السبت 23 نوفمبر 2024

رواية كاملة لأيمي نور

انت في الصفحة 10 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز


اليوم بره
ومابشفهوش غير اخر الليل
قدرية بعدم اكتراث
علشان هبلة قلتلك هاتى حتة عيل تتلبخى وتلبخيه بيه بس هقول ايه خايبة طول عمرك
نظرت لها حبيبة باستنكار تفتح فمها دهشة من حديثها لكن قدرية تجاهلتها تنادى على العاملة بالمنزل التى اتت اليها تهرول مسرعة تجيبها
ايوه يا ستى ٱمرينى
قدرية بجمود
خلصتى تنضيف الاوض هنا ولا لسه وراكى حاجة

هزت نجية راسها بالايجاب قائلة بلهفة
كله تمام يا ستى بس لسه اوضة المكتب هنضفها بس
قدرية بحدة
طب ولسه معملتهاش ليه اجرى اخلصى واعمليها وتعالى يلا حضرى الفطار زمان سيدك جلال وباقى الرجالة نازلين
اومأت نجية بالايجاب تسرع باتجاه المطبخ تغيب بداخله لثوانى ثم تأتى وهى حاملة لادوات النضافة ذاهبة باتجاه غرفة المكتب التى لم تغب بداخلها كثيرا بل اسرعت تخرج منها سريعا مرة اخرى لتهف قدرية بها باستنكار وحدة توبخها
ينيلك انتى لحقتى تنضفيها يا مصېبة
هزت نجيه راسها بالرفض وهى تقترب منها تنحنى فوق اذنيها هامسة بخشية
سيدى جلال نايم فى المكتب ياستى انا قلت اخرج اقولك الاول واشوف هتقولى ايه
التمعت عينى قدرية بالنصر والسعادة قائلة بابتسامة فرحة
متأكدة من كلامك يابت
ابتعدت نجية عنها تهز راسها بالايجاب لتهمس قدرية بتشفى
ده كده حلو اووى ..والله شكلك عرفتى تعمليها يابت ياسلمى
عقدت حبيبة حاجبيها بعدم فهم تسال والدتها
عملت ايه يا ماما مش فاهمة وبعدين جلال نايم فى المكتب ليه وسايب اوضته
التفتت لها قدرية تهتف بها بحدة
ملكيش دعوة وقومى فزى صحى اخوكى وتعالى
زفرت حبيبة بقوة تنهض من مكانها سريعا باتجاه المكتب فلا تغب بداخله سوى دقائق ثم خرجت سريعا يتبعها جلال بخطوات ثقلية من اثر النوم لتسأله والدته بلهفة وخبث
نايم فى المكتب ليه يا جلال خير يا بنى فى حاجة
زفر جلال يمرر يده فوق وجهه فى محاولة لازالة اثار النعاس من عليه ثم يضعها فى شعره المشعث يرجعه الى الخلف بأنامله قائلا باقتضاب
مفيش حاجة حصلت .. الظاهر النوم سرقنى وانا بشتغل
لم تتغير نظرة الخبث والسرور داخل عين قدرية لكنها حاولت اظهار تمررها لامر قائلة
طب يا حبيبى اطلع يلا ظبط حالك وصحى مراتك وانزل يكون الفطار جهز
تجهم وجه بشدة لحظة ذكرها امامه لتعلم قدرية صدق حدثها حين قال بحدة
هى ليله لسه منزلتش
لوت قدرية شفتيها قائلة وهى تتنهد باسف مصطنع
وهى من امتى بتنزل من بدرى كده ولا بتنزل هنا من اصله غير على الاكل وبس
اشتعلت عينى جلال بالڠضب ينادى على نجية بصوت حاد جهورى لتأتى مهرولة على الفور ليحدثها جلال قائلا
اطلعى حالا اندهى ست ليله اقولها دقايق وتكون ادامى حالا واخلصى يلا بسرعة
هزت نجية راسها بالايجاب تهرول سريعا باتجاه الدرج لكن اتى صوت جلال الصارم يهتف بها يوقفها قائلا
تعالى انتى خلاص انا هطلع بنفسى اجيبها
ثم تحرك بخطوات سريعة عڼيفة تنطق خطوط جسده بالڠضب والعڼف يقفز كل درجتان معا حتى غاب عن الانظار لتلتفت حبيبة الى والدتها تهمس بقلق وتوتر
مكنش ليه لزوم الكلمتين دول ياماما وهما شكلهم امورهم مش مظبوطة مع بعض
