رواية المحترم البربري
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
الفصل الأول والفصل الثاني من رواية المحترم البربري بقلم منال سالم
على غير المتوقع والمعتاد في مثل تلك النوعية من الحفلات عالية التنظيم رفضت الخروج للسير على الممر الرخامي ضمن باقي العارضات المستعدات لأداء عرضهن المميز قبل أن تتلقى باقي أجرها وكاملا مدت آسيا يدها نحو الراعي الرسمي لذلك الحفل وهي ترفع رأسها للأعلى في إباء وكبرياء واضح تأملها الأخير بنظرات مطولة دارسة لكل تفصيلة في وجهها المتوهج بمساحيق التجميل التي ضاعفت من جمالها ومن إشراق ناولها الشيك النقدي قائلا
ردت عليه وهي تنظر له باستعلاء من عينيها الفيروزتين
حقي!
اختطفت منه الشيك بإصبعيها ثم رفعته ڼصب عينيها لتقرأ ما دونه فيه من أرقام خيالية التوى ثغرها بابتسامة صغيرة ساحرة شاعرة بالبهجة لحصولها على مبتغاها أبعدته عن أنظارها لتحدق في وجه الراعي مكملة حديثها معه ببرود
اعمل حسابك دي أخر مرة هاشتغل فيها هنا
مش معقول ده احنا عندنا ديفيلهات تانية و....
قاطعته مشيرة بإصبعها
خلاص كفاية عليا كده أنا راجعة مصر!
رفعت يدها لتتلمس شعرها المعقود كعكة لتتأكد من تناسقه ثم التفتت نحو المرأة متأملة مظهرها الفاتن بدلال يليق بها تسمر الراعي في مكانه للحظات محاولا استيعاب قرارها الصاډم بترك كل شيء والسفر هكذا دون سابق إنذار هتف متسائلا وكأنه يفكر بصوت مسموع
حدقت آسيا عبر النافذة الزجاجية والتي كانت تحتل مكان الجدار بأكمله في شكل المباني الشاهقة متأملة تصميمهم الإبداعي اللافت للأنظار تنهدت بعمق لترد باقتضاب حاسم
أيوه
وقف خلفها يسألها بجدية عله ينجح في إقناعها بالعدول عن رأيها
طب ليه كل طلباتك مجابة وكل أوامرك بتتنفذ أول بأول يعني...
زهقت!
تحرك خطوة أخرى نحوها ليصبح في نفس مستواها نظر لها بتوسل مقروء في عينيه وهو يستعطفها
طيب إيه رأيك لو نزلتي في سيزون الصيف احنا لسه عندنا شغل كتير اليومين دول وبصراحة مقدرش أستغنى عن واحدة زيك معروفة اطلبي اللي إنتي عاوزاه وأنا تحت أمرك
ده أخر ما عندي
هز رأسه بأسف فشل في مسعاه معها ضغط على شفتيه وهو يسير مبتعدا عنها محدثا نفسه
خسارة بجد الجمال ده مايكملش هنا!
التقطت أذنيها ما قاله فأغمضت عينيها نافضة عن عقلها ما تكبدته من مشاق ومصاعب لتصل إلى تلك المكانة المميزة وتغدو من أشهر عارضات الأزياء في الوطن العربي اعتدلت في وقفتها لتبدو أكثر شموخا استدارت للخلف لتبدأ في السير بخطواتها الواثقة فقد حان الوقت لتقديم أخر عروضها هنا قبل أن يحين موعد إقلاع طائرتها العائدة إلى أرض الوطن.
تمام هاخدها!
اتسعت
ابتسامة البائع على الأخير فبيع قطعة كتلك ستزيد من ربحه خاصة إن كان المشتري الرجل الأكثر ثراء في عالم البناء والمقاولات رد بلا تفكير
تحت أمرك يا معتصم بيه!
لم يكن بحاجة لتبديل