 
امتعضت ملامحها لترفع طرف شفتها بتهكم صريح 
دا على اساس يعني ان احنا هنتنططوا من الفرحة بفوجته ناس فاضية بالها 
رمقها بنظرة غامضة لم تفممها حتى تسائلت
بتوجس
اوعى تكون زعلان على فوجته لا يا حبيبي اطمن انا سألت وعرفت ابوك ملوش جومة منها تاني ايام معدودة حتى بعد ما فاج دلوك 
زاد غموضه وقد اعتدل مواجها لها بجذعه
وانتي مين جالك اني زعلان على فوجته ولا خاېف لا يبلط فيها
أمال ايه
صدر استفسارها وقد ازدادت حيرتها من جموده قبل أن يصعقها بقوله 
هو شكله صح بيودع بس طالب يشوفني 
وعلى عكس المتوقع اشرق وجهها وتراقصت الأطماع برأسها لتردف له على الفور تبتغي اقناعه
طب ومستني ايه اطلع على طول يا فايز روح شوفه يمكن يكون ربنا هداه وحس بغلطه جايز يصالحك جبل ما يسيب الدنيا ويفارجنا 
هذه المرة توقف صامتا يطالعها للحظات مرت عليها ببطئ شديد تنتظر الرد منه قبل ان يصعقها بقوله
بس انا مش عايز يا شربات عشان عارف نظرته ليا هتبجى ازاي اخاڤ ليتهمني پتهمة انا بريء منها اخاڤ اخد غضبه على شيء ملياش يد فيه 
ابتلعت ريقها وقد فهمت مقصده لتقترب منه وتربت بيدها على ذراعه بدعم ولكن الشغف بالمال جعلها تحاول بسياستها معه
مدام عارف نفسك زين يا اخوي ميهمكش حتى لو كان يعني ما هو اللي ظلمك الاول لما حرمك من حجك في البيت انت مينفعش تجعد وتستنى أكتر من كدة دي حتى تبجى عيية في حجك دي الناس اللي راحة جاية ع المستشفى اللي هو فيها من ساعة ما اتشاع الخبر انه فاج يبجى انت اللي هتجعد عشان يسألوا ولده فين
اعتلي ثغره ابتسامة مستخفة معقبا على قوله
لا اطمني يا اختي محدش هيسأل هو في حد طايجني فيها العيلة المخروبة دي عشان يسأل ولا يطمن عليا
عوجت شفتيها على جانب واحد تكظم غيظها من سلبيته المفرطة في التحرك نحو شيء تظن فيه المصلحة حتى تسائلت بيأس
طب وبعدين يعني انت دلوك قررت ايه هتروح تشوفه ولا هتجعد
دارت عينيها في الأجواء الهادئة حولها مشهد النيل من خلف الحاجز الزجاجي الرقي المبالغ فيه لهذا المكان الذي لأول مرة تطئه بقدميها لا تصدق أنها استجابت لإلحاحه كيف لها ان تطيع والدتها وتترجل معهما لماذا أتى من الأصل معهما
أنا عايزة امشي ياما 
هتفت بها تجفل جليلة من شرودها هي الأخرى مستنكرة هذا الأنبهار الذي يعلو قسماتها والتي قطبت حبينها تسألها باستغراب
بسم الله الرحمن الرحيم تمشي فين يا بتي والراجل لسة مجاش بالواد اساسا
احتدت نبرتها في الرد عليها
ما هو انتي السبب ياما مكانش لازم توافجي ابدا على النزلة هنا ولا كنا رضينا بأنه ياخد الواد يفرجه ع المكان هو احنا جاين في ايه ولا ايه بس
حاولت
المرأة امتصاص ڠضبها تخاطبها بمهادنة ولهجة هادئة
يا بتي ما يبجاش عجلك متربس هو احنا عرضنا عليه من الاساس ولا جولنا ما انتي شوفتي بنفسك الراجل هو اللي مكلف نفسه ورابط حاله معانا دا كفاية نزلته المحافظة والمشوار اللي واخده معانا من الصبح انا استحيت يا بتي اكسفه ولا اجوله سيب الواد تيجي كيف دي بس
ع الاجل كنا جعدنا نستناه في العربية ياما مالنا احنا بالمسخرة دي واماكن الناس الغنية دي 
تمتمت بها تتابع بضجر لتلتف برأسها للأمام وكأنها تحدث نفسها
انا جولت اجعد في بيتي احسن لا اطلع ولا اخش هو انا ناجصة كلام ولا حديت
مساء الخير يا فندم 
القت الفتاة النادلة بالتحية الروتينية قبل أن تفاجئ الاثنان بعدد من الكاسات امتلأت على اخرها بقطع الفاكهة التي امتزجت مع الأطعمة المختلفة حتى بدت كلوحة فنيه تغري كل من يراها 
لكن وفي ظل انبهار جليلة هتفت هي بالفتاة توقفها قبل أن تتحرك
إيه اللي انتي جايباه ده احنا مطلبناش الحاجات دي  
بس البيه طلب 
رددت بها الفتاة تشير بذقنها نحوه وقد كان اتيا بصحبة معتز تسمرت هي لعدة لحظات ترمق صغيرها الذي كان يمرح بيد المذكور ممسكا بيده عدد من البالونات الطائرة وأشكال العاب مختلفة حتى اذا وصل إليهما ارتفعت رأسها اليه بنظرة تعبر عن احتجاج على وشك البزوغ استطاع منعه من بدايته بقوله
معلش يا جماعة بس انا حالف بيني وبين نفسي ما احط معلجة في حنكي غير بعد اما انتوا تشاركوني العزومة البسيطة دي رغم اني ھموت عليه 
بعد الشړ عليك يا ولدي ليه بتجول كدة
هتفت بها جليلة على الفور بعفوية كادت أن تجلط ابنتها على عكس السعادة التي توغلت بقلبه هو وها قد وجد له حيلة جديدة معها 
وفي مكان اخر 
دلفت جميلة داخل المنزل الجديد والذي تم بناءه على مدار سنوات وها قد اقترب الميعاد المنتظر بالأنتهاء من تشطيبه حتى يعود بعدها الغائب من غربته التي اقتطعت منه أجمل سنوات العمر من أجل الوصول لهدفه
هي دي شجة اخوكي يا خالة جميلة
هتفت من خلفها تجول بأنظارها داخل المنزل بانبهار شديد جعل جميلة تلتف إليها بابتسامة رائقة 
أيوة يا هدير هي دي شجة اخويا هي الأحلى بجى ولا شجة واد خالتك عابدين اللي عايز يتجوزك
شهقت هدير رافعة طرف شفتها باستنكار طريف
عابدين مين ده
كمان اللي اتجوزوا هي ناجصة مرض يا خالة جميلة سيبك من سيرة الزفت المخبل ده وخلينا في الفرح الحلو انا سمعاكي بتجولي لامي ان اخوكي جربت رجعته وهتجوزوه على طول اول ما ينزل 
تمتمت جميلة رافعة كفيها للسماء بتضرع
ان شا الله يارب ادعيلنا بالتساهيل يا بتي نفسنا بجى نغمض عنينيا ونفتحها نلاجيه متجوز وفي حضڼ عروسته ھنموت والله ع اليوم ده 
بعد الشړ يا خالتي شالله يا رب يفرحكم بيه عن جريب 
قالتها ثم التمعت عينيها بفضول سائلة
طب انتوا كدة بتدوروا على عروسة ولا هو خاطب من هناك
ردت جميلة بعدم انتباه وهي تخلع عنها جلبابها الأسود 
لتظل بالعباءة البيتية قبل البدء في التنظيف
لا يا ختي لا خاطبين ولا بندور على عروسة لما يجي هو يعدلها ربنا 
كيف يعني دا انتي بنفسك بتجولي العمر سرجه ويدوب تفرحوا بيه يعني حجه عليكم ينزل يلاجي العروسة مستنياه 
ضحكت جميلة تتوقف عما تفعله لتتلاعب بها بتسلية 
لا ما احنا مش ناصحين زيك ولا زي امك يا ست هدير عشان ندورو ع العروسة اللي تستناه 
استقامت الاخيرة لتفرد ظهرها أمامها ثم تردف بلهفة وتفاجأها
وتدوري ليه ولا تتعبي جلبك ما العروسة جدامك اها ولا انا معجبكيش
تسمرت جميلة تطالعها بذهول سرعان ما تحول لضحكة رنانة في قلب الشقة الخالية قبل ان تزجرها ضاحكة
عروسة في عينك اللي تاكي فرسة تفرسك امشي يابت انجري على أي حتة غيري عبايتك عشان نمسحوا الشقة ونروجها امشي 
ركضت هدير امامها تتخفى داخل احدى الغرف باستجابة لمزاحها بعد أن هددتها بعصى المقشة الخشبية لتتمتم من خلفها جميلة
جال تتجوزوا جال دا كان خلف واحدة من عمرك يا مضړوبة الډم 
يتبع
الفصل الرابع عشر
وإن سألوك عن قلبي
فقل لهم لم أهجره 
ولكني اخترت الإبتعاد بعد الخصام
فالهجر طريق لا رجعة فيه 
اما الخصام فهو سنة المحبين 
أن تبتعد بمسافة يكن هناك فرصة للعتاب  
وعتاب الأحباب ما أجمله فهو المقدمة للصلح
بنت_الجنوب
بثقة كاذبة وتحدي احمق كان يخطو قاطعا الردهة في المشفى نحو الغرفة المقصودة امام انظار الشباب اولاد شقيقاته وبعض من رجال العائلة يقابل نظراتهما الڼارية بأخرى غير مبالية ناقلا أبصاره نحو الحاج رحيم الذي بدا جليا انه من يلجم الأولا عن التهجم عليه او الشجار معه 
بعد أن استجاب اخيرا لدعوته بأن يزور والده الذي كان مصرا على رؤيته والاخر تقاعس لعدد من الايام حتى أتى اليوم ليقابل بمقت يتوقعه 
تخطى حتى اقترب من النساء الاتي اتخذت ركنا لها وحدها بجوار الغرفة
أماء بطرف ذقنه نحو والدته كتحية باردة تلقتها المرأة بجمود وعدم اهتمام لم يؤثر فيه حتى التقت عيناه بشقيقاته الكارهات ثم زوجته المصون ليختصها بنظرات متوعدة على ملامحه المشتدة قابلتها بأخرى غير مكترثة على الإطلاق ليدور حديث الأعين السريع ناشرا ذبذبات غاضبة في الأجواء لم يقطعه سوى بعد أن فتح باب غرفة أبيه ليفصل بينها وبينه بعد الدخول الى الرجل 
توك ما جاي تشوفني يا فايز 
خرج الصوت الضعيف من صاحبه فور أن وقعت عينيه عليه معه بداخل الغرفة 
اقترب الاخير مبررا رغم تردده الواضح أمامه
معلش بجى ما انت عارف الدنيا ومشاغلها اللي بتعطل الواحد ڠصب عنه ع العموم انا كنت بطمن عليك من الرجالة وعم رحيم 
كڈب ليس له أي معنى على الإطلاق نظرا لحالة الرجل الخطړة واقترابه من لقاء ربه 
وصل الى فايز ما يفكر به أباه جيدا من صمت ملامحه الساكنة ونظرات الخيبة التي كان يرمقه بها لتزيد من اشتعاله حتى اڼفجر به
بتبصلي كدة ليه مش انت اللي جيبت الكرهة ما بينا لما بديت عليا ولدي وكتبت البيت بإسمه على حياة عينك طب اهو ماټ وانا ورثت فيه بس برضوا مش حجي بالكامل عشان انا حجي كبير يجي نص البيت البيت اللي اكتشف ان اللي لينا في شريك المحروسة بت اخوك اللي طول عمرك مجدمها على ولدك تطلع كمان مورثها لوحدها هي وولدها فاضل ايه تاني ليكون كمان كتبت الارض الله في سماه ما هتكلم المرة دي غير بسلاحي ما هي مش كل مرة هسكت واحط مركوب في خشمي 
ويعني انت فعلا سكت يا فايز
بلهجة هادئة مناقضة تماما للعاصفة الفائتة من ابنه التمعت أعين عبد المعطي بدموع محتجزة تنتظر الاشارة للهطول ليتابع له بصوت مبحوح
أنا عارف اني غلطت معاك يا ولدي غلطي كان كبير جوي من وجت ما طلعت ع الدنيا وانا بغطي والم وراك جلعتك لحد ما خيبتك طلعتك ع الأنانية وحب النفس لحد ما عميت عن الصح وعن حجوج الناس انا الغلطان يا ولدي عشان سيبتك لشياطينك وحطيت أملي في الزرعة الجديدة لحد اما كبرت واخضرت وطرحت أحلى أمل في عيوني ونسيت ان الثمرة الزينة ما بتجعدتش على عودها بتتخطف جبل أوانها من حلاوتها اااه يا حجازي 
لم يتحمل فايز حتى ضړب بقبضته على الجدار الأبيض جواره بغيظ شديد ينهره
ما كفاية بجى وارحمني هو انت هتذلني بيه هو حي وهو مېت انا تعبت منك
ومن ظلمك مش ناوي بجى تريحني وتبطل 
لساك جلبك جاحد على ضناك يا فايز حتى بعد ما راح لرب كريم
استشاط ڠضبا فوق الڠضب فوالده العزيز حتى على فراش المۏت مصرا پعنف على التقليل منه وهذا ما كان السبب الرئيسي في الشقاق بينه وبين ابنه الراحل ارتفعت رأسه مجفلا على سؤاله المباشر
عرفت اللي اتسبب في مۏت ولدك يا فايز
وهكون عرفت منين متفج معاه مثلا
هدر بها فاقدا المتبقي من أعصابه فقد كان متوقعا الشك منه وهذا ما اخره على المجيء لكن والده كان مصرا على إخراج ما في قلبه
لا يا ولدي مش متفج معاه بس هو متفج عليك دور ع المستفيد وهتلاجيه مرتبط بيك وجف شيطانك شوية عشان تفتح وتشوف صح احذر شړ نفسك عشان ندمك هيبجى واعر وكبير جوي
تابع عبد المعطي وهو يراه يشيح بوجهه للناحية الأخرى برغبة واضحة في اظهار الرفض والسأم من القول المتكرر
عدوك من نفسك وان كنت سادد ودانك عن كلامي دلوك بكرة الزمن هيخليك تعرفه زين لما تتزاح الغشاوة عن عينك بتمنى ساعتها ان ربنا يخفف عنك من عڈاب الندم حكم دا واعر وشديد جوي ع النفس
القصب القصب القصب عايز مية يا واد
محلاكي يا بت يا بيضة لما العريس يخش  
يلقاكي بيضة بيضة ومنوراله الوش
داخل يديكي جنية طالع يديكي جنية
نازل يديكي جنية على عوجة البورية
في الأوضة البحرية 
توقفت أم أيمن لتصدح بضحكة مجلجلة ومعها السيدات الاتي يقرطفن معها أكوام من اوراق الملوخية والتي يتم جز أعوادها في هذا الموسم قبل ان يجففنها حتى يتم تخزينها بعد ذلك باختلاف عن باقي المحاصيل التي يتم حصدها في الأرض
ام أيمن والعديد من السيدات يأتين هنا بمساعدة العاملات في المنزل ومشاركة لروح التي تحب جلساتهن والمزاح منهن حتى أنها أتت برفيقتها الجديدة نادية لتأخذ حصتها من المرح مع النساء الاتي لا تكف عن الثرثرة في المواضيع المختلفة مستغلين ألامان بالإختلاء مع أنفسهن في هذا الجزء الخالي من المنزل في الخلف فلا أحد يسمع الحديث ولا احد يملك التعليق على محتوى ما تتلفظ به ألسنتهن 
يردفن بحكايات قديمة وجديدة ووقحة في بعض الأحيان تكن تسلية لهن كالتعليق البذيء الذي صدر من أحداهن الان تعقيبا على معنى الاغنيه المقصود من أم أيمن 
بس بس بس يا أم أيمن راعي ان معانا آنسة حرام عليكي 
هتفت
بها نادية في محاولة يائسة منها لإثناء المرأة الجريئة عن الغوص في نقاشها المنحرف رغم ضحكاتها ولون بشرتها التي أصبحت تماثل ثمار الطماطم في حمرتها 
تلقت المرأة نقدها بنظرة خبيثة نحو روح التي كانت تخبئ بكفها على عينيها لتشاكسها
طب وفيها ايه لما تعرف خليها تتعلم دا حتى العلام بفلوس اليومين دول 
رفعت لها الأخيرة رأسها ترد مقهقهة بعدم مقدرة على التوقف
عندك حج يا أم أيمن وانتي بصراحة استاذة 
قالتها روح لتصدح ضحكات النساء مرة أخرى والتلميحات الغير بريئة على الإطلاق من عدة افواه 
غافلين بشكل تام عمن كان متابعا لهم عبر نافذة إحدى الغرف المطلة على الجهة الخلفية للمنزل الكبير من خلف الستار المعتم لا يصدق ما تراه عينيه ساحرته التي نزعت عنها اليوم ثوب الحزن والخجل لتضحك وتقهقه بشقاوة على نكات أم أيمن المعروفة بجرأتها وهو بالفعل يخمن مغزى الحديث بدون ان يسمع 
كانت شهية بشكل موجع تميل على شقيقته بغمزات مفهومة تعقيبا على قول المرأة بخجل فتيات في عمر المراهقة 
لقد تضخم قلبه بالفرح من أجلها حتى أصبح يضحك معهما بدون ان يشعر فلم يغلق ثغره إلا حينما اجفل على انتفاضهن ناهضات بفزع نحو جهة الأطفال من الناحية الأخرى يبدوا حدوث أمر ما هناك 
ضمت اليها طفلها بقلب ملتاع لصراخه المټألم تدلك على ظهر كفه والرسغ حتى المرفق وقد تشكلت علامة حمراء كخط كبير على الجلد الناعم بعد تلقية ضړبة قوية بأحد أعواد الملوخية القاسېة 
كدة برضوا يا شروق دي عاملة تعمليها اروح انده لابوكي دلوك يأدبك عليها دي 
صاحت بها روح موبخة نحو ابنة شقيقها المتسببة في هذا الأمر للطفل الذي ما زال ېصرخ پألم رغم التدليك المتواصل وغسلها بالماء البارد حتى تخفف عنه 
اعترضت الطفلة المتمردة بوجهها
ما هو اللي زجني عايزانى اسكتله
زجرتها مستنكرة فعلها بلهجة أشد هذه المرة حتى ترتدع هذه الشبيهة بوالدتها
بس يا بت دا انتي أكبر منه وعيب عليكي تردي عليا اصلا اقسم بالله لو ما اعتذرتي لاروح اجول ابوكي وهو يعرف شغله معاكي يا زفتة انتي 
ما خلاص يا روح 
هتفت فتنة وهي تتقدم نوحهن اتية من المخرج الخلفي لتتابع بصوت مشتد
جالتلك الواد زجني يعني شغل عيال وخلصنا على كدة هندخله ليه الكبار كمان فضيها بجى 
رددت خلفها باستهجان ترفض التدخل منها في أمر كهذا
افضها كيف البت لازم تتعلم عشان ما تعيدهاش تاني جملي انتي نفسك اللحضة دي بتك مش هتخس لما تعتذر 
بإصرار أشد نقلت بأنظارها نحو التي ما زالت تهون عن طفلها موجهة الحديث لها
انا شايفة إنه موضوع ما
يستحجش ولا ايه رأيك يا نادية ما هي كل العيال بټضرب وټضرب 
طالعتها بقوة تنهض مستقيمة تواجهها بصوت مهتز من فرط انفعالها
فعلا كل العيال بټضرب وټضرب بس انا ولدي صغير وحتى لو كبير مش هيقدر يسد ضړبتها عشان هو ضيف والضيف عمره ما يتجرأ على صاحب البيت 
بس ولدك صاحب بيت 
صدح الصوت الجهوري يلفت أنظار الجميع اليه ليتوقف أمامهم بهيئة مرعبة ألجمت الألسنة عن التفوه ببنت شفاه متتابعا بتشديد على كل حرف
انتي ولا ولدك مش ضيوف في بيتك جدك الدهشان انتي وولدك أصحاب بيت ليكم زي اللي لينا بالظبط ودا مش بالكلام لا دا بالفعل 
قالها قبل أن يدنو من ابنته التي التصقت بوالدتها تبتغي منها الدعم ليخاطبها بلهجة هادئة حازمة صارمة
هتتجدمي من واد عمك فوج راسه وتصالحيه فاهمة
اومأت الصغيرة على الفور بموافقة بدون تردد حتى اقتربت من نادية التي كانت تحمله بيدها ولكن الأخيرة ابت بلهجة مکسورة انغرز نصلها بوسط قلبه
لا خلاص مفيش داعي اساسا انا 
قطعت مجفلة پصدمة حينما وجدت يدها فارغة بعدما خطڤ منها ابنها بحركة سريعة ليقربه من الصغيرة التي قبلته فوق رأسه ووجنتيه على الفور تردف بالاعتذار قبل أن يباغتها بأمره
أدبا ليكي هتطلعي فوج تلعبي لوحدك في أؤضتك ولو اتكرر ضړبك تاني هضربك انا بداله اطلعي ياللا 
بصيحته الأخيرة انتفضت تركض من امامهم بفزع منه ومن عقابه حتى صړخت بوجهه زوجته باستنكار
خبر ايه حصل ايه لدا كله 
اخرسي 
خرجت منه ليزجرها بعنين مخيفة يوقفها قبل أن تتمادى وبصوت خاڤت محذر
اطلعي على شجتك يا فتنة 
اطلعي شجتك بجولك لا ميحصلش طيب معاكي 
تابع مرددا الأخيرة بصوت أشد ووعيد عينيه يشتعل من قلب الچحيم حتى جعلها تتقهقهر مجبرة تنصاع لأمره وقد بدا انه على حافة الفتك بها بغضبه الغير مبرر من وجهة نظرها غير مبالي بالتقليل منها أمام النساء 
بحرج شديد خرج صوت نادية وعينيها نحو طفلها الذي ما زال محمولا على ساعده 
مكانش له لزوم لكل اللي حصل هو كان لعب عيال صح زي ما جالت تعالى يا حبيبي 
وجهت الأخيرة نحو صغيرها الذي ابعده هو على الفور من أمامها يرد بلهجة حازمة 
الواد هيجعد معايا شوية عايز اصالحه سبيه 
قالها وتحرك ذاهبا
به من امامها وامام شقيقته التي هونت عليها بابتسامة مطمئنة
يا ساتر يا رب دا أكيد نكد بعد الضحك الكتير بسببك يا أم أيمن امسكي لسانك ده شوية يا مرة 
تفوهت بها إحدى النساء لتعيدهم للأجواء السابقة وكالعادة لم تسلم من رد وقح من ام أيمن جعل الضحكات تصدح من جديد حتى استجابت على غير ارادتها للضحك مرة أخرى معهم 
بداخل مطبخها وقد استمعت لصوت بناتها المهلل بعودة اباهم من الخارج جففت يدها من جلي الأطباق حتى تخرج إليه مسرعة كي تسأله عما حدث في زيارته لإبيه
عملت إيه يا فايز
هتفت بها بلهفة فور أن خرجت الى صالة المنزل ولكنها لم تجد أمامها سوى بناتها الاتي كنا جالستين امام التلفاز
أبوكم فين يا بت انا سمعاكم بتكلموه 
ابويا دخل على طول ومعبرناش ياما 
أجابت بها اصغر أبناءها رغد لتضيف على قولها شقيقتها الأكبر إسراء
أيوة ياما دا حتى راح على اؤضته على طول 
راح على اؤضته على طول 
غمغمت تردد بها وهي ترتد بأقدامها لتغير اتجاهاها نحو الغرفة
فايز انت جاعد كدة بتعمل ايه 
توقفت الكلمات على فمها بعدما انتبهت على هذا الوجوم الذي يعتلي قسماته ونظرة غريبة رمقها بها قبل ان يعود لشروده نحو نقطة ما في الفراغ 
ابتعلت بتوتر لتجلس جواره على طرف التخت تمسح بكفها على كتف ذراعه تخاطبه بنعومة
إيه مالك يا راجل وشك مجلوب ولا كانك جاي من عزا 
احتدت نظرة خاطفة منه لها زادت من توجسها لتعيد المحاولة بتردد
خبر ايه يا فايز بهزر معاك مالك كدة مبوم ليه
اجلى حلقه ينظفه مما علق به قبل ان يخرج صوته اليها
اطلعي من الاوضة دلوك يا شربات عشان انا عايز انام 
دمدمت بدهشة وعدم استيعاب 
وه تنام كيف يا راجل دي الساعة مجادش احداشر الضهر حتى نوم ايه ده
حداشر ولا سبع تاشر بجولك عايز انام مصدع جومي ياللا مش ناجص ۏجع مخ 
بصيحته الأخيرة انتفضت ناهضة على الفور تردد بمهادنة لتجنب غضبه
خلاص يا خوي براحتك انا بس كنت مستعجبة
تابعت وهي تتحرك للخروج
هروح اخلص اللي في يدي وهنبه ع البنتة يوطوا التلفزون عشان انت تنام وتريح جتتك زين ما انت أكيد تعبان 
ظل على صمته حتى خرجت ويدها فوق مقبض لترمق ظهره المنحنى بنظرة فاحصة تخاطب نفسها بالتريث حتى تعرف منه كل شيء في وقت آخر وليس اليوم فهيئته لا تسمح بالنقاش أو الإلحاح 
رفعت رأسها لتعتدل مستقيمة بعد ان انهت غسل يديها من صنبور المياه الموجود في الجزء الفاصل بين الحظائر والفناء ألخلفي والذي يبدوا كغرفة ضخمة مخصصة لتخزين الأدوات الزراعية وأشياء أخرى
تفاجأت بها واقفة متكتفة الذراعين أمامها بتحفز تتفوه بحديث يبدوا عادي ولكن اشتعال النظرات ولغة الجسد لا تخفى على الرائي 
يعجبك
اللي حصل دا يا نادية ان كان يعجبك انا مش هتكلم  
تسائلت قاطبة باستفسار لهذه المراوغة المتعمدة منها
يعجبني ايه انا مطلبتش من جوزك انه يدخل اساسا يعني الكلام ده تتحاسبوا انتوا الاتنين مع بعض عليه 
انتي مطلتبيش بس هو عمل كدة لما شاف اللمة وعمايل روح مع البت الصغيرة لما استعندتها ما هو لو كنتوا فوتوا انتوا الاتنين من الأول والامر عدى على خير مكنتش انا هخش عشان الم الدنيا ويجي هو يفهمنا غلط ويهزجني جدامكم وجدام الحريم الشغالة عندي 
وجفي عندك يا فتنة 
صاحت بها كرد طبيعي على الھجوم المباغت الذي تلقاه لتزفز قليلا تلتقط انفاسها قبل ان ترد بتفنيد لها
أولا ولتاني مرة انا بجولك احنا مطلبناش من جوزك يتدخل وحكاية اللمة ولا اللي عملته روح انا مليش دخل بيه ثم كمان لو ع الحريم اللي بتتكلمي عليها دول ما هماش شغالين في بيتك عشان يتجال انهم شغالين عندك 
انتي هتطلعيني من الموضوع الأساسي وتدخليني في كلام فاضي ما تفهمي انا غرضي ايه
هذه المرة كانت النبرة عدائية منها بامتياز ولولا تدخل روح التي أتت اخيرا لا تعلم كيف كانت سترد على وقاحتها
في ايه يا فتنة انتي جاية هنا كمان تزعجي
سمعت منها الأخيرة لټضرب كفا بالاخر متمتمة لها باستنكار وحنق
لا إله إلا الله هو انتي حد كان وكلك عنها محامي يا ست روح ولا يمكن شيفاني بتعرك معاها مثلا عشان تاجي وتحشري مناخيرك وسطينا 
اعتلى الذهول ملامحها لتردف لها بعدم استيعاب
يعني كل اللي انتي بتعمليه دا يا فتنة والصوت العالي في شرعك يبجى كلام عادي
صدرت شهقة بصوت عالي من فتنة في استعداد للشجار الفعلي لحقت عليه نادية سريعا رغم صډمتها لتقبض بكفها على مرفق الأخرى متمتمة بحزم لتنهي الامر
خلاص يا جماعة الله يخليكم فوضوها ياللا يا روح خليني اعدي  
قالت الأخيرة حينما وجدت منهن الصمت ولكنها وقبل ان تتحرك خطوتين اوقفتها فتنة بقولها
الا جوليلي صح يا نادية هو جوزي المرة اللي فاتت لما جاب الجيلاتي للبنات
دخل المحل لوحده يجيب الطلبات المخصوصة دي ولا يكون سابكم في العربية لوحديكم حجة دي تبجى جلة زوج منه 
بهتت وكأن دلوا من الماء البارد تدلى فوقها وأغرقها بالكامل نظرة الاتهام وسوء النية كان واضحا كضوء الشمس في نبرتها وقبل ان تبحث لها عن رد يحفظ ماء وجهها تدخلت روح لتنقذها
تصدجي يا فتنة جوزك عنده حج في كل اللي بيعمله معاكي انتي فعلا تستهلي أي فعل منه ملكيش غير الشدة يا بت عمي اتحركي يا نادية خلينا نمشي مش ناجصين مرض ولا ۏجع جلب 
مرض في عينك جليلة الحيا 
غمغمت بها فتنة في مطالعة لأثرهما بعد أن اختفيا من أمامها تتابع بسخط
محد واجع جلبي ولا مطفشني في عيشتي غيرك 
لا تعلم كيف وصلت إلى هنا داخل الاستراحة التي أصبحت مقرها ومخبأها عن العالم عقلها يدور كالرحي بتفكير متواصل بعد ما حدث من الأخرى لقد صعقتها في شك رأته جليا في عينيها حتى لو ادعت بلسانها غير ذلك 
كيف دار بها الزمان لتصبح في موضع كهذا وهي التي تغلق بابها عليها منذ صغرها تتجنب جلسات النساء وهمزاتهم ولمزاتهم المعروفة 
تتجنب الاصطدام مع واحدة مثل فتنة او غيرها وكيف لها أن تلومها كيف لها ان تتقبل هذا الوضع بعدما كانت سيدة النساء في منزلها الدافئ اجمل الأزواج واروعهم 
تحركت قدميها نحو الشرفة التي تتوسط الحائط في الصالة الكبيرة لتتطلع نحو الخضرة الممتدة على طول البصر في هذا المكان الذي يبدوا كمملكة محصنة وعالم يدور بداخلها مختلف عن العالم الخارجي 
أبصرت من جهة قريبة الى حد ما صغيرها الذي كان يضحك ملئ شدقيه ووجهه مشرق بفرح غامر وقد اعتلى الحصان بصحبة هذا الرجل الذي يجفلها بحنانه الغريب نحوه يتريض به وسط الخضرة برعاية شديدة ينتابها استغراب غريزي لهذه الاهتمام المبالغ فيه له تتعجب لهذه الاندماج السريع بينهما حتى أنه من يرى الصورة من بعيد الان يخمن من رأسه وكأنه اب و 
تنهدت تطرد زفراتها پألم فاق التحمل ماذا يخبء لها الزمان متى تستعيد استقرارها القديم وراحتها في اجتناب البشر والاحقاد منهم 
كانت شاردة في ايامها السعيدة في الماضي فلم تنتبه على نظراته المصوبة نحوها سوى بعد فترة من الوقت 
لماذا تتوه في مغزاها وكأنها تحمل شيئا ما لا تعمله
التقط نظرتها اليه كجرعة ماء صافي رطبت على قلبه العطش لكل لفتة منها تقف أمامه كالبدر تراقبه من خلف الستار الابيض للنافذة كيف لامرأة واحدة أن تستحوز على كل هذه المميزات لها وحدها رقيقة كالنسمة جميلة حد الفتنة ولها ضحكة اكتشفها فقط اليوم على الرغم من أنه لم يسمعها ولكنها تأسر القلوب بسحرها يشكر من قلبه ام أيمن ان أجبرتها على الضحك بخفة ظلها وجرأتها في المشاكسة والحديث لقد عشق هذه المرأة ويفكر جديا بمكفأة لابنها تقديرا للسعادة التي وضعتها بقلبه لمدة من الوقت حفظ بها الملاح
المليحة وهي تظهر الوجه الحقيقي الخالي من الحزن والضياع
يبدوا أنها انتبهت له اخيرا لتتراجع للداخل تحجب نفسها داخل مخبأها في الاستراحة 
تنهد بوله ليطبع قلبة ذات صوت عالي على وجنة الصغير والذي لم يكف ع الضحكات على أقل حركة يفعلها الحصان برأسه أو بجسده ليجلجل بصوته الطفولي يدغدغ قلبه من الداخل حتى عاد ليقبله مرة أخرى متمتما في جوف عنقه الذي ډفن وجهه به مع استنشاق رائحته العطره بأنفه
يا ولدي حرام عليك خف عليا شوية هحبك أكتر من كدة ايه انا هلاجيها منك ولا من امك ها جولي ياد هلاجيها منك ولا من أمك
وكان رد معتز ضحكات أكتر بصوت أعلى ليزده تعلقا به
نادية 
دلفت والدتها عائدة من الخارج تخلع عنها حجابها تنهج بلهاث جعلها تلتف إليها وتسألها باستغراب
خبر ايه راجعة بتنهتي ليه كدة هو انتي جاي السكة جري ياما
اومأت لها جليلة بهز رأسها تتناول زجاجة ماء باردة تتجرع منها حتى مسحت بظهر كفها على فمها لتلتقط أنفاسها المتسارعة وتزيد من توجس ابنتها التي عادت سائلة مرة أخرى
ياما بتنتهي كدة ليه وانتي أساسا إيه اللي أخرك
سحبت جليلة شهيق طويل لتهدء من وتيرة أنفاسها وحتى تتمكن من الرد اخيرا
اللي أخرني هو الخبر اللي كنت عايزة اتأكد منه بعد ما وصلني من اختك ثريا ما انتي عارفه جوزها من نفس عيلة المرحوم حجازي الله يرحمه
ما لهم ناس جوزي ياما
هتفت بها بمزيد من الخۏف فخرج الرد من جليلة بحزن
عبد المعطي الدهشوري تعيشي انتي 
صړخت ضاربة على بكف يدها على صدرها بلوعة
جدي ماټ 
وعند فتنة التي كانت تتاكل من الغيظ تلطم كفيها ببعضهما بڼار مشټعلة في جوفها من هاتان الملعونتان الاتي ابتلت بيهن الا يكفيها واحدة تقف لها كالشوكة في الحلق لتأتي الأخرى وتنغص عليها عيشها مع رجل يقدمها وابنها على الجميع
ولكن لا هذه حلها بسيط لقد اقتربت انتهاء عدتها ولم يتبقى لها سوى أيام
قلائل وبعدها ستفعل المستحيل حتى ترميها في حضڼ شقيقها المنتظر الفرصة على احر من الجمر
حتى وهي تكرهها وتستكثر عليها ان تتزوح وهي ارملة بشاب لم يسبق له الزواج كشقيقها ولكن لا يهم مدام الأحمق يريدها ف ليشبع بها المهم اليها الان أن تبعدها من محيطها ثم في بيت شقيقها ستصبح لها السلطة عليها لتفعل بها ما تشاء سوف تخرج عليها القديم والجديد ولن تترك لها شيء مدامت لا تستطيع أن تتمكن منها هنا
ولكن كيف يتم ذلك وبوز الفقر روح كما تسميها جاثمة على أنفاسها وتفتعل معها الشجار من أجلها وكأنها نصبت نفسها محامي لها 
تبا لو ظل الأمر على هذه الصورة وهذه الملعۏنة خائبة الرجا موجود بالمرصاد لها فسوف ستفسد عليها الأمر من أوله ولن تمكنها من تنفيذ مخططها 
لكن لا والله لن تظل هكذا مكتوفة الأيدي بدون حيلة لابد ان توقفها من اليوم لا بل الان 
تحركت على الفور تغلق باب غرفتها من الخارج لتنزل في الطابق الأسفل حيث وجهتها نحو الأخرى 
روح 
هتفت بالأسم بعد أن دفعت باب الغرفة عليها دون استئذان مندفعة بغليلها الذي يعميها في معظم الاحيان عن مراعاة الأدب او أصول التعامل الطبيعية بين البشر
لكنها تفاجأت بخلو الغرفة منها همت ان تخرج وتبحث عنها في الخارج ولكن صوت الماء انبأها بمحل وجودها داخل حمام الغرفة 
تخصرت بأعين ڼارية تنتظرها هذه الدقائق القليلة ولكن صوت بالهاتف جعلها تنتبه على موضع وجوده على مكتبها الممتلئ عن اخره بعدد من الكتب الغبية 
مع ورود الصوت القصير مرة أخرى استبد بها الفضول لتلقي نظرة على هذه الاشعارات المتتالية بكثرة عليه
ويبدوا ان الهاتف كان مفتوحا فلم تجد صعوبة في الضغط على الإشعار الذي فتح لها باقي الرسائل 
هانت يارب جرب الميعاد 
زاد بها الشغف لتمرر بإصبعها تتفقد الباقي من كلمات الغزل المبطن وعن لوعة الفراق وقرب اللقاء المنتظر بالزواج 
كتمت شهقة الادراك بكفها على فمها وقد تأكدت من ظنها الملعۏنة ترفض الزواج من اجل رجل اخر مرتبطة به
دققت لترى اسم صاحب الرسائل وجدته عبارة عن حروف رمزية مجرد حرفين باللغة الإنجليزية OR لم تفهم معناه ولكن بالتمرير على قراءة الباقي وهذه الجملة العابرة عن ذكر لقاء لها في المدافن بجميلة 
توقفت قليلا باستدراك متأخر وقد وصلت الان لغايتها جميلة تلك هي صديقتها القديمة وشقيقها المغترب منذ سنوات لا تذكر عددها 
لاحت على شفتيها ابتسامة خبيثة متمتمة داخلها بسخرية
يخيبك يا روح بجى تسيبي ولاد العمد ولا الدكاتره والمهندسين ولا واد عمك اللي مربوط جنبك وحاله واجف عشانك وانتي مستنية عمر عمر ابن عبد السلام العامل الأجري بتحبي واد الأجري يا هبلة واخته جميلة اللي هي مش جميلة أصلا 
اخفت بصعوبة ضحكتها لتتسحب تاركة كل شيء في مكانه مؤجلة حديثها معها لوقت آخر وقد اسعدها الحظ في اكتشاف السر اخيرا السر الخفي لروح بنت عمها رمز النقاء والجمال في العائلة الكريمة 
أعلى سطح المنزل وقد كان متابعا لحركة
الرجال المضطربة في الشارع في الأسفل من أعمام ورجال من عائلة أبيه الذي خرج مع بعضهم منكس الرأس بهيئة تبدوا عليها الحزن بالفعل 
ضاقت عينيه في متابعة متمعنة له يراقب سيره وكأنه يجر أقدامه بثقل بينهم تبا له من يراه يصدق بالفعل انه رجل كسر ظهره پوفاة والده وقبله ابنه الكبير 
مالك انت لسة جاعد واجف مكانك
هتفت بها شربات تنزعه من شروده لتخطو حتى وصلت إليه تسحبه من مرفقه بعيدا عن حافة الحاجز الإسمنتي حتى تناولت ما يضعه بفمه لتدعسها أسفل حذائها متمتمة بدهشة
وبتشرب سجاير ع السطح والشارع كله مجلوب على مۏت جدك عايزهم يجولوا عليك فرحان يا جزين
زجرها بها محتجا ليبعدها عنه
ما يجولوا اللي يجولوه واحنا من امتى بيهمنا كلام الناس ولا انتي فاكراهم مصدجين صح ان احنا زعلانين ولا يكون انتي كمان خال عليكي تمثيل جوزك
يصدمها بالفعل بردوده هذا الولد الذي يزداد جموحه يوما عن يوما حتى خروجه عن السيطرة لقد أصبخ يخيفها بالفعل
يا ولدي بلاش الكلام ده واحنا ع السطح دلوك لاحسن حد يسمعك مش ناجصين فضايح اعجل كدة وروح اتشطف والبس الجلبية الزينة عشان تجف مع الرجالة تاخد العزا انت بجيت راجل يا حبيبي وانا عايز الكل ياخد باله منك عشان 
عايزاني احل محل اللي راح ياما
بهتت تطالعه بإجفال زاد عليه بقوله
أنا عمري ما هبجى حجازي ياما عشان انا مكروه بالوراثة يعني الناس تصدج عليا اشرب سېجارة ع السطح دلوك وجدي پيدفنوه لكن محدش هيصدج اني صالح ولا بعرف اصلي حتى 
خبر ايه شايفنا كفار
غمغمت بها تضربه بقبضتها على صدره لتجذبه من ياقة قميصة تهزهزه پعنف عله يفيق
اصحى كدة وبطل جنان الدنيا فضيت لنا خلاص يا اهبل اللي جاي حصاد وبس نبجى لازم نجف على راسهم ونعرف كل كبيرة وصغيرة انا نازلة دلوك هروح
اجف في وسط الحريم وانت هتنزل ورايا وتاخد مكانك وسط الرجالة فاهم انت اللي هتنفعني ابوك خيبة وباينه حزنان صح مش ناجصة وكسه فيك وفيه 
دفعته عنها كي تغادر لتلحق بخروجها الى العزاء على الفور ولكن وقبل ان تضع قدمها على الدرج لتهبط اوقفها مناديا
خلاص يبجى خلصوا بسرعة بجى انا مش هصبر أكتر من كدة فاهمة ياما
يتبع
الفصل الخامس عشر
أحكمت لف الحجاب حول رأسها بعد أن ارتدت عباءتها السوداء ثم جهزت صغيرها جيدا قبل أن تخرج به من غرفتها نحو الذهاب الى الوجهة التي تقصدها 
انا طالعة ياما ومش هتأخر بإذن الله  
هتفت بها على عجالة نحو والدتها التي كانت ترتشف من كوب الشاي خاصتها بعد الانتهاء مباشرة من وجبة الإفطار والتي ردت توقفها
استني يا نادية برضوا منشفة راسك وهتروحي لوحدك
استدارت اليها بتنهيدة متعبة فهذا السؤال سأمت من تكرار الإجابة عليه منذ الأمس
تاني ياما ما انا جولتلك كذا مرة روحي معايا من امبارح انتي اللي مصرة انك تتأخري وانا مينفعش أأجل ولا اتأخر 
قابلت جليلة قولها بضجر لتقارعها بانفعال 
وانتي لو مروحتيش هتتكتبي غياب يعني مش جادرة تستني على ما اروح اطل على حال البيت واشوف البهايم شبعانة ولا جعانة ولا الطير كمان مرة اخوكي محدش يعتمد عليها
يوووه ياما ما انا عارفاكي والله سايبة حالك ومالك ومجدرة بس كمان مينفعش اتأخر على جدتي سکينة انا سايباها اخر مرة عيانة ودي انتي عارفة كويس جوي معزتها عندي 
زمت المرأة شفتيها تطالعها بغيظ وقد غلبتها بحجتها ولكنها لن تكف عن المحاولة 
اسمعيني يا نادية انا مجدرة يا بتي خۏفك ع المرة اللي معتبراها جدتك صح ولا حماتك اللي تتحط ع الچرح يطيب بس احنا عملنا اللي علينا ايام العزا خمس تاشر يوم لحد ما خلصت مجصرناش ولا حتى بعد كدة بس كفاية بجى احنا مضامنينش عمك دا ابو مخ مهفوف 
يعني هيعمل ايه ده كمان معايا سيبك ياما من الكلام ده انا عايزة اروح اقضي الواجب مع ستي واسلم على امي سليمة وبعدها هاجي على طول ايه اللي يخليني بجى اصطدم معاه ولا اكلمه اساسا ربنا يهديه 
همت لتتحرك ولكن جليلة أجفلتها بقولها
طب وغازي الدهشان
تحفزت مرددة خلفها باستهجان
ماله كمان غازي الدهشان ايه ډخله في مشوار تافه زي ده
نهضت جليلة في محاولة لإقناعها وقد فاض بها من رأسها اليابس
مالهوش يا نادية بس انتي شوفتي بنفسك كذا مرة يشدد على عدم المرواح هناك الراجل شايلنا من ع الارض شيل فيها ايه بجى لما نطيعه
امتقع وجهها لتردف بعند نابع من رفضها التام لفرض سلطته عليها
حتى لو كان شايلنا من ع الأرض شيل ډخله ايه كمان يفرض احكامه عليا انا طالعة ومش هستني الإذن منه وخليه بجى يمنعني كمان لو يعرف
قالتها والټفت ذاهبة على الفور غير ابهه بنداء والدتها من خلفها
يا بت استني ميبجاش مخك ناشف استني يا بت
نادية 
هل ارتجفت للتو أم انه التوتر الطبيعي بعد تحديها لنصائح والدتها وضربها لتعليماته بعرض الحائط 
ابتعلت تلتف له بتماسك واهي لتقابل بهيئته المهيبة وهو يتقدم بخطواته
الواثقة نحوها حتى توقف أمامها ليسألها بهدوء
طالعة كدة لوحدك وواخدة الواد في يدك رايحة فين
رمقته باضطراب لا تصدق انها في كل مرة حاولت الخروج عن طاعته المفروضة عليها تجده دائما لها بالمرصاد 
عاد مكررا وقد زاد استفساره الريبة
ساكتة ليه ما تردي 
اخفت بصعوبة أجفالها لترد بلهجة جعلتها عادية رغم معرفتها التامة برفضه
عادي يعني جدتي سکينة تعبانة وانا رايحة اطمن عليها 
وكأنها قاصدة جلطته أظلم وجهه على الفور پغضب أشعل سعيرا بصدره فهو بالكاد قد تخطى فترة العزاء في المرحوم جد زوجها غير قادرا على منعها من فعل الواجب لتأتي الان بعد تحديها لتحذيراته عدة مرات وقد انتهت عدتها لفترة تقارب الشهر حتى أصبحت الأطماع بها أكثر جرأة من أشخاص يعرفهم بالأسم وهي تخبره ببساطة بالذهاب لمعقل الخطړ برأسه
برزت عروق وجهه يضعط بصعوبة حتى لا يتطرف بانفعاله عليها ليخرج صوته بنبرة خطړة مشددا على أحرف الكلمات
لكن انا مش منبه عليكي مفيش روحة تاني هناك بتعندي معايا ليه يا نادية
ارتعدت أوصالها لهذا البريق الخاطف باحمرار عينيه أمامها ولكنها رفضت أن تظهر فزعها في الرد
بس انا مش جاصدة اعند ولا واخدة الطريق سويجة عشان انت تجولي كدة جدتي سکينة تعبانة وانا لازم 
مهياش جدتك 
قاطعها يجفلها بحدته ليستطرد فاقد التحكم بأعصابه
ممكن تجولي عليها كانت لكن دلوك خلاص فضيناها مع الناس دي وكل واحد راح لحاله 
وكأن
بتحذيره قد ضغط على الجزء الخفي من شخصيتها المقاتلة
لا بجى محدش راح ولا جه انا لا يمكن اجطع صلتي بحد منيهم ان كان جدتي ولا امي سليمة ولا حتى عماتي وعيالهم 
ېخرب مطنك 
تمتم بها بإجفال لا يصدق مقارعتها له تدخله في سيجال غير مجدي بهذه النظرة التي يكاد أن يغرق في بحرها الأسود وصوتها الناعم بتناقض تام لما تفعله به 
عض على نواجزه ليغلب صوت الحكمة بداخله حتى لا يحملها بذارعيه ليلقيها في مخبأها داخل الإستراحة هي وابنها الذي يتجنب النظر اليه عن قصد حتى لا يضعف قبل ان ينفذ رغبته عليها
بلاش تجيبي سيرة عيالهم عشان انتي عارفة كويس جوي ان عينهم منك 
لكن الموضوع ده فض من زمان 
كلام كدب 
صدرت الاخيرة منه بحزم يتابع
أو يمكن دا اللي انتي عايزة تصدجيه لكن الحجيجة هي ان الاتنين عينهم منك ومفيش داعي افسر اكتر من كدة 
ارتجفت داخلها وقد شعرت من خلف كلماته بتلميح مبطن لم يعجبها لتنهره بخجل اسعده رغم حنقه المتزايد من جدالها
بلاش منه الكلام ده انا بتكلم دلوك على زيارة المړيض 
تاني هتجولي زيارة مريض 
صاح بها ليزفر بحريق يجاهد للسيطرة عليه قبل ان يذعن لإصرارها
ماشي يا نادية انا هخليكي تروحي بس مش لوحدك  
مش لوحدي كيف يعني
أنهى ملوحا بكفه اماما
خلاص عاد فضناها هخلي روح تروح معاكي
استجابت مضطرة لتزم شفتيها مغمغمة بكلمات غير مفهومة حينما أعطاها ظهره ليتصل بشقيقته حتى أنه كان يلتف اليها عدة مرات بنظرات مستفهمة ولكنها كانت تغلق فمها على الدوام أمامه 
بعد قليل 
وقد أتت معها بالفعل وكانت الجلسة بداخل غرفة المرأة العجوز والتي ألزمها المړض الا تترك الفراش ولكنها اعتدلت بهمة فور ان وجدت حبيب قلبها معتز حتى ظلت متشبثة باشتياق
يا حبيب ستك انت اتوحشتك يا غالي 
متشفيش عفش يا جدة ربنا ما يحرمك منه ابدا
عقبت هويدا تعقيبا على كلماتها
لا ما هي اتحرمت منه صح يا نادية يعني هتخلي الزيارة اللي كل شهر ولا خمس تاشر يوم حتى زي جعدته معاها في نفس البيت 
اطلقت تنهيدة مطولة ثم تابعت تشيح بوجهها للناحية الأخرى
ليها حج تتعب وتعيا مدام الحبايب كلهم فارجوها 
أطرقت نادية تسبل أهدابها عنها بحرج فتدخلت روح التي لم يعجبها نبرة اللوم في لهجة المرأة
معلش يا خالة هي الدنيا كدة مفيش حاجة بتجعد على حالها اهو انا جدامك اها ابويا وامي فاتوني ومفاضليش غير خواتي بس وجدتي فاطمة اللي فاضلالي من ريحة الحبايب رغم ان عمامي الاتنين عايشين وعيالهم وحريمهم هعترض بجى واجول اشمعنا 
ربنا يكرمك بالعريس يا بتي وتعمري بيتك بالعيال مع اني مستعجبة لجعدتك لحد دلوك هي الرجالة عميت اياك
وضح جليا ان القصد من خلف الكلمات هو إحراجها حتى أن نادية ازدرت ريقها بتوتر تراقب بوجه شاحب رد روح والتي أذهلتها بابتسامة ما أجملها
لا طبعا ما عميتش بس انا بجى اللي بتجلع على كيفي اخر العنجود واخت كبيرة العيلة والبلد كلها حجي بجى احط رجل على رجل براحتي انا مش عايزاكي تفهميني غلط ولا تجولي عليا متكبرة بس اه عاد انا نفسيتي كدة
استطاعت بالفعل ان تفحم المرأة والتي امتعضت لتتمتم الرد عليها بمضض
وماله يا بتي حجك برضوا اتجلعي على كيفك 
اخفت روح ابتسامة مستترة بصعوبة تتبادل النظر مع نادية بشقاوة والتي غيرت دفة الحديث بعد ذلك بسؤالها
امال فين امي سليمة مجعداس معاكم ليه النهاردة
ردت سکينة بصوت ضعيف
روحيلها فوج يا بتي في شجتك حكم دي جافلة على نفسها من الصبح 
جافلة على نفسها ليه حد مزعلها
عادت هويدا لتهكمها وقد
وجدت في الرد على السؤال فرصتها
وهي لسة هتزعل دا لسة اللي جاي كتير خليها تحضر نفسها من دلوك 
قبل ساعات
لم تعرف السبب الذي جعلها تستيقظ من غفوتها على فراشها في هذا الوقت المتأخر من الليل لتفتح أجفانها وكانت المفاجأة حينما أبصرت لتجده جالسا على طرف التخت بجوارها مسلطا عينيه عليها بكل صفاقة الأمر الذي جعلها تعتدل على الفور بجذعها لتجزره پغضب
انت إيه اللي جابك هنا وجاعد في أؤضتي وعلى سريري كمان
ضحك بصوت متحشرج
نتيجة الټدخين المستمر ليرد ببرود أذهلها
طب وفيها ايه لما ابجى في أؤضتك واجعد على سريرك أو حتى انام عليه جمبك!
مال في الأخيرة مما جعلها ترتد للخلف بجذعها ليصدح بضحكة قميئة أثارت استيائها قبل ان يصعقها بقوله
مش انتي مرتي برضوا يا سليمة ولا طول البعد نساكي سامحيني يا غالية
دفعته بضړبة قوية من قبضتها فور إن مال عليها للمرة الثانية لتنهض على الفور من الجهة الأخرى تنهره بحدة
كانك اتجنيت ولا اتخبلت ولا يمكن مزود في العيار حبتين لم نفسك يا فايز انا معنديش مرارة للسكرانين 
مصمص بشفتيه مستمرا في ضحكاته لينهض ويقابلها في وقفتها ثم ما لبث أن يزيدها اندهاشا بكلماته المصاحبة لتأمله الفج لها
لساكي مليحة وفي عزك وشك مشدود وما في حتى خط واحد مجلد ولا شعرك اللي لساه طويل وغزير ولا حتى شعره بيضة فيه
توقف تطوف عيناه عليها بنظرات وقحة متابعا
ولا جسمك كمان!
لم نفسك يا فايز 
صاحت تحذره بسبابتها ولكنه تجاهل ليردف بقصد واضح
عودك مفرود ولا حتى بت عشرين سنة باه يا سليمة انتي بتصغري ولا تكبري يا مرة
ضاقت عينيها هذه المرة باستدراك متأخر ليخرج سؤالها بازدراء
وأخرتها يا فايز غرضك ايه من اللعب الماسخ ده
هو سؤال ومحيرني 
تمتم بما ثم مال ليستند بكفه جوار رأسها على الجدار من خلفها ليطلق زفرة طويلة يتابع وأطراف أصابعه تتلاعب بشعر ذقنه
طول السنين اللي فاتت دي ولا مرة وحشتك فيها يا سليمة ولا حنيتي ولا ليالينا الحلوة ع السرير اللي ورانا ده
قال الأخيرة بغمزة وقحة زادت من ڠضبها في البداية لكن سرعان ما تمالكت لترد بابتسامة مستخفة
اااه وانت بجى جاي بعد السنين دي كلها تفتكر عشان تسألني مش بجولك متجل في العيار يا فايز ده كلام بارد ميطلعش من واحد بعجله ولا في الظرف اللي احنا فيه 
استقام بجسده أمامها ليردد خلفها باستنكار
وماله بجى الظرف اللي احنا فيه جصدك يعني على مۏت ابويا ولا مۏت ولدك انا سؤالي ع السنين اللي فاتت كلها يا مرة ولا انتي فاكرة انه أول مرة يخطر على بالي لاه يا بت عمي دا كان طول الوجت في راسي 
بس كنت مستنيني انخ ولا اتذللك 
تبسمت لتزيحه بقبضتها وتتخطاه ثم أضافت بكبرياء وهي تضع قدما فوق الأخرى
وانا عمري ما عملتها ولا هعملها عارف ليه يا فايز عشان عارفة كويس جوي انك ھتموت ع اليوم ده كنت تيجي انت ومرتك وتعملو البدع جدامي على اساس ان اغير لكن انا ولا كان بيأثر فيا عشان كنت بشوف الشوج واللوعة في عيونك فاكر نفسك بتحرجني وانت في الأساس بتحرج نفسك اللي بيني وبينك عند انا المراية اللي بتشوف فيها وشك العفش وعيوبك کرهت ولدي عشان صوري مني الصفحة البيضة اللي مفيهاش ولا شخطة جلم حتى بوظتها 
نفسك اني اخضعلك وانا عمري ما هديك الفرصة دي عشان انا غالية والغالي عمره ما يرخص ولا يجل تمنه  
وانت متجوزتنيش ڠصب 
يا بوي ع الكبر 
من يسمعه ويرى تعابير وجهه الان يعلم بالفعل أنها أصابت بقولها زكية وذات فراسة في فهم الاخرين بالإضافة أنها بالفعل جميلة وتتخطى زوجته الثانية ولكنها متعالية يرى حسن أخلاقها نقمة عليه يرى احترام الجميع لها وتوقيرها منذ الصغر والإزدراء المتزايد نحوه انه حظى بها دون ع الجميع لصلة القرابة التي تجمع بينهم وهو لا يستحقها إبنة الشهيد الكاملة الأوصاف وهو الفاسد الذي لا فائدة مرجوة من إصلاحه يشعر بالنقص دائما في حضرتها 
اظنك خدت جواب السؤال ممكن بجى توريني عرض اكتافك وتمشي 
عاد للضحك مرة أخرى وأقدامه تخطو ناحيتها ببطء مرددا
بس انا مليش غاية اروح يا سليمة طالبة معايا النهاردة ابيت هنا واعدل ما بينك وبين مرتي التانية يا بت عمي 
دا بعينك  
نهضت باستحقار يقطر مع كل كلمة منها
دا انا زهدت فيك وانا في عز شبابي يبجى هبصلك دلوك بعد الزمن ما عدى بيا وانت اساسا بجيت عجاب اه 
صړخت بالاخيرة وقد باغتها بأن قبض على عنقها بكفه الكبيرة ليرد بغليل وأنفاسه تلفح بشرتها
أجدر دلوك اطلع روحك بيدي ولا اخليكي احسن تشوفي العجاب دا
هيعمل فيكي أيه لما اخدك ڠصب واصلح غلط السنين اللي فاتت لما سيبتك على كيفك 
بعد يدك  
بقوة نبعت من قهر تغلغل داخلها على مر السنوات نفضت ذراعه عنها بدفعه قوية على صدره حتى ارتد للخلف مصعوقا وهي تردف بوجهه بعد ان التقطت أنفاسها
لم نفسك واطلع على طول بدل ما
اعملك ڤضيحة وانت مش ناجص سواد وش امشي يا فايز 
لعق شفتيه يهدئ من حريق أنفاسه الثائرة بداخله حتى خرج صوته اخيرا بتوعد
ماشي يا سليمة هطلع واسيبك دلوك لكن راجعلك تاني والايام اللي جاية ما بينا كتيير كتير جوي يا بت عمي
استفاقت من شرودها على طرقة ضعيفة على باب غرفتها عرفت هوية صاحبتها حتى من قبل أن تتكلم لتفتح لها ذراعيه فور ان طلت برأسها اليها من فتحة الباب لتتلقاها هي وحفيدها الذي كانت زياته في الوقت المناسب حتى تعود اليها الروح باستنشاق رائحة ابنها فيه 
وحشتيني ياما وحشتيني جوي 
وانتي يا نور عيني طلتك عليا النهاردة انتي وحبيب ستو ده ردتلي روحي
بداخل السيارة التي كانت عائدة بهما الى المنزل عقلها المشتت تشعر به على وشك الانفجار ليتها سمعت بنصائح والدتها في عدم الذهاب ولكن كيف وزيارتها اليوم كانتا في أشد الحاجة اليها الاثنتان جدتها ووالدتها المحبة سليمة المرأة التي دائما ما تبهرها بقوتها في اتخاذ القرارت الصارمة حتى ولو على نفسها لقد المها ما سمعته اليوم عن فعل هذا الرجل المصنف زوجها معها لقد صدقت هويدا ان ما ينتظرها الكثير بعد فعلته بالأمس معها والتي لم تكن إلا البداية 
روحتي فين يا نادية
خرج السؤال من روح باستفهام يشمله الغيظ حتى الټفت لها الأخرى تجيبها
يعني هكون سرحت في ايه بس ما هو في اللي حاصل اصلهم صعبوا عليا جوي ان كانت جدتي اللي هدها الحزن ولا امي سليمة والڼار اللي محاوطاها دول ما صدجوا لجيوا معتز جدامهم كأنهم زي الغرجانين وشوفته بس هي اللي هتنجيهم 
لم تعقب روح وتركتها تبوح عما في صدرها
انا خاېفة اكون انا كمان ظلماهم عشان بعدت بولدي اللي روحهم متعلجة فيه وجولت انجى بنفسي 
هذه المرة لم تقوى على الصمت
طلعتي بولدك من وسطيهم عشان ولدك يا نادية ولا انتي ناسية ان حماتك نفسها هي اللي جالتلك امشي وسيبي البيت عشان حماية حفيدها بلاش الطيبة الزايدة دي يا نادية ولا تكوني اتأثرتي بكلام المرة السماوية هويدا ان كانت حماتك ولا جدة المرحوم الاتنين پيتعذبوا في بعاد معتز عنيهم فدا أرحم بكتير من ان الواد يتأثر ولا يجراله حاجة لا قدر الله 
الشړ برا وبعيد  
معلش يا حبيبي متاخدتش عليها امك هتجننا كلنا وراها  
استجابت لمزحتها بابتسامة ترد
كلكم مين كمان هو انا مزعل كام واحد
ازدادت المرح في لهجة روح الماكرة 
اهو كلنا وخلاص لازم تسألي يا ختي وانا اللي جولت 
اطلع النهاردة السوج وأشتريلي كام هدمة حلوة اجدد بيها اناقتي يطلعلي مشوار نكد
ضحكت نادية تندمج معها في المزاح
احنا آسفين يا ست الإنيقة بس انا مليش دعوة يا عم اخوكي هو اللي أصر روحي لوميه هو 
جلجلت ضحكة شقية منها كرد على قولها البسيط لتردد
هلومه على إيه ولا إيه
وكأنه كان بينهم لم يهدأ من انفعاله منذ ان تركته وذهبت مع شقيقته كيف يقنع رأسها اليابس لطاعته لقد نزل اليوم لرغبتها مجبرا وقلبه يغلي من وقتها عقله يصور له العديد من الهواجس رغم تشديده على شقيقته ألا تتركها ولو دقيقة وحدها هناك حتى لا تعطي فرصة لزوج الأوغاد من الاقتراب منها رغم علمه بانشغالهم هذه الأيام في تجهيز اوراق الميراث والصراع القادم بقوة مع خالهم هذا المصېبة وحده
لا يريد ان يندفع بعاطفته ويتعجلها في مراده الغاية التي يتمنى تحقيقها وېحترق يوميا من أجلها لابد أن يجد الطريقة ولابد له من التريث ولكن كيف يأتيه الصبر يعلم جيدا بطبيعته الحازمة حينما يزداد عليه الضغط وهذا ما يخشاه أن يجبرها !
التقطت عيناه دخول السيارة من الباب الخارجي لينتفض على الفور تاركا محله في الجلوس اسفل المظلة ليقترب بخطواته ويتلقاهم أو بمعنى أصح يتلقف حبيبه الصغير فقد اشتاق إليه وهو
منذ الصباح محروم منه 
معتز 
تمتم بها فور ان حطت قدمي الاخير على الارض والذي تلقي الدعوة ليركض نحوه ويرتمي بين ذراعيه ضحك مجلجلا يمطره بالقبلات حتى توقفت والدته امام مشهدهم بانشداه لم تستغرب له شقيقته والتي علقت بمزاح
محظوظ انت يا معتز واخد رضا الكبير عنك  
بس يا بت انتي متدخليش في حديت الرجالة تمتم بها قبل ان يذهب بعيناه نحو الأخرى والتي تحركت بخجل فور ان اجفله بنظرته المتصيدة لتعدو بخطواتها السريعة نحو مخبأها الامن في الاستراحة تاركة طفلها معه ليزيد بتقبيله متأوها داخله
اااه يا معتز امتى بجى يتم اللي في بالي!
في ركن لهما وحدهما اختلت الأم بابنها العائد من الخارج يقص عليها ما حدث وما اردف به محامي العائلة
خلاص ياما كلها كام يوم واخوكي الزفت يحط يده على الورث من الأرض النهاردة كان بيتفطفط زي الجرد جدامنا على أجل كلمة يجولها المحامي راجل وبا 
التوى ثغرها تعقب بغيظ
وبا لكن محظوظ خمس فدادين بأرض عفية تجيب شيء وشويات دلوك انا جلبي جايد ڼار وحساه هيبعهم 
تبسم سند بسخرية مرددا خلفها
حساه ياما! طب اجطع دراعي ان ما كان
واخد تمنهم من جبل حتى ما يحط يده عليه 
وه 
تفوهت بها بإجفال لتتابع بعدها بقلق
طب انا عايزاك تطجس عن الموضوع ده وان كان هيعملها صح يبجى احنا الأولى انا مش عايزة ارض ابويا تروح لحد غريب 
فكر في رغبتها قليلا لكن سرعان ما نفض رأسه بعدم اقتناع
انسي ياما عشان انا متأكدة ان اخوكي مش هيرضى دا ما صدج ولاجاها ولا انتي فاكراه ناسي البيت 
ويعني احنا البيت كنا خدناه يا ولدي ما على يدك اها راح نصيبنا فيه ومش باجي غير الفدانين وكام جراط وانا متأكدة برضوا انه مش هيجيبها لبر دا اخويا وانا عارفاه 
سمع منها ليعض على شفته السفلى بغيظ مرددا
ما هي لو كانت المرة المخلولة اللي فوج دي توافج على كلامنا كان زمانا دلوك مظبطين نفسنا تمام 
ردت هويدا بغموض زاد من حيرته
ما تحطش امل كبير على سليمة يا سند المرة دي في حاجة في مخها انا لحد دلوك مش فاهماها هي اللي معصية مرة ولدها وحتى بعد اللي عملوا معاها امبارح فايز برضو ساكتة ومش واخدة موقف دي مش بت عمي بتاعة زمان انا جلبي حاسس بكده وانت عارفني 
صمت مستوعبا كلماتها باقتناع تام المرأة فعلا تغيرت وما يزيد الحيرة من فعلها هو الصمت المطبق فلا احد بقادر على أن يقرأ ما برأسها رغم قوة موقفها ووقوفها على أرض ثابتة على عكسهم جميعا 
مساء الخير 
التف برأسه نحو صاحب الصوت الخشن ليعتدل بجلسته نحوه باستغراب جعله لم يرد التحية ليتابع الأخر تقدمه بخطوات متبخترة
خبر ايه يا سند مش عارف ترد عليا السلام يا واد عمتي
ارتفع حاجبي الاخر يرمقه بنظرة من الأسفل للأعلى ثم خرج رده باستهزاء
متأخذنيش يا عم مالك اصلي كنت مستني اشوفك جاي مع مين ماسك في جلبية ابوك ولا في ديل امك 
لم يتقبل الاخير الإهانة ف احتدت عينيه بنظرة مشټعلة يردف ببغض
احترم نفسك يا سند انا مش عيل صغير عشان اتحمل جلة الأدب واسكت 
جلة الأدب  
تفوه سند مرددا بها بعدم استيعاب لينهض بغضبه مواجها له
انت واعي للي بتخترف بيه دا ياد ولا تحب اوريك جلة الأدب على حج 
وريني ان كنت راجل
نهضت هويدا على الفور تمسك ابنها عن الأنقضاض عليه موجها خطابها له
لم نفسك يا ولد فايز واحترم الكبير ولدي لو سيبته عليك مش هيخلي في جسمك عضمة سليمة 
بتحدي اخرق وقف يلوح لها فاردا كفيه أمامهما بشړ
لا سيببه يا عمة وانا اعرفه زين ان مش كل الطير اللي يتاكل بيتمنظر عليا في بيت جدي اللي هو أصلا ما يملكش فيه ولا شبر واحد حتى 
صعقټ المرأة حتى كادت غن ټخونها كفيها عن التشبث بابنها الذي زاد غضبه ليجأر حانقا
لا دا انت فعلا عايز تتربى وانا اللي كنت بجول عيل اهبل وغلط سيبني ياما 
وجف يا سند استني 
خرجت صيحة من جهة أخرى جهة الدرج الذي وقفت
في منتصفه سليمة التي أتت على الصوت العالي لتردف باقي حديثها للولد
عايز ايه يا مالك خلي كلامك معايا انا 
نفض قماش قميصه بثقة ليجيب زوجة ابيه بأدب مصطنع
انا مش عايز منكم حاجة يا مرة ابوي انا اصلا جاي اشوف جدتي بعد ما سمعت انها عيانة عندكم مانع اشوف جدتي
لا يا مالك مفيش مانع 
توجهت بالنداء نحو سند ووالدته المندهشان من فعلها
سيبه يدخل يا سند يشوف جدته ومعلش يا ولدي عشان خاطري لو كان غلط فيك انت برضوا الكبير 
في جلستها مع جدتها امام التلفاز وقد كانت تقص عليها جميع ما حدث في منزل الدهشوري تفاجأت بمن أتت لتنضم إليهما
مسالخير يا جدة مسالخير يا روح اخيرا شوفنا 
وشك لوحدك من غير بت هريدي اللي بجيتي ملازماها زي ضلها 
رمقته بتعجب صامتة فجاء الرد من جدتها العجوز
جعدة مين بالظبط يا فتنة هو انتي في حد بيشوفك اصلا
اصدرت صوت مصمصة بشفتيها لتردف باستياء
الله يسامحك يا جدة وهو انا يعني بخطړي ما انتي عارفة البنتة واخدين كل وجتي من مراعية ونضافة واخرها كمان دروس جال عشان يفهموا لما يرحوا المدرسة اهو بجى كلام فاضي ابوهم مصر خلينا احنا بس في المهم 
وهو ايه المهم
تسائلت روح بسخرية وقد جذبها الحديث المستفز من الأخرى لتكمل
مدام شايفة اهتمام جوزك بعلام البنتة مش مهم يبجى أكيد بجى عندك الأهم اتحفينا يا ست فتنة 
طالعتها بنظرة لم تفهما وقد لاح على ثغرها ابتسامة غريبة عن طبعها المتجهم دائما وهي تجيبها
طبعا في الاهم امال ايه يعني مثلا جبل ما انزل دلوك لمحت واد عمي عارف جاعد مع غازي في الجنينة مسكين يا جدة والله العظيم صعبان عليا جوي بيفكرني باللي بياجوا في التلفزيون كدة الواحد يبجى ھيموت ع الواحدة وهي ولا حاسة بيه او ممكن تكون بتحب غيره كمان 
عايزة ايه فتنة
قاطعتها بحدة وقد اعتلى قسماتها ڠضب لم تأبه به الأخرى لتواصل الحديث مع الجدة المستمعة بإنصات
طب بذمتك يا جدة انتي نفسك محباش انها تتجوز
وتشوفي خلفتها ولا عارف نفسه الدنيا كلها تشهد على أدبه دا غير انه ما شاء الله عليه جمال ومركز عالي طب والنعمة لو فاضل واحدة من اخواتي البنتة لكنت اجوزهالوا ان شالله حتى لو ڠصب عنه هي تطول واحد زيه
خرج رد المرأة اخيرا بعد ان استمعت لإسهاباها المبالغ فيه ورغم دهشتها من فعلها إلا انها لا تنكر تحسرها على هذا الأمر ولأول مرة توافقها
انا مش عايزة اتكلم ولا ادخل بس لو هتسأليني طبعا 
انا نفسي ربنا يهديها وهو عارف دا جليل دا من أحسن شباب العيلة بس ياللا بجى كل حاجة نصيب
استطاعت بفعلها ان تثير حنقها حتى ارتسمت الشراسة على ملامحها بقوة لتنهض فجأة تنوي ان تذهب وتترك لها الجلسة ولكن فتنة تابعت
صح انا سمعت ان عمر اخو جميلة صاحبتك جاي من غربته جال خلال أيام معجولة بعد كل السنين دي اخيرا افتكر ياجي بلده
إلا هنا قد ذهبت عنها الحكمة همت ان تقرعها بحديث قاسې ولكن صوت الهاتف منعها لترى سبب اتصال صاحبة المكالمة لها في هذا الوقت
الوو يا نادية مالك في ايه
بعد قليل 
كان المكان ممتلأ بعدد الأفراد في انتظار خروج الطبيب الذي كان يفحص المرأة بالداخل 
تسائل عارف والذي حضر مع ابن عمه فور ان استعانت به شقيقته لنجدة المرأة التي باغتها الألم على حين غرة 
ما عرفتيش السبب الحجيجي لتعب المرة
نفت له بتوتر واهتز كتفيها بعدم معرفة
معرفتش ايه اللي حصل بالظبط انا لما دخلت وشوفتها جبل الدكتور ما ياجي كانت بتصرخ من بطنها دا غير ان جسمها كان مولع ڼار الله اعلم بجى باللي فيها 
خير ان شاء الله دلوك الدكتور يطلع ويطمنا 
لم تخفي فتنة ابتسامتها وهي تتابع باستمتاع محاولات البائس ابن عمها في خلق حديث مع صاحبة القلب المتحجر الحمقاء وهي كالعادة تتجنب حتى النظر اليه ولا تعلم بأن بفعلها هذا تعطيه الفرصة كاملة في تأملها بلا كلل أو ملل اه لو يعلم ان قلبها الذي تغلقه بقفل صدئ نحوه تفتحه على مصراعيه لغبي
لا يمتلك نصف مميزاته لقد أصبحت تشفق عليه بالفعل
بتضحكي لوحدك ومع نفسك انتي مچنونة يا فتنة
خرج التعقيب من زوجها والذي تفاجأ بفعلها رغم حنقه المتصاعد لطول الوقت الذي يستغرقه هذا الطيب في فحص المرأة بالداخل وهي معهما بصفتها ابنتها 
لملمت فتنة ابتسامتها بصعوبة لترد بكذب
وه يا غازي افتكرت كلمة بتك جالتهالي النهاردة وضحكتني فوت ياعم ومدوجش بجى 
تمتم ردا لها بتوبيخ
أفوت ومدجش كمان انتي جيتي ليه اساسا مدام معرفاش تجفلي خشمك في بيوت الناس
بعمل بالأصول غلطت يعني
كبح بصعوبة نفسه عن الرد پغضب ليشيح بوجهه عنها للناحية الأخرى يفرك كفيه ببعضها مغمغما بحريق داخله
الصبر يارب اياك يكون ماټ دا كمان جوا
بعد قليل 
وقد بلغ به الڠضب لذروته خرج الطبيب المسكين يتحدث بعفوية مع ابنة المړيضة
عايزك تخلي بالك منها اوي النهاردة عشان السخونة ما تزديش ياريت تركزي ع الخضار المسلوق والغذا الغذا اهم حاجة في الأيام ده 
وإيه تاني كمان يا دكتور
تفاجأ به الطبيب يلفه إليه بجلافة اذهلته ليردف بعدم استيعاب
في ايه يا أستاذ انا كنت بتكلم معها بخصوص الحالة 
قابله بنظرة خطړة يرد بتحفز
وماله يا سيدي كمل كلامك معايا ايه بجى اللي مطلوب 
قلب الطبيب عينيه بسأم وبدون ان يشعر وجد رأسه تلتف نحوها 
لا خلاص بقى مدام نادية تقريبا حفظت كل النصايح 
أنت كمان عرفت اسمها 
تمتم بها والدخان يخرج من أذنيه وفتحتي أنفه ليعيد وجهه اليه پعنف قائلا بفحيح
لكن انا مش بتكلم معاك ولا يكون مش مالي عينك
شحب وجه الطبيب وقد تيقن بالفعل انه يتحدث مع رجل مچنون تلعثم يجيبه بتخوف
حضرتك طيب وانا عملت ايه بس يزعلك
زاد اشتعال عينيه حتى هم ان يخطئ في رد فعله ولكن عارف لحق عليه ليسحب الطبيب من أمامه يخاطبه بزوق
معلش يا دكتور حكم واد عمي عصبي واحنا كلنا جلجنا ع الست ام عزب تعالي معايا اشرحلي عن حالتها باستفاضة
توقفت هي ببلاهة تتابع خروج الطبيب بظن احمق انه قد يعود إليها بنصيحة أخرى ربما تكون قد تاهت عنه في خضم جداله
غافلة عمن ارتكزت ابصاره عليها بشړ حتى انتبهت لتجفل على هذه النظرة الإجرامية منه وحديثه خرج بعدائية غير ابها بالظرف ولا حتى بانتباه زوجته لغرابة افعاله
عاملة ايه الست ام عزب دلوك
ابتعلت ريقها الذي جف من هيئته وانقلابه المفاجئ لتجيبه على تخوف
زينة زينة الحمد لله
يتبع
ياللا بقى ندوس ع النجمة وتعليق حلو 
الفصل السادس عشر
ها قد عاد عاد اخيرا يقف بقدميه على ارض الوطن يطل من شرفة غرفته في منزل العائلة الذي تم أعادة بناءه مرة أخرى بشكل يناسب العيش الأدمي
يتنفس هواء البلدة التي حرم منها لعدد من السنوات أيام وليالي ذاق فيها العلقم وحده في غربة كادت أن تمحو ملامحه تجرده من أنسانية احتفظ بها بصعوبة تحت الضغوط والأزمات التي مر بها من يعلم بما مر به!
