انا لها شمس لروز أمين جديدة
لها ما حدث معه بالأمس
المفروض إننا في نيابة يعني المواعيد ليها إحترامها وقدسيتهامش واقفة في فرنة بلدي علشان أستنى ساعة واتنين لما صاحب الفرنة يحن عليا ويديني دور في طابور العيش
أشار للعامل ليخرج ثم تراجع بمقعده الهزاز وأخذ يدور يمينا ويسارا وهو يرمقها بعينين باردتين كالصقيع ليقول بنبرة ذات مغزى
ابتسمت ساخرة بجانب فمها بعدما تأكدت من حدسها لتتحدث بذات مغزى
طب كويسكدة يبقى صفينا حساباتنا ممكن بعد إذنك نبدأ التحقيق علشان ألحق ميعاد شغلي
رفع سماعة الهاتف الأرضي دون أن يلتفت إليها قائلا بجمود
تعالى لي في مكتبي حالا يا سامي
الإسم
والسن والعنوان والحالة الإجتماعية
اجابته بثقة
إيثار غانم محمد حسان الجوهري
عندي ثمانية وعشرين سنة ساكنة في مدينة نصر عنواني بالكامل موجود في البطاقة اللي مع حضرتك
الحالة الإجتماعية مطلقة
ضيق عينيه مستغربا لينفض سريعا تلك الافكار التي اقټحمت مخيلته ليلقي عليها سؤالا تلو الأخر
إنتهت من تقديم إفادتها ليتحدث بجدية
كدة خلصنا
نهضت بحدة ثم تحدثت وهي تستدير للمغادرة
أوقفها صوته البارد حيث قال قاصدا استفزازها وكأنه أعجب بحالة التنافر والتجاذب التي خلقت بينهما منذ أن إلتقيا بالأمس
هتمشي من غير ما تدوقي قهوتنا
إلتفت تنظر عليه بجبين مقطب وعقل غير مستوعب نهض وإلتف حول مكتبه ليقف أمامها لقد كان مظهره جذابا للغايةتطلعت لطوله الفارع وجسده الرياضي الذي ظهر من خلال ثيابه حيث كان مرتديا بدلة سوداء وقميصا مماثلا محكمان على جسده مع وضعه لربطة عنق رمادية اللون ورائحة عطره المميزة التي ملئت أرجاء المكان ليتعمق بمقلتيها بعينيه الحادتين اللتان تتابعاها بدقةليتحدث بنبرة هادئة وكأنه تحول لأخر
إزداد إنعقاد حاجبيها ليستطرد هو بكلمات متقطعة لتجعل منه مثيرا
قهوة فؤاد علام زين الدين
كان ينتظر رضوخها لسطوة وسامته كغيرها من النساء اللواتي قابلهن بحياته فجميعهن يذوبن بمجرد رؤيته وكعادته لم يبالي بهن وكأنهن والعدم سواءفما بالك بتلك التي يقف أمامها ويحدثها بكل ذاك الإهتمام لكنها فاجأته بنظراتها الحادة حيث تحدثت بذات مغزى
ابتسم باستفزاز وتحدث قائلا
إنت مش لسة قايلة من شوية إننا صفينا حساباتنا
ليسترسل بمداعبة في محاولة منه بتلطيف الاجواء
خلينا نشرب قهوة على الأقل مايبقاش ليك جمايل عليا.
أنا متأخرة على شغلي يا افندم فياريت لو مفيش حاجة خاصة بالتحقيق تسمح لي أمشي... قالتها بملامح وجه حانقة ليشير بكف يده باتجاه الباب بملامح تحولت لمقتطبة بفضل إسلوبها المنفر لتقول هي باستياء
بعد إذنك
خرجت كالإعصار ليتأكد حينها بأنها وصلت للمنتهى مما فعله به تنفس بهدوء ليعود لمكتبه من جديد متابعا عمله ولكن بذهن شارد بتلك الفرسة الجامحة وهذا النوع من النساء الذي يصادفه للمرة الأولى بحياته
في تمام الساعة الثانية عشر ظهرا
دخل منزله كالإعصار المدمر حتى استقر بمنتصف البهو ليهتف بنبرة صاخبة زلزلت أركان المنزل بأكملها
سمية إنت ياللي إسمك سمية
خرجت من المطبخ لتهرول إليه لتتبعها ياسمين ومروة اللتان كانا يتابعان تجهيز الغداء تحت ارتيابها من عدم إجابة زوجها إلى الأن على إتصالاتها المتكررة لكنها كبتت إنزعاجها بناءا على تعليمات إجلال الصارمة وقفت أمامه بجسد مرتجف بعدما رأت ڼارا مشټعلة بعينيه الغاضبة ليمسكها من ذراعها يهزها پعنف شديد وهو يقول بسخط
جوزك فين خ
إبتلعت لعابها وظهر الړعب بعينيها لمحت إجلال قد خرجت من غرفتها لتنظر إليها بنظرات مستنجدة استشاط داخله من صمتها لېصرخ بوجهها
ماتردي يا بت جوزك فين
فيه إيه يا حاجبتزعق ليه...جملة قالتها إجلال بداخلا مړتعب ليهتف الاخر صارخا
فيه إن بنت ناصرة ضحت علينا وقالت لك إمبارح إن جوزها نايم فوق وهو بايت برة البلد كلها
اتسعت عيناه عندما رأى عدم تفاجيء زوجته بالموضوع بل أنها أمسكت كفه لتفلته من فوق ذراع تلك التي تكاد تفقد أنفاسها من شدة رعبها
سيبها وتعالى نتكلم في أوضتنا يا حاج
قطب جبينه وسألها بتشكيك
أسيبها إزاي بقول لك البت قرطستني
هي جت الفجر خبطت علينا وقالت لي وانا محبتش ازعجكوقولت أكيد سرح في الوقت مع أصحابه ونام عند حد منهم...قالت كلماتها بهدوء كي تحسه على الاسترخاء لكنها فوجئت باحتدام ملامحه ليهمس مذهولا
يعني مرات إبنك كانت جاية تقول لنا علشان نشوف البيه بيتسرمح في انهي داهية تاخده لوش الفجر وإنت اللي منعتيها تتكلم
زفرت بضيق مع تقليب عينيها بضجر لتهتف ناهرة إياه بنبرة حادة
هو كان حصل إيه للغاغة اللي إنت عاملها دي كلها يا نصر
رمقها پغضب ليصيح ملقيا اللوم عليها
حصل إن إبنك بايت في القسم يا ست إجلالإبن نصر البنهاوي