رواية تمرد عاشق الجزء الثاني همسات مبعثرة البارت التاسع الحادي عشر
انت في الصفحة 1 من 12 صفحات
البارت التاسع والعاشروالحادي عشر
البارت التاسع
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
كل ما بداخلي ټحطم وتبعثر أصبحت أشلاء تناثرت فوق صفحات البحر ربما الخۏف من المجهول يسكنني وتلك الدمعات تأسرني ولكني فقدت إحساسي بالأمان وثقتي بالأزمان.
كان متجها للخارج للمغادرة من عمله... فجأة تيبست قدمه عندما رأها تسرع إليه
ثم وقفت أمامه للحظات تنظر إليه
وقف أمامها وجها لوجه فتجمد الاثنان للحظات هو بإضطراب مشاعره وهي باشتياقها الذي لم تعرف ماهيته
دنت منه بإشتياق حبيبة ولم يدع التفكير لدى عقلها إذ ألقت نفسها بأحضانه... لا تعلم لماذا فعلت ذلك ولكن هذا ما هيأ لها قلبها
وقف كالآلي لم يشعر بما حوله سوى تلك النبضات الهادرة من قفصه الصدري
أغمض عيناه محاولا أخذ أنفاسا... ولكنه شعر بإنسحاب الهواء من حوله وتيبس جسده....
ياالله.. ماهذا الشعور القاسې الذي أشعر لقد انقبضت ضلوعي بقوة معتصرة قلبي دون رحمة
حمحم حتى يخرج حاله من ذاك الموقف الذي لا يعلم ماهو هويته
خرجت من حضنه وهي تبتسم كأنها لا تفعل شيئا
وحشتني جدا على فكرة وسألت بابا عليك قالي حضرتك مشغول وطبعا كالعادة بابا وسفرياته فمعرفتش أوصلك إلا مع هذا الكائن...
قالتها وهي تشير باستخفاف لبيحاد الذي وقف عاقدا ذراعيه مستندا على الجدار... ينظر بغموض لكليهما
اتجه بنظره لبيجاد ولكن كأن لسانه لم يعرف النطق وحروفه هربت من النطق
شعر بيجاد بتخبطه... إتجه إليه واقفا أمامه
أنا معرفش حضرتك إتعرفت عليها إمتى.. بس لقيتها النهاردة بتقولي عايزة تقابلك... أصلها شافتنا مع بعض في البيدج
أومأ برأسه عندما وصل لحالة عدم السيطرة في مشاعره المتخبطة
جذبته من ذراعيه وهي تردف بسعادة
سيبك منه... رغاي أوي... كنت طالبة من حضرتك خدمة
أشار إليهما بالتقدم لمكتبه
كل هذا دون حديث
نظرت غنى لبيجاد وعزمت أمرها وهي تتحرك سريعا متجهة للداخل
جذبها بيجاد من ذراعيها وأردف بسخرية
اهدي إيه اللي يشوفك يقول تعرفي الراجل بقالك سنين...
قال جملته الاخيرة بتمهل وكأنه قاصدا ردود الفعل من كليهما ثم اكمل إسترساله
تعالي نروح شكله مشغول
دفعته بقوة وأردفت
مهمتك إنتهت حضرة الكابتن العظيم...
دنت منه وهي تنظر لمقلتيه پغضب
روح نام بدل ماانت صايع طول اليوم مع الاجنبيات
ثم جذبها بقوة حتى أصبحت بأحضانه
تعرفي أنا لو دخلت الڼار هيكون بسببك
قالها وهو يلف خصله من خصلاتها المتمردة حول إصبعه
تأوهت عندما جذبها بقوة
اتلمي ياغنى... علشان أفضل الكابتن اللذيذ بتاع الاجنبيات ومقلبش لفريد شوقي... ثم ضيق عيناه وتسائل
وبعدين مالك ومال إعجابهم بيا
قاطعهما جواد عندما تحدث
تعالى يابيجاد
بكلية الشرطة
خرج من كليته يتحدث بهاتفه
ياسين قدامك اد إيه
أجابه ياسين عندما اعتذر من الشخص الذي أمامه
لسة قدامي ساعتين ياجاسر فيه حاجة
صعد لسيارته وأردف
لا ياحبيبي أنا قولت نروح مع بعض... نظر لهاتفه على مكالمة قيد الإنتظار
تمام هسيبك واعدي على بابا
بعد إغلاقه مع أخيه
أيوة ياروبي
كانت تجلس بحديقة المنزل تستنشق بعض الهواء الربيعي المنعش
جاسر قدامك كتير... أنا زهقت من القعدة لوحدي
تنهد بحزن على حالة إخته الصغرى.. وأختنق حلقه
حبيبتي قدامي نص ساعة.. إتصلي بجنى خليها تيجي تقعد معاكي أو أشغلي نفسك بالبيانو شوية
تمام ياجسورة هشغل نفسي وأحاول اعملكم كيك الشيكولت لحد ما مامي ترجع أصلها كلمتني وقالت عندها عمليات كتير النهاردة