ولكنه الان عاد ليطول
التفاحة التي كانت محرمة عليه يلملم جراحه في لقد حان الوقت لأن يعيش 
يا صباح الورد والهنا دا عريسنا صحي وواجف في البلكونة كمان  
هتفت جميلة وهي تدفع الباب لتدخل بالصنية التي ارتص عليها العديد من الأطعمة وخلفها ابنتها الصغيرة ذات العامين تهلل بمرح
خالي جه خالي جه 
اه يا عفريتة انتي 
قهقه بضحكة مجلجلة قبل ان يتناول الصغيرة ويرفعها إليه يدغدغها بأنفه على انحاء جسدها لتصدح ضحكاتها بصوت عالي أسعده يمطرها بالقبلات قبل ان يجلس وما دا كله دا اللي جايباه يا بت ابوي معبية الصنية وداخلالي الاوضة بيها هو انت مفكراني عريس صح ياك
عريس وسيد العرسان كمان هو انا لسة هفكر اصلا ما خلاص عاد فاضل بس التكة الأخيرة 
اردفت بها تطرقع بأصباعيها عقب على فعلها بمرح
والله يا ست جميلة انتي مفيش منك بحب جوي التفائل بتاعك لكن يا غالية احنا صحيح فاضل معانا التكة الأخيرة بس دي مش هينة برضوا انا مش هصدج غير لما الاجيها في بيتي
بكف يدها صارت تربت على ركبته تتمتم بتهوين
ان شاء الله يا خوي هتتيسر وهيتم المراد في أسرع وجت روح شديدة واللي خلاها جدرت ع الكل وصبرت
تستناك أكيد هيخليها تكمل المشوار وتنهيه النهاية السعيدة 
اااه يا بت ابوي 
نفسي امبارح بالعافية اني اعدي على بيتهم ولا الف حواليه بالعربية يمكن تطل من شباكها ولا تطلعلي واملي عيني برؤياها 
اللي منعني بس ان الدنيا كانت ليل ھموت اشوفها جصاد عيني وبرضوا خاېف لمجدرش احوش يدي عن عايزة ارغي واحكي معاها كتييير جوي اسمع صوتها لحد ما ودني توجعني يمكن ساعتها اشبع منها
نفسي بجي اليوم دا يكون بكرة 
بتأثر شديد کسى ملامحها تمتمت جميلة بإشفاق
هانت يا حبيبي راح الكتير مبجاش الا الجليل انت تاكل وتتجوت دلوك وبعدها نشوف موضوع مجابلتها دي ما هو كمان دي مش حاجة ساهلة وانت الناس هتبجى مالية البيت هنا تسلم عليك الايام دي دا باب البيت من الصبح مهدنش من الخبط عليه كلها جاية تهني برجوعك بعد الغيبة 
تبسم بسخرية لينزل الطفلة قبل ان يرفع صنية الطعام بين يديه متمتما
دلوك عرفوا جيمة ولد عبد السلام وجايين يستجبلوه كمان لما جاي شايل ومحمل سيبك منهم العالم دي 
طب انت واخد الصنية ورايح على فين
هتفت سائلة باستفهام وهي تجده يتخذ طريقه نحو الخروج من الغرفة رد بدون ان يلتفت نحوها
نازل اكل مع اخواتي وامي وابويا وعيالهم يا جميلة هو انا هتجيني نفس اكل لوحدي تاني دا انا ما صدجت 
عمر يا بنات
أما عنها 
فقد كانت واقفة أمام المراة الان تتأمل نفسها بشعور لا تجد له وصف هل هو احساس يغمرها بالفرح الذي اقترب اخيرا ليطرق بابها أم هو الشوق الذي اللهب فؤادها منذ أن علمت بمجيئه منذ الأمس حينما اخبرها عبر رسالة نصية بأنه الان داخل البلدة والسيارة تطير به في طرقاتها لقد قفزت وقتها من فوق التخت حتى همت أن تتناول عبائتها لتخرج لاستقباله ولكن عقلها عاد اليها حينما نظرت إلى شاشة الهاتف لتعلم ان الساعة تعدت الواحدة صباحا وإن خرجت مندفعة برغبتها المچنونة الان سوف تجلب على رأسها المشاكل وهي في غنى عن أي شيء الان يعطلها يكفيها عڈاب الانتظار 
زفرت تخرج تنهيدة بعمق ما تحمله داخلها من عڈاب لتلتف بخطوات متأنية حتى جلست على طرف التخت تعود بذاكرتها لهذا اليوم الذي تم به ما يشبه ميثاق العقد بينها وبينه قبل ان يسافر وذلك عقب فسخ خطبتها من ابن عمها عارف مباشرة
روح اخيرا جيتي يا روح
هتف سائلا بلهفة ينهج بلهاث بعد أن وجدها جالسة اسفل شجرة التين التي جاءت اليها برفقة شقيقته هاربة من ملاحقة الجميع من أفراد عائلتها بعد اتخاذها هذا القرار المؤلم والمفاجئ والذي دفعت ثمنه ايام من المړض جعلت شقيقها يضطر تحت الضغط أن ينصاع لرغبتها ويخسر من أجلها صداقة اقرب الاشخاص من ابناء عمومته عارف ابن عمها والذي كان نصيبه البائس ان يقع في عشق امرأة لا تبادله المشاعر وقد مرت فترة خطبتها به حتى كانت كالحبل الذي يطوق رقبتها يزيدها اختناقا يوما بعد يوم حتى فاض بها ولم تعد لديها قدرة على التحمل 
دنى على عقبيه يجلس مقابلا لها بأعين ترقرق بها الدمع يسألها بلوعة
شهور وانا محرم نفسي حتى ما اعدي جمب البيت عشان ما شوفكيش واتوجع ودلوك لما اسمع بعودتك الاجيكي دبلانة كدة ايه اللي حصلك يا روح
تبسمت له بشحوب وجاء الرد من شقيقته
جايمة من دور عيا يا عمر عايزها تبجى كيف
سمع منها وبنبرة حانية اختلطت بوجعه
سلامتك يا غالية من كل شړ امرض انا سنة ولا يوم واحد تتعبيه انتي 
بعد الشړ عليك متجولش كدة 
قاطعته على الفور ودون انتظار لتغزو ابتسامة سعيدة ملامحه بعد ان سمع صوتها اخيرا وبهذا الرد الذي أثلج صدره لتنهض جميلة من جوارهما تستأذن بحجة مكشوفة
انا هروح ابص هناك على أي حد بيحش
برسيم في زرعته امي موصياني اجيبلها باط كبير عشان وكل الطير ثواني ومش هتأخر 
تبسم هو ينظر في أثرها مغمغما
عندها زوج والله البت دي طلعت بتفهم 
انا فسخت خطوبتي بعارف عشانك 
باغتته بها حتى طالعها مشدوها للحظات حتى اسبل اهدابه فجأة ليعتدل بجلسته متربعا موجها أنظاره في نفس وجهتها وقد تهدلت أكتافه بقنوط حتى اخرج زفير يأسه قائلا
المفروض ان ابجى أسعد واحد دلوك لكن للأسف العجز وجلة الحيلة مانعين عني حتى الأمل 
طالعته غاضبة لتردف بانفعال مكتوم
انا بجولك اتجدم وملكش دعوة بأي حاجة 
ومين يتكفل باالجوازة يا روح ليكون مفكراني راجل مدلدل وهرضى بمليم واحد من عيلتك دا انا ادفن نفسي احسن 
يعني برضوا هتجعد ساكت وتسيبني اروح لغيرك انا فاض بيا ومن سلبيتك خليك على حالك يا عمر ولا اجولك انا هريحك مني خالص 
قالتها وتحاملت على كفيها لتنهض من جلستها على الأرض وفور ان وقفت على أقدامها فاجئها بقوله
جاتني فرصة عمل في الخليج 
طالعته باستفهام فتابع شارحا
انا مسافر ومشواري طويل يا روح الراجل اللي هيسفرني هياخد نص مرتبي لحد ما اخلص دينه عليا لأني للأسف هسافر على حسابه دا غير اني ملزوم ابعت لأهلي ومتخلاش عنهم يعني مشواري طويل على ما اجدر اللم جرش يمكني من فعل أي حاجة لنفسي مش جادر اجولك استنيني اخاڤ اظلمك 
بس انا هستناك 
حتى لو كنتي ناوياها من جلبك برضوا مش هلوم عليكي لو شوفتي نصيبك مع حد يستاهلك انتي دلوك اربعة وعشرين سنة عمرك من عمر جميلة ودي مخطوبة زي ما انتي عارفة وخلاص فرحها جرب 
تابعت له بعزم مؤكدة
برضوا هستناك يا عمر ومش هخلف بوعدي معاك
عادت من شرودها لترفع كفها أمام وجهها تمتم بلوعة
خمس سنين خمس سنين انجطعوا من عمري وانا دلوك على بعد خطوة واحدة بس واعدي التلاتين سبحان من صبرني ع اللي فات وسبحان من يجملني للي جاي
خرج من غرفة الاستقبال التي امتلأت عن اخرها بالرجال المهنئين بعودته من بلاد الغربة ليمر على عدد من النساء الاتي التقطنه بالسلامات والقبلات ايضا فهذا شيء عادي بالنسبة للنساء المتقدمات في العمر فكان يقابلهم بالابتسام والردود الممتنة
نفذ منهم بأعجوبة متعللا بإرهاقه حتى خرج من الباب الخلفي يجلس على المصطبة الرخامية يقلب في شاشة هاتفه يتبادل معها الرسائل للاتفاق على موعد للقاءها قبل اتخاذ أي أجراء رسمي 
ااه يا عمر حتى وانت معاها في نفس البلد برضك لسة في الرسايل اللعېنة دي ابو العوايد الزفت 
غمغم بصوت خاڤت قبل ان يجفل رافعا رأسه على ظل صغير 
تطلع للفتاة التي كانت واقفة مواجهة له مباشرة ذات بشړة سمراء بلمعة ناعمة جاذبة للعين وأعين واسعة كالفنجان على ملامح دقيقة ووجه دائري طفولي خطت داخلهم بخط الكحل لتزيدهم روعة ولكنها كانت تطالعه بجرأة غريبة طالعها باستفهام يخمن انها ربما تكن إحدى بنات شقيقاته الاتي كبرن في غيابه عنهن
انتي بت مين
تبسمت بلهفة تجيبه على الفور
انا هدير وانت عمر اللي كنت مسافر صح زي ما وصفتك خالتي جميلة بالظبط طويل وخشبك عريض ووشك جمحاوي بس هي مجالتش ان فيك عضلات 
نزلت عينيه غريزيا نحو ما تقصد ليرتفع رأسه إليها بعدها على الفور باستدراك سائلا بجدية
انتي هدير مين بت واحدة من خواتي البنتة ولا تجربي للعيلة 
لااا انا هدير جيران خالتي جميلة ما هو بيتنا في في وش بيتها على طول انا طول اليوم بحكي معاها في الشارع ولو دخلت تخدم في بيتها بخش اساعدها كمان 
كان يتطلع اليها فاغرا فاهه باندهاش وهي تسهب في الحديث ولا تعطيه حتى فرصة للتفوه بحرف حتى إذا توقفت اخيرا سألها على الفور
طب انتي جاية لمين دلوك يا هدير لو عايزة خالتك جميلة خشيلها هتلاجيها في الصالة مع الحريم 
حينما ظلت واقفة تطالعه بازبهلال هتف بحزم أجفلها
يا بت ما تخشيلها هتفضلي واجفة كدة مكانك
اا حاضر 
انتفضت تردف بها قبل ان تتحرك على الفور ذاهبة لينظر في أثرها معقبا بابتسامة على هيئتها
الله يجازيكي يا جميلة حصلت كمان للعيال الصغيرة 
في حديقة منزله وقد كان يراقبهم في هذا الوقت من الصباح وهو يطالع بعض الاوراق المهمة قبل ان يذهب متابعا لأعماله المتراكمة يضحك من قلبه على لعب فتياته الصغار بالكرة التي كان يمسك بها معتز معظم الوقت وحبيبته ايه أكبرهم واعقلهم بالنسبة اليه تطالعه مكورة شفتيها بضجر محبب يزيده تسلية قبل ان يخاطبها بمهادنة
عيل صغير يا بابا ما تخديش عليه اعتبريه زي المنتوشة دنيا اختك أهي اللي بتلعب في
الطين وبهدلت فستانها هناك دي وانت يا معتز معتز 
التف على النداء باسمه فغمز له غازي بمرح
اديهم الكورة اديهم الكورة يا واد 
قهقه بصوت عالي حينما استجاب لطلبه قبل ان يعود لابنته
ياللا يا اية خاوو بعض وانتي يا شرووج العبي يا حبيبتي معاهم وبلاها الوجفة وحطة اليد على الوسط دي 
ظل يستمتع بهذه اللحظات الصغيرة تحت أعينها وقد كانت تطل كل دقيقة من نافذة الإستراحة لتطمئن على
صغيرها واندماجه مع الفتيات الصغيرات مع انتباهاها الدائم لمعاملته الحانية للأطفال عكس واجهته الخشنة دائما 
أما فتنة فقد كانت في ألاعلى بأعين متربصة توزع اهتمامها على ثلاث اتجاهات جهة زوجها والأطفال وجهة الإستراحة وهذه التي تختفي وتظهر كل ثانية تنظر من النافذة والجهة الثالثة هي في الأسفل تتحين بانتباه شديد تلك اللحظة التي ستخرج فيها مدعية الاخلاق والثقافة العالية لتلتقي بهذا العائد من غربته 
لقاء العشاق  
تمتمت بها ساخرة تختم بمصمصمة من شفتيها والشغف داخلها ېقتلها لحضور هذه اللحظة الهامة مع مواصلة الغمغمة والإستهزاء ثم الغناء
يا ترى بعض ولا هيبجى سلام باليد مع الدموع يا ربي ع القصص اللي تجنن دي ولا افلام نجلاء فتحي ومحمود ياسين في السبيعينات يا ناس علمني العوم والنبي يا احمد 
في منزل فايز 
والذي كان جالسا على كنبته الخشبية واضعا المبسم في فمه وېدخن بشرود ناظرا في نقطة ما في الفراغ مما لفت انتباه زوجته لتجاوره الجلوس وتسأله
مالك يا فايز ايه اللي شاغل عجلك
رمقها بطرف أجفانه متمتما بغيظ
وانتي مالك باللي واخد عجلي ولا شاغلني يكونش هتغيري علي كمان لا اكون بفكر في غيرك
مصمصت بشفتيها مردفة بثقة
ومغيرش ليه ان شاء الله ما يمكن تعملها صح بعد ما ورثت والفلوس خلاص هتجري في يدك مع انك لو لفيت الدنيا كلها ما هتلاجي زي مرتك حلى وجمال واهتمام 
اطلق ضحكة متحشرجة وعينيه تطوف عليها من رأسها وهذه اللون العجيب في شعرها الجامع بين اللون البني الطبيعي وبعد الخصلات التي شوهها التفتيح المبالغ فيه ثم نزل على وجهها الذي لا يخلو ابدا من مساحيق التجميل لينتبه على العباءة الضيقة على منحناياتها بشكل فج نظرا لامتلاء جسدها فعلق باستهجان
مش تخلي بالك يا مرة انتي وتلبسي حاجة عدلة شوية عايزة عيالك يجولوا عليكي ايه
شهقت تنزل بعينيها على ما ترتديه ليخرج صوتها باستنكار
وماله اللي لبساه ان شاء الله ما انا طول عمري بلبس كدة انا واحدة مدلعة نفسي يا حبيبي وعيالي معودين مش زي الحريم المهملة اللي تلاجيها تنام بجلابية العجين ولا ريحة الطبيخ في چتتها 
طالعها بنظرة غامضة ماطا شفته على زاوية بابتسامة غير مفهومة بشكل اثار استيائها لتهتف به ساخطة
خبر ايه يا فايز انا ليه حاساك اليومين دول متغير معايا حتى بصتك مش مفهومة ايه يا ولد سکينة مرتك مبجتش تعجب ولا ايه
يووووه 
دمدم بها بتذمر لينهرها بضجر
لمي نفسك وحوشي شاطينك عني انا دماغي مونونة وطالبة معايا غباوة 
تابع وبظهر كفه التي امتدت نحوها يلطم ساعدها مرددا بفظاظة
وياللا بجى هوينا ياللا يا مرة اتحركي خليني ادخن الحجر على رواجة ياللاااا 
في الاخير اضطرت ان تنهض من جواره شاعرة بنوع من الأمتهان فهذا الأحمق يفاجئها هذه الأيام بأفعاله من بداية رفضه بيع الفدادين التي ورثها من أبيه رغم تراكم الديون عليهم ثم شروده المتواصل وفتور تعامله معها تجزم ان به شيئا ما 
أما هو فقد كان شاردا فيها ابنة عمه المتمردة المتعالية التي ظن قديما بهجرانه لها انه قد تمكن من كسرها ولم يكن يعلم انها اتخذت من غيابه عنها سورا لتحصن نفسها منه لقد صدقت حينما قالت انه كان ېحترق في البعد أكثر منها ليته غلب الحكمة على عنده ولو مرة واحدة حتى لا يخسر الكثير بخسرانها
فرسة يا سليمة فرسة 
دمدم بها ليكركر في شيشته بقوة وعقله يعود لشروده
هي فين
بادرها بالسؤال فور أن وصل إليه بعد القاءه التحية على عجالة وقد احتلت مقعدها اليوم وعلى غير العادة اسفل المظلة في الحديقة وقد ملت الانتظار من شرفتها حتى قارب اليوم على الانتهاء وهذه الملعۏنة تتصرف بطبيعية داخل المنزل ولم تخرج حتى الان
للقاء المحبوب العائد من السفر ولكنها مصرة على ارضاء فضولها في كشفها 
تبسمت رغم حنقها من لهفة شقيقها المكشوفة أمامها لتجيبه بمراوغة
مستعجل جوي عشان تكلمها ما تصبر شوية على ما اروح اجيسلك انا نبضها  
رد بابتسامة لا تخلو من السخرية
انتي يا فتنة اللي هتجسي نبضها كمان لا يا حبيبتي احنا شايلنك للكبيرة ياللا بسرعة ريحي جلبي بجى ودليني على مكانها 
التوى ثغرها لتجيبه بإشارة من يدها نحو الخلف قائلة
جاعدة مع المحروس ولدها اصله بيلعب من المهر الصغير الباشا الكبير جوز اختك عودوا عليه شوفت الخيبة اللي انا فيها 
اربت بكفه على كتفها بمهادنة وهو يتحرك ويتركها
معلش يا بت ابوي بكرة اخلصك من الاتنين خالص بس انتي ادعيلي 
راقبته بعيناها وهو يعدو بخطواته السريعة لتغمغم بسخط 
عمال تجري كدة يا خوي ع المحروسة ولا اكنك شوفت حريم جبل كدة جال ويجولي ادعيلي كمان عيل فجري بس هي محظوظة بت ال متجعش غير وهي واجفة بختها ڼار مع الرجالة 
مستندة على جدار أحدى الحظائر تراقب صغيرها الذي كان يطعم المهر الصغير ويداعبه دون خوف أو تردد وقد اعتاد الاثنان على بعضها بفضل غازي لا تنكر ان لهذا الرجل افضال عليها مهمها عددتها لن تحصيها يكفي نعمة الأمان فهذه
وحدها تغني عن أي شيء 
مسالخير يا أم معتز 
الټفت اليه مجفلة وابصارها تذهب للخلف وما حوله تتوقع قدوم أحد ما معه لتجيب التحية باستغراب لم يخفى عليه
مساء الخير 
واصل تقدمه حتى أصبح مقابلها تماما مما زاد من اندهاشها ليكمل بابتسامة استهجنتها مع هذا الأسلوب الناعم في الحديث معها
عاملة ايه النهاردة انا شايفك زينة ما شاء الله والضحكة منورة وشك ينعل ابو الحزن 
ابتعلت لتومئ برأسها على مضض مردفة وهي تعتدل بجسدها لتتحرك من أمامه
حمد لله على كل حال 
استني هنا يا نادية هو انا معرفش اتكلم معاكي واصل 
برقت عينيها امامه تحدجه پغضب بأن يتصدره أمامها ليمنع عنها التقدم ف استطرد مبررا
معلش اعذريني بجى ما هو انا بصراحة فاض بيا ونفسي بجى تديني فرصة واحدة بس وتسمعيني 
باحتقان ملأ جوفها
اسمعك ليه ايه اللي يخليني اسمع انا واحدة جوزها مېت ومش مكمل الست أشهر وحتى لو عدى على فراجه بالسنين برضو لا عايز اتجوز ولا اتزفت اصلا عن اذنك 
وكأنه لم يسمع واصل بإصرار تعجبت له مانعا عنها الحركة بتصدره أمامها
لا يا نادية لازم تسمعي عشان انا الكلام ده كان لازم اجولوهولك من زمان انا واد عمك وكنت أولى بيكي من ولد الدهشوري انا اللي رايدك من زمان ومفيش مرة ملت عيني غيرك لو على الحزن ع المرحوم انا ممكن اجدر واستنى تاني بس لازم تعرفي ان ملكيش غيري انا هعيشك برنسيسة وولدك هيبجى ولدي مش هخليكي تضطري لحماية حد عشان هتبجي في حمايتي فكري يا نادية ومتغلبيش راسك الناشفة 
توقف يتأمل ملامحها المزعورة وسكوتها أمامه غير مصدقا لهذا القرب بينها وبينه في هذا المكان الكبير الخالي إلا منهما وجهها المقابل له وقد مثل له الفتنة بحد ذاتها شيطان رأسه يدعوه لفعل ما يتوق إليه منذ أن كبرت أمامه وأصبحت كثمرة ناضجة ترواده لقطفها وتذوقها قبل ان يخطفها ابن الدهشوري وينول ما كان حق له 
لم ينتبه لارتجافها ولا لنظرة البغض التي كانت تطل من عينيها فقد نزلت ابصاره على شفتيها التي كانت ترتعش أمامه بانفراج وكأنها ترحب به وأنفاسها تعلو وتهبط بانفعال كاد أن يصيبه الجنون ذهب عقله وضعفت مقاومته ليدنو منها بذهن مغيب لم يستفيق إلا على صفعه مدوية بكفها على الجهة اليمنى من وجهه قبل ان تدفعه بقبضتيها وتتخطاه پعنف ترفع صغيرها وتعدو ذاهبة بخطوات تحفر الأرض بڠضبها 
شعر بالخزي يمرر كفه على موضع اللطمة وعينيه يرفعها للنظر في الأنحاء حوله خشية أن يكون انتبه لفعلته شخصا ما ثم ما لبث ان يعدل الشال الصوفي حول رقبته ليغادر بعدها كاللص الذي يبتعد بسرعة عن مكان جريمته يتلفت يمينا ويسارا حتى أنه تجنب التطلع إلى شقيقته التي شكت في الأمر بعد أن سبقته الأخرى بركضها لداخل المنزل الكبير بوجه ممتقع 
مطت شفتيها لتدمدم بتوتر
ېخرب مطنك يا ناجي
شكلك كدة طينت الدنيا بلهوجتك 
تركت ما بيدها وهذه الرسائل التي كانت تتلقاها طوال اليوم من عزيزها في ظل ازدحام منزله بالمهنئين بعودته وعدم ترك له ولو وقت صغير مستقطع حتى يخرج للقاءها 
لتعطي انتباهاها الكامل الان لهذه التي ترتجف أمامها بعد ان قصت عليها ما حدث على عجالة في جلسة جمعتهما وحدهما داخل غرفتها
اهدي يا نادية انتي خدتي حجك وعرفتيه انك مش هينة دا لسة كمان لما احكي لغازي والله 
لا متجوليش لحد 
قاطعتها باڼهيار وتشنج
انا مش عايزة سيرتي تتجاب على أي لسان عايزة اجعد في حالي واجفل بابي عليا حرام اجعد كافية خيري شړي ليه محدش عايز يسيبني في حالي
احنا كلنا معاكي وفي ضهرك مفيش حد يجدر يتعرضلك وان كان ع اللي حصل النهاردة ف انا بجولك اها لازم اخويا يعرف ونحجج في الموضوع ده عشان نعرف ايه اللي خلاه يوصلك في اخر البيت وفي المكان الخالي ده الا أذا كان في حد ساعده او دلوه على مكانك ناجي واد عمي معوج من زمان ولازمله شدة عشان يتعدل 
حتى لو هو كدة فعلا يا روح برضك يبجى بعيد عني اسمي لو اتجاب في سيرة يبجى الكلام هيكبر وانا مضمنش يجولوا عليا ايه دا يمكن ساعتها يستغل الظرف ويزود من مخه وابجى مضطرة اتجوزو صح 
صمتت روح باستيعاب جلي تستدرك صدق قولها هي بالفعل في موضع ضعف حتى لو كانت هي المظلومة هذا المجتمع المنلغق بعاداته وتقاليده لا يعطي للمرأة الحق في هذه المواقف حتى لو كانت ضحېة وكم من مأسي مرت أمامها وتحسرت على غياب العدالة بها 
اطرقت رأسها أمامها بخزي وقد لجمها المنطق الغريب عن الدفاع او الوقوف معها امام فعل هذا الدنيء لكن ومع ذلك لن تصمت
انتي بتجولي انك شوفتي فتنة كانت جاعدة في الجنينة ساعة ما انتي جيتي على البيت هنا
اومأت برأسها لتمسح بطرف أصابعها الدموع العالقة على وجنتيها ثم نهضت تردف بما يجيش بصدرها
بس برضك سيبك منها دي لأنها أعفش من اخوها على
فكرة أنا عارفاها من أيام المدرسة 
تنهدت بضيق يجثم على أنفاسها لتتحرك نحو النافذة تطل منها للخارج مردفة
أنا اتخنجت جوي ونفسي اشم هوا بعيد او اروح في أي حتة ادفن رأسي فيها حتى هي الجناين الكتيرة دي تبعكم صح
مررت روح كفها بحنان على ظهرها تجيبها بمؤازرة
ايوة بتاعتنا لو عايزة تتمشي لحد الخضرة هناك روحي الوجت لسة عصاري مجاتش المغرب 
سمعت منها واستدارت بنظرة نحو صغيرها الجالس على فراش التخت مندمجا في مشاهدة افلام الكرتون على شاشة التلفاز المعلقة بالحائط فتابعت لها روح بلهجة مطمئنة
متجلجيش عليه اطلعي انتي وفرطي عن نفسك وخدي الوجت اللي يكفيكي معتز دا يا روح جلبي من جوا 
دلف داخل غرفة نوم والديه مستغلا غياب والده ليختلي بالحديث مع والدته والتي كانت تعمل على ترتيب الفراش وتبديل ملاءته فخرج صوتها بلهاث
ايوة يا مالك لو عايزني احضرلك غدا يبجى استنى بس اخلص اللي يدي يا ولدي 
رمقها بنظرة غامضة يجيبها
بس انا مش عايز وكل ياما انا كنت جاي بس اطل عليكي عاملة ايه بجى
تبسمت بتشكيك لمرواغته لها ثم ما لبثت أن تجاريه
زينة يا أستاذ مالك تشكر ع السؤال يا باشا 
الټفت نحو خزانة الملابس تبحث عن عدد من قطع المفارش الصغيرة تحصيها على يدها قبل أن تخرج بها وتكمل مهمتها على باقي الاثاث في المنزل وصلها صوت ابنها بتمهل مقصود
لكن انتي متعرفيش ابويا راح فين ياما
الټفت جالسة على عقبيها في متابعة لرحلة البحث
وانا هعرف منين يا حبيبي هو ابوك دا بجى حد فاهمله حاجة اساسا 
اممم
زام بفمه ثم تحرك خطوتين ليجلس على طرف التخت متابعا بأسلوب يقارب السخرية
دا انتي غلبانة جوي ياما على كدة مسمعتيش باللي عمله مع مرته التانية خالتي سليمة ام حجازي 
مالها ام حجازي
اتنفضت تردف بها تاركة كل ما بيدها لتجاوره الجلوس على الجهة الأخرى
أردف يجيبها
اصل انا زورت جدتي سکينة من كام يوم سمعت بجى هناك باللي عمله جوزك شكله اتجن وحن لمرته الجديمة تاني لما عرف ان المصلحة
اللي جاية من ناحيتها احسن من العداوة معاها دا متكسفش من خواته البنتة وراحلهم في عز الليالي يجولهم انا جاي ابيت مع مرتي تصدجيها دي
التف برأسه يطالع وجهها وقد توحشت ملامحها تخاطبه بشراسة
انت بتجول ايه يا مالك متأكد انت من الكلام ده طب وهي جبلت بيه
والله زي ما بجولك ياما دا اللي سمعته 
قالها ببرائة ليضيف بمكر
اما عنها ف انا بصراحة معرفش ايه ظروفها معاه شكل جوزك ناويها ياما ومش بعيد نلاجيه في يوم وليلة سايب البيت وراح جعد معاها طبعا ما هو البيت بيتها هي وولدها المرحوم 
بيت مين متجولش كدة 
صړخت بها بوجهه لتنتفض تفرك كفيها پحقد متعاظم
ااه عشان كدة بجى الراجل جرفان وبيعاملنا من فوج مناخيره دا غير انه مش راضي يببع جيراط واحد من الفدادين اللي ورثها من ابوه والله لاجيب عاليها واطيها لو حصل دا انا متحملة جرفه بجالي عمر دلوك لما تفرج يسيبني 
الټفت فجأة نحو ابنها الذي انتبهت على هدوئه المريب لتهدر به
انت مالك ساكت كدة ليه بتولع الڼار في جسمي وانت ولا على بالك  
ظل على وضعه يرمقها بنظرات غامضة قبل ان يتنازل اخيرا يجيبها
ما انا جاي اكلمك اها ياما واخد رأيك في اللي سمعته مش يمكن اكون انا غلطان ولا انتي فاهماه غلط!
مالت رأسها للأمام تطالعه قاطبة جبينها بشدة رافعة طرف شفتها باستغراب جلي فهذا الولد أصبح كالبئر الغويط امامها ولم تعد تفهمه على الإطلاق 
سكن جسدها المرهق أخيرا بعد بكاء كثير ومرير وقد ساهمت برودة الطقس الطفيفة مع الهواء الذي كان يداعب اغصان الشجر أمامها في سيمفونية بديعة ما بين نسمات عليلة وتراقص أوراق الشجر أمامها مع هدوء المكان الخالي من حولها لتخمد نيران القهر بداخلها ولو قليلا وتصفي ذهنها المستنزف من أفكاره المتصارعة ف تتنفس من نقاء الطبيعية بعيدا عن الأحقاد والمكائد التي تحيط بها من كل الجهات 
راحة تخللت روحها المنهكة لتستكين مستسلمة لسحر اللحظة والذي انساها الوقت وحرمة المكان الغريب عنها حتى استفاقت تستدرك ورطتها بعد أن وقعت عينيها على زوج العيون المخيفة رغم صفاء لونها البني والذي أصبح قاتم في هذا الوقت وهو يقترب بخطواته المتربصة نحوها ثم خرج صوته اخيرا بعد أن جفف الډماء بعروقها
بتعملي إيه هنا
انتصبت فجأة عن الأرض التي كانت تفترشها لتجيب بتعلثم مبتلعة ريقها بصعوبة
ااا أنا طلعت يعني كنت مخنوجة شوية وجولت افك عن نفسي بشوية هوا 
صدرت منه حركة بجذعه نحوها جعلتها ترتد للخلف پخوف غريزي ازداد بقوله المحتد
طالعة تشمي هوا والساعة داخلة دلوكت على تسعة
دافعت بتلجلج وكأنها ارتكبت جرم
اا انا ما كنتش واخدة بالي والله انا طالعة الدنيا كانت مغارب لكن اظاهر ان الوجت سرجني 
صمت يرمقها بنظراته الغامضة وقد زاد عليها تجهم وجهه هذه المرة بتعاببر زادت من حيرتها ما بال هذا الرجل وأفعاله الغريبة معها يعاملها بشدة ليست معتادة عليها
يدخل بقلبها الخۏف منه رغم أنه من المفترض به حمايتها اسبلت اهدابها عنه ټلعن قدرها الذي وضعها في منزله وتحت رعايته في أشد أوقاتها غرابة ألا يكفيها ما يقسم ظهرها من هموم ومصائب تنتظرها نفضت رأسها وقد استفزها سكوته الذي طال فتحركت لتستدير عنه مستئذنة
عن إذنك أنا راجعة البي 
قطعت وشهقة مفاجئة خرجت منها كتمتها على الفور بكف يدها فور أن رأت آخر ما كانت تتوقعه أمامها بمسافة قريبة يكشر عن أنيابه وقبل أن تلتف رأسها للخلف صعقټ بصوت الطلقات الڼارية التي خرجت من خلفها تردي الذئب قتيلا على الفور فلم تقوى هذه المرة على كتم صړختها
بتجتله كدة على طول
بنفس السرعة التي قتل بها الذئب عاد بوضع سلاحھ الڼاري في مخبئه داخل الصديري اسفل الجلباب يقول بنبرة ساخرة
أمال كنت هستني لما استأذنه!
يحدثها ببساطة عائدا لنفس الإبتسامة الغريبة غير ابها بارتياعها لفعلته وكأنه ينقصها هذا المعتوه ليزيد على تكالب الأزمات حولها 
تكلم فجأة يوقف تحديقها به
هتفضلي واجفة هنا كتير اتحركي ياللا خلينا نمشي 
رغم رغبتها في الهروب راكضة إلا أن الصدمة جعلتها تشعر وكأن شللا اصابها عن التحرك أو هذا ما كانت تظنه قبل أن يجفلها
هادرا
ما تحركي رجلك انتي لزجتي في الأرض مدي ياللا خليني أروحك
انتفضت على أثر صيحته فتحركت أقدامها بخطواتها السريعة أمامه وكأنها تسابق الريح ليغمغم خلفها بسخرية
جال تفك عن نفسها وتشم هوا جال جاعدين في مارينا احنا هنا!
عايز ماما فين ماما
بكلماته القليلة التي يحفظها كان يردد بتساؤله لها كل ما تذكر فكانت هي تهادنه وتشغله بالالعاب حتى مل وتوقف غير مستجيبا لكل محاولاتها في استرضاءه لتضطر أن تخرج به في حديقة المنزل ينتظرا عودتها بعد ان اتصلت بشقيقها حتى يبحث عنها ويجدها
ماما هتجيبلك حاجة حلوة يا زيزو هي خلاص جربت تاجي اهو دلوك هتلاجيها داخلة من الباب ده 
اردفت بالاخيرة توجه انظاره معها نحو المدخل الخارجي للمنزل لتغمغم داخلها
يارب جيبها مستورة الدنيا ليلت والجزينة حتى نسيت ما تاخد تلفونها  
هي مين اللي نسيت ما تاخد تلفونها
شهقت روح واضعة كفها على موضع قلبها وقد باغتها الصوت من زوجة اخيها التي لم تهدأ حتى الان في مراقبتها 
خبر ايه يا روح مش لدرجادي يعني
لاه للدرجادي عشان انا جلبي كان هيوجف كنتي مسي الأول ولا اعملي اي حركة بدل ما تخلعيني كدة بصوتك من ورا ضهري الدنيا ليالي زي ما انتي شايفة 
مصمصمت بشفتيها في البداية ثم تسائلت بفضول
طب ولما هي ليالي كدة جاعدة انتي والواد الصغير دا في الهو لوحديكم ليه هي امه اتبرعتلك بيه
ضغطت تعض على نواجزها تكبح نفسها من رد قد يحتسب عليها بعد ذلك لتردف لها بحنق
اعوذ بالله منك ومن الفاظك يا بوي عليكي يا شيخة امه راحت تطل على بيت ابوها وزمانها على وصول استريحتي يا ستي 
يا خيا ويعني انا كمان مالي بيها تطلع على بيت ابوها ولا تروح الحتة اللي تعجبها حتى مدام لاجية اللي يشيل ويراعي عنها تعمل اللي على كيفها 
كلماتها المسمۏمة وهذه التلميحات المستفزة جعلت الډماء تغلي برأسها لتتذكر الحدث الأساسي خلف خروج المسكينة هائمة على وجهها وهذا ما جعلها تواجهها پغضب
اما اجولك يا فتنة اسمعي مني الكلمتين دول وركزي فيهم كويس عجلي اخوكي ولميه عن بنات الناس بلاش الشغل ده هو مش عيل صغير ولا مراهق 
رغم ارتباكها الملحوظ وشحوب وجهها الذي بدا واضحا بقوة أمامها إلا انها وكالعادة تدافع وتبرر حتى لو على خطأ
ماله اخويا بجى يا ست روح خلي بالك يا بت الأصول دا يبجى واد عمك يعني عيب عليكي تغلطي فيه 
هو اللي جاب الغلط لروحه 
خرجت منها بقوة لتتابع مشددة
اللي عايز بنات الناس يدخل البيت من بابه مش يلف زي الحرامية ويستني اللحضة اللي الدنيا فيها تبجى خالية عشان يتصرف بندالة مرة تاني هجولها عييب واللي يساعده في الغلط برضوا عيب عليه دي بنات ناس وامانة في رجبتنا ولا هو خلاص السهر مع الاجانب وجعدات البنات اياها نسوه الأصول والحرام والحلال
توقفت تطالع هيئتها وهي مستشيطة بنيران حقدها فلم تعد لديها حجة على المجادلة لتضيف عليها بټهديد
أرجع تاني واجولك وعيه ووعي نفسك غازي جوزك لو عرف اول واحدة انتي هتتأذي 
مامااا
هتف بها معتز يترك كفي روح ليركض نحو والدته التي كانت تدلف من الباب الحديدي فرحت بعودتها لتغلق باب المناقشة مع عدوة نفسها وعدوة الجميع ابنة عمها فتنة ولكن بمجرد رويتها لشقيقها يدلف هو الاخر خلف نادية على الفور تمتمت بذكاء وهي تلحق بالصغير حتى تمنع عنها فرصة تختلقها للظن
ما شاء الله دا كمان غازي راجع أكيد لمحها في الطريج وجابها يوصلها معاه 
زاد الحريق بقلب فتنة والبغض نحو هذه المدعوة نادية والملعۏنة ابنة عمها مدعية الاخلاق والفضيلة تنصحها وهي ذائبة في عشق احدهم تتبادل معه الرسائل والاتفاقات وكأنها لا تملك كبيرا يعملها الأدب على عدم حيائها
ماشي يا روح ماااشي 
في
اليوم التالي
كان الڠضب قد استبد بها ليلة كاملة قضتها في التفكير المتواصل والقلق المتعاظم بعد ټهديد ابنة عمها روح تلك التي تقف لها كالشوكة في الحلق
زوجها الأحمق ان علم بما حدث لن يكفيه وقتها عقاپ عادي لها ولا لشقيقها المتهور سوف تنال الاذية معه وكله بسبب هذه المتلونة والتي جاءت كالبلاء الذي حط
على رأسها 
وجدت فرصتها فور ان رأتها خارجة بطبق الحلوة تعطي ابنها وتوزع على بقية الاطفال الصغار ما صنعته بيدها اقتربت منها على الفور تخاطبها مباشرة ودون القاء التحية حتى
جولتي ايه لروح يا نادية عشان تيجي وتهددني بسببك 
طالعتها في البداية بإجفال ثم ما لبثت ان تستعيد توازنها في الرد مضيقة عينيها بتركيز
طب ما بدل ما تسأليني وتخليني افكر وادور حوالين نفسي جوليلي على طول يا ستي وانا برضك اجاوبك على طول 
التمعت عينيها بشړ لتزيد قربها منها تردف بخفوت وفحيح
انتي عارفة انا جصدي ايه كويس مش معنى ان اخويا مش عاجبك يبجى تشنعي عليه وتجولي كلام عفش خلي بالك يا غالية اخويا راجل ويعمل اللي على كيفه ومحدش هيجيب عليه لوم انما انتي بجى مش حمل نص كلمة عليكي 
برقت عينيها تواجهها ببغض لتهدر پقهر تجاهد الا تظهره امامها عديمة الرحمة والانسانية
انا أشرف منه ومن مية من عينته واه يا فتنة اخوكي مش عاجبني ولا حتى ارضى البسه جزمة في رجلي 
بابتسامة مستخفة ساخرة ردت تواصل بمكرها
والله يعني اخويا بجلاله جدره مش عاجبك! امال مين اللي يعجبك يا نادية جوزي مثلا
لقد بالغت في إھانتها بالغت في الضغط عليها حتى خرج ردها بكرامة جريحة تمنع به سيل دموع الضغف أمامها
جوزك مين يا ام جوز جوزك ده كبير عيلته ولا كبير البلد ولا كبير المحافظة كلها هيجي ايه في جوزي الله يرحمه ولا ربعه حتى 
توقفت فجأة على ابتسامة منتشية متشفية من الأخرى بنظرة اجبرتها على النظر للخلف وكانت الصاعقة حينما وجدته أمامها مباشرة وقد بدا من ملامح وجهه المنغلقة والمتجمهة انه سمع جملتها الأخيرة بكل وضوح 
يتبع
الفصل السابع عشر
يعتريه الڠضب! لا بل هي الخيبة خيبة الأمل التي حطت على قلب تعلق بحلم قديم وقد شعر انه على وشك الاقتراب من تحقيقه حتى نسج من خيوط أوهامه بيتا كبيت العنكبوت علق بداخله الأماني وزينه حتى ظن انه الحقيقة ولكن ومع أول اختبار بسيط لقوته سقط تمزقه الرياح حتى طار في الهواء ولم يعد له وجود لينزل من سماء عالمه الوردي بصڤعة مدوية تلقاها ليفيق على واقعه البائس مضيفا عليه چرح بكرامته 
ولكن هو يستحق!
هو من سمح لنفسه أن يندفع خلف رغبته القوية لم يتريث أو يأخذ فرصة للتفكير في طبيعة الانسانة التي بنى عليها مبتغاه ونسي انها لا تعرفه من الأساس هي امرأة متمسكة بأطلال زوجها المحظوظ الراحل وهو البائس الذي يعيش على ظهر الدنيا وقد كتبت عليه التعاسة الأبدية هذا ما علمه الان وتأكد منه 
ارتفعت رأسه فجأة بعد ان شعر بوجودها مصدر البؤس والتي قد تكون السبب الرئيسي في كرهه لصنف النساء واقفة أمامه بهيئة تدعي براءة هي أبعد الناس عنها لا والأدهى هذا الحزن المصطنع الذي يعلو قسماتها الان وكأنها باتت تشعر كباقي البشر!
عايزة ايه يا فتنة ايه اللي طلعك من البيت دلوك
سألها بجفاء متحاملا على غضبه المتعاظم فاقتربت حتى جلست جواره على الاريكة اسفل عرش الكرم الممتلئ على آخره بطرح الثمار لترد بصوت ضعيف تدعي الأسى
عايزاك انت يا غازي الدنيا ليلت وانت جاعد في الطل هنا على كنبتك لا انت داخل البيت تريح وتاكل لجمة ولا حتى فاكر في البنات اللي عمالين بيسألوا عنك طب مش خاېف لا يطلعلك ديب من وسط عرايش العنب هنا
ضيق عينيه يرمقها بابتسامة ساخرة كاشفة ليرد بكلمات مقصودة
لا مټخافيش عليا من أي ديب انا كفيل بيه مشكلتي بس مع الحيايا يا فتنة الحيايا اللي لافة حواليا لا انا جادر أكسرها ولا جادر ابعدها عني متكتف بحبال منعاني عنها حبال من دمي لو جطعتها يبجى هجطع من روحي 
وصلها مغزى كلماته فخرج صوتها بمسكنة ولوم
عارفة انك بتلجح عليا من انا مش غبية عشان مفهمش ان انت تجصد بنتتك بالحبال اللي من دمك ربنا يسامحك يا غازي بتطلعني انا حيا بعد ما شوفت وسمعت بنفسك عديمة الزوج ناكرة المعروف وهي بتغلط وتجل منك 
اخرسي يا فتنة  
هتف بها ليطبق على مرفقها معنفا پغضب
لو في حد جل مني ولا غلط صح يبجى انتي ما هي
مش معجول وحدة هتعيب وتغلط فيا من الباب للطاج ولا يكونش مفكراني غبي ومش فاهم الاعيبك
نزعت ذراعها عنه لتنطلق پبكاء وملظلومية لا تليق بها
تاني يا غازي بتجيب على مرتك اللوم حتى في دي كمان اعملك ايه عشان تصدجني كلكم شايفينها ملاك وانا بس اللي عارفة بطبعها العفش من ايام ما كنا بنتة صغيرين ولسة بنتعلم كسرت جلب اخويا اللي
هو واد عمها لاجل عيون ولد الدهشوري اللي كان ساكن في العمارة اللي جصاد المدرسة بشكله الحلو يشاغل البنتة ويا عالم بجى اختارها هي من دون البجية ليه
زادت ملامحه مقتا لها ولتلمحياتها الخبيثة وبرغم اشتعال رأسه بالظنون بسبب ما تتلفظ به الا انها تثبت له دائما يوما بعد يوم كم هي امرأة سيئة وهي الان لا تتورع حتى عن الخوض في الأعراض أو القڈف في الراحلين تنتظر فقط منه اشارة تحميها من ثورته لعلمها بطبعه الشديد في رفضه لهذا الأمور ولكنها نصيبه وأم بناته فلا مهرب منها وقد ثبت له بالدليل القاطع كم هو شقي لاضطراره تحملها
امسكي لسانك يا فتنة عشان مجلبش عليكي وبلاش تكرهيني فيكي 
أكرهك فيا وه لدرجادي يا غازي 
رددت بها من خلفه پصدمة غير مستوعبة ان نطق بها ولكنه عاد مؤكدا لها هذه المرة بنصح
أيوة يا فتنة عشان انا جيبت اخري منك حاولي تصلحي من نفسك يا بت الناس عشان المركب بينا تمشي وافتكري بناتك البنتة اللي ربطانا انا وانتي ببعض ركزي اهتمامك بيهم وسيبي البشر في حالهم بجى 
هم أن يكمل باقي نصائحه ولكن قاطعه صوت الهاتف بهذه النغمة المخصصة لشقيقته والتي رد عليها على الفور امام ڠضب زوجته التي تلجمت بصعوبة عن الانفجار به غير متقبلة لتغيره دفة الحديث ليقلب الأمر عليها 
ويزيد من ڠضبها الان بأن انتفض فجأة مرددا عبر الهاتف
بتجولي ايه عايزة تمشي!
بدمع لم يجف واصلت لململة متعلقاتها ومتعلقات صغيرها في انتظار وصول شقيقها بعد ان أخبرته عبر الهاتف برغبتها الملحة في العودة للمنزل وبدون أي اسباب غير قابلة للنقاش او الجدال حتى والدتها اضطرت راضخة لها في الاخير بعد ان يأست من اقناعها عن العدول في قرارها المفاجئ هذا 
فلم يتبقى لها سوى روح التي كانت ما زالت تواصل لأقناعها حتى لجأت لشقيقها في غفلة منها عله يغلب عدله على غضبه في اثناءها عن هذا الأمر رغم تأكدها من سلامة موقفها وما تفوهت به حتى وان اخطأت فلم يكن الا رد طبيعي على كلمات زوجة أخيها السامة
بس انا متأكدة ان اخويا لو عرف بالكلام من أوله لا يمكن هيفوتها دي من غير ما يأدب مرته واخوها الكلب ناجي
صدر اعتراضها وهي تستقيم بجسدها عن تنظيم الحقيبة
وانا جولت لاه يا روح هنجعد نعيد ونزيد في الكلام للصبح وبرضو هجولك لاه الله يرضى عنك متخلنيش اندم اني جوتلك 
ټندمي معايا انا كمان لا يا نادية الغلط كله منها هي اللي تستاهل العقاپ مينفعش تتساب كدة وربي المعبود اخويا مظلوم معاها 
عادت لما تفعله تلهي نفسها عن التفكير في عبارتها لكن سرعان ما وجدت الرد يخرج منها
والله ربنا يعينه ويعرف يعدلهالو ويهديها مع اني اشك دا طبعها من واحنا في المدرسة مع بعض ياما حصلت مشاكل بسببها خصوصا 
خصوصا إيه
رددت من خلفها بالسؤال حينما وجدتها قطعت فجأة وقد كانت على وشك ان تخطأ وتفصح عما يراودها من شكوك وذلك بتذكرها لبعض الاحداث التي تلت خطبتها من زوجها الراحل داخل المدرسة التي جمعتهما سابقا بافتعال المشاكل لها وفي اجتماعات العائلة وتنمرها الدائم بالتفنن في مضايقتها وتذكيرها بالمستوى المتدنى عنهم بزواجها من خارج العائلة هي ليست بغبية حتى لا تعلم بالسبب الأساسي لكره فتنة لها وقد رأت بعيناها قديما وسمعت من بعض الصديقات المشتركات بينهن عن الإعجاب الشديد منها نحو الراحل حتى انها كانت تخبرهم بملئ فمها انه سيتزوجها هي لأنها الأجمل ولأنها تستحق رجل بوسامته 
عادت روح لتعيد السؤال بصيغة أخرى وكأنها تعلم بجانب من الأمر
سرحتي في ايه يا نادية لدرجادي المواضيع اللي ما بينكم كبيرة انا ملاحظة من زمان انها دايما مستجصداكي
معرفش ليه
رسمت ابتسامة عادية لم تبلغ سوى مط شفتها بصورة بسيطة ثم ردت بكذب لا تجيده
عادي يعني أكيد عشان موضوع اخوها سيبك منها دي انسانة ربنا يشفيها من السواد اللي جواها 
رغم علمها بانها تكذب لكنها فضلت الا تلح عليها وظلت صامتة حتى وصلهما صوت نداء السيدة جليلة من خارج الغرفة
نادية تعالي كلمي واد عمك الكبير غازي 
يا مري 
صدرت منها لاطمة بكفها على وجنتها تردد بحرج
ودا ايه اللي جابه ده انا كنت عايزة امشي من سكات من غير ما حد يحس بيا 
توقفت فجأة ترمق الأخرى بنظرة يملؤها الشك تسألها
انتي اللي بلغتيه يا روح صح
نفت لها بكذب مكشوف
ويعني هكون بلغتوا امتى يعني ما انا جاعدة معاكي 
بجالي ساعات اها 
لم تضغط بالالحاح عليها فعقلها كانت مشتتا بحيرة ما بين الرفض في الخروج له وما بين مقابلته بهامة مرفوعة تخبره بالرغبة في الذهاب وبدون تفسير لأسباب كما فعلت مع والدتها وشقيقها وليظن بعقله ما يشاء يكفيها النظرة الغريبة التي رمقها بها وقت ما سمع حديثها السيء عنه لقد رأت في عيناه ما أوجعها وجعلها تشعر بحجم الجرم الذي ارتكبته في حقه بعدما وقف معها واغدق عليها
برعايته لها ولإبنها كيف لها ان تضع عينيها بخاصتيه وقد رحمها هو بكرم اخلاقه حينما ذهب من امامهما بدون ان يتفوه مستفسرا ولو بحرف واحد أما الان فلماذا اتى هي تريد الذهاب والهروب بخزيها منه 
يا نااادية 
سمعت بالنداء مرة أخرى لتعقب بحنق على فعل والدتها
شايفة المرة بتنده من برا من غير حتى ما تتحرك وتاجي هنا هو انا ناجصة كسوف ولا احراج بعد الخيبة اللي انا فيها دي
نهضت روح تخاطبها مشددة عليها في مؤازة منها
سيبك من الكسوف ولا الاحراج تعالي وانا هجف معاكي هنحاول نألف اي كدبة لو جاب سيرة الكلام اللي سمعه 
اقتربت تجذبها من ذراعها لتسحبها معها ولكن الأخرى تمسكت قدميها بالأرض بتردد صريح تخبرها
هطلع معاكي بانه وش احط عيني في عينه ازاي بس بعد الغلط اللي غلطته فيه انا بتمنى الأرض تنشج وتبلعني ولا ان حتى اعدي في الشارع اللي هو معدي فيه 
تبسمت روح لها بإشفاق لتواصل جذبها بالتحفيز والمزاح
متحطيش عينك في عينه يا ستي وبصي في الأرض وسيبي الباجي على العبد لله ليكي عليا اشغل خيالي الواسع واخترعلك قصة انا مش هسيبك واصل
سيبونا لوحدنا انتو الاتنين 
كانت اول جملة منه بادرهم بها الحديث بعدما دلفا اليه وبأمر صريح نحو والدتها وشقيقته التي تمسكت بها بهلع حتى لا تتحرك وتتركها وحدها معه تذكرها بعيناها بحديثهما في الداخل عن اختلاق القصص فصدر اعتراض روح بتلثعم وقد فاجأها هي الأخرى بطلبه
اا انا بجول اجعد معاكم ما انا مش غريبة يعني ولا حتى الست ام عزب ما هو أصل 
رووح  
هتف يقطع استرسالها وبنظرة مسيطرة أومأ لها بطرف ذقنه لتنهض على غير إرادتها مزعنة لأمره تاركة الأخرى والاتفاق المبرم بينهما في مواجهة صريحة معه وقد نهضت والدتها هي الأخرى على الفور متحججة بعمل مشروب ساخن له
طب انا هعملك كوباية شاي  
ظلت انظار روح معلقة بهذه المسكينة التي ظلت تناظرها باستجداء لتعود اليها وقدميها تتحرك نحو المغادرة ببطء شديد جعل شقيقها يزأر بنفاذ صبر
روووح 
بكلمته الفاصلة والنداء باسمها اضطرت على الفور لتنفيذ الأمر وظلت هي تنظر في اثرها تأمل ان تعود اليها قبل ان تنتبه على قوله
عايزة تمشي!
صدر السؤال بجمود ماثل هيئته مما زادها اضطرابا ليخرج ردها بخفوت نتيجة لصعوبة الموقف اللعېن الذي وضعت به
انااا بجول كدة أحسن يعني عشان 
عشان ايه
تبا لماذا يصر على إحراجها ألا يكفيه هيئتها الان وكأنها فأر علق بالمصيدة أمامه
هذا ما اردفت بها داخلها وهي تسمع لنبرته القاسېة وعينيه منصبة عليها بتركيز تام متسائلا عن طبيعة المرأة التي أمامه هل هي الملاك الذي ظل على حلم بلقاءها لعدد من السنوات قاربت لنصف عمره أم تلك اللعوب التي تحدثت عنها زوجته اللعڼة عليها هي الأخرى نفض رأسه سريعا ليعود اليها بالتوضيح مباشرةا
لو كان جاصدك ع الكلمتين اللي سمعتيهم 
توقف متابعا لارتباكها الشديد فور ذكره للأمر
والتعرق الذي انتشر بأنحاء وجهها قبل أن يتابع بلهجة خشنة خلت تماما من أي تأثر رغم خناجر الألم التي كانت تحفر داخله بعمق
متشليش هم انا راجل كبير واكيد فاهم ان ليكي اسبابك اللي دفعتك تجولي كدة 
تسرب إليها بعض الارتياح لتحاول ان تلتقط انفاسها ولكن كان ذلك قبل ان يجمد الډماء بعروقها فور ان تابع لها باستفساره
بس انا بجى عايز اعرف السبب اللي خلاكي تجولي كدة عليا
برقت عينيها امامه بإجفال شديد سرعان ما سيطرت عليه تبتلع ريقها الذي جف بحضرته ورأسها تدور في اختلاق أي قصة تنفيذا لتوجيهات روح التي نفذت بجلدها وتركتها وحدها 
ما تردي ساكتة ليه
وصلها صوته للمرة الثانية بهذه اللهجة الجديدة عليها لتضطر اخيرا للرد عليه متكتفة الذراعين وابصارها للأمام بعيدا عنه
ممكن مجاوبش ع السؤال اللي حصل كان غلطة في حجك وانا معترفة بكدة 
مش موضوع غلط 
زفر يخرج دفعة من هواء مكبوت بصدره يستطرد
الموضوع انك قارنتي بيني وبين جوزك المرحوم اينعم انتي صغرتيني لأجل من الربع 
شدد ع الأخيرة ثم واصل
بس تمام انا مجدرش اللوم عليكي دا حجك تجدريني في الحجم اللي انتي شايفاه لكن المهم بجى ليه
لو كانت الكلمات مسننة وتذبح لكان رأى بنفسه حجم الچروح التي فعلها بها وهي بالفعل تعطيه الحق ولن تلوم عليه رغم تضيقه عليها الان واصراره على معرفة الاسباب التي قد تأتي بنتائج غير محسوبة بالإضافة لإذلال تشعر به من الان وهي ليست على استعداد لمواجهة هذا الأمر
أغمضت عينيها پألم تجيب بصوت بح من هول ما يكتنفها في هذه اللحظة
أنا جولت اني غلطت ولذلك منعا للمشاكل والإحراج ياريت تعفيني من أي كلام تاني اخويا خلاص زمانه على وصول 
كمان اتصلتي باخوكي عشان ياخدك دا الموضوع كبير بجى وانا مش واخد بالي 
نهض عن مقعده ف انتبه على لمعة الدموع التي تحتجزها بصعوبة امامه ليردف بحزم
انتي جيتي هنا بعد انا ما اتعهدت بحمايتك انتي وولدك والكلام ده مفيش منه رجوع يعني مكانك معززة مكرمة مفيش حاجة هتضايجك من
هنا ورايح حتى لو كنت انا نفسي!
له 
عاد مساء والساعة تعدت الثانية بعد منتصف الليل 
يجر اقدامه بعدم اتزان جسده يهتز قليلا بترنح فرأسه التي اعتادت على المكيفات أصبحت لا تتأثر إلا ان زادت الجرعات مثلما حدث اليوم فقد افرط في الشراب نتيجة لشروده في الفكر الذي سيطر على ذهنه هذه الايام حولها شوق يأكل في جسده من وقت ان رأها على هيئتها الانثوية في خلوتها وقت ما كان يراقبها نائمة ليته ما فعل فقد تجددت برأسه اشياء ظنها دفنت واندثرت خلف كره كان يدعيه زورا عندا فيها وفي والده تبا ليته سمع لصوت الشوق بداخله ولو لمرة واحدة قبل ان تتوسع الهوة وتصبح الأماني ضړب من ضروب المستحيل على الرغم من انها حقه 
زفر يسقط بثقل جسده على طرف التخت حتى اهتز من اسفله ف استيقظت زوجته لترمقه متسائلة ببعض الوعي
انت رجعت يا فايز
سمع منها السؤال ليلتف بجذعه يلوح بكفه امامها بقرف مرددا
ايوة رجعت نامي انتي نامي 
جذب انتباهاها لتنهض بجذعها باستفاقة جيدة تخاطبه
انام انام وانت جاي دلوك على وش الفجر طب افتكر ان وراك سرحة في المصنع هتلحج تريح ولا تنام امتى 
طالعها بملامح ممتعضة يجيب بقرف وهو يخلع في ملابسه
متشغليش نفسك بيها دي انا اساسا مش سارح بكرة الشغل واخد اجازة استريحتي
واخد اجازة كيف ده احنا بكرة الخميس مش الجمعة 
زام بتذمر غير متقبلا لاعتراضها
يووووه انتي يا مرة انتي عايزة نكد على اخر الليل جولنا اجازة وخلصنا هتدخلي كمان في اللي ملكيش فيه 
نهض بخطواته المائلة ليردف متجها نحو الحمام
مرة زي البومة طيرتي الكاسين اللي دافع فيهم ډم جلبي جبر ياخدك 
ظلت تطالع أثره حتى اختفي يصفق باب الحمام بوجهها لتتمتم في اثره بغيظ شديد
بجى انا بومة يا فايز وبتدعي عليا بالمۏت كمان  
صفقت كفيها ببعضهما تتابع بتوعد
ماشي يا ولد سکينة ماشي بكرة نعرف اخرك ايه لكن والنعمة ما هرحمك ساعتها لو عرفت انك ناوي ع الغدر ونشوف مين فينا اللي هيسبج
عارف 
هو انا معيوب
سأله بنبرة اختلطت ما بين يأسه وألمه والذي شعر بها الاخر ليرد على السؤال بسؤال
لو كان ع العيوب ف احنا كلنا معيوبين ومحدش فينا كامل يعني مش انت بس ليه بجى بتجول كدة
زفر يميل بجسده للخلف حتى استند برأسه على الحائط من خلفه يطالعه بصمت في جلسة جمعتهما وحدهما بمندرة الحاج يامن والد عارف وشقيقان اخرين هما عبد الباسط وعبد البر
الحاج يامن وهو عم غازي الذي يتمتع ببعض الحكمة باختلاف تام عن سعيد والد فتنة وناجي والذي كان يطمع دائما في تولي الزعامة على العائلة فكان زواج ابنته من غازي بتخطيط من الجد الكبير وقد كانت مكتملة الصفات بالنسبة للجميع ولترضية ابنه القانط على تولي شاب صغير ما هو حق له 
عكس يامن والذي كان اهتمامه منصبا على التعليم والإصرار على اكمال شباب العائلة دراستهم بالكليات العليا كما فعل مع غازي وابنيه الآخرين وعارف الذي كان يتمعن النظر بابن عمه الان بشك جعله يسأله على الفور
غازي هو انت بتحب 
تلقى السؤال بفتور يجيب عنه
وايه فايدة اني ارد ع السؤال مدام مفيش أمل
وعلى عكس المتوقع جاء الرد من عارف بابتسامة خجلة في البداية ثم سرعان ما تحولت لضحكة صاخبة استفزت غازي لينهره بانفعال
خبر ايه شوفتني جولت نكتة جدامك ياك
رد عارف من بين ضحكاته التي لم تتوقف
اصل بصراحة كنت فاكر نفسي بس الوحيد اللي بجولها الجملة دي جبل ما اكتشف ان انت معايا في نفس الأمر 1 انا وانت فجر يا غازي 
اكمل مقهقها حتى اصاب الاخر بالعدوى ليشاركه السخرية على سوء الحظ الذي يتميزان به دونا عن الجميع 
حينما توقفا اخيرا جاء قول عارف مباغتا له
نادية بت عمك هريدي صح
اجفل ليعتدل بجلسته متحفزا باستفهام
ايه اللي جاب سيرة اخت عزب في الموضوع خبر ايه يا عارف ماتخلي بالك 
ردد عارف مؤكدا له بتقرير
أخلي بالي من ايه دا انا شوفت نظرتك ليها المرة اللي فاتت وفهمت لوحدي الحاجات دي متخفاش على واحد زيي يا عم الحج خصوصا مع شخصية زي شخصيتك دوغري ولا ليك في البص ع النسوان ولا حتى كان عندك تجارب عشان تاخد بالك 
لم يعد هناك جدوى للنكران فصديق روحه عارف كان اقرب الأشخاص له قديما وما زال أكثرهم تفهما له رغم ابتعاده عنه لفترة تعدت السنوات توقف قليلا بتردد قبل ان يقر باستسلام
لكنها مبتحبنيش يا عارف ولا عمرها هتبصلي انا شوفت وسمعت بنفسي رأيها فيا مهما اتكلمت ولا جولت مش هجدر اوصفلك خيبة الأمل اللي حسيت بيها 
لم يكن في حاجة للتفسير أكثر من ذلك فقلب عارف المعذب والذي يتلوى بڼار العشق من طرف واحد على مدار سنوات عمره فهو اقدر الناس على التجاوب معه 
ما تلومهاش يا غازي حتى لو سمعت وشوفت بنفسك ما تلومهاش انا عارفك ومجدر اللي انت فيه بس مكدبش عليك يا
واد عمي حاسك متسرع ومندفع في الموضوع ده رغم ان دي طبيعتك على فكرة بس في الحاجة دي بالذات مينفعش معاها الكلام ده دا غير ان انت كمان 
متجوز ومخلف  
خرجت من غازي ليكمل على قوله
انت صح في كل كلامك يا عارف شكل كدة جلة التجارب زي ما بتجول هي فعلا اللي خلتني اندفع في مشاعري بس انا خلاص عرفت غلطي ورضيت بنصيبي حتى لو هو مش راضي بيا 
اطرق الاخير رأسه بأسف مخرجا زفرة محملة بالأسى على حال ابن عمه وهذه المرارة التي تقطر من كلماته لقد اوجع قلبه الموجوع من الأساس ليزيد عليه بقوله
بعدت عني ليه يا عارف كنت محتاجك جنبي جوي الفترة اللي بعدنا فيها دي انا لوحدي يا واد عمي رغم كل الزحمة اللي حواليا الراجل برضوا دايما محتاج راجل يجف جنبه دايما يشاوره ياخد رأيه واحنا الاتنين بنكمل بعض 
ابتسامة عزبة غزت ثغر الاخير ليعقب عليه
يا سيدي واديني رجعتلك من تاني ومدام الحال من بعضه يبجى اتلم المتعوس على خايب الرجا 
قالها ليعود للضحك مرة أخرى وغازي يشاركه ويتبادل معه النكات والحكايات الطريفة على المتعوسين من أمثالهم 
في اليوم التالي
خرجت بعادة اتخذتها منذ
شهور ولم تنقطع عنها ان تذهب كل يوم خميس في زيارة لقبر ابنها المرحوم تقرا من ايات الذكر الحكيم وتوزع الأقراص التي تقوم بصنعها بنفسها على الأطفال ثم تسقي النباتات التي قامت بزرعها بجواره 
ولكنها هذه المرة تفاجأت باخر شخص تتوقع رؤيته يحتل مكانها اليوم على البقعة التي تجلس بها
فايز 
التف برأسه نحوها وفمه يردد ببعض السور القصيرة التي ما زال يحفظها ثم عاد يندمج فيما يفعل كتمت هي بداخلها زفرة حانقة لتجلس في الناحية الأخرى تتجاهله عن عمد وتفعل روتينها المعتاد في هذه الأوقات 
حينما انتهت اخيرا وتوجهت للمغادرة وجدته يسير بجوارها يخاطبها 
عارفك مستغربة بس دي مش اول مرة على فكرة انا كذا مرة اجي هنا واقرا واترحم عليه زي ما شوفتي وبعمل كدة مع ابويا كمان اللهم يرحمه 
رمقته بملامح مغلقة ثم ما لبثت أن تتابع طريقها وكأنها لم تسمع شيء فتابع لها
اوعي تفكري ان انتي بس اللي زعلتي عليه لا يا سليمة ده مهما كان برضوا ولدي والضفر عمره ما يطلع من لحمه حتى لو كان في ما بينا مصانع الحداد
شبه ابتسامة ساخرة اعتلت ملامحها لتتوقف فجأة وتسأله مباشرة
صدجت انت بموضوع الضفر اللي ميطلعش من لحمه ع العموم زين يا فايز انك افتكرت الموضوع ده مع انه جه متأخر متأخر جوي بعد الواد ما ماټ بس كتر خيرك يا سيدي 
لسانها السليط يلسعه كسياط حامية ولكن لا بأس هو لن يكف عن المحاولة تحرك بقدميه كي يلحق بها قبل ان تصل لسيارة الأجرة التي تنتظرها خارج البوابة الخارجية للمډفن حتى اوقفها بقوله
المهم اني بحاول يا سليمة والأيام اللي جاية ما بينا كتير عشان تعرفي بس ان ربني هداني 
قالها وتحرك للناحية الأخرى حيث اتجاه منزله القريب لتعقب هي ناظرة في أثره پغضب مكبوت
وانا مستنية اشوف اخرك يا فايز ومتشوجة للي جاي جوي!
وفي مكان آخر 
حيث كان ينتظرها في نفس المكان القديم خلف شجرة التين الملتصقة بعدد من النخلات الاتي كبرت مع مرور الزمن وفي غيابه حتى نبتت خلفاتهم 
بقلب شعر به على وشك التوقف لا بل هو توقف بالفعل فور رؤيتها بهذه الطلة الملوكية وجهها كالبدر زاده الوقت بهاءا وابتسامة طاف العديد من البلاد ورأي أعداد لا حصر لها من البشر ومع ذلك لم يجد ما يماثل روعتها 
كالمغيب بسحرها مشدوها بازبهلال ظل متوقفا في انتظارها حتى اقتربت منه هي تخاطبه
عمر يا عمر مالك متنح كدة ليه خزوج ليكون معرفتنيش!
افتر فاهه اخيرا بابتسامة تطمئنها قبل ان يزفر دفعة من الهواء الذي انحبس بصدره فور رؤيتها حتى يستطيع ان يخرج صوته
ولما انا معرفكيش انتي امال هعرف مين بجى روح  
يا جلب روح 
قالتها تذكره بنعومتها القديمة ليزأر رافعا كفيه في الهواء أمامها يلوح بهما بضغط شديد مرددا بقلة حيلة
أعمل إيه دلوك جوليلي انا مش جادر 
جليا على ملامحها لتغزو السخونة وجنتيها فردت عليه بدلال الأنثى
وه يا عمر وانا في ايدي ايه يعني ما انا زي زيك 
ولا انت شايفني حجر وما بحسش بس بالاصول بجى يعني دي محدش يجدر يتعداها 
اغمض عينيه متأوها باستمتاع لسماع صوتها يقبض على كفيه ويردف برغبة محمومة
كملي يا روح وسمعيني حسك كملي وجولي أي حاجة تاجي في بالك 
تلقت دعوته بترحاب لتردف بما يجول بقلبها
وحشتني يا عمر بعدد السنين اللي مرت عليا وانا بستناك وحشتني بعدد الايام اللي عديتها في انتظارك وحشتني يا عمر ورجعتك ردت لي روحي اللي كانت غايبه عني 
اااااه 
تأوه رافعا رأسه للسماء ليباغتها هذه المرة ويتناول كفيها يرفعهما بين كفيه يستنشق رائحتها بهما يستعيد روحه يستعيد انسانيته التي كاد أن يفتقدها في عالم غريب عنه كان به وحيدا يصارع الحياة
يصارع اياما من العڈاب بدون سند او أحد يدعمه يصارع الظلم!
انتي پتبكي يا عمر
تفوهت بها بقلب مړتعب وقد احرقتها الدمعة الساخنة التي سقطت على جلدها 
تجاهل لينزل بكفيها ولكنها ظلت حبيسة بين كفيه ليردف بحنين يكبته بصعوبة
انا اللي اتوحشتك جوي يا روح ومش هجدر استنى أكتر من كدة الليلة ان شاء الله هبعت مرسال يبلغ
اخوكي ان عايز اجابله وبمجرد بس ما يحدد الميعاد هكون عندكم يعني الباجي بجى عليكي وانا مستعد لكل طلباته بس هو يوافج 
تبسمت بلهفة وطبول الفرح ټضرب داخل صدرها قلبها لم يعد مكانه تشعر به يتقافز بين أضلعها وكأنه طفل صغير وجد ضالته اخيرا حتى يلعب ويلهو ويمرح و 
توقفت فجأة باستدراك وابتسامة خبئت فجأة لتردف بتذكر
بس دا غازي جال انه مسافر النهاردة  
مسافر فين
ابتلعت تجيبه بتوتر انتقل اليها نتيجة لسؤاله
ااا على مصر في القاهرة يعني أصله راح يطل ع الشركة بتاعة العيلة اللي بتورد الفواكه وال 
قطعت مجفلة وقد افلت يديها ليهتف بها فجأة قائلا بانفعال
ولما انتي عارفة انه مسافر مبلغتنيش ليه من امبارح يا روح احنا ناجصين تضيع وجت 
ارتدت رأسها للخلف پخوف غريزي هذا الملامح الجديدة عليها مختلفة تماما عن الصورة القديمة التي تحفظها عنه او ربما هي لم تعتد منه قبل ذلك أن ينفعل بوجهها 
تمالكت تذكر نفسها انها تتحدث مع حبيبها عمر عشق الطفولة والشباب وكل ايامها ولكن ملامحه المنكمشة جعلتها تبرر بتردد
ما انا مكنتش اعرف يا عمر سمعته بالصدفة النهاردة وانا بتغدى مع جدتي 
يعني سافر ولا لسة
اجفلها بصيحته المتسائلة حتى اجابته سريعا باضطراب
ممعرفش هو كان جايل ان ماشي النهاردة في العصاري 
خلاص يبجى تمشي وتحصليه 
امشي كدة على طول يا عمر
لم يكن سؤالا بل جاء منها كعتاب ليستعيد هدوئه قليلا قبل ان يخبرها برغبته
لا يا روح استني معايا شوية ويارب اخوكي ما يعملها غير لما توصلي عنده وتبلغيه بزيارة أي حد من طرفي ان شالله حتى جميلة او امي المهم انه ياخد فكرة 
ربنا يجرب البعيد  
قالتها ليبدا بينهما حديث سريع يخبرها فيه عن لوعته وتخبره هي عن شوقها الذي لم يتوقف ابدا في غيابه عنها 
وفي ناحية اخري كانت تقف هذه الفتاة خلف احدي الشجيرات الكثيفة تتابع اللقاء من اوله وتجيب الان عن الاتصال
الو يا ست فتنة انا طلعت وراها زي ما جولتي وخدت شوية صور من اللي جلبك يحبها ابعتهم طب ما بدل ما ابعتهم اجيلك انا بنفسي بالتلفون وتشوفيهم مني ايوة طبعا عشان الفلوس ما يمكن بعد ما ابعتهم ما تسأليش ولا تديني بجية الاتفاج بس من غير شتيمة يا ست الناس انا هجيلك بعد الشوية باللي انتي عايزاه وانتي تبجي جاهزة بالمعلوم سلام يا مرة الكبير يا غالية 
يتبع
الفصل الثامن عشر
بابتسامة منتشية تقلب في شاشة الهاتف وتتمعن النظر بكل صورة على حدا وابتسامة ثغرها تزداد اتساعا بل واحيانا بالضحكات البلهاء غير مبالية بهذه المرأة التي تقف قبالها يغمرها الزهو بمتابعة ردود ألأفعال المرتسمة على ملامحها ودافع الطمع داخلها يزداد 
هاا يا ست الناس عجبتك الصوره صح عشان تعرفي بس شطارة نفيسة وانك لما اعتمدتي عليها كان أفضل اختيار منك 
رفعت فتنة رأسها إليها بملامح تبدلت للإمتعاض وقد فهمت مقصدها لتعقب لها بتقليل
ليه يا ختي كنتي اتولدتي مصورة فتوسيشن من بتوع الايام دي بطلي هويل يا نفيسة عشان مجلبش عليكي من أولها دي حاجة اجل من العادية يا حبيبتي اي عيل صغير هيلجط احسن منها كمان فبلاش منها النفخة الكدابة دي 
لا والله يا ست ما هي نفخة كدابة طب بذمتك يا انتي أنه عيل ده اللي هتجدري تكلفيه بمهمة زي دي دي حاجة واعرة جوي وتطير فيه رجاب 
تلفظت قولها بخبث استدركته الأخرى لتحدجها بنظرة ڼارية خطړة قادرة على احراقها حية لتجعلها تنكمش على نفسها بړعب جلي تلجم فاهاها عن التفوه ببنت شفاه حتى خرج صوتها بټهديد وشړ
امسكي لسانك الحلو ده يا نفيسة بلاش تخليه فالت زي سيرتك كمان لاحسن يجيبلك الاذية وانتي مش ناجصة لط 
ابتعلت ريقها المذكورة تظهر طاعة ظاهرة لتجنب نفسها شړ هذه المچنونة والتي تابعت بلهجة اخف بعد ذلك
انا مش عايزة اخوفك مني انا بس عايزة انبهك عشان تاخدي بالك انما انتي حبيبتي الغالية دا كفاية الحاجات الحلوة اللي جبتهالي دي تستاهلي عليها مكافأة صح 
ارتخت معالم الأخيرة وسأل لعابها مع ذكر المكافأة لتردف بتملق
صح يا ست الهوانم انا عارفاكي طيبة وكريمة مع أي حد يخدمك
خصوصا بجى لما يبجى الحد ده جايبلك الحاجة اللي بتتمنيها من زمان ولا ايه
استجابت لها بنصف ابتسامة لتعود للنظر في الشاشة وقد اشتدت تعابيرها تردد پحقد
الا من زمان دا من زمان جوي كمان المحروسة اللي عاملة نفسها الملكة المتوجة علينا في البيت تأمر وتنهي والكل يطيع واكنها منزهة عن الغلط واخدة حظها وحظ غيرها واكن الأرض مجابتش الا هي كبرت وهتعدي التلاتين وبرضك احسن
فرص بتجيلها واد عمها اللي تتمناه أي بت في البلد جاعد مربوط في انتظار اشارة منها حتى بعد ما فسخت خطوبتها منه ورفضته بدل المرة الف برضوا جاعد مستني اخوها اللي اسمه جوزي مكبرها عليا ولا اكنها اميرة في برج عالي تعمل اللي هي عايزاه وترفض على كيفها وبرضوا صابر عليها وجال ايه واثق في رأيها عشان هي العاجلة المثقفة اللي مفيش منها وانا الجاهلة ام دبلوم ام عجل ناجص طب اهي بانت على حجيجتها اهي بجى في واحدة مأدبة تعمل كدة
لأ طبعا يا ست الناس هي اكيد اللي ضميرها عفش وياكي وعشان كدة ربنا ظهرلك حجيجتها بس انتي هتعملي ايه دلوك
عقبت بها نفيسة بخبث وقد اشټعل خيالها المړيض بمادة خصبة تبني عليها طموحها في كسب المزيد من الأخرى والتي طالعتها بحيرة
مش عارفة بس انا ھموت واكشفها أديكي شوفتي بنفسك كد ايه هي لئيمة ومحدش بيعرف يمسك ذلة عليها انا بجى عايز الكل يعرف حجيجتها اعملها ازاي دي
اشرق وجه نفيسة والتمعت عينيها بشغف لتخبرها بالحل الألمعي
دي حاجة ساهلة خالص عند محسوبتك انتي بس اديني الاشارة وانا اخلي البلد كلها 
لأ بلد مين انتي كمان
قاطعتها لتتوقف فجأة بتفكير
بصي عشان عايزاكي تفهميني زين انا غرضي اكشفها جدام العيلة يعني يعرف جوزي عمي يامن وولده عارف ابويا واخويا مش الأمر يتعدى الحدود أكتر من كدة ما هو يعني مين في البلد دي تاني هيهمني يعرف ولا اعمله جيمة اصلا 
عضت نفيسة على باطن خدها من الداخل تخفي حنقها الشديد من هذه المچنونة المتغطرسة تذكر نفسها بالمال الذي تعشم نفسها بالحصول عليه منها وهي على استعداد لفعل أي شيء من أجله
واللي يحججلك كل اللي جولتي عليه ده بالظبوط تديلوا كام
تحفزت تجيبها بحماس أسعدها
اديلوا اللي هو عايزه 
تبسمت نفيسة باتساع وقد حصلت على مبتغاها
حلو جوي يبجى احنا كدة اتفجنا 
في السيارة التي كان يقودها رجله الامين بسيوني وقد احتل هو مقعده في الخلف بعد عودته من زيارة هامة لأحد نواب مجلس الشعب في البلدة المجاورة للتفاوض معه على إحدى الأمور الهامة بمصالح العائلة هناك قبل سفره وقد تمكن من الانجاز معه في وقت قياسي بفضل الخبرة التي اكتسبها من جده في مرافقة الكبار فلابد من الاحترام المتبادل وألا يستهين بأحد مهما كان وضعه 
رجل العائلة هذا اللقب الذي حصل عليه من الجد الأكبر حينما قرر ان يخلفه في تحمل المسؤلية من بعده متحديا الجميع وقد نجح هو في اثبات جدارته ليخمد للأبد كل الاصوات التي كانت معارضة له في البداية 
أما عنه! ف أين هو أين نصيبه من الحياة فما فائدة الهيبة مع التعاسة وما فائدة الترف المادي مع فقر الحظ ليته ما قبل بقرار الجد ليته ما وقع عليه الاختيار من الأساس ليته اكتسب نفسه وسعادته حتى لو كان فاشلا امام الجميع 
قطع حبل افكاره فجأة منتبها على خروج إحدى النساء من الباب الخلفي للمنزل الكبير لفت انظاره سرعتها في العدو واضطراب خطواتها حتى شك في شخصيتها
بسيوني مش هي دي البت نفيسة برضوا ولا انا خربطت
بنظرة واحدة منه عرفها الأخير ليجيبه بتأكيد
لا طبعا يا كبير مخربطش هي نفسها مضړوبة الډم بعرجوب رجلها الناشف ودي حد ما يعرفهاش برضوا
تلاجيها جاية تطلب حسنة ولا حاجة
تطلب حسنة!
غمغم غازي باستغراب داخله
وايه اللي يخليها تطلع من الباب الوراني للبيت مش مكديها الباب الكبير اما عجايب دي والله 
في طريقه نحو باب المنزل الداخلي تفاجأ بها اتية أمامه من الجزء الخلفي للمنزل تحمل بيدها ابنها الذي كانت مندمجة في مداعبته او المزاح لا يعلم ولكنها كانت تضحك بملئ فمها حتى ان
وجهها البيضاوي كان مشرقا ونضرا وجميلا بصورة مؤلمة وهو لا ينقصه 
استجمع قوته من الداخل ليكمل طريقه محددا الهدف دون الالتفاف يمينا أو يسارا فقد اتخذ القرار وانتهى ليعود الى حياته مكتفيا بنصيبه مع زوجة فرض عليه إكمال حياته معها بفضل الرابط الواحيد الذي يجعله مواصلا فتياته الصغار فليضحي براحة البال من أجلهن 
تخطى وكاد ان ينجح ولكن وبوسط المسافة وصله صوت الصغير الذي تعلم حديثا بعض الكلمات على يديه
عمو يا عمو خازي 
توقفت قدميه دونا عن ارادته عقله يأمره بالتحرك ولكن قلبه فرض القرار على باقي اعضاء الجسد ليلتف نحو الصغير متجنبا النظر إلى والدته والتي اضطرت لإنزال ابنها الى الارض بعدما اجبرها على ذلك بمحاولاته العديد في التملص حتى يركض نحوه وقد فتح له الاخر ذراعيه في دعوة تلقفها الصغير كالعادة وبكل ترحاب 
حينما سمع بصوت فتح وغلق باب الاستراحة يعلم الله كم الجهد الذي بذله ليعاملها بهذا البرود ولكنه مع التدريب المستمر سوف ينجح لابد له أن ينجح 
جلس بالصغير متربعا على الأرض أسفل إحدى الشجيرات الكبرى بجانب السور غير عابئا بمظهره ولا بتغبر ملابسه الباهظة يتحدث معه وكأنه يفهمه
بس انت ملكش دعوة يا معتز انتي حبيبي وصاحبي وانا
لو خلفت عشر ولد هتبجى انت اغلاهم سامعني يا باشا اغلاهم 
حتى وبرغم مرور يومين على مجيئه ما زال المنزل مزدحم بالأفراد من البشر التي تأتي وتذهب دون توقف للتهنئة بعودته لقد تمكن من الخروج بصعوبة منذ ساعات والان لا يعلم كيف له يدخل بحالته المزاجية السعيدة هذه لينغص على نفسه بتحمل هذا او ذاك من مدعي المحبة الجديدة عليه لذلك تحركت قدميه على الفور وبدون تردد ليدلف المنزل من الباب الأخر 
بفمه كان يصفر انغاما لأغاني يعشقها يضع كفيه في جيبي بنطاله وكأنه عاد مراهقا ابن الثامنة عشر
اول مرة تحب يا قلبي هي دي اول مرة برضوا يا عمر
عقبت بها جميلة ضاحكة وقد فهمت على كلمات اللحن الذي كان يدندنه لتنهض عن العمل الذي كانت تقوم به في تنظيف الطيور الذي تم ذبحها وسلقها بالماء الساخن لتجهيزها في وجبة الغداء
وتابعت بخبث غير ابهة بنظرات الفتيات من ابناء شقيقاتها الاتي كن يساعدن معها
ياريتها جات الطلعة الحلوة دي من اول ما وصلت عشان نشوف الوش المنور ده 
جلجل بضحكته حتى مالت رأسه للخلف ثم داعبها يلاعب حاجبيه أمامها بعبث جعلها تشهق فاغرة فاهاها بشغف لا تطيق الصبر على المعرفة فطالعته باستفهام تسأله بخفوت
ايه انا عايزة اعرف الأخبار 
هم ليزيد بمناكفتها ولكن اوقفه الصوت المفاجئ لهذه الفتاة التي اقټحمت منادية 
خالة جميلة انا جيبت فروجتين 
اجفل عمر برؤيتها امامه مباشرة تحمل بيدها دجاجتين مخاطبة شقيقته بلهفة وابصارها منصبة عليه
خليت الفرارجي وزنهم بالمظبوط عشان ميضحكش عليا في التمن 
بهت امام تحديقها المباشر به وتسمرها امامه حتى ود ان يسألها ان كانت تريد منه شيئا ولكن منعه تدخل شقيقته والتي اقتربت تتناول الدجاجتين مربتة على ذراعها بحزم
براوة عليكي يا هدير شاطرة يا حبيبتي روحي ياللا ساعدي البنتة هناكة عندينا عزومة كبيرة لناس حبايبنا جم عندنا النهاردة في زيارة عزيزة 
حينما ظلت على تصلبها شددت جميلة لتدفعها دفع
يا للا يا حبيتي اتحركي ربنا يرضى عننك 
استفاقت اخيرا لتردف لها بلهفة وهي تحرك قدميها بصعوبة
من عنيا يا خالة جميلة من عيوني الجوز انتي تؤمري هعملك أحلى طبيخ 
كانت تردد بالكلمات ورأسها ما زالت ملتفة للخلف حتى كادت ان تصطدم في الجدار الفاصل بين المطبخ المفتوح والردهة ولكنها لحقت تتجنبها قبل ان تأخذ مقعدها بجوار الفتيات وتساعدهن في نزع الريش عن الطيور 
ليعقب عمر بابتسامة ملوحا بكفه امام شقيقته
مالها دي
ضحكت جميلة تجيبه
عيلة يا عم ما تخدش عليها مش عارف انت عمايل البنتة في السن ده المهم بجى خلينا في اللي احنا فيه عايزة اعرف كل الاخبار فرحني وبشرني بالجديد 
بهمة ونشاط غير عادي غلقت له حقيبة السفر التي حشرتها بالملابس المختلفة لتناسب جميع الاوقات معه في الأيام اللي سيغيب بها وبنفس السرعة دنت تتناول الحذاء تلمعه جيدا وتتحدث باهتمام جديد عنها
خلي بالك يا غازي اوعى
تنسى انك تتصل وتطمني عليك مع اني شايفة انك تأجل للصبح احسن اصل سفرك دلوك معناه انك هتوصل وتشتغل على طول وانت اساسا هلكان من مشوار نايب الزفت اللي جمبينا ودا تعب عليك يا حبيبي
حبيبي 
غمغم بها غير مستسيغا اللفظ منها وقد تفوهت بها اثناء الكلام وكأنه شيء عادي مالها اليوم مختلفة عن كل يوم 
نفض رأسه ليعود لمراته يمشط بالفرشاة على الشعر المبتل بعد استحمامه حتى اذا انتهى وجلس ليرتدي حذائه وجدها تجلس ملتصقة به قائلة بنعومة واضعة كفها على عظم كتفه
اوعي تكون لساك شايل مني يا غازي انتي عارفني بجوم بجوم وانزل على مفيش دا انا هبلة واللي في جلبي لساني ودا اللي بيخلي الناس تفهمني غلط 
ضيق عينيه بريبة يريد توضيحا أكثر
عايزة ايه يا فتنة جيبي من الاخر ميعاد طيارتي على وشك  
ابتعلت تظهر امامها الارتباك لتردف بأسف
انا بصراحة مش جادرة انام من امبارح حساك زعلان 
ومولي وشك عني من ساعة يعني ما فضفضت جدامك بالكلمتين بتوع نادية وجوزها المرحوم 
خلااااص 
قطع بحزم يوقفها من البداية حتى لا تعاود الخوض في نفس الحديث 
جفلي ع الموضوووع مش عايز نص كلمة تاني 
ولدهشته وجدها تومئ بطاعة وانصياع
امرك يا حبيبي انا بس كنت عايزة اعرفك اني حاسة بالندم لأن مهما كان يعني محدش يجيب سيرة الميتين بحاجة عفشة حتى لو كان الأمر يخص ناس عايشة متستاهلش 
بعبارتها الأخيرة وفهمه لمقصدها غزت ابتسامة ساخره ثغره فقد اطمئن الان ان من يحدثه هو زوجته وقد ظن لوهلة انها تبدلت لمرأة أخرى لا يعرفها ولكن عقله اليقظ سرعان ما تحركت به الظنون ليردف محذرا
اسمعي يا فتنة مش عايز اعيد ولا ازيد في الكلام من تاني عايز اسافر وارجع في هدوء لا اسمع عن مشاكل ولا أي حوارت 
خبر ايه يا غازي ما انا بكلمك اها وبجولك اني اسفة وليكي عليا يا سيدي البت دي لو شتمتني حتي ما هرد عليها ما هي مهما كان برضوا ضيفة عندنا وانا عشان عيونك اتحمل 
ذوى ما بين
حاجبيه بتوجس حقيقي هذه المرة يطالعها بشك وشيء من عدم الارتياح يتسرب داخله انثي ناعمة وتلاطفه بكلمات الحب! هذه ليست فتنة
غازي 
هتفت توقفه فور هبوطه الدرج من طابقه الثاني بعد انتظارها له على احر من الجمر من وقت عودتها وعلمها باستعداده للمغادرة 
حينما انتبه والتف اليها باستفهام أجابته على الفور
عايزاك في كلمتين 
تبسم بمرح يلوح له بالساعة الملتفة حول رسغه
كلام ايه يا محروسة دلوك ميعاد الطيارة جرب 
هما دجيجتين بس والله ما هزود اصلهم كمان مينفعش يتأجلوا ارجوك  
هتفت بها بالحاح أجبره على النزول لرغبتها حتى سحبته معها داخل غرفتها لتخبره على عجالة بطلبها 
عريس ليكي انتي كيف يعني
سألها قاطبا بعدم فهم فخرج ردها بحماس
ايوة عريس يا غازي اخته كلمتني من شوية وجالتلي على طلب اخوها بس انا بلغتها ان انت مسافر راحت هي مشددة انها لازم تيجي تزورنا هي وامها عشان يجابلوا جدتي على ما جيت انت من السفر 
دول مستعجلين جوي 
ايوة والله مستعجلين امال انا بكلمك ليه ما عشان اخد منك رد اريح بيه الناس على ما تاجي انت من سفرك 
ومالك فرحانة جوي كدة وهامك الموضوع
قالها بخبث جعلها تطرق رأسها عنه بخجل اسعده ليضف بمرح بعد أن اوقعها في الفخ
والله وحصلت يا ولاد البرنسيسة روح بتخبرني بنفسها عن عريس متجدملها لا وكمان فرحانة! ايه اللي جرا فيكي يا دنيا
وه يا بوي عليك يا غازي لما تطلب معاك غلاسة
تمتمت بها بأنفاس متلاحقة تشيح بوجهها عنه باضطراب بدا جليا على ملامحها حتى أثارت بفعلها ضحكة مجلجلة من شقيقها الذي كان مسمتعا برد فعلها لا يصدق انه أتى هذا اليوم ليجد هذه العنيدة تنزل من عليائها لتخبره بلهفة عن طلب أحدهم للزواج منها
دا لازم واد مفيش منه مين سعيد الحظ ده اللي واخد رضا امه
رفعت رأسها ترد بابتسامة مستترة
رغم اني حاسة في كلامك بنبرة تريجة لكن مش مهم انا برضك هجاوبك عشان الوقت سعيد الحظ اللي بتجول عليه دا يبجى اخو جميلة صاحبتي
اسمه عمر 
المتغرب بجالوا سنين
لا ما هو رجع دلوك مش بجولك اخته هي اللي جالتلي 
زوى ما بين حاجبيه قليلا يتذكر هذا الشاب الذي تصادف برؤيته عدد من المرات لا يتذكر منها الان سوى القليل وبظروف سفره التي تعدت السنوات اضحت ملامحه في ذاكرة عقله مجرد رتوش ولكن يبدوا ان الامر به أهمية هذه المرة مدامت شقيقته تعطيه اهتمام والتي تقف مترقبة له الان في انتظار رأيه ود لو يلاعبها قليلا ولكن وقته لا يسمح 
تحركت قدميه نحو الذهاب ليردف لها على عجالة
خلى الحريم ياجو وكإنها جلسة حريم عادية وعلى ما ارجع انا من سفري يبجى لينا كلام مع الرجالة 
خرجت من الغرفة تحمل بيدها هذه القطعة الغريبة عن باقي الملابس بعد أن وجدتها في زاوية وحدها بعيدا عن القطع التي تعلمها جيدا لترفعها امامه سائلة بفضول
ايه دي يا فايز جلبية جديدة
توقف فمه عن المضغ لحظة لا تتعدى الثواني ثم ما لبث ان يجيبها على عجالة وهو يتابع تناوله وجبة العشاء مع اولاده
ايوة جديدة جيبتها امبارح عشية 
اعتلى ملامحها استنكار واضح لتردف بغيظ مكتوم وهي تتفحص الجلباب جيدا
يا ما شاء الله عليها دي جماشتها زينة وبتلمع كمان شكلها حتة نضيفة مش اي كلام يعني ودي اختيارك بجى ولا اختيار الخياط اللي دفعلته شيء وشويات عشان تفصلها يدوي كمان واضح الصرف فيها صراحة كلفتك كام دي على كدة
نهض فجأة يخطفها من يدها معنفا
اييييه انتي هتعملي للجلبية فحص ما تكلف زي ما تكلف ولا دي اول مرة تشوفي فيها جلبية مفصلة يدوي وعليها الجيمة 
تخصرت امامه غير ابهة بأنظار الاولاد المتابعة لهما تردد
لاه مش اول مرة يا فايز لكن الحاجات الغالية دي انت معملتهاش غير مرة ولا مرتين من ساعة من اتجوزتك الباجي كلها جلابيب عادية على كد فلوسك زي ما بتجول تجدر تجولي فرجت امتى عليك دلوك عشان تجيبها ومنين وانت عارف بالاجساط المكومة علينا من كل ناحية طب سد الشهور المتأخرة الاول وبعدها اعمل ما بدالك 
لم يكن اقل منها تحفزا في الرد پغضب
وانتي مالك انتي فرجت منين ولا سويتها بكام هامك جوي الاجساط المتكومة ما هو كله منك تسحبي من البياعين وتجيدي عليا اشي هدوم واشي مفارش للبيت على اجهزة كل شوية تجدديها وكله على جفايا لا بتسدي ولا بتنيلي يبجى تحطي مركوب في خشمك اجيب مجيبش ملكيش دعوة 
تسمرت جاحظة العينين امامه پصدمة زاد عليها حينما دفعها فجأة من أمامه متمتما
واوعي كدة خليني اعدي سادة الطرجة بجسمك الضخم ده 
تبعته بانظارها وهو يتخطاها بكل برود ذاهبا للغرفة التي خرجت هي منها وقد تدلى فكها بشدة لا تستوعب فعلته لقد زجرها دون أدنى تردد ولم يعطيها فرصة حتى للرد عليه وكيف تفعل وقد تبدل لرجل اخر لا يطيق لها كلمة وكأنه قد زهدها ولم تعد به حاجة اليها هذا ما استنتجته الان
وبقوة 
الټفت براسها وقد تذكرت الأولاد على طاولة الطعام وصورتها امامهم والتي وضح تأثير ما حدث على اكبرهم وبكل وضوح مالك ابنها الذي كان مضيقا عينيه امامها بغموض يزيدها ارتيابا وتخوفا أيضا 
بسأم يجاهد في اخفاءه ليتحلى ببعض الزوق مجبرا نفسه على الإنصات وسماع الترهات في حديث منتهي من الأساس لا جدوى منه غير متقبلا للإقتناع به وهو يعلم بمن هو الأحق 
ها يا واد عمي ناوي تساعدني
اساعدك في ايه بالظبط يا ناجي
سأله بجفاء لم يوثر به فخرج رده بتشدق
وه يا عارف يعني عمال بحكي وبشكى بجالي ساعة عشان تيجي انت دلوك وتعمل نفسك معرفش خبر ايه يا عمنا ما تفتح مخك كدة وتعرف انا غرضي ايه
ردد معقبا خلفه باستنكار
اه يعني ولما افتح مخي معاك واعرف بغرضك تجدر تجولي انا في إيدي ايه عشان اساعدك لا انا اخوها ولا ليا اي اختصاص بيها ثم تعالى هنا بجى ومتزعلش مني واحدة رافضة الجواز وسيرته من الاساس ما نسيبها يا سيدي في حالها 
كيف اسيبها في حالها يا عارف وانا ھموت عليها من زمان وما صدجت الفرصة جاتني بعد ما بجت حرة والطريج بجي مفتوح يا راجل
دا انا جولت ان انت اكتر واحد هتحس بيا دونا عن الناس كلها 
التوى ثغره بامتعاض واضح وقد وصله مغزى ما يقصده هذا المعتوه عن عشقه اليائس من ابنة عمهما التي اتعبته في الركض خلفها دون امل وهو الشيء المختلف تماما عن رغبة قوية يتمسك بها فرد مثل ناجي وېحترق حتى ينالها 
طب وعشان انا بجى حاسس بيك انصحك تشيلها من مخك خالص عيش حياتك احسن دي واحدة عايشة على اطلال اللي راح مالك انت بيها
لون كلماته بغرض النصح ولكن الاخر لم يتقبل
يعني ايه مالي بيها هي دي برضوا مساعدتك اجولك كلم واد عمك عشان يأثر عليها وانت تجولي سيبك منها مكانش العشم يا عارف 
لم يتحمل الاخير حتى فاض به منفعلا
ما انت اللي كلامك مستفز يا عم بتجولي اكلم غازي اللي هي جاعدة عنده ضيفة طب بذمتك دا كلام يعجل دا كدة ممكن تفتكر انها ضيفة تجيلة ع الراجل 
ولا يكونش عايزو يشد عليها ولا يفرض رأيه كمان
وه انا جولت كدة يا عارف
لا مجولتش بس بصراحة دا معنى كلامك 
دافع يردف بالكلمات الحانفة ولكن عارف تجاهله عن قصد ليرى محتوى تلك الرسالة التي وردت اليه في اللحظة انتفض فجأة بوجه شاحب جاحظ العينين پغضب اعتلى تعابيره حتى انتبه عليه الاخر يسأله
إيه مالك شوفت خبر عفش ياك
نفى بتوتر ليتحرك بقدميه مغادرا
عن اذنك يا ناجي نكمل كلامنا في وجت تاني 
تطلع الاخير في الفراغ الذي تركه ابن عمه بذهابه ليغمغم باستغراب
ولا اكنه شاف نصيبة في التلفون يا ترى ايه اللي حصل
لم يكمل تساؤله حتى ورد على هاتفه هو الاخر نفس الرسالة وتأتيه الاجابة سريعا
ليعلق بسخرية متمعنا النظر في شاشة الهاتف
وه وه دا انت عندك حج تتخطف وتتسرع على كدة يا عارف اما دي حكاية يا ولاد
في شقته في العاصمة
وبعد ان غفى قليلا استيقظ على صوت الهاتف الذي كان يدوي بصخب بجوار رأسه حتى اجبره على الإستيقاظ ليتناوله من فوق الكمود يجيب عنه وهو يعتدل على الفراش
الوو ايوة يا فتنة 
الوو ايوة يا غازي كدة برضوا متتصلش بيا ولا تبلغني بوصولك
برغم استغرابه لهذا الاهتمام المفاجئ إلا أنه أجاب متجاهلا هذه الشعور بعدم الارتياح لربما كان هذا تمهيد منها لتصلح من نفسها وهو لن يخذلها فسوف يحاول ايضا
انا وصلت ع الإجتماع على طول شريكنا الأستاذ يوسف بهنسي ما صدج ولجاني جدامه ما سبنيش غير عشان اريح جسمي 
تثائب بصوت عالي ثم نهض يفرد ويثني في ساعديه وباقي أعضاءه ليفك عنه تشنج عضلات جسده والتي تيبست قليلا بنومه مستمعا لها وهي تردف بتردد
اااه يعني على كدة انت ماكنتش فاضي خالص عشان تتصل ولا حتى تبص ع التليفون!