اعتدلت قدرية فى جلستها تستند بظهرها الى الخلف براحة كأنها تستعد لمشاهدة فيلمها المفضل قائلة بأبتسامة خبيثة فرحة
اسكتى انتى ملكيش دعوة خليه يعرفها مقامها فى البيت هنا ايه من اولها
كانت تجلس فوق الفراش بملابسها منذ ليلة امس عينيها مسهدة مرهقة تظهر اسفلها الهالات السوداء دليل على عدم نومها منذ الامس فبعد ماحدث بينهم وبرغم حديثه المؤلم المهين لها لكنها اخذت ټعنف نفسها بأنها لم يكن من المفترض منها ان تكون هذه ردة فعلها او تقول له ما قالته وتتهمه بالطمع بها وبأموالها فهى تعلم جيدا ومن البداية السبب وراء زواجهم فهو لم يخدعها ولم يوعدها بما ليس فى استطاعته تقدميه لها لذا ليس خطأه مايراه فيها وليس ذنبه انها لم تكن الزوجة المناسبة له فكل الذنب يقع على عائلتها هى من وضعتها ووضعته فى ذلك الموقف والذى على ما يبدو ان لا امل لهم من المرور به لذا جلست هنا فى انتظاره تنوى التحدث معه بهدوء وتروى لعلهم يصلون لنقطة يستطعون البدء منها ....
قطعت افكارها حين فتح الباب پعنف يظهر جلال من خلاله ليقف مستندا على اطاره بكتفه مكتفا ذراعيه فوق صدره وهو ينظر اليها باقتضاب فنهضت واقفة سريعا تحاول لملمة خصلات شعرها المشعثة من حولها وجهها قائلة بتلعثم وارتباك
جلا..ل ....انا ...كنت
قاطعها بحدة هاتفا بها متجاهلا ندائها له
انتى قاعدة عندك لحد دلوقت ومنزلتيش ليه تشوفى شغل البيت مع الشغالين 
اتسعت عينيها پصدمة تسأله مذهولة
اشوف ايه ! ومع مين !
تخل جلال عن وقفته المسترخية فوق اطار الباب يتقدم منها بخطوات ثقيلة بطيئة فلاحظت هى خلال تقدمه منها حالته المشعثة والارهاق الظاهر فوق ملامحه ايضا تراقب تقدمه منها بتوتر حتى وقف امامها ينحنى فوقها هامسة بصرامة وحدة
اللى سمعتيه يابنت المغربى .من هنا ورايح انتى مش اكتر من خدامة عندنا بالنهار.. وجارية ليا بليل
حاولت الابتعاد سريعة عنه ترفع وجهها اليه بحدة تنوى الرد عليه بما يليق به لكنه لم يمهلها الفرصة وهنا كما لو انه ادرك حالها لينسحب بعيدا عنها فاخذت تنهت پعنف فى محاولة لالتقاط الانفاس تنظر اليه بهلع وهى ترى وجهه وقد نحت من حجر فلم تهزه ولو لثانية حالتها المضطربة وهلعها الظاهر فى عينيها بل انحنى مرة اخرى فوقها لتنتفض مبتعدة بوجهها عنه للخلف پخوف وارتعاب فأرتفعت ابتسامة شرسة فوق شفتيه هامسا من بين انفاسه بشراسة ساخرة
خوفتى لااا ..دى اللى حصل ده نقطة فى بحر اللى هيحصل بينا بعد كده ..اومال هنجيب الولاد اللى هيورثوا منك الارض ازاى.. مش ده كلامك ليلةامبارح
انها ارضك وارض ولادك ...يبقى خليكى اد كلامك يا شاطرة
 تشعر بدوار يلفها لكنه لم يتحرك من مكانه ناحيتها بل تركها تعانى مر حالها يخطو ناحية الباب قائلا ببرود وعدم اكتراث
ورايا حالا على تحت ومن هنا ورايح شغل البيت كله عليكى ومسمعش منك غير كلمة حاضر ونعم بس
فتح الباب لكنه لم يخرج منه بل وقف امامه للحظة ثم يلتفت ناحيتها يراقب شحوبها وارتجافها بجمود يكمل محذرا لها بحدة وقسۏة
واياكى .فاهمة اياكى اسمع شكوى واحدة من اى حد فى البيت هنا منك حتى ولو من اصغر حد فيه
ثم خرج كالعاصفة خارج الغرفة لټنهار جالسة فوق الفراش مرة اخرى عينيها
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 17 صفحات