وصل جاسر أمام القسم بعدالذي يعمل به والده بعد دقائق ترجل من سيارته وتحدث بحب لاخته
تمام ياروبي كتري الشكولت علشان خاطر جسورة
ضحكت بصوتا ناعم لأخيها
جسور عليه يؤمر بس وروبي تحت التنفيذ
دلف للقسم ومازال يتحدث
هو أوس مش في البيت ولا أيه
أجابته بهدوء
لا راح إسكندرية... قالي كدا
هز رأسه واردف
تمام ياحبيبتي... نص ساعه بالكتير وهنكون عندك
دلف لمكتب والده كالمشاغب
أنا جيت حضرة اللوا المعظم... ولكنه قاطع حديثه عندما وجد بيجاد يجلس بمقابلة والده وتلك الغريبة التي لم يراها قبل ذلك
سكن لثواني يتأمل قسمات وجهها ثم تحرك بهدوء ينظر لوالده الذي ابتسم له ورغم إبتسامته إلا أن عيناه تحكي الكثير
أشار جواد على جاسر
تعالي حبيبي... رفعت نظرها لجاسر وتلاقت نظراتهما بمشاعر مختلفة
وقف أمام بيجاد
إازيك يابيجاد عامل إيه
كويس ياجسور... ليك وحشة
اومأ جاسر وكأن عقله مغيب ينظر لتلك الغريبة القريبة
ظل جواد يوزع نظراته بين جاسر وغنى وحدث حاله
ياترى ياجاسر حسيت باللي حسيت بيه
طالعته غنى بابتسامة ثم نظرت لجواد
دا إبن حضرتك
توقف جواد وخطى إلى أن وصل لوقوف جاسر ثم ضمھ
دا إبني الكبير... تقدري تقولي روحي الأكبر
نظر جاسر لوالده وترقرق دمعه... من حديث والده المبطن بالحزن
حاول بيجاد التخفيف من تلك المقابلة التي جنت له بعض الشئ...
ماتقعد يالا بتبحلق في البت كدا ليه.. ايه اتكونش بتشبه ولا عجبتك
ثم داعبه بنظره مرحة
لو بتشبه هنا أعذرك.. لكن لو معجب
دي فيها رقاب
ظل جواد صامت لا يتحدث ولكن بخبرته فهم مايرمي إليه بيجاد
نظر لبيجاد وضيق عيناه وتسائل بخبث
وجاسر هيشبه عليها ليه يابيجاد
رفع حاجبه متزامنا مع شفته العلوية
ايه ياحضرة اللوا أنابقول مجرد إقتراح
حضرتك اللي طبعت الكلمة
مازال جاسر ينظر إليها وهناك شعور بداخله إنه رآها قبل ذلك... ولكن أين
أغمض عيناه محاولا إستكشاف إين رأى تلك الشخصية القريبة من قلبه الغائبة عن عقله
ساد صمتا على الجميع للحظات.. كان جواد
يجلس بوجه يكسوه الحزن يبدو كأنه يريد الحديث والبوح عما يشعر به.. ولكن كيف وهو مجرد إحساس... زفر قاطعا صمتهم
باباكي عامل إيه... ثم تذكر شيئا متجها لبيجاد
مقولتليش يابيجاد إيه اللي عرفك بغنى.. تسائل بها بغموض
مط شفتيه ورفع حاجبه عندما شعر بمراوغة جواد
تقدر تقول صدف سعيدة ياعمو... بس إيه رأيك
ضيقت غنى عيناها وتحدثت بسخط
صدف منيلة بنيلة والله ياحضرة اللوا... دا عاملي زي عفريت العلبة... ساعات فيه صدف بتكون نقلة في حياتنا... وساعات صدف بتكون باردة
جذب جاسر بيجاد من ذراعيه
دي الجرل فريند ياكابتن ولا إيه
نظر إليها واستقرت عيناه على ملامحها البريئة بطريقة توحي لعاشق برسم ملامح حبيبته... هنا شعر بدقات عڼيفة بين جنبات صدره لأول مرة يشعر بها حينما تحدث جاسر
الصراحة ذوقك حلو وجذاب والبنت طعمة ولذيذة
لماذا شعر پغضب إجتاح اوردته وشعور الغيرة يتملك منه لا يعرف كيف سيطرت على قلبه في ذاك الوقت القياسي
اتجه بنظره لجاسر
لا ياخفة مش الجرل فريند دي صديقة ونزل عينك من عليها
رفع حاجبه بشقاوة كالأطفال
باين صداقة بس... دا عيونك دي هتاكلها.. ولا الغيرة اللي بتنط منك
كانت غنى تتحدث في ذاك الوقت مع جواد
حبيت أشكرك على يوم المستشفى
ضيق عيناه وتسائل
مش فاهم قصدك إيه
فركت يديها وتحدثت
يوم ماكنت مضايقة بسبب تعب ماما وحضرتك قعدت معايا اليوم دا... بصراحة هونت عليا كتير ثم أكملت إسترسال حديثها
هو حضرتك ليه معنتش بتروح المستشفى... يعني بقالك شهر وسألت كتير ومحدش يعرف
كانت نيران ملتهبة ټحرق أحشاؤه من الداخل من حديثها وصدمة قوية