فهم مقصدها انه عتاب فرد بسجيته
يا بت بجولك والله ما فضيت ع العموم بس اخلص المشوار اللي ورايا دلوك واتصل بيكي على ما ارجع حتى عشان اكلم البنات 
فتنة!
هتف منايا باسمها حينما لم يسمع لها صوتا حتى ردت بارتباك
ايوة يا غازي سمعتك 
طيب يا ستي هجفل معاكي دلوك عشان اللحق اتسبح جبل ما يوسف يطب فوج راسي ورانا اجتماع مهم مع عميل
ماشي يا غازي فهمت طب تبجى تتصل عاد ومتنساش 
لا مش هنسى هرن واتصل هو انتي عايزة حاجة يا فتنة
ها لا لا يا غازي انا بجولك عشان اطمن عليك يا حبيبي
تاني حبيبي!  
غمغم بها قبل أن ينهي معها المكالمة ثم تحرك نحو المرحاض بخطواته المجهدة وحدسه يخبره انها كانت تنتظر شيئا ما منه رغم نفيها ذلك والدليل تقطع الكلمات منها وخروجها بدون تركيز 
اما عنها فقد كانت تعض على شفتيها بغيظ مكتوم تهز قدميها بتوتر شديد فقد تأكد لها الان انه لم يرى الرسالة لقد ودت ان
تكون هي اول من يسمع منه بل وترى رد فعله حينما يصدم بما يراه ليعلم بحقيقة مدللته أو كما يسمها شقيقة روحه 
هذا الهدوء في الأجواء يزيدها توترا وڠضبا وهذه الملعۏنة تمارس حياتها الطبيعية فلا يوجد بشائر لأي شيء حتى الان لنتيجة تلتمسها على أرض الواقع 
دارت الظنون برأسها حتى تناولت الهاتف
لتتصل بهذه المصېبة شريكتها في الأمر
أيوة يا زفتة انتي متأكدة انك بعتي الصور لنفس الأرقام اللي خدتيها ولا لاه
على الفور جاءها الرد
أيوة يا ست هانم والله ما سيبتش رقم
وفي خلف المنزل في هذه البقعة الخالية من الجميع كانتا الاثنتان يفترشان الارض حول منقل الشواء الصغير حيث كانتا تضعان عليه بعض قناديل الذرة التي يتم شويها مع الاستمتاع بالهدوء الذي يعم المكان حولهما والهواء النقي في هذا الوقت رغم البرودة الطفيفة وأحاديث انثويه لا تنتهي
يعني مجولتيش برضوا يا ست نادية انتي لما اتجدملك المرحوم كان ايه ساعتها رد فعلك كنتي هتطيري من الفرح ولا ايه كان شعورك بالظبط
تبسمت تجيبها بوجه مشرق وقد عادت بها لهذه الذكريات الجميلة
أكيد طبعا كنت فرحانة وكلمة هطير دي حاجة جليلة بالنسبة للي كنت حساه وجتها اصلي بصراحة مكنتش متوقعة الواد الحليوة اللي كل البنات هيتجنوا عليه في المدرسة ساب الكل ونجاني أنا تخيلي بجى احساسي 
اممم طبعا احساس يجنن بس يعني معجول مكنتيش حاسة بإعجابه ده ولا شوفتي أي اماره تبينلك إنه مهتم
قالتها روح بشقاوة جعلت الأخرى تزداد خجلا وسخونة اللهبت وجنتيها لتضيف على تأثرها بدفء حرارة الفحم المشتعل تعطي ابنها أحدهما الذي نضج سريعا وذهنها يعود بالصور القديمة بذاكرتها
بصراحة كنت حاسة وواخدة بالي هكدب يعني اما كنت اعدي بالمريلة الكحلي وهو واجف جصاد سور المدرسة عيونه عليا يبرطم بكلام اقسم بالله ما كنت بفهم منه حاجة المهم انه كان بيعمل الحركة دي ويخليني ڠصب عني ابص له بعبطي 
قالتها بعفوية جعلت الأخرى تنطلق ضاحكة لمدة من الوقت ولا تستطيع التوقف حتى خرج صوتها
يا عيني دا انتي كنتي على نياتك وهو كان عفريت وبيعرف ازاي يلفت نظرك 
هو فعلا كان كدة رائحة الفقيد به لتردف بشجن
عدت عليا الأيام كانت زي الحلم سعادة انك تكوني متجوزة واحد بتحبيه وبيحبك دي أحلى حاجة في الدنيا وخصوصا لما يبجى حنين زي شخصية المرحوم احلى دلع واحلى كلام واحلى كل حاجة والله 
وكأنها كانت تعزف على لحن اشواقها وهذه الامال التي تداعب خيالها والاحلام التي تجددت الان وقد أوشكت على القرب منها حتى رددت لها بتمني
ياااه يا نادية ياااه دا لو يحصل نفسي بجى نفسي ومنى عيني والله انا اتجدملي كتير كتير جوي كمان ودايما كنت برفض عارفة ليه عشان الإحساس اللي بتجولي عليه ده مجدرش اتجوز عشان لازم اتجوز بحسها بالظبط زي اللي بياكلوا عشان الاكل حلو وخلاص عندي اكلها عيش وكمون بس اكون حابة الأكل ده 
ربنا يكرمك يارب 
تمتمت بالدعوة التي أممت عليها الأخرى وهي تتمعن النظر اليها جيدا وفضول استبد بها لتسألها
روحي انتي حبيتي حد جبل كدة
وقبل ان تجيبها او تفكر حتى في الرد قطع عليهم صوت الهاتف الذي دوى باتصال أحدهم 
ردت نادية على الفور
الوو اهلا يا خالة وجدان 
ردت الأخرى على عجل
اهلا بيكي يا نادية يا بتي معلش لو روح جاعدة عندك ممكن تديهاني
جاعدة جمبي كمان استني اديها التلفون 
ياريت يا بتي الله يخليكي 
تناولت الأخرى منها الهاتف على الفور تجيب على شقيقتها الكبرى
الوو يا جوجو لحجت اوحشك دا انا امبارح كنت عندك
فاجئتها بردها الجاف الغاضب
مش وجت جوجو ولا أي جلع يا بت ابوي انتي ليه مبترديش ع التلفون بجالي ساعة برن عليكي
اجفلت لهذه العصبية المفرطة منها حتى أجابتها بقلق
التلفون مش معايا نسيته في الأوضة انا جاعدة بشوي درة مع نادية زي ما كنا بنعملها زمان انا وانتي وبجية اخواتك 
مش وجت درة دلوك 
هدرت بها مقاطعة بحدة لتتابع بتشديد
تطلعي دلوك على اوضتك على طول وتشوفي اللي باعتهولك انا من تلفوني على تلفونك اخلصي ياللا مفيش وجت 
بمزيد من الارتياب سألتها
طب انتي بعتالي ايه طيب ما تجولي
لا هجول ولا أعيد اخلصي بجولك انا معنديش وجت للأخد والرد خلينا نشوف الموضوع ده 
بصياحها الاخير اضطرت ان تزعن لرغبتها تستأذن نادية ان تسبقها الإنصراف حتى تقف على ما تقصده شقيقتها فهذه اول مرة تعاملها بهذا الإنفعال 
لمي انتي كل حاجة يا نادية وانا بس اشوف
وجدان عايزاني في ايه واجي اكمل السهرة عندك ان شاء الله 
ردت بتفهم رغم القلق الذي تسرب اليها هي الأخرى
تمام روحي وان شاء الله خير  
اللهم امين 
تضرعت بها على عجالة لتأخذ طريقها على الفور نحو المدخل الأمامي للمنزل وكانت المفاجأة حينما وجدته امامها يقف في وسط الردهة بالمنزل الكبير وكأنه كان في انتظارها  
مساء الخير يا عارف انت واجف هنا مستني حد
طبعا مستنيكي  
باغتها بالرد المفاجئ ليزيد من دهشتها بهذه النبرة الغاضبة
شوفتي ردي طلع معاكي ايه مستنيكي! وانتي مستينة
مين دا السؤال اللي طول الوجت بسأله لنفسي لحد ما عرفت الإجابة النهاردة 
هتفت به تقابل غضبه پغضب أكبر
انت بتخترف بتجول ايه ما تجيب من الاخر وتفهمني غرضك 
اجيب من الاخر وافهمك غرضي تمام 
رفع الهاتف ليثبت الشاشة امام عينيها التي اتسعت بذهول برؤية ما يلوح به ليضيف سائلا
ممكن بجى يا ست روح تفهميني من الاتنين اللي في الصورة اللي جدامك دي
يتبع
تفتكروا ايه اللي هيحصل
عايزة تخمينكم بقى للي جاي
الفصل التاسع عشر
بوسط الدرج جلست تراقب بصمت متخفيه بجسدها خلف الحاجز الخشبي تشاهد من جزء صغير يمكنها من الرؤية ولا ينتبه إليها أحد تحمد الله ان بناتها قد ناموا الان حتى يمكنها المتابعة دون أن يزعجها شيء
وقد حدث ما كانت تتمناه وجاءت اللحظة الحاسمة بمواجهة الحبيب اليائس ابن عمها مع صاحبة القلب المتحجر تلك الحمقاء التي فضلت عليه ابن العامل الأجير من اجل ان تجعله يقترن بأسياده 
بكرة تعرفي ان اللي عملته كان لمصلحتك يا هبلة  
غمغمت بها ساخرة من الداخل تتبسم بانتشاء وها قد بدأ العرض
هل هذه ارتجافة الخۏف التي شعرت بها أم هو الزعر من القادم وذلك بتحليل مبدئي للنتائج المترتبة على ما تراه امامها وهي التي استبشرت بقدوم الفرح وقد ظنت انها على بعد خطوة واحدة من تحقيق ما تتمناه بعد الصبر الطويل 
ساكتة ليه يا روح ما تردي 
عاد يسألها بصوت مبحوح أو بالأصح مذبوح وقد علم الإجابة من قبل أن تنطق بها
حاولت التحلي ببعض الشجاعة في النظر اليه بقوة المدافع عن حقه في الاختيار بل هو حقه في الحياة التي يبتغيها كيفما شاء ومع من يريد 
إنت جايب الصورة دي منين
پصدمة ارتسمت على ملامحه بوضوح دمدم بعدم استيعاب
هو دا اللي هامك جايبها منين طب اجاوبك انا واجولك انها جاتني من رقم غريب يعني مش انا اللي صورتكم يا روح في ناس تانية كانت بتراجب وما صدجت لجيت الفرصة عشان يبعتوها على رقمي انا رقمي انا يا روح ويا عالم اتبعتت لمين تاني
يشوفها اللي يشوفها ان شالله حتى للبلد كلها انا ميهمنيش حد 
صاحت بقوة تجفله برد فعلها حتى احتدت انظاره نحوها ولكنها واصلت ولم تأبه لن تصمت في الدفاع عن حقها
أيوة يا عارف انا كنت مستنياه وهو رجع خلاص واليوم ده لما جابلته كان بيطلب مني احدد ميعاد مع اخويا عشان يتفج معاه وانا بلغت غازي وخدت موافجته جبل ما يسافر عشان يجابله انا مش صغيرة ولا ناجصة تربية عشان اخاڤ واداري وشي 
بس ناجصة حيا 
هدر بها يباغته بالقبض على ذراعها بقوة يكز على أسنانه پغضب متعاظم ود لو يسحق عظامها كما سحقت هي مشاعره ودهست عليها بأقدامها بهذه الكلمات السامة 
رد فعله كان مفاجئا لها حتى انها استغرقت لحظات تتحامل على الألم تطالع هذا الوجه الغريب عن طبيعته المسالمة في العادة پصدمة لقد كان عڼيفا بحق يزيد بالضغط عليها بشراسة مردفا
بتجوليها في وشي ومش هامك جلبي اللي بتدوسي عليه بتجوليها ومش هامك سمعتك ولا منظرك جدام اهلك ولا اخوكي اللي مكبرك فوج راس الكل وبسببك خسر صاحب عمره سنين سنين وانا وهو متفرجين عن بعض بسببك وكل ده عشان مين عشان كلب سابك زي البيت الوجف تجعدي سنين موجفة حالك وحالي عشانه 
صړخ بالاخيرة بۏحشية جعلتها تستفيق لتقاوم وتعنفه
سيب يدي يا عارف انت ملكش حج عليا سيب يدي انا مجولتلكش طلج مرتك ولا تتربط جمبي سيب يدي بجولك 
دفعها اخيرا لتسقط بثقلها على الكرسي خلفها بعد ان شعر بألمها وقد سقطت دموعها العزيزة أمامه
ولكنه لم يأبه ليردف لها بټهديد ووعيد
انتي اللي جيبتيها لنفسك يا روح وانا لو فرطت في حجي مش هفرط في حج العيلة ولا حج اخوكي اللي عايش طول عمره بهيبته ومش واحدة زيك هي هتفرط العجد اللي اتربط بجالوا سنين 
بصق كلماته وذهب يتركها تستعيد ما حدث منذ قليل بعقلها وكأنه حلم لا بل هو الکابوس بعينه ذلك الذي يجثم على انفاس الفرد في ذورة راحته وهناءه بصور عديدة تنذر بقدوم الأسوء
وضعت كفها على فمها تكتم الصوت عن بكاء مرير كيف حدث ذلك وماذا ينتظرها في الغد والأهم الان في هذه اللحظة من أوقعها في الفخ من راقب والتقط الصورة على مدار سنوات عمرها التي مرت بها لم يسبق لها ان أخطأت حتى لقاءها بالحبيب الذي احټرقت صبرا لرؤيته لم يتجاوز سوى ملامسة الأيدي رغم لوعة الأشتياق هي لم تخطئ هي على وشك الزواج بمن تحب لماذا لا يفهمها أحد
وفي الأعلى كانت الأخرى تتابع بتأثر لحال الفتاة حتى غمغمت بخفوت لا يسمعه الا هي
يا عيني عليكي يا بت عمي كان لازم جلم يفوجك عشان تعيشي الواقع وتعرف جيمة عيلتك وناسك عايزة تعملي فيها حبيبة وتتمعشجي فاكرة نفسك في فيلم عربي 
تم توقيع عدد من الصفقات الهامة مع العميل الذي صافح يودعهما ممتنا لكم المميزات التي
سوف يحصل عليها بفضل التعاون المشترك مع شركتهم الناشئة متوقعا لهم مزيدا من النجاح والإزدهار قبل ان يذهب إلى مواعيده الأخرى ويترك لهما الطاولة في الفندق الشهير والذي تم الاجتماع به
عشان تعرف بس يا معلم صاحبك مشغل الشركة في غيابك زي حضورك بذمتك انت كنت تتصور ان الزمن يتطور بينا ونتشتغل مع حوت زي اللي فارقنا من شوية ده 
تبسم غازي لطرافة صديقه والذي لا يفوت فرصة دون الثناء عن محاسنه المتعددة و تفكيره الالمعي في اقتناس الفرص الهامة والحق يقال هو بالفعل كذلك ولكن غازي دائما ما ينكر من اجل مشاكسته
ما خلاص يا عم الظريف عرفنا واتأكدنا ان مفيش زبك في الكون كله نعمل ايه عشان نشكرك نضرب تعظيم سلام مثلآ 
انتفخ يوسف بروحه المرحة يضع قدما فوق الأخرى مرددا بزهو وصدر منتفش
إنت بتقول فيها طب والله انا فعلا استاهل اتفضل بقى يا كبير ناسك ادي التحية وعظملي
يا راجل اتعدل ياض  
هتف بها بحزم أجفل الاخر ليعتدل بجلسته على الفور مغمغما بحرج
صلي ع النبي يا عم الحج وبلاش منها ياض دي راعي سمعتي ولا منظري في قلب الفندق العريق احنا مش ناس أي كلام برضوا
تبسم له باتساع يعقب
والله يا يوسف انا بحسدك بروحك الخفيفة دي وهزارك الدايم من غير ما تشيل للدنيا هم ولا تعملها أي اعتبار دي اكبر نعم انت ممكن تحصل عليها على فكرة 
يا سيدي ربنا يعزك ويعني الدنيا دي هناخد منها ايه سيبك انت ومتكبرش نفسك بالهم المهم بقى انا عازمك النهاردة على حتة سهرة صباحي
نهض ضاحكا من جواره يعترض
لاا يا عم الحج انا كدة زين جوي انا بس اطول سريري واحط راسي وانام جسمي كله مكسر من تعب السفر وانت البعيد مرحمتنيش من ساعة ما رجلي خطت البلد
جلجل يوسف بضحكاته ليتناول الملفات والعقود ويضعهم في الحقيبة قبل ان يلحق به متمتما
مشحططني معاك ولا اكني مساعد عندك حتى طب وافق حتى نجيب سكرتيرة تساعد العبد لله وبرضوا تتطري الجو شوية تعقم الدنيا بريحة البرفان بتاعها والله ساعتها الدنيا هتبقي حلوة صدقتي 
رد غازي بضحكته 
طموح جوي انت يا عم يوسف  
امتعضت ملامح الاخير يرافقه الذهاب مرددا
وماله لما ابقى طموح يعني لا يبقى حقيقة ولا خيال دا انت راجل وش فقر بجد
خرجت من غرفتها على صوت الطرقات الخاڤتة على باب الاستراحة الخارجي لتهتف سائلة بتوجس ناظرة في ساعة الهاتف وقد تعدت الساعة الواحدة ليلا
مين مين اللي بيخبط دلوك
أنا اللي ع الباب افتحيلي يا نادية  
ميزت صوتها رغم غرابة النبرة لتعدو سريعا تفتح لها بقلق تزايد فور أن وقعت عينيها عليها تقف امامها بهيئة مزرية ووجه متنفخ من كثرة البكاء 
ايه اللي جرا مالك 
لم
تكد تكمل السؤال حتى وجدتها ارنمت تنطلق بموجة أخرى من بكاء لم ينقطع في هذه الليلة السوداء 
شددت عليها لتسحبها معها للداخل وصوت صدر من الداخل بنعاس 
مين اللي ع الباب يا نادية
أجابتها على عجالة
نامي ياما متجلجيش دي روح جاية تبات معايا 
أتت اليها بالمشروب الساخن بعد أن هدأت قليلا وتوقفت عن البكاء وضعته فوف الكمود قبل ان تنضم جوارها على الفراش تمسح بكفها على ساعدها بمؤازرة ثم تناولته لوضعه بيدها بحنو
اشربي الحاجة السخنة دي هتهديكي 
بصوت منكسر عقبت ساخرة
وافرضي هديت يا ترى كمان الامور هتهدي معايا انا شكلي ضيعت خلاص يا نادية وكلاب السكك هتجطع في جتني وحتى مش هلاجي حد يدافع عني 
كقلبها من الداخل الذي يتلظى بلهيب العادات البالية والتي قد تؤدي لخسارتها لكل شي 
علقت نادية بتفكير متوزان رغم ارتعابها هي الأخرى من القادم
انا رأيي ان الموضوع مش هيكون أكتر من كدة اصل يعني كدة بالعجل اللي باعت الصورة لو نيته يشهر فدي بسيطة جوي يجدر ينزلها ع التليفونات بلمسة ع الشاشة هو اللي عمل كدة ابن حرام دي مفيش منها شك بس بصراحة كدة جاصد المهمين في العيلة عندكم 
ودي هينة يا نادية
خرجت منها تتنهد بۏجع سكن بروحها
اللي عمل كدة جصده يكسرني ويضيع حب عمري مني طب ليه دا انا دفعت التمن سنين من عمري في الصبر انا جلبي مجبوض وحاسة ان اللي جاي مش خير واصل والنهارده كانت البشاير بعارف اللي مد يده عليا ولاول مرة اشوفه شديد كدة انا عارفة اني جرحته واجبرته انه يتعصب عليا كدة بس انا كان في ايدي ايه 
الټفت نحو نادية تستطرد برجاء
طب كنت هرد اجولوا ايه ساعتها مجدرتش اكدب عليه يمكن كانت جسوة مني عشان كنت عايزه اعرفه باللي جوايا لعله ساعتها يحل بجى عني ويشوف حياته بدال ما هو جاعد كدة ومحملني حمل فوج حملي يعلم ربنا اني ياما اتمنيت يرتبط باللي يحبها وتحبه يلاجي السعادة اللي بيحلم بيها اعمل ايه تاني أكتر من كدة
حاجة تطير فيها رجاب
عودة الى البلدة 
حيث خرج الحاح يامن من منزله محركا أقدامه نحو الشقة المجاورة والخاصة بابنه الاخير
الشقة المهجورة من ساكنيها بسبب تركه لها منذ طلاقه من زواج لم يصمد لأكثر من شهور قليلة 
ولكنها اليوم وعلى غير العادة مفتوحة وقد علم منذ زوجته انه قد بات بها 
عارف 
هتف مناديا باسمه فور ان دلف داخلها قبل ان يجلس على اقرب مقعد قابله أمامه لم ينتظر كثيرا حتى خرج له الاخر من غرفة جانبية يلقي التحية بروتينيه قبل ان يشاركه الجلسة
صباح الخير يا بوي 
صباح الخير يا حبيبي 
قالها يامن متمعنا النظر به وكأنه يقرأه حتى اضطر عارف ان يتهرب بالمزاح قائلا
ايه يا عم الشيخ عرفت مكاني وجاي تجعد جصادي تتأمل فيا يكونش عجبك حتة الدجن اللي مربيها اليومين دول 
لا يا عارف انا لا عاجبني الدجن ولا عاجبني انت نفسك  
وه ليه الصدمة دي بس يا عم الشيخ كدة في وشي طب حتى جاملني بالكدب 
لم يستجب يامن للإبتسام او الرد على مزاحه بل قام بمبادرته الحديث مباشرة
عاااارف ما تضغطتش على نفسك يا ولدي بهزار مالوش عازة الصورة اللي جات على تليفوني جاتلي انا كمان 
ضاقت حدقتيه بتسأل بتوجس يشوبه ڠضب مكتوم
تجصد ايه يا بوي اي صورة دي اللي جاتلك على تليفونك 
زفر يامن يجيبه بحنق
الصورة اللي جومتك منبوط امبارح من جمب واد عمك ناجي واللي جاتله هو من بعدك وفهم لوحده 
ناجي كمان
نهض واقفا بملامح مكفهرة غاضبة وقد فلت زمام تماسكه
أكيد الحاجات دي مركبة انا متأكد ان دي حركة واطيه من عيل ابن كلب نصاب من بتوع الايام دي لكن وحياة غلاوتك يا بوي انا بسعى من امبارح مع واحد خبير وأكيد هنعرف بهوية صاحب النمرة اللي بعتتلي وبعتتلكم انا هجول لغازي يعلم العيال دي الأدب 
غازي عرف 
هتف يامن مقاطعا له حتى طالعه الاخر باستفهام جعله يكرر له بتأكيد
عمك سعيد اتصل بيه النهاردة من الفجرية وبلغه وهو زمانه دلوك على وصول دا
ان ماكنش لسة وصل اصلا
سقط بثقله على مقعده پصدمة متمتما
غازي عرف! ومن عمي سعيد كمان دا اكيد كبر الموضوع وادالوا أكبر من حجمه
رد يامن بقلة حيلة
انا عن نفسي مكنتش عايز اجوله وكان في غرضي مدام الأمر ما تعداش غير نمر معدودة مننا 
لاننا نجدر نؤد الفتنة من اولها لما نمسح الصور وكأن مفيش حاجة وصلت بس عمك بقى انت عارفة ما بيصدق 
هو فعلا ما ببصدج ربنا يستر  
غمغم بها يزفر انفاسه المضطربة بقلق بالغ امام انظار والده المتابع لحاله بإشفاق يعلم أن كل ما يشغله الان هو الخۏف عليها 
غازي بيه 
تمتمت بالأسم متفاجأة بحضوره امامها مباشرة بعد فتحها لباب الاستراحة كي ترى من الطارق تعلم انه سافر الامس وسوف يغيب عددا من الايام كما علمت من روح 
على خاطرها استدركت بقلق هذه الهيئة المتجهمة منه وهو يخاطبها بجمود متحمحما في البداية بخشونه
معلش يا نادية ممكن تدخلي تندهيلي روح
ابتلعت تتراجع بارتباك تجيبه بتلعثم
ااا ماشي بس ادخل طيب جابلها جوا دا بيتك ومطرحك 
لا كتر خيرك انا جاي من السفر تعبان ياريت تبلغيها تحصلني ع البيت 
قالها والتف مغادرا دون ان يعطيها اي فرصة للنقاش تراجعت تغلق الباب لتعود الى الداخل فتفاجأت بها تقف في وسط الصالة بوجه شاحب وكأنها ترتجف وقد تأكد لها انها علمت بعودته الان
ايوة يا غازي كنت طالبني في ايه حمد الله ع السلامة الأول 
وقفت امامه تردف بها بلهجة تبدو عادية وبعيدة تماما عما يكتنفها من الداخل من خوف وقلق تعاظم مع رؤيتها لهذه الهيئة الغريبة عنها وهذه النظرة الغامصة التي يرمقها بها فقد كان جالسا في غرفة المكتب والتي لا يدخلها الا في النادر اثناء انشغاله بعمل ضروري او كما يحدث الان حينما يريد الاختلاء بأحد ما بعيد عن الجميع 
اجعدي يا روح 
نطق بها بزفرة خشنة ليتكتف بذراعيه وكأنه يلجم نفسه عن الانفعال
جسرت نفسها لتجلس على الكرسي المقابل له تبادره الحديث حتى تقصر عليه المسافة وقد اتخذت قرارها في المواجهة 
جعدت انا اهو جدامك يا غازي جول اللي انت عايز تجولوا جول ع اللي خلاك تنزل مخصوص من مصر 
برقت عينيه فجأة بوميض خطړ يحدجها به رغم صمته المهيب قبل أن يقطعه بقوله
يعني الصور حجيجية يا روح
سؤاله المباشر رغم هدوئه ولكنه كان حادا بقوته حتى أنها لم تقوى على مواجهة عيناه في الرد شاعرة بالخزي منه
أيوة يا غازي بس يعلم الله ان دي كانت اول مرة ېلمس فيها ايدي وبصراحة دا كان رد عفوي مني ومنه بعد انتظار سنين دوجت فيها مر الصبر في بعده وهو شاف الويل في غربة جطعت من عمره لاجل ما يحوش اللي يجدر يتقدملي بيه 
رفعت عينيها اليه برجاء مستطردة
انا بعترفلك وبقولك على كل اللي حصل انا جلبي مال لعمر من زمان ودا اللي كان مانعني ما اوافج بأي حد حتى لما وافجت بعارف ولد عمي رغم ان فيه كل الصفات اللي تتمناها اي بنت بس سلطان العشج كان اجوي مجدرتش اكمل وانا
فكري وعجلي وجلبي مع حد تاني 
توقفت تطالع تأثير كلماتها عليه وقد تجمد امامها كالتمثال لا يدري ماذا يفعل معها هل يستجيب لنداء يده التي تتحرق الان لتمتد نحوها وتلطم وجهها بالصڤعات المتعددة كرد فعل طبيعي لرجل شرقي يختفظ بأعراف القبيلة التي ما زالت متمسكة بالعادات المتوارثة جيل بعد جيل اما يرق قلبه لاعترافها الصريح بعشق تلظى هو بنيرانه وعلم بقسوته ولكنها استغفلته!
بتضحكي عليا وتجولي اخته شافتني وانتي جاية من مجابلته يا روح 
صعقټ بتعقيبه تحاول بصعوبة ابتلاع ريقها الذي جف أمام اشتعال عينيه بشراشة تعلمها جيدا وهو يتابع
العباية والطرحة اللي في الصورة هما نفسيهم اللي كنتي لابساهم ساعة ما وجفتيني جبل ما اسافر عشان تطلبي مني ميعاد لاجل ما اجابله
ارتد جذعها للخلف هذه المرة يعلو تعابيرها هلع واضح 
رغم كل محاولاتها في اظهار الثبات ولكن سطوة شقيقها من هذا الذي يمكنه مواجهتها ومع ذلك هي لن تحيد عن الصدق معه
أومأت تجيبه بهز رأسها إلى هنا وقد فلت الزمام لم يدري بنفسه الا
وكفه الكبرى تقبض على مرفقها پعنف بهدر پغضب مكبوت
بتستغلي ثقتي فيكي يا روح وتستغفليني اخوكي غازي كبير ناسه والبلد كلها تستغفليه جالك جلب تضحكي على اخوكي اللي مكبرك على راس الكل يا روح
ڠصب عني يا غازي كان بإيدي ايه بس 
صړخت بها بوجهه لتتابع باڼهيار
اللي بين وبين عمر حب عفيف بس محدش بيعترف بيه هنا لو كنت صارحتك باللي في جلبي لا يمكن كنت هترضى تتبعني في الصبر على رجوعه مفيش بنت هتجدر تبلغ اخوها بميعاد مجابلتها مع اللي بتحبه 
بس يا روح متخلتيش امد يدي عليكي 
قطعت متفاجئة بكفه التي ارتفعت امامها بټهديد صريح جعلها تطالعه پصدمه مرددة
عايز تضربني يا غازي دا انا روح حبيبتك انا شجيجة روحك يا غازي 
كنتي 
هدر يدفعها عنه لينهض مغمغما پاختناق
بتتكلمي بوش مكشوف انا مهمها كنت بحبك لكن برضوا راجل ودمي حامي كلامك تجيل على واحد زيي بلاها من الجرأة في الوجت ده انا على اخري ما تجدري بجى 
اطرقت رأسها بحرح وقد أصاب شقيقها الحقيقية يجدر بها الا تتمادى في استغلال كرمه وقد التمسته بطبيعتها منه حنى دون أن يخبرها صراحة حتى وهو يدعي غير ذلك 
إنت جيت يا غازي
صدر الصوت الغليظ من خارج الغرفة قبل ان يدفع بابها يدلف صائحا بالاثنان
وكمان مجتمع بيها في أوضة المكتب ولا اكنها عملت نصيبة ولا لسة يدك ما طاوعتكش انا عمها وكفيل اني اربيها من اول وجديد لسة يا بت جاعدة مكانك وماجومتيش
بصيحته الاخيرة كاد ان يهجم عليها لولا تصدر شقيقها يمنع عنه تقدمه بفظاظه غير مباليا
اجف مكانك يا عمي لو انا يدي تجلت عن ضړب اختي فهي متشلتش عن الدفاع عنها 
وكأن الجنون أصابه وصار الشرر يتطابر من عينيه معنفا ابن شقيقه بكلام قاسې جزاء رد فعله المتريث مع شقيقته
وكمان ليك عين تجل أدبك وتدافع عنها جليلة الحيا اللي بتجابل الرجالة برا البيت والناس تصوروها ع التلفونات 
صاح بدوره غازي يزجره پغضب
امسك خشمك يا عمي وراعي اني مطول بالي عليك مش بت كامل الدهشان اللي يتجال عليها كدة لو حد غيرك كنت دفنته مطراحه 
ټدفن عمك طب كنت استرجل وربي اختك 
عميييي 
زمجر بها كأسد جريح في كرامته يكبح بصعوبة نفسه عن الفتك بهذا الرجل سليط اللسان ويدعي عمه 
دلفت فتنة على اصوات الشجار لتقف حاجزا بين ابيها وزوجها كحمامة سلام تحاول فض الشجار بينهما
صلوا على النبي يا جماعة ايه اللي حصل بس دا باين شيطان دخل ما بينكم ابعد عن جوزي يا بوي دا جاي من السفر تعبان اساسا وانتي يا غازي اخزي الشيطان انت عارف عمك عصبي بيطلع يطلع وينزل على مفيش
تراجع غازي پغضب عاصف يبتعد بخطره عن محيط هذا الرجل والذي لم يكف عن الغمغمة بالكلمات الحانقة والغير مفهومة مع ابنته التي كانت تحاول امتصاص غضبه بهدوء استعجب له زوجها والذي استدار عنها ليلتف نحو شقيقته التي التصق ظهرها بالحائط بزعر ذكره وقت ۏفاة والدهما حينما أصبحله الان ان يسكت هذه الأصوات القبيحة والتي وجدت فرصتها اليوم بما حدث 
قطع الشرود منتبها على نداء ابنته الكبرى والتي كانت تهتف به
ابوي ابوي جدي يامن وولده عارف جم برا وبيسألوا عليك وجدتي فاطتة كمان جالتلي اندهلك يا جد سعيد 
يتبع
الفصل العشرون
في الجلسة التي جمعتهم حول الجدة الكبيرة ولديها بجوارها تتحدث معهما بسجيتها غير عالمة بما يحدث حولها والاثنان يتجاوبان معها في حديث يبدوا عادي حتى لا ينتابها الشك في شيء نظرا لزيارتهما المفاجأة لمنزل العائلة اليوم 
اتخذ غازي جلسته في الطرف بعيدا لينفرد بالحديث الخاڤت مع صديقه
شوفت عمك يا عارف كانه الموضوع جاله على هواه وما صدج يلاجي جنازة عشان يشبع فيها لطم 
رد يجيبه برزانة كعادته رغم ثقل ما يحمله بداخله من مشاعر قاټلة وأبصاره موجهه نحوها تلك التي جلست بزاوية وحدها بوجه
منطفئ ذهب عنه الاشراق المعتاد لا تقوى على رفع نظرها نحو أحد منهم ولكنها مرغمة على مشاركتهم الجلسة حتى لا تثير بقلب جدتها الشك
عمك من يومه هوال يا غازي وانت عارفه بس اطمن مش هينطج بحرف عشان ابويا مشدد عليه جدتي مش حمل أي زعل 
تحمحم غازي شاعرا بالغصة التي جرحت حلقه باستدراك جلي لتلميح ابن عمه رغم علمه بحسن نيته حتى عقب له ينكر بكذب مكشوف
تركيب وغش يا عارف انا بس اعرف اللي عملها وربنا لاكون معرفه مجامه زين
بس انا عرفت اللي عملها
انتفض غازي يردد سائلا له بتحفز
مين يا عارف ابن الكلب ده وجولي إنت عرفته ازاي
خرج صوته عاليا بانفعال لم يقوى على كبته حتى لفت انظار الرجلين ووالدتهما اليه حتى مال نحوه عارف هامسا بخفوت وحذر
وطي صوتك يا عم الحج بنجولك المرة تعبانة ولو على اجابة السؤال انا عرفت باسلوبي اسم صاحب الرقم
التف اليه بأعين ڼارية يسأله باستهجان
وجاعد جمبي ساكت يا عارف!
زم شفتيه الأخير نحوه باستياء ثم رفع شاشة الهاتف امام عينيه يرد
يا عم افهم انا عارف جبل ما اجي هنا على طول وبرضك صراحة مش عارفة اتصرف ازاي مع صاحبة الرقم اصله كمان مش بأسمها دا بإسم جوزها المېت 
ضيق غازي عينيه ليغمغم بقراءة الأسم المدون على الشاشة بتفكير عميق
عبادي السناري وه 
ارتفعت رأسه متسائلا باستدراك فوري
دا المرحوم عبادي جوز البت نفيسة الحفافة يا بت ال 
توقف فجأة يستعيد بذهنه مشهدها وهي تهرول من باب المنزل الخلفي بخطواتها المسرعة وكأنها تهرب من جرم فعلته 
نهض فجأة وبدون استئذان يجفل الجالسين بندائه 
بسيوني انت يا واد يا بسيوني تعالي عايزك حالا يا واد 
القت فاطمة بالسؤال نحو حفيدها عارف
واد عمك ماله النهاردة شكله مش طبيعي 
أومأ يجيبها على عجالة وهو ينهض ليلحق به
مفيش يا جدة حاجة بسيطة كدة انت عارفة غازي جلبه حامي في أي حاجة 
صمتت المرأة لتتفحص وجهي ابنيها اللذان كانا يتبادلان النظرات الغامضة بوجوم يعتلي تعابيرهم قبل أن تلتف نحو فتنة التي أتت تحمل أصغر بناتها
امال غازي راح فين مضړوبة الډم مش عايزة تنام غير في باطه  
عقبت فاطمة ضاحكة تفتح ذراعيها للصغيرة
هاتيها انيمها انا المشجلبة دي ولا تاخديها انتي يا روح هي أكيد هتسكت معاكي 
وقبل ان يخرج رد الأخيرة تهكمت فتنة والشماتة تتراقص في عينبها نحو تلك التي تدعي التماسك وهي في موقف لا تحسد عليه
لاه يا جدة سيبي روح في حالها لتكون مصدعة ولا حاجة انا مش عايزة احمل عليها وهي شكلها مضابج كدة 
اكتفت روح بنظرة حاړقة تحدجها بها فهي لن تسمح بأن تجرها لمشاجرة في هذا الوقت الحساس يكفيها إجهاد التفكير المتواصل بالهواجس والمخاۏف التي تضج بها رأسها وهي لا ينقصها 
تأفف بضجر ليغلق الهاتف نهائيا عن هذه الاتصالات الملحة والتي مل واصابه القرف منها ثم ما لبث ان يستقيم واقفا عن جلسته أعلى المصطبة الرخامية خارج المنزل فور أن رمق بعينيه شقيقته تلج امامه من مدخل الشارع الضيق في طريقها إليه حاملة على يدها بنتها ساحبة معها هذه الفتاة السمراء الغريبة تحمل هي الأخرى حقيبة يد بلاستيكية من خلفها تبدوا أنها ثقيلة
مساء الخير 
القت التحية بعد أن اقتربت تنهج من ثقل السير بابنتها والتي تلقفها الاخر ليحملها عنها مرددا خلفها تحيتها
مساء الفل انت برضك جايا شيلاها البنت دي مش تعوديها تمشي على رجليها احسن امشي على رجلك يابت وخففي عن امك 
جلجلت الصغيرة بضحكاتها المرحة تأثرا بالدغدغات المتواصلة من خالها والذي انشغل
بها حتى انتبه على قول الأخرى
عامل ايه يا استاذ عمر 
رفع رأسه عن الصغيرة ليجيبها بروتينية يحاول تذكر اسمها
اهلاا يااا يا هدير 
تدخلت جميلة مخاطبة الفتاة بامتنان
دخلي السلة جوا يا هدير ربنا بعدلهالك يا بتي دايما مساعداني
همت ان تنفذ مطلبها وما ان همت لتتحرك خطوتين حتى الټفت برأسها تخاطبه بوجه واجم قبل ان تكمل طريقها نحو المنزل
الف مبروك يا استاذ عمر ربنا يتمملك بخير  
قالتها ولم تنتظر الرد منه لتجفله بارقا عينيه من خلفها متفاجئا لقولها حتى نقل بنظره نحو شقيقته التي التوى ثغرها بحرح منه وقد أجفلها فعل هذه المتهورة ليخاطبها باستياء معاتبا
كدة برضوا يا جميلة لحجتي تنشري الخبر دا انا لسة حتى مدخلتش البيت 
بررت تدافع عن موقفها
يا حبيبي والله ما جولت لحد غير امها ودي صاحبتي وجارتي كنت فرحانة ومعرفتش اخبي عليها هي بجى سمعتنا بالصدفة 
واهي مسكت في الكلمة ومش بعيد تنشرها في البلد كلها طب استني حتى لما ناخد خطوة رسمية 
همت لترد ولكن بخروج الفتاة اغلقت فمها تنتظر مرورها اولا والتي سألتها وهي لا ترفع بصرها عنه
طب انا ماشية بجى مش عايزة مني حاجة تاني
نفت جميلة على الفور تربت على كتفها باضطراب حتى تتحرك
لا يا حبيبتي متشكرين روحي انتي كملي خبيز مع امك روحي ربنا يعدهالك 
كالعادة كانت خطواتها متباطئة وهذه النظرات المكشوفة نحوه رغم تغيرها هذه المرة لأخرى متشبعة باللوم وكأنه اخلف
بوعده معها!
حينما غادرت اخيرا تختفي من الشارع امامه التف نحو شقيقته يردف باستدراك متأخر
جميلة انت جصدتي تجولي جدام البت دي خبر الخطوبة ومهياش سمعت بالصدفة ولا حاجة صح ولا لاه
اومأت تحرك رأسها باستسلام تجيبه
بصراحة أيوة ومتزعلش مني البت زي ما انت شايف كدة عجلها خفيف وانا جولت اخليها تعرف عشان متعشمش نفسها ما هي البنتة في السن ده بيبجى خيالهم واسع وو وكدة احسن يعني 
زفر بحنق ولم يعلم ماذا يفعل معها أيوافقها على وجهة نظرها أم يغضب لأفشاءها الأمر قبل حدوثه في الاخير حينما يأس منها علق بتهكم متأثرا بقلق بدأ يزحف داخله من بكرة الصباح
ناصحة يا اختي طب اهي بركات الست هدير نشعت علينا كانها وروح من الصبح جافلة معايا من وجت الرسالة اليتيمة اللي بعتتها ليلة امبارح تجول انها هنام بدري ومصدعه 
رددت هي الأخرى بارتياب
وه دا حتى انا كمان مبتردش عليا رغم اني اتصلت بيها خمس مرات هنروحلهم كيف دلوك من غير ما نعرفوا منها الميعاد المناسب للزيارة
إنتي كمان!
تمتم بها ليتناول الهاتف يحاول مرة أخرى مخاطبا نفسه بانزعاج داخله
هيكون ايه اللي عطلها بس دي معملتهاس وانا في الغربة بعيد عنيها تعملها في يوم زي ده
مجرد مواقف شهدت حضوره بها ورأت حزمه وصرامته في إصدار الأحكام التي تسري على رجال اكبر منه عمرا ومقاما ومع ذلك يفرض سيطرته وكلمته تنفذ على رؤوس الجميع فما بالها هي الان في حضرته وذبذبات الخطړ تنتشر في الأجواء حولها مع نظراته المسلطة عليها بوجه مظلم يرعب الجنين ببطن امه وصمت مريب قطعته هي بالسؤال الذي عادت تكرره للمرة الثانية
انا كنت بسألك يا غازي بيه هو انت بعتلي ليه بسيوني سحبني على هنا من غير ما يبلغني بالسبب وانت بجالك لحضة طويلة من ساعة ما جيت بتبصلي 
اصنطي 
قاطعها بحدة جففت الډماء قي عروقها لتبتلع في ريقها بارتياع متعاظم حتى اقترب بخطوتين رافعا سبابته نحوها بټهديد مباشر
هي كلمة ومش هاعيدها هتجاوبي ع السؤال اللي أجهولك من سكات لإما يا نفيسة عقابك هيبقى اضعاف وساعتها متلوميش الا نفسك 
سؤال ايه يا بيه انا معرفش حاجة 
هتفت بها بدفاعية مسبقة قبل ان يقطع عليها عارف ليضحض حجتها
اسمعي الكلام يا بت انتي النصيبة لابساكي لابساكي ولا مفكرانا هينين ومش هنعرف بصاحب الرقم اللي بعت الصور على تليفوتنا
جحظت عينيها بړعب حتى
دلوك هتجاوبي على كل الأسئلة وأولها سبب دخلتك البيت هنا كنتي بتعملي ايه في بيتي يا بت
خرج صوتها بفزع
الست فتنة يا بيه هي اللي سلطتني اعمل كدة 
اجفل الثلاثة بقولها حتى سقطت العصا التي يحملها في العادة من قبضته أرضا ليهدر بها انتي واعية للي بتخترفي بيه دا يا بت
رددت بفزع الباحث عن النجاة
والله ما بكذب في كلمة انا هعترفلك بكل حاجة من طج طج لسلام عليكم وانتي هتميز بنفسك ان كان كلامي صح ولا بألف 
تجمد عن الرد مباشرة وكأن المفاجأة قد شلت تفكيره ليتوقف لحظات قبل ان ينقل بنظره نحو ابن عمه ورجله الأقرب بسيوني بحرج اصابه خوفا من تبين صدقا يستشعره بغريزته لكن سرعان ما استعاد بأسه ليحسم تردده
جيبي كل اللي عندك
بعيدا عن الجميع ذهبت للركن الوحيد الذي أصبحت تجد راحتها به وقد توطدت الصداقة بينهما بعد ان افضت لها بكل ما يعتمل بصدرها وهذا السر الذي اخفته عن الجميع قبل ان يحدث ما حدث 
شايفة يا نادية بيرن تاني  
نظرت الاخيرة نحو ما تقصده على شاشة الهاتف لتعقب بإشفاق
طب ما تردي عليه وجوليلوا انك تعبانة حتى ومش جادرة تتكلمي 
تحركت رأسها لاعتراض قائلة
مش هيصدج انا عارفاه خصوصي وانا عارفة كويس جوي دلوك انه جاعد على ڼار مستني اخبره بميعاد لزيارة اخته ووالدته 
توقفت تغطي بكفهيا على وجهها تخرج زفرات متتالية
بتعب لتتسائل بقنوط
يعني يا ربي اجعد السنين دي كلها كاتمة سري في بطني واصبر واتحمل ودلوك تاجي على اخر لحظة وتتعجد
استغفري ربك 
تمتمت بها تربت على ذراعها تبثها الدعم
أكيد ربنا كاتب الخير ارمي تكالك عليه وهو يعدلها من عنده 
تمتمت بقنوط
ونعم بالله بس يعني طول السنين اللي فاتت دي وانا بدعي يرجعلي بالسلامة ودلوك لما رجع استغفر الله العظيم انا مش بعترض بس انا تعبت كنت متوقعة افرح بس فجأة لجيت الدنيا انهدت فوج راسي حتى لو غلطت انا برضك بشړ 
توقفت لبرهة ثم اتجهت بسؤالها نحو الأخرى
تفتكري هيعملوا معايا ايه يا نادية وموضوعي انا وعمر تتوقعي ان فيه أمل تاني 
ما توقعش 
كادت ان تنطق بها نظرا لما رأته من شواهد غير مبشرة وعلمها بعادات البلدة التي لا تقبل التهاون في هذه الأمور ولكن نظرة الأستجداء في عينيها أجبرتها على التراجع 
اجولك يا روح انتي بدل ما تتوقعي وټضربي أخماس في اسداس سبيها على ربنا وادعي انه يوفقك للي فيه الخير ويرضيكي بيه 
أومأت توافقها الرأي
يارب يا نادية سبيتها عليه بجى يدبرها من عنده  
يبجى ام شاء الله
خير 
غمغمت بها الأخيرة بابتسامة مطمئنة قبل ان ينتبها الاثنان على ولوج الصغيرة اية أكبر ابناء غازي والتي جاءت تخاطب عمتها
ابويا طالبك تيجي حالا ع البيت دلوكت يا عمة
دلفت وجدان تسحب نادرة الشقيقة الأخرى لغازي والذي بعث اليهم ليأتوا على الفور من منازلهن وكذلك كل من وصله الصور على هاتفه 
انا عايز اعرف دلوك المحروس مجمعنا كدة بربطة المعلم رجالة وحريم وعمال يحشرنا كلنا في المندرة خبر ايه مالناش مصالح اخنا نشوفها 
هتف بها سعيد يستهجن بضجر فجاءه الرد من عارف
معلش يا عمي لو عطالنك عن المرواح ومصالحك بس بصراحة دي رغبة غازي هو اللي أمرني اتصل بالناس وواجفك انت وابوي عن المشايان اصله عازوكم تشهدوا على موضوع مهم 
موضوع ايه
سأله والده مستفسرا ولكن الاخر لم ينتبه فقد تعلقت عينيه بها وهي تدلف لتتخذ مقعدها بجوار شيقيقاتها على أحد الارائك تتجنب التطلع نحو البقية وقد تركزت ابصارهم نحوها بنظرات متسائلة وأخرى متشفية فرحة يعرف اصحابها جيدا
تهكم سعيد بسخرية تعقيبا عليه
يا عيني
عليك يا واد اخوي رابط نفسك ومضيع عمرك على مفيش ياريتك كنت كملت في جوازك ولا اتجوزت اربعة حتى ع الأجل عشان كرامتك 
كرامتي محفوظة يا عم وبلاش كلامك الواعر ده ميغركش هدوئي 
خرجت منه كرد قوي اضاف على قوله والده
ياريت تمسك لسانك شوية يا سعيد اعملي انا حساب حتى خبر ايه يا واد ابوي 
رد سعيد يعدم تقبل
هو دا اللي على لسانك وبس انا كنت عايز اكسر راسها البت جليلة الحيا دي يمكن اخوها اللي عامل نفسه كبير ساعتها يحس لكن انت اللي منعتني يا يامن 
ظل عارف محتفظا بصمته وترك لوالده الرد 
ملكش دعوة يا سعيد ليها اخ هو اللي يحاسبها واخوها مش عامل نفسه كبير لأنه بالفعل هو كبير يا سعيد ولا انت لس مش معترف برضوا
سمع منه ليزداد حنقا ويشيح بوجهه عنهما مغمغما بعدم رضا
هو دا اللي انتوا فالحين فيه رط ورغي ع الفاضي مكبرين عيل صغير عليكم منفعش حتى في تربية اخته تستاهلوا الجرس والفضايح بسببها 
السلام عليكم يا جماعة 
القى التحية بصوته القوي ليلفت انظار الجميع نحوه بعد ان دلف فجأة اليهم ردد معظمهم التحية ردا له ليعم الهدوء بالصمت تقديرا له دار يأعينه يوزع نظراته على كل فرد منهم حتى انتبه لصغيرته التي كانت جالسة بحجر والدتها 
شروق تعالي يا بابا 
على الفور نزلت من حجر والدتها متوجهه نحوه بطاعة رفعها اليه يقبلها مداعبا ببعض الكلمات 
سهرانة ليه لجد دلوك مش بكرة وراكي مدرسة
هتروحي تنامي أو تلعبي مع خواتك في اوضتهم عشان عيب تجعدي وتسمعي كلام الكبار 
أومأت بهز رأسها ليعتبرها موافقة ثم التف نحو رجله
بسيوني خد البرنسيسة دي ووديها لأوضتها  
رفعها الرجل اليه وخرج بها ليأخذ هو فرصته كاملة الان مع انصات الجميع وقبل ان يبدأ تكلم ناجي ساخرا
خبر ايه يا واد عمي جمعنا كدة بربطه المعلم ليكون هتوزع علينا التركة من جديد
علقت فتنة والتي كالعادة كانت جالسة جواره بمزاح الواثق من نتيجة أفعاله
وه يا ناجي تفكيرك كله غير في الأرض والفلوس ما تصبر يا عم واد عمك اكيد مجمعنا لحاجة مهمة ولا ايه يا كبير
تبسم عدد من الإفراد لها اما هو وقد استشعر بنبرة السخرية في لهجتها فقد تماسك ليببادلها ابتسامة صفراء مرددا
اهي جالتلك اهي حرمنا المصون اصبر عشان تعرف بالحاجة المهمة 
تدخل سعيد بفظاظة ليست غريبة عنه
بس ياريت يكون بسرعة وتختصر بجى انا معطل مصالحي بجالي كذا ساعة دلوك 
مش هاخرك يا عمي 
هتف يقطع استرساله قبل ان يعود للجميع مخاطبا 
طب عشان ندخل في الموضوع على طول 
توقف قليلا يستجمع شجاعته وقد وجد الصعوبة في لفظ الكلمات الثقيلة على لسانه في هذا الموقف المهيب 
بصراحة كدة انا جمعت عدد الافراد اللي وصلهم الصور من الرقم الغريب ع التلفون 
صدرت الهمهات وتوجهت النظرات نحو صاحبة الصور والتي انكمشت على نفسها بحرج منهم ترمق شقيقها باستجداء ان يرحمها من حكم تنتظره بادلها بنظرة مطمئنة تعرفها عنه قبل ان يعود إلى البقية وقد صدر صوت عمه سعيد ساخرا
نفهم من كدة يا واد اخوي ان انت مجمعنا عشان نعرف حجيجة الصورة ولا ناوي تأدب صاحبة الصورة
عض على نواجزه يكبح نفسه عن رد قوي وقد اكتفى برد عمه يامن الذي انتقل اليه الڠضب هو الأخر مثل ابنه
سعيييد سيبه يكمل كلامه يا واد ابوي واسمع زي البجية الله يرضى عنك 
اديني سكت  
دمدم بها بغيظ ليذعن لطلب شقيقه ويستمع بسخط داخله فجاء رد غازي له
لا وانت الصادج يا عمي انا مجمعكم عشان اكشف صاحب العملة نفسها جليل الأصل اللي يدور على ڤضيحة لبت عمه يسلط ناس معروفة بجلة حياها ويديها ارقام العيلة عشان تبعت وتنشر من غير تجدير ان اللي تعمل كدة ممكن تنشرها في باجي البلد كلها 
ايه اللي انت بتجوله دا يا غازي
هتف بها ناجي متسائلا بجوار شقيقته والتي شحب وجهها وقد ذهب عنه العبث 
التف اليه
يقابل عينيها المتربصة ليهتف مجيبا له
دلوك تعرف كل حاجة يا باشا أدخلي يا بت 
دلفت على النداء يسحبها احد الرجال لتلفت انظار الجميع إليها
وقد على صوت الهمهمات المتسائلة من معظمهم فتابع يجيب التساؤل بأبصار ارتكزت على زوجته والتي اعتلى الفزع ملامحها ليتأكد هو من صدق رواية هذه المراة والتي وقفت مطأطأة رأسها بخزي ولم ترفعها سوى بعد ندائه القوي
ارفعي راسك يا نفيسة وجولي على كل اللي حصل بس جبل كل شيء 
رفع سبابته امام الجميع ملوحا بټهديد
الكلام اللي هيتجال دلوك ولا كلمة منه هتطلغ برانا احنا عيلة في بعض والبت دي عارفة نفسها لو نضجت بحرف تاني يوم لسانها هيبجى برا خشمها عشان تخرص للأبد وانتوا كل واحد فيكم هيدني تلفونه عشان امسح الصور بنفسي 
علت اصوات الاحتجاج ولكن عارف قطعها بفطنته
كمل يا غازي احنا كلنا موافجين ولا ايه يا جماعة  
لم يقوى أحد على الاعنراض فتبسم هو بانتشاء وعينه لم تفارقها وقد تبدلت تعابيرها الان لأخرى مرتابة تحدج المرأة بټهديد فهدر حازما لها
تمام جوي اتكلمي يا نفيسة 
بجوار النافذة كانت تقف خلف الستار تراقب بقلق تشعر أن هناك أمر ما خلف هذا الاجتماع في هذا الوقت من المساء وحدسها يخبرها بيقين تام ان ما يحدث له صلة ما بروح وتقرير مصيرها بعد هذه المصېبة التي حلت فوق رأسها 
تنهدت بأسى لحال الفتاة رقيقة القلب الطيبة والتي تعلقت بها في الفترة الأخيرة بعد مجيئها هنا وسكنها في هذا المسكن وقد حظيت منها بمعاملة طيبة وكأنها من أهل المنزل أو كأنها شقيقتها بالفعل 
تتمنى من الله أن يمر الأمر على خير وأن تنال ما ترغب به رغم يقينها باستحالة حدوثه الان
واجفة عندك ورا الشباك بتعملي ايه
هتفت بالسؤال جليلة بعدما عادت من الخارج وزيارتها اليومية لمتابعة احوال منزلها هناك 
تطلعت نادية اليها بإشفاق تقول
تعباكي ياما في الروحة والجية مشندلة ما بين هنا وبين بيتنا هناك 
تبسمت جليلة بعزوبة ترد بمزاح
يا خيتي وانا من امتى كنت مرتاحة يعني وهي اللي تخلف البنتة تشوف الراحة واصل ادعيلي بس ربنا يشدني وافضل ناصبة طولي معاكي انتي واخواتك على طول 
يارب ياما يديكي الصحة وما تحتاجي لحد فينا ابدا 
تمتمت جليلة تأمم خلفها قبل ان تعود لنفس السؤال  
اللهم آمين يارب مجولتيش بجى واجفة عندك بتعملي ايه
بتصف ابتسامة ردت تجيبها بمغزى وكأنها تخاطب نفسها
بتفرج ع الدنيا ياما بشوفها واخدانا على فين وهي بتوطحنا من موجة عالية لتانية واطية لواحدة عالية تانية وبعديها العكس وهكذا 
قطبت جليلة تعقب بعدم فهم قبل ان تحرك قدميها وتذهب للداخل
وه انتي هتتكلمي بالالغاز امك فاهمة الكلام العادي عشان تفهم غيره يا محروسة امام عجايب دي يا ولاد
تبسمت تتابع انصرافها نحو غرفتها ثم عادت للنظر الى خارج النافذة تتابع بخقوت 
ربنا يعدلها بجى ويعديها على خير 
انتهت نفيسة بعد ان قصت جميع ما حدث باختصار فرضه هو ليحفظ سمعة شقيقته من اللغو والمزايدة  
انكمشت المرأة محلها بأدب في انتظار أمر منه ليخرج قوله موجها خطابه للجميع بشجاعة يحسد عليها
اولا كدة من غير لوم ولا جيب وحط في الكلام انا اختي ومسؤلة مني يعني مش هسكت لأي حد يجيب كلمة واحدة عليها فما بالكم بجى باللي اتعمد انه يشوه صورتها او يتسببلها بڤضيحة بالعملة السودة دي 
التف برأسه نحو تلك التي كانت تناظره بتحدي هذه المرة وقد انكشف الغطاء التي كانت تتستر من خلفه وأصبحت المواجهة بينهما مباشرة بعد تعمده كشفها بارتداد الأمر عليها 
ها يا فتنة إيه رأيك
سألها وضجيج انفاسه العالية يكاد أن يصم الأذان يلجم نفسه بصعوبة عن الفتك بها وقد تعدت بفعلتها كل الخطوط الحمراء وقبح طبعها الذي قصد هذه المرة أن يطعنه بأذية أقرب ماليه
ما تردي يا هانم ولا البسة كلت لسانك كدبي البت دي لو معاكي الحج برئي نفسك جدام عمك وابوكي اللي شادد حيله على بت اخوه عشان يربيها وناسي بته اللي هي مشافتش رباية من أساسه 
لم نفسك يا ولد كامل واعرف انت بتخربط على مين
صاح بها سعيد ضاربا بعصاه فوق الأرض لتصدر صوتا قوي 
تجاهل غازي لينقل بأنظاره نحوها لن يلتفت لأي أحد غيرها ولن يثتيه شيء عن كشف حقيفة هذه الأفعى زوجته والتي خرج ردها أخيرا
بجبروت أدهشه ناقلة بنظرة ازدراء نحو المرأة المنكمشة على نفسها بزعر
وانا ايه اللي يجبرني ارد على كلام واحدة ملهاش جيمة ولا سعر زي دي ايه جيمتها دي عشان تصدجوا كلامها عليا ولا انت عايز تزيح من اختك وترمي عليا طب حرك دمك الحامي ده ع اللي جابلت الراجل الغريب عنها والصور تشهد 
لمي لسانك يا فتنة وانتبهي انك بتتكلمي على بت عمك 
خرجت من عارف يسبق زوجها في الرد وقد اظلم وجهه امامها واكفهرت معالمه ليستطرد بصرامة
وردي ع السؤال عشان الكلام ده يدينك على فكرة ويثبت كلام البت دي عليكي 
صاحت به بجرأة أمام الجميع
والم ليه وانتو
كلكم عايزين تطرمخوا على عملة المحروسة وجايين تحاسبوني بدالها البت دي اللي جاية تجول بالفم المليان ان انا ادلتها الارقام عشان تبعت عليها الصور جبرها أكيد متجولش الكلام الاولاني في ان الصور دي حجيجية والبت دي هي اللي صورتهم بالفعل 
فتنة 
صاح بدوره يوقف استرسالها بعد ان صرف المرأة التي تدعي نفيسة بإماءة خفيفة بذقنه ليتفرغ لمواجهتها
جاوبي ع السؤال اللي يخصك محدش غريب وسطينا اللي جاعدين عمك وبنات عمامك انا جمعتهم مخصوص عشان يحكموا في مرة في الدنيا كلها عندها ذرة عجل ولا ضمير تدي ارقام عيلتها لواحدة زي اللي اسمها نفيسة دي وتجولها ابعتي صور بت عمي عليهم طب ماخوفتيش على سمعة بت عمك لو البت دي وزعت الصور على ناس غريبة مفكرتيش ان الأمر لو اتوسع هيضر سمعة الكل مفتكرتيش بناتك
مالهم بناتي
هتفت بها تنقل بنظرها نحو روح التي بدت كالمخطۏفة فاقدة الادراك لهول ما يحدث معها وهذه تتابع غير مبالية
انا بنتتي هيطلعوا مأدبين البت اللي المحها تكلم واد هكويها پالنار مش هسيبها تمشي على حل شعرها 
امسكي خشمك يا بت 
صدرت هذه المرة من عمها يامن يسبق الجميع وقد فاض به من تبجحها ليردف حاسما من أجل ان ينهي النقاش بحكمته
فوضوها على كدة الصور هتتمسح من على كل التلفونات ونعتبر الأمر كأنه محصلش بعد ما تعتذري يا فتنة لجوزك وبت عمك 
اعتذر لمين
رد بصياح اقوى
سمعتي كلامي زين يا فتنة وانا مش هعيده من تاني عجل بتك يا سعيد احنا عايزين نلم مش ناقصين بعترة 
سمع الاخير ولم يطاوعه كبرياءه على الانصياع لأمر شقيقه حتى لا يعترف بجرم ابنته فتطوع ناجي شقيقها كي ينهي الأمر رغم علمه بغباء شقيقته حين تغلب العنجهية على صوت العقل
عمك عنده حج اعتذري لجوزك وبت عمك يا فتنة 
تراقص الجنون برأسها ترفض بكل جوارها ان تنقص من قدرها بالاعتذار ولمن لهذه المتعالية التي امسكت عليها اخيرا الخطأ لتكشفها امامهم ام لزوجها الذي يتعمد الدفاع عنها باستماتة حتى وهي تضعه في موقف ضعف وخزي لا يرتضيه أي رجل إذن فليتحمل
احتدت انفاسها لتطالع الجميع بتحدي يدفعها شيطانها لتخرج بالقاضية دون الالتفاف لأي شيء آخر سوى هزيمتهم 
لأ يا عمي متجوليش اعتذري عشان انا شوفت بنفسي شوفت رسايل العشج بين المحروسة بيتكم مع ولد عبد السلام الأجري على تلفونها طب تجدروا تجولولي هي جاعدة لحد دلوكت من غير جواز ليه خمس سنين مستنياه! الله اعلم بجى هي خاېفة من ايه يتكشف على غيره!
