نزفيلا إرث العادات
صوبها حد التحام أنفاسهما ليهمس أمامها وهو يتتبع تفاصيل وجهها بانامله گ عادته أوعدك ياشروق هنفذ ليكي أي طلب تطلبيه..إلا اني اسمحلك تسبيني.. وقتها هحاربك انتي شخصيا لحد ما افوز بيكي تاني..مهما كان المشور لصفحك طويل.. همشيه حتى لو على الأشواك..وزي ما ضيعتك هرجعك تاني.
بطنها يزداد بروزا بينهما هي على نفس حالة الرفض لواقعها..أحبائها لم يرحلوا عنها..تنتظر زوجها وصغارها كل يوم تحيا بوهم عودتهم من مكان لا تعلمه.
ببراءة تساءلت حور لتتماسك شروق عن البكاء وهي تجاريها مثلما أمرها الطبيب ماهو مايعرفش انك حامل يا حور.
_ ليه محدش قاله قولوله يرجع بولادي.. ليه أخدهم معاه وسابني لوحدي
ثم تحسست بطتها البارز بتيه أبني هيتولد وهما بعيد عني.
أشاحت شروق وجهها عنها تدراي تدفق الدموع التي خدشت مقلتيها وقناع وجهها يتشقق كاشفا مدى ضعف قوتها التي نفذت.. هذا كثير عليها.. كثير..الأيام تمر والبائسة تتعشم بمعجزة وتنغمس أكثر بوهم عودة من رحلو عنها..كيف يعودون من رحلوا!..كيف!
متى ترضى بقدر الله وحكمه وتدرك رحمته بها..
أخذ زوجها و الصغار لكنه منحها ما تقتات عليه روحها وتملأ به حياتها.
ثمة ثمرة تنمو بحشاها تنتظر النضوج لتتفتح وتدب بها ومعها الحياه.. فلتتقبل قدرها وترحب بعطايا القدر لها.
يا الله كن عونا لتلك المكلومة وامنحها قبسا من قوتك وحولك لتتحمل القادم.
لم يكد يصله صوتها مستغيثا عبر الهاتف حتى انتفض وهو يطمئنها قدر استطاعته أهدي يا شروق أنا هتصرف..خليكي معاها وانا هكلم الدكتور حالا.
مظهره المتماسك لم يخدعها هي تعلم ضخامة حجم قلقه على حور..وكم خدش روحها هذا الخاطر الأخرس بعقلها وأشعل فيها غيرتها الفطرية..نعم هي ساندت حور بكل صدق وشفقة لكنها لن تنسى انه فكر أن يتزوجها يوما..وربما مازالت الفكرة قائمة..وما الذي يؤد فكرته والسبب مازال قائما.. طفل شقيقه الراحل الذي ينتظر بين لحظة وأخرى أن يصدح صراخه معلنا قدومه للحياة..هل سيتخذه تيمور سببا جديدا ليتزوجها..تنهدت وهي تهمس بخۏفت شديد لسه الدنيا مخبيا لينا اختبار جديد يا تيمور..ياترى نتيجته هتكون نجاح ولا رسوب
سقطت شفته السفلى ببلاهة لا يصدق.. تؤام كيف هذا.. كان يطن. أن أرملة أخيه تحمل طفل وحيد!
_ بجد تؤام يا دكتور بس حضرتك ماقولتش كده
ابتسم الطبيب الذي بدا شديد التعاطف معه
بصراحة طمعت اشوف رد فعلكم بعد الولادة.. تقدر تعتبرها مفاجأة حبيت افاجئكم بيها.
مش عارف اقولك ايه يا دكتور.. مش هنسي ابدا انسانيتك واهتمام بحور لحد ما وصلنا للحظة دي.
وجفف دموعه قائلا بلهفة
ممكن اشوفهم.. هما ولدين صح
_لأ. ولد وبنت.
حمد ربه بخشوع ثم قال طب وهي عاملة ايه
_ هي لسه تحت تأثير البنج والتؤام مع طبيب الأطفال بيكمل فحصهم شوية وتشوفوهم.
أغفلته فرحته الجمة عن ملاحظة نظراتها الحزينة الخائڤة من القادم..ومع هذا لم تخذله وهي تربت على ظهره داعمة فرحته وقلبها يبكي عانقته بقوة لعلها أخر مرة تكون قريبة منه لهذا الحد..فلتستعد لنهاية المطاف..لم يعد أحد يحتاجها الآن حور قريبا ستنال عافيتها وتهتم بطفليها كما ستعود الحياة بجسد والدته وترد فيها الروح بقدوم الصغيران وتتعافى هي الأخرى ابتعد عنها ليحاكيها بفرحة واضحة أمي لما تشوف التؤام هتنسى حزنها وتعبها كله وصحتها هترجع تاني.. صح يا شروق.
كأنه بتساؤله يستدعي الأمل لنفسه لتهز رأسها له بتأكيد وغيمة من الدمع تغشاها صح يا تيمور..مامتك هتخف لما تشيل ولاد ابراهيم بين ايديها..وكل حاجة هترجع زي ما كانت.
غفل ثانيا عن قصدها وجذبها معه ليطمئنا على حور وطفليها..وداخلها يولد قرار أكيد بوجوب الرحيل.
_ ممكن اخد التؤام لماما تشوفهم تحت ولا غلط انا استنيت أسبوع عشان نكون اطمنا عليهم.
قالها تيمور لوالدة حور التي هزت رأسها مرحبة
ميجراش حاجة يا ابني خدهم وخد بالك منهم..حور نايمة وهتصحى علي معاد رضعتهم.
_ إبراهيم وخديجة.
همستها بلوعة أم باكية ليحتضن تيمور رأسها بصدره وهو يشاطرها نفس حالتها أيوة يا أمي ابراهيم اللي كانت روحه في خديجة رجعلها تاني.. ولاد اخويا اهم بين ايديكي هيعوضومي غياب الغالي.
لا تصدق عيناها..إبراهيم عاد إليها بتؤام من صلبه
كأنه ترك علي وجه الصغير نسخة مصغرة من ملامحه ليرثها من بعده جال بخاطرها ذكرى مثل هذه منذ سنوات وهي تحمل أبيهم بين ذراعيها..نفس الحجم وحركات كفه