إيه اللي بتجوليه ده كدة حرام عليكي
صړخت بها تخرج صوتها اخيرا پقهر المظلوم تدخلت وجدان الكبرى بدفاعيه غريزية عنها امام الصدمة التي لجمت شقيقها عن الرد لهذه الملعۏنة وقد تسمر واقفا أمامهم كالجماد
لمي نفسك يا فتنة مش بت الدهشان اللي يتجال عليها كدة كلامك يطير فيه رجاب يا جزبنة ما ترد بتك لعجلها يا عمي ولا انت فالح ان حسك يعلى على بت اخوك وبس
وعلى عكس المتوقع نهض سعيد يساند ابنته وقد جاءته الفرصة من ذهب لكسر هذه المتغطرس الصغير والذي ڼصب في مكان لا يستحقه بأن اخذ حقه في قيادة العائلة
يعني عايزاني اجولها ايه يا بتي بت عمك سألت سؤال واحنا عايزين اجابته صور اختك على تلفون كل واحد فينا دا غير الرسايل اللي بتجول هي شافتها بعنيها 
رحبت فتنة بدعم اباها لتردف بحماس متزايد
اه والله يا
بوي انا مستعدة اوريكم تشوفوا بعنيكم بس هي تديني تليفونها وانا اطلعهم وانتوا تشهدوا بتفسكم
نقلت بتظرها نحو عارف الذي كان صامتا بتجهم وقد اصبح الموقف فوق قدرة تحمله
عايزاك تشوف بنفسك يا واد عمي عشان تعرف ان انت ضيعت عمرك هدر لما ربطت نفسك جمبيها 
باڼهيار تام صارت تصرخ لتصديقها
والله العظيم كدب انا شريفة وما حد جربلي احلفلكم بإيه عشان تصدجوني
واصل سعيد وقد انتشى بانتصاره الوقتي موزعا ابصاره على الجميع يزيد بفرض سلطته عليها وعلى شقيقها
وما تحلفي ع المصحف حتى احنا هنصدجك كيف ملكيش حل غير جوازك من حد من عيال عمك عشان نلم الموضوع ونتأكد من برائتك وانا بجول ولدي ناجي اها زينة الشباب اظن مش هتلاجي زيه خصوصا بعد ما رفضتي ولد عمك عارف كذا مرة 
بهت المذكور وقد وضعه أبيه في موقف لا يحسد عليه في مرمي ابصار ابن عمه الڼارية والذي بدا انه يستفيق من صډمته وزادت شقيقته بحماقتها
اها جبهالك ابويا ع الطبطاب لو انتي واثقة في نفسك يا بت عمي تجبلي الجواز 
الى هنا وتوقف كل شيء لتخرج صړختها الأخيرة قبل ان تسقط وتفقد وعيها 
كمااان يعني انتي تألفي من مخك وابوكي يحكم 
رووح 
فييسقط غازي بثقله على المقعد من خلفه بضغف وعجز ثم يخرج بالكلمة الفاصلة اخيرا نحو عمه
مش انت حكمت يا عمي انا كمان ليا حكمي بتك طالج 
يتبع 
الفصل الواحد والعشرون
مش بعادة يعني حد يشوف وشك في ساعة صبحية كدة ليكون
صرفوك من الشغل
توجهت له بالسؤال تستغرب الزيارة المفاجأة منه في هذا الوقت من الصباح وقد اذهلها بافتراشه الارض بجوارها في هذه البقعة المشمسة بمدخل المنزل ليزيد من دهشتها بالرد ضاحكا
وه يا حجة سکينة يعني عشان بس زورتك بدري النهاردة يبجى على طول كدة تظني انهم صرفوني لا يا ستي النهاردة اجازة من الحكومة نفسها
أممم 
زامت بها لتعقب بعدم اقتناع
ما هو دا يخليني استغرب اكتر هو انت بتطلع اساسا من بيتك يوم اجازتك دا انت ما بتصدج تاخد اليوم كله نوم يبجى أكيد دا مشوار مهم اللي خلالك تلبس وتتأنتك كدة على وش النهار 
قالت الاخيرة بإشارة نحو الجلباب الجديد المنشي الذي يرتديه بالإضافة لرائحة العطر الذي تفوح منه بقوة وذقنه الحليق باهتمام يلفت الانظار نحوه ليتنشي هو من داخله لهذا الإطراء الغير مباشر مستشبرا داخله بانتباه والدته لهذه الهيئة الجديدة منه 
عدل من ياقة جلبابه في الأعلى ليردف بزهو
لا يا ستي مفيش اي مشوار انا جايلك النهاردة مخصوص اشوفك يا غالية عشان اطمن على صحتك خصوصي بعد ما عرفت ان جوز الحربيات بنتتك هجوا على بلادهم مع عيالهم التيران 
ردت بشبه ابتسامة ساخرة لاحت على جانب فمها
والله وفيك الخير يا سيدي بس عشان تعرف يعني خواتك روحوا لأجل ما يخلصوا مصالحهم بس هناك لكنهم كام يوم كدة وراجعين اهم ع الحال ده بجالهم مدة يروحوا وياجوا الحمد لله الطربج بجى سهل معاهم بعد العربية اللي جابها عيسى 
يعني واخدين الطربج سويجة  
عقب بها باستنكار رافعا طرف شفته ليستطرد بحنق
ما تجوليلهم يتلموا بجى في بيوتهم ومع عيالهم لزومها ايه الشحططة والخيلة الكدابة دي ولا هما ما صدجوا السكة خليتلهم وافتكروا انهم اصحاب بيت صح ايه نسيوا اللي عملوه لما مضوا بالتنازل على حجهم فيه 
اغتمت ملامحها المتجعدة لتشيح بوجهها عنه ناظرة للخارج متمتمة باستياء
والله هما مش محتاجين حد يفكرهم بس ع الأجل بيعملوا بأصلهم مع امهم وبيجوا يرعوها ويراعوا مصالحها مع عيالهم ولا عايزنا انا وبت عمك نبجى محتاجين للناس
بحماس مفاجئ رد فاردا اصابع كفه الكبرى على صدره أمامها
وتحتاجوا ليه للناس وانا موجود انا سداد ياما وان كنت بعدت نفسي السنين اللي فاتت عشان ما ازعجكمش فدا لسبب انتي عارفاه زين لكن خلاص عاد مفيش بعاد تاني والواحد لازم يشيل المسؤلية اللي عليه مش يسيبها للغريب
مين الغريب
رددت بها غاضبة وقد بدات تتستشف الان داخلها السبب الحقيقي لتبدل حال
ابنها وتعمده الان لتحسين صورته والتي طال ټشوهها حتى لم يعد هناك فرصة للتصحيح لتردف كلماتها بقوة عله يستفيق
خواتك مش اغراب ولا حتى عيالهم برضوا اغراب دول بيعملوا اللي عليهم معانا حتى لو هما ملهوش مكان زي ما بتجول ودا عشان ما نعوزش لحد 
اما انت بجى هتعمل معانا ايه وانت مكانك سيبتوا بخطرك من غير ما حد يكلمك ولا يجيرك خلاص معدتش ينفع يا ولدي الاماكن عشش فيها الدبيب والخړاب ومعدتش ينفع ليها تصحيح 
زفر رافعا حاجبه لأعلى يعتلي تعابييره رفض واضح لكل ما تفوهت به ولكنه صمت عن الرد عليها كي يتجنب سيجالا معها قد يجبره على كشف جميع مخططاته وهو الان في مراحل البداية لا يصلح معه الاستعجال 
انتبه وتحفزت حواسه ينصت لصوت الخف الذي كان يطرق على درجات السلم بهبوطها من الطابق الثاني يزداد وضوحا مع اقترابها حتى حطت على الارض متوجهة مباشرة نحو جلسة المرأة لتقع عينيها عليه يبرم طرف شاربه وهذه الابتسامة القميئة يستقبلها بها 
ازيك يا سليمة عاملة ايه يا بت عمي 
ازاحت وجهها على الفور للناحية الأخرى تتمنم بسباب قبل ان تلتف ذاهبة للمرأة بملامح ممتعضة تخبرها
ميعاد الدوا يا مرة عمي 
لم يهتز لتجاهلها وقد تركزت عينيه على هيئتها بدون حجاب شعرها المعقود كجديلة طويلة في الخلف تظهر طول عنقها في الأمام ثم تفاصيل جسدها الرشيق في العباءة المنزلية الخفيفة والتي يعلم تمام العلم ان لو كانت تعلم بقدومه ما كانت ارتدتها على الأطلاق 
ازداد اشتعال عينيه وهي تجثو على عقبيها لتناول اقراص الدواء لولداته مع كوب الماء الذي ارتشفت منه على الفور تتجرع الاقراص دفعة واحدة قبل ان تعود لابنها ونظراته المتفحصة لزوجته وهو يخبرها بشرود تفضحه عينيه
طب ردي السلام دا حتي بيجولوا السلام لربنا 
زفرت سليمة ببطء تنهض مخاطبة له بضجر
معلش مخدتش بالي مرحب 
قالتها وتحركت عائدة لطابقها على الفور تتبعها عيناه وهذه الضحكة المتحشرجة معقبا خلفها
وه يا بوي لدرجاي انا مش باين جدامك 
توقف بعد لحظات على قول والدته
مخدتش بالها من الجلبية الجديدة المكوية ولا حتى وصلها ريحة العطر بتاعك 
تطلع اليها ليرى تجهما يعلو قسماتها وكأنها تخبره باستحالة مهمته غلبه العند كالعادة في الرد عليها 
معلش ياما شوية شوية تاخد بالها المكنش النهاردة يبجى بكرة الصبر الطيب 
اغلقت الباب فور خروجها والټفت لتبحث عن صغيرها لتذهب به الى وجهتها وقعت عينيها عليه على الفور وقد كان قريبا منها محمولا
على ذراعيه يتحدث معه بأريحية وكأنهم أصدقاء بالفعل كما يخبرها دوما 
عمو خازي ساحبي 
وبرغم كل شيء وكل ما حدث في الأيام الفائتة برغم الانطفاء به وهذا الحزن الذي اثقل هامته وهجرانه للجميع الا هو لم تتأثر العلاقة بين الاثنان كل ما راه يرفعه اليه يبادله ابتسام لا يصدر الا له يتحدث معه وكأنه رجل كبير يشتكي اليه همه والعجيب هو استجابة صغيرها معه ينصت اليه ولا يمل الاستماع حتى وهو لا يفهم منه شيء لكنه تجده يربت بكفه الصغيرة على كتفه يهون عليه انه بالفعل شيء عجيب ما يجمع الاثنين 
طالت وقفتها في تأملهم حتى انتبه إليها فقام بإنزاله على الأرض مخاطبا
خلاص يا بطل روح كلم ماما ونكمل كلامنا بعدين  
قبل ان يتحرك مغادرا يلقي التحية دون أن يلتف اليها كعادته مؤخرا
مساء الخير  
مساء النور 
رددت بها من خلفه تتبعه بعيناها لقد تبدل لرجل اخر قامته محڼية فقد الحياة التي كانت تشع مع كل خطوة يخطوها مهما تظاهر بالقوة ليخفي ما به لا ينجح
اسبوع مر منذ الواقعة الأخيرة والتي ترتب عليه الطلاق من زوجته وابتعاد فتياته الصغار عنه وحرمانه منهم برغم قدرته على الاحتفاظ بهم وذلك نظرا لصغر سنهم 
موقفه من شقيقته وما حدث اشياء تكسر الظهر انها بالفعل أصبحت تشفق عليه 
تنهدت بثقل تنفض رأسها من الأفكار المتلاحقة لتتناول كف طفلها والذي كاد ان يبتعد عنها ليواصل اللعب بالكورة المطاطية والتي تركها منذ قليل 
زام بصوت رافض لتتركه ولكنها اصرت لترفعه اليها وتهادنه بقولها 
الكورة جاعدة مكانها تعالى معايا تشوف خالتك روح الاول 
لسة برضك مش راضي يدخلي
توجهت بالسؤال نحو شقيقتها والتي كانت ترفع صنية الطعام من فرق الفراش من جوارها بعدما اجبرتها على تناول بعض اللقيمات والتي ردت تجيبها
ما هو بيطمن عليكي دايما يا روح لازم يدخلك يعني
قارعتها بإصرار
ايوة لازم يدخلي يا نادرة انا روحي متعلجة بيه وهو روحه متعلجة بيا في حد يجدر ينسى روحه
اطبقت على شفتيها الأخيرة لا تجد ردا لها لتلتف مغادرة بالباقي من الطعام تاركة الغرفة لها ولشقيقتها الكبري التي كانت تصلي في هذا الوقت وفور ان انتهت نهضت تطوي السجادة ثم لتخلع عنها رداء الصلاة قبل ان تتدخل بقولها
سيبي اخوكي في حاله يا روح ربنا يعينه ع اللي هو فيه فوجي انتي لنفسك بس وجومي من تعبك ده عشان تطلعيلوا وتشوفيه بنفسك 
تساقطت الدموع من مقلتيها لتعلق الأخيرة جوارها بسأم
يووه علينا عاد مش هنبطل احنا بكا ونواح خليكي كدة يا روح عشان متجوميش منها الرجدة دي تاني وتقضلي كدة لحد ما ټموتي ولا يجيكي المړض محدش هينفعك ساعتها يا ناصحة 
رفعت رأسها اليها تخرج كلماتها بإجهاد
ما انا مش جادرة اوجف يا وجدان الظلم عفش ولما يجي من أجرب ما ليكي دي حاجة واعرة جوي بت عمك بنعمل معايا كدة ليه ان عملتها ايه عشان تفتش في حاجتي وبعدها تتهمني في شرفي دا انا لو واحدة غريبة عنها هتجدر اني ولية وليا حج الستر عليها مش تجيب وتكوم عليا من غير ما تعمل حتى حساب لكرامة جوزها ولا سيرة بناتها اللي ممكن يطولهم الأڈى لو الكلام اتوسع وكبر والتانية عمي بيوجف معاها وبجويها عليا والله العظيم دا حرام 
بجدية ليست بغريبة عن شخصيتها الواقعية دوما
دي حاجة مش غريبة على عمك ولا حتى غريبة عن فتنة نفسها اللي اتربت على ان غازي العيل الصغير خد مكان ابوها زي ما كانت بتسمع دايما ودا اللي خلاها عمرها ما حبته وعشان كدة دايما كانت بتحاول تكسر كلامه وهو يغلبها بسطوته عشان يكسر شوكتها وما تزيدش في الفرعنة على خلق الله لكن للأسف برضوا مجدرش عليها عشان نفس خبيثة 
اخوكي اتظلم لما اتجوزها واتظلم لما شال حمل عيلة كاملة متعلجة في رجبته وهو مسكين حتى شبابه ملحجش يعيشه زي كل اللي كانوا في سنه مش جادرة اجيب اللوم على جدك اللي شاف فيه صفات القائد اللي كد المسؤلية بس في نفس الوجت مش جادرة اسامح انه ورثة شيلة فوج طاجته
تنهدت بأسى تنظر في الفراغ متابعة
شيلة جلبت عليه الكره والجحود رغم كل اللي بيعمله 
الټفت اليها بنظرة تحمل داخلها لوما رأته جيدا روح لتقر مضيفة لها
وانا كمان عليا جزء من المسؤلية مش هو دا الكلام اللي عايزة تجوليه
انتي شايفة ايه
طبعا شايفة ان معاكي الحج
ارتخت معالمها بعد اعتراف شقيقتها بالحقيقة المؤلمة لتعقب لها
يعجبني شجاعتك يا بت ابوي 
طالعتها بنظرة ساهمة قبل ان تقطع الصمت بقولها
مش عايزاكي تزعلي مني ولا تتعصبي بس انتي حجانية يا وجدان حتى لو كان كلامك احيانا بيبجى جاسي بس يكفي انك بتراعي العدل ممكن اسألك سؤال 
فهمت الأخرى على المغزى من خلف كلماتها لتخرج بإجابة السؤال الذي لم ينطق بعد
لأ يا روح 
لأ ايه
لأ مش هينفع جوازك من عمر وانتي عارفة كدة كويس بس بتنكري 
سمعت منها للتتجمد ملامحها بأسى تعمدت
تجاهله الأخرى لتتابع ببأس
أجيبلك من الاخر يا بت ابوي النسب دا زي اللبن يعني مينفعش يتعكر واصل ودا مكانش عكار وبس دا وصل للكرامة كرامة اخوكي من اللي بيتجال في حجه من عمك وبته هو كان مفكر أنه يجدر يكسره ويجوزك ولده لكن اخوكي رفض وسابه يضرب راسه في الف حيط بعد ما ضم بته جمبه ودا مخليه زي المچنون اخوكي واجف معاكي وفي ضهرك رغم كل اللي شايفه 
وانا هرفع راسه يا وجدان لو اضطريت ادوس على جلبي تحت رجلي كله الا كرامة اخويا ولا انه يتجرح بكلمة تتجال في ضهره  
قالتها بقوة نابعة من داخلها لتستطرد بحريق قلبها الذي يأن ۏجعا
أما بجى اللي ظلمني واتسبب في كل اللي حصلي
انا واخويا فربنا كفيل بيهم منهم لله 
ونعم بالله  
تمتمت بها وجدان من خلفها قبل ان تلتف نحو الباب مع دخول شقيقتها الأخرى نادرة تصحب من خلفها نادية والتي هللت بعزوبة فور ان دلفت الى داخل الغرفة
بسم الله ما شاء الله عيني عليكي باردة النهاردة ايوة كدة يا جمرنا اصحي ونوري الدنيا بطلعتك البهية
أيوة يا ولدي انا معاك اها 
أيوة يا خالة رئيسة عاملين ايه البنات معاكي
زين وعال العال اطمن عليهم دول في عنيا الجوز  
تسلم عنيكي يارب انتي عارفة ان لولا وجودك معاهم والله ما كنت فرطت فيهم بس انا كمان مش عايز اكون جاسي ولا احرمهم من حضڼ الأم في السن الصغيرة دي حتى لو هي انا جلبي مطمن انهم في رعايتك انتي يا خالة رئيسة  
تشكر يا ولدي ربنا يعديها بالستر تحب تكلم البنات 
ياريت يا خالة يرضى عنك يارب 
اللهم امين بت يا ايه انتي يا بت خدي كلمي أبوكي وخلي اخواتك يكلموه معاكي 
تناولت الهاتف الصغيرة وتحركت نحو غرفة شقيقاتها لتعود المرأة الى ما كانت تعمل عليه في السابق في طي الملابس وترتيبها داخل أدراج خزانة الملابس فجاء صوت ابنتها من خلفها باحتقان
بلاها منه الكلام ده والمحلسة ياما مش هيجيب فايدة اسأليني انا 
تركت رئيسة كوم الملابس من يدها لتستدير اليها قائلة
ومين جالك اني بعمل كدة عشانك حتى لو كان في مخي اني افتح طريج ود معاه يمكن يحن بعدها ويردك بس كله في الاخر عشان البنات هما اللي يستاهلوا مش انتي 
صاحت بها بتبجح اعتادت عليه معها
تاني برضك هتخربطي في كلامك معايا ما تراعي يا مرة انتي ان انا اللي بتك يعني انا الأحج انك تبصي لمصلحتي
اااه زي ابوكي كدة ما عمل يا عين امك 
اردفت رئيسة بتهكم لتقترب منها موجهة عينيها نحو خاصتي الأخرى مباشرة تخاطبها
انا اللي عايزة اعرفه دلوك عجلك كان فين لما خربتي الدنيا عليكي وعلى بت عمك غلطت معاكي في ايه عشان تععملي فيها كدة
انتي لسة هتسألي تاني خبر اييه هو انتي مسلطة عليا زيهم 
صړخت بها في وجه المرأة والتي لم تأبه لها بل واصلت
لاه مش مسلطة يا فتنة بس كمان انا مش حمارة عشان امشي على هواكي أو احط مركوب في خشمي وما اتكلمش ابوكي اللي فرحانة بيه وشايفاه واجف معاكي دا لو راجل صح كان سفخك بدل الجلم اتنين
يضربني انا جلمين
أيوة يضربك جلمين عشان ساعتها جوزك كان ڠصب عنه هيرضخ ويجبل بالصلح بعد عملتك المهببة لكن لا كيف يفوت الفرصة على واد اخوه كيف يخليها تعدي من غير ما يثبت للكل انه ميستحجش بجى دا فعل كبار بأمانة الله يا شبخة وانتي ايه استفدتي دلوك بعد اللي حصل
بوجه ممتقع تكتفت تطالع والدتها تهتز في وقفتها بانفعال مكبوت حتى خرج صوتها بفحيح
استفدت اني كشفتها وكشف وشها البريء جدامكم الكل بجى عارف بحجيجتها في العيلة وحجيجة الواد الأهبل اللي كانت موعداه بالجواز واللي لو حصل دلوك يبجى الكلام ثبت عليها دي عندي اهم من أي شيء لانها الحاجة الوحيدة اللي مبردة ڼاري ياما 
بنهاج شديد ارتدت رئيسة بأقدامها عنها للخلف لا تصدق كم الحقد الذي يسكن قلب ابنتها تعلم جيدا أنها ورثت هذا الجزء من والدها ولكنها تفوقت عليه انها بالفعل أصبحت مخيفة
على مدخل الغرفة توقفت قليلا ترمقه بأسى وقد كان واقفا بشرفة غرفته يضع كفيه بجيبي بنطاله البيتي قاطب الجبين بملامح متجهمة ارتسمت جليا رغم شرورده 
تنهدت تجسر نفسها حتى اقتربت منه تخاطبه بتردد
مساء الخير يا عمر 
التف البها متجاهلا الرد على التحية ليسألها مباشرة
عملتي ايه روحتيلها
اضطربت تتهرب النظر عن قرب في الرد عليه 
بصراحة معملتش حاجة ومجدرتش اروح 
طالعها بحدة لتبرر له على الفور
يا واد ابوي ما انا مينفعش اروحلها بعد ما نبهت بالرسالة اللي بعتتها ان مروحش غير لما تبعتلي ثم كمان انا عرفت انها تعبانة صح 
عرفتي منين
من اختها نادرة اصلي جابلتها في الطربج وانا جاية على هنا بتجول ان بجالها أكتر من سبوع
راجدة والدكاترة رايحة جاية عليها 
سألها بخشونة اختلطت بقلقه
ولما هي بالحالة دي مخطفتيش رجلك وروحتي عدلي عليها
ليه ايه اللي جابك على هنا جبل ما تروحي وتطمني عليها
ابتلعت بتوتر شديد لتردف الكلمات بصعوبة
ما هي كمان جالتلي مينفعش اروحلها  
انتي بتجولي ايه
صاح بها يزيدها ارتباكا في الرد عليه
والله زي ما بجولك كدة انا مش فاهمة ايه اللي حاصل معاها بس واضح كدة ان الموضوع فيه نكد بخصوص جوازك بيها عشان كلام نادرة كان واضح معايا لما جولت اني عايزة اروحلها اطمن عليها جالتلي استنى على زيارتك دي على ما نشوف الدنيا هترسى على ايه
يا سلام  
تمتم بها زافرا بحدة ليلتف نحو الخارج يستند بكفيه على حاجز الشرفة الحديدي يردف بتفكير متعمق
طب لو كانت تعبانة صح مش جادرة تضغط وتكتب حتى رسالة تجولي ع اللي بيها حاسس جلبي مش مطمن يا جميلة 
كانت تشاركه نفس الشعور ولكنها مجبرة الا تزيد عليه بظنونها لابد من التريث والصبر حتى تتضح الامور 
دوى هاتفه بصوت ورود مكالمة رفعه اليه على الفور بلهفة ظنا أن تكون هي لكن خاب امله برؤية الرقم الاخر ليغلق بقرف حتى اثار الفضول لدى شقيقته لتسأله
نمرة مين دي اللي كل شوية تجفل في وشها
اجابها بعدم اهتمام
ناس كان بيني وبينها مصالح وخلاص فضت على كدة يعني ما عدتش ليها عازة خلاص 
اسفل المظلة التي وضعت في الهواء الطلق داخل احدى حدائق الفاكهة الكبرى وقد جلس يراجع مع إحدى المختصين ملف كامل عن المصروفات والخسائر وما تم تعويضه من ارباح ببيع طلبيات كاملة وما تم تخصيصه للتصدير 
كويس يا شنودة براوة عليك الحسابات بالملي 
اومأ المذكور بكفه على صدره بامتنان يجيبه
الله يبارك فيك يا كبير احنا بس بنراعي ضميرنا في الشغل ودي اهم حاجة 
طبعا امال ايه جدع يا شنودة سيبني انت دلوك اراجع عليهم براحتي 
ذهب الشاب وتركه يراجع بتأني في الأوراق أمامه حتى أتى عارف ينضم اليه ليجلس على الكرسي المجاور له
عم غازي اخبارك ايه يا كبير
ترك الأخير ما بيده لبعطيه كامل الانتباه في الرد عليه بروتينة
زين والحمد لله اهي ماشية  
لم يكن عارف بالغبي حتى يتجاهل هذا الجمود منه خصوصا وهو يرى تعمد الهرب بعينيه عنه
غاااازي احنا اكتر من الأخوات حطها في بالك دي 
تطلع اليه بتمعن ليسأله بوضوح
يعني عايز تفهمني انك واخد الموضوع عادي والله ما اصدج انا نفسي مش جادر اجل عيني فيك 
ليه بجى متحطش عينك في عيني انت واد عمي وهي بت عمي اللي انا حافظ وعارف تربيتها زين 
توقف برهة ثم تابع بتنهيدة مثقلة
حتى لو كان عجلها شرد في حتة تانية او جلبها مال لغيري زي ما هي شايفة لكن انا متأكد من أخلاجها ودي مفيهاش نقاش 
طالعه بنظرة غامضة تحمل داخلها الكثير والكثير وكأن الكلمات احتجزت داخله ولا يقوى على الإفصاح عنها ليأخذ وقتا في هذه الحيرة حتى قطع ليطرق بعصاه عن الأرض متمتما
الله يلعنك يا فتنة مش جادر ادعي ولا ازود عليكي منك لله 
حاول عارف تهدئته ملطفا بالكلمات
شيلها من مخك يا واد عمي متستهلش التفكير فيها والله 
هي متستاهلش بس عيالي يستاهلوا وانا إيدي متربطة مش هاين عليها احرمهم من امهم في العمر ده 
شرد بعينيه يقول 
انا کرهت البلد وکرهت كل حاجة فيها 
ردد خلفه يشاكسه بالمزاح
كل حاجة كل حاجة يعني کرهت اخوانك البنات مثلا ولا الغلاسة على عيالهم کرهت واد عمك اللي جاعد جصادك ولا تناحته معاك
لاحت على جاتب ثغره ابتسامة استجابة لتفكهه فتابع يستدرجه بمكر
طب کرهت حبيبك معتز ولا 
بلاش يا عارف 
قطع عليه قبل أن يكمل وقد فهم مقصده ليردف بتجهم زاد اجهادا
اهي دي بجى من أهم الاسباب اللي بتوزني اسيب البلد واهج خالص  
ليه كدة
عشان هو كدة انا تعبت من ۏجع الجلب 
على الارض وسط عدد من الالعاب التهى معتز في اللعب عليها تارة ثم مشاهدة التلفاز وبرامج الكرتون تارة أخرى تاركا لوالدته الحديث الجدي معها وقد كانت تجاورها على الفراش
اخويا زعلان مني يا نادية وانا يعلم الله جلبي محروج عليه أكتر
من نفسي الخڼجر االي طعني في مجتل خد منه هو السم جبلي 
عقبت الأخيرة لها بمواساة شاعرة بما يؤلمها
معلش بجى ما انتي جولتيها جبل سابج ان انتو روحكم معلجة في بعض فشيء طبيعي ان اللي يجرحك لازم يجرحوا 
أومأت بدمعة ساخنة مسحتها فور بزوغها لتردف پقهر
عمري ما هاسامحها ع اللي عملته فيا وفي اخويا 
جصدك فتنة
وفي غيرها زفتة بني أدمة جلبها أسود لا عندها ضمير ولا احساس طول عمر اخويا شايف معاها المر ومستحملها عشان البنات لكن هي بجى مفيش ولا مرة تتعظ نفسي افهم هي بييجيلها جلب ازاي تحط راسها ع المخدة بعد كل اللي عملته واتسببت فيه ولا عمي جال ايه اتجوز ولده ناجي يعني احنا خلصنا من نصيبة عشان يدبسنا في التانية 
بشبه ابتسامة غزت ملامحها شاكستها نادية
يعني انتي لو كنتي وافجتي دلوك كنتي هتبجي حرم سي ناجي!
امتعضت تعابيرها لترد رافعة طرف شفتها بازدراء
ضړبة في بطنه دا كمان هو انا حمل فجع مرارة
ضحكت نادية لتجبر
الأخرى على الإندماج معها في المزاح قبل ان تخرج بسؤالها الملح
طب والموضوع التاني نويتي تعملي فيه ايه لسة برضوا مصرة عليه
سمعت منها لتطلق تنهيدة طويلة تشبعت پألم كوى قلبها وارهق روحها التي كانت تأن بۏجعها ولكن ان الأوان ان تستفيق وتتذكر قوتها وعزم رجال ونساء عائلتها الذين حفروا في الصخر وشقوا الصحاري حتى أصبحت بفضلهم جنان خضراء وهي لن تكون أقل منهم قوة 
انا خلاص اخدت القرار 
انتفضت فجأة تعتدل بجذعها سائلة لها
بجولك ايه يا نادية خواتي البنات طلعوا زي ما انتي عارفة يطلوا على بيوتهم كنت عايزاكي تجعدي مع جدتي لحد ما يجي ميعاد الدوا بتاعها وتديهولها اصل انا طالعة دلوك وممكن افوت الميعاد  
ردت تجيب متابعة لها وهي تنزل بقدميها على السرير ذاهبة نحو الخزانة
ماشي تمام بس انتي رايحة فين طيب  
تناولت عباءة سوداء رافية من ملابسها تصلح للخروج تلقيها على التخت أمامها وتجيب قبل ان تخلع عنها بيجامة النوم
طالعة مشوار لابد منه ومش هتأخر ان شاء الله 
خرج من غرفته بعد ان ارتدى ملابسه وتجهز ليلحق بموعده في هذا الوقت من المساء كل ليلة التقت عينيه به وقد كان عائدا من الخارج يدندن بهذه الاغاني الفلكولورية القديمة بالجلباب الصوفي الفاخر ورائحة العطر الفواح وهذه اللمعة الواضحة ببشرة الوجه والتي تلفت النظر اليه باهتمام واضح 
اشتدت ملامحه وضاقت عينيه بتفكير عميق يتأنى بخطواته حتى وصل إلى مخرج المنزل وما ان هم أن يفتح الباب حتى تفاجأ بدفعه للداخل ووالدته تدلف هي الأخرى عائدة من الخارج تحمل على يدها عدد من المشتريات التي لا تتوقف عن ابتياعها مهما حدث 
ايه اللي انتي جايباه في الكياس ده ياما
سألها لتتوقف امامه بهم تشير بحماس على كل صنف
دول كام هدمة جداد جيبتهم من ام كرم الدلالة بالجسط والكيس ده في ملايتين سرير من اللي طالعين جداد اهو كله ع الحساب لحد ما يتسدوا 
تطلع لابتسامتها البلهاء ليزداد السخط بداخله يردف بغليل واضح اليها
يعني انتي تكومي في الحساب على ام كرم دا غير الشهور اللي متأخرة لصدجي الحرامي بتاع الأجهزة الكهربائية مين اللي هيسد دا كله في الاخر
ردت بتحدي غير مبالية
واحنا مالنا يا حبيبي بالسداد ابوك المحروس هو اللي ملزم ولا بس فالح يشتري في الجديد مع تظبيط مزاجه من الكيف اللي ما بيخلاش من جيبه
انشق ثغره بابتسامة جانبية ساخرة يعقب على قولها
متفرديش نفسك جوي ياما عشان ابويا مش فاضيك ولا فاضي لكل الحشو اللي جولتيه حاولي تلمي يدك شوية لا يرميكي وساعتها متلاجيش اللي يسد عنك انا فالت يدي من دلوك 
ردت پغضب جلي رافضة المغزى من خلف كلماته 
جصدك ايه يا واد وضح يا عين امك عشان انا على اخري 
اخر ولا اول انا طالع لمشواري ومش فاضيلك عن اذنك ياما 
قالها بحزم ليتخطاها ويخرج ينركها في تخبطها قبل ان تحسم مغمغمة بإصرار
لا بجى دا انا هشتري وادلع نفسي واجيب كل اللي عايزاه لا انا كمان هشيل هم الدفع جطيعة 
في المحيط الأمامي لمنزله حيث يزرع بها عدة انواع من
الزهور يعمل على رعايتها بنفسه رغم عدم استهوائه للزراعة من الاساس ولكن كل قاعدة ولها استثناء وهذا أجمل استثناءاته 
وقد كان في هذا الوقت يقوم يسقيها بخرطوم المياه الموصل من الصنبور الخارجي باندماج شديد جعله يغفل عن من وقفت خلفه منذ لحظات صامتة في انتظار انتباهه حتى حدث اخيرا حينما استدار اليها وكأن شيئا اخبره بضرورة الالتفاف 
طالعها للحظات وكأنه يريد التأكد من حقيقتها ظنا منه ان عقله المړيض بها قد تطور بمراحل جنونه حتى اصبح يصنع نموذجا لها من خيالاته 
ايه يا عارف هتفضل باصصلي كدة كتير وانت ساكت
دا حجيجي بجى 
دمدم بها قاطبا ليسقط من يده خرطوم المياه على الأرض الرطبة ويلتف اليها بكليتها ليقترب منها ليزيد من تأكده
روح 
انتصبت تقابله بشموخ مرددة
أيوة روح يا عارف بشحمها ولحمها واجفة جدامك يا واد عمي 
وكأنه استوعب اخيرا حقيقة وجودها هنا معه في الحديقة الصغيرة في المنزل الذي بناه من أجلها وهذه الورود التي كان زرعها قديما لها امتدت كفه ليصافحها بترحيب روتيني يخفي من خلفه هذا التخبط والصخب الدائر بداخله 
اهلا يا بت عمي البيت نور بوجودك المهم انتي عاملة ايه دلوك 
كويسة والحمد لله زي ما انت شايف جدامك اها 
قالتها تبادل المصافحة ليعقب ردا لها
زي الفل طبعا انتي جاية لعمك يامن ولا مرة عمك
لا ده ولا ده انا جيالك انت
اجفل لترتد رأسه للخلف يطالعها بدهشة لهذا الرد المباغت له يسأل قاطبا
جيالي اناا ليه يا روح عايزاني في ايه
ما كان يظنه اندهاشا فيما سبق فقد تحول لذهول تام مع قولها التالي
انا كنت جاية اسألك لساك عايز تتجوزني
بالشفا ان شاء الله يا جدة  
تمتمت بها بعد أن ناولت المرأة أقراصها لتنهض وترفعه محله على الكمود المجاور لفراشها فرددت فاطمة من خلفها
يهنيكي ويرضى عنك يارب تعبتك معايا يا بتي هي البيت روح راحت فين
اقتربت
لتشد الغطاء عليها ترد بابتسامة عذبة
تعبك راحة يا جدة دا برضك كلام تجوليه ع العموم روح مش هتعوج ان شاء الله هي بس راحت لواحدة صاحبتها في مشوار صغير كدة 
بشك استبد بعا عقبت فاطمة تسألها
ويعني هي لما تجوم من رجدتها تطلع على صاحبتها على طول طب تنزل تطل على جدتها الأول خلاص حتمت يعني اما بت جليلة أصل صح 
تبسمت نادية تجاري المرأة وجهة نظرها
أيوة يا جدة هي فعلا جليلة أصل عابزاكي لما تاجي تشدي عليها البت مضړوبة الډم دي هي محتاجة شوية جرص عشان تبطل دلع ورجدة ع الفاضي 
تبسمت فاطمة لمناكفتها وقد أسعدها هذا الوجه الجديد منها فقد اعتادت عليهم اخيرا ونفضت قليلا حزنها عن الراحل زوجها لتنخرط في الحياة العادية معهم وتصبح جزءا من يومهم
انتي كمان بابينك مضړوبة ډم بس سهتانة ومن تحت لتحت صح ولا لاه يا بت جليلة
ضحكت تردد لها
صح يا جدة كل اللي تجوليه انتي صح
ظلت معها لنصف ساعة أخرى تتبادل معها المزاح والحكايات القديمة التي تقصها فاطمة كعادتها في كل جلسة حتى غليها النعاس بجوارها لتنهض مقررة الذهاب بعد ان اعادت على تدثيرها مرة أخرى بأن شدت عليها الغطاء جيدا حتى اذا انتهت خرجت على الفور تبحث عن صغيرها الذي غافلها في لحظة وخرج من الغرفة
معتز واد يا معتز  
شهقت فجأة ترتد للخلف مجفلة حينما اصطدمت بجدار ضخم اثناء خروجها من الغرفة بعدم تركيز وقد كان بالصدفة هو في طريقه للدخول إلى جدته
تمتمت له باعتذار
معلش مخدتش بالي 
تحمحم بحرج شديد يردف بخشونة ردا لها
مفبش داعي للأسف محصلش حاجة أصلا بس انا والله ما اعرف ان جدتي معاها حد جوه 
حاولت رفع عينيها اليه كي تزيل عنه الحرج بأن تخاطبه بلهجة عادية حتى يمر الأمر ولكنها تفاجأت بهيئته وقد كان مرتديا ملابسه البيته على غير الصورة التي تراها به دائما بنطول قطني مريح يعلوه فانلة سوداء بدون أكمام التصقت بصدره العضلي الضخم لتغزو السخونة وجنتيها مقررة الذهاب والتخلي عن كل ما كانت تهذي به داخلها منذ قليل
ااه انا كنت ماشية اساسا عن اذنك 
قالتها تتخطاه لتردف بالنداء مرة أخرى على ابنها
واد يا
معتز انت يا زفت 
انا شايف معتز بيهزر مع بسيوني برا البيت 
اومأت برأسها كرد له دون ان ترفع عيناها اليه ولكنه اوقفها هاتفا مرة أخرى ولكن هذه المرة بحزم
انتي هتطلعي كدة بشعرك
انتبهت ترفع كفها لأعلى فتفاجأت بخلو رأسها من أي غطاء لتشهق بخجل متزايد
يا مري التحجيبة نسيتها جوا 
قالتها لتعود سريعا نحو الغرفة الذي ما زال هو واقفا على مدخلها لتمر من جواره حتى ظن انها سوف تصطدم به مرة أخرى قبل أن تدلف وتغطي بطرحتها كي تخفي شعرها ثم عادت الكرة للمرة الثالثة وهو مازال متمسمرا محله تمر من جواره تغمره برائحتها كالطيف لتخرج نهائيا ويستند هو بظهره على الجدار من خلفه تعب شاعرا بأقدامه على وشك الارتخاء ليطلق زفرة ساخنة مغمغما
يا ۏجعتك يا غازي هو انا كنت ناجص
تأثير المفاجأة الاولي مر به كالصاعقة الذي اهتزت لها جميع أعضاء جسده وحواسه قبل ان يستدرك اخيرا لحقيقة الوضع فضاقت عينيه بنظرة علمتها جيدا لترد معقبة بجراة
انا مش جاية اطلبك في ستر وانا ستري من عند ربنا عشان انا عفيفة وتوبي ابيض بس برضك مش هخبي عليك ممكن اصبر وهيجلي احسن فرص وانت متأكد منها دي بس انا عايزة اختصر واسرع في اجرب وجت عشان اجفل أي خشم يتجرأ عليا وفي النهاية الأمر ليك لو مجبلتش تمام 
افتر فاهه بابتسامة ساخرة ازعجتها ليرد بضحكات متقطعة
يعني عايزة تفهميني انك بتعملي اللي عليكي معايا خلاص راحت فرصتك مع حبيب الجلب فدلوك مش مهم البديل يكون زي ما يكون عارف او غيره كله واحد في نظرك 
انا مجولتش كدة 
انتي جولتي اللي أكتر من كدة 
رد مستنكرا نفيها ليستطرد بحدة
طب لو فرضنا اني جبلت بالعرض الكريم بتاعك تفتكري هجبل مرتي ان يبجي جلبها وعجلها مع حد تاني انا مينفعش معايا غير مرة كاملة 
ومن جال ان هجصر في حجك
قالتها لتردف موضحة
انا جبل ما اجيلك كنت عارفة ومقررة زين اللي ناوية عليه واهم حاجة عندي هو اللي جولت عليه دلوك ان اكون لك مرة كاملة دا حجك عليا 
طالعها بصمت وملامح مغلفة لا تظهر ما يدور برأسه فتابعت هي
اجدر ازيد في ضغطي على اخويا وساعتها هيجبل يجوزني اللي انا عايزاه بحج السنين اللي صبرتها ويحصل اللي يحصل بجى مدام أهم حاجة نفسي 
بس انا دلوك بجولك لاه يا عارف مش هعملها كرامة اخويا اهم عندي من أي حاجة انه يرفع راسه جدام التخين اغلى عندي من حياتي نفسها ها يا عارف جولت ايه
يتبع  
الفصل الثاني والعشرون
خرج من مرحاض الطابق الأسفل يجفف بالمنشفة الصغيرة على خصلات شعره التي تخللتها المياه من منذ قليل حينما احنى رأسه اسفل الصنبور ليهدئ
من ثورته من أجل أن يستفيق لنفسه كي ينفض عنه هذه الافكار الغبية ولكن كيف يستطيع ذلك
لقد اهتز وتبعثر كل كيانه لرؤيتها فقط بدون حجاب جمالها الطبيعي عن قرب عيون الريم حينما ترمقه بالسهام التي قد ترديه قتيل هذه النظرة 
رائحتها التي ما زالت عالقة في انفه والأهم من كل ذلك وهو اصطدامها به حتى وهو قد تظاهر بالقوة امامها يدعي الأمر عادي ولكنه كان غير ذلك على الإطلاق 
وقد عادت اليه كل المشاعر التي اكتنفته قبل ذلك في هذا اليوم الذي انهارات به مع غياب صغيرها عنها حينما سقطت فاقدة الوعي بحضنه واضطر وقتها ان يحملها حتى منزلهم لن ينسي ابدا نعومتها بين يديه براءة ملامحها طراوة جسدها الغض 
نفض رأسه مرة أخرى ليطرق بقبضته على ذراع المقعد القريب منه هذا العبث لابد له ان ينتهي غباء تفكيره وعودته مرة أخرى لهذا الهذيان والاندفاع الأحمق لن يحدث لقد عرف رأيها عنه وعرف انها لن تنظر اليه وطيف الراحل زوجها تضعه حاجزا وحائط صد لكل من يبتغي القرب منها 
ثم ماله هو من الأساس بها رجل عرف حظه القليل من مباهج الدنيا والنساء رجل حكم عليه ان يضلل بجناحه على الجميع ولا يجد هو من يضلل عليه رجل يهابه الجميع ومع ذلك لم يجد التقدير من اقرب الناس اليه مع من كانت زوجته
وأم اولاده
إذن ماذا ينتظر لابد ان يجد حلا لمأساته لابد ان يبتعد!
غازي 
التف منتبها لصاحبة النداء والتي عرفها من صوتها لتزداد دهشته مع تفاجأه لقدومها من الخارج بعباءة الخروج السوداء 
انتي جاية منين امتى سيبتي سريرك وطلعتي
هتف سائلا بتبرة خشنة اختلطت بقلقله عليها والتي لم تجد من الردود او الكلام وقد عجز لسانها عن النطق في حضرته فلم تشعر بأقدامها وهي تركض بدون تفكير لتلق بنفسها بحضنه لتلف ذراعيها حول خصره وبصوت باكي
وحشتني يا غازي وحشتني يا واد ابوي هونت عليك هانت عليك روحك يا غازي
زفر يغمض عينيه ليكبت لوعته شقيقة روحه تسأله وكأنها لا تعلم او تريد تفسيرا لابتعاده عنها وهي التي شقت بجرحها جدار الطمأنينة المتبقي له من هذا العالم والوحيد الذي كان يستند عليه حينما تضيق به كل السبل ولا يجد راحته الا عندها 
على كد المعزة بيكون الچرح يا روح كان لازم تسألي نفسك انتي السؤال ده الأول لما خبيتي وسبتيني في حيرتي وۏجعي عليكي اضرب اخماس في اسداس عن سر عزوفك عن الجواز وانتي عندك الجواب ومدارية عليا 
نزعت نفسها عنه لتنظر اليه بوجهها الباكي تقول
مكانش ينفع يا غازي عمرك ما كنت ها تتبعني وتسبيني استني مكنش جلبك هيطاوعك على جناني 
واديكي نفذتي اللي في مخك وشوفتي النتيجة اجرب ناس ليكي طعنوا في شرفك  
خرجت منه پألم كان يطل من عينيه رغم اشتعال لهجته الغاضبة ليستطرد
انا بحاوط بكل جهدي لكن عارف ومتأكد ان عمك مش جافل خشمه لا هو ولا الملعۏنة اللي كنت متجوزها حتى بعد ما خدت التلفونات منهم ومسحت كل الصور ومبجاش معاهم الحجة برضوا ما سكتوش بس طبعا الكلام بيلف يلف ويجي عند صاحبه ويوجف واخدة بالك منها المعلومة دي يا روح
اجابت عن سؤاله بقوة وثبات تحسد عليه
واخدة بالي وعارفة بطبيعة عمك وبته زبن جوي بس انا بجولك اها كل الكلام هينتهي والخشوم هتتجفل جريب جوي يعني ترفع راسك يا واد ابوي عمتك بيضا وعمر ما يمسها التراب 
ضاقت عينيه ليسألها بريبة
جصدك ايه وضحي يا روح 
كل حاجة هتتصلح يا واد ابوي انا بس عايزاك متزعلش مني او ع الأجل تسامحني على كل الضرر اللي حصلك بسببي سامحني يا غازي حن عليك 
زفرات متوالية دفع بها من فمه ثم انصاع بقلبه لها ليضم رأسها اليه يقبل أعلى شعرها مستجيبا لها بقوله
وهو في حد يجدر يزعل من روحه انا مجدرش استغني عن روحي وانتي روحي وبتي اللي مخلفتهاش يا روح 
زادت بضمھا اليه تردد بالبكاء
يا حبيبي يا غازي ربنا ما يحرمني منك ولا من وجودك جمبي وفي ضهري دايما 
ربت بحنان على ظهرها يخفف عنها حتى هدأت فخرج صوتها
عمك وواد عمك هيجوا يزرونا بكرة انا بلغت عارف بمواجفتي على طلبه  
نزعها عنه فجأة ليحدجها بأعين ڼارية وقد وصله الان سبب خروجها في هذا الوقت من المساء
انتي اتجنيتي يا روح روحتي لواد عمك تعرضي عليه نفسك ليكون اترجتيه كمااان 
اترجى ليه هو انا ناقصة ولا معيوبة
قالتها بقوة لتردف بشموخ ورأس مرفوع
انا روحت لعارف عشان هو دا الاختيار الصح في الوقت ده لازم الكل يشهد فرحي اللي هيسمع في الدنيا كلها عشان بعدها لو حد اتكلم في ضهري بنص كلمة تعرف تجيبه تحت رجلك من غير ما تضعف ولا يبجى عندك شك في براءتي
غازي الدهشان مينفعش ابدا يبجى في حياته نقطة ضعف حتى لو كانت اخته راسك هتفضل دايما مرفوعة يا واد ابوي 
ورغم حنقه من فعلتها
وعدم استشارته قبل ان تتحرك وتنفذ هذا القرار الموجع لها الا انه لم يقوى على كبح ابتسامة الفخر 
امام هذه العزة والثقة التي تتحدث بها لا يملك المرء رفاهية الاعتراض فما باله وقد تحققت اخيرا امنيته بأن ترتبط بأقرب الأشخاص اليه ابن عمه عارف
انت متأكد من قرارك ده يا ولدي
سأله والده للمرة الثالثة او الرابعة لا يذكر ومع ذلك عاد اليه بتفس الإجابة دون تردد او اهتزاز
متأكد
يا بوي والله متأكد المهم انت تصدج بقى 
لم يخفي عنه والده هذه النظرة المتشككة ونية الاعتراض حتى لو لم ينطقها بلسانه ولكن الاخر كان واعيا الا يتركه في حيرته
ما تجلجش عليا يا حج يامن ولا تفتكر ان هحل موقف على حساب كرامتي 
التقط يامن الأخيرة ليردف معبرا عن ظنونه وهواجسه
امال ايه بس يا ولدي انت طول عمرك عايزها ودي مفيش حد في العيلة كلها ميعرفهاش بس يعني 
طبعا انا مش هتكلم ع الهبل اللي برطمت بيه بت سعيد وابوها كمان بس انت شوفت الصور بعنيك يا عارف اينعم هي مفيهاش اي شيء مخجل لا سمح الله لكن كان فيها الاهم فرحة لقا الاحب 
اكمل متابعا له
لقا الاحبة عارف يا بوي الحاجات دي انت مش محتاج تبينها جدامي دا شيء يستحيل يغفل عنه حد زيي 
طب ولزوموا ايه بجى بت عمك لا هتغلب ولا نصيبها هيوجف دي عرسانها ما بتبطلش مال وجمال وثقافة عاليه ولباقة يعني تشرف اي عيلة واي واحد يرغبها مهياش في حاجة ليك حتى مع الكلام اللي بيتجال 
زفر واضعا يديه في جيبي بنطاله يطالع الفراغ أمامه بصمت وكأنه شرد لبعض الوقت ثم ما لبث ان يعود إليه قائلا
على فكرة انا مجدر ظنك ده ومخاوفك اني اتجرح من تاني او اني مثلا اكون واخدها انتقم منها ما هي برضك بت اخوك وتعز عليك بس انا عايزك تطمن من الناحيتين لأني كبرت وهديت دلوك معدتش عارف بتاع زمان في العصبية او الڠضب 
انا دلوك عرفت الحجيجة وعرفت السبب اللي كان واجف حاجز ما بيتي وما بينها عشان متشوفنيش زين اللوعة في العشج علمتني الصبر يا ابوي 
يعني ايه برضوا مش فاهمك يا واد
تبسم متجاهلا الرد عن سؤاله ليستدير عنه متمتما
دي حاجة مينفعش فيها الشرح يا بوي اعمل حسابك بس انت بكرة
خرج من الغرفة التي يختلي بها والده من أجل العبادة ليتركه متطلعا في الفراغ للحظات حتى غمغم متسائلا بصوت واضح مع نفسه
يا ترى دماغك في ايه يا ولد ابو عارف
وفي مكان اخر
على أطراف الأرض الرطبة بجوار المصرف الزراعي 
حيث الهدوء الشديد والاختفاء عن اعين الجميع واالضوضاء الاتية من الجزء الأعلى بالقرب منهم حيث تجمعات الورش والصناع وعالم المقهاي وما يخدم عليهم من محالات للبقالة واشياء أخرى 
جلسا الاثنان كعادتهما كل مساء في هذه البقعة الزراعية الخالية من البشر في هذا الوقت 
ېدخنان سجائرهما الممنوعة وأحاديث لا تنتهي من الشابان نظرا للصداقة القوية التي تجمعها بالإضافة لقرب الافكار بينهما
هيشلني يا حافظ عامل فيها عم الجمور وبيبلس اللي ع الحبل وكل دا ليه عشان يرجع المحروسة القديمة من تاني لا وماشي كدة مع نفسه وفاكر ان احنا اغبيا ومش فاهمينه
علق الاخر بضحكات متقطعة متحشرجة
يعني عايش فيها في دور الناصح عليكم مش هين ابوك يا مالك رغم ان لما تشوفه ميبانش عليه خالص 
لم يستجب لمزاحه بل بادله بنظرة قاتمة يردف 
يا حافظ افهمني انا مش هاممنني ان كان يبان عليه ولا ميبانش انا دمي بيغلي عشان مش لاجى نتيجة وكل يوم يثبتلي انه ندل وممكن يبيعنا في أي وجت 
قال حافظ بخبث لم يخفيه 
بصراحة لو ابويا اروح فيه اللمان ما هو مش بعد التعب والمرار دا كله تطلع كمان من المولد بلا حمص وياجي هو وياخد ع الجاهز دا ايه الحظ دا يا عم
زادت ملامحه اظلاما مع الظلام المحيط بهم ليردد بحريق يسري بداخله
ومين جالك اني هسكت ولا استنى لحد ما يعرف يميل راس المرة الوحدانية من تاني
طب يا عم ما تصبر شوية مش بمكن لو عرف يميل راس مرة ابوك يطولكم من الحب جانب يا عم مالك 
زجره پعنف رافضا عرضه
يعني نستني لحد ما يرميلنا الفتافيت والله ما يحصل انا الاحج باليغمة دي انا الاحج صدقي ابو سليم في انتظار اشارة بس الراجل ھيموت ويعمل التجمع اللي بيحلم بيه 
اااه
تأوه ضاغطا بأسنانه على طرف شفته بغيظ شديد يردد بتحسر
اه لو يحصل يا حافظ انا بجالي سنين متعشم وببني احلامي على بيع البيت
ده وكله بسببهم فضلوا يكبروها في مخي ودلوك عايشين حياتهم ولا اكن حصل شيء هي بالشړا اللي ما بيخلصش وهو بتخطيطه عشان يكوش ع المرة وورثها 
نفث حافظ الدخان الاخضر لسيجارته ثم سأله بريبة وكأنه يستشف ما برأسه
وبعدين ناوي على ايه
التمعت عيني مالك ليطل منها وميض خطړ رغبة عڼيفة على التواصل حتى يصل لمبتغاه
وليحدث ما يحدث
مش هسكت يا حافظ عن حجي ممكن استني اشوية عشان اراجب واشوف الدنيا موديانا على فين بس مش كتير عشان انا محدد بالظبط هعمل ايه
في اليوم التالي
دوت صوت الزغروطة العالية حتى رجت بروعتها قلب المنزل تعبيرا عن الفرح بإتمام الاتفاق بين افراد العائلتين
لولولوي
بس يا نادرة وجفي 
هتفت بها توقف شقيقتها عن المواصلة لتحتج جدتها من خلفها 
بتمنعيها ليه يا بت خلى الفرح يخش البيت  
الټفت بحرج تعبر عن رغبتها في ذلك ولكن وقعت عينيها على سهام خاصتيه المتربصين وهذا الغموض الذي يعتلي تعابيره رغم صمته 
انا بجول انتا نخلي الأمر كتيمي دلوك لحد ما يحصل حاجة رسمي 
عبرت نادرة عن استيائها
ونتكم ليه هو احنا كل بيدخل عندينا الفرح ما تجوليلها حاجة يا جدة البت دي 
تدخل شقيقها يحزم لا يخلو من اللطف
اسمعي الكلام يا نادرة الرسول بيجول واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان 
عليه افضل الصلاة والسلام  
تمتم بها الجميع من خلفه حتى خرج صوته الاخر برزانة ولطف
اسمعي الكلام يا نادرة ووفري طاقتك لليلة الكبيرة 
ارجصي واعملي اللي نفسك فيه ساعتها لكن خلي الأمر دلوك يعدي على خير وراعي ان واد عمك ما صدج 
قالها وصدرت الضحكات من افواه البقية حتى هي ابتسامة باضطراب لم يغقل عنه يعلم جيدا بالحړب التي تدور داخلها لقد اختارت شقيقها ومكانته وقبلت به مضطرة رغم اختياره لها من يوم مولدها نعم هو لم يرى من النساء غيرها ولن يرى كما انه لن يتراجع وقد خطا الان اولى الخطوات فيما يخطط له 
قطع شروده بها صوت جدته التي هتفت تشاكسه
يا واد شيل عينك عنها شوية اتجل كدة و متبقاش خفيف يا جزين 
استجاب ضاحكا يجاريها 
وانتي يعني مركزة معايا ليه ما تسبيني في حالي يا فاطنة  
قالها ليتبادل معها ومع البقية المزاح ليشيع جوا من المرح والدفء الأسري حتى استعجبت هي لهذه البساطة التي تجدها منه رغم تشدده بالأمس معها انها حقا لا تفهمه 
تسائلت فاطمة باستدراك مندهشة
الجعدة حلوة والله يا ولاد ناجصها سعيد يحضرها معانا ولا يكون زعلان على موضوع طلاج بته بس انت ايه دخلك يا يامن انت وعارف
تحمحم المذكور يجيبها باضطراب فهي الوحيدة بهذا المنزل التي لا تعلم بحقيقة ما حدث
بصراحة يا أمي انا اللي مدعتهوش جولت نخليها ما بينا في الاول حتى عشان نعرف نتفاهم انا وواد اخوي ما انت عارفة ولدك وطبعه 
لم تجادله فاطمة وبدا انها صدقته حتى عقبت بانفعال
هو فعلا عصبي والطبع بتاعه زفت بس برضك اهون من بته غازي مجالش عن السبب الحجيجي لطلاجه بيها بس انا متأكدة انها غلطت غلط جامد معاه حتى من غير ما اعرف 
تدخلت وجدان لتغير دفة الحديث بعتاب لطيف
وه يا جدة ودا برضوا وجته نجيب سيرة الطلاج والكلام العفش ده في لحظة حلوة زي دي اجولك يا بت يا نادرة زغرطي ولو سألنا اي حد نبجى نجول ان الصوت طالع من السماعات أو التليفزيون 
سمعت الأخيرة لتنطلق بزغروطة أعلى من السابقة تعود بهم للإبتهاج بهذا الحدث السعيد والغير متوقع 
مرت اللحظات حتى انتهت الجلسة بذهابهم وكأنها كانت زيارة عادية مؤجلين الإشهار والإعلان حتى يتم الأمر رسميا وبحضور كبار العائلة  
قام غازي بإيصال الاثنان والخروج معهم 
تركت روح الجلسة مع شقيقاتها والجدة لتذهب نحو الركن الذي أصبحت تستريح به وبصحبتها حتى تخبرها بما تم وما يدور برأسها من هواجس
ايه اللي مخوفك يا روح طب والله انا فرحت 
خرجت منها بصدق استشعرته الأخرى لتعقب سائلة بحيرة 
معجول يا نادية انا ليه حساكي فرحانة جوي بالموضوع ده من جلبك اشحال ان ما كنتي عارفة اللي فيها وباللي حاصل 
ردت تجيبها بصوت العقل وبدون موارية
بصراحة انا فعلا فرحانة
من جلبي اينعم انتي ممكن تكوني مش متجبلة الموضوع وحاسة انك جابرة على نفسك بس انا مش شايفة انه الاصلح وبس لا يا روح انا جلبي مستريح وحاسة ان عارف انسان ممتاز وبصراحة يستاهلك وتستاهليه 
جصدك ان عمر ما يلجليش
خرج منها السؤال وكأنه فخ استطاعت نادية تجنب الوقوع به بردها
لا يا روح وما تحاوليش تجريني في السكة دي انا بتكلم بإحساسي ودي حاجة مينفعش اللوم عليها ممكن انتي تكوني شايفة عمر ده محصلش ومع ذلك مسألة الجبول دي من عند ربنا 
ردت بتأثر وابتسامة تتصنعها تجاهد للأستمرار على الثبات
ياللا بجى جبلاه ولا مش جبلاه اهو كل واحد راح لحاله والأمل اللي كنت متشعلجة بيه جطعته انا بيدي
عشان دا الصح يا روح 
تفوهت بها بقوة لتضيف عليها 
انا اكتر واحدة كنت اتمنى انك تاخدي اللي بتحبيه بس كمان اتمنالك الراحة في الاول وفي الاخر وانتي لو كنتي اصريتي على عمر يستحيل كنتي هتلاجي الراحة على حساب غيرك اللي هو اعز الناس عليكي 
وانت عارفة طبعا انا اجصد ايه
أومأت رأسها تكبح بصعوبة هطول دموع محتجزة بمقلتيها فتابعت نادية مستفسرة
بس انتي مجولتليش اتصرفتي ازاي مع صحبتك ولا معاه 
تنهدت بضعف تجيبها
بصراحة مجدرتش ارد عليه هو بس
كلمت جميلة في التليفون جولتلها ان أهلي كلهم مش موافجين وحصلت مشاكل كبيرة تنمع الجواز نهائي منه وانا مش هقدر اتحدى اهلي جميلة بصراحة مشدتش معايا وكأن جلبها كان حاسس 
قطيت نادية بتفكير متعمق لموقف صديقتها قبل ان يخرج سؤالها بريبة
طب وتفتكري بجى هو كمان هيصدج وميشدش
مطت شفتيها باضطراب وحيرة تجيبها
الله اعلم
يعني ايه يعني مش جادرة تتحدى اهلها ولا تعارضهم هو لعب عيال
صړخ بها بوجه شقيقته والتي استنكرت خلفه مرددة
لاه مش لعب عيال يا عمر انا بجولك ع اللي جالته بالظبط روح ما كنتش بتهزر ولا بتهرتل دي كان ناجص تجطع معايا انا نفسي
كييف
صاح يها بڠصب متعاظم لا يستوعب صدق كلماتها ليردف بسخط
يعني تجعد خمس سنين مستنيا وبعد ما تعشمني تيجي على اخر لحظة وتخلى بيا الكلام دا ميخشش عجلي انا لازم اتأكد بنفسي 
تحرك فجأة يذهب من أمامها لحقت به تسأله بجذع 
رايح فين يا عمر احنا مش ناجصين مشاكل مع الناس دي يا واد ابوي 
التف يطمنئها رغم حنقه من لهجتها المړتعبة
اطمني يا ست جميلة انا مش رابح اتعرك مع اني ممكن اعملها بجد على فكرة بس انا رايح اطلب يدها بالحسنى وما اشوف ايه اخرتها 
بسخرية اختلطت پحقد لا تخفيه وجهت السؤال نحو والدها بعدما اخبرها عن علمه بما تم منذ ساعات في منزل العائلة وزوجها السابق 
خطبها وقرا الفاتحة كمان ليه كانت العجدة ما بتتحلش غير ع الفضايخ اياك
الله ېخرب مطمنك فضايح ايه بس انتي عايزة تجيبلنا الكلام والحديت ڠصب
تمتمت بها رئيسة بغيظ شديد ليضيف ناجي متفقا معها
سبيها ياما ما هي مش هتستريح غير لما تجيب اجلنا كلنا خربت بيتها ولسة برضوا متعظتش
واتعظ ليه هو انا اللي غلطت دا انا جولت الحجيجة يا حبيبي لكن واد عمك هو اللي طلع ني اللي يجبل على نفسه حاجة زي دي بعد ما شاف الصور بعينه يبجى مش راجل أصلا 
اتعدلي يا بت في كلامك وراعي انك بتتكلمي عن واد عمك  
زجرها سعيد يجفلها بلهجته الصارمة في هذا الجزء
عيلة ابوكي مبتخلفش غير رجالة يا بت 
تلجلجت تردف ملطفة تستجدي عطفه بخبث
ويعني انا يا بوي كنت جاصدة يعني انا بس برد ع الكلام اللي يحرج الډم اخوك مش مكفيه انه وجف مع واد اخوك ضدك لا كمان دا بيطرمخ على غلط المحروسة وراح يخطبها لولده من غير كمان ما يشورك وجاي في الاخر يعلمك كيف الغريب دا مصدج بجى 
يا بت ما تعجلي كلامك هو انتي شيطان
صړخت بها رئيسة امام زهول ابنها وصدمة زوجها الذي ارتسم على ملامحه اقتناعا ترفضه المرأة حتى توجهت اليه تخاطبه
ما تبعش كلام النصيبة دي يا سعيد اخوك الشيخ يامن مفيش احسن منه وحتى غازي 
على الفور تدخلت فتنة تقاطعها
ماله هو
كمان اشكري واتغزلي فيه ما هو انا مش بتك دا هو اللي ولدك
زمجر ناجي بحنق منها ومن أفعالها
يا جزينة ما تهمدي اتهدي يا بت شوية مش عارفين نلاحج ولا نلم وراكي اتعدلي يا فتنة عشان واصلة معانا للاخر 
استخفت تردد خلفه باستهزاء
ليه يا حبيبي توصل معاك للآخر بسببي جاعدة فوج راسك مثلا ولا في بيتك لا يا بابا انا جاعدة في عز ابويا 
يوووه
صاح بها ينهض ليغادر مرددا بسخط
انا ماشي وسايبهالك ارمحي فيها على كيفك يا فتنة 
تطلعت في اثره تغمغم بمزيد من السخرية
روح يا خوي وخدها فرصة انت كمان اجطع دراعي ان ما كان متلم على واحدة من الخواجات اللي بيروح يسهر معاهم ولا ضارب ورجة عرفي مع واحدة من اياهم
عادت لوالديها لتجفل منتبهة لهذا التجهم الذي کسى ملامحهما وقد وضح الضجر جليا من والدها والذي خاطبها ببعض اللين
وبعدين يا فتنة اعجلي كدة ومشي امورك يا بتي متخليش الكل يطفش منك اخوكي دا اللي طلع ېصرخ دلوك ما في ابرد منه معانا في البيت دا غير خواتك البنتة اللي بيروحوا على بيت جوازهم من نص اليوم بسببك 
عشان هما اللي بيستهبلوا عليا وعلى بنتتي يا بوي 
اندفعت بها ثم سرعان ما استدركت لغضبه منها فاسنطردت بضعف تدعيه
ما هما برضوا لازم يجدروا يا بوي انا مخنوجة وفيا اللي مكفيني وان ما كانش اخواتي يفوتولي دلوك مين هيفوتلي 
استطاعت بكلماتها ان تؤثر على هذا الجزء الضعيف من العاطفة حتى اشفقا عليها ظنا انها تعاني ابتعادها عن زوجها وعدم تجاوزها صدمة الانفصال في هذه السن الصغيرة 
كان هذا ظنهم قبل ان تجفلهما بطلبها
انا عايزة اطلع واتفسح واشوف الدنيا ينفع اخلي البنتة معاكي ياما تراعيهم بكرا على ما ارجع انا من مشواري في المحافظة عايزة الف ع المحلات واشتري شوية هدوم 
تجمدت رئيسة تطالعها بعدم تصديق لعدة لحظات قبل ان تستفيق ليخرج ردها پصرخة
بوو عليا وعلى سنيني هو انتي مش حاسة انك في عدة يا جزينة يعني لا ينفع تطلعي ولا تخشي حتى دي مش عتجاها يا فتنة
لم يكن امر طلب المقابلة معه بالأمر المفاجيء
فهذا الشيء قد توقعه منذ البداية المفاجيء هو كان رد فعله برؤيته امامه هذا الشعور الذي يكتنفه الان بالڠضب بعدم الارتياح وكأن الذنب يخصه وحده او انه كان على غير ارادة شقيقته!
منور يا عمر بلدك كلها نورت برجعتك 
قالها كترحيب روتيني قد يفعله مع الجميع وجاء رد الاخر بامتنان
الله يعزك يا غازي بيه دا بس من زوجك البلد منورة بناسها
استجاب بابتسامة ليس لها معني يخاطبه
ربنا يبارك فيك يا سيدي انا سمعت انك واصل من كام يوم 
دا حجيجي انا فعلا مفاتش على رجعتي غير ايام جليلة يدوب لحجت اخلص من زيارات الناس ومباركتهم برجعتي بالعافية وعشان كدة طلبتك وكنت عايز 
بس انت اتأخرت جوي في الغربة يا عمر
باغته بالسؤال مقاطعا ليجبر الاخر على السير في نفس وجهته
دا صحيح بس يعني معوجنش جوي دول كلهم خمس سنين 
ولا مرة نزلت أجازة فيهم
للمرة الثانية يواصل بأسئلته ليتسرب الى الاخر شعور غير طيب وكأنه داخل جلسة تحقيق
الظروف مكنتش تسمح ان انزل كنت ضاغط على نفسي بالجامد عشان اوصل للي انا عاوزه  
التقط الاخيرة ليردد سائلا بهدوء خطړ
وايه هو اللي انت عايزه بجى
انه بالفعل يجفله بردوده كما أنه يسشف الحدة من خلف أسئلته
هذا ما شعر به عمر ولكنه تمالك يجسر نفسه متذكرا ما وصل اليه بالإضافة إلى الاموال التي بإمكانها ان تقوي قلبه للطلب مباشرة من الاخر
بصراحة اللي انا عايزة هو حاجة غالية غالية جوي تستاهل الصبر وتستاهل الغربة ومرارها تستاهل كل شيء عشان ابجى مناسبلها انا عشمان في كرمك يا غازي بيه في انك مترودنيش خايب الرجا انا جاي وطالب ايد الانسة روح اختك اشيلها فوج راسي واحطها جوه عيوني من جوا 
توقف غازي عن الشرود بكلماته المنمقة وبزغت بزاوية ثغره ابتسامة ضعيفة ثم قال
كلامك جميل يا عمر بصراحة اهنيك على لسانك الحلو ده دا انت ناجض تكتب قصيدة شعر
يا راجل 
اردف الاخير بحماس ردا على كلماته
والله لو أطول اعمل كدة واكتر كمان الانسة روح تستاهل ومعزتها عندي لا تقدر 
امممم
طالع عمر وجه الاخر الذي تبسم يطرق براسه للأسفل قليلا حتى رفعها فجأة
ولما انت بتعزها جوي كدة صبرت ليه خمس سنين في غربتك على ما رجعت تتجدملها
هم ان يردف له بنفس الاعذار السابقة عن الكفاح وما واجهه من مصاعب ولكن الاخر قطع عليه
انا عرفت انك بنيت بيت ابوك من بعد السنة التانية من سفرك 
افتر فاهه ليرد ولكن غازي تابع 
دا غير ان بعد السنة التالتة ابوك اشترى خمس فداداين ارض عفية في الحرجة ودلوك وبعد خمس سنين راجع واجواز خواتك جايمين بالارض اللي اشتروها بإسمك برضو من ضمن الفدادين اللي خصصتها الدولة في البلد اللي ورانا 
كان غازي يقرأ ما يفكر به حتى اردف يزيد من اندهاشه
متستغربش ولا تفتكر ان حد جالي من اجواز اخواتك الغلابة الحاجات دي انا وصلتلها لوحدي لما سألت عليك من وجت ما عرفت بطلبك مفيش سر في الحكومة يستخبى على العبد الفجير لكن السؤال اللي مجنني بجد وبرضك هعيده عليك من تاني لما بتعزها استنيت عليها خمس سنين كيف
ما انا كنت بكون نفسي 
قابل رده باستهجان رغم هدوئه
تكون نفسك برضوا ولا انت كنت بتعملك رأس مال تتكل عليه يا عمر 
سهم عمر بنظره اليه فهذه الطريقة من النقاش لم بكن يتوقعها على الإطلاق فواصل الاخر 
كان ينفع جوي تنزل من سفرك وتيجي تتجدملها بعد ما تبنى بيتكم مكنتش انا ساعتها هتجل عليك ولا احملك فوج طاجتك كنت هوافج عشان اختي حتى لو اضطريت اسا 
وانا كنت هرفض مساعدتك دي 
خرجت منه بمقاطعة حادة ليكمل بوجه مشتد وانفعال حاد
انا كان ممكن اتجدملها من غير ما اسافر من الأساس واعشم بكرمك في مساعدتي من الأول لكن لا انا رافض المساعدة دي عشان انا حر فضلت اني اسافر 
واتمرمط عشان اجيب الجرش اللي يكفي جوازي بيها جبل ما اخد اي خطوة 
شاطر يا عمر
ذوى ما بين حاجبيه يستغرب الجملة المبهمة لما يشعر وكأن بها شيء من سخرية وليست اطراء 
هو انت بتشكر فيا ولا بتذم
سأله بتوجس زاد بعد استماعه للإجابة 
لا طبعا مش بسخر انا بجول اللي شايفه على فكرة انت فعلا شاطر والشاطر في أحيان كتير بيبجى عايز كل حاجة وهو واثق انه يجدر يوصلها بشطارته بالذات لما يبجى حاسس انه ضامن!
يعني إيه
بمزيد من الحيرة شاعرا بالتخبط وعدم الاستقرار على ارض صلبه امامه يريد تفسيرا واضحا لمقصده والذي لم يبخل به غازي هذه المرة ليميل برأسها نحوه يردف بكلمات محددة لا تخلو من مكر
يعني مفيش حاجة في الزمن ده مضمونة شوف انت بجى سافرت وجمعت ثروة ورجعت واختي لسة سينجل زي ما بيجولوا لكن للأسف برضوا ملحجتش 
صمت فجأة يستقيم بجذعه قبل ان يخبره باعتزاز روح جبلت بواد عمها وفرحهم جرب 
هذه المرة لم يخفي استنكاره ليردد خلفه بعدم تصديق
واااد عمها مين انا لو وصلني انها اتخطبت
زي ما بتجول مكنتش اخطي برجلي واجي هنا واصل ما تجيبها بصراحة كدة وتجول انك رافضني 
صمت غازي يرمقه بصفحة مغلفة زادت من حنقه ثم ما لبث أن يتناول هاتفه يتصل بأحد الارقام ليفعل مكبر الصوت مع اجابة الطرف الاخر
ايوة يا غازي عاوز حاجة
ايوة يا حبيبة اخوكي بجولك يا روح واد عمك بيتصل بيا وبيسأل يعدي عليكي امتى عشان ياخدك للصايغ تنجوا الشبكة
قال الاخيرة بتمهل يلتقط رد فعل الأخر والذي انصت بقوة يستمع لاجابتها
يعدي في أي وجت يا غازي يعني هو مش عارف اللي يناسبه ولا اجولك خليه ياجي على واحدة الضهر دا ميعاد كويس للكل على ما يجوا اخواتي البنات من بيوت أجوازهم اشوف مين اللي هتجعد مع ستي ومين اللي هتيجي معايا 
تمام يا بت ابوي ربنا يتمملك بخير يارب  
الله يبارك فيك يا حبيبي إجفل بجى
عشان بنتت عمامك عرفوا وجم يباركوا هما كمان 
انهى المكالمة ليعود اليه وقد تجمد كالتمثال امامه بتأثير المفاجأة الذي بدا جليا على ملامحه قبل ان ينهض فجأة ينمتم معتذرا فلم تعد هناك فائدة للجدال
تمام انا اسف مكنتش اعرف وع العموم الف مبروك  
الله يبارك فيك يا سيدي وعجبالك انت كمان 
تمتم بها غازي يتركه يذهب ولكن وقبل ان يبتعد بخطوتين هتف يوقفه
عمر
انتظر حتى يلتف اليه ليأمره بحزم وبشكل مباشر دون دون خجل أو حرج متحاملا على ڠضب يشتعل بداخله
ما تنساش تمسح كل الرسايل اللي عندك في التلفون واعتبر اللي عدى مهما كان بريء ولا زين صفحة واتجفلت على كدة 
لم يصدم بطلبه فقد تأكد له الان انه على دراية بكل شيء كما أنه السبب الأساسي في الرفض بادله نظرة كارهة يومئ له برأسه ثم غادر نهائيا وبعقله يتسائل كيف استطاع هذا الملعۏن التأثير عليها حتى تلفظه عنها بكل سهولة وتوافق على المذكور ابن عمها 
ترى! إلى ماذا توصل ايضا
يتبع
الفصل الثالث والعشرون
لم يكن ڠضبا هذا الذي يكتسحه من الداخل لفد تعدى الانفعال تعدى السخط تعدى المقت والكراهية لكل من تسبب في حرمانه منها بعدما كان على مسافة بعض أمتار صغيرة وكأنه عاد لنفس النقطة التي كان يقف عليها منذ خمس سنوات قلة الحيلة والعجز عن تحقيق ما يتمناه بالقرب منها 
وما فائدة الإنجاز الان وقد فقد الغاية التي من أجلها فعل الكثير وتحمل الأكثر حتى يحصل عليها بمكانة تليق به معها لا يصدق انها باعته بهذه السهولة كان واثقا من عشقها واثقا من ولاءها له واثقا منها وقد انتظرت دون كلل او ملل ماذا حدث الان لتتبخر من بين يديه بهذه السهولة كيف استطاع هذا الملعۏن اقناعها ونزع قلبها الموشوم باسمه من صدرها لتدعسه بأقدامها 
زمجرة بصوت ۏحشي مرعب خرجت منه اثناء اندفاعه لداخل غرفته يدفع كل شيء تطاله يداه او أقدامه حتى أنه القى بكوب الماء الزجاجي على المرأة لېتحطم مع الزجاج الذي تهشم ليسقط بصورة افزعت شقيقته والتي دلفت من خلفه لتلحق به كي تسأله عن سر وجومه وتجهمه بعد العودة من موعده الهام لتلتصق بالحائط سائلة بجزع
مالك يا عمر حصل ايه لدا كله
التف اليها بحدة هادرا
بيجولي اتخطبت يا جميلة وبيلومني عن سبب انتظاري سنين على ما اتجدملها طب انا كان ايه بيدي مش كنت مسافر كنت بجمع الجرش اللي يكفيني بجوازي منها صبرت خمس سنين وجات ع اليومين مجدرتش تستحمل 
ابتعلت شقيقته تلتزم محلها لبعض الوقت تطالعه بصمت حتى وهو يستجدي تأيدا لم تطاوعها نفسها عليه لېصرخ ضائقا من صمتها
ساكتة ليه ما تتكلمي صاحبتك خدعت اخوكي وخليت بيه على اخر لحظة يا جميلة 
حاولت ان تهادنه بتردد
ما تلومش عليها يا عمر دي برضك في الاخر ولية مکسورة الجناح هي أكيد مڠصوبة 
مش مڠصوبة يا جميلة وروح بالذات دونا عن كل الحريم مش مکسورة الجناح انا عارفاها اكتر ما انتي عارفاها انا كنت متأكد منها 
قالت في محاولة لمجاراته
طب ما يمكن يكون الكلام كدب وهي مش مخطوبه ولا 
صړخ مقاطعا لها
انا سامعها بوداني يا جميلة وهي بتتكلم مع المحروس اخوها ع الشبكة اللي رايحة بكرة تشتريها مع عريس الهنا واد عمها عارف تصدجيها دي عارف اللي فسخت خطوبتها منه وسابته مركون جمبها بالسنين عشاني جاية دلوك تجبل بيه!
طب هي بتعمل كدة ليه كانت بتعلب بيا مثلا انا هتجن نفسي اعرف ازاي ده حصل
توقف وصوت انفاسه التي تصعد وتهبط بقوة يصل لخارج الغرفة ليكمل بهياج
انا خدت جلم النهاردة مخدتهوش في عمري كله يا جميلة اخوها يجولي جيت متأخر ومفيش حاجة مضمونة في الزمن ده مين اللي مش مضمونة دا انا كنت ضامنها أكتر من نفسي 
نزل بثقله على طرف التخت يتمتم بصوت ضيف
انا كنت بعمل كل ده ليه مش عشانها اخوها شغال يلوم فيا النهاردة عشان اشتريت اللي يسترنا ويعلينا وسط الخلج هو مستكتر على حد غيرهم يملك ويكبر!
الى هنا وقد وضحت الصورة
جليا لشقيقته حسب ما توصل اليه تفكيرها لتتسمر محلها حتى استكان امامها وهدأ
قليلا فتقدمت تخطو نحوه تتجنب خطواتها الدعس على الزجاج المكسور بصعوبة حتى وصلت اليه لتجلس جواره على طرف التخت تهون عليه
كل شيء نصيب يا واد ابوي وبرضك احنا لسة متأكدناش 
رفع وجهه الذي كان يدفنه بين يديه ليردد خلفها بيقين سكن بداخله
لا انا اتأكدت يا جميلة مش صوتها بس اللي خلاني اتأكد نظرة اخوها ليا كانت كلها كره وشماتة بيحملني مسؤلية انها جعدت بسببي طب ما هو انا جيت اها وجيت وانا شايل ومحمل جيت وانا عامل حسابي اجيبلها كل اللي بتتمناه انا دلوك كدها وكد نسبهم بيرفضني ليه كيف عرف يقنعها تسيبني
اطرقت رأسها لتتمتم بأسى
بصراحة يا واد ابوي هو برضوا عنده حج المدة طالت جوي 
رمقها بأعين ڼارية كادت ان توقفها ولكنها تجسرت هذه المرة لتبوح بما كانت تكتمه بصدرها
سامحني يا عمر بس انا ياما زنيت عليك تنزل ونخلص 
انا كان عندي الظروف اللي تمنعني يا جميلة  
هتف بها يجفلها بانفعاله مما جعلها ترتد بجذعها عنه پخوف غريزي من هيئته التي توحشت أمامها وهو يتابع
محدش شاف المر اللي شوفته هي صبرت بس كانت عايشة برنسيسة هنا وسط اهلها انا دفعت تمن وصالها غالي جوي وفي الاخر برضوا موصلتش 
ارتفع كفيها تلوح بهما امامه مع اهتزاز رأسها بتشنح لتهادنه
خلاص متزعلش نفسك طيب انا مصدجاك يا عمر مصدجاك والله 
خلاص جومي 
ها 
بجولك جومي يا جميلة 
باغتها بصرخته حتى انتفضت من جواره على الفور تنصاع لرغبته ولكنها تذكرت الزجاج
طب دجيجة بس الم اللي في الأرض ده
ملكيش دعوة بالزفت اطلعي يا جميلة 
بصرخته الأخيرة خرجت على الفور تتبع نفس طريقها الأسبق بحرص لتتجنب الإصابة حتى اذا وصلت لمخرج الباب الټفت اليه ترمقه بحزن تعلم جيدا بحجم خسارته لعشق طفولته وحلم صباه ولكنها لا يمكن ان تعفيه من الذنب فيما تسبب به لنفسه ولصديقتها 
ترى ماذا سيكون رد فعله حينما يحدث بالفعل ما يخشاه وتصبح بالفعل زوجة لأحد غيره
في اليوم التالي
تجهزت سليمة بعد ان ارتدت عبائتها لتهبط الدرج في طريقها للخروج وكانت المفاجأة حينما وقعت عينيها على هذه الفتى المريب جالسا بجوار جدته سکينة التي تتخذ مدخل المنزل في البقعة المشمسة ركنا لها في هذا الوقت من الصباح والتي ما ان وقعت عينيها عليها هتفت تناديها 
تعالي يا سليمة دا مش حد غريب دا مالك واد ولدي 
هو محتاج تعريف دا انا عرفته من جفاه شكلي بجيت موعودة بيه هو وابوه 
غمغمت بها داخلها قبل ان تتقدم لتخطو نحوهما بعد ان التف اليها مرددة بزوق
عرفاه يا مرة عمي طبعا هو انا هتوه عنه منور يا مالك 
قابل ردها بزوق هو الاخر
دا نورك يا مرة ابوي انا جيت بس اطمن على جدتي اسف لو هزعجك يعني 
اومأت لتميل رأسها للاسفل بنظرة كاشفة لا تخلو من سخرية مبطنة مرددة بعدم اسنيعاب ان يخرج هذا الرد من ذرية شربات وفايز
تزعجني! لا يا ولدي مفيش ازعاج دا بيت جدك وانت بتجول جاي تطمن عليها جدتك 
زاد من دهشنها حينما فرد كفيه على عظام صدره بتهديب مبالغ فيه يعبر عن امتنانه
تشكري يا مرة ابوي ما دا عشمنا فيكي برضوا 
بالطبع اثار بفعله الحنين بقلب المرأة العجوز لتدعمه بطيبتها تخاطب سليمة 
مالك باينه كبر وعجل جوي يا سليمة ايه رأيك يجعد يتغدا معانا النهاردة 
بهتت لسذاجة المرأة بأن تفتح امامها بابا قد يأتي من خلفه المصائب وامام ترددها سبقها مالك بقوله
مفيش داعي للغدا يا جدة عمتي سليمة لابسة عبايتها وشكلها طالعة
ذكاء تعقيبه لم يثنيها ان تحتج بفظاظه تغلق الطريق من أوله
صح يا ولدي انا فعلا ورايا مشوار واكيد انت كمان وراك مشوار مينفعش تتأخر اكتر من كدة لامك تجلج عليك ولا ابوك ياجي يدور عندينا احنا مش ناجصين طلعته البهية 
اجفل مالك بردها الخالي من أي لباقة نحوه ليتلجم عن معارضتها امام حرج سکينة التي دمدمت تصلح له
معلش يا ولدي هي بس خاېفة من الفضايح والكلام والحديث ما انت عارف ابوك وعمايله  
اومأ رأسه على مضض يظهر تفهما لم تقتنع به سليمة والتي تحركت تغادر قائلة
بعدم اكتراث
انا رايحة اشوف واد ولدي وأمه يا مرة عمي هرجع ان شاء الله جبل الضهر عشان نتغدى مع بعض منور يا مالك 
وفي مكان آخر
وامام مراتها كانت تلتفت يمينا ويسارا لتتأمل جمال قدها بهذا الفستان الذي ترتديه مكشوف الذراعين والقصير حتى الركبتين بقماشه الملتصق بمنحانياتها تنتشي داخلها بمظهرها بعدما اطلقت شعرها الاصفر الحريري خلف ظهرها وأضاف الحمرة والألوان الصاخبة لبشرة وجهها لتبدوا وكأنها امرأة اخرى امام تلك الجالسة تفترش التخت متربعة وابنها الصفير بحجرها ترضعه حتى اذا الټفت اليها تطلب رأيها
ها ايه رأيك بجى يا عزيزة انا ولا اللي بياجوا في التلفزيون
تطلعت لها المذكورة بانبهار تجيبها بموافقة 
ما شاء الله عليكي لا طبعا يا ست فتنة انتي احلى منبهم كلهم دا
كفاية الشعر الصفر ولا الدرعات البيضة زي الحليب دا انتي لهطة جشطة زي ما بيجولوا 
اطلقت فتنة ضحكة مدوية مائعة وقد اطربتها كلمات الغزل لتقترب نحوها بخطوات مائلة تشاركها الجلوس على التخت واضعا قدما فوق الأخرى تقول بزهو
والله كلامك دا ما جديد عليا طول عمري حاسة بنفسي وعارفة اني استاهل دنية تانية غير الدنيا دي وبلد تانية غير البلد دي بس الحظ بجى والجوازة الفجرية هي اللي كانت كابتة طموحي وكابسة على نفسي 
ارتسمت الدهشة على وجه عزيزة تطالعها بعدم استيعاب حتى خرج منها السؤال الملح
جوازة ايه اللي كانت كابسة على نفسك يا فتنة انتي كنتي واخدة الكبير كبير العيلة والبلد كلها دا غازي الدهشان 
رددت خلفها باستهزاء تقلدها
وافرضي يا ختي غازي الدهشان وكبير البلد والدنيا كلها حتى ما انا برضك فتنة 
قالت الأخيرة تترافق مع دفع الخصلات الكثيفة لشعرها للخلف وهزه بكتف ذراعها تتابع في التمجيد بجمالها
ولا انتي مش واخدة بالك انا مفيش مني في البلد كلها يا حبيبتي يعني هو الخسران مش انا 
واصلت عزيزة بعدم تصديق
هو انتي مش زعلانة خالص يا فتنة دا انا جاية النهاردة وحاطة يدي على جلبي لتكوني شايلة الهم ولا تعبانة بعد اللي حصل وجال ايه جاية اخفف عنك
شهقة ساخرة صدرت منها لتردف بتعالي مرددة
أشيل الهم واتعب كمان! ليه يا حبيبتي كنت مېتة في دلاله مثلا طب على ايه يا حسرة دا كل عيشته نكد في نكد ولا بيعرف يتحدت ولا يدلع زي باجي الرجال ولا ممكن ابكي يعني على عشرته معايا في داهية دا انا بكرة اتجوز سيد سيده وهتشوفي بنفسك لما يتحصر عليا العمر كله 
العمر كله!
دمدمت عزيزة بذهول شديد لا تصدق هذه القوة التي تتحدث بها هذه المتغطرسة والتي لا تفعل حساب أي شيء سوى نفسها 
بصراحة يا فتنة لو انا مكانك وربي المعبود لكنت شيلت الطين اهو عزب بيطلع عيني على أجل غلطة ويحاسبني حساب الملكين وامي وابويا لو زمجت بس ساعة في نفس اليوم بيروحوني ڠصب عني وبكون كارهة لكن بصراحة لما اعيد واراجع نفسي بجول كدة احسن برضك الواحدة في بيتها مع جوزها ووسط عيالها تسوى الدنيا 
كانت تتحدث بعفوية وبلاهة لم تتنبه اليها الا بعد لحظات حينما رأت امتقاع وجه الأخرى وهذا الشرر المنبعث من عينيها پغضب نحوها
الكلام دا يسري عليكي انتي يا ماما ابوكي وامك ما صدجوا خلصوا ورموكي في جفا واحد يشيل مسؤليتك انتي وعيالك انما انا لأ يا حبيبتي انا ابويا واجف دايما في ضهري ومبديني على كل اخواتي انا اللي اتجلعت دونا عنهم كلهم 
قاسېة ولا تتوانى عن چرح الآخرين وقد اتخذت منهاج التجربح لكل من يحاول معها بنصيحة لا تتقبلها او التلويح عن خسارتها الفادحة كما فعلت عزيزة والتي شعرت بحجم غباءها لتنهض فجأة تعبر عن رغبتها في الذهاب 
ربنا يخليهولك هو في أحسن من الأب برضوا اما اجوم انا اشوف ورايا ايه
أدركت فتنة لتعمد الأخرى الذهاب بعدما بالغت بحدتها في الرد عليها فتعمدت هذه المرة ان تناديها ببعض اللطف
ايه يا عزيزة هو انتي لحجتي تجعدي ولا احنا لحجنا نتكلم حتى يا شيخة خليكي ونسيني شوية 
جذبتها من كفها تمنعها من النهوض وتابعت تتملقها بالكذب
دا انا ما صدجت اشوفك يا بت وحشتني الجعدة معاكي
وحشتني حكاويكي ودمك الخفيف يا مضړوبة 
ظهر تأثير الكلمات على ملامح الأخرى وقد ارتخت تعابيرها لترد بعتب
ما انا كنت جيالك عشان كدة اصلا بس كمان محبش اكون تجيلة على حد وبرضك اما احس اني غلطت بلم نفسي وامشي من غير كلام 
بامتعاض داخلها اجبرت فتنة نفسها على ترضيتها فهي الوحيدة التي أصبحت تتحملها هذه الأيام بالإضافة لغباء تفكيرها المناسب لواحدة مثلها سوف تحتاجها كثيرا في الفترة القادمة 
انتي عمرك ما كنتي تجيلة يا عزيزة بالعكس وانتي عارفة اني بحبك من زمان يعني حتى غلطتي برضك لازم افوتلك عشان انتي صاحبتي 
كالعادة رضخت عزيزة في الأخير تتجاهل ڠضبها منها حتى تندمج في الحديث وتعود لأسئلتها الفضولية
بس انتي مجولتيش يا فتنة جبتيه منين الفستان ده 
ضحكت الأخيرة تعود لزهوها السابق تجيبها بتفاخر
جيبته من أغلى محل في مصر طلبتهم عن طريج الانترت بعد ما شوفته وكنت هتهبل عليه مجدرتس امنع نفسي ورحت طالباه وجالي عن طريج الشحن بس ايه رأيك يستاهل صح
بتأمل مكشوف عبرت عزيزة عن دهشتها
هو فعلا يستاهل بس انتي شارياه ليه دا مينفعش تطلعي بيه اساسا 
عارفة يا ختي 
تمتمت لتمصمص بشفتيها مرددة بغرور
بلد فجرية ملهاش في الموضة بس انا جيبته عشان ادلع نفسي يا حبيبتي ولسة كمان لما تخلص العدة الزفت هطلع واعيش حياتي بالطول والعرض انا خلاص حصلت على حريتي 
المبالغة في الأخيرة جعلت عزيزة تزبهل بنظرها اليها لتعقب خلفها باستدراك
انتي بجيتي تتكلمي زي اللي بياجوا في التلفزيون يا فتنة 
ايوه يا اختي فاكراني مش مثقفة اياك لا يا ماما انا
مفتحة وعارفة كل حاجة في الدنيا 
من خلف الزجاج الداخلي للنافذة وقفت على غير اردتها تتابع المشهد الغريب غازي الدهشان الرجل المهيب مرتديا ملابسه رياضية العادية مشمر البنطال حتى الركبة ويسابق الأطفال الصغار من أبناء نادرة ووجدان شقيقات روح وبناته اللاتي أتين في هذا اليوم الاستثنائي لتعح الحديقة بصرخاتهم الصاخبة 
وقد جمعهم جميعهم في فريق واحد وهو ومعتز في فريق اخر
يناورهم ويدابعهم مع طفلها الذي كان ينطلق ويركض بتوافق معه يثير الضحكات من القلب حركته الصغيرة مع الخطوات العملاقة من الاخر والذي كان يرفعه عن الارض في تسديد الضربات الناجحة بحصد الاجوال في جولات عبثية هدفها هو الضحك وتقضية الوقت الجميل مع الأطفال والذي بدا ولأول مرة امامها وكأنه طفل مثلهم بهذه الروح الجديدة منه
وبعدما كانت تريد فقط القاء نظرة على طفلها تسمرت تتابع وتبتسم لضحكاتهم وكأنها معهم تشاركهم الصخب الدائر في ارض الملعب او أرض الحديقة على الأصح
وفي موقع الحدث نفسه
كان صياحه في التشجيع بين الاثنان الذان حصرت الكورة بينهما بأمر منه اصغر فتياته ضد معتز نظرا لتقاربهما في العمر 
ياللا يا معتز يا للا يا دنيا ياللا يا بابا حركي رجلك شوية يا بت 
يواصل التشجيع جالسا على ركبتيه غير عابئ بنظافة الملابس او مظهره امام رجاله يصفق للصغيرين يتجاهل عن قصد همهمات البقية وضجرهم 
يا بابا عايزين نلعب العيال دي معرفاش تلعب اساسا 
هتفت الوسطى من صغاره ليعقب على قولها بضحكة ساخرة
لا وانتي اللي حريفة يا شروق اصبري يا مضړوبة ولا اعتبريها فترة راحة ياللا يا عيال 
زاد بالتصفيق مع ازدياد الحماس بحركة الأطفال التي تقدمت قليلا حتى قطعها معتز بترك الملعب راكضا نحو جدته التي وصلت للتو
تيتة 
اعتدل غازي لينتفض منتصبا بحرج امام المرأة التي تلقفت حفيدها ترفعه عن الارض بضمة قوية له
ااهلا يا حجة سليمة نورتينا  
ردد مرحبا بها يكتنفه خجل شديد لمظهره المذري أمامها ولكنها قابلت فعله بابتسامة جميلة منها تقول
والله يا ولدي دا نورك انت والعيال الحلوة ومعتز باشا ياريتني كنت اعرف بالمبارة الهامة كنت بدرت عشان اشجع معاكم
اجبرته بعفويتها على الابتسام حتى اشرق وجهه يجاري
دا انتي كنتي هتنبسطي خالص معتز باشا دخل كذا جون 
سمعت منه توجه سؤالها للاخير بمرح 
صح يا واد وجيبت كام جون على كدة
وكان رد الصغير هو أن رفع كفيه الاثنان أمامها
تدة يا تيتة تدة 
بفعله الطريف اجبر جدته على الاندماج مهللة له
عشر اجوان جيبت عشر اجوان يا بطل  
شاركها
غازي المزاح بالحديث عن بطولات حفيدها الهمام بمساعدته في القضاء على الفريق الاخر باكتساحهم بعدد الاجوال التي دخلت في مرماهم بالإضافة لصد الھجمات المرتدة والمضادة 
البساطة كانت بين الاثنان وكأن المعرفة التي تجمعهما منذ زمن وليس بفترة لا تتعدى الشهور يحمل لها احتراما وتحمل له امتنانا بلاد حدود وقد رفع عن كاهلها الهم الأكبر وهو حفظ أمان حفيدها ووالدته والتي ظهرت فجأة أمامهما وقد خرجت تستقبلها بوجه مضيء نافس الشمس بنورها وورد الوجنتين خجلت منهما زهور الحديقة وابتسامة الفرح بالترحاب بسليمة زادت على الجمال جمال 
لترهق قلبه المعذب وهو لا ينقصه 
صدرت صوت حمحمنه المفاجئة ليترك الاثنان بلقائهم عائدا للإطفال واستكمال اللعب معهم وكي يشغل هذه الأحمق بصدره يرهقه باللهاث ركضا خير من تفكير لا طائل منه
يا للا يا عيال هنستأنف اللعب مين هياخد مكان معتز معايا
نجي اللي تعجبك يا روح 
تنتقي ما يعجبها وما هو الذي يعجبها مجموعة من المصوغات وضعت امامها داخل الإطار المخملي كل قطعة تغلب الأخرى بجمالها المختلف والمميز والمطلوب منها أن تختار وهي بالفعل اختارت تعود لنفس الرباط الذي التف حول رسغها منذ الصغر 
ليس هذا الذي دفعت من أجله سنوات من الصبر قبل أن يضيع كل شيء منها على اخر لحظة ويتسرب الحلم الذي عاشت عليه طويلا من بين يديها وكأنه لم يكن والمطلوب منها الان ان تختار 
حديث نفسها وشرودها الذي طال حتى انها لم تعد تشعر بالوقت ولا بملل شقيقتها وابنة عمها شقيقة عارف حتى التهيا بالحديث مع بعضهما إلى حين أن تنتهي العروس من الأنتقاء من المجموعة التي أمامها  
فلم تنتبه لنظرات عامل المحل الذي كان قريبا منها بحكم عمله المكلف به في عرض القطع امامها فشرد هو الاخر يهيم بحسنها الافت غافلين بمن دلف عائدا من الخارج بعد انتهاء مكالمته الهامة مع أحد الأشخاص ليفاجأ بهذا المشهد وتشتغل الډماء برأسه
انتوا لسة مخلصتوش
هتف يجفلهما بالنظر نحوه بتساؤل عما به وقد قست ملامحه ليتقدم حتى وصل اليها يلتصق بها امام
العارض الزجاجي موجها السؤال لها بعد ان حدج هذا الأحمق بنظرة ڼارية جعلته ينزل عينيه عنها باضطراب ليشغل نفسه بأي شيء بعيدا عنها كي يتجنبه 
كل دا ولسة بتنجي لو ما عجبكيش المحل نطلع ونشوف غيره محلات الضاغة مالية السوج
انسحبت الډماء منها بحرج شديد وقد أربكها بفظاظة فعله امام العامل المسكين وصاحب المحل والذي تكفل بالرد نيابة عنها
ليه العصبية
دي بس يا عارف بيه دا احسن محل في السوق وانتوا زباينا من زمان هي بس كانت محتارة تختار الأحسن من المجموعة اللي قدامها وبيرم كان واقف معاها بيساعدها 
سمع منه ف انتقلت عينيه للاخير بشرار عينيه الحارق ليصب بقلب الفتى الزعر قبل ان يعلق بسخرية
لا ما انا مجدر جوي مساعدته دي وعشان كدة بجولوا متشكرين هات يا مايكل اي مجموعة بزوجك انا عايزك انت اللي تجف معانا
انصاع الرجل لتلبية طلبه ليقترب بعد ان انزاح بيرم يترك مكانه له وقد اتخذها الاخر فرصة ليهرب من امامه 
ظلت روح على صمتها لا تجد ردا مناسب او اظهار الإعتراض امام الرجل الذي انشغل معه بعملية يخرج له مجموعة أرقى من السابقة انتقى لها واحدة منهم ليباغتها بمسك يدها دون استئذان يضع اصبعها داخل دبلته يلقي عليها نظرة خاطفة قبل ان يوجه خطابه للرجل بألية
زينة دي يا مايكل احنا رسينا عليها شوف اللي بعده 
تمام يا فندم اختيار ممتاز حالا حجهز البقية
قالها الرجل كرد له قبل ان يبتعد وينشغل مع عامله وتجد هي فرصتها اخيرا لتحتج نحوه بصوت هامس
ايه هو اللي زين انت بتلبسني الدبلة وتجول أمين من غير ما تاخد رأيي يا عارف وكمان بتحرجني جدام الناس الغريبة 
طب انا بجى مش عجباني 
قالت الأخيرة تحاول نزعها عن اصبعها قبل ان تفاجأ به يقبض على كفها بالكامل يتمتم بحدة وصوت لا يسمعه سواهما 
انا جولت اوفر عنك الحيرة بدل ما انتي جاعدة بجالك ساعة بنتجي ومش عارفة تختاري والواد واجف جدامك بياكلك بعنيه وانتي مش حاسة عشان سرحانة 
افتر فاهاها لتبهت بتشتت لا تقدر على ايجاد رد مناسب أو
مواجهة عينيه المشټعلة لتسبل أهدابها عنه باستسلام بعد ان كشفها بفراسته
حتى خفف الضغط ليصلها صوته الجامد بتساؤل
الدبلة زينة ولا عفشة نغيرها
سمعت منه لتتطلع نحو ما التف حول اصبغها الصغير لا تنكر الرقي والزوق العالي به فلم تملك سوى الإيماء برأسها ترد بصوت ضعيف
زينة مش وحشة 
كويس 
تفوه بها ليعود بالضغط على كفها مرة أخرى يردد لها بهيمنة
كدة يبجى نجول الف مبروك وصباعك ده إياك الاجيه فاضي تاني من غير الدبلة سمعاني
يسألها! وكيف لا تسمع وهي ترى هذه الحدة التي ارتسمت على ملامحه بشكل جلي خطاب عينيه التي تطالعها بتحدي ان ترفض أمره 
نزغرد بجى ولا نستنى على ما تكملوا باجي الشبكة بالمرة  
هتفت بها وردة شقيقة عارف بحماس انتظار الفرصة للأنطلاق مع نادرة ابنة عمها والتي تكبح نفسها بصعوبة مثلها 
تبسم لمشهدهم عارف يعطي لهم الضوء الاخضر
بالهداورة بس عشان ما نعملش ازعاج في المنطقة 
عقبت وردة بمرح 
وهي تحلى غير بالازعاج ياللا يا نادرة هو انتي لسة هستني زغرطي يا بت لولولي 
تحدثت جليلة بمودة صادقة نحو المرأة التي فاجئتهم بمجيئها
نورتينا يا سليمة ليكي وحشة يا مرة 
تبسمت الأخيرة تعقب ردا لها 
والله وانتوا اكتر امال اما انا جيت النهاردة ليه الشوج غلبني ليكم انتوا والباشا اللي بيسجل اجوان ده 
قالت الأخيرة يالإشارة نحو معتز والذي اتخذ الارض ساحة له في اللعب بمفرده بجانبهم والذي انتبه لقولها ليصدر بفمه صوت الحماس وقدمه في الأسفل تدفع نحو الكرة التي تحركت في المسافة بكسل لېصرخ مهللا لهم 
زووون 
استطاع بعفويته ان يدخل البهجة بقلوبهن يقهقهن بضحك مستمر حتى اذا توقفوا أخيرا عائدين للجدية 
سألتهما سليمة بتذكر
امال فين روح مش بعادة تنجصها جاعدة حلوة زي دي
روح النهاردة راحت تنجي شبكتها اصلها هتتجوز جريب من ابن عمها عارف راجل ابن أصول ويستاهلها  
قالتها نادية بلهفة الفرحة من أجل صديقتها وكانت النتيجة ابتسامة رائعة من سليمة تعبر عن سعادتها هي الأخرى بالخبر السعيد لكن سرعان ما تبدل كل ذلك حينما اردفت
كد ما انا فرحانالها انها هتتجوز اللي يستاهلها كد ما انا زعلانة عشان هتبعد عني مش عارفة هجعد كيف تاني هنا من غيرها انا بجول اجي بيتي احسن 
سألتها سليمة قاطبة امام دهشة والدتها
اي بيت فيهم يا نادية جصدك على بيت ابوكي ولا جصدك 
عندك 
هتفت بها تتابع موضحة
انا شايفة ان الدنيا هديت عماتي وعيالهم سابوا البيت وعمي فايز باينه اتهد يعني مسمعاش انه بيعمل مشاكل نيجي انا ومعتز نونسكم انتي وجدتي 
راقها العرض سليمة حتى سرحت باشتياق تتمنى ان يحدث هذا الأمر وعلى الفور ان تنعم بقرب حفيدها وحبيبة الراحل  
كان هذا مجرد طيف مر بذهنها قبل ان تعود لوعيها سريعا ترفض قاطعة
لا يا نادية اياكي تاجي خليكي مكانك احسن لزوموا ايه تسيبي هنا من الأساس
أمام صدمة الاخيرة سألتها جليلة بحيرة
ليه بتجولي كدة يا ست سليمة ما هي الحال اتصلحت زي ما جالت نادية 
مين اللي جالكم انها اتصحلت
هتفت مقاطعة بحدة لتستطرد بحزم
هو احنا عرفنا باللي اتسبب في اللي فات عشان تدي امان لي جاي انا هنا مطمنة عليكم أكثر معتز امانة ولازم تحافظي عليها زي عنيكي 
اتجهت بالاخيرة نحو نادية التي ردت بدفاعية رغم تعجبها لهذا التصلب المبالغ فيه والذي تجده منها
ويعني انا مجصرة
في حاجه مثلا هو انتي بتوصيني على ولدي ياما 
على عكس المتوقع رددت خلفها سليمة بإصرار
ايوة هوصيكي يا نادية وانتي مش من حجك تزعلي مني تبعيني وريحي جلبي ومتخطيش اي خطوة خارج البيت ده غير بحساب 
طب لحد إمتى لحد امتى هنفضل كدة انا وولدي بعيد عن بيوتنا زي بجيت الخلج اللي عايشة عيشة طبيعية 
لحد ما يحلها الحلال 
خرج الرد من سليمة كإجاية عن سؤال الأخرى وداخلها تستكمل مغمغمة
ويبان اللي عليه الامان انا واثقة انه هيبان!
جلست معه على طاولة جمعتهما الاثنان وحدهما في هذا المطعم الفاخر بعد اصراره على تناول وجبة الغذاء به قبل العودة إلى البلدة وتصميم شقيقته وشقيفتها الا يكونا كعزولين بينهما ليتخذا جلستهما بطاولة أخرى بعيدة في الجانب الاخر بالمطعم
لتعقب ساخرة على موقفها
عليا
النعمة اختي واختك الاتنين اجن من بعض يارتني كنت جيبت وجدان اهي كبيرة وكانت وردة هتخاف منها مش نادرة اللي اخف منها اصلا 
انتي بتسمي الأدب والزوق خفة
تراجعت برأسها تعطيه انتباهاها حتى ردت مصححة حينما التمست هذه الحدة في قوله
انا مش جصدي اغلط فيهم يا عارف انا شايفة بس اني تصرفهم فيه مبالغة  
مش محتاجة توضحي انا فاهم جصدك في ان وضعنا مش زي اي خطاب على وش جواز عادي 
كان مائلا بجسده نحوها مستندا بمرفقيه على سطح الطاولة عينيه منصبة على خاصتيها بوضع أربكها في البداية قبل ان تتدارك لتردف باحتجاج
عارف بلاش اسلوبك ده انا مش هعيد وازيد عشان ااكدلك على اتفاجنا جولتلك ان هبدأ معاك صفحة جديدة يبجى انت كمان حاول معايا متجوفليش ع الواحدة 
اومأ راسه بهزة غير مفهومة مع ابتسامة بزغت بزواية شفتيه الممطوطتين وكأنه يقصد ان يستفزها همت ان ټنفجر به حتى يخفف عنها ضغطه يكفيها ما تعانيه بداخلها  
ولكن مجيء النادل اوقفها والذي دفع بكراسة قائمة الطعام امامها وأمامه بعد القاء التحية عليهم بزوق
سأله عارف في البداية
روحت للچماعة اللي هناك وخدت طلباتهم 
تطلع الشااب نحو الطاولة التي يشير نحوها عارف بذقنه فخرج رده على الفور
روحت يا فندم ودونت على كل اللي أمروا بيه 
تمام 
غمغم بها ليعود الى القائمة ينتقي من الأصناف ما يريده واتجه النادل نحوها
الهانم اختارت ايه
رفعت ابصارها اليه تجيبه بابتسامة عفوية منها
بصراحة مختارتش انا شايفة اصناف كتير بس الظاهر كدة ان مليش نفس من الأساس 
تشجغ النادل ليتناول منها القائمة يخاطبها بحماس مبالغ فيه
يا فندم حتى لو ملكيش نفس احنا نجيبلك الأصناف اللي تفتح نفسك طب عندك مثلا 
اشار لها على احد الاسماء المدونة بداخل القائمة التي رفعها امامها
اهو دا بقى نوع مكرونة إيطالي بتتسمى باستا ودي بتتعمل مع 
هاااي  
صدرت الزمجرة الغاضبة من الناحية الأخرى ليتوقف النادل على الفور امام امر الاخر
ملكش دعوة بالهانم انا هديك انواع الأصناف اللي هتجيبهالنا احنا الاتنين وبس على كدة فااااهم
طيعا يا فندم فاهم 
دمدم بها الشاب بطاعة قبل ان يدون الأصناف اللي اشار عليها الاخر ثم انصرف ليأتي بهم فخرج صوتها باعتراض
انت مش ملاحظ انك مزودها يا عارف المرة التانية هتشبط في ناس غلابة عشان بس بتتصرف معايا بعفوية 
عفوية مين
تسائل مقاطعا لها ليكمل بحدة
ياريت متاخديش الحديث ما بينا في الاتجاه ده عشان اللي انتي بتجولي عليهم ناس غلابة دول لو ناس محترمين هيراعوا لجمة عيشهم ومش هيرفعوا عينهم فيكي وعشان نبجى واضحين العفوية بتاعة حضرتك والابتسامة لأي حد مهما كان صفته متنفعش من أساسه حتى لا يطمع الذي في قلبه مرض 
يناقشها بالهدوء والمنطق بكلمات مقصودة على قدر ما تشعل رأسها بالڠضب على قدر ما تشعرها بالعجز في البحث عن رد مناسب 
اشاحت بوجهها لنناحية الأخرى تزفر بضيق
لم يخفى عليه فعلها ومع ذلك لم يكترث او يتراجع فيما ينتوى عليه برأسه
رووح بصي في وشي عيب تبصي للناحية التانية وانا بتكلم 
الټفت نحوه تقارعه 
انا بس بعمل هدنة أو اعتبره وقت مستقطع عشان ما نشبطتش في بعض يا عارف 
راقه ردها لتلوح على جانب فمه ابتسامة ماكرة يعقب لها
حلو حكاية الهدنة دي طب حيس كدة بجى نلطف شوية وتسمحيلي أسألك سؤال
اثار اهتمامها لتجيبه بانتباه
اسال طبعا 
تمام تجدري تجوليلي بجى انا عيوني لونها ايه
قطبت تطالعه باندهاش مرددة
ايه السؤال الغريب ده هو انا متعرفة بيك جديد 
لا مش متعرفة بيا من جديد بس انتي دايما بتهربي بعيونك عني ودا من زمان من ساعة ما كبرتي ومن جبل ما اخطبك اول مرة على فكرة انا كنت حاسه في البداية كسوف لكن دلوك بصراحة مش عارف
الجمها برده حتى تجمدت امامه بحيرة تجد بعض الصدق في كلماته ولكنها أيضا لم تكن بالمغيبة عن معرفة صفاتة الشكلية
هو فعلا كسوف على فكرة وانا مش لازم ابص في وشك مباشرة عشان تعرف اني مش متعمدة او بهرب منك حسب ما انت فاكر 
طب لونها ايه يا روح 
عسلي 
اجابته ببساطة لم يقتنع بها
ليردف
يا سلام اهي دي بجى غلطة لوحديها عشان انا عيوني على كد صغرها لكن ليها
لون مختلف ما يبانش غير للقريب 
لون ايه دا كمان
جربي وانتي تشوفي بنفسك  
قالها يضغط عليها بتحدي جعلها ترضخ على غير إرادتها لتقترب منه كي لتنظر لعيناه عن قرب حتى تكتشف اللون المقصود ولكنها لم تجد بهم سوي لون العسل المعروف بهما تراجعت قليلا برأسها لتردف بهذه بالملحوظة لتفاجأ بهذا القرب وابتسامة الخبث التي ارتسمت على ملامحه لتغزو السخونة وجنتيها والخجل الفطري جعلها تتراجع على الفور تمتمتم بسخط وارتباك ملحوظ
ما جولنا عسلي ولا انت جاصد تلاعبني وبس
يتبع
الفصل الرابع والعشرون
بفضول القطة الذي قد يؤدي فعلها في البحث خلف المجهول لهلاكها تحركت تتبع خالتها جميلة كما تلقبها دائما تحمل عنها قفص الطيور من أجل مساعدتها ومن جهة أخرى كي تستطلع اخر الأخبار عن اميرها الوسيم وهذا السؤال الملح بداخلها والذي لم تكف عن توجهيهه للمرأة حتى وهي تقطع الطريق معها الان نحو وجهتهما
يعني معجولة يا خالة جميلة لحد دلوك العروسة مردتش عليكم كيف يعني دي المدة طالت جوي 
قلبت جميلة عينيها تزفر داخلها بسأم وملل فهذه المتطفلة تجبرها على تأليف القصص وهي ليست جيدة في الكذب من الأساس لذلك فضلت الصمت فهي الان ليست بحالة تسمح لها بهذا الهراء أو المماطلة لشيء قد حسم من الأساس ولم تعد به فائدة الكتمان 
يا خالة جميلة انتي ليه ما بترديش عليا ولا انتي مسمعتيش سؤالي من الأساس دا انا كنت بسألك على موضوع خطوبة المحروس اخوك 
خلاص يا هدير  
هتفت بها تقاطعها بضجر حقيقي داخلها ولكنها تمالكت كي تجيبها ببعض الزوق
بصي يا بتي انسي الموضوع دا حن عليكي وما تفكرنيش بيه تاني اعتبريني مجبتش سيرة خالص بيه 
ليه يا خالة هو محصلش نصيب 
صدرت منها بلهفة أثارت الاستفراز بداخل الأخرى لتتمتم بضيق ردا عليها
لا محصلش وفوضيها بجى خلينا نكمل طريجنا 
قالتها لتسرع بالخطوات امامها تأمرها بخشونة
ياللا بجى همي برجليك دي ورايا 
لم تطاوعها اقدامها على التحرك سريعا خلفها ف لحظة الاستيعاب وهذا الابتهاج الذي كان يسري بداخلها اجبرها على التوقف لتغزو ابتسامة بلهاء ملامحها غير عابئة بۏجع رقبتها بحمل القفص التقيل ولا بتوقفها في وسط الطريق لتجذب الانظار نحوها بتساؤل 
حتى انتبهت جميلة لتلتف اليها تصيح عليها بسخط
اجولك سرعي تجفي خالص يا هدير يا بتي هو انتي بتفهمي الكلام عكس ولا ايه بس
بعد قليل 
وصلت برفقتها لداخل المنزل والذي لم تتوقف عينيها بالبحث و التجول داخله بشكل ڤضح تفكيرها امام المرأة والتي ندمت بالفعل على زلة لسانها معها كما ندمت على قبول مساعدتها من الأساس لتتناول منها القفص تضعه على الأرض تردف لها بكلمات الامتنان قبل ان تأمرها بلين
ربنا يبارك فيكي يا بتي ويريح جنبك زي ما مريحاني وشايلة عني دايما 
تعبك راحة يا خالة جميلة دا انا اساعدك بعيوني التنين 
تسلم عيونك خلاص روحي انتي عشان امك ما تجلجش عليكي 
وقبل ان تبحث لها عن حجة للتلكأ في الذهاب جاءها العون من ناحية أخرى من الوالدة نفسها والدة جميلة وعمر وقد كانت جالسة مع احفادها يتسامرون في هذا الوقت فاعترضت بخروجها الان فور مجيئها
وامها هتجلج عليها هنا في بيتنا كمان خبر ايه يا جميلة هي البت لحجت تاخد نفسها حتى من الشيلة التجيلة تعالي يا بتي اشربي الشاي وهرجي معانا شوية 
تلقفت منها الدعوة بترحيب شديد لتردف بلهفة ترافق سرعتها نحوهم
لا طبعا دا هنا زي بيت جدي بالظبط يبجى امي هتجلج كيف
نظرت جميلة في اثرها وقد اتخذت مقعدها وسط الفتيات من بنات شقيقاتها لتندمج معهم في الحديث وكأنها واحدة منهن 
زفرت بيأس تتركها وتتحرك باحثة عن شقيقها والذي وجدته بعدها في الباحة الخلفية للمنزل اسفل الشجرة العتيقة جالسا بوضع الاسترخاء على احد المقاعد ممدا قدميه على الآخر وشرود حاله خير دليل على ما يكتنفه من الداخل 
عمر 
التف على النداء ليتحمحم بصوت خشن يجيبها
اهلا يا جميلة تعالي 
تقدمت لتجلس على أحد الصناديق لتكن بالقرب منه وظلت تتمعنه للحظات بصمت مترددة في فتح الحديث معه حتى
مل هو ليبادرها القول
طلعي اللي في بطنك يا جميلة عارفك ھتموتي لو متكلمتيش 
تلقت الدعوة لتنطلق على الفور تبوح بما يدور داخلها
والله انت اكد حاسس باللي داير جوايا انا خاېفة عليك يا عمر طول الوجت جاعد سرحان وموجف حالك عن 
عن ايه
عن انك تشوف نفسك يا واد ابوي متزعلش مني بس الدنيا مبتوجفش على حد وانت يدوب تلحج تدور على عروسة عشان تتجوز انت كمان وتفرح أهلك بيك ابوك وامك ليهم حج عليك نفسهم بجى يشوفوا خلفتك ولا انت ناسي ان انت الواد الوحيد فينا 
تجاهل عن عمد كل ما أسهبت به ليخبرها وكأنها لا تعلم
النهاردة كتب كتابها وحنتها يا جميلة  
اخرجت تنهيدة متعبة لتطالعه صامتة وهو يتابع
مش دا برضوا كان هيبجى يومي انا معاها 
عقبت بما يشبه الرجاء
كل شيء نصيب يا واد ابوي هنفضل نجولها كام مرة بس 
ردد بتصميم وكأنه يحدث نفسه
كانت نصيبي يا جميلة كانت نصيبي 
خالة
جميلة انتي جاعدة هنا
اجفلت المرأة تستفيق من حالة الحزن التي تلبستها على حال شقيقها لتتبدل للحنق الشديد مع انتباها لهذه الخفيفة كما تلقبها وقد اخترقت داخل المنزل حتى جاءت الى هنا بجرأة تذهلها في توجيه الحديث لها وعينيها مسلطة عليه
اصل انا كنت مروحة بس جولت اشوفك لو عايزة مني حاجة جبل ما امشي عامل ايه يا استاذ عمر
رمقها بنظرة فاحصة من أعلى الى الاسفل قبل أن يجيبها بتمهل
اهلا يااا هدير عاملة ايه انتي
انا زينة والله والحمد لله تشكر على سؤالك وزوجك يا استاذ عمر 
تبسم يبتعد بوجهه عنها ونهضت شقيقته تنهرها بلطف
روحي يا هدير وانا لما اعوذ حاجة منك هندهلك أكيد انا مش عايزاكي تتأخري عن امك وتيجي بعد كدة هي تلومني  
همت لتزيد من تلكأها باختلاق أي حديث برأسها قبل عن ان يقطع هو بأن انتفض فجأة بعد أن القى بنظره على شاشة الهاتف ورأى محتوى الرسالة التي أتت له من احدهم 
رايح فين يا عمر 
هتفت شقيقته تسأله ولكنه تجاهل ليتخطى الأخرى وكأنه لا يراها وذهب سريعا نحو وجهته 
بداخل مدافن القرية
وبعد ان أنهت زيارتها لقبر والديها وجدها الأكبر وبعض الراحلين من العائلة فلم يتقبى سوى زيارة الساحة الكبيرة لشيخ القرية الراحل والتي تبقى مفتوحة دائما لإطعام المحتاجين وذلك من تبرعات المحسنين واولهم هي لا تفوت زيارة للمدافن بدون ان تعطي من مالها الخاص 
توقفت امام الباب الاخضر الكبير الخاص بمدخل النساء فخرجت تستقبلها المرأة القائمة برعاية الساحة بابتسامة امتنان وحب لها
يا اهلا يا اهلا دا ايه النور ده الست روح بنفسها مشرفانا
تبسمت لها تبادلها التحية وجاء الرد من شقيفتها
ايوة يا ست حفصة عشان تعرفي بس غلاوتكم عندها جاية تزوركم النهاردة في يوم حنتها وكتب 
على الرغم اننا متأخرين والله 
وه يا نادرة جات يعني ع الخمس دجايج دي
تفوهت بها عاتبة نحو شقيقتها قبل ان تتجه مباشرة للمرأة
انا جاية احط اللي فيه النصيب يا خالة هتاخدي انتي بجى ولا لازم ادخل بنفسي
يا بنتي وانا من امتي باخد بيدي بس ادخلي حطي بنفسك في الصندوج الدنيا فاضية دلوك دا وجت صبحية 
ادخلي انتي وانا هجعد هنا وهستناكي مع الست حفصة مشوار المدافن هد حيلي 
عقبت بها نادرة على قول المرأة لتدلف هي وحدها داخل الساحة الشاسعة التي اعتادت عليها حتى وصلت الى المكان المعروف وضعت حزمة كبيرة من النقود بعد ان قرأت الفاتحة على روح الشيخ الراحل ثم استدارت لتتخذ طريقها نحو الخروج ولكنها تفاجأت به أمامها
عمر 
تفوهت بالأسم وقد توسعت عينيها بجزع لتردف بتخوف
انت ازاي جيت هنا 
القى بنظرة نحو السور الصغير للساحة الشاسعة فهمت منها انه قفز من الخلف ليأتي اليها الان ويفاجئها 
ازيك يا عروسة النهاردة كتب كتابك وحنتك جال 
ابتعلت غصتها وچرح رؤيته بهذه الهيئة اضاف على چروح قلبها اضعاف لتجيبه بتماسك واهي رافضة ان تعطيه أي أمل كاذب
ايوة فعلا النهاردة حنتي وكتب كتابي ع العموم كتر خيرك ع المجازفة الكبيرة اللي جومت بيها دي عشان تباركلي عجبالك انت كمان 
قالتها وتعمدت الذهاب لتنهي نقاشا
لا طائل منه ولكنه أجفلها حينما اوقفها جاذبا اياها من مرفقها مردفا پغضب استوحشت به ملامحه
استني عندك انتي هتمشي وتسيبني كدة بڼاري من غير ما ترسيني ع الحجيجة مفيش مرواح من غير ما تجاوبي على سؤالي يا روح دا انا ما صدجت عثرت فيكي 
نفضت ذراعها عن قبضته لتزجره بقولها
فوج لنفسك يا عمر انا مش واحدة هينة ليك ولا لغيرك عشان اسمحلك تتصرف معايا كدة
رفع يده عنها ليردف متقدما نحوها مما جعلها تتراجع هي للخلف
يديا الاتنين جدامك اها ممكن بجى تفهميني يا ست يا ام شخصية قوية كيف واحدة زيك مجدرتش تسد مع ناسها زي ما كنتي مفهماني كيف رضختي لرغبة اخوكي ودوستي على جلبي برجليكي
صاح بالاخيرة يجفلها بهيئته الغريبة وقد اصطدم ظهرها بأحد الأعمده حتى ودت ان تهرب من أمامه ولكنها اغلق كل الطرق بتصدره بجسده أمامها فخرج صوتها باهتزاز
بعد من جدامي يا عمر عيب كدة لو حد دخل هيجول عليك ايه
يجولوا اللي يجولوا انتي جاوبي على سؤالي وبس
احتد بها يضرب بكفه اعلى رأسها پعنف جعلها تشك ان من يقف أمامها ويحدثها الان هو عمر نفسه حبيبها الذي انتظرت من أجله سنوات
يا عمر بجولك سيبني امشي موضوعي معاك خلص انا فعلا مقدرتش اسد مع أهلى لأني مجدرش اعترض على قرار اخويا ولا اتحداه سيبني بجى واعتبر نفسك كنت مغشوش فيا 
كانت منكمشة بجسدها عنه هذه اول مرة تعرف معنى الړعب بحق وكلماتها كانت كمن يصب الزيت على الڼار لتزداد ملامحه اظلامه حتى لم يشعر بقبضته التي ارتفعت أمامها بقوله
يعني جاية بعد السنين دي كلها وبعد ما اتغربت وجدرت اجيب اللي اواجه بيه أهلك وابجى ند ليهم وانا بتجدملك تيجي انتي على اخر لحظة وتجوليلي مش لاعبة لا طب انا ماسك في اللعب
و مش ناوي اشيلك من مخي يا روح جوليلي هتعملي ايه
بعد عنها لاجطعلك يدك 
صدر الصوت الجهوري من صاحبه لتلتف رؤس الاثنان نحوه فالتقط هو نظرتها اليه ليرى ولأول مرة بها الامتنان لمجيئه قبل ان تتبدل الى الخۏف من القادم خصوصا بعدما شاهدت تحفز الاخر وكأنه يرحب بالشجار
عارف باشا ازيك يا عريس المفروض برضوا اباركلك زي ما باركتلها 
تقدم نحوه بصمت ليسحبها من ذراعها حتى جعلها خلفه قبل ان يجيبه بازدراء رافعا السبابة أمامه بټهديد
قسما بالله لولا اني عامل جيمة للمكان الطاهر اللي احنا جاعدين فيه لكنت عرفتك مجامك وعلمتك كيف تتعامل مع الناس محترمين 
هم ان يتحرك بها ولكن عمر اوقفه بقوله
طب انا راجل مش محترم وعايز اعرف كيف واحد يتجوز واحدة ڠصب عنها حتى وهي جلبها معلج بغيره ولا انت مش واخد ان هي كانت ساكتة وانا بكلمها
كتمت صوت الشهقة بوضع كفها على فمها لتطالعه بخيبة أمل بأن يتحدث في أمر كهذا امام ابن عمها والذي من المقرر أن يصبح زوجها بعد عدة ساعات اتعتبرها نتيجة لغضبه ولكن ألا يجدر به أن يراعي ولو قليلا بخطۏرة هذا الحديث عليها هي أولا فلم تشعر باندفاع الرد منها
انا مخبرة واد عمي عن كل حاجة عني يا عمر كل حاجة بجي عارفها عني 
اتت كلماتها بنتيجة السحر على قلب الأول لتثلج صدره ان تدعم نفسها بدعمه امام الثاني والذي زادت من اشتعال النيران بقلبه وافعالها تصدمه
يعني عرفتيه وبرضوا متجبل كدة عادي
انت عايز ايه بالظبط يا عمر
صاحت بها وللمرة الثانية تسبق الاخر والذي اوقفها بكف يده عن المتابعة ليردف امرا لها 
اطلعي حالا واسبجيني على عربيتي 
همت لتجادل بالرفض نظرا لقلقها مما قد ينتج فور مغادرتها ولكنه قاطعها بصرامة رغم هدوء نبرته
بجولك حالا  
وتطلع ليه ما تخليها جاعدة حتى عشان تكدبني لو بألف عليها 
تجاهل وظل مشددا عليها بجمرات عينيه المتقدة بحزم نحوها مما أجبرها على تنفيذ امره بالخروج على الفور وللمرة الثانية يتجرع الاخر اثر خذلانها له وكأنه العلقم بحلقه
حتى اذا اختفت من أمامهما توجه عارف اليه بنظره يضع كفيه بجيبي بنطاله فاردا جسده باسترخاء المظفر يخاطبه
طبعا انت غرضك من دا كله اني اتخانج معاك اتحمج لكرامتي
بجى واعرفك مجامك او انت تغلبني بجوة جسمك زي ما انت متصور المهم ان في الحالتين الموضوع يكبر ويبجى ڤضيحة بس انا بجولك بجى لأ لأ يا عمر مش هناولك غرضك ولا هسمح لأي حاجة تعطلني عن جوازي 
توقف برهة يطالع اثر الكلمات على ملامح الاخر والتي ازدادت قتامة وحقد ليضاعف عليه مستطردا
وعن اجابة سؤالك اه يا عمر انا جابل عشان دي بت عمي اللي انا مربيها على يدي يعني عارف جيمتها زين وان كان على شوية العطب اللي عشش في تفكيرها الكام سنة اللي فاتوا انا كفيل اصلحه 
علق عمر على الاخيرة بابتسامة ساخرة
تصلح! انت متأكد منها دي 
اه متأكد يا عمر وخد بالك انا بتكلم ان العطب في التفكير مش القلب وحط تحتيها دي مية خط 
توقف ليخيم الصمت للحظات بينهما ولم يبقى الا حديث الاعين المشټعلة بالتحدي والثقة في مواجهة الكره والبغض قبل ان ينهي عارف بقوله
عن اذنك بجى عايز اللحج كتب كتابي بعد شوية ولفرحي بكرة عجبالك يا عمر 
بصق كلماته وذهب مغادرا من أمامه يتركه متسمرا محله في نيران قهرا يسحقه في يأس فكر يتخبط به الان 
اتى بخطواته السريعة يندفع داخل السيارة التي صفق بابها پعنف جعلها تنتفض بخضة لتحاصرها عينيه المتربصة والمشټعلة للحظات قبل أن ټنفجر به 
تمام هتفضل باصصلي كدة كتير وانت ساكت اتكلم يا عارف وطلع اللي في جلبك انا جيت على عربيتك اها زي ما جولت وخليت اختي تروح لوحديها ياللا بجى في انتظار اي قرار منك 
قرار إيه
سألها مستفهما فكان ردها ان ازاحت وجهها عنه بحرج فوصله مقصدها ليزفر پعنف طاردا كتلة من الهواء الكثيف بصدره يطالعها بتريث وهي تجيبه بتوتر
مش مضطرة احلفلك بس دا حجك عليا قسما بالله العظيم انا ما جصدت اجابله ولا كنت اعرف اني هيهل عليا كدة ويفاجئني دا انا تجريبا جطعت مع صاحبتي نفسها اللي هي اخته عشان اجطع أي صلة 
توقفت تلتف بنظرها للأمام مردفة باستياء
اكره ما عليا ان اتحط في موقف دفاع عن نفسي وموضع اتهام في شيء انا بريئة منه وبرضوا انت حر في اي فعل تعمله 
تجصدي ايه يا روح اني افلتك
توجهت له تخاطبه بجرأة ليست بغريبة عنها
انا بجول لو انت عايز او هيدخل في مخك ذرة من شك ناحيتي يبجى تجطع من أولها وتوفر على نفسك أي فكر أو تعب لاني زي ما برفض ان اتحط في موضع اتهام ف انا كمان لا يمكن هسمحلك تشك فيا بعد كدة 
ومين جالك اني شاكك فيكي
للمرة الثانية يسألها بهدوء يثير استفزازها حتى لم تعد بها قدرة على التماسك
لأن الموقف نفسه 
توقفت مجبرة لتزيح بأبهامها
دموع عزيزة غلبتها في السقوط أمامه لتشيح بوجهها نحو النافذة تكره ان تظهر له مزيدا من الضعف ولكنه كالعادة وكما أصبحت ترى منه مؤخرا ادهشها بفعله حينما أمتدت يده لها بالمحرمة الورقية تناولته لتجفف بها الاثر المتبقي على خديها وصوته يأتي بجوارها مردفا بلين وتجاهل مقصود
لازم اللحج اروحك عشان اشوف ميعادي مع الشيخ المأذون اخوكي باينه مأكدتش على الميعاد زي ما جولتلوا 
قالها ثم أشعل محرك السيارة ليتحرك بها على الفور مما جعلها تتوقف عن ذرف الدموع تطالعه بعدم فهم حتى لم تقوى على كبت سؤالها له
عارف انت مردتيش على سؤالي 
التف برأسه يجيبها منهيا 
مفيش سؤال يا روح عشان مفيش حاجة من اللي في دماغك عن شك ولا أي كلام فارغ يبجى جفلي على كدة 
اجفل على ايه انا بجولك 
رددت بها بمزيد من التشتت ولكنه قاطعها بحزمه ملوحا بكف يده امامها
جولت جفلي يا روح خلاص 
اردف كلماته ثم التف نحو الطريق يشعل اغنية من مذياع السيارة وكأن شيئا لم يكن ليزيدها ازبهلالا في التطلع له يشيعها كل برهة بنظرة تربكها يتصرف وكأن شيئا لم يكن 
وعلى جانب الطريق الذي مرت من أمامه السيارة كانت مفترشة الأرض بجلستها بجانب المرأة قريبتها تتسامر واضعة طبق التمر بحجرها تتناول منه غير ابهة بنظرات المارة نحوها 
لا تعير اهتمام ولا قيمة لحياء النساء الذي لا تعرفه من الأساس
ولا يكف لسانها عن التفوه بنميمة أو همز او لمز لكل من تعرفه او تأتي سيرته أمامها لذلك لم يكن غريبا ان تعلق فور رؤيتها لهم
يا حلاوة يا ولاد دا على كدة الكلام صح وعارف بيه هيجوز ست الحسن والجمال روح بت عمه 
حاجة غريبة والله نفيسة يعني لف الزمن كد ما لف برضك رجعت من تاني تبجى من نصيبه 
تفوهت يها المرأة قريبتها تشاركها التعجب فما كادت ان تعلق ساخرة كعادتها حتى زاد اتساع ابتسامتها فور ان وقعت ابصارها عليه يحفر الأرض بخطواتها الغاضبة 
تسائلت قريبتها بانتباه وقد استبد الفضول بها
جصدك على مين اللي حب ولا طالش يا جزينة انتي تعرفي حاجة عن عمر يا نفيسة
تداركت تطالعها بهلع وقد تذكرت ټهديد غازي الدهشان بقطع لسانها ان تفوهت ببنت شفاه بأسم شقيقته في أي موضع لتنفي على الفور 
وانا هعرف منين انتي كمان على عمر ولا ترتان دا راجل بجالوا سنين في الغربة اش عرفني بتاريخه!
في المنزل الكبير 
كانت التجهيزات على أشدها في هذا الوقت ذبحت الذبائح وعلقت الزينة والانوار في أعلى المنزل وداخل الحديقة وخارجها حتى نصبت بوابة ضخمة في اول الشارع لتخبر الجميع ان هناك ليلة فرح ضخمة كما هو سائد في القرية ويفعل من له القدرة المالية على ذلك 
فريق الطبخ بداخل الساحة الكبيرة يحتل موقعه على المواقد الضخمة منذ الصباح الباكر بإعداد أشهى المأكولات الشهيرة في هذه المناسبات وفريق التقديم يقوم بالتجهيز منذ الان على الموائد الطويلة لمأدبة العشاء بمشاركة شباب العائلة من اقارب واخوان العروسين وأبناء عمومتهم تحت اشراف كامل من كبير العائلة وشقيق العروس غازي الدهشان والذي لا يكف عن القاء التعليمات والتفوه بالمزاح ايضا بطرافة لا يتخلى عنها ابدا في هذه الاوقات ليصبح قريبا من الجميع يكسب محبة الصغير ومشاركة الكبير بتوقيره 
وفي ناحية النساء الأمر لا يقل اهتماما لاستقبال الأقرباء من بكرة الصباح من افراد العائلة التي اتين متطوعات لمساعدة شقيقات العروس في تجهيزها والإعداد لاستقبال المهنئات ليلا 
وفي جهة أخرى تفاجأت نادية بمن ټقتحم عليها مقر الضيافة خاصتها بصياحها على الأطفال كالعادة
غورو جاكم بنصايب ولا مرة مهنيني على طلعة باه 
اقتربت تستقبلها لترفع ابنة شقيقها وتقبل الأخرى وهي تخاطبها بعتب
حرام عليكي يا عزيزة الدعا مش خاېفة ربنا يستجيب يا جزينة 
يا خيا من غلبى 
صړخت بها وهي تجلس على احد الارئك لتجلس الرضيعة بجوارها ثم تخلع عنها الطرحة السوداء لتردف بلهاث
شايلة واحدة وبجر في مضاريب الډم دول اللي مطلعين عيني مش يمشوا كدة بأدبهم ويسمعوا الكلام لاه لازم يتعبوا جلبي في الزعيج عليهم يعني مش كفاية طلعان عيني في شغل البيت واخوكي اللي شايل يده حتى عن شيل العيل الصغير ما كل الرجالة بتساعد حريمها حرام هو يعملها معايا ولا مرة واحدة حتى جطيعة 
اعوذ بالله 
تمتمت بها نادية بصوت خفيض تشمئز من سخط زوجة اخيها الدائم فلا تعرف الحمد او غلق فمها ولو مرة واحدة عن الشكوي 
امال فين مرة عمي مجعداش معاكي ليه حتى كانت مسكت واحدة فيهم 
ردت نادية بابتسامة تهادنها حتى تتجنب المزيد من الصياح والتذمر
مرة عمك في البيت الكبير دلوك بتساعد مع الحريم روحي انتي وسيبي البنات انا هسبحهم واجهزهم متشليش همهم خالص يا عزيزة 
سمعت الاخيرة لتردف بالدعوات الممتنة كالعادة
شالله يخليكي يارب والنبي انتي يا نادية ما في زيك ربنا يعوض عليكي ويكرمك هو الواد معتز راح فين مش شايفاه يعني 
معتز مع جدته بيلعب في البيت الكبير مع العيال 
اجابتها لتردف
الأخرى بعدها العديد من الأسئلة الفضولية بتطفل ليس بغريب عنها حتى اذا انتهت اخيرا لتنهض كي تغادر وتلحق بالنساء في البيت الكبير تنفست نادية بارتياح تخاطب الطفلتين بمرح عاقدة العزم على ممارسة هوايتها المفضلة
ليكم عليا بعد ما اسبحكم لاعملكم احلى تسريحة هخلي كل البنات في الفرح يتجنوا عليكم 
وفي منزل سعيد 
وبعد ان ارتدى جلبابه الفخم تعلوه العبائة السوداء ليتبختر في خطواته بزهو يغمره في كل
مناسبة تخص العائلة او غيرها 
برضك هتعجل وتروح بدري يا بوي
هتفت توقفه بكماتها ليستدير اليها يستنكر بضجر
امال عابزاني اجعد زي الولايا في البيت والمندرة مرشجة بكبارات العيلة اللي واجفة من الصبح مع يامن وعياله 
يامن وعياله برضوا  
تفوهت بها ساخرة لتردف پحقد
انت ناسي ان يامن ده عاملك معاملة الغريب ومخدتش شورتك في الموضوع ده من اوله متعملش ليه انت زيه وتروح برضوا زي الغريب على الميعاد في العشية حتى عشان يحسوا على دمهم ويعملوا حسابك بعد كدة 
كلماتها السامة دائما ما تلقى صداها على اسماع والدها والذي بهت امامها بتفكير وتردد استغلته هي لتكمل
يعني مش كفاية مرتك وولدك اللي راحوا من الصبحية هما كمان ومجدروش ولا استنوا يعملولك خاطر ولدك يخدم مع الشباب والمحروسة امي سحبت البنتة التلاتة جال ايه جال عشان ابوهم ما يزعلش لو شاف العيال بتلعب جدامه وبناته مش وسطيهم اهي السهوكة والجلب الحنين ده هو اللي مطمع الناس فينا انا اتعركت معاها بس هي برضوا جدرت عليا وخدتهم يرضيك يا بوي
شرد سعيد في مغزى كلماتها بتفكير جدي في تنفيذ ما تردف مما جعل انتشاءا يتراقص داخلها تظن انها استطاعت التأثير عليه وبعد ان كاد على وشك التراجع بالفعل تذكر هيبته وهوايته في فرض التعليمات في هذه التجمعات الكبيرة والتي سوف تذهب سدى ان سار خلفها وخلف مشورتها الحمقاء ان انزوى كالغرباء 
لينفض رأسه سريعا يرمقها بغيظ متمتما قبل ان يذهب
انتي اللي بمشي وراكي يا فتنة توداهيه في داهية ېخرب مطنك مبتتهديش واصل على رأي ناجي اخوكي جال وانا اللي راسي اندارت وكنت هتبعك! الله يهديكي 
صړخت ټضرب الأرض بأقدامها پغضب يفتك بها فور خروجه من امامها دون ان يبالي بڠضبها او الأخذ بنصائحها 
لتركض نحو الهاتف على الفور تطلب صاحبة الرقم الأقرب الان
ايوة يا عزيزة عايزاكي تخبريني بكل حاجة تحصل النهاردة في الليلة الزفت دي ان شالله حتى بالصور فاهمة ولا لاه
مساءا
وسط مجموعة من نساء العائلة التي كانت تدلف وتخرج باستمرار من الغرفة التي تزينت بها يطلقن الزغاريد وكلمات التهاني والإثناء على جمال العروس التي كانت كالحورية اليوم كما يصفنها رغم التوتر الشديد الذي كان يكتنفها لتعبر عن مخاوفها فور انفرادها بأقرب الأشخاص البها الان
جلجانة جوي يا نادية مش عارفة هتصرف معاه ازاي انا مبجتش فاهماه وربنا كيف دا هيبجى جوزي بعد شوية من دلوكتي
هونت تخاطبها بمشاكسة وصوت هامس لا يصل الى غيرها
ميبجاش جلبك خفيف امال هو ديب وهياكلك على رأي جدتك ما تعجلي يا بت 
شهقت ترمقها باندهاش مرددة بعدم تصديق
ايه اللي انتي بتجوليه دا يا نادية هو انتي جاصدة كلامك ولا انا فهمت غلط 
ناكفتها بابتسامة خبيثة تردد خلفها بمرح وقد اسعدها الحياء الشديد من الأخرى لتستغل بفرض الكلمات الجريئة كي تخرجها من حالة الجمود والقلق الشديد
لا يا ختي مفهمتيش غلط دا انتي اللي باينك خيبة وهتتعبينا في النصايح معاكي اروح اجيبلك ام أيمن تكرلك الشريط كله وتفهمك من البداية 
هذه المرة صدرت شهقتها بصوت عالي توقفها بالنداء بإسمها لتنطلق بالضحك مع ذكر ايمن ونكاتها الوقحة لتنسى ما كان يطحن عقلها من افكار وهواجس حتى اخترق جلستهم نداء الصغيرة ابنة شقيقها 
عمة نادية هو انتي صح اللي عاملة التسريحة للبت دي
أشارت بالاخيرة نحو ابنة عزب والتي كانت تتمايل امامها بتخايل معجبة بنفسها وهذه القصة التي اثارت انبهار الجميع واولهم صديقتها ايه ابنة غازي والتي تابعت نحو الأخرى 
انا كمان عايزاكي تعمليلي واحدة زيها ممكن يا عمة نادية
تبسمت الأخيرة لطلب الفتاة لتجيبها بود شديد
من عيوني يا جمر اعملك تسريحة احلى منها كمان 
وانا يا عمة 
هتفت بها شروق الوسطى لتجيبها بنفس الترحاب
وانت كمان يا عسل يالا بجى تعالوا جبل المأذون ما يعجد للعرسان 
بعد قليل
دلف من اجل ارتداء ملابسه كي يحضر جلسة عقد القران قبل ان تبدأ الليلة الكبرى بمأدبة العشاء وقراءة القرآن ثم السمر والسهر مع الفرقة النوبية التي تم احضارها مخصوص لإحياء حفل الحناء 
بابا شوفت التسريحة الحلوة دي
هتفت بها صغيرته قبل ان يرفعها اليه يتغزل بجمالها
اه فعلا
والله جميلة مين يا بت اللي عملهالك ومين اللي لبسك وخلاكي حلوة وعروسة كدة خالتك وجدان ولا خالتك نادرة ها جولي يا بت 
رافق قوله الاخير دغدغات مشاكسة اسفل عنقها وعلى خصرها لتصدح ضحكاتها العالية في قلب الردهة بعيدا عن تجمعات النساء في المنزل حتى اذا توقفت أخبرته بحماسة
خالتي نادرة هي سبحتني ولبستني الفستان الحلو
خالتي وجدان سرحتلي شعري بس معرفتش تظبط التسريحة راحت عمتي نادية عدلتها وخلتها احلي من تسريحة نورهان بت اخوها 
عمتك مين
سألها باستفهام وقد ظن بأسماعه سمع الاسم خطأ ولكن صغيرته عادت لتؤكد له
بجولك عمتي نادية دي حتى عملت للبت شروج زيي اهي كمان عمة نادية
اجفلته بالاخيرة ليتفاجأ بها بالفعل وقد كانت في طريقها نحو جهة النساء قبل ان توقفها الملعۏنة ابنته 
لتلتف نحوها تبادلها ابتسامة كادت ان توقف قلبه من روعتها بالإضافة لهذا الإشراق وفتنة تصرخ بها ملامحها رغم احتفاظها باللون الاسود ولكن ببعض الأضافات البسيطة على هيئتها بدت أمامه اجمل النساء فخرج صوتها بالتحية اليه وتقديرا لمحبة الصغيرة
الف مبروك لروح وعجبال أية 
الله يبارك فيكي يام معتز تفرحي بيه هو كمان  
امين يارب 
تمتمت بها ثم اختفت من أمامه ليظل متمسرا محله يطالع اثرها بقلب وجل حتى استدرك اخيرا لصغيرته ولسانها الاحمق يسالها
انتي يا به ليه بتناديها يا عمه
مش صاحبة عمتي روح يبجى اجولها يا عمة 
قالتها ببرائة كادت ان تجلطه ليشدد مصححا لها 
لا يا ختي مش مفروض عشان دي مش اخت ابوكي فاهمة عايز تناديها جوليها يا خالة 
جادلته مقارعة بفصاحة كالعادة
وبرضك مش اخت امي عشان اندهلها بخالتي 
بت 
صاح متصنغا الحزم بتوبيخ اضحكها
انتي تسمعي الكلام وبس اياك اسمعك تاني مرة تجوليلها يا عمة فاهمة ولا لاه ردي 
انعقد العقد وخطت بخط يدها التوقيع على الدفتر الضخم تبصم بإبهامها على عدة اوراق به ليتأكد الجميع انها أصبحت له زوجته امام الله والقانون 
لحظة انطلقت بها اصوات الزغاريد من النساء ترافق تلقي التهاني من هذا وذاك وهذه وتلك وصدحت صوت السماعات لتتوافق مع خطوات الرقص والفرح من أشقاء وأبناء العمومة تظهر محبتهم في هذا الوقت للإحتفال بالعروسين 
كانت كالمغيبة تندمج في الأجواء لتريح عقلها قليلا من أفكاره تتبادل الابتسام وتلقي التهاني تستجيب احيانا مع تعليقاته رغم عدم تركيزها في المعظم وقد ساهم الصخب الدائر والزحام في ازدياد تشتيتها والذي تضاعف حينما اجبرت لتشاركه الرقص وسط نساء العائلة لإدخال الفرح بقلب جدتها قبل اخذ مباركتها 
مرت اللحظات حتى وجدت نفسها معه وحدها في قلب الردهة المختصرة ينفرد بها قليلا قبل ان يستكمل ليلة حناءه الساهرة التي سوف تحيها الفرقة
مسبهلة أهدابها عنه بخجل تضغط بأصابعها على اصابع كفها الأخرى بتوتر شديد تسمع لبعض الكلمات عن تجهيزات الغد كمقدمة وهي تؤمئ له برأسها رغم عدم تركيزها نتيجة لتسلط ابصاره عليها حتى اجبرها بأسلوبه
لدرجادي عاجباكي الرسمة
طالعته باستفهام ليجيبها على الفور
انا جصدي ع الحنة اللي منجوشة على كفك اصل مرفعاش عينك من عليها 
اجبرها على الابتسام ولكن ما زال حاجز التوتر يمنعها عن التواصل حتى رفع كفيه امامها ليخطف انتباهاها
انا كمان راسم على كفوفي الاتنين خدتي بالك منها دي 
اومأت تجيبه بالكلام هذه المرة
بصراحة خدت بالي واستغربت اصل دي اول مرة يعني على حسب ما اظن اشوفها في ايدك 
هي فعلا اول مرة ودا ملهوش دعوة بشكل ولا هيئة بس انا حبيت امشي على عوايد جدودنا ان الحنة في الكف فرح وانا حبيت الفرح يبان في كفي 
اومأت له بتفهم وابتسامة عذبة ارتسمت على ثغرها المطلي بالحمرة تزيدها فتنة وتشتته عن رزانته فتابع يلهي نفسه بمشاكستها
على فكرة انا كنت بتكلم ع الرجالة اما انتو الستات ف انا شايف اها على كفوفك 
نزل بعينيه نحو اقدامها حتى ذهبت بابصارها معه ليتابع بمكر
دا غير كمان النجش اللي على أكبر صوابعك واللى ظاهر من تحت العبايه يا ترى اخر النجش ده موصل لفين 
طالعته متوسعة العينان بعدم استيعاب لجرأته لكن سرعان ما استدركت لتهم بالهروب من امامه ولكنه منع عنها الفرصة بأن جذبها فجأة خاطفا قبلة
من وجنتها ليصيبها الذهول هذه المرة كصاعقة فقابل نظرتها بابتسامة مردفا بتملك لا يخلى من خبث
مبروك يا عروستي
يتبع
الفصل الخامس والعشرون
صعدت حتى سطح المنزل لتجده متسطحا على كوم من الرمال ويبدوا انه قد غفى وبات ليلته عليه زفرت بقنوط لتخطو حتى وصلت اليه فجلست جواره كي توقظه
عمر يا عمر اصحى يا خوي ضاجت عليك ملجيتش غير ع الرمل وتنام!
فتح جفنيه اخيرا ليستعيد وعيه رويدا رويدا حتى خرج صوته متحشرجا يضغط بطرفي السبابة والإبهام على عظمة أعلى أنفه يكتنفه صداع بالرأس
خلاص يا جميلة انا صحيت اها صحيت خلاص  
هو انا نمت هنا كيف
قال بالاخيرة وهو يعتدل بجذعه يتطلع حوله في الأجواء ونسمات برد لطيفة بعض الشي تلامس جسده وبشرة وجهه ليتوجه لشقيقته الصامتة يعيد السؤال
ما تجولي يا جميلة كيف انا نمت هنا 
امتعضت ملامحها تجيبه على مضض
لو انت مش فاكر افكرك انا انت امبارح كنت جالب ع الكل امك بتجول انك جعدت اليوم كله برا بعد ما دبيت كذا عركة معاهم ومع عيال خواتك ولما رجعت متأخر على وش الفجر محدش دري بيك غيب لما صحيوا على صوت الدب فوجيهم وابوك افتكر حرامي ولا حصين نازل ياخد الطير
لكن اتفاجأ بيك متمدد على الرملة جعد يكلمك عشان تجوم من مكانك وتنزل على أؤضتك لكنك مكنتش حاسس اصلا في الاخر سابك على راحتك عشان متجومش متعصب عليه 
مسح بكفه على الذقن الغير الحليقة ليردف مع تذكره لأحداث الأمس
وه حتى ابويا كمان كش مني لدرجادي انا كنت عفش مع الكل
التوى ثغرها لتشيح بوجهها للناحية الأخرى تمنع نفسها عن الانفعال أو توبيخه عما بدر منه نحو والديها الطيبين من الأساس ولكنه كان أذكى من أن يتجاهل
انا عارف انهم لسة زعلانين وعارف اني غلطان يا ست جميلة يعني مفيش داعي تولي وشك عني هنزل اروح أرضيهم اطمني 
الټفت اليه معقبة على كلماته
والله لمصلحتك يا واد ابوي رضا الوالدين عليك من رضا ربك بلاش نيجي عليهم دا انت اكتر واحد عارف انهم غلابة وما صدجوا ياخدوا نفسهم من الشجا بعد انت ما جومت بالبيت 
اومأ بضيق لينهض من جوارها ليس لديه طاقة على معارضتها او الجدال معها
خلاص يا جميلة عرفت غلطي وجولت ان اراضيهم يعني مفيش داعي بجى للتجطيم خليكي جدعة بجى وروحي حضريلي لجمة افطر بيها
اضطرت تجاريه وقد حسبته استفاق من كبوته ليعود لواقعه والحياة التي تنتظره بعدما عاد بالمال الوفير ليحقق ما يصبوا اليه
نهضت على الفور بهمة كي تذهب وتعد له اجمل وجبة افطار ولكن وقبل ان تصل للدرج اوقفها بهتافه
ناوية تروحي فرحها النهاردة ولا لأ يا جميلة 
استدارت له ليرى مزيج من حيرة وضعف يعلو تعابيرها قبل ان تجيبه بوضوح
والله يا واد ابوي مش هخبي عليك عندي رغبة شديدة ان احضر فرح اعز صحباتي وفي نفس الوجت مستتجلاها احضر ولا اشوف غازي الدهشان بعد ما رفضك و 
توقفت فجأة لتجفله بسؤاله 
طب افترض روحت يا عمر هتزعل مني
تسمر لبعض الوقت يطالعها بصمت ثم ما لبث ان يجيبها بكذب مكشوف
لاه يا جميلة مش هزعل دي صاحبتك يعني من حجك تروحي وتباركيلها كل حاجة في الاخر نصيب 
بنبرة متشككة سالته
صح يا واد ابوي يعني انت متأكد من كلامك ده
ايوة يا جميلة متأكد وروحي حضريلي الفطار خليني انزل اشوف مصالحي 
قالها والتف يعطيها ظهره لينهي بينهما النقاش فهبطت الدرج تسبقه في النزول الى الطابق الارضي 
هم هو بالحاق بيها ولكن اوقفه صوت الهاتف ضجر پغضب وقد ظنه نفس الرقم المتكرر ولكنه تراجع فور ان راى هوية المتصل صديق غربته صلاح صابر
الوو يا صلاح عامل ايه يا صاحبي
وصله رد الاخر على الفور
الوو يا عمر يا خسيس بقى يا راجل تنزل البلد وتنسانا خالص طب اعمل حتى بحق العيش والملح اللي كان بينا وافتكرنا برنة اخص عليك 
تبسم لقوله على غير ارداته يسير نحو حاجز الشرفة الأسمنتي يستمع لتوبيخه ولسانه السليط لا يكف عن الشتيمة حتى وصل به للسؤال الملح
طمني بقى ايه الاخبار اتجوزت ست الحسن اللي كنت
فالق راسنا بيها ولا اتخلت عنك وفلسعتك
استشاط ڠضبا يعض على شفتيه بغيظ شديد فهذا الاحمق ان علم ما حدث معه لن يكف عن تذكيره بذلته وهو لا ينقصه 
هم أن ېكذب عليه ولكنه توقف فجأة فور ان وقعت عينيه على هذه الفتاة الواقفة في الساحة الداخلية بمنزلهم في الأسفل مع إحدى بنات شقيقاته تتظاهر بالحديث معها وعينيها لا تتوقف عن التطلع اليه بنظرات الهيام التي أصبحت ترطب على قلبه في بعض الأوقات تلامس هذه الجزء الرجولي به
ليأخذ القرار على الفور يجيب صديقه وكأنه أصبح أمر واقع
لا يا صلاح مش هي اللي كنت بكلمك عنها بصراحة بجى انا نزلت البلد وعيني زاغت على اللي الأحلى منها
وصله الرد على الفور من الطرف الآخر
احلى منها كمان مين دي ياد
تهكم ضاحكا
ويعني لو جولتلك على اسمها ولا اسم اهلها هتعرف يا سيدي ع العموم لما تنزل البلد انا هخليك تشوفها وتسلم عليها كمان مش هتكسف منك ولا اداريها 
خرج من غرفته على أصوات الشجار العالي بين أبويه ليتفاجأ بهما بوسط الصالة بعد تركهما الغرفة والدته تصيح بانفعال شديد
يعني ايه يا فايز برضك منشف راسك ومش ناوي تديني جسط الهدوم والحاجات اللي اشتريتها دا كدة المرة ممكن تمسك سيرتي ولا انت عايزها ټفضحني جدام حريم البلد عايزهم يجولوا مرة فايز بتاخد ومبتسدش
صاح بها الاخير بدوره
خليهم يا ختي ياكلوا وشك ولا يجيبوا ويحطوا عليكي انا مالي انا مش انتي اللي بتتصدري جدامهم وتعملي نفسك هانم عليهم تجيبي وتكومي من غير حساب هكفيكي ايه ولا ايه اجساط هدوم ولا ملايات ولا اجهزة كهربائية تغيري فيها كل شوية خبر ايه ما 
تعيشي عيشة اهلك هو انا كنت مدير بنك 
لاه مش مدير بنك يا فايز بس انت معاك فلوس ولا ناسي فدادين الارض اللي وارثها عن ابوك مخلي الناس تزرعها بالمشاركة وانت بتحصد المكسب اللي بيطلع منهم وتجاسمهم ع الجاهز 
ضحك بصوت ساخر يعقب على قولها
حصدت الهم يا اختي هو انتو اللي يعاشركم يشوف جرش كل اللي كسبتهم راحوا على
المصاريف وإجارة البيت والوكل والشرب اللي بتحشي فيه انتي وعيالك الكرش اللي مد جدام مترين ده متعبي ايه مش من اللي بصرفوا عليكم برضوا
بهتت تطالعه پصدمة وكفه تشير على بطنها التي كبرت بالفعل يذبحها بكلماته القاسېة عديم الاحساس فما كان منها الا ان ترد له بالمثل
بتعايرني يا فايز وبتعد عليا اللجمة اللي بحطها في خشمي طب انا بطني كبرت وفلتت من الحمل بالعيال لكن انت بجى بتتسبسب وتتعدل وتلبس في الجديد على اساس انك ترجع الشباب من تاني ومش حاسس بنفسك وانت عجزت من كتر الكيف اللي بتبلبع فيه ومش حاسب تمنه الكيف اللي بهدلك وخلاك هلهولة 
هلهولة قي عينك  
صدرت مرافقة لدفعة قوية منه اوقعتها ارضا ركض على اثرها مالك ليرفعها عن الارض ويدافع عنها 
متدمش يدك عليها هي مكدبتش في اي كلمة جالتها على فكرة 
هي برضوا اللي مكدبتش اسفوخس عليك وعلى جلة ادبك لكن اجول ايه ما هي دي تربيتها تربية شربات تربية زفت زي وشها 
بصق كلماتها وخرج مغادرا يتركهما غير مبالي لتغمغم ناظرة في اثره پبكاء
ابوك بيعايرني شاف نفسه علينا وما بجيناش عاجبينه ولد سکينة بيذلني باللجمة اللي باكلها 
كبت يربت عليها مهونا وبمقت شديد يتشعب بداخله عقب لها
ما هي دي طبيعته من الاول مش جديد عليه البيع ولا الندالة 
عارفاه يا ولدي وعارفة عفاشته بس هو ليه يعني كدة معايا لو عايزني اخس طب ما يديني فلوس وانا اروح للدكتور يخسسني وابجى احلى من اللي بياجوا في التليفزيون 
اردفت بها تزيد بالبكاء ليغمغم هو داخله بابتسامة ساخرة
دا على اساس انه لسة باصصلك اصلا ومش واخد تخنك دا حجة عشان يبرر لنفسه 
وفي المنزل الكبير 
والذي كان يعج بعدد الافراد من العائلة في التجهيز والتحضيرات للعرس الكبير مساءا نساء واطفال وفتيات من أبناء شقيقاته يلوحن له بأيديهن بالتحية ليعلق ويشاكسهن كعادته اثناء مروره جوراهن يمارس سلطته بفكاهة كما يفعل مع اشقائهن الشباب في الجهة الأخرى
حركي نفسك زين يا بت
مش عايز لكاعة 
احنا برضوا متلكعين يا خال انت فعلا جصدك علينا
امال يعني هكون جاصد الحيطة اللي وراكم يا مضړوبة الډم انتي وهي انتوا بينكم عايزين تتروجوا على اول الصبح
اردف ليزيد بلف ذراع احداهن بمزاح ثقيل منه يقابلنه بالصرخات والضحكات ليزدن من مناكفاته وكأنه فتى يماثلهم في العمر حتى كان صوت القهقهات يصل لاخر المنزل 
اشراق وجهه وهذه الروح الحماسية يظهر جليا حجم فرحته بزواج العروسين شقيقته الأحب واقرب الأشخاص اليه من ابناء عمومته صديقه عارف 
في اثناء ذلك دلفت هي تحمل ابنها ذاهبة في اتجاه
غرفة العروس لتفاجأ بهن يتصدر الطرقة أمامها 
يكتنفها الحرج في تنبيههن كما انها لم تقوى على كبت ابتسامتها
حتى انتبهت عليها احداهن 
خالة نادية تعالي خشي دي عمتي روح طالباكي من الصبح 
اومأت بابتسامة مستترة تجيبها
ما انا جيت والله بس 
بس ايه البيت بيتك وسعي يا بت وانتي سادة الطريج كدة بتخنك ده 
قالها يدفع احداهن بفظاظة يدعيها لتصيح به عاتبة رغم ضحكها مع الاخريات
انا تخينة برضوا يا خال طب والله العظيم انت راجل ظالم كدة ولا لا يا خالة نادية
اجفلت الأخيرة بطلب الفتاة النحيفة بالفعل لتلوح لها بابتسامة متوسعة قبل ان تتحرك لتكمل طريقها
زينة يا حبيبتي والله هو انتي فيكي حاجة اصلا
يعني انا اللي ظالم
هتف بها واضعا كفه يده على صدره يتصنع الصدمة هنا لم تقوي على كبت ضحكتها لتذهب بخجلها امامهما تاركة طبولا تدوي وحفلات راقصة بداخله بالإضافة لتعليقات الفتيات الآتي ازددن في مناكفتهن له وهو يبادلهن بدون تركيز وقد ذهب عقله فيمن ملكت قلبه بضحكتها حينما مرت من أمامه 
دلفت اليها تدفع الباب بنفسها بعد ان سمحت بدخول الطارق وقد كانت بجوار خزينة الملابس تخرج منها بعض الأشياء الخاصة لتضعها في الحقيبة الصغيرة امامها
صباح الخير يا عروسة جالولي انك طلباني  
تركت ما بيدها لتستقبلها بابتسامتها البشوشة كعادتها
صباح الهنا خشي بسرعة واجفلي الباب جبل ما تاجي واحدة من البنات وتتحشر وسطينا 
وه دا انت طالباني في امر ضروري صح على كدة 
تمتمت بها وهي تخطو للداخل وتغلق الباب خلفها كما أمرتها ثم اقتربت لتشاكسها بحماس
ايه بجى تكونيش لسة عايزة نصايح ما انا جولت اجيبلك ام أيمن 
ضحكت وقد تلون وجهها بحمرة الخجل كما عهدتها لتعلق ضاحكة
يا شيخة حرام عليكي ام ايمن تاني مش كفاية عمايلها امبارح في الحنة دي خلت اصوات الحريم في الضحك توصل للرجالة برا انا خۏفت ليجي حد ويزعجلنا امبارح وربنا 
لا يا ختي اطمني ام ايمن اساسا معروفة لازم اي مكان تدخلوا تجلبوا مهرجان المهم بجد انتي كنتي عايزاني في ايه
خبئت ابتسامتها ليعلوا ملامحها توترا ظاهرا قبل ان تجلس وتخاطبها
طب اجعدي جمبي وبلاش الوجفة 
اذعنت تجاورها على طرف الفراش لتسألها بقلق
انتي شكلك ميطمنش ايه الحكاية ما كنتيش كدة امبارح  
كنت بمثل يا نادية 
تمتمت لتزيح خصلة متمردة من شعرها للخلف ثم تابعت تبتلع ريقها بصعوبة
انا بحاول واجاهد مع نفسي اني اندمج
مع الناس اللي فرحانالي وامثل اني كمان فرحانة زيهم لكن جوايا جوايا مش عارفة اسيطر على مجموعة المشاعر اللي متلخبطة انا 
حثتها نادية على المواصلة بعدما توقفت شاعرة بثقل الأمر عليها
جولي يا روح هو انتي خاېفة من الدنيا الجديدة اللب داخلة عليها ولاااا يعني عشان العريس نفسه 
سحبت منها طرف الخيط لتردف على الفور
الاتنين الاتنين يا نادية انا بجالي سنين وانا بحلم بالليلة دي بس مع واحد تاني انتي عارفاه يعني مش عارف اللي كنت دايما رافضة فكرة ارتباطه بيا من الأساس 
انا يا نادية من ساعة ما قررت انصر اخويا ونفسي أولا على حساب حبيب اتمنيته وعشمت بيه وانا من يوميها بدوس على جلبي لو حن اضغط على عجلي عشان يقتنع ويمحي أي ذكرة ولا فكرة تخليني أضعف عايزة الكل يعرف مين هي بنت الدهشان بس بصراحة تعبت والتفكير هيجنني مكنتش عاملة حسابي خالص ان ابجى زوجة عارف 
بلمسات حانية ربتت نادية تخاطبها برقة
دا احساس طبيعي على فكرة الجلبة السريعة وان الأمر كله يتم في يدوبك شهر هو دا اللي عاملك ربكة في دماغك عارف واد عمك
لحد دلوك بيثبت كل يوم انه راجل بالفعل مش بالكلام طب يعني انتي حاسة نفسك مش جبلاه
ترددت في لحظة بتفكير يسبق اجابتها ثم اردفت بما تشعر
بصراحة مش عارفة اجولك ايه ومش عارفة اجيبهالك ازاي عشان تفهميني 
اسبلت اهدابها عنها بحياء لم يخفى عن الأخرى لتواجهها بابتسامة متوسعة
انا دلوكت بس فهمتك ع العموم يا ستي انا من رأيي تسيبي الأمور كدة تمشي لوحديها عيشي اللحظة واخطڤي فرحتك من الزمن دي حاجة ما بتتكررش في العمر كله ومدام فتحتي صفحة جديدة وبتجاهدي نفسك انك تنجحي أكيد ربنا مش هيخذلك 
شردت بنظرها للأمام تتمتم بتمنى
ياريت يا نادية ياريت ربنا وحده العالم بحالي انا فعلا بحارب نفسي وهواها
على شاشة الهاتف تقلب في الصفحات وتبحث عن طلبات صداقة والشخصيات التي قد تود التعرف عليها لتزداد تأففا وحنقا لا يوجد رجل واحد يتساوى مع هذا الأحمق الذي كانت متزوجة منه قبل ذلك حتى من أبناء عمومته ونائبي المجلسين في الدائرة التابعة لبلدتها لا احد يصلح لا أحد يناسبها لا أحد يرضي غرورها ان ارتبطت به وتزوجته تبا 
تمتمت بها لتدفع الهاتف من يدها ثم نهضت لتنظر من شرفة منزلها والتي تطل على الطريق الممهد لسير السيارات متى يتسنى لها ان تخرج بسيارة هي الاخرى تتتنفس طريق الحرية تخرج من قوقعتها وهذه الدنيا الضيقة الى اخرى تستوعب امرأة بجمالها 
امرأة تستحق الافضل تستحق التدليل تستحق الحب 
ام هو خلق للإناث التي اقل جمالا منها تعلم جيدا انها ان خرجت من هذه الدائرة سوف تجد من يقدرها تجد من ينافس الاخر بل ويغلبه
استفاقت من شرودها وهي ترى سيارة شقيقها تدلف داخل محيط منزلهم لتترجل منها والدتها وبعدها هو كذلك انتظرت حتى دلفا اليها لتتخصر في استقابلهم بحنق متعاظم انتبها عليه الاثنان ولكنهما تجاهلا يلقيا عليها التحية بروتينة ليكملا حديث دائر بينهما
يا واد بجولك البنت عشرين سنة ومعاها اختين اصغر منها بس هي الأحلى فيهم انا سألت وعرفت انها في السنة جبل الاخيرة في الكلية يعني على ما خطبتها تخلص السنة دي في بيت ابوها وبعدها تاخد سنتها الأخيرة في بيتك بعد ما تتجوزها 
كمان جوزتيهالي ياما يعني كل دا رتبتيه في اللحظة اللي شوفتيها فيها اما انت يا حجة رئيسة عليكي حاجات 
أكمل ضاحكا باستخفافه ليثير حنق والدته والتي صاحت به غاضبة
يا بوي عليك وعلى برودك يا ناجي يعني انا بكلمك على بت حلال عجبتني وشوفتها تنفع وتلجليجلك وانت بجى بدل ما تديني رأي زين يريح جلبي تروح تتمهزج بكلامي طب تجدر تجولي البت مش عجباك ليه دا انت شوفتها بنفسك حلا وجمال وكفاية انها في الاصل دهشان يعني برضك بت عمك 
هم ناجي ان يبرر بنفس الحجج التي يدعيها دائما ولكن شقيقته تدخلت لتعلق ساخرة
سيبيه ياما وريحي مخك احسن دا هيفضل كدة معلج بحبال الهوا لا هو طايل سما ولا طايل ارض 
أثارت حنق شقيقها ليهدر ساخطا بها
امسكي لسانك دا يا فتنة وما تتدخليش في اللي ملكيش فيه حرام تسمعي وانتي ساكتة وتوفري علينا حرجة الډم في مرة اعوذ بالله منك 
حرك قدميه كي يغادر ولكن رئيسة اوقفته تجذبه من مرفقه سائلة بإلحاح
ملكش دعوة بيها وخليك معايا انا البت عجباك ولا لاه يا ولدي ريح جلبي وخلينا ندخلك ورا واد عمك على طول 
رد بجيبها بنزق كي تتركه ويذهب
لاه يا مش عجباني وشها حلو بس معضمة ونشفانة سيبيني بجى عايزة اتسبح والبس بدلتي عشان اللحج زفة العريس مفيش وجت 
نظرت رئيسه في اثره وهو يذهب من امامها بيأس يتملكها تريد ان تفرح به كباقي شباب العائلة ولكنه كالعادة لا يكترث لا احد منهم يريحها ان هو او تلك التي تطالعها الان بنظراتها الماكرة
والتي لم يخلصها ان تظل صامتة
ما انت لو تكبري مخك عنه وتسبيه هترتاحي بدل ما انتي تاعبة نفسك في المناهتة كدة على الفاضي معاه 
علقت بها لتلفت نظرها اليها ولتزيد من غيظها حتى هتفت بها تنهرها
ملكيش دعوة يا فتنة وانا طول ما انا جاعدة معاكم هلاجي الفرح اساسا ولا اشوف الراحة
جطيعة تاخذني وتريحني منكم 
غمغمت تتابع بكلمات السخط منهم ومن حظها الاسود في العيش معهم وهي تغادر من امامها كي تجهز نفسها هي الأخرى لحفل المساء وعادت فتنة تزفر غيظها مرة أخرى وحديث نفسها المستمر هذه الايام
كلكم شايفني هم تجيل عليكم ومش حاملين لي كلمة ماشي بكرة انا أروايكم مين هي فتنة 
مساءا وامام المنزل الكبير 
توقفت السيارة السوداء والتي وقف غازي الدهشان بنفسه لاستقبال صاحبها والذي ما هم ان يترجل منها حتى هتف بمرحه المعتاد
اشهد ان لا اله الا الله أخيرا وصلت هي بلدكم دي برا مصر ولا ايه يا عم الحج
تبسم غازي يضرب كفا بالاخر يغمغم بتصنع الڠضب
لا اله الا الله اهي دي جزاة اني دعيتك لا وبعتلك عربية بسواج مخصوص تاخدك من المطار عدل انت مكانش ليك التعبير من أساسه 
لا يا عم الحج متقولش كدة انت قفشت ولا ايه هو احنا نطول ونحضر فرح في بيت الدهشان بحاله الف مبروك يا كبير 
ايوة كدة اتعدل 
هتف بها غازي قبل ان يقبل عليه ويعانقه عناقا رجوليا يرحب به وبزيارته الاولى للبلدة
شرفت البلد يا يوسف ونورت 
والله البلد هي اللي منورة بناسها بس ايه الفخامة دي كلها بسم الله ما شاء الله اول مرة اشوف فرح واخد نص البلد لوحده هي البلد دي مكتوبة باسمكم ولا ايه يا باشا
هتف بالاخيرة ممازحا مع غازي والذي سحبه بعد ذلك ليعرفه على باقي افراد العائلة قبل ان يحضر معه فقرات الحفل والتي لم تبدأ بعد 
وفي مكان اخر 
حيث المناظر الخلابة بهذا المكان الذي اعد خصيصا لهذه المناسبات والتقاط الصور الرائعة به نظرا بموقعها المميز على أطراف النيل بالإضافة إلى الاستغلال الجيد من قبل احد المستثمرين بتنظيمها الجيد 
وقفت بالقرب منه تضع كفها على موضع قلبه اعلى عظام صدره تتبع تعليمات رجل التصوير والذي امر الاخر بلف ذراعه حول خصرها ليزيدها ارتبكا مقربا رأسيهما جبهته تستند على جبهتها عسليتيه منصبة على سوداوتيها لا تستطيع الهرب بعيناها عنه كما تفعل دائما انفاسها مضطربة في وضع ليست معتادة عليه من الأساس 
حلو اوي 
هتف بها رجل التصوير بعد التقاط الصورة لتتنفس بالارتياح اخيرا حينما وجدته انشغل مع شقيقتها لتلفت انتباهه في التعقيب ساخرا
احنا لسة مخلصناش على فكرة 
خرج صوتها باعنراض 
مخلصناش ايه كفاية كدة صور يا عارف وخلينا نروح انت لسة متعتبش مناظر
ازداد اتساع ابتسامة مشاكسة منه لينفي متلاعبا بحاجبيه فتشيح بوجهه عنه بخجلها الدائم وتزاد فتنة على فتنها وكأن الحسن خلق لها وحدها الفستان الأبيض زادها بهاءا وهي اليوم عروسه روح قلبه اصبحت له اخيرا حتى وان كان على غير ما يريد أن تكون له بإرادتها الكاملة لكنه لن يمل ولن يهدأ حتى يأتي هذا اليوم قريبا 
معالي العريس نستعد بقى للمنظر التاني 
معاك يا غالي 
هتف بها كإجابة للرجل قبل ان يجفلها بلف ذراعيه يقربها اليه فجأة حتى سمع شهقة اجفالها ليتمتم بخبث بالقرب من اذنها
اهدي كدة امال وبلاش فضايح جدام الراجل ارخي شوية وبلاها الرجفة دي احنا جدام الناس يعني لسة ما بجيناش لوحدينا 
زادت صډمتها لتطالعه متوسعة العينان كالجماد ويقابلها هو بعبث أفعاله الجديدة عليها لينقذها رجل التصوير بأن اقترب يجهزهما لمنظر اخر 
بتجول مين يا عمر 
ايه مسمعتيش كويس ولا البت محتاجة تعريف
تمتم بالكلمات متهكما ليزيد من دهشة شقيقته التي لا تزال حتى الان لم تستوعب بعد صدق نوياه قبل ان تؤكدها فرحة والديها
ودي محتاجة تعريف يا الف هنا يا ولدي ان ربنا هداك يا زين ما اخترت هي البت خفيفة صح بس حتة عجينة وهتشكلها على يدك  
ايوة وناس غلابة يعني ما هيصدجوا 
اضاف بها والده ليخرج صوت الاحتجاج منها
ناس غلابة وعجينة في يده! انتوا بتتكلموا ازاي في ايه يا بوي فيه ايه ياما هدير دي عيلة يدوب مجفلة السبعتاشر الشهر اللي جبل اللي فات يعني ولدك يزيد عليها في العمر الضعف تيجي ازاي دي
لاح الڠضب على ملامح الثلاثة وكانت الأم هي الأسبق في الرد بحمائية نحوها
وهي اول واحدة ما كل بنات
البلد بيتجوزا صغيرين ثم كمان اخوكي شباب وصغير يا اختي مش راجل عجوز عشان تجولي انظلمت 
ايوة صح وانا متجوز امك على عمر ١٣ سنة يا ست جميلة يعني بلاها من الكلام الفارغ ده 
علق بالاخيرة والدها داعما لرأي زوجته لتصيح بهما مرددة 
يا جماعة افهموني انا بجولكم بنت سبعتاشر سنة يعني حتى الماذون مهيرضاش يعجد لها دي مجابتش السن القانوني ولا انت ناوي تستناها سنة يا واض ابوي معجولة ليك مرارة للصبر
تاني
لاه يا جميلة مش هصبر 
صاح بها بوجهها ليواصل باندفاع الحديث منه
انا هعجد عليها بالسنة زي الاغلبية ما بتعمل في البلد ودي حاجة مفيش اسهل منها 
كمااان عايز تتجوزها بورجة وتمضي على وصولات بمبالغ ضخمة ضمان طب ليه يا واد ابوي ما تستني ندورلك على بت تكون مكملة السن ومناسبالك حتى في التعليم عشان تفهمها وتفهمك دي واخدة شهادة الإعدادية بس وانت خربج معهد خدمة اجتماعية 
وكأن بمحاولاتها لأقناعه تهدف الى العكس ليزداد تشبثا بالأمر تبسم باتساع يقارعها
طب وانا مالي بتعليمها مش كفاية تعرف تقرا وتكتب ولو ع الوصولات كانت من امتى نفعت حد دي عمرك سمعتي عن واحدة في بلدنا اشتكت جوزها بالوصولات
هتفت بالاخيرة المتبقية لها
طب وليه الاستعجااال ليك عليا من الصبح انا واخواتك البنتة نطلع وندور 
انا هخطب واقرا فاتحة الليلة يا جميلة!
برقت عبنيها في التطلع اليه پصدمة اكتملت اركانها وهو يتابع
انا كلمت جوزك يدي فكرة لابوها والراجل ما صدج ورحب بزيارتي يعني ليكي عليا يا بت ابوي اتمم الأمر بالكتير خمس تاشر يوم او سبوع وافرحكم ولا ايه رأيك ياما
رأي ربنا يتمملك على خير يا ولدي دا يوم الهنا اللي اشوفك فيه عريس 
تحولت الجلسة للمباركات من الوالدين مع مزاحه معهما متجاهلين عن قصد اعتراض جميلة والتي وضح لها جليا الان سبب الإصرار الغير مبرر من شقيقها وقد علمت ما يحمله خلف هذه الابتسامة المرتسمة على ملامحه بزيف ليخرج صوتها في جملة اخيرة
خليك فاكر ان العند يورث الكقر يا واد ابوي 
تطلعت الى صغيرها تملي عينيها منه بعد أن انتهت من تصفيف شعر رأسه وقد اصبح أمامها كطقعة الحلوى بحلته الصغيرة ورابطة العنق التي الټفت حول ياقة القميص زادت على سحر طلته لتشبعه بالقبلات
ايه يا واد الحلاوة دي جمر يا ناس جمر 
ضحكت جليلة من خلفها لتتمتم بالآيات الحافظة قبل ان تقترب وترفعه اليها مغمغمة
ما براحة يا بت ع الواد ان كان حبيبك عسل متلحسوش كله سيبي حباية لسته 
قالتها لتأخذ دورها هي الأخرى بتقبيله ثم لتضمه اليها بعشق قائلة
ربنا يخليهولك يا بتي وتشوفيه ببدلة فرحه هو كمان 
يارب ياما امتى اليوم دا ياجي 
هياجي ان شاء الله دي السنين بتمر في غمضة عين بس انتي جولي يارب 
يارب  
تمتمت بها ثم انتبهت على نظرة المرأة المتقحصة لها قبل ان تسألها
وانتي صح مستنيه ايه يدوبك تلحجي تغيري جلبيتك خلاص العروسة على وصول 
اعتلى التردد تقاسيمها لتردف بالرقض
انا بجول تروحي انتي كفاية اهو تراعي معتز معاكي 
وانتي ما تروحيش ليه ايه اللي يمنعك دا الفرح في جلب البيت 
ردت بحرج يكتنفها
مش حكاية برا البيت ولا جواه بس انا حساها تجيلة امبارح كانت ليلة حريم وعدت النهاردة دخلة كبيرة وهيلمان خليني أحسن هنا في البيت 
شعرت جليلة بالشفقة على صغيرتها ان تفقد المعنى الحقيقي للفرح بهذه العمر الصغيرة وقد حرم عليها مظاهره ولكنها لن تتركها للحزن
نادية اسمعي مني يا بتي متحرميش على نفسك لحظة زينة ولا حاجة تفرحك انتي مش هتجضي عمرك كله في عزا المرحوم جرب ع السنة انا مجولتكيش اجلعي الأسود دلوك بس ع الأجل نوعي حتى بتحجيبة رصاصي أو كحلي مش لازم كله يبجى اسود غطيس دي ليلة صاحبتك وحبيبتك هايهون عليكي تسبيها برضوا في ليلتها لوحدها دي حتى تبجى عيبة في حجك 
واحد اتنين تلاتة صلي على رسول الله
تمتم يوسف بالاخيرة بجزع بعدما تفاجأ بالعديد الطلقات التي تطلق من عدة أشخاص في عدة اتجاهات اقربها كان من صديقه المچنون والذي فاجئه بمسكه السلاح وكأنه
لعبة بين يده لا يكف عن استخدامها 
ما كفاية يا كبير كل التحية دي مكفتكش ولا حتى خاېف من طلقة عشوائية تيجي في حد وتعمل مصية زي ما بنسمع 
ضحك غازي ليعقب ويغيظه بمرح
لا يا حبيبي احنا معندناش عشوائية محدش فينا بيمسك السلاح غير لما يكون متأكد من التعامل معاه لو خاېف انت خش استناني جوا في المندرة 
خاېف ايه يا عم انت كمان ما تحسن ملافظك انا برضوا هخاف انا بس بحذرك افهم بقى 
ردد بها يوسف مستنكرا الاستخفاف به ليقابل الاخر احتجاجه ضاحكا يقول
يعني انت مش خاېف من السلاح ولا ضړب الڼار طب اهي عربية العرسان دي اللي داخلة علينا وريني شطارتك بجى 
وقبل ان يخرج منه الاستفسار اجفل بانطلاق وابل من الطلقات التي تصدر في وقت واحد بعدد الأشخاص الذي تزايد فجأة
ليغمغم يوسف بارتعاب يخفيه
يا نهار ابيض كل ده عشان الترحيب بوصول العرسان امال لو حرب أهلية كان هيبقى الوضع ازاي
بعد قليل 
وبداخل الجزء الخاص بالنساء اتخذت العروس مقعدها على المنصة المخصصة لها ولعريسها والذي ذهب الان ليتلقى التهاني والمباركات من الرجال في الجزء الخاص بهم ايضا واغاني الدي جي والسماعات العليا تنطلق من الجهتين
وعلى قدر ضخامة الفرح وازدحام الصوان بالمدعوين الا أن وجود الأقرباء من المحبين كان لو وضع اخر شقيقات العروس وبناتهن لا يتوففن عن الرقص والتصفيق
والتشيجع لكل من يشاركهم 
وعلى إحدى الاغاني الشهيرة المنافسة على اشدها بين الفتيات الصغار لتعلق نادرة التي كانت تجاور العروس في هذا الوقت 
شوف يا خوي البنات مضاريب الډم عاملين عمايلهم انزلي يا روح خدي لفة وسطيهم 
اعترضت لها بمنتهى بابتسامة صفراء فقد ملت من هذا الطلب المتكرر
لأ يا نادرة ولو عايزة تروحي انتي ترجصي وسطيهم روحي عشان انا مش نازلة من الكرسي دا النهاردة 
عبست الأخيرة تشاكسها بقولها
يا باي عليكي هتعملينا فيها عروسة وبرستيج خليكي يا ختي لازجة في الكرسي اروح انا اهيص
قالتها وفور ان نزلت من المنصة هزهزت كتفيها بالرقص تضاعف من مناكفتها والأخرى تتصنع الڠضب رغم ابتهاجها من الداخل لتلتف بعدها نحو التي تقف متفرجة بجوار والدتها لتدعوها بالاقتراب حتى اذا أصبحت بجوارها عاتبتها على الفور 
كدة برضوا يا نادية من ساعة ما جعدت عمالة اشاورلك وانتي ولا معبراني 
قطبت الاخيرة بدهشه تطالع ڠضبها الغير مبرر فتأخذ دورها هي الأخرى في المشاكسة
طب وليه العصبية انا اصلا مكسوفة من جعدة الكوشة جمبك بالاسود اللي لابساه معلش يعني 
قاطعتها على الفور بحمائية
ومالوا الأسود دا انتي احلى من كل الموجدبن في الفرح بيه اصحي لنفسك يا نادية دا انتي جمر 
والله انتي اللي جمر 
رددت بها بامتنان لا يخلوا من اعجاب حقيقي بها لتردف بعدها
على فكرة يا روح انا بتكلم جد والله حريم البلد النهاردة هيتهبلوا عليكي انا بسمع تعليفاتهم بنفسي بس انتي ليه مكشرة ولا تكونيش لسة متوترة
ظهرت اجابة السؤال على ملامحها التي تجهمت فجأة بشكل فكاهي جعل الأخرى تعلق بابتسامة تجاهد لإخفاءها
معجول لسة يا روح مش احنا اتفجنا نعيش اللحظة
يا بنتي هو مديني فرصة افكر طبيعي حتى عشان اعيش ولا أنيل 
خرجت منها بعصبية لتستدرك وضعها على الفور امام البشر ثم اقتربت منها تستكمل حديثهما الهامس بعيدا عن الصخب الدائر حولهم
يا نادية والله بيوترني بتصرفاته يعني مثلآ في العربية فضل ماسك وداني يوشوشني بكلامه الجريء وانا في نص هدومي لا عارفة اتجاوب معاه ولا جادرة ارفع عيني في المراية جدام السواج ولا في الفوتسيش اجواك ايه بس
لم تقوى نادية على كبت ضحكتها لتتمتم لها بمكر
هو باين عليه فاهمك وشكله كدة مستحليها معاكي فوكي عشان ميزودتش في الغلاسة عليكي 
رددت خلفها ياستخفاف
بزود فين تاني هنا كمان جدام الناس!
وما كادت ان تنهيها حتى الټفت رأسها مع الأخرى على صوت زغاريط النساء التي صدحت بقوة ترحيبا بدخول العريس وخلفه عدد قليل من رجال العائلة كشقيق العروس ووالد العريس وعمه وبعض الشباب 
انتفضت نادية تريد النهوض من جوارها ولكن الأخرى أوقفتها تجذبها من مرفقها
اجعدي متجوميش هو اساسا داخل عشان يسلم على جدتي مش واخدة
بالك 
اعترضت بحرج تريد نزع قبضتها عن مرفقها
طب سيبي يدي ما هو أكيد لازم يجي ويجعد جمبك 
تجاهلت تزيد بالتشبث بها حتى أجفلها اشارة الأخر نحوها سهمت بنظرها اليه بعدم فهم ولكن نادية وضحت لها
بيجولك انزلي شكله عايزاك ترجصي معاه وسط البنات 
سمعت منها وقد تأكد لها بالفعل مطلبه الټفت براسه عنه وبعند طفولي رفضت ان تنظر اليه مغمغمة بضجر
جال انزل جال دا انا اختي من الصبح بتتحايل عليا وانا ورافضة طب مش نازلة 
وبإصرار أشد وصل اليها ليسحبها من كفها أمام الجميع وبدون نقاش بابتسامة جعلت السيدات يطلقن الزغاريد ابتهاجا بفعله لترضخ له نتيجة الحرج وعلى غير ارادتها لتتخذ مكانها بالوسط بجوار الجدة التي وقفت تحرك ذراعها بالعصا تعبيرا عن فرحها بزواج حفيديها لتشتعل الأجواء على انغام المزمار البلدي وقد التف حولهما الفتيات الصغيرات لتضطر هي ان تجاري الوضع وتتمايل معه على قدر ما تستطيع ټخطف نظرات مفهومة نحو صديقتها والتي اندمجت هي الأخرى في التصفيق مع البقية لا تخفي ابتسامتها ولا ضحكتها على ردود أفعالها 
غافلة عمن وقف هو الاخر مشدوها بفتنتها لا يرى بشړا من الحفل غيرها وبرغم كل الحواجز لا يملك الارادة التي تمكنه من إزاحة النظر عنها حتى حينما انتبهت له اخيرا لتلتقي عينيها بخاصتيه عدد من اللحظات شعر بها وكأنه انفصل عن الواقع ولم يعد في الكون غيرهما وكأنها استجابت لنداء قلبه كي يروي عطشه بنظرتها ينقض العهود ويخالف الوعود الذي قطعها على نفسه يستجدي كلمة واحدة منها ليتها تشعر به وبما يحمله لها بقلبه 
ولكن كيف وقد قطعت تفسد سحر اللحظة بأن انزلت ابصاره عنه وغيرت حتى المكان التي كانت تقف به قبالته ليعود ليأسه مرة أخرى ويتذكر مقارنتها المجحفة له بزوجها الراحل 
بعد قليل وقد أوشك الحفل على الانتهاء خرجت من صوان النساء لتبحث عن طفلها الذي غافلها يركض مع الاطفال 
بصوت خفيض كانت تهتف منادية باسمه حتى لا تثير انتباه الرجال اليها في الصوان الاخر 
معتز انت يا زفت 
قطعت وقد تفاجأت به امامه محمولا على ذراعي هذا الغليظ على الفور امتقعت ملامحها وتحفزت بتظرة محتدة تخاطبه بأمر 
نزلي الود من على يدك 
قابل ڠضبها بهدوء
شديد يلطف بقوله
خبر ايه يا بت عمي هو انا هخطفه دا معتز دا حبيبي والله حرام عليكي تمنعيني عنه 
غلت الډماء برأسها لنردف بټهديد صريح تقطع عليه اي طريق للتواصل
نزل الواد وبلاش كلامك الملون ده انا مش عايزة صوتي يعلى بس لو زودت عن كدة مش هايهمني حد ان شالله حتى اجول على عملتك السودة وجلة اصل اختك اللي دارت عليك ولا يكونش فكرت سكوتي ضعف ولا خوف منك 
كانت قوية وحاسمة في توجيه الټهديد المباشر له حتى اجبرته على انزال الطفل يكتنفه اضطراب شديد وابصاره تتلفت في الانحاء حوله خشية سماع احدهم للحديث بينهم يردف بمهادنة
ايه اللي حصل يا بوي لدا كله انا في الاول والاخر عايزك قي حلال ربنا يعني مش جاصد أذية 
تناولت كف ابنها لتسحبه اليها وتقربه تبصق بعبارتها الأخيرة بوجهه قبل ان تستدير وتذهب
واحنا لا عايزنك حلالك ولا حرامك بس اكفينا شرك وابعد عنينا يا اما تبجى انت اللي جيبته لنفسك 
ظل واقفا لحظات يتطلع في اثرها بوجه انسحبت الډماء منه يمسح على عرق جبهته الباردة بقلق شديد لقد اجفلته بحدتها وهو الذي منى نفسه بنسيانها ما حدث وقد مر على هذا الأمر شهور يبدوا ان الطريق مازال طويلا بينها وبينه ولكنه لن ييأس 
اقنع بها نفسه قبل ان يتحرك ويعود الى حفل الرجال بعرس ابن عمه جاهلا عمن كان يقف متخفيا في جهة قريبة وقد سمع كل الحديث 
انتهى حفل العرس اخيرا
وها هي الان تقف بغرفتها الغرفة التي اسسها من أجلها منذ سنوات تجهزت وارتدت مئزرها في انتظار دلوفه ليعود اليها بعد لحظات بعدما تركها منذ قليل كي يودع مجموعة من أصدقاء الغرباء قبل عودتهم لبلادهم
كانت تجلس على طرف التخت تضم على طرفي المئزر بقوة حتى تخفي أي شيء أسفله شعرت به يتقدم بخطواته الوتيدة حتى وقف فجأة دون صوت
ليجبرها على رفع رأسها اليه والتقت ابصارها بعسلتيه المشتعلتين نحوها بنظرة تحمل اشياء جعلته لا تقوى على استيعابها في هذا الوقت فخرج صوتها بصعوبة في الحديث له
ااا وصلت صحابك ولا سلمت عليهم
لم يجيبها بشيء بل جاء صوتها محفزا ليقترب ويدنو اليها وتناول مرفقها بين يديه ثم رفعها اليه كي تقف قباله 
فازدادت خجلا وازداد ارتباكها حتى لم تعد بقادرة على مواجهته قبل ان يمسك بذقنها بطرف اصبعيه ليجبرها على مواجهته وهو يخاطبها
بصيلي كويس يا روح حطي عينك في عيني خلاص معدتش بجى فيه هروب انتي ليا وانا عمري ما كنت غير ليكي فاهمة انا بجولك ايه
أومأت بهز رأسها بصمت لم يعجبه ليشدد بإمساك ذقنها ويأمرها
كرري انا جولت ايه 
ابتلعت تخرج الكلمات منها بصعوبة
انااا ليك وانتي عمرك ما كنت لحد غيري 
جدعة يا روح 
يتبع
الفصل السادس والعشرون
ولكن 
بشعور غير مريح على الإطلاق رفع رأسه عنها مغمغما لها بضيق
تاني برضوا يا روح اجربلك ازاي انا وانتي بترتجفي كدة  
رفرفت بأهدابها وللمرة الثانية تتشتت ابصارها ما بين التهرب والارتباك عن التطلع اليه جيدا حتى شدد يضغط على خصرها ويهزهزها بانفعال
تاني هجولك بصيلي في عيني يا روح احنا اتفجنا مفيش هروب تاني عارفة يعني ايه مفيش هروب
تطلعت اليه بعدم فهم وقبل ان تستفسر عن مغزى مقصده باغتها بقلبة جامحة يعصرها بين ذراعيه ليبدل الكلام بالفعل الحقيقي كي ينهي لحظات الخۏف والترقب بالھجوم المباشر
ولكن 
نزعها عنه فجأة يبتعد يحدق بها بجمود اجفلها فتزداد اضطرابا وتطالعه بتساؤل جعله ينفعل عليها
انا عايز افهم سبب الرجفة دي خوف بزياده ولا هو توتر ولا ايه بالظبط
خرج صوتها اخيرا تحتج مرددة بدفاعيه وهي تنكمش وتزيد بضم طرفي المئزر عليها بمبالغة لا يغفل عنها
يعني هيكون ايه تاني كمان يا عارف كسوف ولا دا كمان حاجة غريبة
تخصر يردد خلفها باستهجان
لا مش حاجة غريبة يا روح الغريب هو الزيادة مفيش راجل يكره الكسوف من الست اللي بيحبها في اللحظة دي بالذات بس الشي اللي بيزيد عن حده بينجلب لضده ولا انتي ناسية ان كان ليا تجربة جبل كدة
قالها وتحرك بغضبه نحو خزانة ملابسه يلتقط ملابس للنوم متجاهلا عن قصد بيجامة العرس الملقاة على الفراش ليتخذ طريقه بعد ذلك نحو الخروج ويجعلها تسأله باندهاش
طب انت واخد هدومك دي ورايح تغير فين الحمام هنا في الأوضة 
اشارت على الأخير في الجهة القريبة منه ليلقي نظرة خاطفة نحوه قبل ان يلتف اليها مصدرا قراره
هطلع اغير في الحمام اللي برا لأني ببساطة مش هنام هنا وهسيبك تهدي مع نفسك 
صعقټ لتردد پصدمة 
يا لهوي هتسبيني النهاردة يا عارف انتي عايزهم يثبتوا الكلام عليا 
توقف يفاجئها بابتسامة كاشفة ليعلق ردا لها
اطمني يا روح محدش يجدر يجيب سيرتك بنص كلمة انتي بجيتي مرتي يعني اللي يمسك يمسني 
هم ان يتحرك ولكنها فاجاته باعتراض طريقه
بلاش تطلع يا عارف  
اسبلت اهدابها عنه بخفر لتتابع بضعف وصوت يخرج بصعوبة
بكرة الصبح لازم هياجوا عشان يطمنوا عايزني ارد عليهم واجاوبهم بإيه لما يسألوني عن 
اردف
يجيبها بصرامة وقد فهم مقصدها 
جوليلهم عارف منبه عليا الحاجة الخاصة بيني وما بينه محدش يطلع عليها غيرنا ولو هتتكسفي سيبي الأمر عليا 
على قدر إعجابها بثقته بها الا أنها لم تقوى على الزحزحة من محلها لتستطرد 
طب وانت ايه اللي يجبرك تكدب على حاجة لسة متأكدتش منها بنفسك مش يمكن 
يمكن ايه هو انا مستني دليل عفتك عشان
اتأكد قبل ما ادافع عنك انا مجدر وضعك يا روح واللي خلاني اصبر بالسنين على أمل ضعيف مش هيخليني اصبر وانتي في بيتي دلوك
قالها بصوت يمزج بين الحنو والحزم في ان واحد يخترق حصونها ويزلزلها من الداخل لتخاطبه بالرجاء اخيرا 
طب حتى لو كان نام هنا في فرشتك برصةا ليه تطلع برا
لاحت على وجهه ابتسامة حقيقية ليعلق بجرأة أخجلتها 
عشان مينفعش لو جعدت هنا شوية الصبر اللي بجولك عليهم هيطيروا في الهوا ف انا احسنلي اني انام برا 
قالها ثم خرج من الغرفة لتسقط هي محلها تشعر بخيبة اختلطت بيأسها وحزن 
عاد الاثنان بعد انتهاء حفل الزفاف واطمئنانه على شقيقته في كنف ابن عمه زوجها الان وحديث بين الاثنان لا يتوقف حتى وهو قليل الكلام لكن مع صديقه الثرثار لا يصمد امام مزاحه ومناكفاته معا ترجل الاخر من السيارة اولا قبل ان يلحق به نحو مقر ضيافته بالمنزل
كانت هي في هذا الوقت تودع ابناء شقيقها قبل ان يغادرا مع والدتهم لفتت انظار هذا الغريب والذي تأنى بخطوات المقصودة يطالعها باعجاب انتبه عليه الاخر ليزمجر ثم يدفعه بخشونة كادت تجعله يقع منكفئا على وجهه ثم ليسحبه من مرفقه حتى اذا وصلا الى داخل المنزل صاح به معترضا
في ايه يا عم الحج دي يدوب نظرة بريئة وحتى ملحقتش املي عيني منها 
يوسف 
هتف يقاطعه بحدة ينهاه
انا لولا اني واثق في اخلاجك وعارف ان انت انسان كويس اقسم بالله ما كنت هفوتهالك دي 
رد يجيبه بدرامية
وانا عملت ايه بس بصراحة بقى انا عرفت قصتها وصعبان عليا تعيش كدة من غير راجل وهي لسة في عز شبابها 
لم يكمل الأخيرة حتى قطع مجبرا وقد أجلفه الاخر بأن قبض على عنقه بعدائية مرددا
وكمان لحجت تسأل عنها وتعرف ظروفها يعني عينك راحت على حريم البيت يا يوسف دي اخرة ثقتك فيك 
صړخ بالاخيرة حتى جعل الاخر يرجوه مخاطبا
والله ما راحت على حد دا كان صدفة زي ما شوفتها دلوقتي فك ايديك دي شوية عني روحي هتطلع في ايدك
تركه بعدها بلحظات ليسعل الاخر لمدة ليست محددة 
بالوقت حتى تحول لصحكات متقطعة خبيثة زادت من حنق الاخر ليهدر به
ليك عين تضحك كمان دا انت باينك عايزني اروح فيك في داهية النهاردة وجف يا بني آدم شيطاني بيوزني عليك 
اومأ بكفيه باستسلام ليحاول السيطرة متمتا بمهادنة
خلاص يا عم اهو وقف شيطانك دا عني انا في الأصل مقصديش من اللي في دماغك وحتى لو في دلوقتي مينفعش خلاص 
قطب يرمقه بدهشة وڠضب متزايد ليردد الاخر موضحا بتسلية
ايوة يا عم مينفعش امال ايه مدام فهمت وعرفت انها تخصك يبقى خلاص بقى ربنا يجمعك بيها على خير يارب 
برق بإجفال شديد يتمم پصدمة
ايه بتجولوا دا يا جزين هو انت فهمت ايه انا بكلمك عن 
صدح يقاطعه بمكر كاد ان يطيح بعقل الاخر
يا سيدي خلاص فهمت ولا محتاجة تعب منك في الشرح او التوضيح دي حاجة كدة باينة زي عين الشمس حاجة حلوة وجميلة كدة على قد ما تبقى مكتوي بنارها على قد ما تبسطك اقل همسة منها ربنا يوفقك ويحقق امانيك 
ختم يغمز بعيناه ليضرب الاخر كفا بالاخر ينكر بكذب مفضوح
لا حول ولا قوة الا بالله انا خابر من الاول ان فيك ربع ضارب بس الظاهر كدة جلبت معاك بتهيؤات روح عالج نفسك يا يوسف روح عالج نفسك يا حبيبي 
انا برضوا اللي اتعالج الله يسامحك مقبولة منك بس عشان ظروفك 
ظروف ايه اللي ېخرب عجلك  
هتف بها يندفع نحوه بانفعال جعل الاخر يرتد بأقدامه للخلف يزيد بالضحكات يغيظه
حتى استشاط الاخر حتى كاد ان يفتك به قبل ان يوقفه نداء رجله
غازي بيه كنت عايزك في كلمتين 
التف نحوه يتمالك الڠضب والصخب الدائر بداخله ليجيبه باضطراب يخفيه
بكرة الصبح يا بسيوني خد يوسف بيه دلوك ووصله للأؤضة بتاعته  
تمتم بها وتحرك مغادرا على الفور من أمامها تتبعه ابصار بسيوني بتعجب جعل الاخر يخاطبه بتساؤل
ايه يا بسيوني هتفضل لازق في مكانك مش ناوي يا حبيبي توصلني زي ما قالك غازي
الفراش الجديد أم هي الغرفة الغريبة
عنها ام هو الشعور بالذنب وتأنيب الضمير الذي لا يكف عن تعذيبها في أن تتركه في تلك الليلة الخاصة ألا يحصل على حقه الطبيعي في نيلها وينام ليلته خارج الغرفة 
يووووه  
تمتمت بها بضجر اصابها لتعتدل بجذعها وترفع الغطاء عنا ثم تنزل بقدميها لترتدي خفها وتحركت لتخرج على الفور 
لم تتعب في البحث عنه وقد وجدته متسطحا على أحدى الارائك الاثيرة غاطسا في النوم يخبئ بساعده على
عينيه تقدمت نحوه حتى وقفت بجواره متخصرة بغيظ تغمغم بصوت خفيض
عندك جلب وبتاكل رز مع الملايكة وانا النوم ما راضي يعتب جفني 
زفرت تخرج دفعة كثيفة من الهواء بصدرها قبل أن تجلس بعدها بجواره وحيرة تستبد بها ما بين تردد يقيدها في ايقاظه وعذاب الفكر في تركه 
حاولت اخراج صوت بصعوبة
عارف  
لم يستجيب ولكن مع لمستها الخفيفة على ذراعه تحركت من فوق عينيه لتكشف وجهه بالكامل لها فكانت فرصتها الذهبية في النظر اليه عن قرب بعيدا عن حصار عينيه الغافية الان فلا تحتاج الى الهرب منه كما يخبرها دائما 
لترى هذه التغيرات الجديدة بملامحه الخطوط التي نبتت مع الزمن اثار بعض الحبوب القديمة ببشرته القمحية الجاذبة لقد تغيرت واخشنت عما كانت تتذكرها أنيق حتى في نومه هذه السمة التي لم يتخلى عنها ابدا 
فهو الوحيد من أبناء عمومتها الذي لم يهوى الزراعة فلم تحرقه الشمس مثل شقيقها لتوشمه بسمرتها 
عسليتيه المغطاة اسفل ستار جفنيه عظام الفكين البارزة شفتيه العريضة والتي اجتاحت ثغرها منذ ساعات و 
استدركت لتنفض رأسها فجأة عن شعور الضياع الذي شعرت به وقتها تأثرا بأول قبلة تنالها وقد دارات بها الأرض حتى انها لم تعي ما حدث جيدا سوى بعد خروجه 
ابتلعت لتنهض من جواره مفضلة تعذيب الضمير على الضياع الذي سوف يكتنفها ان اصرت الان على ايقاظه ف لتذهب وتترك الأمور كما تسير وحدها لتعود لسريرها الجديد ربما تجد به الراحة 
غافلة عمن ارتفعت رأسه من خلفها يعض على شفتيه بغيظ شديد عينيه منصبة على الجسد الملفوف بعد أن بدلت المنامة التي منعت عنه النوم لبيجامة ناعمة التصقت به تدخل بقلبه الحسړة لعجزه عن اللحاق بها مفضلا غباء التريث والإحتراق بالصبر 
ضړب بقبضته على جبهة رأسه مغمغما بقلة حيلة
ما كنتي استنيتي في اوضتك جيتي ليه هو انا كنت ناجص!
صباح اليوم التالي 
استيقظت على وقع الخبر الذي اخبرتها بيه شقيقتها الصغرى حتى ذهبت لولداتها تشتكي لها وقد ظنتها لعبة او سخرية وكان رد المرأة هو التأكيد لها بجدية لا تقبل التشكيك حتى صړخت بلهفة بوجهها 
أمانة انتي بتتكلمي جد وغلاوة جدي حسين ما تكوني بتلعب بيا
قهقهت المرأة ټضرب كفا بالاخر لتردد لها
يا مچنونة يا ام مخ ضارب ما انا بجالي ساعة عمالة احلفلك بكل الأيمانات يعني اللي باجي هو غلاوة جدك حسين طب وغلاوة جدك حسين يا ستي انا ما بكدب أبوكي قرا الفاتحة امبارح والنهاردة بعد شوية هنروح ننجي الشبكة 
خرج صوتها من بين الضحك الذي كان يقارب الجنون
ياما انا مش مصدجة ازاي يعني اصحى من النوم الاجي نفسي مخطوبة ومجرية فاتحتي لا ومن مين العريس الزين اخو خالتي جميلة اللي جاي من الخليج 
للمرة الالف صارت تضحك والدتها على تعليق صغيرتها التي على وشك الجنون من فرط فرحتها لتعود مؤكدة 
بالقول 
طب ومالوا يا عبيطة هو النصيب دي ليه ميعاد اهو عمر نفسه ده جميلة ياما جالت وعادت عن جوازه الجريب وانه هيتجدم لواحدة رايدها وفي الاخر جالك انتي يبجى نصيب ولا مش نصيب
اكيد نصيب
رددت بها بخجل خلفها قبل ان تستدرك لتسألها
طب هي ليه صح مجبتش سيرة جدامنا هو مش المعروف برضوا ان الكلام في البداية بيبقى كلام حريم وبعدها لما يبجى فيه جبول ورضا يخش كلام الرجال والاتفاجات 
استدارات عنها المرأة نحو الموقد الغازي تقلب الطعام داخل الطنجرة تجيب بما ذهب به ظنها 
هو المفروض زي ما بتقولي كدة بس هو يمكن عشان جاي من السفر وعايز يخلص وكمان متنسيش ان ابوكي يبجى صاحب جوز جميلة والراجل هو اللي كلمه ولم الاتنين على بعض يعني في بيتها مش اغراب
بدا جليا عليها الإقتناع بوجهة
نظر والدتها ولكن فرحتها الغالية لم تنسيها الشيء الأهم في السؤال عنه
طب انا صح ليه محدش خد رأيي في الحكاية دي مش لازم برضوا كان ابويا جه وسألني ان كنت موافجة عليه ولا لأ زي ما بشوف في المسلسلات 
شاكستها والدتها تغيظها
وانتي بجى كنتي عايزاهم ياخدوا رأيك ليه يكونش مش عاجبك العريس خلاص اروح ابلغ ابوكي 
قالتها لتتحرك مغادرة راسمه على وجهها الجدية لتصرخ الاخرى تتشبث بذراعيها لتوقفها 
لا ياما انتي ما صدقتي ولا ايه دا انا بهزر والله  
عادت والدتها للضحك مرة أخرى لتعقب بتشديد ووعيد
ايوة كدة صنف ېخاف ما يختشيش سيبيني بجى اكمل الطبيخ اللي في يدي وانتي روحي وافطري واتسبحي عشان على جريب الضهر كدة هياجي العريس ياخدنا على محل الصاغة 
هذه المرة صدرت شهقتها بصوت عالي تتسائل پجنون
يا حلاوة يا ولاد كمان هجيب الشبكة النهاردة 
فور ان اخبره عما سمع ورأه بأم عينيه بالأمس انتفض عن مقعده يهدر به
إنت متأكد من كلامك دا بسيوني
رد يجيبه بلهجة قاطعة للشك
زي ما متأكد من شوفتك جدامي انت عارفني يا غازي بيه عمري ما هخربط بكلام واعر زي ده غير وانا متأكد 
حضرتك موصيني مشيلش عيني عن معتز طول ما انا جاعد في ورديتي
ساعتها كنت رايح اجيبه من ورا الصوان لما شرد من العيال اللي كان بيجري وراهم لمحت ناجي بيه وهو بيرفعه ويشيله معرفش ليه جلبي مطاوعنيش ارجع ف اضطريت اجف مكاني على ما تيجي امه ع الاقل او يسيبه لكن اللي حصل بجى وشكل الست نادية وهي بتزعجله مع هيئة الخۏف اللي كانت باينة على وشه خلوني ادارى واستنى عشان اسمع الحوار كله 
بمراجل الڠضب التي كانت تشتعل بداخله صدر صوته بتحذير صارم وهدوء ما يسبق العاصفة
أكيد انت عارف ان الكلام ده ميطلعش حتى بينك وبين نفسك 
رد بسيوني بثقة لرئيسه
طبعا يا بيه دي مش عايزة كلام 
اومأ له لينصرف على الفور وتوقف هو محله عاقد الحاجبين بشدة يستند بذراع على احدى جزوع الاشجار الضخمة في محيط الحديقة وبيده الأخرى الممسكة بالعصا يطرق بها على سطح الأرض وتفكير مضني ما بين ڠضب يدفعه لكسر باب المضيفة الذي تتخفى بها بعيدا عنه كي يسألها ويعرف التفاصيل منها او الذهاب مباشرة نحو هذا البائس ابن عمه يكسر عظامه ويطحنه بالضربات الموجعة حتى يقر هو بنفسه عما حدث 
ولكن صوت اخر كان يدعوه للتريث ولكن كيف له ان يسحب الكلمات من فمها وهي الكتومة والتي دائما ما تتجنبه 
ظل على حالته بوجه متجهم لا يبشر بالخير حتى انتبه عليه صديقه والذي أتى يلقي التحية ليتفاجأ بهذه الهيئة ويعلق ممازحا
لا إله إلا الله دي خلقة دي الواحد يصطبح بيها على اول الصبح في ايه يا عم ما تفرد وشك واعتبرني ضيفك مش واحد شغال عندك 
لم يستجيب لدعابته بل الټفت اليه متحليا ببعض الزوق في الرد عليه
معلش يا يوسف سامحني خلجتي مجلوبة لأمر ضروري وشاغلني هنا في البلد وانت مش شغال عندي انت صاحب بيت
كلماته ارتدت بأثرها على الآخر ليسأله بقلق
موضوع ايه بالظبط انت شغلتني على فكرة ليكون خناقة ولا طار قديم وظهر زي ما بنسمع
قطب غازي بشبه ابتسامة لاحت على ثغره يعلق بسخرية
خناجة وطار وضړب ڼار في ايه يا يوسف هو انت ليه عايش في الخيال بتاع المسلسلات الصعيدية يا حبيبي احنا عايشين وبنمارس حياتنا الطبيعية يعني الحاجات دي مش سمة اساسية في بلادنا ومش في كل البلاد كمان عشان تعرف 
مش في كل البلاد 
ردد بها من خلفه يتصنع الحرج بدراما كادت ان تضحك غازي لولا نيران الڠضب التي تغلي بداخله فتغاضي يخاطبه
بجولك ايه انت مش كنت عايز تتفرج ع البلد النهاردة جبل ما تمشي انا هبعت معاك بسيوني دلوك يخليك تشوفيها حتة حتة وبالمرة تاخد فكرة على ملك الدهشان والأراضي اللي نملكها 
تلقف يوسف قراره بترحيب مهللا
حلو انا كمان متشجع للمشوار ده كلمت فراج ابن اختك وجدان من شوية بس قالي انه هيوصل والدته تصبح ع العروسة مش انتوا عندكم صباحية بردوا للعرسان
بذكر العروس امامه استدرك غازي
ليتمتم وكأنه وجد الحل لمعضلته
روح ازاي كانت تايهة عني دي
وفي منزل العروس
والتي وقفت امام شقيقاتها بوجه تلون وانسحبت الډماء منه كطفل مذنب يلجمه الخطأ حتى عن الرد 
عقب هذا السؤال المتوقع والموجه لها من الكبرى بعد ان انفردتا بها في غفلة من الحاضرين معهما من ابناء عمومتهن واشقاء العريس 
يا بنتي مالك ما تردي وطمنينا  
اطرقت تبتلع ريقها بصعوبة وخرج ردها بخجل شديد
ارد اجولك ايه بس يا وجدان الحمد لله 
تدخلت نادرة تردد خلفها بمرح
حمد لله طب ما تعرفيني انتي بتحمديه على ايه طمني جلبنا يا بت عشان نحط صباعنا في عين التخين فين الحاجة
بالاخيرة وقد فهمت على مقصد شقيقتها وهو الدليل على عفتها كما هو متعارف في العادات والتقاليد التي نشأو عليها دارت الدنيا بها لا تعلم بما ترد عليهما ليتها تماسكت قليلا عن الارتجاف بين يديه ليتمم مهمته او حتى يأخذها بالقوة ولا ينفر منها ويترك لها الغرفة لتجد نفسها الان في هذا الموقف الذي لا تحسد عليه 
استجمعت شجاعتها تتذكر قوله لها بالأمس لتخبرهم
اا الحاجات دي بيني وبين جوزي عارف منبه عليا بكدة امبارح ان مطلعش الكلام ده لأي حد 
شهقت شقيقتها تتخصر باستهجان تقارعها
اسم الله عليكى يا ختي وعلى جوزك احنا مش أي حد يا ماما احنا اخواتك ولينا حج عليكي فيها دي 
حج ايه يا نادرة
هتف بها يقتحم عليهن الغرفة اجفل الشقيقتان لتمتم المذكورة تكذب بحرج
يعني هيكون ايه بس يا عم عارف دي حاجة بيني وبين اختي اطلع منها انت بس يا عريس وسيبنا نستفرض بيها اللحظة دي اطمن مش هنعوج عليك
أممم عارفها انا الحاجة اللي تجصديها دي 
زام بفمه يردف بها باتسامة خبيثة أخجلت المرأتين
هي مش جالتلكم برضوا ان دي حاجة بيني وبين جوزي
وه خبر ايه يا عارف
غمغمت بها وجدان بدهشة وقد افحم بجرأته شقيقتها الأخرى امام زهول العروس والتي أجفلها بلف ذراعه حول خصرها يضمها اليه امامهما متابعا حديثه ببعض المزاح في الجدال مع شقيقتها الكبرى المتمسكة بالعادات القديمة
كتمت هي شهقتها
في محاولة للأندماج معهما ومع ذلك لا تنجح ابدا بفضله لمساته المتكررة بقصد ارباكها رغم التصرف امامهم بطبيعية خبيييث هذا ما تأكدت منه الان 
يعني انت مصر وناوي تمشي غلى عوايد البندر طب ما تلبسها بنطلون كمان عشان تبجى ع الموضة بالمرة 
اردفت بها نادرة في متابعة لمزاحهم ليردد لها مقارعا
واجيبلها عجلة تتفسح بيها وسط الخضرة  
قالها وانطلقت ضحكات الثلاث حتى اذعنت وجدان ترفع راية الاستسلام أمام اصراره
خلاص يا سيدي مدام متفجين ربنا يهنيكم ببعض هو احنا هنعوز ايه أكتر من كدة ياللا يا نادرة نلم نفسنا بدل ما يطردنا واد عمك بوشه المكشوف ده 
عقب على قولها بضحكة عالية يغيظها خاطفا قبلة من عروسه المصډومة من الأساس ليردف
جلبك حاسس والله يا بت عمي كان نفسي اعملها خصوصا وان كل اللي كانوا حاضرين مشوا بس للأسف مش هينفع جاتنا زيارة تجيلة من واحد غلس طالب يجابل العروسة 
خرج السؤال من نادرة يسبق الأخريات
مين دا اللي جاي وطالب يشوف العروسة في يوم صباحيتها
انا اللي أصريت على جوزك اجعد معاكي لوحدينا 
قطبت تحدق بشقيقها متسائلة بدهشة اختلطت بقلقها تخشى ان يكرر معها مع فعلته شقيقاتها
خير خير يا واد ابوي بس هو مش عارف برضوا جالك زي ما جال لنادرة ووجدان 
جال ايه لنادرة ووجدان
سألها بعدم فهم لتضطر أن تجيبه على استحياء
يعني على موضوع ان اللي بيني وبينه ما حدش له دعوة بيه 
توقف يطالعها للحظات بعقل مشتت حتى استدرك لخجلها الشديد يستوعب أخيرا فيخبرها بحسم
انا جايلك في طلب تاني خاااالص ركزي معايا يا روح  
لفت انتباهاها لتسأله بفضول
طلب ايه يا واد ابوي
سمع منها واشتدت تعابيره ليسألها بانفعال مكتوم
الواد ناجي جل بأصله ازاي مع نادية ودور البت فتنة كان ايه بالظبط
فتنة وناجي هو انت عرفت ازاي
ردها العفوي سريعا كان ابلغ تأكيد على علمها بما حدث قبل ان تتراجع بكذب مكشوف
ااا انا معرفش ان نادية اتعركت معاهم  
ما كادت ان تنهيها حتى تفاجأت تنكمش على
نفسها فزعا من هيئته وقد استوحشت ملامحه ليشدد عليها بټهديد صريح
من غير لف ولا دوران ولا أخد ورد في الحديت هتجولي اللي حصل بالحرف 
طب ما انا معرفش 
همت بها ان ترواغه بقولها ولكنه قاطعها بصرامة مرعبة
انا جولت مش عايز لف ولا دوران اخلصي يا روح وخلصيني مينفعش اطول في جعدتي اساسا اتكلمي يا بت 
بعد خروجهم من محل الملابس الذي توقفت به المرأتان جميلة وصديقتها لانتقاء بعض قطع الملابس هدية العريس للعروسة بعد ابتياع الشبكة سار بهما لداخل المحل الملاصق له ليرطبان حلوقهم بارتشاف عصير الفواكه الطازجة جلست معه على طاولة تخصهما في ركن منزوي الى حد ما
بعدما ابتعدت عنهما المرأتان بقصد اخلاء الجو لهما كي يتعرفا على بعضها
انا مبسوطة جوي مش عشان الشبكة الزينة اللي اشترتهالي وبس لا دا عشان كله انا مش مصدجة نفسي والله
اردفت بالكلمات تعبر عما يجول بداخلها تبادره الحديث عله يفك جموده الذي طال حتى ملت وكان رده لها
مش مصدجة ان اختارتك وخطبتك عشان مكنتيش متوقعة صح
هتفت بعفوية وقد أعجبها تجاوبه
ايوة امال ايه وهي دي حاجة هينة دا انا من ساعة ما صحيت وعرفت بالخبر وانا مش عارفة اتلم على جسمي مش عارفة اللي صايبني بالظبط أعصابي سايبة وقلبي بيتنفض من جوا و 
قطعت شاعرة بخطأ ما في قوله لتبهت منتبهة لهذه النظرات المتفحصة والتي سار يرمقها بها تسير على تفاصيلها بتأني ليردف كي يحفزها على المتابعة
جولي تاني يا هدير ماله بجى جلبك
شعرت بالقشعريرة مع قوله الاخير حينما انحدرت ابصاره على موضع قلبها لتردف بارتباك متهربة
ما انااا جولت خلاص هكرر ليه تاني انا ريجي نشف  
قالتها وانكفئت على كأس العصير لترتشف منه تهرب من حصار عينيه والتي أصبحت تشعر بها تخترفها الان تطوف عليها بتمعن من حجاب رأسها حتى حذائها في الأسفل وأتى قوله المفاجئ لها
الجزمة اللي انتي لابساها دي بجالها كام سنة معاكي 
هاا
خرجت منها بإجفال في البداية حتى استوعبت تجيبه
يعني سنتين ابويا جابلهالي ع العيد اللي جبل اللي فات 
جصدك ع العيد اللي جبل جبل اللي فات 
ردد بها خلفها ليتابع لها موضحا
انا بصححلك عشان انتي جولتي سنتين 
اومأت تبتلع ريقها بحرج شديد فإشارته حول الحذاء القديم لم تخفي عليها ليردف متابعا بتعليماته لها
شوفي يا هدير عايزك من هنا ورايح تهتمي جوي باللي بتلبسيه ياريت لما تشتري هدوم تبعدي عن المعارض والكلام الفاضي ده نجي محلات حاجتها نضيفة زي المحل اللي دخلناه من شوية هما خمس تاشر يوم الباجية ع الفرح مش عايز هدوم الجهاز تبجى كوم ع الفاضي تجيبي الحاجة الغالية ومش لازم تكتري
للمرة الثانية تومئ برأسها بطاعة ولكن هذه المرة كانت تتوجه ببصرها نحو والدتها وشقيقته وكأنها تبتغي منهما الدعم او المغادرة بتململها في جلستها امامه انتبه ليتمص قلقها بأن باغتها بالقبض على احدى كفيها التي سارت تفركهم ببعض اسفل الطاولة ليجفلها بالضغط عليها يلطف
لها
الغوايش في ايدك النهاردة كانت تهبل  
نجح بصرفها عن التطلع نحو الاخريات ليتابع متغزلا
انا بتكلم على يدك الحلوة ولا جوز عنيكي الوسعين المرسومين بالكحلة ولا سمارك اللي غلب البيض بجمالهم انتي حلوة جوي يا هدير 
أتى قوله بأثر السحر لتهدأ فجأة متناسية حديثه الاول عن الحذاء والمظهر لتتذكر فقط كلمات الغزل التي يلقيها على اسماعها تضحض شعور عدم الراحة الذي يتسرب لها خلسة من حين لاخر وتقنع نفسها بأنه عمر امير احلامها التي كانت مستحيلة وتحققت فجأة تفتح اذنيها للإنتباه له يغمرها دفء كفه القابضة بقوة على كفها الصغيرة وكأنه سلمت له الدفة ليسير بها كيف يشاء 
خلف المنزل وحيث كانت تتابع صغيرها وهو يركض خلف صغار الحملان المولودة حديثا تضحك من قلبها على لعبه معهما كانت مندمجة في متابعتهم يسعدها انطلاقه في براح الأرض الشاسعة والمحيط المقارب للبرية والتي تأتي بأثرها بالابتهاج عليها هي أيضا حتى انتبهت اخيرا على الظل الطويل خلفه لتفاجأ به امامها مباشرة ملامح مشتدة ووجه متجهم ابصاره مرتكزة بصورة أثارت داخلها القلق لتساله
في حاجة يا غازي بيه 
ظل على صمته لحظات يزيد بداخلها الريبة
حتى خرج صوته اخيرا بغموض
ليه مجولتليش ع الججيجة
حجيجة ايه
سألته بعدم فهم ليهدر بها بانفعال
حجيجة الواطي وجليلة الاصل اللي كانت مرتي ليه خبيتي عني مجولتيش ليه عن اللي عمله الزفت ده هو واخته معاكي
اجفلها بسؤاله لتعلم الان سبب التجهم وهذه الشراسة التي تعلو ملامحه والتي أدخلت في قلبها الړعب لتنكر بكذب مكشوف  
زفت مين انا معرفش انت بتتكلم على ايه
زمجر بصوت ۏحشي مكتوم ضاعف في قلبها الفزع من هيئته ليهدر بها 
بلاش تلفي وتدوري معايا في الحديت يا نادية انا دلوك بس عرفت اللي حصل روح جالتلي بكل اللي تعرفه عن الموضوع ولا دي كمان هتكدبيها
على الرغم من صډمتها بعلمه بما حدث إلا أن غرابة الحديث جذبتها للتساؤل
امتى روح فتنت باللي حصل دي النهاردة صبايحتها 
قالتها بعفوبة شتته لبعض الوقت قبل ان يستدرك بغضبه 
هو احنا في صباحيتها النهاردة ولا دخلتها انا بسألك ع اللي حصل جوليلي ناجي عمل ايه معاكي يا نادية وفتنة كان دورها ايه بالظبط
همت ان تنكر ولكنه لحق عليها من البداية
من اولها عشان انا معنديش مرارة بسيوني سمع كل الحديت اللي دار بينك وبين ناجي امبارح وانا النهاردة روحت واتأكدت منه بنفسي من روح روح اللي غصبتيها تجفل خشمها وتداري زيك على عملة واد عمها اللي عايز الحرج 
اطرقت برأسها غير قادرة على مواجهته ليهدر بها بانفعال
ساكتة ليه بجولك كل حاجة انكشفت
صاحت به مرددة باستنكار
ولما هي كل حاجة انكشفت وروح حكتلك ايه لزوم تسمع مني تاني ع العموم اهي فرصة عشان اتأسفلك ع الكلام اللي سمعته في يوميها اقسم بالله ما كانت جاصدة اجلل منك بس دا كان رد لكرامتي جبل ما يكون رد على كلام فتنة اللي 
اللي ايه
تمتم بها شاعرا بانخلاع قلبه من محله خشية مما قد يسمعه عن الأڈى الذي طالها في بيته وتحت حمايته كما كان يتخيل قبل ان يصدم بالحقيقة المرة 
هتف بها حازما بأمر 
نادية انا مش عايز اعتذار عايز تحكي كل اللي حصل 
تأففت مقللة
تفاصيل ايه تاني ما خلاص بجى دا كان موضوع وفات وكل واحد 
مفيش حاجة فاتت 
صاح مقاطعا پجنون يتراقص في عينيه يعود بالتشديد عليها بنيران مستعرة وحمم سائلة تسري بأورته
انا لازم اسمع دلوك الواد ده عمل ايه بالظبط مينفعنيش الكلام العايم انا لازم افهم عشان احدد العقاپ 
يتبع
الفصل السابع والعشرون
عقاپ ايه ما جولنا موضوع فض واتنسى على كدة هننخر ليه في اللي فات
صاحت بها بوجهه تنهيه من البداية عله يستمع منها ويتراجع هي ترى شرار عينيه المتقدة كجمرات حمراء
مفيش حاجة انتهت لما يجي كلب زي ده ويلف يجابلك من غير اذن في ضهر البيت اللي المفروض تلاجي امانك فيه يبجى لا لما يتجرأ عليكي وانتي تحت حمايتي واخته اللي هي كانت مرتي تغطي وتجلب الآية عشان تجيب اللوم عليكي يبجى لا 
انا فايدتي ايه لما يحصل دا كله معاكي وانتي في بيتي 
يا نادية انا بتكلم في حاجة كبيرة مينفعش التهاون ولا السلبية فيها الأمر ميخصكيش لوحدك الأمر يخصني جبلك لا يمكن هعرف اعبرلك دلوك على الڼار اللي جايدة جوايا من ساعة ما عرفت باللي حصل البت دي واخوها لازم يتربوا على عملتهم 
وانا مش عايزة أذية لحد حتى لو هما غلطانين لو هتكلم على فتنة فدي طبيعتها من الأول غبية وشيطان راسها هو اللي بيسوجها بغشم الكبر اللي اتربت عليه وكبر معاها  
اما بجي عن ناجي ف انا خدت حجي منه وجتها بالجلم اللي رن على خده ولا مجالتكش روح عليها دي
جالتلي  
صړخ لها ليتابع پغضب يحرقه ضاربا بقبضته على الجدار من جوارها وأنياب حادة تنبش قلبه بشراسة تحفر چروحا غائرة به
ودا اللي مخلي الڼار بتاكل فيا ما هو بالعجل كدة طول ما وصلك للمرحلة
اللي تمدي فيها يدك عليه يبجى الموضوع كان اكبر من انك تفوتيه زي ما بتحاولي تقنعيني دلوك عمل معاكي اييييه
شدد بالاخيرة يزيد بالضغط عليها ولكنها رفضت الأنصياع تواصل الإنكار
معملش هو بس عرض عليا الجواز وانا ضړبته عشان كدة عشان رافضاه وعشان كلمني بعد ما فاجئني بجيته هنا 
كان كمن اصابه الجنون يجاريها بهز رأسه المبالغ فيه بقصد استدراجها
تمام تمام انا معاكي فيها دي بس انا بجى يهمني التفاصيل يدك طالته ازاي يعني مثلا كان واجف مطرح ما واجف انا دلوك وفي مسافة امتار تفصل ما بينكم 
روحتي انتي متجدمة عليه من نفسك وسايبة مكانك عشان تلطشيه بالجلم ولا هو اللي جرب للمسافة اللي خلت يدك تترفع ڠصب عنك وتعلم عليه عشان يرتدع عنك
بهتت بوجه تخضب بحمرة قانية تجمع ما بين الخجل والڠضب الشديد لقد استطاع بخبرته ان يحشرها في زاوية لا تجد منها منفذا للهروب بعدما جمع الخيوط بحنكته والان يريد التفاصيل المخجلة وهي التي لم تجرأ بالبوح بها امام شقيقته تخبره هو بها!
ما تردي يا نادية وريحيني 
صاح بها للمرة الثانية يجفلها ليواصل پجنون الظنون التي تنهش برأسه
كيف مديتي يدك عليه
ظلت صامتة للحظات كاد ان ېقتله فيها مرار الانتظار تبحث بتفكير مضني عن رد مناسب حتى غلبها اليأس تجيبه بفظاظة
بس حاول  
قالها بيقين استقر بداخله ليستطرد بأعين حمراء يضغط على حروف الكلمات بشړ لا يخفيه
كون انه حاول بس دي تكفي عندي تكفي ان اربيه على عملته السودة عن اذنك 
جاء صوت صغيرها كمنبه لها كي يعيدها من شرودها
ماما حمو خازي زحلان
قطبت جبينها قليلا تستوعب الكلمات الجديدة منه لستدرك بعد ذلك كي تجيبه
لا يا حبيبي مش زعلان هو بس وراه مشوار مهم 
ربنا يستر علينا منه
جلس ينضم معها على نفس الاريكة التي لم تتركها منذ وقت خروج شقيقها وقد ظلت واجمة شاردة بقلق غلف ملامحها بقوة 
ايه مالك شكلك ميطمنش دا غير ان اخوكي نفسه مكنش بطبيعته النهاردة انتو زعلانين مع بعض
تطلعت اليه وهي تتسائل داخلها ان كان يجب عليها ان تخبره ام لا ولكنه لم يعطيه الفرصة للاختيار
انتي حرة يا روح لو مش عايزة تتكلمي بي انا عايز اطمن عليكي مش اكتر 
وانا عايزة اتكلم يا عارف لأني بصراحة خاېفة والخۏف اللي جوايا من الناحيتين خوف من الكلام وخوف من عدم الكلام 
رددت بها برغبة ملحة بالبوح تكتنفها رغم ترددا يشوب نبرتها فجاء قوله محفزا
وايه اللي مانعك يا روح انا في كل الحالات معاكي وميهمنيش غير مصلحتك أو أي
شي يخصك 
ما هو ميخصنيش دا يخص ناس تانية عزاز عليا ولولا تقديري لرغبتها في الكتمان ما كنت ابدا هجبل بالسكوت بس شكلي غلطت لما تبعتها ودلوك هتجلب فوج راس الكل 
اثار قولها تحفزا داخله شاعرا بخطۏرة ما تتحدث عنه فخرج صوته حازما بحسم
طب اتكلمي على طول وما تستنيش مدام الأمر خطېر كدة 
بداخل الحظيرة الضخمة الملاصقة لمنزلهم من الخلف وقد اشرف كعادته في هذا الوقت في الرعاية والاهتمام بأفراد قطيع المواشي من بقر وجاموس وأغنام تملأ المساحة الشاسعة في هذا المكان الذي بني خصيصا لهم من قبل المالك والده فهذه الأشياء التي تدر المال الكثيف هي الشي الوحيد الذي يحرص عليه بعناية شديدة ألا تمرض او ينقص وزنها بقلة الطعام او أي شيء قد يتسبب في الضرر لها ويرتد عليه سلبا بعد ذلك بخسائر لن يتقبلها وها هو الان يتحدث بانتشاء الفائز مع زوج إحدى شقيقاته والذي كان يطالع الوارد الجديد مبديا إعجابه الشديد بها
زينة جوية يا ناجي البقرة دي مشرعة وعفية تنفع جوي تجيب زريعة عجول ولا بقر زيها حاجة كدة ولا الحصان العربي الأصيل عرفت كيف تقنع عيلة ابو دراع وتاخذ من زريعتهم دول بيورثوا الفصيلة لبعض وكانها كنز مينفعش يطلع برا العيلة 
عبس ناجي يجيب صهره الذي ما زال يربت على ظهر البقرة بانبهار
متفكرش اني خدتها بالساهل يا عفيفي دا انا واخدها بحج ازيد من تمن بقرتين يعني سمي كدة في جلبك وصلي ع النبي دي لسة مجابتش خيرها ويا عالم مش يمكن تطلع معيوبة بعد دا كله 
ضحك الاخير يعقب على قوله بخبث وسماجة تستفزه 
يا راااجل هو انت برضوا حد يقدر يضحك عليك ولا هتجيب حاجة من غير ما تفرزها طب اجطع دراعي ام ما كنت شاريها عشر صح ولا لاه
ختم يغمز له بضحكة زادت من اشتياط الاخر يضرب كفيه ببعضهما متمتما بسخط
لا حول ولا قوة إلا بالله يوم الخميس الساعة خمسة هبجى اجيب الدكتور البيطري يشوفها وساعتها هبلغك باللي يجولوا 
بتخمس في وشي يا ناجي دا على اساس اني هحسدك مثلا هو انت في حاجة بتحوج فيك يا راجل
ردد بها عفيفي بجسد يهتز معه من فرط الضحكات مستمتعا بسخط الاخر والذي كان يحدجه بغيظ شديد على وشك الانفجار به قبل ان يلتفا الإثنان على الصوت الجهوري من خلفهما
براحة
على نفسك شوية يا عفيفي لا ټموت من كتر الضحك ساعتها محدش هينفعك ولا حتى جوز اختك اللي بترازي فيه ده 
توقف الاول عن الضحك وتسائل الثاني بذهول وقد انتصب واقفا في استقباله 
غازي الدهشان مش بعادة يعني تاجي على هنا وما تبلغنيش بزيارتك خير في حاجة
رد يجيبه بابتسامة صفراء
خير يا ناجي الأول بس نسلم على عفيفي جبل ما يطلع ويسيبنا لحالنا نتحدت مع بعض ازيك يا واد عمي عاملة ايه مرتك والعيال
اردف بالاخيرة نحو الرجل يصافحه على عجالة فجعله يتجاوب معه بارتياب حتى انصرف على غير ارادته ليقف خارجا يراقب الوضع بينهما شاعرا بذبذبات في الأجواء غير مبشرة على الإطلاق 
ايه زعلت اني دخلت من غير استئذان 
وجه له السؤال يرفع الشال الصوفي عن رقبته ليلقيه على احد الحواجز ثم خلع الساعة ايضا وضعها عليه ليجبر الاخر على الاستفسار
في إيه يا غازي شكلك مش طبيعي النهاردة! اللي يشوفك كدة يجول داخل على عركة 
عقب غازي من خلفه
برافو عليك انا فعلا جاي في عركة لأن دي الحاجة الوحيدة اللي فاضلالي للأسف مع واحد واطي زيك 
ردد الاخر خلفه پغضب 
واطي إنت واعي لكلامك دا يا غازي الغلط دا كبير جوي لو مش واخد بالك يعني 
اومأ لن برأسه مؤكدا
ايييوة هو فعلا غلط كبير وبنفس الوجت برضوا بالفعل ينطبق عليك 
تحرك يخطو نحوه متابعا بالعد على اصابعه
هزهزه بۏحشية يردد
ما هو حظك ان محدش بلغني وان عرفت لوحدي بس للأسف متأخر عشان لو كنت عرفت في وقتها كنت ساعتها طلعت روحك انت واختك اللي غطت على عملتك هي دي اخلاج الرجالة ياد مع حرمة مکسورة الجناح لجأت لينا لاجل امامنها وامان ولدها
انا كنت طالبها للجواز هي اللي فهمت غلط يعني دا ذنبي اني عايز استرها في بيتي بدل ما هي مشندلة في بيوت الناس 
ناس مين ياد
صاح بها يعيد تعنيفه برجه بين يديه
انت فعلا
واطي والظاهر ان من كتر معاشرتك للخواجات والناس السو خلتك افتكرت انك ان كل الحريم واحد لا يا ناجي شكلك كدة عايز تتربى من جديد عشان تفكر الف مرة بعد كدة جبل ما تكلم مرة حرة وتتجرأ عليها 
اتجرأت عليها!
خرجت من الاخير باستهجان ساخر قبل ان يفاجأه بتبجحه
ولما انا اتجرأت عليها هي متكلمتش ليه كانت مكسوفة مثلا تجول ع اللي عملته ولا خاېفة مني وع العموم يا سيدي ساهلة خالص اهي اتجوزها ونلم الموضوع 
تلم مين يا كلب هي كانت مبعترة 
صړخ بها يدفعه من طول ذراعه حتى سقط فوق كوم من القش وتحفز غازي يشمر أكمامه ليردف بإجرام قبل ان يتقدم نحوه
طلبتها ونولتها يا ناجي 
واضعا كفيه في جيبي بنطاله والنظارة السوداء تغطي على عينيه لتحميه من حرارة الشمس فتضيف مزيدا من هالة جاذبة ټخطف الأبصار نحوه بالإضافة لأناقة المظهر المميزة
وتسائلا لا يتوقف من الافواه عن هوية الغريب المرافق لبسيوني في سيرهم عبر طرقات البلدة في جولته لتفقد البلدة الريفية الغريبة بأجواءها عنه
ما شاء الله يا بسيوني البلد كلها كأنها جنينية كبيرة في كل حتة اراضي مزروعة عروش العنب ولا اشجار المانجة الكبيرة محاوطة كل بيت 
عقب بسيوني بزهو يكتنفه
البركة في الدهشان الكبير هو اللي استصلح الصحرا وبعدها الدنيا اتعمرت زي ما انت شايف كدة وعياله كملوا الرسالة ربنا يباركلهم هما كمان 
فعلا عندك حق بس انا بقى عايز اشوف جنانين الفاكهة اللي بنصدر منها هنلحق نروحها على رجلينا ولا نرجع على البيت الكبير ونروح بالعربية
تبسم يجيبه بمشاكسة
يا بيه ما انا جولتلك من الاول نطلع بالعربية بس انت اللي جولت عايز اتمتع بالهواء النقي 
مط بالاخيرة ليثير الحنق بداخله حتى استنكر هاتفا به
بتتريق عليا يا بسيوني طب انا فعلا بقى مش تعبان وايه رأيك بقى هكمل معاك كدة على رجلينا حتى لو هنلف كل البلد المهم انت متتعبش يا حبيبى 
رد بهدوء يغيظه
يا سيدي على كيفك زي ما تحب وانا ايه اللي يتعبني يعني دا حتى البلد بلدي والسكة سكتي 
رمقه بغيظ حتى هم ان يعقب على كلماته قبل ان يتفاجأ بالوجه الصغير المألوف وهي تركض نحوه
عمو يوسف 
ايه ده ايه! انتي ايه اللي جابك هنا يا بنت
تمتم بها يفتح ذراعيه للصغيرة قبل ان يجفله بسيوني بلكزة خفيفة يهمس له بإشارة خفية نحو المنزل الذي خرجت منه الصغيرة
دا بيت جدها طليجة غازي جاعدة فيه 
اااه
تمتم بها بتفهم ليتلقف الصغيرة بعد ذلك وخلفها شقيقاتها يداعبهم ويلاطفهم بحكم معرفته بهم من منذ حضوره الزفاف مع والدهم 
وفي الأعلى كانت تراقب من شرفتها باهتمام شديد لهذا الغريب الذي يداعب صغيراتها وكانه على معرفة وثيقة بهما
غلبها الفضول حتى ارتدت عبائتها وهبطت اليهم لترى من هو هذا الغريب الانيق ولكنها لم تلحق به وقد ذهب يكمل جولته مع بسيوني همت ان توقف ابنتها الكبرى لتسألها ولكنها تفاجأت بزوج شقيقتها الكبرى عفيفي يركض قادما نحو المنزل حتى اذا دلف من الباب الخارجي
هتف بها لاهثا
اللحجي يا فتنة غازي الدهشان داير طحن في اخوكي في الحوش اللي ورا البيت وشكله كدة هيخلص عليه 
ايه ده ايه ده حصلت نصيبة ولا ايه
غمغم بها سعيد بجزع قبل ان يهجم وزوج من أبناء شقيقه الأكبر يامن ليفصلوا ناجي من قبضة ابن عمه الذي كان يكيل له من الضربات الموجعة على وجهه وكامل جسده
صړخت فتنة بدورها بعد ان اتت مع زوج شقيقتها الكبرى ضاربة بنصائح والدتها في الانتظار وعدم الخروج من المنزل نظرا لحساسية الوضع بينها وبين طليقها عرض الحائط متحدية الاعراف وأحكام الدين وكل شيء 
طالج نفسك زي الطور الهايج على خلق الله إيه فرحان بنفسك بكرة ربنا ياخد عفيتك دي اللي بتفتري بيها 
بس يا بت اجفلى خشمك انتي
صاح بها يامن بحزم ينهرها ولكن والدها كالعادة عاكسه بتأيدها وهو يرفع ابنه عن الارض بمساعدة عبد البر واسماعيل كي يستطيع الجلوس على الأرض
وانت عايز تسكتها ليه يا يامن مش اخوها دا اللي غرجان في دمه بسبب واد اخوك اللي عامل فيها كبير طب تجدر تجولي دا يرضي مين ده
خرج رد غازي بتحدي صارخ لڠضب الجميع
عنه ما رضى حد ولدكم غلط وخد جزاءه بس على كدة 
شايف واد اخوك وافتراه يا يامن 
علق بها سعيد مستنجدا بأخيه الذي صاح بدوره عليه
مينفعش الكلام دا يا غازي انتوا الاتنين كبار مش عيال صغيرين علمنا يا ولدي بالسبب اللي خلاك تعمل فيه كدة 
السبب بيني وما بينه يا عمي هو غلط وخد جزاءه على كدة وخلصنا  
لا مخلصناش ولا انت فاكرها سايبة وعشان ما منصب نفسك كبير على عيلتك يبجى خلاص مش هتلاقي حد يحكم عليك 
صاحت بها امام الجميع بجرأة تعدت الأعراف السائدة لحكم انفصالهم
حتى حدجها هو بنظرة ڼارية شرسة ثم شاح بوجهه عنها للناحية الأخرى مغمغما بالاستغفار يتجاهلها عن قصد
استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم حد يفهمها اني مليش خلق ليها ولا هي اخوها مش راجل عشان تاجي وتدافع هي عنه
خرج رد ناجي بلهاثه بعد ان تمكن اخيرا من الكلام
لاه راجل يا غازي وانا بجولهالك اها جوزهاني وحل الاشكال على كدة 
هي مين اللي يجوزهالك
صدر السؤال عفويا من ابن عمه عبد البر ليشعل نيرانا في قلب الاخر يحدجه بټهديد ووعيد لألى يأتي بإسمها امام احد ولكن فتنة بعقلها الشيطاني توصلت للإجابة بنفسها لتصرخ بما توصلت له 
جول كدة هو الموضوع كله بيدور حوالين السنيورة اللي جيبتها في بيتك عشان تجيب الخړاب معاها عاملة فيها العصفورة الضعيفة ام جناح مكسور وهي 
اسكتي 
صړخ بها ليردف مخاطبا لها بإزدراء يتشعب داخله نحو هذه النفس السوداء والتي لا يردعها شيء عن بث سمومها دون وجه حق حتى وهي المخطئة وهو الذي تعمد عدم الزج بها في عقابه مراعاة لبناته الصغار 
انتي ملكيش صالح وما تتدخليش في امور الرجال انا محجم نفسي عنك بالعافية يا ريت تنتبهي ليها دي 
صاح بها قوية ملوحا سبابته امامها بنهي قاطع قبل ان يلتف نحو سعيد مخاطبا له
عمي جول لبتك تلم نفسها عني وتفتكر انها بجت من المحرمات بالنسبالي يعني مينفعش الكلام ما بينا وهي من الاساس طلعت كيف من بيتها وعدتها لسة مخلصتش 
وقبل ان يخرج رد سعيد بعنجهيته كالعادة سبقته هي 
عدتي ملكش دعوة بيها وانا اطلع وجت ما يجيني كيفي معدتش انا على زمتك خلاص يا عنيا وهتدخل يا غازي عشان دا اخويا واللي عملته فيه ده مش هيعدي بالساهل ولا انت فاكرنا هبل ومفهمينش مين السبب ورا كرهك ليه بعد ما خلاص خليلك الجو 
صدرت صرخته المقاطعة
اجفلي خشمك وابلغي السم اللي في حلجك يا فتنة عشان انا فاض بيا منك وبجيت على اخري حد يحوشها البت دي عني انا مش عايز ارتكب چريمة 
جاء الرد من والدها يساعدها بتشكيكه
تمام يا واد اخوي يا كببر احوشها انا عشان متعصبش نفسك ولا تزعل بس بجى الكلام اللي هي جالتوا نعديه ازاي دلوك عايزين السبب الأصلي اللي خلاك ټضرب واد عمك هل هو فعلا وراه حريم ولا في حاجة تانية
بقول الاخير زاد اهتياجه ليهدر بعروق بارزة بفرط غضبه
الحديت الناجص انا مجبلوش جولتلكم موضوع وخلص ولدكم غلط وانا ربيته وخلصنا على كدة محدش له دعوة باللي حصل 
وانا جولتلك جوزهالي يا غازي 
خرجت من ناجي ليتبع بوقاحة
كلهم عايزين يعرفوا اللي حصل وانا مش مكسوف اجول انا عايز اتجوز نادية وهي ضړبتني عشان روحت طلبتها بنفسي 
الټفت ررؤس الجميع نحو غازي بتساؤل جعله يتمتم نحوه بازدراء
والله ما كذبت لما جولت عليك واطي 
حسم يامن بقوله
غازي الكلام دا لازمله جلسة يحضرها الجميع 
توقف به امام المنزل الطيني والمحاوط بمجموعة كبيرة من عروش الكرم على مدخله من الخارج مع بعض الخضروات الموسمية في الأسفل على قدر تواضع المشهد ولكنه كان رائعا في نظره حتى عبر عن اعجابه بقوله
الله يا بسيوني هو دا بيتكم دا المنظر هنا
يجنن 
ضحك المذكور منتشيا بنظرة الانبهار تلك التي يجدها من الاخر على شيء اقل من العادي في نظره او ربما يكون السبب هو الاعتياد 
ايوة هو بيتنا فعلا يا يوسف بيه تعالى اتفضل معايا جوا نشرب الشاي بجى ونريح هبابة جبل ما اخدك على جنانين الفاكهة اللي انت عايزها 
احتج الاخير رافضا
لا يا عم ادخل انت اعملي الشاي اللي بتقول عليه ولو هتجيب معاه حاجة تبلع برضوا انا قابل يعني فايش ينفع بسكويت كحك بسمسم اي حاجة جبنة قريش او حتى مش بدوده والله انا قابل المهم يبقى هنا تحت عرش العنب الجميل في الجو اللي يهبل ده
تبسم بسيونى بعرض وجهه تقديرا لتواضع الاخر ونفسه الطيبة في التعامل معه ليرد الود بمعاملة بالمثل مشيرا بسبابته الى اسفل عينيه مستجيبا له
من عنيا الجوز انت تؤمر يا يوسف بيه احلى غدا في الخضرة اللي هتحبها وتحت العنبة كمان 
قالها الرجل ثم دلف لداخل المنزل ووقف هو يتجول بين أحواض الخضرة غير مبالي بالۏسخ الذي التصق في الحذاء الغالي يتأمل عناقيد العنب المتدلية من سقف العرش ثمار طازجة وأخرى صغيرة وخضراء في طريقها للنضج كلها أشياء تسلب العقل بروعتها 
وفي غمرة انشغاله تفاجأ بما يزيد الشغف بداخله حيث ظهر من العدم قطيع من الاغنام يسير متوجها الى وجهة محددة 
توسعت عينيه بذهول يتابعهم اناث وذكور كبار وصغار بألوان شتى تحرك خلفهم حتى دلفوا داخل احد الأحواش القريبة منه
يا سبحان الله ودول طلعوا يتفسحوا مع نفسهم ولا إيه
غمغم بها قبل ان يجفل على صوت
زمجرة نسائية تأتي من خلفه مرافقة لصوت مأمأة غنم وكأنها ټتشاجر معه
التف برأسه ليجد بالفعل فتاة تسحب پعنف احد الخرفان من قرنيه الكبيران وفمها يردد بالسباب عليه فخرج صوته مشفقا
يا بنتي انتي مچنونة ما براحة ع الحيوان ايه القسۏة دي
توقفت الفتاة ذات البشرة القمحية بطرحة رأسها التي تدلت منها بعض الخصلات في الأمام نتيجة المجهود الذي تقوم به فظلت للحظات تطالعه بعدم استيعاب حتى سألته
انت بتكلمني انا
اجاب سؤالها بانفعال
ايوة انتي طبعا حلي ايدك شوية عن الخروف دا كدة ممكن تقصفي رقبته ولا تكسري قرنه حرام عليكي 
ظهرت التسلية على وجه الفتاة لتردد من خلفه بسخرية
اجصف رجبته ولا اكسرله جرنه كمان يا حلاوة يا ولاد انتي مين انت من جمعية الرفق بالحيوان ولا يكونش جاي من حاجة تبع الاممم المتحدة بناءا على شكوى متجدمة ضدي
تببسمت في الاخيرة بسماجة استفزته ليعلق ردا لها
يعني انا بكلمك ع الرحمة يا انسة وانتي بتتريقي طب حتى افتكري انه روح ربنا خالقها ويجب علينا نعامله برفق شوية 
رفعت يديها الاثنان عنه فجأة لتعبر مضيفة على قوله 
نعامله برفق وحنية كمان بس انتي متزعلش يا سعادة الباشا ياللا يا زينهم  
قالت بالاخيرة تدفع الخروف نحو مدخل الحوش الذي سبق الدخول فيه من قبل اقرانه
فتكلم هو ردا له
انا كنت فاكرك بتتريقي بس كون انك سبتيه اساسا دي عندي كبيرة اوي 
ردت بنفس النغمة الهادئة وهذه السخرية التي تتخلل نبرتها
با سيدي ولا يكون عندك فكر انت تؤمر يا باشا ياللي انا مش عارفة اسمك انا بجدر فعلا وجهة نظرك الخاصة بالخرفان والرفق والحنية عليهم 
وجهة نظري!
تفوه بها بعدم فهم وقبل ان يسألها عن الغرض من كلماتها اجفل بدفعة قوية غبية على مؤخرته في الخلف جعلته يطير من أمامها حتى سقط بالكامل داخل احدى أحواض الخضرة رفع رأسه مصعوقا بنظرة ڼارية نحوها فتفاجأ بهذا الخروف الذي كان يدافع عنه منذ قليل يطالعه متحفزا لاعادة الكرة بنطحه مرة ثانية وابتسامة متسلية على ثغر الفتاة تعقب له
احنا آسفين يا باشا بس دا زينهم اللي انت عايزاني اعاملة برفق وحنية اتفضل دي الهواية المفضلة عنده نطح أي شيء يديله ضهره 
قالتها وانطلقت بضحكة عفوية لم تقوى على كتمها على قدر ما استفزه صورته المخزية امامها واستهزائها به على قد ما اطربه الصوت العفوي منها حتى انتفضت على اثر الصوت الجهوري المنادي باسمها
بت يا ورد انتي يا مضړوبة الډم بتعملي ايه عندك 
خلاص يا روح انا اتصلت 
قطع قاصدا حين اجفلها بالدخول مباشرة الى داخل الغرفة بعدما انهى المكالمة التليفونية مع احد اشقائه وقد كانت هي متسطحة على فراشها في طريقها للنوم بعد ان غلبها التعب وسهر الامس قي التفكير ترتدي هذه البيجامة الضيقة المنحسرة عليها بدون السترة التي تعلوها لتظل بهذا الجزء الداخلي الملتصق بها بدون اكمام
استفزه مشهدها حينما انتفضت تعتدل بجذعها باضطراب فور ان فاجئها بدخوله ونظرة كاشفة منها وكأنها توبخه ليقابل حنقها بابتسامة ماكرة معلقا
ايه كنت عايزاني استأذن جبل ما ادخل
قطبت تستدرك وضعها الجديد كزوجة له فتراجعت عن غباء تفكيرها قائلة بأسف
لا طبعا ازاي بس دي اوضتك وانت من حجك تدخل في الوجت اللي انت عايزه انا بس اللي لسة متعودش 
ميأمرش عليك ظالم 
قالها بدعابة ثم تحركت اقدامه للخروج وتركها بتخبطها وارتباكها مبعثرا بأفعاله
كيانها حتى تسائلت بداخلها عن سبب دخوله بالاساس 
وكأنه قرأ ما يدور برأسها فتوقف يخبرها قبل ان يخرج من باب الغرفة
نسيت اجولك واد عمك ناجي خد الطريحة اخوكي غازي جام معاه بالواجب وزيادة بس للأسف فتنة دخلت في الموضوع وولعتها ودلوك هيتعمل جلسة في المندرة للبحث في الأمر
لطمت على خدها وكأن التهمة التصقت بها هي لقد حدث ما كانت تخشاه وكبر الموضوع بفضله حتى وصل الأمر لشقيقها
يا مرك يا نادية يعني الجلسة اللي في المندرة هناك معمولة عشاني معمولة عشاني ياما
زفرت جليلة بحنق متعاظم ترد عليها
ما انتي لو كنتي اتكلمتي في يوميها مكنش دا كله حصل كان اخوكي جطع مع الزفت ده وغازي رباه بمعرفته 
صاحت ترد عليها
طب ما هو راح رباه ياما وكانت النتيجة ايه اهو كبر الموضوع وكل واحد هيزود من مخه انا كان مالي انا ومال المرار ده انا كنت عايزة اروح بيتي كنتوا سبيتوني اروح بدل المرار والشندلة دي
سقطت على كرسيها ترثي نفسها وحزنها
ما انا كنت عايشة مع جوزي في امان الله ليه بس الدنيا تجلب عليه بوشها العفش وتديني ضهرها 
استغفر الله العظيم 
تمتمت بها جليلة لتأمرها بحزم
استغفري ربنا دا كل حاجة عنده بتدبير خلي عندك ثقة فيه 
سمعت منها وتمتمت متضرعة قبل ان تردف بتصميم
ونعم بالله عدلها من عندك يارب بس انا برضك لازم امشي 
لقد تم ما اراده المتبجح
وبدلا من ان يستحي من فعلته ها هو الان يصيح بصوته الجهوري يونبئ الجميع عن صدق نوياه حتى لو خانه حكمة التصرف بعقل مستغلا رغبة الأخرى بعدم الزج بها في حديث صفعها له بالقلم وما كان على وشك القيام به ليجعلها ترد بهذا الفعل معه
الان فقط قدر موقفها في الكتمان الان فقط علم ان المرأة في هذه المواقف هي بالمدانة من الجميع حتى والكل يعلم بأنها الضحېة لابد ان تحمل الذنب وحدها 
ها يا عزب يا ولدي اديك سمعت من واد عمك ايه رأيك في اللي حصل
توجه سعيد بالسؤال نحو المذكور بعدما ذكر له الاخر عن سبب استدعائه ليرد ناجي بهذه الاصابات التي تملا وجهه والأربطة الملتفة حول ذراعه
انا بتأسفلك يا عزب جدامهم كلهم ونفسي توصلوا الكلام دا لنادية عشان فهمتني غلط روحوا جيبوها تجول الحجية لو كنت انا اتعديت ولا زودتها معاها 
نجيبها فين يا واد هو انت مش ناوي بجى تبطل الكهن والاستنطاع بتاعك ده
هتف بها غازي بعدائية نحو هذا الملعۏن والذي لو بيده لكان اخبر الجميع عن حقيقة ما حدث فيجعلها ڤضيحة لها ثم يتلقاها بحجره هو بعد ذلك بصفته المنقذ ولكن ابدا لن يحدث 
فخرج صوت عزب بعد فترة من الصمت بوجه مغلف رغم غضبه لكنه متماسك 
مفيش داعي للاعتذار يا ناجي انا خلاص فهمت ايه عايز تاني
جاء الرد من سعيد
ما جالك يا ولدي انه عايز يتجوزها باجي على سنوية المرحوم اجل من شهر اجبل بواد عمك حتى عشان نجفلوا ع الكلام والحديت وان كان على معتز ف انا هعتبره زي حفيدي 
بوجه جامد رد عزب
تشكر يا عم سعيد ربنا يباركلك بس بالعجل كدة يعني ايه هيجيب الكلام والحديت وانا اختي مخطوبة أصلا 
مخطوبة لمين
تسأئل ناجي بحدة وعدم تصديق فجأه الرد من غازي بنبره متشفيه
مخطوبة ليا انا ما هو انا كمان كنت مستني سنوية المرحوم جبل ما اعلن واجول ان كتب كتابي عليها هيبجي بعدها على طول 
يتبع 
الفصل الثامن والعشرون
ما شاء الله حلوة الجلبية عليك 
تمتم بها بسيوني معبرنا عن اعجابه وهو يدلف لداخل الغرفة التي بدل بها الاخر ملابسه والذي كان يقف الان امام المراة لا يصدق نفسه بالهيئة الجديدة حتى عقب ردا عليه
بجد يا بسيوني يعني فعلا هي لايقة ولا انت بتجاملني 
ضحك المذكور يجيبه بمودة
وما تلجيش ليه بس عليك انتي عودك سارح دا غير ان كتفاتك عريضة وشايلة من فوج ودي اهم حاجة دا انت كدة ممكن تنافس غازي الدهشان بهيبتك دي
يا راجل!
دمدم بها ثم اطلق ضحكة جلجلت في قلب الغرفة المتواضعة ليكمل بابتهاج يشعر به
طب تصدق بقى انا نفسي فعلا ادخل عليه بيها واخضه عشان يعرف ان احنا كمان رجالة جامدين زيه بس انت مقولتليش دي بتاعة مين
بتاعتي 
بتاعتك!
ايوة يا بيه بتاعتي متستغربش بس من سنتين فاتوا ما انا مكنتش ضخم كدة الجتة والعضلات ربيتهم بسبب غازي الدهشان من ساعة ما خلاني يده اليمين اصر ان اكون حارسه الامين كمان ربنا يباركلوا زودلي المهية اضعاف مضاعفة عشان الأكل والتمرين
رمقه يوسف بابتسامة حانية يربت على كتف ذراعه
واضح ان انت بتحبه اوي والعلاقة ما بينكم اكتر من علاقة واحد والراجل اللي شغال معاه 
دا خيره عليا من ساسي لراسي وانا افديه بروحي والله 
قالها بسيوني بصدق تخلل نبرته ووصل الى الاخر بقوة ثم ما لبث ان يغير دفة الحديث بقوله
المهم بجى انا كنت جايلك عشان نتغدى الاكل جاهز وسخن برا ع الطبلية 
سمع
منه وتوسعت عينيه يردد بحماس لا يخلو من الانبهار
كمان ع الطبلية! ايه الجو ده دا انا لو كنت طلبتها بنفسي مكنتش هلاقيها بالشكل اني اعيش يومي في الريف بالكامل والتفاصيل المهمة دي 
اضاف بسيوني يزيد من ابتهاجه
وهناكل برا في الهوا جمب أحواض الزرع وتحت عرش العنب ياللا يا سيدي 
حبيبي يا بسيوني  
هتف بها بلهفة شديدة قبل ان يتحرك على الفور ذاهبا يسبقه للخارج ليغمغم هذا من خلفه ضاحكا
يعني هي كانت أمنية بالنسبالك كمان اما دي حكاية يا ولاد
غازي مين اللي يتجوزني!
غمغمت بها ومقلتيها تتحرك دون هوادة نحو والدتها وشقيقها الذي أخبرها بالأمر وما تم بالجلسة حتى وصل الى ما انهى به الجدال صاعقا ناجي بقوله الحاسم ليغلق به باب النقاش  
فعادت تسأله بما يشبه الرجاء
طب يعني انا افهم من كدة يا واد ابوي ان انت جولت الكلام دا لأجل ما تسكت ناجي وتمنع شره عني صح
رد يجيبها بجمود يحتفظ به من وقت مجيئه
لا يا نادية مكنش كلام وخلاص انتي فعلا دلوك بجيتي مخطوبة لغازي الدهشان منتظرين بس تخلص سنوية المرحوم وبعدها تبجي مرته رسمي 
اصبحت تردد بعصبيه وكأن مسها الجنون
مرة مين انا مش مرة حد غير حجازي
الله يرحمه لا هتجوز ولا هيدخل حياتي راجل غيره بتقرره ليه من دماغكم
رد بدوره يذهلها بصرامته
لأ يا نادية هتتجوزيه والقرار دا مفيش منه رجوع انا جولتها كلمة جدام الرجال ومش هطلع هفج ولا عيل جدامهم بتأليف قصة من خيالي الحل دا هو الوحيد اللي هيوجف ناجي عند حده لا هو ولا اخته الزفتة حد فيهم هيفلط بنص كلمة تاني 
ولما انت عارف انه ناجص كنت مشاركه ليه يا عزب عشمته لحد ما افتكر ان فرصته جريبة معايا وانه ضامن موافجتك ودا اللي خلاه يجي ويكلمني بنفسه 
ضړب بكفه على ذراع المقعد يشدد غاضبا
اسمها كنت بهاوده مكنتش بعشمه انا مجيتش في مرة وشديت عليكي عشان تتجوزيه ولو كنتي خبرتيني باللي حصل انا كنت فضيت شراكتي معاه فورا انا مش راجل ناجص عشان اجبل بحاجة زي دي واللي عمله غازي النهاردة هو الصح بعينه 
تدخلت جليلة سائلة له بفضول
طب انت يا ولدي مجولتلناش عرفت كيف وامتى غازي اتكلم على اختك
طالعاها دقيقة صامتا يعود بذاكره لساعتين قبل ذلك حينما دلف المنزل الكبير من الباب الخلفي بناءا على رغبة غازي الذي هاتفه يطلب مجيئه قبل عقد الجلسة
ها يا عزب انا طلبتك في الدار عشان تبجى على نور من اولها اديني شرحتلك الوضع واللي جومت انا بيه مع الزفت ناجي ايه رأيك بجى في اللي جولته
ببغض شديد تحدث كازا على أسنانه
مفيش جول فيه افعال وبس حتى ولو انت اتصرفت من مخك بس انا برضو لازم اربيه الكلب دا لازم احطه تحت رجلي ولو هو مفكر ان شراكته معايا هتخليني راجل مدلدل اتغاضى عن اللي عمله واجبل بيه يبجى على جتني ان دا يحصل 
اومأ غازي بأعجاب يعقب على قوله
براوة عليك يا عزب انا كنت عارف من الأول ان انت راجل ودمك حامي انا بجى يا حبيبي هجيبلك الناهية بس اسمع مني كويس وافهمني عشان الحكاية مهياش عافية وخلاص ولو ع العافية فصاحبك جام بالواجب معاه
عايز توصل لإيه يا غازي يا دهشان
سأله بارتياب فجاء رد على الفور 
اقولك يا عزب وانت قرر 
انهى اخيرا تناوله وجبته ليبتعد بجلسته عن طاولة الطعام الصغيرة مرتدا للخلف يردد بامتلاء
الحمد لله انا شبعت اخيرا  
ضحك بسيوني يردد خلفه 
بالهنا والشفا يا سعادة الباشا بس انت برضوا أكلتك على كدك كمل معايا ومتتكسفش 
قهقه يوسف ردا عليه
انكسف بأمارة ايه يا عم الحج دا انا هجمت ع الطبلية زي المچنون معدتي مبقاش فيها مكان للمية حتى بس الأكل بتاعكم تحفة بنكهة السمن البلدي هو دا نفس الست الوالدة ولا مراتك انا معرفتش صح عن حالتك الاجتماعية 
نفض بسيوني كفيه من أثر الطعام ليجيبه وهو ينهض ليقف رافعا بيديه طاولة الطعام
انا لا ليا ام ولا متجوز من الاساس بنت الحلال لسة بدور عليها وامي الله يرحمها معاييش غير اختي ترازي فيا وارزي فيها على ما ربنا يحلها عليا والاجي اللي ترضى بيا 
ان شاء الله يا حبيبي تلاقي اللي تستاهلك انت راجل جدع وتستاهل كل خير 
تمتم بها يوسف وهو ينهض ايضا عن الوسادة القطنية التي كان يتخذ جلسته عليها يتابع بجدية
احنا يدوب بقى نلحق نرجع
توقف بسيوني ليلتف له بما يحمله معارضا
نرجع فين يا بيه مش تستنى لما نشرب الشاي الاول دي الأصول 
هم يوسف ان يعترض ولكنه تفاجأ بها تخرج لهما بصنية فضية تحمل كوبين زجاجين داخلها الشاي الساخن لتردف بابتسامة مستترة ظهرت جليا على ملامحها
واهو على ما تشرب نكون كوينا الهدوم اللي اتبهدلت في الطين من شوية دي نضفت وبجت تمام بعد ما طلعت عيني في غسيلها 
طالعها بغيظ شديد يكتمه حتى اقتربت تضغ الصنية على كرسي خشبي بالقرب منه
وابتسامة تفضح ما يدور برأسها زادت في استفزازه ليغمغم كازا على أسنانه 
اضحكي اضحكي وبالمرة جيبي زينهم صاحبك يتريق عليا شوية بعد ما هزقني واتفق معاكي عليا صاحبك اللي واخد مني الموقف العدائي رغم اني كنت بتكلم على مصلحته الغبي 
استدارت تقارعه بمرح
وه وانت هتعمل عجلك بعجله دا بهيمة مبيفهمش وبصراحة هو كيفه كدة مع أي حد غريب او معدي في الشارع امال انا يعني كنت بعنفه واشد عليه ليه عشان جليل أدب وعايز رباية 
قالتها ثم تحركت تتخطاه وتذهب ليدمدم من خلفها
هو برضوا اللي عايز رباية!
ظل متابعا أثرها يشعر بضحكها حتى وهي تعطيها ظهرها وبرغم حنقه من سخرينها منه وما فعله بها زينهم الا انه لا ينكر سعادة تكتنفه من وقتها ولا يعرف لها سببا واضحا 
بالصياح العالي يردد بسخطه وعقله ما زال حتى الآن رافض التصديق
لعبة عليا النعمة لعبة وواد أخوك بيعملها علينا يا بوي وانا مش هسكت عليا النعمة ما هسكت 
زفر سعيد يشيح بوجهه للناحية الآخرى يحجم نفسه بصعوبة عن توبيخه
وقد ضاق به وضجر بعدم احتمال لتعلق رئيسة ردا له
لعبة بجى ولا مش لعبة ما خلاص يا ناجي يعني هي اللي خلجها مخجلش غيرها ما تصحى لنفسك بجى يا ولدي بنات الحلال كتير 
احتج معارضا يردد
لا ياما مخلجش غيرها نادية دونا عن الحريم كلها مخلجش غيرها يعني تضيع مني مرتين مرة ياخدها واد الدهشوري والمرة التانية ياخدها غازي غازي يا بوي اللي خد مكانتك وجدي كبره عليك من وهو عيل ولا يسوى 
اثار بقوله الڠضب الشديد لوالده ليحدجه بأعين ڼارية وقد ضغط بمكره على منطقة الضعف به فلم يكتفي ليوصل صب نيرانه نحو الجهة الأخرى تلك التي وجمت صامتة من وقت سماعها بالخبر وكأنها لم تستوعب بعد
ساكتة ليه يا ست فتنة مش الكلام ده برضوا يخصك ولا صاحبنا مكانش جوزك ولا ابو بناتك ما تردي ولا هو لسانك دا ميطلجش غير في التفاهات
استطاع بكلماته السامة ان يخرجها من صمتها لتعلق بكبرياء وعنجهبة كرد لكرامتها
وانا هيهمني في إيه ما انت جولت بنفسك كان جوزي يغور في داهية هو وهي انا من الاول كنت عارفة ان دا هيحصل هي مسهوكة وسهتانة وهو مايملاش عينه غير التراب عشان بس تعرفوا ان هي كانت سبب الخړاب عليا 
صړخت بها رئيسة ردا لها وقد فاض بها منها
لا يا فننة محدش خرب عليكي غير جلة عجلك جلة عجلك اللي مخلياكي تكابري دلوك وبتنكري انك متأثرة باللي حصل دا بدل ما تفكري في حل يرجعك ليه
هتف ناجي يسبق شقيقته بلهفة سائلا
حل ايه ياما لو في حاجة توجف اللي حاصل دا جولي 
ردت رئيسة وقد الټفت انظار الجميع نحوها بانتباه
الحل ان ناخد البنات حجة يا ناجي أبوك يكلم عمك يامن وناس من كبارات العيلة عشان نضغطوا عليه يرجعها اهم حاجة العمار يا ولدي 
تدخل سعيد يدلي بدلوه يضحض الأمل الاخير لابنه
ايوه يا اختي بس دا لو حصل وغازي جبل يرجعها برضوا مش هيلغي جوازو من بت هريدي يعني بنتك لو رجعت هتعيش مع ضرة 
دا على چثتي  
صاحت بها فتنة مقاطعة الجميع لتردف بتعالي مقصود 
بجى انا فتنة سعيد الدهشان اعيش مع ضرة! 
ليه ان شاء الله وانا ايه اللي يجبرني مش هو عايز يتجوزها يغور بيها ع الاجل تبجى خدامة لبناتي لكن انا بكرة اتجوز سيد سيده 
بصقت كلماتها وذهبت من امامهم ليظلوا لعدد من الوقت مطالعين أثرها وكأن على روؤسهم الطير حتى استوعبت رئيسة اخيرا لتغمغم پغضب
ما حد هيجيب مناخيرك الأرض غير كبرك يا بتي ربنا يسترها عليكي 
دلفت بغرفتها تصفق الباب بقوة في غلقه خلفها ونيران تسري بداخلها لقد فعلتها هذه الماكرة الساهية فعلتها في البداية تحظى بحبيب مراهقتها لتعيش اعواما محلقة معه في عالم العشق والسعادة معه قبل ان يرحل لتأتي الان وتستولي على مكانتها كزوجة لكبير العائلة حتى وان كان لا يستحق ولكنها فازت عليها في هذه الجولة ايضا تبا لها وبهذه الهيئة التي تدعي بها الطيبة والاستكانة وهي ملعۏنة تخطط وتصل لما تريد بدون أدنى أي جهة منها 
زمجرة غاضبة خرجت منها ټضرب الأرض بقدميها حتى تحركت لتخطو نحو الشرفة لتتطلع منها نحو الطريق والسيارات تحسب المتبقي لها من اشهر العدة حتى تخرج للحياة التي تنتظرها لتري الجميع من هي فتنة هي المرأة التي تستحق الأفضل لأنها الأجمل 
قطعت فجأة سيل افكارها منتبهة لهذا الوسيم الذي رأته منذ ساعات يسير امام منزلها مع هذا المدعو بسيونيوالذي يصحبه الان في العودة ايضا تبسمت تطالعه بتركيز وقد عرفت بهويته من ابنتها بعدما سألتها عنه عقب انتهائها من الشجار مع طليقها غازي والذي اتضح لها انه شريكه المذكور منذ سنوات ويدعي 
يوسف 
تمتمت بالأسم بصوت واضح وكأنها تحفظ الاسم وصاحبه 
قطبت باستغراب ترهف السمع لصوت ضحكاته العالية وبعض التعليقات التي كانت تصلها داخل المطبخ وهي 
تخرج من البراد
بعض قطع الفواكه المختلفة لتقوم بغسلها جيدا قبل ان تضعها في الطبق ثم تخرج بها اليه بعدما بدلت ملابسها لأخرى تلبية لرغبته فلم تتخلى عن تحفظها في ربط حزام المئزر الذي كان يعلوا المنامة جيدا لتخفي عريها يكفي انها قصيرة وتظهر ركبتيها وسيقانها
مطلقة شعرها الذي يتحرك مع خطواتها وكأنه يسير معها او يتراقص بشقاوة هذا ما شعر به اثناء تحديقه بها وهي تخطو بملوكية لتجلس على الكرسي المقابل له امسكت بثمرة التفاح لتقطيعها لشرائح في انتظار
انتهاءه من المكالمة والتي انجزها سريعا ليعطيها انتباهه بالكامل يتأمل كل تفصيلة بها بجرأة تخجلها ومع ذلك تجاهد حتى تندمج وتعتاد
شيفاك بتضحك ومبسوط يعني
قالتها بارتباك انتبه اليه نتيجة طبيعية لابصاره التي كانت تمشطها من الأعلى للأسفل بتأني حتى رفق بها يجيبها متذكرا فحوى المكالمة
بضحك عشان اخوكي اللي كنا جلجانين عليه لا يعمل مصېبة ويكبر الموضوع بجنانه ونسينا انه الكبير دا لمها بمنتهى
السهولة لا وكمان جابه لمصلحته 
جابه مصلحة! حلها كيف غازي
تبسم باتساع يجيب عن سؤالها
حل الأمر مع عزب وخلاه يعلن خبر خطوبته على نادية جدام الكل 
خطوبته كمان! وه 
صدرت منها باندهاش شديد جعلها تفتح فاهاها للحظات حتى رددت خلفه بعدم استيعاب لتخرج منها الكلمات بعفوية انستها ارتباكها
احلف ېخرب عجلك يا غازي معجولة عملها بجد
اومأ يغمز بطرف عيناه مندمجا معها
اخوكي مش سهل دا النسخة التانية من الدهشان الكبير ودي مش حاجة هينة ولا عادية بالنسباله عشان يسيبها كدة من غير ما يمسك فرصته 
خبئت ابتسامتها مع تركيزها في فحوى كلماته
هو لدرجادي كان بيحبها انا كان جلبي حاسس والله ما هو غازي دا من النوع اللي ميعرفش يخبي بيبان عليه وحبيبي كان مظلوم في جوازته من واحدة مكنتش بتحبه كان رابطه البنات وجابرينه يكمل معاها لحد ما فاص بيه منها
كانت تتحدث شاردة وهو ظل صامتا يستمع لها بإنصات جيد حتى انتبهت لترفع أبصارها إليه وهذا السكون المريب منه فتحمحمت تعود لاضطرابها ارجعت الشعيرات المتمردة منها للخلف لا تقوى على مواجهة ثاقبتيه التي تخترقها وكأنه يغوص في أعماقها لا تعرف لما يزيد الأمر عليها صعوبة
لا ترى ابتسامته الخبيثة في مراقبتها فتكلم يخاطبها بمشاكسة
روح هو انتي جايبة التفاح دا لنفسك وبس ولا انتي شيفاني يعني مليش نفس للحاجات الحلوة دي 
حانت منه نظرة وقحة في الاخيرة جعلتها تخرج عن صمتها
في ايه يا عارف ما انت لو عايز جول هو انا منعتك 
قاطعها مرددا ببرائة والمكر يلوح في عينيه بوضوح تام
منعتيني عن ايه انا جصدي على التفاح على فكرة ماتعرفيش انا نفسي مفتوحة عليه كد ايه
افتر فاهاها ثم اغلقته على الفور وقد عجزت في البحث عن رد مناسب له يتلاعب بها وهي الغبية دائما ما تقع في الفخ 
تسلم ايدك  
اومأت رأسها بارتباك تحاول نزع يدها وقد ظنته اكتفى وانتهى
رفعت عينيها اليه تطالعه باستفسار متناسية خجلها قابلها بابتسامة حانية ليزيد مشددا يتمتم بلوعة من داخله
انا لسة صابر ونفسي طويل ومسيري هوصل 
في اليوم التالي
خرج عزب من منزله ليستقل السيارة النصف نقل خاصته التي يصطفها بالقرب منه في طريقه نحو عمله وقبل ان يصل اليها تفاجأ بمن يتصدر بجسده يقطع عليه طريقه
افندم بتقطع عليا السكة وتفاجئني بطلتك البهية عايز ايه يا غالي
تفوه بها بلهجة لا تخلو من تهكم قابلها الاخر پغضب ېعنفه
وكمان ليك عين تتمسخر وتتمهزج يا خاېن يا جليل الأصل 
خاېن وجليل الاصل!
ردد بها من خلفه ليتخصر بحنق متعاظم في الرد عليه
لكن انت واعي لنفسك والكلام اللي بتهلفط بيه دا يا ناجي ولا تكون شاربلك كاسين مع صاحبتك الخوجاية اعديها لو كان كدة ليس على المړيض حرج 
مريض يا خاېن 
هتف بالاخيرة يقاطعه ليقبض بكفيه على ياقة جلبابه ليتابع بهياجه
ايوة خاېن يا عزب لما تنيمني في العسل شهور وبعدها تفوجني بجلم شديد زي ده تبجى خاېن غازي من امتى خطب اختك ياد 
صړخ بالاخيرة قبل ان يجفله عزب بنفض كفيه عنه پغضب شديد يردف بتحدي 
خطبها امبارح وانا وافقت عشان اجفل خشم واحد زيك بتتهمني بجلة الأصل والخېانة واللي عملته انت تسميه ايه وانت عايز تستفرض بيها في غيابي فاكرها هينة ليك ولا لغيرك ياك ولا فاكرني انا خرونج عشان اجبل بواحد واطي زيك 
انا واطي يا عزب
صاح بها پصدمة وعدم تصديق فواصل الاخر بتحدي
ايوة واطي يا ناجي وانا ابجى جليل عجل ولو فضلت على شراكتي معاك من دلوك اعتبر كل شغل ما بينا انتهى انت في حالك وانا في حالي خلصت يا ناجي 
لم يستوعب الاخير الرفض حتى صار يردد بكلماته بعدم تصديق
خلصت! خلصت يا عزب وبتجولها في وشي دا انت جلبك بجي جامد جوي على كدة 
تبسم غامزا بطرف عيناه ليغيظه
وماله لما يبطى جلبي جامد مش هناسب غازي الدهشان وسع ياللا وسع من جدامي
صدح بالاخيرة يدفعه بقوة عن طربقه ليستكمل حتى وصل يستقلها ويتحرك بها مغادرا من امامه بعدم
اكتراث لېصرخ ناجي مرددا بالسباب وافظع الشتائم
والله وبجيلك حس يا كلب والله وجه عليك الوجت عشان تتحداني انا هرببك يا عزب انا هربيك
وقف أمامها بهيبته وبعكس الفترة الماضية حينما كان يتجنبها دائما ويتجنب حتى اللقاء بها بالصدفة ابصاره هذه المرة كانت منصبة عليها مباشرة وهو يخاطبها
طلبتي تجابليني 
أيوة طالبت اجابلك  
ردت بالإجابة بقوة لتجسر نفسها مستجمعة شجاعتها تلقي بوجهه الكلمات التي ظلت تحفظها طوال الليل بتوتر تفضحه أفعالها
انا طبعا مجدرة لكل جمايلك معايا وكفاية ان انا وولدي عايشين في حماك بس بصراحة انك تاخد حجي من ناجي واد عمك شيء وان اتجوزك عشان امنع الكلام والحديت عني شيء تاني انا لا يمكن اجبل بحاجة زي 
يعني انتي رافضة جوازك مني
قاطعها بحدة يزيد من
صعوبة مهمتها ولكنها تصر على موقفها ولن يثنيها شيء عما قررته برأسها
مش حكاية رفضاك انت بالذات انا رافضة الجواز كله 
فما بالك لما يجي بالأسلوب ده انا مش رمية عشان ارضى ب 
اللي يجول كدة امحيه من على وش الدنيا  
باغتها بقوله حتى توقفت تطالعه بانشداه وهو يردف دون مواربة
وانت مش رمية انت ست الكل والدار دي كلها من ساعة ما ډخلتي البيت ده وانتي بجيتي سته لا ناجي ولا عشرين من عينته حد فيهم هيجدر يمسك بكلمة واحدة وانتي على زمتي جوازنا بجي ضرورة 
ضغطت بغيظ شديد تعقب على كلماته
طب لو فرضنا اني سلمت بكلامكم انت وعزب وجبلت هترضى تسيبني كدة على زمتك جواز على ورج لأن بصراحة معنديش حاجة اجدمها 
ضيق عينيه لنصف دقيقة يستوعب المغزى من خلف عبارتها القاسېة قبل ان يخرج قوله بحزم وبجرأة أخجلتها
لأ يا نادية معنديش حاجة على ورج عشان انا عايزك 
عايز اتجوزك صح وانتي عندك كتير تجدميه 
انتفضت تدير بوجهها عنه وقد صعقها رده لتغزو السخونة وجنتيها يغلبها الحياء رغما عنها وعن تحديها له بجرأة هي ليست من صفاتها
فتابع موضحا بنبرته الحادة تخترفها سهام عينيه
ماتفهمنيش غلط بس انا صريح ومبعرفش ازوج في الكلام اسمعي يا نادية مش هزيد في الضغط عليكي بس انا مسافر اخلص الشغل اللي ورايا مع شريكي هسيبلك حرية التفكير مع نفسك ياريت تحددي قرارك الصح 
تعالي يا هدير تعالي يا بنتي  
هتف والدها يرحب بدخولها غرفة الاستقبال بعدما انهى جلسته مع خطيبها المزعوم والذي وقف يصافحها باحترام قبل ان يستأذن مغادرا لصلاته تاركا الاثنان 
جاعدة على اخر الكنبة ليه هو انا هخطفك
صدرت منه پغضب اربكها لتنهض على الفور مرددة بأسف لتغير مقعدها لجواره
لا والله مش جاصدة انا جعدت كدة وخلاص  
جربي كمان 
من اولها كدة ايه موحشتكيش
تبسمت تجيبه بمرح
لا طبعا وحشتني ودي فيها كلام انا بس مكسوفة يعني 
قالتها بعفوية اطربته شاعرا بحجم تأثيره على قلبها الندي جال بعيناه يتأمل هيئتها في تنفيذ تعليماته حتى وان كانت الملابس ليست بالقدر المطلوب من الاناقة ولكنها تحاول لإرضاءه حتى جرأتها اصبحت تحجمها من اجله جميلة وصغيرة كقطعة الحلوى التي تذوب في الفم زهرة تتفتح حديثا هو اول من يقطفها خير مخدر لجراحه
شوفتي جيبتلك ايه النهاردة
التمعت عينيها لتهتف بلهفة فور ان وقعت ابصارها على الهدية التي اخرجها من العلبة المغلفة
جيبتلي تلفون وكمان عدة الحديثة 
تبسم ساخرا يعقب على قولها
وانت كمان عرفتي عدة دا انتي متابعة بجى 
ردت بحماس يستبد بها وهي تتأمل الهاتف الجديد
ايوة امال ايه انا اعرف كل العدد الجديدة البت يمنى صاحبتي معاها واحدة زيها بس دوكها جديمة على دي شوية ياما لعبت انا وهي عليها اصل كمان عندهم واي فاي يعني نت على كيفك 
أشتدت ملامحه وتحول فجأة ليقبض على كفها پعنف يسألها
والنت ده بتشوفي عليه ايه ليكي حسابات كمان ع التطبيقات ولا انتي فرجة بس
رددت على الفور نافية
لا والله فرجة وبس وحتي لما بتتفرج انا وهي كلها مسلسلات كوري او هندي يا اما اغاني من اللي طالعة جديد انا معنديش حساب زيها عشان تلفوني اساسا بزراير مش شاشة 
ارتخى ببعض الارتياح ليرد على قولها
شاطرة يا هدير بس التليفون دا مش عليه غير خطي انا وباجي الارقام هحطها انا بنفسي من خطك الجديم ومن هنا ورايح مفيش روحة لصاحبتك يمني ولا غيرها كلها اسبوع بالكتير وتبجى في بيتك عندي تشتغلي ع النت على كيفك بس برضوا تحت عيني 
لم تركز في معظم ما فات وقد انتبهت لشيء واحد كي تسأله
اسبوع ازاي مش ابويا جالك ان احنا لسة هناخدوا وجت على ما نجهزوا الانتيريه والمطبخ عند النجار احنا حسبناها امبارح ع الاجل شهر
رد ببساطة اذهلتها
وانا حليتها معاه جبل ما تاجي متشغليش نفسك انتي ركزي بس في المهم
وهو ايه المهم
ارتفعت كفه ليربت على الخد المكتنز ويتلمس نعومته ليردف لها
تسمعي الكلام وتركزي معايا وجت ما اتصل بيكي تردي على طول عايزك تفهميني وتفهمي طبعي المدة جصيرة وانا مش عايزك تدخلي على عماكي معايا 
مش فاهمة 
تمتمت بها ثم تابعت بسؤالها الملح
طب مدام هو كدة
ما نستنى شوية ايه لزوم الاستعجال
تبسم بجانبية لاندفاعها في الرد دون انتباه منها كالعادة ليشملها بنظرة شاملة تركز على أشياء بعينها ليزفر قبل أن يجيبها على قدر فهمها
عشان انا عايز كدة مينفعش استنى تاني انا لو عليا اتجوزك النهاردة مش بعد اسبوع ولا انتي مش مستنية اليوم ده زيي
ردت ببعض الخجل وحالمية ما يدور برأسها
لا ازاي يعني اكيد طبعا مستنية اليوم ده اني ابجى معاك ع الكوشة والبس احلى فستان ابيض والبنات كلها تتغاظ اني متجوزة احلى عريس دي تسوى الدنيا كلها 
تبسم
ضاحك من قلبه ليعلق بمكر
تسوى الدنيا كلها كمان ماشي يا هدير يا مين يصبرني
فتحت باب الاستراحة للطارق فتفاجأت به أمامها يقف بكامل هيئته مرتديا حلة رمادية أنيقة والنظارة السوداء تغطي عينيه وكأنها ترى رجل اخر ليس غازي الدهشان الذي تعرفه يبتسم لها بوسع فمه يخاطبها
انا جولت اجي اسلم جبل ما اسافر 
تسلم عليا انا !
رددت بها من خلفه باستنكار يعلو ملامحها قابله بابتسامة مشاكسة يرد
لا طبعا مستغناش بس انا جاي لصاحبي واد يا معتز معتز
هتوحشني يا معتز هتوحشني يا حبيبي الكام دول 
ختم يقبل الصغير على وجنتيه وابصاره لا تتركها لتتكتف مشيحة بوجهها عنه تنتظر انتهاء هذا المشهد الدرامي ومدعابات الاثنان وحديث يدور بينهما بتفاهم لطالما اثار استغرابها لكنه زاد هذه المرة بتلميحات ليست بالغبية لتغفل عنها رغم استغرابها ايضا أن تخرج من رجل مثله حتى وصل لمرحلة لا يصح عنها السكوت
انا سايب في البيت راجل ياد تخلي بالك من نفسك ومن امك فاهم يا زيزو
هو مين اللي سايب في البيت راجل انت تجصد ايه بكلامك
على الفور انكر ببرائة يدعيها
وه يا نادية هو انا لما اوصي الواد لازم يعني اكون جاصد حاجة مش كويسة انا بوصيه وخلاص  
اومأت على مضض لتصرف ببصرها عنه نحو شقيقتها والتي أتت هذا اليوم لزيارتها بعد اخبار الأمس 
والتي أشار لها غازي بالتحية من محله حينما انتبه لوجودها 
ام احمد عاملة ايه وعاملين ايه عيالك
بادلته المرأة رد التحية بود 
اهلا يا غازي يا واد عمي حمد لله يا سيدي انا زينة وعيالي وجوزي كمان رايجين تشكر يا كبيرنا ع السؤال  
دار حديث سريع بينهم وهذه الأسئلة الروتينية التي تدار في مثل هذه اللقاءات حتى استغربت تلك التي ظلت واقفة بينهم تنتظر مغادرته تذهب عينيها كل دقيقة نحو صديقه الذي يقف بجوار السيارة في انتظاره ايضا ليسافرا معا 
حتي اجفلها مناديا باسمها
ناادية 
الټفت تطالعه باستفهام حتى اردف قائلا لها
كنت بسألك لو عايزة حاجة اجيبها معايا
لوحت بسبابتها نحوها بتساؤل وقد اصابها عدم الفهم في البداية لكن سرعان ما استدركت لترد بحدة
لأ طبعا مش عايزة حاجة ربنا مكفينا والحمد لله الف شكر 
تبسم باتساع يردف لها
شالله دايما انا بس بسأل عادي على فكرة ولا ايه رأيك يا ام احمد عايزة انتي حاجة اجيبهالك معايا 
ضحكت له الأخيرة تجيبه بزوق
يا سيدي وانت لو جيبت هجولك لا على العموم احنا عايزين سلامتك تروح وترجع بألف سلامة 
التقط من الاخيرة ليضيف معلقا بمغزى
الله يكرمك يارب ويسعدك والله دعوتك دي بالدنيا كلها واخدة بالك يا نادية 
للمرة الثانية يجفلها ليردف ببعض تعليماته
بتمنى بس تطلي على جدتي في غيابي اينعم خواتي وبنات اخواتي بيجوا يطلوا عليها يوماتي بس دا ميمنعش انك تطمني عليها كل يوم لو تسمحي
اسمح ايه هي جدتي فاطنة محتاجة وصية دي في عيني من جوا 
قالتها بعفوية وحمائية تتخلل نبرتها ليقابلها بقوله قبل أن يتحرك ذاهبا
ما هو دا العشم برضوا ع العموم لو عوزتي اي حاجة اطلبيها من بسيوني ولو مفيش بسيوني اتصلي بيا انا شخصيا اكيد انتي حافظة نمرتي زي انا كمان ما حافظ نمرتك ياريت بجى لما اتصل عشان اطمن تردي ماشي يا نادية
اومأت زامة شفتيها حتى اذا ذهب واغلقت الباب من خلفه رددت
ناادية خدتي بالك هو بيمد الألف ولا بيزود عليها أنا مش فاهمة بس الراجل ده بينطج إسمي بشكل غريب 
قالتها بحنق أضحك شقيقتها بصخب لتزيد من استفزازها قائلة
بصراحة دي اول مرة اسمعه وهو بينده عليكي حسيته وكأنه بيستطعم الأسم 
وه 
تمتمت بها بسخط لتطلق زفرة مشبعة بڠضبها تتابع
دا انتي باينك اتجنيتي انتي كمان
توقفت برهة باستدراك وهي تعيد برأسها على تعليماته لتتسائل بعدم فهم
استني صح طب هو بيوصيني على جدتي ودي حاجة مش محتاجة وصاية لكن ايه لزوم الاتصال وتردي عليا ومش عارف ايه هو مش جال هبعد عشان مضغطتش عليكي طب دا اسمه ايه بجى
تبسمت الأخرى بصمت أمامها وبداخلها تغمغم 
دا على اساس انه فعلا غازي الدهشان ها يديكي مساحة للأختيار والنعمة انتي غلبانة
يتبع
الفصل التاسع والعشرون
خدناها بالسيف الماضى وأبوها ماكنش راضى وعشانها بيعنا الأراضى الحلوة اللى كسبناها خدناها خدناها  خدناها بالملايين وهما ماكنوش راضيين عشانها بيعنا الفدادين  الحلوة اللى كسبناها 
تلك الأغاني التي كانت تصدح بها الفتيات من أبناء شقيقاته والاقارب والأحباب في استقبال صاخب يعبر عن فرحهم بعد عودته من
منزل عروسه وعقد قرانه عليها والذي تم منذ قليل ليأخذ نصيبه الان من المباركات والتهنئة قبل انخراطه في ليلة الحناء وما تتضمنه من مظاهر اعدها وصرف عليها الالاف من الجنيهات بغرض داخله لينتقل صداها على جميع البلدة  
يرسم ابتسامة بعرض وجهه في تقبل تهنئة هذه وقبلات الأخرى على وجنته يمازح ويضحك في رودوده عريس
يغمره الفرح بحق
مبروك يا خال ربنا يتمملك بخيرر الف مبروك يا ولدي العروسة حلوة وزي العسل جوزاة العمر ان شاء الله تخلف منها دستة مش عيل واحد 
شالله يسمع منكم ربنا يارب طب اسيبكم بجى عشان اللحج اغير جلببتي واللبس اللي هحضر بيها عشا الرجالة جبل فرقة الحنا ما تاجي كمان 
استأذن وذهب مغادرا من أمامهم وسط الصخب والزغاريط التي كانت تطلق لتملأ المكان ابتهاجا وفرحا به 
حتى اذا وصل إلى داخل غرفته خلع هذا القناع متخليا عن ابتسامته ليزفر انفاس متقطعة قانطة خشنة ليستند بكفيه على الطاولة المستديرة بوسط الصالة بوجوم صامت ادخل قلقا في قلب شقيقته التي دلفت من خلفه حاملة الجلباب الأبيض المنشي
عمر هو انت تعبان
سمع منها وارتفعت رأسه على الفور نحوها وكأنه استفاق من غفوته ليرسم ابتسامة مصطنعة في رده عليها 
اتعب النهاردة يوم فرحي دا حتى يبجى فال عفش هاتي الجلبية يا خيتي هاتي  
خطت اليه لتعطيه مطلبه بأعين متفحصة له جيدا حتى وهو يتصنع الفرح امامها بكذب مكشوف لم تبتلعه او تقوى على كبت ما يدور بداخلها حتى خرج صوتها بتردد
مكنش ليه لزوم الاستعجال انا من رأيي كنا صبرنا شوية على ما تاخد ع البت وتاخد هي عليك 
رمقها بابتسامة ساخرة يعقب ردا لها
انتي جاية النهاردة الحنة وبعد ما عجدت ع البت تجولي كدة يا جميلة دا بدل ما تسمعيني زغروطة زينة 
اسمعك يا واد ابوي واسمعك احلى مبروك كمان بس لما احس الفرحة طالعة من جلبك مش تمثيل انا مش عارفة بس ليه العند
قالتها لتفاجأ بتحوله وقد اشتدت الملامح السمحة لأخرى بدأت تعتاد عليها من عودته ڠضب يستبد به على أقل الأسباب
مش عند يا جميلة كد ما هو استرداد للكرامة انا مش هين عشان اعيش على ذكريات واحدة خاېنة باعتني على اخر الطريج بعد ما كنا خلاص وصلنا وراحت غيرت وسبتني اتفلج لوحدي مش هجعد انا للفكر والڼار اللي بتاكلني كل دجيجة ومخي بيروح عندها 
توقف برهة يتابع بشرود
يا ترى بتعمل ايه معاه دلوك بتديلوا من نفسها ومشاعرها اللي كانت من حجي بتعيش معاه الوجت اللي كان مفروض تعيشه معايا 
هتفت توقف هذيانه
خلاص يا عمر اعتبرني مسألتش بس ياريت يا واد ابوي مدام قررت تتخطى وتنسى يبجى من كله انا تبعتك رغم اني كنت معترضة في البداية بس عشان ارضيك رضخت هدير مربياها زي بناتي ودي فرحتها بيك ولا اكنها عترت على فتى أحلامها بلاش تشوه الحلم الجميل اللي عايشاه
اشوه الحلم اللي هي عايشاه!
ردد بها ساخرا من خلفها لتتسع ابتسامته في رده مقللا
والنبي انتي كمان يا جميلة باين التليفزيون والخيال لحسوا عجلك ما تسبيها تفرح يا ستي زي ما هي عايزة هي كانت تطول اساسا 
بهتت تطالعه بعدم استيعاب حتى تلجم فمها عن الرد فتابع
جميلة انا عايزة اغير هدومي واللحج الليلة اللي ورايا مش ناوية تطلعي بجى ولا اغير جدامك
لا خلاص يا واد ابوي انا ماشية 
قالتها لتستأذن مغادرة على الفور من امامها تغمغم بصوت واضح وقد استغربت لما ينتظرها من أعمال
انا اساسا ورايا هم ما يتلم لبس البنات ولا الخدمة في عشا الحريم ولا جوزي دا كمان اللي عايزني احضرله خلجاته عشان يتسبح 
ظل متابعا لها حتى اغلقت باب الغرفة واختفت ليزفر بتنهيدة اخيرة قبل ان ينهض لتغير جلبابه ولكنه اجفل على انارة الهاتف بهذا الرقم الدولي المعروف تبسم ساخرا في مراقبة الاتصال حتى انتهى ليتناول هاتفه بعد ذلك ثم يفتحه من الداخل مخرجا بطاقة الخط ليكسرها نصفين قبل ان يرمي المتبقي في سلة المهملات مدما
وادي الخط عشان نخلص خالص بجى!
اكيد مضايجة اني دخلت من غير إذن
اهتز كتفها بدلال ترد على قوله
إنت حر بس يعني اعمل اي حركة عشان احس ولا اخد بالي
ردد من خلفها بمشاكسة
ما انا مش عايزك تحسي ولا تاخدي بالك عشان اخد راحتي 
تخصرت تكبت ابتسامتها بصعوبة توجه سؤالها له
راحتك في ايه في ان شاء الله هو البص عليا من غير ما اخد بالي بجى فيه راحة كمان دا كدة اسمه تربص 
أسعده هذه الروح الجديدة منها ورد الكلمة منه بإثنين منها بدأت تعتاد بدأت تعطي لنفسها فرصة 
أكمله بمشاكسته ليقترب متمتما
وبجى لسانك يطول كمان بس بسيطة انا اعرف اجصوهولك زين 
قابلته بتحدي رافعا ذقنها للأعلى
طب وريني يا عارف هتعرف تجصه ازاي
تبسم يعض على شفته السفلى يردد لها بتوعد يغمره احساس بأنه قد حان الوقت!
من عيوني الجوز يا جلب عارف اخلص بس جعدتي مع الجماعة اللي طبوا فجأة دول يباركوا في
الوجت اللي مش مناسب أساسا جلست على طرف التخت واضعة قدما فوق الأخرى تقول بملوكية
تمام خالص وانا مستنية  
شملها بنظرة وقحة كالعادة ليومئ بغمزة من عيناه
حلو جوي اشوف انا
شجاعتك دي توصلك لفين
قالها ثم تبختر في خطواته خارجا من الغرفة نحو جلسته مع بعض الزوار من أصدقائه الذين أتوا من أجل تهنئته 
وظلت هي بجلستها بفكر شرد في مغزى كلماته يكتنفها شغف شديد لما ينتوي عليه معها يلوح بعقلها بعض الافكار والاشياء ال نفضت رأسها فجأة لتتناول هاتفها تشغل نفسها عليه علها تلهي ذهنها عن الانسياق وراء انحرافه 
كانت تتصفح لترى الجديد على وسائل التواصل الإجتماعي حينما ظهر امامها هذا المنشور المفاجئ على جروب أبناء البلدة ليس منشورا واحدا بل هو مجموعة منشورات عن عقد القران اليوم واحتفال ضخم يقيمه مع الفرقة المشهورة وصوت المطرب المعروف على مستوى جنوب الصعيد كافة اشعار تكتب عن المناضل ابن البلدة الذي تغرب ثم اتى الان ليكمل نصف دينه بالتزامن مع بدء قيامه بمشروع هام سوف يساهم في رفعة البلدة وتشغيل مجموعة كبيرة الشباب من العاطلين
قطبت بحيرة وهذه الأسئلة التي طرأت فجأة بذهنها متى خطب ليلحق بالزواج بهذه الفترة القصيرة ومن أين له بكل هذه الأموال للقيام بهذه الاشياء الضخمة والسؤال الأهم متى قام بجمعهم لقد انتظرته خمس سنوات لماذا ظل كل هذا الوقت ليعود بهذه الأموال الضخمة لماذا تشعر وكأنها تراه رجلا غريبا
لم تشعر بنفسها وهي تضغط بأصابعها على شاشة الهاتف لتكبر وجهه وتقربه اكثر ف أكثر تبحث عن عمر القديم الذي تعرفه اين الملامح السمحة اين عمر
على الفور دفعت الهاتف من يدها تبرر بضعف
والله العظيم ظهر المنشور جصادي لوحده انا مكنتش 
قطعت لتلحق به بعدما اجفلها بالتفافه ليذهب متجاهلا الرد او الاستماع لها اوقفته بجذبه من مرفقه
عارف بلاش كدة اسمعني وافهني الاول 
نفض يدها عنه پعنف هادرا بصوت مخيف يحذرها بسبابته
مسمعش نفس انا رافض أي تبرير ورافض أي كلمة منك اساسا 
اومأت رأسها بأعين تحتجز بها الدموع لتردف بصدق ما تشعر به
انت حر أكيد بس انا عايزاك تاخد بالك ان دا راجل اتجوز خلاص وانا كمان اتجوزت يعني كل واحد فينا راح لحاله انا مليش غيرك دلوك يا عارف انت بس اللي تخصني لكن هو لا 
لانت ملامحه قليلا حتى هدير انفاسه هدأت وتيرته الى حد ما محدقا بها بحيرة امتزجت بغضبه ثم ما لبث ان ينهي كل ذلك بخروجه من امامها دون استئذان يتركها وحدها تمسح بإبهامها الدموع التي أصبحت تسيل منها بغزارة ودون توقف لترتمي بثقلها على الفراش مفرغة كبت حزنها بالبكاء بحړقة 
خط بإمضته على الورقة الأخيرة بهذا الملف الذي راجع على بنوده جيدا لهذه الصفقة الهامة التي على وشك تنفيذ عقودها بفضل شريكه الهمام في العمل على الرغم من تواضع شخصه في الواقع والذي كان يهلل له في هذا الوقت
برافوا برافوا ايوة كدة شطور يا بيبي 
تبسم غازي رغم وعيده وتهديده ليردف محذرا له
احترم نفسك يا يوسف انت عارفني مجبلش بالمياصة  
هتف الاخير معبرا عن حنقه
يا عم وهو احنا لقينها المياصة ما انت اللي وش فقر ومانع نجيب الأنثى اللي ترطب علينا الدنيا الناشفة دي سيب الواحد يتوهم مع نفسه 
دفع غازي الملف من يده ليرد على قوله بضحك 
مشكلتي معاك ان بحبك يا يوسف دا غير ان اساسا مش عايز اعكر مزاجي 
ما انا كمان ملاحظ 
ملاحظ ايه
ملاحظ ان وشك منور بقالك فترة كدة من ساعة ما جيت معايا من البلد البوز اللي كان بيقفل لنا اليوم من اوله المرة دي مش شايفه ايه يا عسل تكونش بتحب جديد
قالها يوسف بفراسة قابلها الاخر بعدم انزعاج
وافرض بحب جديد هجولك انت يا يوسف دا انت تنشرها في الجرانين هو انا معرفش لسانك الفالت يا حبيبي 
رد يوسف بدراما
لدرجادي انا صورتي وحشة في نظرك مكنتش اتوقع المعاملة الۏحشة دي منك يا صاحبي 
لا اتوقع اللي اوحش منها كمان جوم ياا 
لا اله الا الله هو انت ع القهوة يا عم ولا في وسط الغيط بتنده ع العمال يا ساتر عليك لما تقلب 
اردف بها ناهضا عن محله يدعي الخۏف ترافقه ابتسامة الاخر ولكنه توقف فجأة ليسأله بجدية
الا قولي صحيح هو انت إمتى مسافر البلد 
انعقد حاجبيه يرد على السؤال بسؤال
ليه السؤال ما انا جولتلك هما كام يوم ع اللي فاتوا عشان اشيل عنك الضغط شوية وبرضوا عشان حاجة في دماغي 
قال الأخيرة بابتسامة متسعة ليعقب الاخر بمكر
اه ع اللي في دماغك اموت انا واعرف اللي فيها المهم انا بسألك يعني عشان لما تقرر الرجوع تقولي اعمل حسابي 
ليه ناوي تسافر معايا 
اومأ على عجالة متهربا
اه يا
سيدي ما انا قولتلك ع الحاجات اللي ناوبة انفذها هناك عشان مشروعنا الجديد اسيبك بقى واروح اكمل الشغل اللي ورايا 
قالها وذهب على الفور ليغمغم غازي في أثره بتفكير متسائلا بحيرة
حاجات ايه اللي جالي
عليها هو انا اللي مش فاكر ولا هو اللي بيبلفني يا ما انت غريب يا يوسف 
نفض رأسه ليتناول هاتفه مقررا التخلي عن أي شيء يصرفه عنها الان اخرج اسمها من سجل المكالمات وما هم ان يضغط يهاتفها حتى ضغط مغيرا ليتصل من الخط الاخر 
التلفون بيرن يا نادية يا بتي شوفي ليكون اخوكي بيتصل
هتفت جليلة منادية لها لتجبرها على الخروج من مطبخها تاركة ما تعده من طعام لتسألها وهي تبحث بعيناها عن مصدر الصوت
امال هو فين انا مش فاكرة في اي حتة سندته
ردت جليلة بنعاس وقد كانت نائمة على الاريكة في هذا الوقت تريح جسدها المتعب
روحي شوفيه في اوضة معتز اصله كان بيلعب بيه من شوية 
بووو عليا وعلى سنيني تاني برضوا مش كذا مرة انبه عليكي انه مضر عليه بتسيبي يلعب فيه ليه يس 
ياما
ظلت تفمغم متذمرة حتى وجدته على الفراش بجوار صغيرها الذي لعب عليه حتى غلبه النعاس  
انت كمان هتشلني  
غمغمت بها نحوه قبل ان تجيب على الرقم الغريب
الووو السلام عليكم  
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته  
انتبهت للصوت لتبعد الهاتف عن اذنها تعيد على رؤية الرقم الغير مسجل فوصلها صوته بتسلية
أيوة يا نادية انا غازي متستغربيش  
كتمت بكفها على فمها صوت اجفال منها لتستوعب ببطء كي تجيبه برسمية
اهلا يا غازي بيه بس دي مش نمرتك 
اجابها ببساطة
لا والله نمرتي بس دا الخط التاني اصل لاحظت بصراحة انك بتردي بصعوبة على الخط المسجل يارب ما تعمليها كمان مع ده 
وكأنها تسمع شخصا آخر لا تصدق هذه الجرأة منه تمالكت لتذكره باتفاقه
يا غازي بيه ما انت بتتصل كذا مرة فشيء طبيعي ان مكنش جمب التلفون دايما 
لتكوني شيفاني جاصد يا نادية
رفرفت اهدابها بصمت لا تعرف بما تخبره تود لو استطاعت التأكيد على قوله ولكن خجلها منعها ليستغل هو ويواصل
طب يعني انا غلطان اني بسألك على جدتي ولا يمكن عشان بحب اطمن على حبيبي معتز لا اوعي تجوليها دي عاد إلا معتز انا جبل ما بتصل بكون مكلم البنات وهما اللي بيسألوني عليه وانا في كل الحالات بشتاجلوا اصله حبيبي ونور عيني من جوا بس خليكي فاكرة انا مش بضغط عليكي يا نادية 
والنبي امال اللي بتعمله دا اسمه ايه
ودت لو تستطيع الرد بها عليه ولكنها كالعادة لم تجد بدا من التغاضي لتردف باستسلام
ماشي يا غازي بيه ولا يهمك تحب ابعت التلفون لجدتي تكلمها بنفسك وتطمن
يا ستي ما انا هطمن واكلمها المهم خلينا في الأصول الأول انت ازيك وعاملة ايه يا ناادية
تاني برضوا ناادية والمد اللي مش فاهماه في الأسم  
غمغمت بها داخلها قبل ان تجبر نفسها على الرد بزوق لا يخلوا من جدية
زينة والحمد لله يا غازي بيه تشكر ع السؤال 
تشكري انتي يا غالية على فكرة جدتي بتشكر فيكي جوي بتقولي انك زينة وحتى نفسك في الاكل زين دي هتجنن على طبق المحشي اللي باعتيهولها الصبح تعرفي يا ناادية انا من الوصف وشكرها فيه نفسي انفتحت جوي وھموت وانا كمان ادوجه من ايديكي 
ايه هو اللي تدوجه من يدي يا غازي بيه 
هتفت بها غير مستوعبة لجرأته ولكنه كالعادة لحق ليردف لها مصححا
يا ناادية انا بتكلم ع الاكل ودا شيء عادي يعني ميروحش ظنك لحاجة عفشة  
بهتت صامتة عن الرد تجزم ان هذا الرجل ليس له حل دائما ما يغلبها بمراوغته وتلاعبه بالكلمات 
ناادية
ايييوة 
تفوهت بها حانقة لتصلها النبرة المتسلية
انا كنت بنده بس لما عوجتي عليا وانت ساكتة هو انتي كنتي سرحانة في حاجة!
ولكنها مصرة على التقدم والتقرب اليه لن يثنيها شيء هذه المرة 
ابتعلت تجسر نفسها وتتقدم حتى جلست تجاوره على الاريكة لينهض بالتبعية هو منتبها لها فقالت بارتباك 
انا جولت اتفرج معاك بصراحة مش جايني نوم 
براحتك طبعا 
رايحة فين مش جولتي عايزة تتفرجي
تلجلجت بأنفاس متلاحقة تجيبه
في اليوم التالي
استيقظت من نومها في الصباح الباكر على اثر لمسات ومداعبات لم تتوقف سوى بعدما يأست من توقفه لتزوم بحنق
يوووه حرام عليك بجى عايزة انام 
قالتها تشد الغطاء عليها تهم بالتقلب للناحية الأخرى ولكنه منعها بجذب الغطاء مشددا
اصحى بجى هجعد اليوم كله اصحي فيكي 
اجبرها بصيحته لأن تفتح أجفانها تبصره بغيظ شديد مرددة
طب وتصحيني ليه والشمس لسة محطتش نورها ع الأرض انت لحجت امتى تنام اساسا عشان تصحى 
تبسم مرددا خلفها بتساؤل واندهاش
وانتي ايه عرفك ان الشمس لسة محطش نورها دا انتي فتحتي عينك بالعافية تشوفي خلجتي والطلعة البهية 
ردت بنزق رافضة الاستسلام للإستيقاظ
مش محتاجة زكاوة شمس الصبحية اول ما بتنزل بتنشر ضيها على جزاز البلكون المجفول وبتنور الأوضة 
توقفت ولم تجد منه ردا مما جعلها تضطر لفتح أجفانها مرة أخرى ورؤيته ولكنها تفاجأت بأنظاره التي كانت منصبة على أسفل رقبتها لتستدرك انحصار الغطاء عنها وهذه البرودة الطفيفة التي كانت تشعر بها على بشرتها لتعرف سببها الان فقط
فصدر صوت شهقتها بفزع وهي تسحب الملاءة لأعلى لتثير ابتسامة متسلية على شفتيه ساهمت
في ازدياد سخطها لتصيح به
عايز ايه يا عارف
قابل صيحتها بالضحك ساخرا حتى ڠضبت بالفعل لتعطيه ظهرها مما جعله يلطف كي يهادنها
انتي زعلتي
ايوة زعلت عشان انا دماغي تجيلة اصلا من جلة النوم وانت صاحي فايج وبتغلس كمان طب استني على ما الجسم ياخد كفايته في النوم 
ضحك بصوت مكتوم ليعقب ردا لها
يعني الجسم ياخد كفايته في النوم واليوم يروح علينا ولا انت عايزانا نسافر المسا 
الټفت له عاقدة حاجبيها لتسأله باستفهام
سفر ايه يا عارف مين اللي جال ان احنا مسافرين اصلا وايه السبب
كانت هيئتها توحي بالغباء التام ولكنها كانت شهية بشكل موجع حتى جعلته يتوقف متأملا لها بصمت دام لحظات يشبع عينيه من رؤيتها كي يصدق ان الحلم اصبح حقيقة وان ما يراه الان ليس دربا من وهم صنعه عقله المړيض بعشقها 
يا عارف انا بكلمك ساكت ليه
خرج صوتها ليفقه من سكرته ولتجبره على الرد مفندا كل سؤال بإجابته
مين اللي جال ان احنا مسافرين انا اللي جولت 
وعن المكان المقصود السفر ليه فدا مفاجأة انا محضراهالك  
كدة بجى مدام فوجتي وصحيتي لحبيبك اجدر اصبح براحتي عشان تجومي وتتشطري تفطري وتجهزي نفسك صباح الفل يا عروستي صباحية مباركة 
والى سکينة التي لم تكن مصدقة حتى الآن لرؤية حبة قلبها ابن حبيبها الراحل
يا حبيب ستك يا غالي كبرت يا واد كدة في كام شهر وبجيت راجل 
ضحكت نادية باضطراب تردد خلفها بما يشبه السخرية
بجى راجل كمان! جولها الله يحظك يا ستي بوس على يدها يا معتز مدام هي شيفاك كبرت صح 
سمع منها صغيرها ليزعن بطاعة وحركات مسرحية أثارت الضحكات على افواه الثلاث نساء هي وسکينة وجدته سليمة التي لم تكن في حالتها الطبيعية على الإطلاق للترحيب بهم جيدا حتى سألتها بفضول بعدما ابتعدتا قليلا عن المرأة العجوز
ليه حساكي مش مبسوطة بجيتنا هو انتي زعلانة من حاجة
اجابتها على الفور وبدون مواربة
ايوة زعلانة يا نادية ايه اللي خلاكي تيجي من غير ما تديني خبر
اكتنفها حرج شديد فلم تكن هذه الإجابة التي تتوقعها على الإطلاق حتى دافعت مبررة
جيت فجأة عشان اشتاجتلك واشتاجت لجدتي سکينة اللي ھتموت من الفرحة دلوك عشان شافت معتز انتي كمان موحشكيش
ردت سليمة بحدة ولم تأبه
لاه يا نادية موحشنيش عشان انا كل يوم بكلمه فيديو لو تفتكري وبخلي سته سکينة كمان تشوفه في التلفون وتكلمه دا غير ان باجي بنفسي اشوفه كل اسبوع
هذه المرة شكل رد المرأة لها صدمة بالفعل حتى اطرقت رأسها تود الفرار من مكان غير مرحب بوجودها فيه يبدوا ان سليمة قد فهمت عليها فتابعت موضحة لها
يا بتي افهميني
وبلاش تتصرفي بطيبتك دي انا ليا اسبابي اللي تخليني امنعك من الجية هنا زي ما بيدي انا ماشيتك من هنا انا مطمنة عليكي انتي والود هناك تبعيني وريحي جلبي 
واجهتها سائلة
اتبعك في ايه طيب اكتر من كدة ما انا بنفذ كل اللي بتجولي عليه جات يعني على زيارة النهاردة ما البيت هادي اها لا عيسى ولا سند ولا حتى عماتي جاعدين 
وانتي شايفة المشكلة في دول وبس
طالعتها باستفهام سائلة
امال في إيه تاني كمان
ابتسامة جانبية ساخرة ارتسمت على ثغر سليمة خالية من أي مرح بغموض غلف صفحة وجهها زاد من حيرة الأخرى وقد يأست من الرد على سؤالها لتجفل على تبدل ملامحها بحدة تطل من عينيها نحو هذا الذي دلف اليهم
مسالخير يا جدة ما شاء الله دا معتز باشا مشرف النهاردة كمان  
ردت سکينة بفرح غامر
شوفت يا مالك الباشا نور بيته النهاردة مع امه كمان 
سمع منها وانتقلت عينيه نحو الكنبة التي جلست عليها الاثنتان
ايوة ما انا خدت بالي اها ازيك يا نادية دا فعلا البيت رجع ينور بوجودكم انتي سبتيه ليه بس
ردت بسذاجة غافلة عن امتقاع وجه الأخرى بجوارها
الله يبارك فيك يا مالك انا نفسي والله ارجع لشجتي من تاني بس الظروف بجى 
ظروف ايه
سألها فردت سليمة تسبقها
ظروف شخصية أخوها هو منعها من الجية هنا مش عايزاها تبجى طرف في اي مشكلة ما انت عارف العرايك هنا في البيت مبتخلصش 
عرايك ايه تاني
همست بها سائلة قبل ان تزجرها سليمة بنظرة غاضبة اخرصتها متمتمة بصوت بالكاد خرج من بين شفاهاها
اسكتي خلاص متكلميش تاني 
ابتلعت تنصاع للأمر وشعور بعدم الارتياح يستبد بها توتر في الاجواء لا تعلم سببا وجيها له المرأة التي تعدها بمثابة والدتها تصدمها اليوم بتعاملها الجاف معها ثم هيئتها الان وقد صرفت نفسها عن الانتباه لها لتركز مع هذا الفتى شقيق زوجها الراحل والذي صار يداعب صغيرها في حجر جدته وكأنها تراقبه وتترصد أفعاله لا تدري لما هذا الارتياب
ومن جانبها سليمة فهي لم تكن غافلة عن نظرات التساؤل والحيرة التي ترمقها بها تستجدي منها استفسارا لن تبوح به ابدا وعقلها مشتت مع هذا الفتي تعود بذاكراتها لمساء اليوم السابق 
حينما استيقظت في الثانية صباحا على صوت المنبه الذي تفعله يوميا من اجل قيام
الليل وقراءة القرآن حتى تلحق بصلاة الفجر 
فضلت سليمة قبل القيام بكل ذلك ان تهبط الطابق السفلي من أجل الاطمئنان على زوجة عمها سکينة اولا فهذا الأمر تفعله منذ مرض المرأة ورحيل ابناءها واولادهم للبلاد التي يقطنون بها
بخطواتها الرزينة مرت بالطرقة التي تؤدي الى غرفة نومها ولكنها وقبل ان تصل الى هناك شعرت بصوت حركة بالكاد تصدر من داخل غرفة المكتب الخاصة بعمها الراحل حتى توقفت تنصت قليلا لربما كانت قطة بالداخل ولكن مع تذكرها لغلق جميع النوافذ بالإضافة لهذا الباب الذي تقف بجانبه زاد التوجس داخلها لتسرع على الفور تتناول المفتاح الذي تعلم مكانه جيدا كي تفتح وترى ما يحدث ولكن وبمجرد وضعه بغلق الباب على صوت كركبة وبعدها صوت أعلى لم تعلم مصدره سوى عندما دلفت الغرفة لتفاجأ بالنافذة المفتوحة على مصراعيها
ركضت تنظر منها للخارج ولكنها لم ترى شيئا على الإطلاق بحثت بعيناها يمينا ويسارا ولم تجد شيئا حتى عادت تتأمل المحتويات القديمة المهجورة وقد تأكدت لأثر العبث ببعض الاشياء التي تحركت من مكانها وصل صوت نباح احد الكلاب في الشارع لتركض نحو النافذة مرة أخرى فترى شبح الجسد النحيف قبل ان يختفي في الشارع الاخر ولكنها عرفته عرفته من ظهره ومع ذلك لن تخبر احد تشعر بقرب اكتشاف الحقيقية لقد اقترب الوقت 
يتبع
الفصل الثلاثون
راجع من فين يا غالي
هتف سائلا له فور ان حطت قدميه داخل المنزل عائدا من الخارج ليرمقه الاخر باندهاش لم يخلو من الاستنكار برده
ومن امتى السؤال وايه لازمته اساسا وانا راجع على بداية المسا متأخرتش يعني 
صاح فايز يستقبله بسخطه مرددا
متأخرتش يا حبيبي بس انت اساسا بجيت مش مفهوم عامل زي الديب الصحراوي بتلف وتدور ولا حد عارفلك مركز ياد رايح جاي على بيت جدك ليه ايه ليك هناك عشان تتحفهم يوماتي بطلتك البهية
ليا جدتي  
تمتم بها بثبات ليتخطاه بعدم اكتراث حتى جلس بأريحية على الاريكة يجيبه بمراواغة واضحة
بروح أطل على جدتي الغالية لتكون عايزة حاجة ولا محتاجة أي شي هي صلة الرحم بجيت حاجة عفشة دلوكت يا بوي
صاح فايز بانفعال جعله بميل برقبته نحوه
اطلع من دول ياد هو انت من امتى ليك في الحنية ولا تعرف جدتك من اصله عشان تراعيها وتراعي طلباتها فاكرني مش فاهمك ولا عارف باللي بيدور في مخك 
ايه هو بجى اللي بيدور في مخه جول ونورنا 
هتفت بها زوجته والتي اتت على أصوات الشجار لتدلي بدلوها هي الأخرى وتواجهه بڠضبها المكتوم فهي أيضا ليست بالغافلة عما يدور برأسه الان
سكت ليه ما ترد يا فايز 
ارد اجول ايه يا بت انت ايه دخلك اصلا في الكلام واحد بيستفسر من ولده ايش دخلك انتي ولا هي جلة ادب وخلاص منك
عضت على نواجزها تكبح لسانها بصعوبة عن الرد بما يليق به تفضحه امام نفسه بعدما نفض يداه من معظم المصروفات يدفع بالكاد لطعامهم والملتزمات الأساسية للمنزل اما تحتاجه هي من اشياء جديدة كما كانت معتادة فقد اصبح من المستحيلات واقساط القديم يعذبها حتى يمن عليها بهم 
لا مش جلة أدب يا غالي انا برد الرد الطبيعي على شندلتك للواد واحد بيزور جدته انت زعلان ليه
بشرار انظارها الحادة صارت تواجه چحيم عينيه في حديث مشتعل يحمل العديد من الرسائل المتبادلة بينهما امام هدوء يثير الحيرة من ابنهم المتابع الحړب الباردة بينهما بدقة حتى خرج رده
معلش ياما هو يمكن فاهم غلط ولا فاكرني لسة عيل صغير على الأصول لكن انا عايز اطمنك يا بوي انا بروح بس اطمن على جدتي اصلها مسكينة بتتعب كتير وعمتي سليمة يدوب كلامي معاها على كد السؤال 
تهكم فايز يردد خلفه بغيظ
عمتك سليمة! مرة ابوك خليتها عمتك يا مخبل 
تبسم مالك ينهض عن مقعده ليضيف عليه ببرود قبل ان يتحرك ذاهبا نحو غرفته
وه يا بوي يعني هندهلها واجولها ايه بس ما هو انا فعلا شايفها زي عمتي هوايدا ونعيمه 
شايفها زي عمتك خيبة تاخدك يا خوي 
غمغم بها فايز بغيظ لا يخفيه أمام ابصار زوجته والتي تراقب ردود أفعاله بتركيز شديد
باستهزاء جلي وقفت تتأملها وهي تحاول بالملقط نتف الشعيرات الزائدة من حاجبيها بغرض تزينهم بما يرضيها كامرأة متزوجة شعرت بها لترى انعكاس صورتها في المراة التي تمسكها بيدها تضحك بوسع فمها لتعلق باستهزاء
بتعملي ايه يا خايبة
عبست عزيزة تشيح بوجهها للناحية الأخرى بإحباط متعاظم تعبر عنه
يا بوي عليكي يا فتنة وعلى كلامك التجيل مفيش مرة اجيلك عشان اجضي لحضة زينة معاكي الا ما كنتي ټسممي بدني بكلامك 
ضحكت الأخيرة تتقدم بطبق الفاكهة لداخل الغرفة الاتي اتخذتا الجلسة بها لتعلق بمزيد من التقليل
انا برضوا اللي بسمم بدنك ولا انتي خايبة صح اسيبك شوية ارجع الاجيكي ماسكة الملقاط وشغالة جرطيم في حواجبك ما تشيلهم احسن 
ضړبت عزيزة بكفها على صدرها تردد بجزع متأملة حاجبيها مرة أخرى بتمعن في المراة
يا مري حرام عليكي يا فتنة مش
لدرجادي يعني ليه بتخلعيني عليهم دا بدل ما تشجعيني عشان اكمل التاني 
اشجعك 
رددت بها لتزيد بانتقادها القاسې
انا مش فاهمة انتي ليه عايزاني اضحك عليكي الحاجب ان ما كان يبجى رفيع ومرسوم الرسمة اللي هي الوش يبان كيف ثم كمان الحاجات دي ليها ناسها مش جادرة تدفعي وتكلفي نفسك معاكيش فلوس
لأ معايا يا فتنة بس مفيش وجت عشان اروح كوافير واتعدل ما انت عارفة الخدمة والعيال والراجل اللي عايزة طول الوجت مرة شديدة 
توقفت برهة تطالع الأخرى وهيئتها المهندمة والمتأنقة على الدوام حتى في الملابس البيتية بنظرات اعجاب لتردف بتحسر
نفسي اهتم بنفسي زيك كدة يا فتنة بس عزب شديد وعامل زي الجطر مش واخدة فرصتي معاه واصل 
بثقة تعدت الغرور سخرت الأخيرة لتعقب ردا لها
هو الاهتمام محتاج فرصة ما تبعتي للبت نفيسة تظبط حواجبك وتنضف الوش والجسم وحتى صبغة الشعر كمان تعملها وتخليكي عروسة جديدة وانت في بيتك لا تحتاجي لكوافير ولا كلام فاضي معايا رقم تلفونها اتصلك عليها تجيلك هنا جبل ما تروحي ايه رأيك
سمعت عزيزة ليلتوي ثغرها بامتعاض لتظل صامتة لبعض الوقت قبل ان يخرج ردها
يعني انا اجولك عايزة اهتم
بنفسي وانتي تجوليلي اجيبلك نفيسة انتي عايزة عزب يطلجني دا يطيج العما ولا يطيجها ثم تعالي هنا مش البت دي سبب الخړاب عليكي كيف لساكي بتكلميها 
احتجت فتنة تنفي بتعالي
سبب الخراااب! لا يا ماما مش هي سبب الخړاب دي مجرد خدامة تخدمني وتاخد اجرتها واد عمك هو اللي خرب على نفسه يا حبيبتي عشان خاطر يبرئ البرنسيسة اخته ودي حمارة پتخاف من خيالها مش هتخاف منه ولا تنفذ اللي يأمر بيه يا للا بجى في داهية هو الخسران
ابتعلت عزيزة اعتراضها كالعادة لتصمت بجبن منها حتى لا تغضبها ولتحتفظ برأيها لنفسها فتابعت الأخرى بعملية وهي تتناول الهاتف
انا هتصل بيها تجيني دلوك على طول
يا مري لا يا فتنة يبجى انا ماشية عاد 
قالتها تنتفض ناهصة عن الفراش ترفع طفلها النائم معها لتلحقها الأخرى باستهجانها
انتي هبلة يا عزيزة دا انا هجيبها مخصوص عشان خاطرك لاجل ما تتنيلي وتهتمي بنفسك يمكن تأثري في جوزك ده ويخف شدته عليكي لما يشوفك حلوة 
يشوفني حلوة!
تمتمت بها عزيزة داخلها بتأثرا وحزن تخفيه لتعمد فتنة الدائم بالتقليل منها مما زادها تصميما للمغادرة
يا ستي عنه ما شافني حلوة برضو احسن ما يطلجني لو عرف ان نفيسة هي اللي عدلتني!
وه يا مخبلة دي افتكرت نفسها مرة دي كمان وبتلجح عليا جبر يلم العفش 
ايوة يا بت يا نفيسة سيبي اللي في يدك وتعالي عشان تصبغيلي شعري وتمكريلي يديا ورجليا 
ايه يا نادية واخدة في وشك وهترجعي عن طريجك ولا ايه
هتف بالسؤال حينما الټفت تستدير بقصد تغيرها طريقها بالفعل وقد انحصرت الحلول امامها إما التكملة والمرور بجانبه في هذه المساحة الضيقة اي ترك فرصة له ليحتك بها او الغوص داخل الاراضي الزراعية على جانبي الطريق 
لذلك قررت على الفور أن تغير السير لجهة أخرى هو الحل الأسلم ولكنه لم يتركها لخيارها وقد تحرك من محله ليجفلها بأن يتصدر أمامها يمنع عنها المواصلة صدرت منها شهقة الاجفال في البداية وقدميها ترتد للخلف ثم تنهره غاضبة
إنت اټجننت يا ناجي ولا خيبت واخد الطريج لحسابك واديني سيبتهولك جاي ورايا تتصدر جدامي كمان
واعملك ايه ما انتي مش مدياني فرصة عاملة غازي الدهشان ولا اكنه ولي امرك ودلوك عاملينها لعبة عليا ومدعيين انك مخطوباله طب مش كنتي عملاها حجة انك مش عايزة تتجوزي بعد اللي غار يا به دلوك ايه اللي حصل
غار في عينك  
احتجت بها غاضبة بوجهه لتردف بنيران تستعر داخلها نتيجة لتبجحه في الحديث معها غافلة عن من استرقت السمع اثناء مرورها بجوارهما ټلعن حظها انها لم تنتبه لوقفتهما من البداية لكانت اتخذت محلها في المراقبة جيدا
العيب ان طلع من اهل العيب ميبقاش عيب وانت ابو العيب لو عندك ذرة احترام لنفسك مكنش لسانك اتجرأ يغلط في اللي راح حصلت بيك جلة الحيا توجف ولية في نص الطريج عشان عايز تفرض نفسك عليها 
طب غازي الدهشان يخطبني ولا ميخطبنيش اجبل بيه ولا ارفضه انت مالك في جميع الحالات يا ناجي انا عندي المۏت أهون من اني اتجوز واحد زيك 
كانت حازمة كانت قاسمة بقولها حتى اهتز في وقفته لا يستوعب ان القطة الوديعة تبصق بوجهه كم هذا الكره والمقت ليردد بسخرية ردا لها
واحد زيي! ليكون مش عاجبك ولا مالي عينك كمااان إيه يا بت هريدي انتي هتشوفي نفسك عليا ولا ايه 
قطع مجفلا على اثر الكف اللي حطت على ساعده قبل ان يفاجأ بالذراع الضخم يلتف حول كتفيه يضمه الى محيط الصدر العريض انتفض يحاول الفكاك من القبضة الحديدية وقد صعق بهوية الشخص امام صدمة الأخرى أيضا
بعد يدك دي عني ياد ولا انت هتتجرأ على أسيادك يا كلب
سمع منه ليزيد بالضغط عليه متوجها بالحديث نحوها
امشي
خدي طريجك عدل يا ست نادية 
أومأت بهزا رأسها له ممتنة لحضوره المفاجئ و
بنجدتها من هذا الغليظ لتعود لنفس اتجاه البداية متخذة طريقها المستقيم نحو منزلها الامن هناك
أما ناجي فقد باشر السباب والشتائم بأقبح الالفاظ نحو هذا الذي احكم شل حركته بجمود يثير الړعب بقلب خصمه ليخرج صوته بعد فترة من الوقت
شد حيلك في الشتيمة على كد ما تجدر بس نصيحة مني بلاش تتعرضلها تاني عشان انت كدة بتلعب في عداد عمرك بت هريدي وولدها عند غازي الدهشان خط احمر زي عياله بالظبط 
تركه يدفعه عنه پعنف جعله يسقط بثقلة في الارض المزروعة على الجانب القريب لېصرخ عليه بهياج المهان في كرامته
يا بن ال يا بسيوني الكلب انت كدها دي دا انا هربيك واعرفك تمنها غالي دي يا يا 
طالعه من علو يعدل ياقة جلبابه بنظرة متعالية كرد طبيعي على كم السباب والالفاظ البذيئة التي يتفوه بها عليه ليردف قبل ان يتحرك ويتركه
صدجت والله لما جالت انك ابو العيب 
اعطى العامل عدد
من الأوراق النقدية موجها بكلمات الشكر والامتنان له بعدما اسند الحقائب داخل الغرفة لينصرف بعدها ويغلق خلفه الباب ودلف داخل الجناح الفاخر يبحث عمن اختفت فجأة ليجدها بعد قليل من البحث مبصرا طيفها من خلف الستائر البيضاء داخل الشرفة الشاسعة
اتخذ طريقه نحوها حتى إذا وصل اجفلها بلف ذراعيه حول خصرها ليضمها اليه من الخلف يتطلع نحو الجهة المقابلة لهم وهذا البحر الهائج بأمواجه أمامهما ډافنا انفه خلف حجابها يرى ويشعر بجمال الاشياء معها فخرج صوتها بفرح يغمرها
الله يا عارف انا حاسة وكأني في حلم المنظر هنا يجنن مش هتصدج لما اجولك انا من زمان ونفسي فيها دي اصحي من النوم على منظر البحر يعني انا مستعدة دلوك اجضي كل ايامنا هنا مكاني لا اروح ولا اجي كفاية عليا الجمال ده 
صدرت منه ضحكة عابثة ليعلق ساخرا
والله يا حبيتي انا احب ما عليا ان اجعد طول الشهر دا معاكي في مكان مجفول علينا مش في البلكونة المفتوحة دي 
نصف شهقة صدرت منها وقد انتبهت على مغزى كلماته لتلكره بمرفقها
بطل جلة حيا انا بتكلم بجد 
اااه
تأوه بها ليردد متوجعا
براحة يا بت انا جعان اساسا يعني مش حملك 
الټفت ضاحكة تردد بعدم تصديق
اول مرة اشوف واحد ميتوجعش غير وهو جعان 
شاركها الضحك يشبع عيناه من الوجه الفاتن والضحك بدون تكلف تذكره بأيام طفولتها قبل النصوج وحسابات الكبار في الزواج والارتباط الملزم لأبناء العمومة الذي كانت تجاهد بضراوة للتنصل منه على عكسه تماما وقد كان محددا هدفه بأنها نصيبه السعيد 
انا بجول كفاية كدة ونكمل بص ع البحر بعدين 
هتف بها ليسحبها داخل الغرفة ثم اغلق نوافذها قبل ان يضمها بدون مقدمات ولكنها انتزعت نفسها فجأة توقفه بمطلبها
طب ثواني بس جبل اي حاجة سؤال خطرلي دلوك وعايزة اجابته
التوي ثغره بهيئة اضحكتها قبل ان يعطيها موافقته على امتتعاض
مع انه مش وجته خالص بس اتفضلي يا ستي وخلصيني 
ردت بلهفة شديدة
حلو خالص انا اللي عايزة افهمه كيف جدرت تستناني رغم ان تجريبا مكنش في حتى ولو أمل ضعيف
سمع منها لتلوح بثغره ابتسامة لم تفهما الا حينما سمعت اجابته
بصراحة كنت بدعي دايما انك ټموتي ولا تبجي من نصيب حد غيري 
شهقت وتوسعت عينيها پصدمة لتضربه بقبضتيها على صدره تعبر عن سخطها من دعوته
كنت بتدعي عليا بالمۏت بالمۏت يا عارف وجالك جلب جالك جلب 
قهقه يسيطر على قبضتيها بتسلية ليضيف بعد ذلك موضحا
بهزر معاكي يا مچنونة الدعوة كانت العكس ودي بجيت ادعيها بعد ما طلجت مراتي الاولى
جذب انتباهاها لتهدأ ثم تابع بصدقه
طلجت بنت الناس في شهور جليلة عشان مظلمهاش وبجيت الدعوة دي ملازمة لكل صلاة بصليها اني يارب اموت جبل ما اشوفك من نصيب حد غيري 
تلجمت ولم تعد لديها اي قدرة على الكلمات بعد ذلك فلم يتبقى لها سوى ان تلقي بنفسها داخل حضنه وكان هذا ابلغ ردا منها اليه
كالعادة تدخل كل منزل بمزاحها وأحاديثها المتنوعة في عدة اشياء تجذب انتباه السامع فلانة فعلت هذا ويالها من بائسة والأخرى التي اغضبها زوجها أما الثانية فتلك التي سارت مع ابن فلان حتى غذر بها ولم يعد يسأل عنها 
تلك المرأة التي تحتاجها النساء وتدخل كل بيت فتكشف أسراره ثم تذيع بها في باقي المنازل كتسلية في تقضية الوقت وكأنهم في مأمن عن لسانها
تحبي نبتدي بإيه يا ست الناس بصبغة الشعر ولا تظبيط الوش والحواجب
لا دي ولا دي اجعدي اعملي مناكير لرجلي الاول 
قالت فتنة وهي تشير لها للجلوس على الارض ازعنت الأخرى لتجلس مكان ما أمرت واتخذت هي مقعدها على الفراش لتتحفها الأخرى بالتغزل في حسنها وجمال قدميها قبل البدء في حديثها اللئيم اثناء ما تعمل
بجالي يومين مطحونة شغل في فرح اللي اسمه عمر ده اشي صبغة ولا رسم حنة وحفافة لاخواته وبناتهم وكأنهم ما صدجواا النعمة بانت عليهم 
مصمصت
الأخرى بتقليل
مهما يعملوا برضوا مش هينضفوا الرك ع الأصل
ضحكت لها بمكر قبل ان تدخل بها في الجهة التي تريدها
هو صح زي ما بتجولي كدة بس اللي اسمه عمر عامل جلبان وصارف ياما ولا اكنه ورث هيتجوز بت إجلال صغيرة جوي عليه حتى مكملتش سنها بصراحة مكدبش عليكي انا كنت ناوية اشور على الست الوالدة بيها لناجي بيه بس هي اتخطفت عجباله هو كمان انا مش عارفه ايه اللي موجف حاله ما تشوفوا ريحته يا ست فتنة ليكون حد كدة ولا كدة عمله عمل الناس مش مضمونة 
لا يا اختي من غير ما نشوف احنا عارفين مشكلته منها لله اللي كانت السبب 
تحفزت نفيسة واستبد بها الفضول لتردف لها بغرض كشف المزبد 
واحدة ست يعني هي السبب في وجف حاله بصراحة يا ست فتنة انا جبل ما
اجيلك هنا شوفته بيشد في الحديت مع الست نادية مرة المرحوم حجازي وڠصب عني ڠصب عني والله سمعت شوية حاجات كدة وانا بعدي الطريج جمبيهم اصله كان واجف بيتحدت معاها 
حاجات ايه يا بت
وجهت لها السؤال پغضب قابلته الأخرى بادعاء الخۏف
مش حاجة عفشة لا سمح الله انا بس سمعته كيف تتخطبي لغازي الدهشان وترفضيني يا مري ليكون الكلام ده صح يا ست فتنة
خرج الرد من الأخيرة بسرعة البرق وكأنها تنفي عنها تهمة ان زوجها تركها من اجل أخرى
صح يا ختي عشان تعرفي بس بكهن الحريم اللي بتدخل البيوت تخربها وټخطف رجالتها
ااااه 
تمتمت تتطقطق بفمها صوت استهجان وكانها تدعمها في الرأي
ما انا برضك استعجبت يا ست فتنة كيف يعني راجل زي جوزك ده جدر كدة يستغني عن واحدة زيك دا عمل زي اللي مصدج ولجى حجة!
أمتقع وجه الأخيرة حتى صار الدخان يخرج من اذنيها وفتحتي أنفها وهي تراقب الملعۏنة تتحدث بما يشبه الشماتة رغم ادعائها الخنوع
انتي جولتيها بنفسك واحدة زبيي يعني انا يتمناني سيد سيده لكن بجى الرمرمة تجولي فيها
بلؤم لا تخفيه رددت تدعي مجارتها
فعلا عندك حج رجالة مايملاش عينها غير التراب وحتى الحريم كمان بس الحظ بجى انا مش جادرة اصدج والله من ساعة ما شوفت بعيني بجى مضړوبة الډم دي ترفض ناجي بيه اللي نص حريم البلد تتمناه وترمي حبالها على راجل متجوز اخص على دي ربابة اخص 
فعلا يا نفيسة هي جلة رباية صح
سخرت بها فتنة رغم علمها التام بنفاق الأخرى وتملقها لها ولكنها لا تكترث يكفي ما سيأتي من خلف الحديث من نتائج قد تثلج صدرها عن قريب
هذا اللسان الذي يستحق قطعه لن يصمت أبدا على خبر مهم مثل هذا حتى وبرغم علمها التام بخطۏرة ما تغعله لن تغلبها الحيلة 
دلفت جليلة اليها داخل الغرفة بعدما عادت من منزلها في ميعادها اليومي كالعادة كانت قد غفت بجوار ابنها على التخت بعدما استبد بها القلق والضجر نتيجة لقاءها بهذا البغيض ثم نجدتها بالفرار منه بفضل بسيوني والذي لم تعلم كيف وجدته فجأة امامها هل كان الأمر بالصدفة ام هو مراقبا لها مما زاد عليها وارهقها بالتفكير حتى لم تجد راحتها سوى بالنوم لتستيقظ الان بفضل نداء والدتها
نادية انتي يا بت لحقتي امتى تنامي والوجت دلوك العشا
تطلعت الأخيرة حولها لتجد الظلام بالفعل قد حل مما جعلها تعتدل على الفور مع مداومة والدتها بالحديث
نايمة بعبايتك السودة انبي شكلك نمتي من ساعة ما جيتي وحتى ولدك كمان نام معاكي طب عشيه الاول 
على الاقل عشان ميصحاش في نص الليل ويجولك انا جعان حريم خايبة صح دا انا مرضيتش اتعشى مع اخواتك يا زفتة اجي الاجيكي مخمودة 
ضحكت تعقب وهي تلملم شعرها الذي انفلتت عقدته مع نومها
خلاص يا ام عزب متزعليش نفسك انا هجوم دولك اسخن نتعشى احنا الاتنين الاول وان كان على معتز هبجى اصحيه كمان بالمرة بعد شوية كدة 
ردت جليلة بوجه عابس
طيب يا اختي بس متعوجيش اروح اصلي انا على ما انتي خلصتي 
صدح صوت جرس المنزل ف انتبهت نادية توقف والدتها التي كانت على وشك الخروج اليه
استني ياما روحي انتي اتوضي عشان تحصلي الفرض وانا هروح افتح واشوف مين
لم تجادلها جليلة لتخرج باتجاه المرحاض القريب بالطرقة وذهبت هي لترى من الطارق وكانت المفاجأة حينما وجدته أمامها حتى انها لم تصدق عينيها لتظل لفترة من الوقت تحدق به بعدم استيعاب حتى قطع هو الصمت بقوله
إيه مش هتجوليلي حمد الله ع السلامة
قالها بجمود يماثل هيئته وهذه النظرة الغامضة التي يرمقها بها لتضع بقلبها شعور عدم الارتياح ف ابتعلت لتردد بتماسك مزيف
حمد على سلامتك انا مكنتش اعرف انك وصلت 
ارتسمت نصف ابتسامة على زاوية فمه ليعقب على قولها 
واديني واجف بطولي جدامك معناها اني جيت هتسببني كدة من غير ما تجوليلي اتفضل!
بدا التردد جليا على صفحة وجهها ما بين استهجان لطلبه المباشر لها وما بين ورفض تود البوح به ولكنها لا تجرؤ 
ضاقت عينيه وكأنه يقرأ جميع ما
يدور برأسها ظل صابرا حتى لبت طلبه على استحياء تزيح بجسدها عن الباب 
اتفضل طبعا 
دلف لداخل الاستراحة يرمقها بطرف عينيه قبل ان ينتبه على صوت جليلة التي تفاجأت بحضوره
وه غازي الدهشان وصل من السفر حمد الله ع السلامة يا غالي 
الله يسلمك يا خالة 
تمتم بها يستقبل ترحيبها بحفاوة ليصافحها قبل ان يخلع سترته ثم يجلس مقابلا لها بالقميص المنشي الابيض والبنطال الأسود امام ابصار تلك المصډومة من فعله لتغمغم داخلها
وه دا جعد وخد راحته كمان ولا اكنه في بيته 
نادية!
هتفت جليلة منادية بإسمها لتلفت انتبهاها لها ثم تأمرها
روحي اعملي كوباية عصير ولا حاجة لواد عمك ولا تعملك جهوة احسن  
توجهت بالاخيرة نحوه فجاء
رده مخالفا
لا دي ولا دي يا خالة انا راجع من السفر عليكم على طول ھموت من الجوع عندكم عشا اتعشى معاكم
وه انت بتسأل دا احنا عندنا الخير كله يا ولدي شكلك واد حلال وحماتك هتحبك جبل ما تاجي على طول كانت داخلة تسخن ياللا نادية سخني كل اللي في التلاجة 
أومأت تحرك رأسها بزهول يشل افكارها لتزعن على مضض لتنفيذ الأمروقبل أن تستدير بجسدها أوقفها بقوله
ياريت يا نادية لو فاضل محشي من بتاع امبارح تلحجيني بطبج ولا يكون خلص وانا مليش نصيب ادوج منه 
لاه والنعمة فيه مش بجولك واد حلال  
صاحت بها جليلة بلهفة تخبره قبل ان تعيد بتوجيه الأمر نحو تلك التي ما زالت لا تستوعب حتى الان ما يحدث أمامها وهذه الاريحية المبالغ فيها منه 
سخني الحلة كلها يا نادية دا باين غازي وصل النهاردة مخصوص عشان يفتح نفسنا والله حمد ع السلامة يا غالي 
تسلمي يا خالة امال فين الواد معتز واد يا معتز 
معتز نايم هجوم اصحيهولك
في صالة منزله الجديد وبعد انتهاء الزفاف امام المراة التي تتوسط الحائط وقف يتطلع لنفسه الان بها في انتظار خروج العروس اليه الى حين أن تنتهي من تبديل ملابسها يتسائل داخله
أين هي فرحة العرس 
لقد فعل كل شيء ليلة حناء صاخبة شهد عليها القاصي والداني وقد ذاع صيتها على كل ارجاء البلدة وما حولها واكثر نظرا للشهرة الواسعة التي يتمتع بها النجوم الذين أحيوها والفرقة والفقرات المتنوعة والذبائح ثم اليوم وهذا الزفاف الاسطوري في القاعة الفخمة في المحافظة
انه لم يترك شيء للتفاخر والزهو حتى انه اندمج مع ما يحدث بالأمس وظن انه قد نسي وعاش ليلة الأمس بفرحها وصخبها ولكن ومع بزوغ الصباح ورؤيته بالصدفة لها اثناء مرور السيارة التي كانت تقلها مع هذا المدعو زوجها وابن عمها لقد كانا يضحكان يعيشان السعادة التي كان يوعد نفسه بها معها
انتفض يستفيق من شروده مع صوت فتح الباب ثم خروج هذه الصغيرة والتي تقدمت حتي وصلت اليه
كانت كالكتاب المفتوح أمامه ليس بها الخجل الذي يتوقعه الرجل الشرقي من عروسه في ليلة كهذه بل هي امرأة راغبة نظرتها مشبعه بإعجاب قادر على ارضاء غروره كرجل بدعوة صريحة للغرق معها في بحر العسل ولكنها ليست هي
ليست عروسه التي تمناها ودفع ثمن الوصال بها من عمره ليست هي الحلم الذي عاش من أجله ليست هي من كسرت قلبه الذي ذاب عشقا بها حتى أصبح خيال رجل في انتظار اكتمال لن يحدث 
ولكنه الان على أرض الواقع والمفروض به ان يفرح ان يتجاوز ان يكون عريسا لهذه العروس
صدرت شهقة مجفلة منها بعد أن طوقها فجأة بذراعه بوجه متجهم ليس له أي صلة بما كانت ترسمه في خيالها ازدردت ريقها بتوتر تحاول السيطرة على خفقان قلبها يحدثها بصوت وكأنه يأتي من البعيد بعد أن تاهت بهذا الوجه الغريب منه
لتكوني خاېفة مني
ها 
تمتمت بها بعدم تركيز ثم سرعان ما حركت رأسها نافية رغم فزعها بالفعل منه 
يبجى أحسنلك تخافي
امممم دوج يا واد الحلاوة دوج يسلم ايدين اللي عملته اول مرة اكل محشي كرنب بالحلاوة دي 
عقبت جليلة ضاحكة وكأنها تلبست الدور هي الأخرى تسلم ايديها هي بجى ما هي نادية هي اللي عملاه وانا والنعمة ما اعرف اعمله بالحلاوة دي زيها
نقل بنظره نحوها بغزل مبطن
رغم ان جدتي كانت حاكيالي عن طعامته بس والله حسيت بنفسها فيه 
حسيت كيف يعني
سألته بتحفز رافعة حاجبا واحدا بشړ قابله بعبث ابتساماته المستفزة لها وتباسط والدتها معه يجعل عقلها على وشك الانفجار فما يجري حولها الان يشعرها وكأنه 
نفضت رأسها رافضة الفكرة ان تطرا بعقلها من الأساس لتضع همها في الطعام ولكن كيف لها التناول وسهام انظاره المتربصة لها منصبة عليها ولا تتركها
كفاية يا ولدي دا باين النوم غلبه من تاني ومعدتش فيه نفس للوكل اساسا 
هتفت بها جليلة بالإشارة نحو معتز الذي غفى بالفعل على صدره قبل ان تنهض من محلها مردفة
هات اخده اغسله وشه وخشمه جبل ما احطه يكمل نومه ع السرير من تاني 
خليكي انتي كملي وكل انا اللي جايمة عشان شبعت  
لا انتي استني يا ناادية  
تفوه يوقفها بكف يده التي صدرها امامها لتلتزم
محلها على مضض يكتنفها احساس انه قد تجاوز بالفعل ولابد لها ان توقفه انتظرت حتى ذهبت والدتها بصغيرها لتبادره السؤال
نعم كنت عايزني استنى ليه
لم يكترث لحدتها بل ادهشها بتحول ملامحه فجأة لتغلف بتجهم تناقض تماما مع هيئته منذ قليل يجفلها هامسا بأعين تطلق شررا من الچحيم
طلعتي ليه من غير ما تبلغيني ولا تبلغي حد من الرجالة بسيوني دا اللي رازعه تحت امرك وامر معتز مكنتيش جادرة تديله خير
اكتنفها فزع كاد ان يوقف
قلبها في البداية من هيئته لكن سرعان ما تمالكت لتغلبها روح العند في الرد عليه
وافرض يعني معملتش كل اللي جولت عليه دلوك انت مالك عشان تيجي وتحاسبني كدة
لم يكن متوقعا لهذا الرد منها على الاطلاق حتى ارتدت رأسه للخلف بمفاجأة ليستوعب قليلا فينحي هذا الجزء الصارم في شخصيته ليخفف من حدته قليلا حتى يقتنع رأسها العنيد وليعطيه الله القوة حتى لا يضعف امام العيون الساحرة تلك
يعني انتي معرفاش بحاسبك ليه ولدك دا اللي مسؤلية امنه في رجبتي لو حصله حاجة لا قدر الله ساعتها هيبجى ايه وضعي انا الزفت ناجي كان هيقدر يجرب منك لو ماشية مع حد من رجالتي
انتي مغلبة عندك ليه على مصلحة وأمان ولدك
رددت خلفه پصدمة محتجة
انا مغلبة عندي على مصلحة ولدي ليه ان شاء الله عايزه اذيته يعني
رد موجها لها سؤاله المباشر
بعد اللي حصل النهاردة معترفة ان اللي عملتيه صح ولا غلط
عملت إيه وانا ايه ذنبي لو الزفت 
قطع مانعا عنها الجدال او التبرير مرددا
معترفة باللي عملتيه صح ولا غلط
اجبرتها حدته هذه المرة على الرد لتطالعه بوجه ممتقع
انا ممكن اكون غلطت في حاجة واحدة بس هي اني مبلغتش بسيوني 
يبجى اعترفتي ومن هنا ورايح مفيش فرصة تاني للغلط اللي اجوله يتسمع ومن غير مراجعة 
من غير مراجعة!
ايوة من غير مراجعة ولاحظي اني بتكلم معاكي وبحاول اقنعك كواحدة عاجلة لوحدينا من غير ما ادخل اخوكي ولا امك معانا وانتي عارفة طبعا رأيهم ساعتها هيبقى مع مين
يتبع
الفصل الواحد والثلاثون
دلفت اليه داخل الغرفة وقد كان جالسا متربع القدمين على الفراش يشاهد بتركيز شديد بالشاشة العملاقة الملعقة امامه على الحائط إحدى مباريات المصارعة الحرة قبل ان تجذب انتابهه بقولها الساخر
اخيييييه ع الجرف ولا الريحة المعفنة خبر ايه يا ناجي هو انت اتسبحت في الطين بجلبيتك اياك ييييي 
تطلع نحو ما تمسكه بيداها وتشير عليه جلبابه الذي توسخ بالطين داخل حوض البرسيم والذي وقع بثقله داخله بدفعة غاشمة لهذا الثور بسيوني يذكر انه قد خلعها مع جميع ما كان يرتديه بسلة الملابس قبل ان يستحم 
ردد مقلدا نبرة صوتها بسخرية وحنق يتسائل
ييييييي! ولما انتي جرفانة جوي كدة سحبتيها ليه من سلة الغسيل وجاية ماسكاها بطرف يدك ايه اللي غاصبك
قابلت صيحة انفاعله ببرود لتضيف عليه بسماجة
يعني دي جزاتي يا واد ابوي اني عايز اطمن واعرف ايه اللي حصل وخلاك تتبهدل كدة اتكعبلت في حوض مروي جديد من غير ما تاخد بالك يعني ولا اتزحلجت في زيطة في الشارع ولا ديب طلع عليك ومرضغك 
ديب لما ياكلك ويكسر عضمك کسير ما تغوري يا فتنة انا دماغي بتاكلني من الصبح ونفسي الاجي حد افش غلي فيه غوري بغتاتك دي 
أتت رئيسة على صياحه العالي لترى ما الذي اصابه 
مالك يا ناجي بتزعج ليه وانتي ايه الجلبية الزوبطة اللي مسكاها في يدك دي يا بت
توجهت بالاخيرة نحو فتنة بالإشارة على الجلباب الذي تمسكه بيداها ليسبقها ناجي في الرد 
بتك بتستهزأ بيا ياما جاي تتمسخر على جلبيتي اللي اتربرت في الطين لما كنت بجري على شوية عيال حرامية 
ردد بها متقمصا دوره حتى اثار ابتسامة شقيقته والتي عقبت تدعي الأسف
وه يا واد ابوي كل ده حصلك انا مسكت الجلبية وجيت اهزر معاك لكن مكنتش اعرف ان كل دا حصلك دا انت على كدة بطل 
رمقها بسخط فرائحة السخرية المبطنة في كلماتها تجعله يود القفز من محله حتى يهجم عليها ويخرسها بالقبضة القاټلة كما يرى الان أبطاله المفضلين على شاشة التلفاز ولكنه اضطر للسكوت معطيا الدفة لوالدته في توبيخها والتي وللعجب تقبلته صامتة بأدب القرود مما زاد من دهشته حتى فاجئته بقولها فور خروج والدته حاملة معها الجلباب من أجل تنظيفه
يعني انت متأكد انهم كانوا حرامية مش حد من رجالة غازي الدهشان ولا من الكلاب اللي مكلفهم بحراسة المحروسة هي وولدها
اديكي جولتي كلاب  
اوقعته بلسانه لتضحك مغيظة له بملئ فمها لتضاعف من إغاظته بقولها
وكان عليك من دا كله بإيه بس بتصدر عربيتك جدامها وتوجفها زي العيال التلامزة في نص الطريج طب بذمتك دي عمايل كبار بتوجف حالك من الجواز وتجيب لنفسك الأذية عشان واحدة زي دي ايه جيمتها دي
قالت الأخيرة بازدراء يثير الدهشة حتى بزغت ابتسامة متلاعبة على جانب فمه يقلب الامر عليها وقد وجد ضالته في استفزازها هو الاخر بعدما كشفته وعلمت بما اصابه لتتخذها
بابا للاستهزاء به
وهي دي محتاجة سؤال يا فتنة بتسألي على جيمتها على أساس يعني ان انتي متعرفيش جيمتها وهي عاملة كيف رغيف الرغفان اللي طالع من الفرن حالا ملهلهب كدة ويطلب الاكال العيون الكحيلة الممتوحة لورا بوسعها والرموش الطويلة ولا البياض ولا خدود التفاح اللي تغري الواحد انه
ي 
ضغط بوقاحته وذكر مميزات الأخرى عنها حتى اجبرها على الصړاخ به كي توقفه
اهدى شوية يا حبيبي وكفياك تريل عليها أحسن تضر نفسك لا اخوها هيعتجك لو سمع كلامك ده ولا الأهطل التاني اللي عاملي فيها حامي الحمى عشان يتجوزها فاكر كدة انه ممكن يغيظني ميعرفش انه بيغيظ نفسه لما يحط واحدة زيها في مكاني اناا
ولا اجولك على فكرة احسن انتي اسأليها زي اللي في القصة المعروفة دي وجوليلها يا مرايتي يا مراية مين أحلى واحدة في الكون أنا ولا بنت هريدي واجعدي كرري كدة كتير لحد ما يطلعلك اللهم يحفظنا وياخدك معاه 
ختم بضحكات سمجة زادت باشتعالها لتصرخ به ساخطة
دمك تجيل يا ناجي حتى هزار مش عارف تهزر
كان يهبط من طابقه الثاني واصوات الضحك والمزاح مع صغيراته تصل لخارج المنزل وقد باتوا ليلتهم السابقة معه بعدما بعث اليهم فور ان حطت قدميه داخل المنزل بعد عودته من القاهرة يحمل أصغرهم والاثنتان الأخرتان تعلقن بجلبابه كالعادة كان مندمجا بمداعباته لهم حتى أجفلته بعض الاصوات الصادرة في الأسفل ليفاجأ بها جالسة بجوار جدته على الاريكة
يا صباح الجمال  
غمغم بها داخله كم ود ان يتفوه بها امامها معبرا عن امتنانه لها ان يلتقي بوجهها الحسن على بكرة الصباح لهو شيء يستحق الاحتفال
صباح الخير يا جماعة 
القي بالتحية بصوت عالي على أسماعها واسماع جدته والتي ردت على الفور بابتسامتها السعيدة بحضوره وحنانه نحو صغيراته
صباح الفل يا عين جدتك صاحي بدري اكيد بسبب مضاريب الډم التلاتة طب مش كنت خدت راحتك في النوم يا ولدي
يا ستي انا راحتي بلجاها معاهم ما هي الراحة مش نوم وبس 
قالها قبل ان يجلس بهم على إحدى الارائك القريبة ثم توجه بخطابه نحو تلك الصامتة بوجوم تقلم اظافر جدته تتخذها حجة للإنشغال عن النظر اليه
ازيك يا ناادية عاملة ايه
خطفت نحوه نظره سريعة من عيون الريم لتجيبه باقتضاب
حمد لله زينة تشكر 
تشكر!
غمغم بالكلمة داخله يتمعن النظر بملامحها الشفافة والتي تحمل ڠضبا مستترا منه يعلم سببه جيدا ليتابع محاولاته في فك جمودها منه
انا شايف ان نادية خدت المهمة من روح حتى جصجيص الضوافر يا فاطنة مش كفاية المحشي والوكل الزين بتاعها 
وكأنها ليست المقصودة بالكلمات لم تتأثر او حتى ترفع بصرها نحوه تتابع ما تفعله بتركيز شديد مع المرأة والتي راقها الوصف لترد ضاحكة
طب ما هي صح في مكانة روح يا واد يعني تعملي اللي عايزاه وتاجي وجت اما اطلبها حتى لو بالأمر صح ولا يا به
توجهت بالاخيرة نحوها لتجبرها على الابتسام مرددة بطاعة
صح طبعا يا جدتي وانا اجدر برضوا ارفضلك أمر 
لا طبعا متجدريش ولا حتى امك كمان تجدر 
امال الواد معتز فين مش شايفه يعني
تكفلت فاطمة بالرد
معتز بيلعب برا مع بسيوني دا كمان عجله أصغر منه اللي يشوف الجتة الكبيرة ما يشوف المخ الصغير 
وماله يا جدة ياريت بس كل اللي عجلهم صغير طيبين زيه 
عقب بها ضاحكا خلفها قبل ان ينتبه على مطلب اكبر صغيراته
انا كمان ضوافري كبيرة يا ابوي وعايزة اجصها
تطلع نحو كفي صغيرته التي فردتهم امامه ليعلق بمكر
خلاص شوفي خالتك ناادية ان كانت ترضى ولو مجبلتش اجصهم انااا 
استفزها بقوله لتردد باستهجان من خلفه
كيف مجبلش يعني تعالي يا اية اجصهم ولو عايزة منكير امكرهم كمان 
هللت الأخيرة لتركض نحوها على الفور مما اثار الغيرة بقلب الوسطى لتردف هي الأخرى
طب وانا يا خالة نادية 
تعالي انتي كمان يا شروق
الووو ايوة يا يوسف  
يوسف مين يا حبيبي توك ما افتكرت ترد على يوسف انت تعرف حد أساسا اسمه يوسف من امبارح ارن ومتعبرنيش لدرجة اني روحتلك شقتك وملاقتكش اختفيت فين يا غازي ها رد عليا
صوت صياحه العالي اجبر غازي لإبعاد الهاتف عن أسماعه قليلا قبل ان يعود لمهادنة العاصفة الهوجاء لهذا الأحمق عليه
يا بني اديني فرصة ارد عليك انا عارف اني اختفيت واكيد جلجتلك لما مردتش ع التليفون اللي انا اساسا مكنتش واخد بالي انه على وضع الصامت لما نزلت من الشغل على مشمي وركبت عربيتي ونزلت البلد 
يا نهارك اسود يعني انت نزلت البلد من غيري نزلت البلد من غيري يا غازي
صړخ بها مرددا بمقاطعة ليجبر الاخر على الرد بعدم انتباه
يا يوسف انا نزلت على حاجة مهمة يعني نسيت ما ابلغك فيها ايه يعني!
طبعا يا حبيبي تنساني ما انا لو في دايرة اهتمامك مكنتش نستني مكنتش نستني يا غازي 
ېخرب مطنك هو انت مرتي خبر ايه يا جزين ما تعجل كدة
هو انت خليت فيها عقل يا غازي انا مش منبه عليك تديني فكرة عشان
انزل معاك المشروع والحاجات اللي منتظرين نحققها في جناين الفاكهة كل ده مالوش قيمة عندك
كل ده 
ېخرب بيتك انا مش فاكر أساسا اي شيء من اللي جولتها 
كمان نسيت كمان نسيت يا غازي طب اقفل السكة اقفل السكة عشان منخسرش بعض او اقفل انا احسن سلام يا غازي 
قالها ينهي المكالمة على الفور ليغمغم غازي بذهول
ېخرب بيت جنانك يا شيخ كل الصړاخ والزعيج ده وبرضوا مفهمتش حاجة رابح جاي يجولي اللي اتفقنا عليه طب انا نفسي مش فاكر على ايه اتفقنا ولا فاكر
كان جالي ايه بالظبط
صدح صوت زغروطة الفرح الكبيرة من إجلال فور ان اطمأنت من ابنتها ورأت بعينيها ما أثلج صدرها لتضمها اليها بعد ذلك بفخر مرددة بعبارات التهليل والابتهاج
يا الف هنا يا الف نهار مبروك ايوة كدة ريحتي جلبي دا ابوكي هيفرح جوي لما يعرف 
ابويا كمان هيعرف
قالتها بازبهلال اضحك والدتها والتي أكدت لها بضرورة اخباره من أجل أن يرفع رأسه بحسن تربيته لها وقد ظهر دليل عفتها كانت تردد بلهفة قبل ان تنتبه على التغير الذي بدا واضحا لحال ابنتها لتشاكسها بالمزاح كالعادة
انت مالك كدة يا به لحجتي تسرحي ومخك يروح لبعيد بس ليك عذرك برضوا  
قالتها ثم انطلقت بالضحك وحدها وقد شاركتها الأخرى بابتسامة بسيطة لفتت انتباه الام لتعقب بمرح ما ذهب به عقلها
لاه دا انتي مش معايا خالص ايه العجل اللي هب عليكي فجأة كدة لا دا باين عمر سره باتع 
مين اللي جاب سيرة عمر
تفوه يقتحم الغرفة على الاثنتان لترد إجلال بمزاحها
بتشكر فيك يا سيدي لحست عجل البت من يوم واحد
تبسم بزهو يرد بالمزاح هو الأخر ينقل بأنظاره كل لحظة نحو تلك التي ظلت على وجومها رغم مشاركتها الابتسام على تعليقاتهم تدعي الاندماج حتى دلفت جميلة تسحب جارتها مغادرتان ويخلو المكان الا منهما
ايه انت لسة واجفة مكانك متسمرة
هتف بها يخاطبها فور ان دلف الغرفة معها بعد توصيله للمرأتان حتى باب المنزل واقترب حتى حاوطها بذراعه وقد ارتفعت يده الأخرى ليداعب الوجنتين الناعمتين يخاطبها بمزاج رائق
ايييه فوجي كدة وصحصحي معايا حتى امك خدت بالها 
ختم ضاحكا فخرج صوتها في الرد له
انت جولتلي امبارح خافي مني وانا فعلا خاېفة منك دلوك
اطلق ضحكة جلجلت في قلب الغرفة ليعقب بمرح 
وانتي بتسمعي الكلام جوي يا هدير اما شغل عيال صح زي ما بيجولوا دا انا شكل ايامي معاكي فل 
تفوه الأخيرة بصوت متحشرج قبل يأخذها اليه وينهل منها ما يخدر به عقله ويطفئ رغبته بها 
خرجت من غرفة السيدة فاطمة بعدما ساعدتها ختى وصلت لتختها لتتسطح عليه تشعل لها التلفاز حتى تغفى لاستراحة القيلولة 
قطعت طريقها بالطرقة المؤدية للمخرج وقبل ان تنتهي منها تنبهت عليه يسير بالاتجاه المعاكس أمامها كانت تظنه سوف يمر بجوارها قاصد غرفة جدته ولكنها تفاجأت به يقف متصدر بجسده الضخم امامها 
حركت قدميها لتتخطاه متجنبة النظر اليه فتحركت قدميه يرافق خطواتها حتى اجبرها لرفع ابصارها اليه بتسأؤل لا يخلو من حدة ف التقط نظرتها بانتصار غارقا في بحر سواداوتيها الصافيتان بابتسامة خبيثة يسألها ببرائة
هو انتي زعلانة مني يا نادية
وه ايه شغل العيال الصغيرين ده!
غمغمت بها داخلها قبل ان يخرج ردها اليه بحنق مرددة
وانت متصدر جدامي عشان تسألني زعلانة ولا لأ
بقدر سعادته بحديثها المباشر اليه بعد أن اجبرها باستفزازه على الرد اخيرا لكنه لا ينكر سلطتها عليه 
بعد ما محاولات يائسة للفت انتباهاها فقال يجيبها بمكر يكبت ابتسامته بصعوبة
طب وفيها ايه ما انتي بصراحة متباعدة ومبيناها جوي يا ناادية وطبعا السبب انا عارفه من غير توضيح بس حتى لو فاكراني بتحكم يعني مش عشان مصلحتك برضوا
مصلحتي! مصلحتي كيف ان شاء الله
هتفت بها حادة بشراسة اجبرته على الابتسام بوجهها ليواصل التوضيح بمراوغته
انا جصدي على أمان معتز يا ناادية هو انتي فهمتي ايه بالظبط
ردت بحدة
لاه مفهمتش حاجة وبصراحة بجى مش عارفة ايه لزوم الجلج الزايد عن اللزوم ده منك ومن امي سليمة انا شايفة الدنيا هديت وكل واحد راح في طريجه وانا بجى عايزة ارجع بيتي 
على قدر ما اوجعه رغبتها في الرحيل وتركه على قدر ما زاد عليه هو همها الدائم في الابتعاد ورفضها لفتح باب قلبها او مواربته ولو قليلا له طريقه طويل وهو ابدا لن ييأس 
طب انتي جولتي بنفسك اها ان حماتك المرة العاجلة اللي بعدتكم عن البيت هي نفسها اللي رافضة رجوعك وجلجانة زينا وأكتر يعني شايفة اللي انتي مش واخده بالك منه او يمكن مش شايفاه من الأساس 
جذب انتباهاها بحديثه فتابع يواصل اقناعها 
انا مش عايز افتح ولا اعيد ولا ازيد في كلام انتي عارفاه بس رفضك للواقع مخليكي بتعاندي حتى وانتي عارفة بالخطړ المحاوط ولدك الصغير من مجهول لسة متكشفش ياريت يا ناادية تغلبي تفكير العجل عن العاطفة دا غير اني بسببك دلوك كان ممكن
ارتكب چريمة 
تحولت تعابيرها لهلع امتزج باستنكارها تريدها تفسيرا 
لم يتأخر هو
عنه ليوضح
ايوة يا نادية حركة الواد ناجي انه اتعرضلك لما كنتي ماشية لوحدك لما عرفت بيها الډم غلي في نفوخي لدرجة اني جيت من سفري عليه وكنت ناوي اربيه عليها بس حظه نجده اني ملحجتهوش 
بس هو مل 
جفلي ع السيرة دي الله يخليكي 
هتف بمقاطعة حادة يوقف جدالها من البداية ثم
استئنف مخففا 
اطمني انا هديت شوية عن امبارح يعني هجدر اشغل عجلي دلوك واتصرف بحكمة في موضوعه بس طبعا لا يمكن اعديها من غير حساب 
سألته باهتمام وتفهم
يعني هتعمل ايه
اعجبه التعاطي معه في الاخذ والرد ثقيل هو رفع الحواجز بينهما ولكنه ليس مستحيلا وهو اقسم على اقټحام حصونها 
انا جولتلك اطمني عاد خدي كلامي عن ثقة
داخل المندرة الفسيحة بمنزل يامن حيث جلسة السهر والسمر مع شقيقه وبعض من رجال وشباب العائلة التي تاتي وتحضر احيانا لتنضم اليهم في الحديث عن شئون العائلة والضحك والمزاح أحيانا دلف اليهم يفاجئهم بحضوره بعد فترة طويلة من الانقطاع ليقابل بالترحيب والتهليل من عمه والحاضرين قبل ان ب
يدعوه للمشاركة 
اجعد يا ولدي هتفصل واجف كدة كتير جعمز وجضي السهرة معانا وحشنا هريجك وهزارك يا واد 
عقب عبد البر الابن الأكبر يشاكسه
سيبه يا بوي دا تلاجيه جاي بالصدفة كان معدي جصاد البيت وطالع تاني هو مدام صاحبه مش جاعد هتجيه مرارة يجعد مع ناس غلابة زينا 
تبسم غازي استجابة للمزاح ليرد بكلماته المقصودة 
ليه بس يا عم عبده ايه اللي يخليني استكبر بس عن الجعدة معاكم الا اذا نفسي غمت تشارك الهوا 
مع اشباه الرجال 
ارتفعت رؤوس الجميع بإجفال جعل سعيد يهتف مهاجما صفاقته وقد ذهب ظنه انه هو المقصود بالعبارة
احترم نفسك يا واد انت جاي تهزجنا في مطرحنا ولا ايه
لا مش جاي اهزجكم يا عم ومش انت المجصود من أساسه 
اردف بها حازمة قبل ان ينقل بنظره نحو الذي اصفر وجهه وانسحبت الډماء منه بړعب ڤضح فعله
انا اللي اجصده عارف نفسه زين يا عم ما هو اللي يتعرض لحرمة في الطريج ووجفها بفعله الناجص عشان يعرض عليها الجواز من تاني بعد ما اكدنا انها اتخطبت أكيد يعني مش ھفضحه واجول اسمه كدة جدامكم وازيد على خزاه سواد الوش كمان 
انا بس جاي أشهدكم ان الفعل دا لو اتكرر تاني محدش يلومني في رد فعلي المرة ادي كان الطين من نصيب الجلبية يزبطها اما المرة الجاية هدفس راسه نفسها فيه 
كان واضحا بقوله امامهم حتى لم يعد هناك شك عن هوية المقصود رغم عدم علمهم بما حدث حتى اغلق فم سعيد عن الجدال امام هيئة ابنه الذي تعرق وتجمد عن الدفاع عن نفسه امام نظرات الاتهام الموجهة له من الجميع ليبادر يامن بالتلطيف كالعادة بعد أن حدج المكشوف بنظرة ڼارية كباقي الافراد
طب اجعد يا غازي وفهمنا اللي حصل بالظبط وان كان معاك حج احنا نجيبهولك وبعدها نتراضى بلاش منه الكلام المرسل ده من غير ما تحدد الغلطان 
افتر فاهها بابتسامة يردد خلفه بسخرية
لا بلاش احدد الغلطان يا عم انا كفاية عليا الكلام المرسل عشان المرة الجاية لما احدد مش يبجى له وجود اساسا 
تغضنت ملامحه بشراسة لينهي محذرا بسبابته والابهام
انا دلوك شهدت وحذرت وخلص الكلام على كدة المرة الجاية بجى اظن مهيبجاش فيه مرة جاية انا كدة وضحت ومش محتاجة شرح تاني سلام عليكم بجى
ختم والتف مغادرا على الفور لتلتف رؤوس الجميع نحوه باستفهام اختلط بازدرائهم فخرج صوت ناجي اخيرا بادعاء عدم الفهم واستهبال مفضوح
ايه مالكم بتبصولي كدة ليه هو جال اسمي 
والنبي يا عين امك أنت مستنيه يجول اسمك كمان
غمغم بها سعيد داخله يحدجه بناريتيه قبل ان يتمتم له بحركة الشفاه بكتنفه الحرج الشديد من مواجهة الحضور
اسفخس عليك وع اللي رباك عيل زوبط دايما جايبلي الكلام والحديت 
بعد مرور عدة ابام 
رايحة فين يا سليمة
اوقفها الصوت المتحشرج لتلتف نحو صاحبه والذي كان واقفا مستندا بذراعه على الاريكة الخشبية خارج المنزل اسفل شجرة المانجو العتيقة يطالعها بنظرة متفحصة كالعادة لتزيد من حنقها فقال ساخرا حينما حدجته بنظرة كاشفة فهمها
معناتها ايه النظرة دي يا بت عمي لا هو انا مش من حجي اسأل برضوا 
لاه مش من حجك  
خرجت منها بحدة تزيد عليه
ولا من حجك تجف كدة تلصص كيف الحرامية خشم الباب وتخلعني
استقام يردد خلفها باستنكار
وه اخلعك كمان ليه يا بوي هو انا عفريت ولا كمان حكاية ان مش من حجي دي انتي مش شايفة انها مش في محلها انا جوزك ومن حجي ان أسألك ولا انتي بتقري في القران ومعارفاش احكامه
لاه يا فايز انا بقرا وعارفة احكامه زين انت بجى اللي مش واخد بالك انك جاي تنفخ في
جربة جطعتها انت بنفسك جاي متأخر جوي تسأل على حاجة عفى عنها الزمن من كتير جوي 
تمتم بها ثم افتر فاهه بنصف ضحكة وهو يزيد من اقترابه حتى أصبح مقابلا لها
بس برضك لساتني جوزك دا معناه
ان ليا كل الحجوج عليكي من اول سؤالك راحة فين ولا جايا منبن لحد ا 
توقف يرمقها بنظرة شاملة طافت عليها من أعلى لأسفل فهمت عليها لتعقب بتجهم کسى ملامحها فجأة
المرة دي مش هجولك جاي متأخر انا بس هسألك سؤال وعايزة اجابتك عليه
اشمعنا دلوك يا فايز افتكرت ان ليك مرة وعرفت حجوجك عليها بس بعد ابوك اللي جوزهالك ما راح سليمة اللي كنت بتزيع في الدنيا كلها عن كهرهك ليها محليتش في عينك غير دلوك بس بعد ولدها ما ماټ
ولا انت استريحت بمۏته
إيه اللي بتجوليه دا يا ولية
نهرها بحمائية غاضبة ولكنها كانت مصرة وقد وجدت فرصتها اخيرا
انا بجول الحجيجة يا فايز انت فعلا استريحت بمۏت الغالي حتى لو انكرت من هنا للصبح انا بجولها في وشك انت مشميتش نفسك غير بمۏت اللي كنت شايفه واخد حظك من الدنيا محبة واخلاق وزاد عليه كتابة البيت باسمه صح ولا انا غلطانة
لاه غلطانة عشان مفيش حد بيكره ولده
هدر بها حازما وقد ذهب عنه الهزل وحل محله ڠضب اظلم وجهه وكلماتها المباشرة كانت أكثر من قاسېة بالنسبة له ليتبع بما اوغر به صدره
انتي اللي استغنيتي بيه زي ما عمل ابويا وكبره عليا من وهو عيل صغير كان بيفر ويفتخر به كانه هو اللي خلفه مش انا وخلاه خد مكاني في مجلس العيلة وكأني اني مليش وجود او مت جبل ما يتمها بكتابة البيت باسمه كمان 
اربد وجهها بسحابة من يأس فاقدة الأمل من استفاقته لتردف ردا له
وانا كنت هتوقع ايه منك يعني ما دا فكرك من زمان يعني مش جديد عليك ع العموم كل واحد حر في تفكيره 
همت لتستدير مغادرة ولكنه أوقفها
طب بالمرة كمان مدام سألتي يبجى الدور عليكي تجاوبي على سؤالي انا كمان مطلبتيش الطلاج مني لحد دلوك ليه يا سليمة رغم اني في ايدك تخلعيني كمان
فاجئته برد فعلها ان بزغت على فمها ابتسامة لتعقب باستدراك
اه بجى ودا اللي مخلي الأمل مشعشع في جلبك 
زاد اتساع ابتسامتها قبل ان تجيبه بتسلية ليست مفهومة على الإطلاق
تجدر تعتبره مزاج يا فايز ان ابجى على زمتك وجاعدة كدة زي البيت الوجف استحليتها!
قالت بالاخيرة والټفت تغادر بعدم اكتراث تزيد من تشتت عقله في المغزى من خلف الإجابة الغريبة ليوقفها للمرة الثانية هاتفا بغرض الرد على كل تفوهت به
طب اتا كنت عايزة ابلغك بس جبل ما تروحي للمحروسة هي وولدها في بيت الدهشان ما تنسيش تباركيلها اصلها هتتجوز الكبير اللي خدها بيته بحجة انه يحطها تحت حمايته ورعايته 
اردف يزيد بخبثه مستمعتا بامتقاع وجهها
الخبر مالي البلد ع السهونة اللي دخلت بالحنجل والمنجل وخلت الراجل يطلج مرته ويرمي بناته لاجل ما يتجوزها عشان بس تعرفي ان الدنيا ماشية مش عايزاها تبجى واجفة زيك 
جاء اليها بطليها اخيرا بعدما ابتعد بمسافة ليست بالهينة كي يأتي اليها بكوب المثلجات الذي تعشقه بطعم الفواكة المتعددة على قدر ما كان سعيدا بأن اتي بمطلبها على قدر ما تحولت سعادته لڠضب متعاظم بعدما انتبه لزوج العيون التي تترصدها وهي جالسة على الرمال مع احد الاطفال تلعب وتضحك بسجيتها كالعادة غير منتبهة انها ملفته للنظر ولا بضحكتها التي تأسر اعين الناظر لها
روح جومي من ع الرملة  
ضحكت اليه مهللة تخاطب الطفل
الله دا الايس كريم جالنا كمان عمو جابلنا طلبنا 
قرب إليها طبق المثلجات يأمرها قبل ان بحدج الرجل الواقف بالقرب منهما يتابعها بنظرة ڼارية جعلته يلتف مغادرا على الفور
ادي الايس الكريم للولد وحصليني حالا 
قالها وتحرك على الفور حتى اضطرت لترك الطفل تلحق به على الفور اسفل المظلة على الطاولة خاصتهم 
عارف انت زعلان
رمقها بشرار عينيه المتقدة
زعلان دي كلمة بسيطة انا بغلي من جوايا يا روح بغلي
ليه يعني ايه السبب 
قالتها ببساطة زادت من غضبه ليردف كازا على اسنانه
السبب هو اسلوبك ده كل حاجة عندك ببساطة مش واخدة بالي بالبشر ولا بنظرتهم ليكي انا راجل وبفهم نظرة اي راجل ليكي ان كانت بريئة ولا ان كان وراها حاجة تانية ممكن تريحي جلبي وتخفي الضحك والعفوية بتاعتك دي 
اومأت بطاعة تهادنه
من عيوني حاضر بس مكنتش اعرف ان غيرتك صعبة كدة طول عمرك هاديومش باين عليك
ارتخت ملامحه ليتناول كفها يضغط عليها فوق الطاولة بقوة ما يشعر به في هذه اللحظة قائلا بتملك
زمان كان شيء ودلوك بعد ما طولتلك واتحجج الحلم شيء تاني انتي دلوك ملكي فعل وقول لازم تحطي بالك ان لا يمكن اتساهل مع اي حد يبص لملكي ولو بنظرة
حتى فاهمة يا روح 
اومأت بطاعة من أجل ارضاءه
فاهمة اكيد
طب انتي پتبكي ليه دلوك 
سألت جليلة ابنتها والتي دخلت بنوبة حاړقة من البكاء المستمر بعدما وصلها الذي اشيع في البلدة كاشتعال الڼار في الهشيم ما يجرح كرامتها ويزيد على چروحها 
التي ما زالت مفتوحة ولم تطيب من الأساس 
ببكي على حظي ياما ما هو طول ما الكلام وصل لاخواتي
البنتة وعيالهم يبجى عبا الدنيا وملى البلد يعني انا سيرتي اتجابت على كل لسان الحربابة اللي خربت على بت عمها عشان ټخطف حوزها ويا عالم بيزودا ايه تاني من مخهم يا مرك يا نادية يارتني كنت مت ولا شوفت اليوم ده يارتني روحت معاك يا حجازي ياريتك ما سيبتي يا حبيي للمرار ده 
الذي يقارب الجنون حتى تلجمت جليلة عن الجدال معها لتغلق فمها مضطرة كي تمتص ڠضبها في هذا الوقت تراقبها وهي تدفع في ملابسها وملابس طفلها داخل الحقيبتين الصغيرة والكبيرة بسرعة جنونة وكأنها تريد اللحاق بميعاد القطار ثم ارتدت عبائتها السوداء على عجالة تجر الحقيبة الكبيرة وتعلق الأخرى على كتف ذراعها قبل ان سحب صغيرها بملابسه البيتية العادية لتذهب به غير عابئة برجاء والدتها
يا بت حن عليكي تبعيني اللحضة دي بس ناخد شورة اخوكي ولا حتى نتصل بيه ياخدنا بعربيته النص نجل بدل ما انتي شايلة الشنطة وبتجري التانية وولدك معاها 
صاحت بها بعدم تقبل
كفاية متحاوليش معايا ياما انا جولت ماشية دلوك يعني ماشية دلوك مفيش رجوع من قراري تاني
هو ايه اللي مفيش منه رجوع من تاني ماشية على فين يا ناادية
هتف الصوت القوي مرددا بالسؤال لها حتى انتفضت ووقعت الحقيبة من يدها قبل ان تستحضر روح العناد سريعا في الرد عليه
ماشية بيتنا فيها حاجة دي ولا انت حد جالك ان معنديش بيت اروحله
اقترب بخطواته البطيئة نحوها كالفهد يخاطبها بهدوء ما يسبق العاصفة
ته العبارة به ليفاجئها بما جفف الډماء بعروقها
يعني انتي شايفة نفسك حرة وانا مليش كلمة عليكي تحبي اجيب المأذون يعجد عليك دلوك عشان تعرفي تكرريها الكلمة دي تاني جدامي
ينبع
الفصل الثاني والثلاثون
بنظرة كاشفة خبيرة طالعته لمدة من الوقت حتى خرج سؤالها اليه حينما طال الصمت بجلسته على الأرض بجوارها
مالك سرحان وحالك متغير ليه لا يكون اتعركت من بت التنح 
قطب يجيبها باستغراب
مش بعادة يعني السؤال يا ام فايز دا انتي لا بطيجها ولا بتطيجي سيرتها حتى
تبسمت سکينة تعقب ردا له
ما هو انا مش بسأل عشانها انا بسأل عشانك انت حالك اتغير ومعدتش فاهماك يكونش كرهتها هي كمان وناويت تجيب التالتة 
تتبسم ليتمتم بعدم استيعاب لما تفوهت به
تالتة كمان! ايه جاب الفكرة دي في دماغك من الاساس يا سکينة هو انا جادر ع اللي معايا عشان اجيب لنفسي نصيبة تاني اما انت فاضية بالك والله 
ردت نفيسة تبوح بما أوغر به صدرها
انا برضوا اللي فاضية بالي ولا انت اللي كل يوم بحال من وانت عيل صغير محدش فاهمك ولا انت نفسك فاهم نفسك مرة تعمل عمايلك وتجول جوزوني بت عمي انا الاولي بيها وبعدها ومن غير سبب تتجوز عليها و تهجرها بالسنين ودلوك جاي تحن من تاني بعد ما خربت وبنيت ما بينك وما بينها سد حديد 
سد حديد كمان! 
ردد بها يشيح بوجهه عنها للناحية الأخرى باعتراض واضح قبل ان يعود اليها مستطردا 
دا على اساس ان مطلجها ولا مش على زمتي مثلا فيه ايه ياما سليمة مرتي على سنة الله ورسوله يعني لو عوزت اخدها من الليلة هخدها ومحدش عيلومني لا الشرع ولا الجانون انا بس اللي عامل حساب لحزنها ومراعي نفسيتها
بسخرية واضحة عقبت سکينة
يعني انت اللي منعك بس حزنها والله وفيك الخير اهو ع الأجل ضحكتني يا فايز 
لم يعجبه التهكم ليردد پغضب استبد به
ضحكتك كيف يعني جرا ايه يا ام فايز هو انتي كمان هتتمهزجي بيا ولا قلديها وجولي متأخر احسن ما انا خلاص بجيت مهزجتكم 
عبست الملامح المجعدة لتتمتم ردا عليه بأسى 
لا يا فايز انا مش هتمسخر عليك ولا اجلدها انا بس هجولك شغل الاحساس عندك شوية يا ولدي بطل تفكيرك في فايز وبس شوف الحال ايه ودلوك بجي ايه 
اشتدت ملامحها وارتفع كفها تشير به حولهما لتردف بانفعال 
شوف البيت اللي كان بيشغي بالفرح وهدوان السر دلوك بجى ايه بجي خړابة يا فايز راح العمار منه وصفصف بس على مرتين ضعاف واحدة راح منها السند بجوزها والتانية ضهرها اتكسر بمۏت ولدها اللي ضيعت عليه شبابها وبعدها اتحرمت حتى من ريحته حفيدها في البيت معاها وبعد دا كله جاي تفتكر حجك عليها ليكون نسيت ان ولدك ماټ غرقان ومحدش عارف سبب مۏته لحد دلوك
ابتلع ريقه بخزي امام لا يقدر على مواجهتها وقد افحمه تلميحها
المباشر لتردف بتأكيد زاد من سوء موقفه
نسيت يا فايز زي ما كنت ناسيه برضوا هو حي كان عندها حق سليمة 
تعجد عليا تعجد عليا كيف يعني هتعجد عليا ازاي من غير رضايا هو انا كنت وافجت الاول عليك عشان تدي نفسك الحق في الكلام من أساسه
صاحت بها تردد بما يقارب الهياج وقد اشعل بعبارته الڠضب والسخط بها في وقت ترفض التدخل الاعتراض على ما قررته من الأساس ولا تدري ان بفعلها تثير جنون الاخر
لأ يا نادية مش محتاج رأيك وانا
بالفعل ليا الحق عليكي اكتب كتابي دلوك حتى لو من غير رضاكي مدام انتي راكبه راسك ومش عاملة جيمة للي بيكلمك حد جالك اني هفية ولا راجل اي كلام عشان تعصيني وتهبي في وشي كدة
اا 
همت بها ان تتابع اعتراضها بمواصلة لتحديه ولكن جليلة منعت زيادة الاصطدام بتوقيفها والتدخل لتفصل بأن تقف حاجزا بينها وبينه 
معلش يا ولدي اعذرها وامسح غلطها فيا انا والله وشك منك في الأرض بس انت متعرفش باللي حصل وخلاها كدة 
رمقها بناريتيه قبل ان يستجيب في الرد الى المرأة 
على راسي من فوج يا خالة جليلة انتي عارفة زين بمكانتك عندي بس بتك غلطها اتعدى كل الحدود حتى لو كان اللي وصلها السبب في اللي حاصلها ده بس ميمنعش انها تعمل جيمة للي واجف جصادها 
جيمتك فوج راسنا كلنا ودي محتاجة كلام برضوا دا انت كبيرنا بس برضك اللي اتجال صعب على أي واحدة في مكانها وهي حرة متحملتش 
انا عارف ان اللي اتجال صعب في حجها 
عقب بها مخففا من حدته يراقب خلجاتها بتمعن لأقل رد فعل منها واستطرد
بس احنا مش غلطانين عشان نخافوا ولا يهزنا كلام حد احنا صفحتنا بيضة وسمعتنا محدش يقدر يمسها 
عقبت على قوله بانفعالها محتجة
انت بتجول كدة عشان انت راجل والكلام ما يلطكش زي ما يلطني انا اللي الكلام يخصني 
وانتي تخصيني يعني اللي يمسك يمسني  
هتف بها بصرامة لا تقبل الجدال ليعتلي الزهول ملامحها وصدمة احتلت تفكيرها تصيبه بالشلل تخشي التصديق بالمقصود خلف المغزى من كلماته حتى صدح الصوت الانثوي يجفل الجميع ناحية المدخل
معناها واضح جوي دي يا غازي يا دهشان دا على كدة اللي سمعته وشايع في البلد يبجى صح
امي سليمة  
تمتمت بها بزعر تطالع وقفتها المتحفزة بمدخل الاستراحة تحمل على ذراعها معتز الذي ترك كف والدته منذ بداية الشجار ومن هيئتها بدا واضحا انها قد سمعت معظم الحديث على الاقل مما زاد عليها تشعر بقدميها كالهلام وغصة تشق حلقها في الدفاع عن موقفها 
كلام كدب احلفلك بإيه انه كدب وتأليف من ولاد الحړام انما انا جدامك اها لا اتخطبت ولا عمري كون زوجة لحد تاني غير حجازي الله يرحمه 
ضغط على نواجزه يحدجها بشرار عينيه حتى ود ان يمسك بلسانها الأحمق بيده يعيد على تهذيبها من جديد حتى تكف عن التفوه بتلك الحماقات وأذيته ثم ما لبث ان يعود للمرأة مخاطبا لها بشجاعة
انا عايز اجعد معاكي لوحدينا يا ست سليمة افهمك اللي حاصل وارسيكي على كل شيء
داخل الشرفة بعيدا عن عروسه بسبب الزيارة المفاجئة من الأقارب الذين أتو للزيارة من عائلتها وبعض الفتبات الصديقات 
الله يبارك يا صلاح عجبالك يا سيدي لما ربنا يهديك انت كمان  
لمااا ربنا يهديني بقى ع العموم انا فرحتلك اوي يا صاحبي عشان انت طلعت شاطر بجد نفذت اللي في مخك واتجوزت في وقت قياسي حتى وانت مغير العروسة شابوه 
زفر بتنهيدة مثقلة بما يحمله بداخله رغم ادعائه المرح مع صديقه الذي تابع بمشاكسة
رغم ان برضوا زعلان منك عشان طلعت ندل وما قولتليش ولا ادتني خبر ع الميعاد بس اشطة ملحوقة لازم اردوهالك 
ضحك عمر معقبا لقوله
ماشي يا سيدي ردهاللي لما تعملها انت وانا عند فيك هاجي واجوم بالواجب ما انا اصلا مش محتاج عزومة بس انت مجولتليش عرفت منين جابلت حد من اهل البلد وبلغك
لا يا سيدي مقابلتش حد من اهل البلد هناك لأن انا أصلا في البلد هنا 
اصلا في البلد ازاي يعني
ساله بفضول عاقد الحاحبين وجاء رد الاخر 
قي البلد يعني نزلت مصر يا عم عمر حضر نفسك بقى بالمحمر والمشمر عشان خلال كام يوم كدة هتلاقيتي طابب عليك 
تزورني فين
تمتم يعتدل مستقيما بجسده ليعيد على سؤاله مستفسرا بانتباه شديد 
انت يا بني ادم انت ياللي واخدني كدة على مشمي انا مش فاهم حاجة امتى جيت من السفر يا صلاح
لا اله الا الله يا بني بقولك جاي ازورك معناه اني في البلد بجد مش هزار بقالي اسبوع اهو بس انت طبعا مشغول وكمان مبتسألتش يبقى هتعرف منين
خلاص عرفت يا صلاح تعالى يا سيدي واحنا نشيلك فوج راسنا 
ايوة كدة اتعدل
وسمعني الكلمتين دول عشان اجي ازورك بقلب جامد 
أنهى عمر المكالمة بشرود شديد فيما اردف به الأخر انه بالفعل قد قرر زيارته اذن لابد بالتصرف منذ الان والتنسيق مع شقيقاته لعمل الازم بالتحضر الجيد حتى يظهر امام الاخر بأبهى صورة 
وصل لأسماعه اصوات التوديع المرافقة للأحاديث والضحكات قرب مخرج المنزل ف انتظر حتى غادرن جميع الزائرات حتى خرج هو من الشرفة نحو تلك التي وقفت بوسط المنزل تنتظره بابتسامة تنير وجهها الجميل من الأساس ولكن 
اخيرا مشوا بجالهم ساعة في اللت والسؤلات معايا امي كانت بتخمس وشهم كل شوية عشان العين والحسد  
تفوهت بلهفة اعتاد عليها كأسلوب لها للتعبير عن فرحها الدائم منذ ارتباط اسمها بأسمه 
عشان مجابلة الحريم اللي من ناسنا
مش انا لازم ابان جدامهم عروسة والعروسة لازم تتزوج 
دنى برأسه نحوها يردد خلفها بما يقارب الاستهزاء
وهي العروسة متتعرفش غير بكيلو دهان على وشها 
ابتعلت الباقي من كلمات كانت تود ان تجادله بها ولكنه أللجمها بمنطقه القاسې لتصمت مبدية الطاعة والإنصات لانتقاده حتى انه تناول محرمة ورقية يمسح بها على بشرتها
الواحدة جبل ما تحط اي شيء في وشها تبجى فاهمة وعارفة باللي يناسبها مش تسيب امها تمشيها على اسلوب الناس والستات اللي لا فاهمة في الموضة ولا حتى فاهمة في اي حاجة بالجهل والتخلف بتاعهم 
توقف على استكانتها منتبها لهذا الغشاء الرقيق بمقلتيها ليستدرك لحالتها على الفور ويلطف من لهجته
حبيبتي انا بتكلم ان انتي حلوة مش محتاجة مكياج 
القى بالمحرمة الورقية من يده ليكوب وجهها بين كفيه مواصلا استرضائها
انا عاذرك يا هدير عشان انتي صغيرة ولسة متفهميش الدنيا يبجى انتي كمان تعذريني لما انبهك عشان اعلمك وتعرفي ولا انت عايزة تبجى زي الحريم الجاهلة
بدا عليها التردد بالتركيز في نصائحه الموجهة لها ليواصل بنعومة لاقناعها
لازم تعرفي ان انا منجيتش اي واحدة والسلام عشان اتجوزها انا اخترتك عشان عجبتني وجولت ان هيجي من وراكي لما تبجي شاطرة وتسمعي الكلام مش انتي بتسمعي الكلام برضوا ولا هتتنفخي زي البنات الهبلة مع اي توجيه ولا نقد انا بجوله عشان مصلحتك وعشان تبجي زينة والناس تشاور عليكي انك مرة عمر اللي صبر ونال بيها
لا طبعا انا عايزة اشرفك بيا 
خرجت منها بعفوية وعلى الفور لتبزغ ابتسامة الرضا على ثغره وزاد من تقريب وجهها منها يخاطبها بانتشاء قبل ان يضمها من خصرها ويرفعها اليه
وانا جولت من اول انك احسن اختيار ليا حلوة ومطيعة وهتسمعي الكلام عشان تطوري معايا وتبجي احسن واحدة في البلد صح
صح صح طبعا 
سألتها بلهفة عبر الهاتف بعدما اخبرتها الأخرى عما تم تداوله داخل المنزل من ساعات وغادرت على اثره جليلة عائدة لإبنتها صاحبة الشأن وقد وصلها هي الأخرى ما وصل الجميع 
ايوة يا فتنة ما هي صفية لما سمعت متحملتش على اختها وانتي عارفاها بجى عصبية كانت هتتعرك وتكبر الموضوع لولا بس امها جليلة هي اللي شددت عليها عشان الفضايح ربنا يسترها عزب عفش ولو عرف ممكن بۏلع في البلد كلها انا خاېفة جوي يا فتنة 
على الفور ردت الأخيرة بلؤم تدعي عدم المعرفة
بصراحة عندك حج يا عزيزة انا مش عارفة الناس بتألف من مخها ليه يعني عشان واحدة اطلجت من جوزها وعيشها اتجطع معاه مالهم بجى يركبوا ويأللفوا في القصص بلد فجرية تحبل وتجوز من دماغها 
جارتها عزيزة في الحديث وهي لا تبتلع هذه الكلمات العاقلة منها ف هي الأدرى بچنونها وعجرفتها
عندك حج يا فتنة هي فعلا بلد فجرية ياريته الواحد كان اتجوز في البندر ولا من البلاد الحلوة دي اللي كل واحد فيها بيبجي في حاله وملهوش دعوة بحد 
دا كلامي انا من زمان يا عزيزة جبل ما حظي يخيب واخد نصيبي هنا بس معلش ملحوجة  
قالتها بنبرة تقارب الثقة اكثر من التمنى لتعقب الأخرى بعدم استيعاب
ملحوجة فبن تاني كمان هو انتي ناويتي تاخدي سكن انتي وبناتك برا البلد
غبية 
نعتت ترددها داخلها وقد استفزتها ببلاهتها كالعادة ولكنها تفيدها في نقل الاخبار على الاقل
بجولك ايه يا عزيزة اجفلي دلوك عشان امي بتنده عليا ماشي هبجى اكلمك بعد شوية انا 
ماشي يا فتنة مع السلامة  
انهت الأخيرة المكالمة وابتسامة اتسعت على ثغرها كانت تضحك دون ان تدري لقد فعلتها الملعۏنة نفيسة نقلت وأضافت وحبكت القصة بشكل درامي كعادتها وبالطبع لن يكشفها احد مدام الحديث بين النساء هكذا تكون الاستفادة بحق من اصناف هذه المرأة مهما طلبت ونالت من المال لكنها تثلج الصدر حينما تنفذ إحدى مخطاطاتها هذه 
اردف شارحا لها عن كل ما حدث منذ البداية وهذا
الاتفاق الذي تم بموافقة شقيقها لإخراص جميع الألسنة وغلق باب القيل والقال من الأصل ليختم بمطلبه امام سكون الأخرى والتي التزمت الصمت بجلستها معهم وقد بدا ان طاقتها نفذت من كل شيء تنتظر فقد انتهاء الأمر
كدة يا ست سليمة ابجى انا بينت ووضحت كل شيء جدامك وانتي ست عجلك يوزن بلد أكيد تعرفي الحل لوحدك وانا بجولها اها معتز في كل الحالات انا معتبره ولدي اللي مخلفتهوش من صلبي هو وامه في حمايتي لحد ما ربنا يفك الكرب او حتى على مدار عمري كله 
صمت دقيقة امام تركيز الثلاث نساء معه ليزفر خاتما بمطلبه
يمكن تكون تجيلة عليكي بس انا بطلبها منك زي ما طلبتها من اخوها انا طالب يد نادية منك بصفتك والدتها اللي خاېفة عليها هي وولدها 
سليمة يا خيتي اديكي شوفتي بنفسك المچنونة بتي وعمايلها وغازي واد عمنا وكبير عيلتنا يشهد ربنا ما شوفنا منه غير كل خير والكلام اللي جالهولك من شوية ما كدب في حرف منه وبيعمل غير للصالح وبس 
ايوة بس انا برضوا لحد دلوك
مش موافقة مش موافجة يا جدعان يلبسوني في الكلام والحديت ليه
عقبت بها نادية بدفاعية تبرء ساحتها فقاطعتها سليمة
لكنك مخطوباله بالفعل يا نادية ولا انتي مش واخدة بالك منها دي
شحبت تجيبها برفض تام
لا طبعا هو جالي انه مستني رأيي زي ما جالك انتي كمان دلوك ولا يكون فاكراني هتجوز بالطريجة الغبية دي واتبع كلامهم والاتفاق الزفت ده يولع ناجي بجاز ۏسخ ايه هيهمني
بهمك ولدك يا نادية  
تفوهت بها سليمة توقف استسرالها لتتابع مستطردة وكأنها تحدث نفسها
حتى بعد ما بعدتكم عن البيت برضك الڼار محاوطاكم من كل ناحية مفيش فايدة مكتوب علينا التعب يعني حتى لو عملتي اللي في دماغك وسيبني البيت برضك مش هيبطلوا تلسين ولا كلام وحديت عليكي مفيش مهرب من المكتوب 
سألتها بعدم فهم 
يعني ايه انا مش فاهماكي 
كنت عارف اني هوافج!
هتفت بها فور ان اقتربت منه اسفل المظلة الخشبية الكبيرة بحديقة المنزل والتي اتخذ جلسته عليها بعدما غادرهم وكأنه كان يعرف بمجيئها 
ارتفعت رأسه اليها يشير لها أن تجلس مقابلة له مخاطبا لها بتوقير
عشان عارف ان عجلك يوزن بلد وان أمان معتز وامه اهم عندك من الدنيا وما فيها 
عقبت تجفله بردها
بس انت الأمر عندك مش معتز وبس انا شايفة دا في عيونك زين 
مباشرة كالقطر على قدر ما ضاعفت من دهشته لفطنتها وذكائها الشديد في كشفه على قدر ما احرجته بصراحتها حتى انه اضطرب على غير إرادته في الرد مقرا لها
الله يرحمه ويصبر جلبك عليه يارب 
تمتم بها بمؤازرة ليخرج بسؤاله الملح رغم تردده
قال بلهفة جعل الأخيرة تتبسم على غير ارادتها تطالع الرجل المهيب وقد غلبه عشق امرأة ضعيفة لا حو لها ولا قوة وكم من عروش وممالك اهتزت لنفس هذا السبب 
اخوكي عملها يا روح 
هتف مجلجلا بضحكاته ليجبرها على الخروج سريعا من المرحاض بمئزرها الأببض والمنشفة التي كانت ومازالت تجفف بها شعر رأسها لتسأله بلهفة
عمل ايه المچنون دا يخليك تضحك وتفتحها كدة ع الرابع
سقط يجلس بركبتيه على الاريكة أسفله ليجيبها غامزا بعد أن توقف بصعوبة عن ضكاته
خد الموافجة اخيرا وهيتجوز حلم عمره بت هريدي جبلت بيه يا روح
يا سلام  
توسعت عيناها واشټعل الشغف برأسها لتجلس جواره
على الفور تخاطبه بإلحاح
طب ومستني ايه ما تجول على طول يا عارف 
تحركت رأسه بالنفي يشاكسها بتسلية
بالساهل كدة عايزاني اعترف واجرلك على سر صاحبي ببلاش طب اغريني اديني اللي يعوضني عن عڈاب الضمير بعد ما اعترفلك 
زمت فمها بغيظ تكبت ابتسامتها ثم ما لبثت ان تهجم بقبضتيها على تضربه معبرة حنقها
لا وانت ضميرك صاحي جوي بطل غلاسة يا عارف مش بعد ما شوجتني باقتباس مشوق تخلى بيا 
قهقه بصوت العالي يسيطر على قبضتيها ليزيد عليها
يا ستي وانتي مالك مش ليكي تفرحي باخوكي وبس وسيبي الاسرار الصحاب ولا هي حشريه من الحريم وخلاص 
نادية انتي لسة صاحية
هتفت بها جليلة وهي تدلف اليها بالغرفة لترد الأخيرة بعد أن رقعت اليها رأسها
نعم ياما كنتي عايزة حاجة
سلامتك يا عين امك مش انا اللي عايزاكي يا حبيبتي تعالي برا كلمي 
سألتها تعتدل بجذعها عن الفراش باهتمام
مين اللي عايزني برا 
اكتنف جليلة التردد تتمتم مجيبة لها بتعلثم
ااا خ خ بصي ما انتي اطلعي تشوفي بنفسك 
ايه هو اللي اشوفه بنفسي مين اللي جاي يزورنا في الوجت ده والساعة تمانية
لا ولا يهمك انا أصلا مش غريب 
قالها ثم جلس على الكرسي القريب منه يدعوها للجلوس هي الأخرى
اجعدي يا نادية انتي هتفضلي واجفة
عضت على نواجزها بسخط داخلها لهذا البرود الذي اتخذه منهجا معها غير عابئا بجلافتها في الحديث
معه
يارب بس يكون الموضوع ضروري اللي جعلك تاجي مخصوص على هنا حتى وهي الساعة تمانية 
شددت على الأخيرة بأسلوب كاد ان يضحكه ولكنه تماسك ليردف ردا لها
طبعا مهم يا نادية بس في البداية كدة بلاش منها غازي بيه دي احنا خلاص داخلين في جواز يعني يحقلك تناديني باسمي حاف 
حاف كمان 
وية اتفجت معاه على كل حاجة كتب الكتاب هيتم بعد سنوية المرحوم على طول زي ما اتفجنا 
على طول كدة 
تمتمت بها پصدمة لتردف سائلة
مكنش ينفع يتأجل الموضوع دا شوية انا حاسة 
مفيش تأجيل يا نادية  
هتف بها مقاطعا ليتابع بحزمه واعملي حسابك من دلوقت هيبجى كتب كتاب ودخلة كمان 
بتجول ايه
اردف ردا على سؤالها بتحدي
اللي سمعتيه يا نادية عزب هيجي بكرة ويفهمك على التفاصيل وانا من دلوك هجهز الدور التالت شجتك يا ناادية 
يتبع
الفصل الثالث والثلاثون
فور ان حطت قدميها داخل المنزل اطلقت من فمها صوت زغروطة عالية لتنبئ الجميع بعودتها من سفرتها مع زوجها والذي كان خلفها يضحك على فعلها بعد ان قطع رحلته معها مضطرا من أجل هذا الحدث الهام لابن عمه وشقيق روحه روح 
لولولولوي لولولولوي لولولولوي 
بس بس يا مچنونة جلبتي البيت وصحيتي النايمين
هتف بها غازي من وسط الدرج الذي كان يهبط منه ليعقب زوجها بمشاكسة له
تمتم بها غازي ردا له ليعقب عارف مكبرا في وجهه بابتسامته
المتوسعة
الله أكبر عليك وبتنبر في وشي كمان اشحال ان ما كنت محصلني على طول اها كنت هتعمل ايه
وانت دلوك اللي بتتكلم ع النبر!
ضاق حاجبيه في النظر اليها باندهاش حتى انتقل منها إلى الاخر باستهجان وتوعد مع انتباهه لهذه الابتسامات المستترة يدافع عن نفسه ببرائة
معلش يا واد عمي اختك زنانة وهي اللي فضلت تجرجر فيا لحد ما وجعتني بلساني ما انت عارف بجى شغل الحريم 
عقب غازي بغيظ مكتوم
هو السبب زن حريم برضوا ولا هي سهوكة رجالة
لا بصراحة هي سهوكة رجالة 
اقر بها عارف سريعا لينطلق بالضحك مرة أخرى حتى استفز الاخر يدفع شقيقته عنه ويهم ان يفتك به ولكنها اوقفته بقولها
بتلومه ليه ما انت لو كنت جولتلي من زمان كنت دليتك ع البنية من أولها دا انا اللي مدخلاها الاسطبل بيدي 
أثارت بقولها اهتمامه ليوجه سؤاله لها
بتجولي ايه انتي كمان فسري 
فقطع عارف درب الأماني المستحيلة بين الشقيقان بقوله
لا هو بإيدك ولا بإيده يا ست روح دا في الاول والاخر اسمه النصيب النصيب اللي جمعهم في الاخر بعد شتات زي ما جمعني انا كمان في الاخر بيكي يا ست البنات 
الټفت اليه تهديه ابتسامة ممتنة لتجاهله متعمدا ذكر سبب شتاتها هي ايضا عنه يذهب لمقصده وما يزعجه يمر عليه مرور الكرام وكأنه قاصد طمس الماضي بكل ما فيه 
فعلق غازي متأففا من الرسائل المبطنة التي يتبادلاها امامه بالتطلع ببعضها أمام عينيه مع وجود ذبذبات رائقة وفراشات ملونة تطير حوله في الأجواء لعشق على وشك 
انا جولت من الأول الواد ده اتعلم السهوكة ما تتلم ياد حتى البت علمتها البرود زيك 
هتفت جليلة وهي تدلف لداخل الغرفة ساحبة بيدها معتز ببشرته الندية وشعر رأسه المبتل بعد أن حممته جدته والتي تابعت بالسؤال مشاكسة لها
مالك يا بت ما بتروديش ليه ليكون كمان سرحانة معلش بجى ليكي عذرك 
تجاهلت المغزى الذي قصدت به جليلة فك جمودها واتجهت تفتح ذراعيها الاثنان لصغيرها والذي تلقف الدعوة ليركض على الفور يأخذ مكانه الطبيعي داخل حضنها الحنون لتغمم
بلاش منه الكلام والتلميحات دي يا ام عزب الواحد مفيهوش دماغ ليها من الاساس 
امال دماغك راحة ف ايه كمان دلوك
عقبت بها جليلة ردا لها وهي تجلس على طرف التخت المزدحم بأشياء العروس والتي عبست تجيبها
اللي في دماغي جوا حضڼي ياما يعني مش محتاح ادور عليه 
ربنا يخليه ويحفظه يارب 
تمتمت بها جليلة كغمغمة لتصمت بعدها تاركة المجال لابنتها ان كانت تريد الحديث وذلك تقديرا لحالتها والتي شردت هي الأخرى متذكرة قول سليمة الفاصل في حوارها الأخير معها
عايزاني اوافج انتي اللي بتجولي الكلام ده ياما 
ايوة انا اللي بجول الكلام ده رغم انه مفيش اصعب منه عليا لكنك شايفة اها جميع ما تروحي في حتة محدش سايبك في حالك سوا رجعتي بيت ابوكي او جيتي بيتي في كل الحالات مفيش سلام ولا امان 
تاني برضوا هتجولي مفيش امان حتى بعد الدنيا ما هديت وكل واحد راح لحاله 
مين اللي جالك ان الدنيا هديت
اجفلتها بالسؤال قبل ان تسترسل لها
مفيش حد راح لحاله طول ما في ورث الهم جاعد لازم تعرفي ان اللي جطع فرامل عربية جوزك عشان يخلص منه لساتوا عايش ومش هيستريح غير لما يوصل لنتيجة دا جدك عبد المعطي جالهالي وهو
على فرشة المۏت 
ايه هو اللي جالوهولك جدي عبد المعطي
سألتها بانتباه شديد وجاء رد الاخرى سريعا
خبرني ان الشخص نفسه اللي عمل العملة زاره في المستشفي بس للأسف مرديش يجولي الاسم
لم تكن شهقة تلك التي خرجت منها بل بدت وكأنها صړخة إجفال صاعقة مدوية لا تستطيع استيعابها
كيف ميجولش الاسم ازاي جاله جلب يخبي عليكي حاجة زي دي
قابلت سليمة لهفتها بقلة حيلة ترد
منور يا ابو الصلح منور البيت والبلد كلها  
هتف مرحبا به في منزله الجديد بعدما ارسل اليه من يقله من محطة قطار المحافظة حتى وصل به إلى هنا في البلدة وقد هييء له من الأشياء ما يجعله ينبهر بما يرى والاخر لا يكف عن التعبير عن إعجابه 
ايوة بقى ما شاء الله اللهم لا حسد البيت وديكور البيت حاجة الاجة فاخر من الاخر يعني برافو عليك يا عمر 
انبسط وجه الأخير واتسعت ابتسامة الزهو على فمه برده عليه
دا بس من زوقك يا ابوصلاح انت اللي عنيك حلوة زي ما بيجولوا او نجول من بعض ما عندكم احسن 
ارتسمت على وجه المذكور ابتسامة ساخرة يردد معقبا له
يااا راجل هو انت في حد قدك دلوقتي اصلا ما شاء الله يعني لاحسن تقول عليا بحسدك كمان 
اه بس الفصل يرجع ليك 
قالها بغموض ظاهرها امتنان اما في باطنها شيء آخر لم يخفى عن صديقه والذي عقب بمكر
يا عم الفضل لصاحب الفضل احنا بس مجرد اسباب المهم بقى انا فرحنالك اوي دلوقتي عشان ربنا كرمك اكتر من اي حد فينا لأنك شاطر وعرفت تلقط الفرصة كويس اوي وتستغلها احسن
استغلال بجد انا مبهور بيك يا صديقي 
بادله عمر الابتسام ليرد مندمجا معه بعد ذلك في احاديث شتى عن العمل هناك وما فعله هو هنا كبداية لتأسيس مشروع كبير يمكنه من رفع اسمه واسم عائلته لمكانة الوجهاء في البلدة بل والمحافظة نفسها حتى تطرقا لموضوع زواجه ولكن عمر أنهى سريعا كي لا يغوص في تفاصيل لا يود بالبوح بها امامها لينهض متحججا بالقاء نظرة على مأدبة الطعام التي تقام اليوم على شرفه وذلك بإعداد من شقيقاته يلقي عليهن تعليماته الأخيرة من أجل التجهيز للضيف المهم قبل الذهاب الى تلك الصغيرة في غرفتها 
هدير جهزتي زي ما جولتلك
هتف سائلا فور ان دفع باب الغرفة يدلف اليها ليجدها تقف واقفة امامه بزينتها الرقيقة كما شدد عليها تلف رأسها بحجاب يليق على لون العباءة 
انتي طالعة بعباية يا هدير
تبسمت تجيبه بطبيعية
ايوة ما هي عباية استجبال وغالية امال هطلع اجابله بجيبة وبلوزة
تخصر يتقدم نحوها وهو يردد خلفها باستهجان
ومتطلعيش ليه بجيبة وبلوزة انا مش منبه ان عايزك على سنجة عشرة تلبسي باللي يليج لمستوى جوزك 
قالها پغضب الجمها عن الرد لتلتزم الصمت في انتظار اختياره ولكنه أجفلها بغضبه يمسك القطع المعلقة امام عينيها واحدة تلو الأخرى بتأفف ليلقيها خلفه على الأرض بازدراء متمتما
ايه ده ايه ده ايه الجرف والهدوم المعفنة دي دا جميلة اختي المرة الكبيرة متلبسهاش ايه اللي ماليا بيه الدلاب دا يا بت
ابتعلت بحزن تنظر إلى اشياءها العزيزة لتجثوا على الأرض تتناولهم من خلفه باعتزاز عفوي منها
دي حاجتي اللي امي شايلهالي من وانا في ابتدائي امال كلها هدوم غالية ونظيفة والله 
دنى منها بأعين حمراء أثارت في قلبها الړعب يخاطبها بغيظ يفتك به
حاجة ايه يا غبية اللي انتي بتتكلمي عليها دي بجى انا اديكي فلوس واوصيكي تشتري من المحلات تجومي انتي تجيبي هدومك المركونة المعفنة 
المتها الشتيمة منه على اشياء طالما احبتها وبنت عليها احلامها مع فارس الأحلام في مخيلتها الصغيرة فردت بنبرة اسفة
الله يسامحك بس انا والله اشتريت بكل فلوسك من المحلات زي ما جولت لكن كمان مهانش عليا اسيب الحاجة الغالية دي مرميةواخواتي البنتة لساهم صغيرين ومطولين ع الجواز 
غبية حمقاء تضغط ببلاهتها على الجزء الكامن بداخله والذي يكرهه ويكره من يذكره به ولكنه مضطر ان بهادنها الان زفر دفعة كثيفة من الهواء الساخن بصدره ليساهم في تهدئته قليلا ليقترب منها يرفعها من ساعديها لتنهض وتقف مقابله ملطفا في مخاطبتها
اومأت تهز برأسها تراضيه رغم عدم فهمها لمعظم ما اردف به لتجيبه بطاعة
شطورة 
المرة دي انا اللي هنجيلك وبعدها هطلع اشوف الراجل المتأخر عليه ونأجل حكاية السلام دي بعد ما نتغدى احسن حتى تكوني لبستي براحتك 
دلفت بابتسامة متهكمة داخل غرفة الفتيات الصغار اثناء انشغال والدتها بتصفيف شعورهن من أجل تجهزيهم للحدث المطلوب لتردف لها ضاحكة باستهزاء
بتأنتكي البنات وتلبسيهم عشان فرح ابوهم ياما اما عجايب دي والله 
تجهم وجه فتنة تردد باستعلاء 
لا طبعا متمنعهمش ليفتكر ان احنا
زعلانين على الأجل خليهم يروحوا ويشوفوا جلة الأصل من الراجل اللي مستناش كام شهر على بعضهم وراح للمحروسة اللي كانت بتعلب عليه بحجة ولدها خليها تشبع بيه 
امتقع وجه رئيسة پغضب متعاظم لتصرف الفتيات بلطف حتى يذهبوا مع الرجل الذي أرسله ابيهم ليصحبهم معه ثم نهضت توجه تركيزها لها تخاطبها 
ليكونش غيرانة انه هيتجوز جبلك يا فتنة والله لو كان كدة لنجوزك في اجرب وجت شاوري بس انتي على واحد من اللي طلبوا يدك واتجدموا لابوكي 
داهية تاخدهم كلهم مين دي اللي غيرانة اصلا هو انا لو هتجوز هستني رأيك مين فيهم دول يملى عيني اصلا انا مش هتجوز غير اللي يليج لي ويكون سيد سيده غير كدة ما يملاش عيني حد 
قالتها وتحركت للخروج تظهر شموخا وكبرياء حتى في خطوتها امام تلك التي تسمرت تراقبها بصمت 
عن اذنك بجى يا ست الكل اروح اطمن على اخويا اللي رجع يدوب من سهرة امبارح اروح اشوف دا كمان ليكون مدايق ولا حاجة
خرج صوت رئيسة اخيرا تمتم في اثرها بتضرع
ربنا يهديكي يا بتي ولا يسترها معاكي احسن
تجاهلت فتنة ما وصل لأسماعها من والدتها لتواصل طريقها بعدم اكتراث حتى دلفت لغرفة شقيقها لتجده واضعا حقيبة السفر على الفراش يكدس بداخلها الملابس التي يتناولها بعجالة من خزانته لتبادره بسؤالها
رة من الوقت
بعد الشړ عليا وعلى حواليا جال جطر يفوت عليا جال ماشي يا ناجي رايح تدلع نفسك مع خواجبة تنسيك بت الفرطوس وجوازها من المحروس انا كمان من بكرة هطلع واشوف الدنيا مدام عدتي خلصت يبجى اعمل على كيفي عاد
وقف يستقبله قي نفس المكان الذي استقبله فيه اول مرة يرحب به بحفاوة في البداية ثم ما لبث ان يعبر عن استغرابه بالسؤال دون تكلف فالصداقة التي توطدت بينهما على مر السنوات تسمح للتباسط والحديث العفوي دون حسابات
ايه اللي جابك يا
عم هو انت موظف عشان تتنططلي كل حبتين وتاخد أجازة من الشغل المتكوم 
يا نهارك اسود دا بدل ما تقدر ان جاي اوجب واعمل بأصلي رغم انك مقولتليش تعالى ولا عبرتيني بكرت دعوة
هتف بها يوسف مستهجنا جلافة الاخر ليضيف عليه عارف والذي تدخل في الحديث معهم
جلة زوج يا عم يوسف وعدم تجدير اذا كنت انا واد عمه وهاين عليه يطردني من ساعة ما وصلت من السفر وجطعت شهر عسلي عشان خاطره باينه شايف نفسه علينا اكمنه عريس 
همس بالاخيرة غامزا ليرد على قوله غازي بغيظ
اهو انا مش غايظني من الصبح غير نبرك ما تهمد ياد انت كمان وخلي الليلة تعدي على خير 
قالها وانطلقت ضحكات الاثنان ليعلق يوسف بمرح 
دا باينه متوتر بجد والله مش تخمين زي ما انا شكيت ايه يا كبير هي دي اول جوازة ليك ولا ايه يا عم 
انت بتجول فيها انا عن نفسي بعتبرها اول جوازة ليه والله 
قالها عارف ليزيد من تأفف الاخر ليدفعهم بخشونة من أمامهم
شكلكم جاين بغرض تحفلوا عليا مش تباركوا امشي ياد انت وهو انجروا جدامي 
تلقا الاثنان الدفعة لينصاعا للأمر معبرين بالتفكه عن استسلامهم لينساقا امامه بخنوع
يا ساتر يارب شكلنا زعلاناه  
ما انت برضوا يا عم عارف كان لازم تقدر برضوا ان ابن عمك فعلا متوتر بس يا ترى متوتر ليه اااه
تأوه بالاخيرة تأثرا بقبضة قوية حطت على كتفه ذراعه من الخلف ليفمغم على اثرها ساخطا وهو يدلك عليها
ايه يا عم انا جاي ابارك مش جاي اڼضرب والله
تابع غازي يزجره بابتسامة مستترة
بارك الله لكما وجمع بينكم في خير 
ختم بها رجل الدين لتصدح اصوات الزغاريد من شقيقاته وبناتهن لتعج بالمكان وتملأه بالمرح والابتهاج ترافقها المباركات والتهنئة للعريس من الحاضرين القلائل من وجهاء العائلة وابناء عمومته والشباب الأصدقاء
والذي كان يتلاقاها بابتسامات يجاهد الا تفضحها اللهفة في التطلع نحو قمره الذي توسط الجلسة بالقرب منه في الناحية الأخرى بين النساء من أقاربها وسليمة المرأة القوية التي تزيده يوميا اعجابا بها يقسم ان يرد اليها أفضالها يوما ما وقد اتخذ هذا الأمر عهد عليه 
عانقه يوسف ليهمس بجوار اذنه بمشاكسة
الف مبروك لحبيبي اللي وشه نور بعد ما كتب الكتاب يارب يكون التوتر خف
قالها وتلقي بقبضة قوية على خصره يناظره غازي بخطړ
بطل جلة الحيا واتعدل بدل ما اعدلك 
خلاص يا عم انت محدش يهزر معاك ابدا  
قالها متوجعا يخفي تأوها لينزاح من أمامه باستسلام مغمغما
ربنا ع المفتري 
ضحك عارف المتابع لهما قبل ان يأخذ دوره في معانقة صديق طفولته بفرحة تنبع من قلب ذاق لوعة العشق ويعلم بحجم ما يكتنفه الاخر في هذه اللحظة
حبيبي يا صاحبي الف مليون مبروك ان جلبك خلاص ارتاح 
لا والله يا عارف لسة ادعيلي انا يدوب في بداية
الطريج حتى حطة جدمي مش على أرض ثابتة 
قالها بصدق شعر به الأخر فرد على قوله مطنئما
بكرة تثبت وتوصل انا واثق منها دي 
يا سيدي ربنا يطمن جلبك 
غمغم بها بتمني من القلب قبل ان يندمج في المباركات والتهنئة من الباقين
والى جمع النساء الاتي الټفت حولها ليباركن ويهنئنها واولهم كانت روح التي تعلقت بضمتها لها يغمر قلبها شعور تعدى الفرح تعدى الابتهاج تعدى كل المفاهيم التي قد توصف حتى حالتها الان
اقسم بالله ما جادرة اعبر ع اللي حاسة بيه دلوك جلبي بيرفرف جوا صدري وحاسة نفسي عايزة اتنطنط كيف العيل الصغير حبيبة جلبي اتجوزت اعز حاجة ليا في دنيتي اخويا وابويا وسندي اخيرا سره هيرتاح مع اللي اختراها جلبه
لم تفهم على مغزى عبارتها الأخيرة لتفسرها في الأخير ان التعبير المجازي من فرط فرحها بزواج شقيقها فخرج الرد منها بدبلوماسية 
الله يبارك فيكي يا روح دا بس من جلبك الأببض ونفسك الصافية انتي ربك خصك بالجمال من جوا ومن برا
وانت خصك بكل حاجة حلوة  
قالتها لتعود لضمھا مرة أخرى حتى اعترضت من الخلف شقيقتها الكبرى وجدان
ما كفاية بجى أحضان يا بت انتي واديها نفسها 
او تدي فرصة لغيرك انا بجالي ساعة كمان عايز ابارك لعروسة اخويا العسل
تمتمت بها نادرة الشقيقة الوسطى أثارت بها الضحكات من البقية لتعقب فاطمة الجدة الكبرى تدلي بدلوها هي الأخرى
وهي برطمان عسل عايزين تلحسوه ما تسيبوا العسل لصاحبه خبر ايه
قالتها بإشارة واضحة من كفها نحو المقصود لتعلوا اصوات الصخب من الجميع وتتكفل وجدان بالرد هامسة بتحذير امام العروس التي كتمت بكفها على فمها وقد اكتسحها خجل شديد وسط الغمزات واللمزات الضاحكة من النساء وحياء الفتبات الصغيرات
ما تهدي شوية يا فاطنة كسفتي العروسة والبنتة يا مرة دا انا مردتيش اجيب ام ايمن مخصوص عشان متفضحناش تجومي انتي تاخدي دورها النهاردة 
اعترضت فاطمة بسجيتها 
وه وانا جولت ايه يا به مش هو دا اللي هيحصل و لا هما هيخشوا و 
بووو 
تمتمت نادرة تقاطعها مقهقهة كي لا تستفيض بعفويتها
فحسمت وجدان بندائها
طب احنا نفضها احسن بجى وننده على صاحب الشأن
تعالي يا عريسنا تعالي لعروستك لبسها شبكتها يا كبير ناسك
تقدمت بخطوات مترددة نحو الجلسة التي تجمع زوجها مع الضيف الغريب الهام تحمل عدد من اصناف الحلوى على صنية فضية باهظة الثمن اخرجتها من نيشها الغالي من أجل عيون زوجها العزيز كي تشرفه امام ضيفه العزيز والذي بدا لها من الوهلة الاولى صدق الوصف وذلك من ملابسه الغالية كزوجها وحذائه الامع بشدة كفيه الناعم بشدة لرجل لم يعرف معنى الشقاء في حياته رغم تباسطه في الحديث مع زوجها والذي انتبه لها الان ليقف يستقبلها بابتسامة ادهشتها
تعالي يا هدير
تقدم نحوها يتلقف الصنية منها ليضعها على الطاولة الزجاجية الصغيرةقبل ان يسحبها من كفها برقة يقدمها للأخر
تعالي يا حبيبتي اتعرفي على صاحب الغربة العزيز على جلبي دي زوجتي العزيزة يا عم صلاح 
نهض المذكور ليصافحها بدماثة وأدب جم
يا اهلا يا اهلا يا مدام اتشرفت بيكي 
اهلا اهلا متشكرة حضرتك  
تمتمت بها بتوتر لتتبادل معه ومع زوجها بعض الكلمات المقتضبة على عجالة قبل ان تنصرف سريعا من امامهم بعد ان انتهت اخيرا من المهمة الثقيلة على قلبها
تترك زوجها يغمره شعور الزهو بعد ان نفذت تعليماته بدقة وبدت بالشكل اللذي يليق به حتى علق الاخر بما ضاعف من شعوره 
برافو عليك يا عمر عرفت تنقي بصحيح انا كنت فاكرك اتخميت لما فاجأتني ان فضلتها عن اللي كانت شاغلة بالك 
حمد لله ربنا بيعوضني بعد الشجا 
اضاف صلاح على اثناءه ولكن بمغزى غامزا بطرف عينه
لا وعيلة صغيرة كمان تربيها على كيفك وتعوضك بقى عن 
صلاح 
قاطعه بحزم متابعا بتحذيره
انا جولت ان دا موضوع وانتهى فترة واتمحت خلاص من حياتي
اومأ على الفور الأخير بابتسامة ماكرة
خلاص يا عم متزعلش اوي كدة انا بس كنت بناغشك 
الكلام ده مفيهوش مناغشة جولت خلصت يبجى حتى السيرة ماتتجابش 
نهى بها بحزم اخرص الاخر ولجمه عن المواصلة فى مشاكسته
رفعت جليلة الصغير لتأخذه منها بعد ان غفى بين يديها لتنهرها ببعض اللطف والحزم
كفاية بجى يا نادية سيبني امشي 
استني ياما  
اعترضت تتشبث بها ولكن جليلة حزمت بصرامة هذه المرة لتتناوله منها وتنهض به
الواد نام وشبع نوم عايزاه في ايه تاني تكونيش عايزة تبيتيه معاكي ع السرير كمان
تهكمت جليلة بالاخيرة ولكن ابنتها التقطتها حجة لتردف
طب وايه يعني مش هو بيحب معتز ولا من أولها هيكشر فيه كمان
تبسمت جليلة وقد وصلها ما يكتنف ابنتها في هذا الوقت لترد على قولها بسخرية 
من اول يوم عايزاه ينام ما بينكم يا بت اتعدلي وبطلي شغل العيال الصغيرة 
فالتها وتحركت للذهاب مغادرة الغرفة على الفور تاركة ابنتها تفور من الغيظ لفعلها
لتغمغم متطلعة في الفراغ الذي تركته بتصميم
ماشي ياما هو فعلا شغل عيال صغيرة وانا بجى مش هخليه يجربلي الليلة دي خالص لازم اصر عليه يسيبني براحتي ان شالله حتى اطلع من هنا على اؤضة ولدي انام فيها مش عاملي فيها حنين وراجل زين يوريني بجى زينته دي
كانت غارقة في افكارها والوعود التي تأخذها على نفسها حتي انتبهت على صوت حمحمة خشنة تعلم مصدرها جيدا
فالټفت نحوه فور ان شعرت به يدفع باب الغرفة ويدلف اليها يتقدم بخطواته الرتيبة البطيئة نحوها 
قلبها يضرب بسرعة چنونية وبذهنها تعيد في ترديد الكلمات التي تحفظها منذ الامس بضرورة تركه لها الليلة ومزيد من الليالي القادمة حتى تعتاد عليه وعلى الوضع الجديد قي كونها زوجة له
انتظرت حتى اقترب ليجلس بجوارها على طرف التخت وما همت ان تبادره بطلبها حتى سبقها هو
بسم الله ما شاء الله تبارك الرحمن فيما خلق 
اخجلها بغزله المباغت لها يرافق كلماته التطلع لها بهيام أذهلها فقد كان كالتائه ما بين بحر ريمها الاسود وبين الملامح الصافية بجمال يأسر قلب عاشق يتلوى بأنين عشق يكويه 
كيف يصفها لا يجد في قاموسه اللغوي الضعيف من الأساس ما يليق بوصفها كيف يعبر عما يحدث بداخله الان لقد وصل لمرحلة يرثى لها ان يزيد الخفقان الۏحشي بصدره حتى يخدر اطرافه فيتمكن من رفع يده بصعوبة لېلمس على الشلال الحريري الاسود يسترسل في شرح حالته الصعبة
تعرفي حلمنا واحنا عيال صغيرين يا نادية لما كنا نرفع راسنا للسما وكل واحد فينا يبص للنجوم يفتكرهم جريبين فيجدر يجمعهم أو يمسكهم بالوهم ما بين أطراف صوابعه
قطبت تطالعه بعلامة استفهام كبيرة ارتسمت على ملامحها ف استطرد موضحا
وانا مش هلومك انك مخدتيهاش زيي ولا اتعذبتي في الشوج اللي هرس جلبي في الدوير والبحث ع البت الحلوة اللي شوفتها مرة واحدة وخدت جلبي معاها كنت ھموت عشان اعرف مكانك وانتي جاري ومن بنات عمي كمان 
انا دلوك بس حاسس اني عايش 
بس انا عايزة اجولك 
اشش 
حن عليكي ما تجولي اي حاجة تاني بلاش تفوجيني من الحلم وحياة اغلى ما عندك يا نادية 
حتى وان كان الطريق الي قلبها طويلا فهو لن يمل كي يصل إليه ولن ييأس حتى تصير زوجته بقلبها قولا وفعلا 
يتبع 
كدة انتهاء
الجزء الاول هنا واللي هنواصل بيه ان شاء الله هو الجزء التاني من الرواية باسم نسائم الروح ودا بداية لمرحلة جديدة في حياة الابطال 
تابعوا يا قمرات